المجموع : 38
لَبيبُ بُشرَكَ فَالأَيّامُ قَد رَضيَت
لَبيبُ بُشرَكَ فَالأَيّامُ قَد رَضيَت / وَلِلمَسَرّاتِ أَفراحٌ وَتَغريد
وَلِليّالي صَفاءٌ بعد أَن كَدُرَت / تَرجوكَ صفحاً وَسيفُ الغَدرِ مَغمودُ
فَاِهنَأ بِنَجلِكَ إِنَّ السَعد أَرَّخَه / لَبيبُ دامَ لكَ المَحفوظُ محمودُ
طابَ الزَمانُ وَهذي مصرُ قد شَربَت
طابَ الزَمانُ وَهذي مصرُ قد شَربَت / كأسَ المَسَرّاتِ تُجلى من يدِ البُشرى
وَذا هو الشَوقُ يَحدونا إلى ملِكٍ / كُبرى الأُمورِ لدى هِمّاتِه صُغرى
وَذا هو العيدُ وَالإِقبالُ أَرَّخَه / تَوفيقُ مِصرَ به أَعيادُنا كُبرى
مولايَ وافاكَ عامٌ مُشرِقٌ بهِجٌ
مولايَ وافاكَ عامٌ مُشرِقٌ بهِجٌ / فيه لآمالِ هذا القُطرِ تحقيقُ
أَبشِر بهِ فَلِسان السَعد أَرَّخَه / صافاكَ عامُ العُلا وَالخيرِ توفيقُ
إِن هَيَّم الشعراءَ الثَغرُ وَالريقُ
إِن هَيَّم الشعراءَ الثَغرُ وَالريقُ / وَشاقَهُم كَأسُ صَهباءٍ وَإِبريقُ
فَلى بمجدِك تَوفيق العُلا كلَفٌ / لَم يَثنى عنهُ هَيفاءٌ وَمَعشوقُ
حَقَّقتَ آمالَ مِصرٍ حينَ كانَ لها / إلى عُلاك مدى الأَزمانِ تحديقُ
وَهَدَّ حُكمُك ركنَ الظالِمينَ وَقَد / عَدَلتَ حَتّى أَحبَّ الحَقَّ مَحقوقُ
وَشِدتَ في مصر فخر الاخفاءَ له / فَلَيسَ يُنكِره في الكَونِ زِنديقُ
فَالعَينُ ما طَمَحَت إِلّا رَأت أَثرا / لهُ بِتاجكَ تَرصيعٌ وَتَنسيقُ
مَولايَ وافاكَ بِالإِقبال عيدُ فِداً / بِالبِِر وَاليُمن مَصحوبٌ وَمَرفوقُ
قَد راقَه ما به تَمتازُ من هِمَمٍ / فيها لآمالِ هذا القُطر تَحقيقُ
فَعِش لأمثالهِ طولَ المَدى فَرِحاً / وَاِسعَد فَأَنت بِعَين اللَهِ مَرموقُ
وَاِهنَأ به فَصفاءُ الوَقتِ أَرَّخَه / عيدُ الفِداءِ بِبِشرِ جاءَ تَوفيقُ
وافاكَ يا زينَةَ الدُنيا وَبَهجَتَها
وافاكَ يا زينَةَ الدُنيا وَبَهجَتَها / عامٌ بِصَفوِ اللَيالي ظَلَّ مَرموقا
وَهذه أَلسُنُ البُشرى تُؤرِّخه / في كلِّ عام نَرى العِزِّ توفيقا
مولايَ في مِثلِ هذا اليَوم قَد قُرِنت
مولايَ في مِثلِ هذا اليَوم قَد قُرِنت / آمالُ مصرَ بِإِنجازٍ وَتَوفيقِ
وَنَسَّقَ السَعدُ لَمّا أَن وَليتَ به / شَتاتَ شَملِ المَعاني أَيَّ تَنسيقِ
فَاِهنَأ فقد قالت البشرى مؤرِّخةً / بِمِصرهِ لِيَدُم كرسيُّ توفيقِ
مولايَ إنّ الزمانَ صافٍ
مولايَ إنّ الزمانَ صافٍ / وَالعيدُ في حُسنهِ كبيرُ
فَاِجتَل بشرَ الزمان نَضراً / فذاكَ رَوضُ المنى نَضيرُ
