القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : محمّد سَعيد الحَبّوبي الكل
المجموع : 14
شمس الحميا تجلت في يد الساقي
شمس الحميا تجلت في يد الساقي / فشع ضوء سناها بين آفاق
سترتها بفمي كي لا تنم بنا / فأججت شعلة ما بين آماقي
تشدو أباريقها بالسكب مفصحة / بشرى السليم فهذي رقية الراقي
خذها كواكب أكواب ويشفعها / ما يحتسي الطرف من أقداح أحداق
تسعى إليك بها خودٌ مراشفها / أهنا وأعذب مما في يد الساقي
ما شاك عقرب صدغيها مقبلها / إلا ومن ريقها يرقى بدرياق
مسودة الجعد لولا ضوء غرتها / لما هدتني إليها نار أشواقي
يهدي إليك بمرآها ومسمعها / جمال يوسف في ألحان إسحاق
هيفاء لولا كثيب من روادفها / فر النطاقان من نزع وإقلاق
ما هبت الريح إلا استمسكت بيدي / تربٍ لها واعتراها فضل إشفاق
قالت خذي بيدي فالريح قد خفقت / تهدني بنسيم هب خفاق
جال الوشاح بكشحيها متى نهضت / تسعى إليك وضاق الحجل بالساق
لا تلبس الوشي إلا كي يزان بها / كما يزان سواد الكحل بالماق
تزيد حسناً إذا ما زدتها نظراً / كالروض غب رفيف القطر مهراق
تلك التي تركت جسمي لها حرضا / وحرضت كي تذيب القلب أشواقي
واستجمع واثقات الحسن فاجتمعت / لها المودة من قلبي وأعلاقي
رقت محاسنها حتى لو اتخذت / عرشاً بناظرتي لم تدر آماقي
وبت أسقي وباتت وهي ساقيتي / نحسو الكؤوس ونسقي الأرض بالباقي
في مربع نسجت أيدي الربيع له / مطارف الزهر من رند وطباق
تشدو العنادل في أرجائه طربا / والغصن يسحب فيه ذيل أوراق
كأنما النرجس الغض الجني به / نواظر خلقت من غير أحداق
والنهر مطرد والزهر منعكس / والناي ما بين تقييد وإطلاق
في غلمة كبدور التم أوجهها / قد أشرقت في الدياجي أي إشراق
شم الأنوف شأى الجوزا محلهم / سروا إلى المجد في نص وإعناق
أنساً بعرس حسين بدر هالتهم / محالف السعد في عهد وميثاق
ذاك الذي بسقت بالمجد نبعته / وأصبحت ذات أوراق وأرواق
والطيب العرق ما أحلى خلائقه / في فرعها نبأ عن طيب أعراق
هن به الحسن الزاكي فذاك فتى / فاق الكرام فأضحى بدر أفاق
فتى زها الروض أخذاً من طلاقته / والمزن من سيبه تهمي بغيداق
رأى مسميه فصل الحسن فيه فقل / في حسن خلق نما في حسن أخلاق
الفاضل الحبر من راق الحبور به / لا بل تجدد فيه بعد إخلاق
هذي المكارم فاشأ من شأوت بها / فإنها سلم للعارج الراقي
فيا خليلي والمثني المقل يرى / إن لا تحاط معاليكم بإغراق
تملي معاليكما فصلاً فأكتبه / حتى عجزت وأقلامي وأوراقي
فهاكماها قوافي تتحفان بها / أعددتها صلتي في يوم إنفاقي
يعنو زياد وبشر و الوليد لها / والأعشيان وعمرو وابن إسحاق
ودمتما فرقدي عز بأفق علا / يفنى الزمان وسامي مجدكم باقي
لح كوكباً وامش غصناً والتفت ريما
لح كوكباً وامش غصناً والتفت ريما / فإن عداك اسمها لم تعدك السيما
وجه أغر وجيد زانه جيدٌ / وقامة تخجل الخطي تقويما
يا من تجل عن التمثيل صورته / أأنت مثلت روح الحسن تجسيما
نطقت بالشعر سحراً فيك حين بدا / هاروت طرفك ينشي السحر تعليما
