المجموع : 10
بكُلّ والدة تفدى وما ولدت
بكُلّ والدة تفدى وما ولدت / زهراء طيبة الأعراق مذكارُ
أحلَّها من ذُرى عدنان في شرف / عالي الذرى ماله من ذا الورى جار
بل ليتَ شعري ما يغني الفداءُ وقد / تشبثت للعنايا فيك أظفار
يا أكرم الأمهاتِ الطاهرات لقد / أودعتِ قلبي غليلا دونه النارُ
بيني وبينك بُعد المشرقين على / قٌرب المزار وما شَّطت بك الدارُ
سقا ثراكِ وللسقيا حللت به / كفافُهُ دِيمة وَطفاءُ مِدرارَ
إذا بكت فوقه انداؤها ضحكت / خِلالَه من أنيق النبت أزهار
قل للجَنوبِ إذا وافت مُسَلِّمةً / واستصحبتها عشيَّاتُ وأسحارُ
عُوجي على مسجد الأقدام واعتمدي / سمت الشمال ولا يأخذك تسيارُ
ونكسي الجوسق العالي ولا تقفي / ما لم تُلاقِك أعلامٌ وأحجار
عن يسرة المسجد المشهور معرفة / بذي العمودين عرفان وأنكار
خَلي الصفاتِ ولكن حيثما سطعت / من القرافة أضواء وأنوار
وفاض عَرف كما قد فَضّ في ملأٍ / من التجار عيابَ المسك عطّارُ
فثمّ حُطَّت عن الأعوادِ سارية / من الغمام ثناها الدهر مسيار
وثم باب إلى الفردوس مختصر / منه الطريق فنعم البابُ والدار
يا ربّ كن عند ظني فيك لي ولها / كذاك يفعل رحبُ الطول غفارُ
قد كنتُ أحسبهم في القاطنين معي / ما كنت أحسب أن القوم زوّارُ
لا غَرَّني أمل من بعدها أبداً / هيهات كُلٌ من التأميل غرَّارُ
من كان يخبرني والدار جامعة / أن الأحبة بعد العين آثار
يا منزلا بات من سُكانه عُطلا / ماق يل حلُّوه حتى قيل قد ساروا
قضيت منهمومن إيناسهم وطراً / وقد بقى لك أوطار وأوطار
كل يفارق في الدنيا أحبَّته / وإنما هو إعجالٌ وانظار
ونحن سَفر مطايانا إلى امدٍ / أعمارنا وفنون العيش أسفار
لا ينفع المرء إلاّ ما يقدِّمه / لا درهم بعده يبقى ولا دارٌ
صبراً فما لقتيل الدهر من قَودٍ / يُرجى ولا لعقير الموت عَقّار
يا دهر أعظم شيء هدّني أسفاً / ظعينة لك لم يدرك لها ثار
لو كنتَ يا دهر من يلقى مبارزةً / أو كان يدفع بالمقدار مقدار
ثناكَ جيش يُثير النقع مشتمل / لكنّه بالقنا الخطِّي خَطَّارُ
قضت ونحن حواليها نُطيف بها / كأنها بيننا عقرى وأيسارُ
يلقى الفتى وهو مضطرٌ مصائبه / كأنما هو للتسليم مختارُ
وكم لنا في خِلال العيش من قدم / فُسَرّ أن تتقضَّى وهي أعمارُ
للمرء في المرء تنبيه وموعظة / لو كان ينفع إعذار وإنذارُ
أفدي الذي زارني من بعد هجرته
أفدي الذي زارني من بعد هجرته / ورقَّ لي إذ رأى آثار جفوته
فنلتُ في قُربه الدنيا يا جمعها / ومرّ أسعَدُ وقتٍ لي برؤيته
كأنَّ أوتارَه إذ بات يُعمِلها / قد اكتست مُلَحاً من حسن نغمته
ما أطيب الكاس للندمانِ من يده / ممزوجةً بجنى فيه ونكهتهِ
يا من إذا عُذت في ليلي وكثربَتِهِ
يا من إذا عُذت في ليلي وكثربَتِهِ / بذكره شملتني ساعةُ الفَرجِ
لا تَطرِح مُهجَتي للشوق يُتلفُها / فالشوقُ ليس بمأمونٍ على المُهَجِ
الموت في صُحُفِ العشَّاق مكتوبُ
الموت في صُحُفِ العشَّاق مكتوبُ / والهجر من قبل تنكيدٌ وتعيبُ
إن طال ليلي فوجه الصبح مطلعُهُ / من وجه من هو عن عَينَيَّ محجوبُ
من لي باعلامِهِ أنِّي لغيبته / ذيل المدامع في خَدَيَّ مسحوب
كأنّ أجفانَ عيني من تذكُّرهِ / غُصن مَروح من الطَّرفاءِ مهَضوبُ
هيفاء إن رقصت في مجلس رقصت
هيفاء إن رقصت في مجلس رقصت / قلوبٌ من حولها من حِذتها طربا
خفيفة الوطء لو جالت بخطوتها / في جفن ذي رمدٍ لم يشتكِ الوصبا
قالت سعاد وقد جدّ الوداع بنا
قالت سعاد وقد جدّ الوداع بنا / ودمعها واكف ينهل كالبرد
كم من شجاع بلا سيف ولا ترس / ومن جبان بآلات من العدد
ومن كريم بلا مال يجود به / ومن لئيم كثيرالمال والصف
جاد الزمان على هذا وضنّ على / هذا فاصبح لا يخلو من الكمد
إن الأمور على الأقدار جارية
إن الأمور على الأقدار جارية / وكل ذي أمل يسعى إلى أمد
جادَ الزمان على هذا وضنّ على / هذا فأصبح لا يخلو من الكمدِ
إنّ الأمور على الأقدار جارية / وكل ذي املٍ يسعى إلى أمدِ
إليك أشكو عيونا أنت قلتَ لها
إليك أشكو عيونا أنت قلتَ لها / فيضي فقد فضحتني بين جُلاّسي
وما تركتَ عدًواً لي علمتَ به / ألا وقد رقّ لي من قلبك القاسي
فإن رضيتَ بأن القى الحِمامَ فيا / أهلاً بذاك على العينين والراس
قد أنصف السقم من عينيكَ وانتصفا
قد أنصف السقم من عينيكَ وانتصفا / فها هما يحكيان العاشقَ الدّنفا
يا ساحرَ الطرف قد أغريتَ بي كلَفآ / بَرحآ وصيرتني أستحسنُ الكلفا
أظُنّ خديكَ من جاري دمي اختَضبَا / لقد تناهيتَ في قتلي وقد ظَرُفا
مُزرَفَنُ الصدغ يسطو لحظُه عبثا
مُزرَفَنُ الصدغ يسطو لحظُه عبثا / بالخلق جذلانُ إن تشك الهوى ضحكا
لا تَعرِضَنّ لورَدٍ فوق وجنته / فإنّما نَصَبَتهُ عينُه شَرَكَا