المجموع : 10
إِذا رَأَيتَ اِمرِءاً في حالِ عُسرَتِهِ
إِذا رَأَيتَ اِمرِءاً في حالِ عُسرَتِهِ / مُصافِياً لَكَ ما في وِدِّهِ دَخلُ
فَلا تُرَجِّ لَهُ إِذ يَستَفيدُ غِنىً / فَإِنَّهُ بِاِنتِقالِ الحالِ يَنتَقِلُ
صُدغٌ كَقادِمَةِ الخُطافِ مُنعَطِفٌ
صُدغٌ كَقادِمَةِ الخُطافِ مُنعَطِفٌ / في وَجنَةٍ يُجتَنى مِن صَحنِها الوَردُ
لَو ذابَ مِن نَظَرٍ خَدٌّ لِرقَّتِهِ / لَذابَ مِن لَحظِ عَيني ذَلِكَ الخَدُّ
وَلَيلَةٍ سامَرَت عَيني كَواكِبَها
وَلَيلَةٍ سامَرَت عَيني كَواكِبَها / نادَمتُ فيها الصِبا وَالنَومُ مَطرودُ
يَستَنبِطُ الراحُ ما تُخفي النُفوسُ وَقَد / جادَت بِما مَنَعَتهُ الكاعِبُ الرودُ
وَالراحُ يَفتَرُّ مِن دُرٍّ وَعَن ذَهَبٍ / فَالتِبرُ مُنسَكِبٌ وَالدُرُّ مَعقودُ
يا لَيلُ لا تُبِحِ الإِصباحَ حَوزَتَنا / وَليَحمِ جانِبَهُ أَعطافُكَ السودُ
عانَقتُ مِنهُ وَقَد مالَ النُعاسُ بِهِ
عانَقتُ مِنهُ وَقَد مالَ النُعاسُ بِهِ / وَالكَأسُ تُقسَمُ سُكراً بَينَ جُلّاسي
رَيحانَةً ضُمِّخَت بِالمِسكِ ناضِرَةً / تَمُجُّ بَردَ النَدى في حَرِّ أَنفاسي
تَبَسَّمَ المُزنُ وَاِنهَلَّت مَدامِعُهُ
تَبَسَّمَ المُزنُ وَاِنهَلَّت مَدامِعُهُ / فَأَضحَكَ الرَوضَ جَفنُ الضاحِكِ الباكي
وَغازَلَ الشَمسَ نورٌ ظَلِّ يَلحَظُها / بِعَينِ مُستَعبِرٍ بِالدَمعِ ضَحّاكِ
اللَهُ يَعلَمُ وَالراضي وَشيعَتُهُ
اللَهُ يَعلَمُ وَالراضي وَشيعَتُهُ / أَنَّ الوِزارَةَ لَفظٌ أَنتَ مَعناهُ
لَن تَستَطيعَ لِأَمرِ اللَهِ تَعقيبا
لَن تَستَطيعَ لِأَمرِ اللَهِ تَعقيبا / فَاِستَنجِدِ الصَبرَ أَو فَاِستَشعِرِ الحوبا
وَاِفزَع إِلى كَنَفِ التَسليمِ وَاِرضَ بِما / قَضى المُهَيمِنُ مَكروهاً وَمَحبوبا
إِنَّ العَزاءَ إِذا عَزَّتهُ جائِحَةٌ / ذَلَّت عَريكَتُهُ فَاِنقادَ مَجنوبا
فَإِن قَرَنتَ إِلَيهِ العَزمَ أَيَّدَهُ / حَتّى يَعودَ لَدَيهِ الحُزنُ مَغلوبا
فاِرمِ الأَسى بِالأُسى يُطفي مَواقِعَها / جَمراً خِلالَ ضُلوعِ الصَدرِ مَشبوبا
مَن صاحَبَ الدَهرَ لَم يَعدم مُجَلجِلَةً / يَظَلُّ مِنها طِوالَ العَيشِ مَنكوبا
إِنَّ البَلِيَّةَ لا وَفرٌ تُزَعزِعُهُ / أَيدي الحَوادِثِ تَشتيتاً وَتَشذيبا
وَلا تَفَرُّقُ أُلّافٍ يَفوتُ بِهِم / بَينٌ يُغادِرُ حَبلَ الوَصلِ مَقضوبا
لَكِنَّ فقدانَ مَن أَضحى بِمَصرَعِهِ / نورُ الهُدى وَبهاءُ العِلمِ مَسلوبا
أَودى أَبو جَعفَرٍ وَالعِلمَ فَاِصطَحَبا / أَعظِم بِذا صاحِباً إِذ ذاكَ مَصحوبا
إِنَّ المَنِيَّةَ لَم تُتلِف بِهِ رَجُلاً / بَل أَتلَفَت عَلَماً لِلدينِ مَنصوبا
أَهدى الرَدى لِلثَرى إِذ نالَ مُهجَتَهُ / نَجماً على مَن يُعادي الحَقَّ مَصبوبا
كانَ الزَمانُ بِهِ تَصفو مَشارِبُهُ / فَالآنَ أَصبَحَ بِالتَكديرِ مَقطوبا
كَلّا وَأَيامُهُ الغُرُّ الَّتي جَعَلَت / لِلعِلمِ نوراً وَلِلتَقوى مَحاريبا
