المجموع : 10
ما هاجَكَ اليَومَ مِن رَسمٍ وَأَطلالِ
ما هاجَكَ اليَومَ مِن رَسمٍ وَأَطلالِ / مِنها مُبينٌ وَمِنها دارِسٌ بالِ
بَينَ السَنامِ وَهضميهِ وَذي بَقَرٍ / كَأَنَّها صُحُفٌ يُخطها تالي
دارٌ لِقَيلَةَ إِذ قَلبي بِها كَلِفٌ / أَقَوَت مَنازِلُها مِن بَعدِ أَحوالِ
تَمشي النِعاجُ بِها وَالعينُ مُطفِلَةٌ / إِلى رَواشِحَ قَد حَفَّت وَأَطفالِ
ظَلَلتُ فيها كَئيباً غَيرَ مُضطَلِعٍ / هَمّي وَأَسبَلَ دَمعي أَيَّ اِسبالِ
وَجَسرَة الخَلقِ مَنفوجٍ مَرافِقُها / عَيرانَةٍ كَوبيلِ القشِّ شِملالِ
صَعلٌ أَتاهُ بَياضٌ مِن شَواكِلِهِ / جَونِ السَراةِ أَجَشَّ الصَوتِ صَلصالِ
يَغدو عَلى شُسُبٍ شُعثٍ عَقايِقُها / كَأَنَّ تَصويتَهُ تَصويتُ اهِلالِ
أَو فَوقَ أَحقَبَ يَقرو رَملَ واقِصَةٍ / في رَعلَةٍ كَشَقيقِ التَجرِ أَمثالِ
قَد خُضِّبَ الكَعبُ مِن نَسفِ العُروقِ بِهِ / مِنَ الرُخامى بجنبي حَزمِ أَورالِ
هَبَّت عَلَيهِ سَمومُ الصَيفِ لاهبَةً / وَكَفَّتِ الماءَ عَنهُ صَدرَ شَوالِ
إِلّا الثِمادَ فَما يَنفَكُّ يَحفِرُها / في رَأَسِ شاهِقَةٍ عَيطاءَ مِظلالِ
خُضراً كُسينَ دُوَينَ الشَمسِ عَرمَضَهُ / أَو طُحلُباً بِأَعالي اللِصبِ أَوشالِ
كَأَنَّ كَوكَبَ نَحسٍ في مُعَرَّسَةٍ / أَو فارِسِيّاً عَلَيهِ سَحقَ سِربالِ
فَعارَضَت بِكَ في خَرقٍ لَهُ قَثَمٌ / تَزقو بِهِ الهامُ ذي قَوزٍ وَأَميالِ
تُنادي الرَكبُ جاروا عَن طريقِهِمُ / وَيَتَّقونَ بِهادٍ غَيرِ مِضلالِ
إِن تُعرِضي وَتَضِنّي بِالنِوالِ لَنا / فَواصَلن إِذا واصَلتِ أَمثالي
إِنّي صَبورٌ عَلى ما نابَ مُعتَرِفٌ / أُصَرِّفُ الأَمرَ مِن حالٍ إِلى حالِ
أَنمى إِلى مَجدِ أَجدادٍ لَهُم عَدَدٌ / مُذَلِّلينَ لِوَطءِ الحَقِّ اِزوالِ
القائِمينَ لِأَمرٍ لا يَقومُ لَهُ / إِلّا هُمُ وَمَحاميلٌ لِأَثقالِ
وَالمُطعِمينَ إِذا هَبَّت شآمِيَةٌ / تَذري الهَشيمَ وَثَمَّ الدِندَنِ البالي
وَمَرصَدٍ خائِفٍ لا يَستَطيفُ بِهِ / مِنَ المُسامِحِ إِلّا المُشفِقِ الخالي
قَد عَوَّدوهُ قياداً كُلَّ سَلهَبَةٍ / تَنطو الخَميسَ وَنِعمَ الجَوزِ ذَيّالِ
يَجذِبنَ في قَودِ الأَرسانِ قافِلَةً / مِثلَ القَسِيِّ بَري أَعطافَها الغالي
جُلمودُ بصرٍ إِذا المِنقارُ صادَفَهُ
جُلمودُ بصرٍ إِذا المِنقارُ صادَفَهُ / فَلَّ المُشَرجَعُ مِنها كُلَّما يَقَعُ
أَحالِماً كانَ أَم رازَ الصَبوحُ بِهِ
أَحالِماً كانَ أَم رازَ الصَبوحُ بِهِ / فَظَلَّ يَفسُدُ شَيئاً لَيسَ مَوجودا
لَم يَكسُ مِن وَرَقٍ مُستَمطِرٌ عودُ
لَم يَكسُ مِن وَرَقٍ مُستَمطِرٌ عودُ /
صَردٌ يُوَقِّصُ بِالأَقدامِ جُمهورُ
صَردٌ يُوَقِّصُ بِالأَقدامِ جُمهورُ /
