أحييت بالديمتين الفضل والكرم
أحييت بالديمتين الفضل والكرم / أمنية المعدمين العرب والعجم
فَلِلرَعيَّة كم اسبغتها نعماً / أعطاكها مستزيداً سابغ النعم
لَقَد حمَت حوزة الإسلام منك يد / عادت بها حوزة الإسلام في حرم
عادَت بدولتك الدنيا ممهدة / بآية المصلحين السيف وَالقَلَم
عقدت في مشرق الدنيا ومغربها / لواء عدلك منشوراً عَلى الأمم
حيث المَساعي بوجه الهر ضاحكة / ضحك الكواكب في داج من الظلم
ارخيت ضرع بنان من حلوبته / أَمسى رضيع الاماني غير منفطم
ان المُلوك وان جلوا وان كرموا / هاماتهم لك أَمست موطئ القدم
بنيت دار شفاء ان شكت أَلَماً / قوم فيمنك يشفيها من الأَلَم
دار خلعت عليها ثوب أَبهةٍ / فاضحت اليوم في شأن وفي عظم
لَو طاوَلَت ارما ذات العماد اذاً / لطال سمك مبانيها على أرم
أَحييت ناحلة الابدان من فئةٍ / قد كادَ يقضي عليها السقم بالعدم
اخلاقك الغر هبت بالشفاء لهم / فاصبحت تنعش المرضى من السقم
ارقدتها مقلا قرت بساحتها / نوماً عيون البرايا وهي لم تنم
قدم حساماً على الأَعداء منصلتاً / ماضي المضارب بالأَعناق والقمم
فَلَقَت هام العدى في فيلق لجب / منها بحد شبا الأَسياف منتقم
كل ابن حرب ببرد الصبر مشتمل / بأَساً وفي مستشار النقع ملتثم
مجرداً للأَعادي مخذماً بيد / كانَت لدى الفتك امضى من شبا الخذم
حيث السوابق في غمر الوغي سفن / تعوم من جثث القَتلى ببحر دم
لم يوردوها وغي إِلّا وقد صدروا / من الدماء بها محمرة اللجم
هابَت سيوفك يَقضي وهي لو رقدت / لروعت من شباها وهي في الحلم
قَد غمها ملتقى الهيجا ولو جنحت / للسلم الفتك عنها كاشف الغمم
من حامل لي موفور الثناء الى / عبد الحميد حميد الفضل والشيم
ملك بحضرته صيد الملوك سمت / بغاية الفخر مذ عدت من الخدم
يا من معانيه جلت عن مديح فتى / نامي المقال بمنثور ومنتظم
ان ضاق للدهر في أَوصافهم فم / فَعاذر في ثناها ان يضيق فمي
لكن مجدك في نظم القريض لَقَد / أَمد باعي وأَعلى في الثنا هممي
يا من لنعماه أَهل الأَرض شاكرة / شكر الرياض لهطال من الديم
مذ توجتك العلى اكليل مفخرها / رصعته بالثنا من جوهر الكلم
فاسلم الينا رئيس المسلمين ودم / غوثاً لمستصرخ كهفاً لمعتصم
ولا تَزال بنور اللَه مبتهجاً / تجلو لنا شبهات الظلم والظلم