وَاِهنَأ وَقل لِلزَمان أَرِّخ / تَوفيقُ عيدُ الفِدا بَشيرا
شُكراً على ما بدا من صِدقِ وُدِّكُم
شُكراً على ما بدا من صِدقِ وُدِّكُم / فَإِنَّني من صَميم القَلب مَمنونُ
وَاللَهِ ما بِعتُكم حُبّا بِغَيرِكُم / وَلو فعلتُ إذاً إِنّي لِمَغبونُ
وَإِنَّما قد قَضى أَمرُ المَليك بذا / وَكلُّ عبدٍ بِأَمر المَلكِ مَرهونُ
وَبعدُ فَالقَلب إِن أَجسامُنا اِفتَرَقَت / مقيَّدٌ بحبال الوُدِّ مَقرونُ
فَأَسأَلُ اللَهَ إِبقاءَ الهناءِ لكم / إِنَّ الهناء بحمد اللَهِ مَضمونُ
أُخَيَّ هذا هو القاموس مختَصَرا
أُخَيَّ هذا هو القاموس مختَصَرا / ضَمَّت صحائِفه في طَيِّها عَجَبا
يجاوِرُ اللَفظُ فيه اللَفظَ يَنفحُه / معنىً يكون له إِن ينتَسِب نَسَبا
يا رائِدَ الشِعر لا تَقرَب مناهِلَه
يا رائِدَ الشِعر لا تَقرَب مناهِلَه / إِلّا وَراءَ دليلٍ صادقِ النَظَرِ
وَإِن حَفِظتَ فلا تَحفَظ سوى كلمٍ / غُرٍّ جوامع مِثلِ الآيِ وَالسُوَرِ
ما كُلُّ شَيءٍ تراه ناضِراً زَهَرٌ / شَتّانَ بينَ هَشيمِ النَبتِ وَالزَهَر
يا طالِبَ الدُرِّ بحرُ الشِعر ثمَّ فِقِف / هذي معادِنُه ملآى من الدُرَر
أوتيتَ سُؤلكَ فَاِقرَأ ما تَخَيَّرَه / من خالِد الشِعر سامى خالِدُ الأَثَر
مسجَّلا في كِتابٍ قيِّمٍ حَفِلٍ / بِقَولِ كلِّ طويلِ الباع ذي خَطَرِ
نِعَمَ الكتابُ وَما أَمسَت صحائِفُه / وَأَصبَحت تهبُ الأَيّامَ من غُرَر
خُذ ما حواه وَأَغفِل ما تَجنَّبَه / وَاِستَغنِ عن عاطِل الأَوراقِ بِالثَمَر
يا قائِلَ الشِعر خذ لِلشِّعر أُهبَتَه / وَطِر به في سماء الحُسنِ أَو فَذَر
لا تَأخذَن بِتَلابيبِ الكلامِ وَكُن / من أَني َرُدَّك مَدحورا على حَذَر
في النَثر إِن لم تَعُد بِالفَخرِ قافيةٌ / على امرىء صاغها سلوى لِمُفتَخر
كَم عَربَدَ الغِرُّ حولَ البَيت يَقرِضُه / وَآبَ بعد جهادٍ بيِّنَ الحَصَر
شعرُ الفَتى عِرضُه الثاني فَأَحرِ به / أَلّا يشوَّه بِالأَقذارِ وَالوَضَر
فَاِنقُد كلامَكَ قبلَ الناقِدينَ تحُط / ثاني النَفيسَين من لَغوٍ ومن هَذَر
وَاِقرَأ فديتُك تَأمَن ما تُحاذِره / من قارىء هازىءٍ أَو قارىءٍ ضَجِر
يا رَبَّةَ الفَضلِ يا فَخرَ النِساءِ وَهَل
يا رَبَّةَ الفَضلِ يا فَخرَ النِساءِ وَهَل / تَرضينَ إِن قُلتُ بَل يا طَلعَةَ القَمَرِ
يا أُمَّ اِسكَندَرٍ بَل يا سَمِيَّتَهُ / تيهي على دولَةِ الأَقلامِ وَاِفتَخِري