يا مَن لِقَلبٍ شَديدِ الهَمِّ مَحزونِ
يا مَن لِقَلبٍ شَديدِ الهَمِّ مَحزونِ / أَمسى تَذَكَّرَ رَيّا أُمَّ هارونِ
أَمسى تَذَكَّرَها مِن بَعدِ ما شَحَطَت / وَالدَهرُ ذو غِلظَةٍ حيناً وَذو لينِ
فَإِن يَكُن حُبُّها أَمسى لَنا شَجناً / وضأَصبَحَ الرَأيُ مِنها لا يُؤاتيني
فَقَد غَنَينا وَشَملُ الدَهرِ يَجمَعُنا / أُطيعُ رَيّا وَرَيّا لا تُعاصيني
تَرمي الوُشاةُ فَلا تُخطي مَقاتِلَهُم / بِصادِقٍ مِن صَفاءِ الوُدِّ مَكنونِ
وَلي اِبنُ عَمٍّ لَهُ خُلقٌ وَلي خُلُقٍ / قَد اِختَلَفنا فَأقليهِ وَيَقليني
أَزرى بِنا أَنَّنا شالَت نَعامَتُنا / فَخالَني دونَهُ بَل خِلتُهُ دوني
لاه اِبنُ عَمِّكَ أَفضَلتَ في حَسَبٍ / عَنّى وَلا أَنتَ دَيّاني فَتَخزوني
وَلا تَقوتُ عِيالي يَومَ مَسغَبَةٍ / وَلا بِنَفسِكَ في العَزّاءِ تَكفيني
فَإِن تُرِد عَرَضَ الدُنيا بِمَنقَصَتي / فَإِنَّ ذَلِكَ مِمّا لَيسَ يُشجيني
وَلا يُرى في غَيرِ الصَبرِ مَنقَصَةٌ / وَما سِواهُ فَإِنَّ اللَهَ يَكفيني
لَولا أَياصِرُ قُربى لَستَ تَحفَظُها / وَرَهبَةُ اللَهِ فيمَن لا يُعاديني
إِذاً بَرَيتُكَ بَرياً لا اِنجبارَ لَهُ / إِنّي رَأَيتُكَ لا تَنفَكُّ تَبريني
إِنَّ الَّذي يَقبِضُ الدُنيا وَيَبسطُها / إِن كانَ أَغناكَ عَنّي سَوفَ يُغنيني
واللَهُ يَعلَمُني وَاللَهُ يَعلَمُكُم / وَاللَهُ يَجزَيَّكُم عَنّي وَيَجزيني
ماذا عَلَيَّ وَإِن كُنتُم ذَوي رَحمي / أَن لا أُحِبَّكُم إِذ لَم تُحِبّوني
لَو تَشرَبونَ دَمي لَم يَروَ شارِبُكُم / وَلا دِماؤُكُم جَمعاً تُرَوّيني
وَلي اِبنُ عَمِّ لَو أَنَّ الناسَ في كَبَدٍ / لَظَلَّ مُحتَجِزاً بِالنَبلِ يَرميني
عَبّاس إِن لَم تَدَع شَتمي وَمَنقَصَتي / أَضرِبكَ حَيثُ تَقولُ الهامَةُ اِسقوني
دَرمٌ سِلاحي فَما أُمّي بِراعِيَةٍ / تَرعى المَخاضَ وَما رَأيي بِمَغبونِ
إِنّي أَبِيُّ أَبِيٌّ ذو مَحافَظَةٍ / وَاِبنُ أَبِيٍّ أَبِيٍّ مِن أَبِيّينِ
لا يُخرِجُ القَسرُ مِنّي غَيرَ مَأَبِيَةٍ / وَلا أَلينُ لِمَن لا يَبتَغي ليني
عَفٌ نَدودٌ إِذا ما خفتُ مِن بَلَدٍ / هوناً فَلَست بِوَقّافٍ عَلى الهونِ
كُلُّ اِمرِئٍ صائِرٌ يَوماً لِشيمَتِهِ / وَإِن تَخَلَّقَ أَخلاقاً إِلى حينِ
إِنّي لَعَمرُكَ ما بالي بِذي غَلَقٍ / عَنِ الصَديقِ وَلا خَيري بِمَمنونِ
عِندي خَلائِقُ أَقوامٍ ذَوي حَسَبٍ / بِالمُنكَراتِ وَما فَتكي بِمَأمونِ
وَأَنتُم مَعشَرٌ زَيدٌ عَلى مائَةٍ / فَاِجمَعوا أَمرَكُم شَتى فَكيدوني
فَإِن عَلمتُم سَبيلَ الرُشدِ فَاِنطَلِقوا / وَإِن جَهِلتُم سَبيل الرُشدِ فَأتوني
قَد كُنتُ أُعطيكُمُ مالي وَأَمنَحُكُم / وُدّي عَلى مُثبَتٍ في الصَدرِ مَكنونِ