لا يَنسَري الدَهرُ عَن شِبهٍ لَهُ أَبداً / ما اِستَوقَفَ الحَجُّ بِالأَنصابِ أُركوبا
أَوفى بِعَهدٍ وَأَورى عِندَ مَظلَمَةٍ / زَنداً وَآكَدُ إِبراماً وَتَأديبا
مِنهُ وَأَرصَنُ حِلماً عِندَ مَزعَجَةٍ / تُغادِرُ القُلَّبِيَّ الذِهنِ مَنخوبا
إِذا اِنتَضى الرَأيَ في إيضاحِ مُشكِلَةٍ / أَعادَ مَنهَجَها المَطموسَ مَلحوبا
لا يَعزُبُ الحِلمُ في عَتبٍ وَفي نَزَقٍ / وَلا يُجَرِّعُ ذا الزَلّاتِ تَثريبا
لا يولَجُ اللَغوُ وَالعَوراءُ مَسمَعَهُ / وَلا يُقارِفُ ما يُغشيهِ تَأنيبا
إِن قالَ قادَ زِمامَ الصِدقِ مَنطِقُهُ / أَو آثَرَ الصَمتَ أَولى النَفسَ تَهييبا
لِقَلبِهِ ناظِرا تَقوى سَما بِهِما / فَأَيقَظَ الفِكرَ تَرغيباً وَتَرهيبا
تَجلو مَواعِظُهُ رَينَ القُلوبِ كَما / يَجلو ضِياء سَنا الصُبحِ الغَياهيبا
سِيّان ظاهِرُهُ البادي وَباطِنُهُ / فَلا تَراهُ عَلى العِلّاتِ مَجدوبا
لا يَأمَنُ العَجزَ وَالتَقصيرَ مادِحُهُ / وَلا يَخافُ عَلى الإِطنابِ تَكذيبا
وَدَّت بِقاعُ بِلادِ اللَهِ لَو جُعِلَت / قَبراً لَهُ فَحَباها جِسمُهُ طيبا
كانَت حَياتُكَ لِلدُنيا وَساكِنِها / نوراً فَأَصبَحَ عَنها النورُ مَحجوبا
لَو تَعلَمُ الأَرضُ ما وارَت لَقَد خَشِعَت / أَقطارُها لَكَ إِجلالاً وَتَرحيبا
كُنتَ المُقَوِّمَ مِن زَيغٍ وَمِن ظَلَعٍ / وَفّاكَ نُصحاً وَتَسديداً وَتَأديبا
وَكُنتَ جامِعَ أَخلاقٍ مُطَهَّرَةٍ / مُهَذَّباً مِن قِرافِ الجَهلِ تَهذيبا
فَإِن تَنَلكَ مِنَ الأَقدارِ طالِبَةٌ / لَم يُثنِها العَجزُ عَمّا عَزَّ مَطلوبا
فَإِنَّ لِلمَوتِ وِرداً مُمقِراً فَظِعاً / عَلى كَراهَتِهِ لا بُدَّ مَشروبا
إِن يَندُبوكَ فَقَد ثُلَّت عُروشُهُمُ / وَأَصبَحَ العِلمُ مَرثِيّاً وَمَندوبا
وَمِن أَعاجيبِ ما جاءَ الزَمانُ بِهِ / وَقَد يُبينُ لَنا الدَهرُ الأَعاجيبا
أَن قَد طَوَتكَ غُموضُ الأَرضِ في لَحَفٍ / وَكُنتَ تَملَأُ مِنها السَهلَ وَاللوبا
يا أَكرَمَ الناسِ آباءً وَمُفتَخَرا
يا أَكرَمَ الناسِ آباءً وَمُفتَخَرا / وَأَلأَمَ الناسِ مَبلُوّاً وَمُختَبَرا
ثَوبُ الشَبابِ عَلَيَّ اليَومَ بَهجَتُهُ
ثَوبُ الشَبابِ عَلَيَّ اليَومَ بَهجَتُهُ / فَسَوفَ تَنزَعُهُ عَنّي يَدُ الكِبَرِ
أَنا اِبنُ عِشرينَ لا زادَت وَلا نَقُصَت / إِنَّ اِبنَ عِشرينَ مِن شَيبٍ عَلى خَطَرِ
الساقُ وَالأُذنُ وَالفَخِذانِ وَالكَبِدُ
الساقُ وَالأُذنُ وَالفَخِذانِ وَالكَبِدُ / وَالقِتبُ وَالضِلعُ العَوجاءُ وَالعَضُدُ
وَالرِجلُ وَالكَفُّ وَالعَجُزُ الَّتي عُرِفَت / وَالعَينُ وَالعَقِبُ المَجدولَةُ الأَحَدُ
وَالسِنُّ وَالكَرشُ وَالفَرثى إِلى قَدَم / مِن بَعدِها وِركٌ مَعروفَةٌ وَيَدُ
ثُمَّ الشِمالُ وَيُمناها وَإِصبَعُها / ثُمَّ الكُراعُ وَمِنها يَكمُلُ العَدَدُ
إِحدى وَعِشرينَ لا تَذكيرَ يَدخُلُها / طُرّاً وَتَأنيثُها في النَحوِ يُعتَقَدُ