هذي الطُروسُ وَفي أَضلاعِنا مُهجٌ / أَبلى بَلاءَكِ أَنّي شِئتِ تَنتَصِري
هلّا نَظَمتِ لنا شَيئاً نَقَرُّ بهِ / من ذلكَ الشِعرِ بل من تِلكمُ الدُرَرِ
هَلّا كَتَبتِ لأَربابِ النُهى جُمَلاً / تَسيرُ كَالمِثلِ الساري مدى الدَهَرِ
عَوَّدتِنا بعضَ عاداتٍ عُرِفت بها / كَالنَجمِ بِالضَوءِ أَو كَالعَينِ بِالأَثَرِ
أَو كَالزُهورِ بِرَيّاها إِذا عَبِقَت / في الرَوضِ أَو كَأَخيكِ الظَبي بِالحَورِ
فَاِجرى على ذلكَ الطَبع الذي هَبَطَت / على الوَرى منه آيُ السِحرِ وَاِبتَكِبري
فَالقَومُ إِن مِستِ أَو أَرسَلتِ قافِيَةً / كلٌّ لهُ وَطرٌ ناهيكِ من وَطرِ
لِلَّهِ أَنمُلكِ اللاتي هَزَزنَ لنا / مِنَ البَلاغَةِ غُصناً ناضِجَ الثَمَرِ
هل البَدائِعُ إِلّا ما جَلَوتِ لنا / مِن نَفثَةِ السِحرِ أَو مِن نَفحَةِ السَحَرِ
لكَ الإمارةُ وَالأَقوامُ ما بَرِحَت
لكَ الإمارةُ وَالأَقوامُ ما بَرِحَت / بكلِّ عالي الذُرا في الكونِ تَأتَمِرُ
لو لم تَرثها لما أَلقَت أَعِنَّتَها / إِلّا إلَيكَ خلالٌ كلُّها غُرَرُ
يَاِبن الأُلى لو أَطلّوا من مَضاجِعِهِم / يوما عليكَ لَقالوا إيه يا عُمَر
أَعَدت أَيّامَهُم في مِصرَ ثانيةً / حتى تَوَهَّمَ قومٌ أَنَّهُم نشِروا
وَسِرتَ سيرتَهُم حتى كأنَّهمُ / إذا خطَرتَ بِأرض مرّةً خَطروا
لِلَّهِ درُّكَ كم نَبَّهتَ من هممٍ / تُثنى على أَهلِها الآصالُ وَالبُكرُ
وَكم تَعهَّدت جرحى من أُسودِ وغىً / إن يَكشِر الدهرُ عن أحداثهِ كَشَروا
مستنجِداً من بني مصرٍ إلى شَممٍ / إذا رأوا ثُلمةً في حوضِهم جبَروا
مستَهمياً هامياً واليلُ في وَجلٍ / من أَن تجودَ به أيمانكُم حَذِرُ
حتى تَفاهَمت الأرحامُ وادَّكَرَت / ما بينها الأَهلُ وَالخَلّانُ وَالأُسَر
وَآذنَ البرُّ بِالسُقيا وما فَتِئَت / منهم وَمنكَ صنوفُ البرِّ تُنتَظَرُ
وَحرَّكَت كلَّ كفٍّ بِالنَدى مِقَةٌ / حتى تَعَجَّبَت الأَنهارُ وَالغُدرُ
وَالناسُ إن قام يَستَسقى الكريمُ لهم / سحائبَ الفضلِ بَشَّرهُم فَقد مُطروا
يَأبى علاءُ سعيدٍ أن يُشابههُ / إلّا أينَ دوحتِه إن قامَ يَفتَخِرُ
ما زالَ يحمَدهُ رائيكَ مُدَّكِراً / وَالأَصلُ بِالفَرعِ إن حاكاهُ يُدَّكَر
يا غرَّةَ العامِ جوزي الأُفقَ صاعدةً
يا غرَّةَ العامِ جوزي الأُفقَ صاعدةً / إلى السماءِ بآمالِ المحبّينا
إِنّي سَأَلتُ لكِ الأَيّامَ صافيةً / يا مَيُّ قولي معي بِاللَهِ آمينا
ياِبنَ الأُلى رَسَخَت أحلامهُم وَرَسَت