بَل رُبَّ حَيٍّ شَديدِ الشَغبِ ذي لَجَبٍ / دَعَوتُهُم رَهناً مِن بَعدِ مَرهونِ
رَدَدتُ باطِلَهُم في رَأسِ قائِلِهِم / حَتّى يظلوا خُصوماً ذا أَفانينِ
عَبّاسُ لَو كُنتَ لي أَلفَيتَني بَشَراً / سَماحاً كَريماً أُجازي مَن يُجازيني
وَاللَهِ لَو كَرِهَت كَفّي مُصاحَبَتي / لَقُلتُ إِذ كَرِهَت قُربي لَها بيني
يا دارَ أَسماءَ بَينَ السَفحِ فَالرُحب
يا دارَ أَسماءَ بَينَ السَفحِ فَالرُحب / أَقوى وَعَفّى عَلَيها ذاهِبُ الحقبِ
فَما تَبَيَّنَ مِنا غَيرُ مُنتَضِدٍ / وَراسِياتٍ ثَلاثٍ حَولَ مُنتَصِبِ
وَعَرصَةِ الدارِ تَستَنُّ الرِياحُ بِها / تَحِنُّ فيها حَنينَ الوالِهِ السُلُبِ
دارٌ لا سماءَ إِذ قَلبي بِها كَلِفٌ / وَإِذ أُقَرِّبُ مِنها غَيرَ مُقتَرِبِ
إِنَّ الحَبيبَ الَّذي أَمسَيتُ أَهجُرُهُ / عَن غَيرِ مَقلِيَّةٍ مِنّي وَلا غَضِبِ
أَصُدُّ عَنهُ اِرتِقاباً أَن أُلِمَّ بِهِ / وَمَن يَخَف قالَةَ الواشينَ يَرتَقِبِ
إِنّي حَوَيتُ عَلى الأَقوامِ مَكرَمَةً / قدماً وَحَذَّرَني ما يَتَّقونَ أَبى
فَقالَ لي قَولَ ذي رَأَيٍ وَمَقدِرَةِ / مُجَرِّبٍ عاقِلِ نزهَ عَنِ الريبِ
قَد نِلتُ مَجداً فَحاذِر أَن تُدنّسَهُ / أَبٌ كَريمٌ وَجَدٌ غَيرُ مَؤتَشِبِ
أَمرتُكَ الرُشدَ فَاِفعَل ما أُمِرتَ بِهِ / فَقَد تَركتُكُ ذا مالٍ وذَا نَشَبِ
وَاِترُك خَلائِقَ قَومٍ لا خَلاقَ لَهُم / وَاِعمد لأخَلاق أَهل الفَضلِ وَالأَدَبِ
وَإِن دُعيتَ لَغَدرٍ أَو أُمِرتَ بِهِ / فَاِهرب بِنَفسِكَ عَنهُ أَيِّدِ الهَرَبِ
لا تَبخَلَنَّ بِمالٍ عَن مَذاهِبِهِ / مِن غَيرِ ذِلَّةِ إِسرافٍ وَلا ثَغَبِ
فَإِنَّ وُرّاثَهُ لَن يَحمَدوكَ لَهُ / إِذا أَجنوكَ بَينَ اللَبنِ وَالخَشَبِ
أَبا خُراشَةَ أَمّا أَنتَ ذا نَفَرٍ
أَبا خُراشَةَ أَمّا أَنتَ ذا نَفَرٍ / فَإِنَّ قَومِيَ لَم تَأَكُلهُمُ الضَبعُ
إِن كُنتَ جُلمودَ بِصرٍ لا أُؤَبِّسُهُ
إِن كُنتَ جُلمودَ بِصرٍ لا أُؤَبِّسُهُ / أوقِد عَلَيهِ فَأَحميهِ فَيَنصَدِعُ
لن يَتْرُكَ الدهرَ عباسٌ تَقَحُّمَهُ
لن يَتْرُكَ الدهرَ عباسٌ تَقَحُّمَهُ / حتى يذوقَ وبالَ البَغْيِ عباسُ
أمسكتُ عن رَمْيِهِ حَوْلاً ومَقْتَلُهُ / بادٍ لِتَعْذُرَني في حَرْبِهِ النَّاسُ
عَمْداً أجُرُّ لَهُ ثَوْبِي لأَخْدَعَهُ / عن رَأْيِهِ ورَجائي عنده ياسُ
فالآن إذْ صرَّحَتْ منه حَقِيقتُهُ / ظُلْماً فليس بِشَتْمِي شاتمي باسُ
أَجُدُّ يوماً بقولي كُلَّ مُبتِدئٍ / كما يَجُدُّ بِكَفِّ الجازِرِ الفاسُ
تَأْبَى سُلَيْمٌ إذا عَدَّتْ مَساعِيَها / أنْ يُحْرِزَ السَّبْقَ عباسٌ ومِرداسُ
أَوْدَى أبو عامرٍ عباسُ مُعتَرِفاً / أنّا إذا ما سُلَيْمٌ حصَّلَتْ راسُ