ياِبنَ الأُلى رَسَخَت أحلامهُم وَرَسَت / إِذ الأَكفُّ مجانينٌ مهاويسُ
لا تدخُلِ الحانَ والصُفّاعُ ثائِرَةٌ / حتّى تُقامَ حوالَيكَ المَتاريسُ
وَقُل لِصُدغكَ يَستَقبِل وُفودَهُمُ / بالبابِ إنَّهمُ قومٌ مناحيسُ
يا آلَ مُرّاكشٍ وَفدُ الغِناءَ أَتى
يا آلَ مُرّاكشٍ وَفدُ الغِناءَ أَتى / من مِصرَ يَسعى لِمَولاكُم على الراس
لا تُنكِروا نُكتَةً في طيِّ بَعثتِه / فَالعودُ أَحسَنُ ما يُهدى إلى قاسي
يا أَيُّذا الفَيصَلُ المُزجى زَواجِرهُ
يا أَيُّذا الفَيصَلُ المُزجى زَواجِرهُ / صوبَ السَفينِ وَثَوبُ السَوسِ سَربَلَهُ
أَشكوكَ كُوكَكَ كَي يَنفكَّ عن جَنفٍ / قد كان كَلّاً وَكلٌّ ملَّ كَلكَلَهُ
أَباتَني وَالجِرِشّي حَشوُها ضَجَرٌ / إن مَسَّ شَقِيَّ خُشبُ الفُلكِ قَلقَلَهُ
أُفٍّ لها دُجيَةً شوساً أَساوِدُها / صَرَعنَ مِنِّيَ صِلّاً لا حِراكَ لهُ
لَلعَودُ والنابُ في وَعثاءِ وَخدِهما / خيرٌ لِمُعلوِّطٍ يَبغي تَرَحُّلَه
يا راحةَ القَلب يا شُغلَ الفُؤادِ صلى
يا راحةَ القَلب يا شُغلَ الفُؤادِ صلى / مُتَيَّماً أنتِ في الحالَينِ دُنياه
زيني النَدِيَّ وَسيلي في جوانِبه / لُطفاً يَعُمُّ رعايا اللُطفِ رَيّاه
رَيحانَةٌ أنتِ في صَحراءِ مُجدِيةٍ / من الرَياحينِ حَيّانا بها اللَهُ
إن غابَ ساقى الطِلا أَو صَدَّ لا حرجٌ / هذا جَمالُكِ يُغنينا مُحَيّاه
أَقصِر فُؤادي فما الذِكرى بِنافِعةٍ
أَقصِر فُؤادي فما الذِكرى بِنافِعةٍ / ولا بِشافِعَةٍ في رَدٍّ ما كانا
سلا الفُؤادُ الذي شاطَرتهُ زمناً / حملَ الصَبابَةِ فاِخفِق وَحدكَ الآنا
ما كان ضَرَّك إِذ عُلِّقتَ شمسَ ضُحىً / لو ادَّكَرتَ ضَحايا العِشقِ أَحيانا
هلّا أخَذتَ لهذا اليَومِ أُهبَتَهُ / من قَبلِ أَن تُصبِحُ الأَشواقُ أَشجانا
لَهفي عَلَيكَ قَضَيتَ العُمرَ مُقتَحِماً / في الوَصلِ ناراً وفي الهِجرانِ نيرانا
يا آسِيَ الحَيِّ هل فَتَّشتَ في كَبدي
يا آسِيَ الحَيِّ هل فَتَّشتَ في كَبدي / وهل تَبَيَّنتَ داءً في زَواياها
أوّاهُ من حُرَقٍ أودَت بِأكثَرِها / ولم تَزَل تَتَمَشّى في بَقاياها
يا شَوقُ رِفقا بِأَضلاعٍ عَصَفتَ بها / فَالقَلبُ يَخفِقُ ذُعراً في حَناياها
يا مَورِداً كنتُ أَغنى ما أَكونُ بهِ
يا مَورِداً كنتُ أَغنى ما أَكونُ بهِ / عن كلِّ صافٍ إذا ما باتَ يُرويني
عندي لمائكَ والأَقداحُ طَوعُ يدي / ملآي من الماء شَوقٌ كادَ يُرديني