فلو رأتك النصارى في كنائسها / مصوراً ربعت فيك الأقانيما
إذا سفرت تولى المتقي صنما / وإن نظرت توقي الضيغم الريما
من لي بالمي نعميمي بالعذاب به / والحب إن تجد التعذيب تنعيما
لو لم تكن جنة الفردوس وجنته / لم يسقني الريق سلسالاً وتسنيما
ألقى الوشاح على خصر توهمه / فكيف وشح بالمرئى موهوما
ورج أحقاف رمل في غلائله / يكاد ينقد عنها الكشح مهضوما
إن ألم الحجل ساقيه فلا عجب / فقد ينقد عنها الكشح مهضوما
الردف والساق ردا مشيه بهراً / والدرع منقدة والحجل مفصوما
في وجهه رسمت آيات مصحفه / تتلى ولم يخش قاريهن تأثيما
ذي نون حاجبه لو حاؤه اتصلت / في ميم مبسمه لم تعد حاميما
ولحن معبد يجري في تكلمه / إن أدمج اللفظ ترقيقاً وترخيما
أشيم برق ثناياه فيوهمني / تألق البرق نجدياً إذا شيما
يا نازلي الرمل من نجد أحبكم / وإن هجرتم ففيم هجركم فيما
ألستم أنتم ريحان أنفسنا / دون الرياحين مجنياً ومشموما
إن ينأ شخصكم فليدن طيفكم / لو أن للعين أغفاء وتهويما
هل توردون ظماء عذب منهلكم / أو تصدرون الأماني حوماً هيما
لي بينكم لا أطال اللَه بينكم / غضيض طرف يرد الطرف مسجوما
أنا رضيع هواه منذ نشأته / ونشأتي لن تروني عنه مفطوما
ما حلت عنه ولا عن عهد صبوته / وإن أطال الجفا عزماً وتصميما
حرمت وصلي كما حللت سفك دمي / صدقت شرعك تحليلاً وتحريما
يا جائراً وعلى عمد أحكمه / أعدل وجر بالذي تحكيما
لك الصبا والجوى لي والعلى لعلي / وقل لهادي الهدى طرداً وتقسيما
الأفضلين ولا تفضيل بينهما / إلا على قدر فوت السن تقديما
إن تم ذا قمراً أوفى التمام لذا / تنقل البدر تكيملا وتنميما
غصنان من دوحة القدس التي نبتت / بالخلد جرثومة تعلو الجراثيما
محمدالحسن الزاكي شقيقهما / منها ومن لم يزل بالفضل موسوما
ومن سما من سماء المجد أرفعها / يرقى المعالي ولا يرقى السلاليما
بدراً كمال سعت شمساً على لهما / قد طابتا مثل ما طابا معا خيما
لو تخطب الشمس زفتها كواكبها / إليكما وصبت عشقاً وتنييما
وانهالت الشهب في زي النثار لها / وعاد كل مريب اللحظ مرجوما
وصيغ حجلاً لساقيها الهلال ولو / أبى زوت نوره وارتد مفصوما
البرية بشر خص آلكما / يا سادة الكل تخصيصاً وتعميما
وافى الغري فوافي كل قاصية / من الأقاليم إقليماً فإقليما
فللولي غدا في أنفه شمماً / وللعدو شجى يدمي الغلاصيما
هديت يا أيها المزجي مدللةً / خوصاً هجانا مرسيلاً مراسيما
يخلطن بالأرجل الأيدي فتحسبها / تخالف السير يطلبن الروى دياميما
وجناء تعجل أخفافاً كأجنحة / إن لم تطر فهي تشأو الطير ترسيما
كأن في زورها هزاً يجشما / فتركب الشد تسهيلاً وتجشيما
تلف أسنمة البيدا بمنسرح / رحب فتنصب تسريحاً وتسنيما
كأنها أجدل يهوي لفاحتة / أو القطاة تخاف الفتخ الحوما
ميمماً طيبة طاب الشميم بها / من تربة أين منها المسك مختوما
نراك تنشقنا ما أنت منتشق / شذا الرسالة لا شيحاً وقيصوما
فثم مهبط وحي إن عرجت له / فقبل الأرض تجليلاً وتعظيما
طف واستلم عند طه ركن حجرته / صل وسلم عليه طبت بسليما
زر من به نال إبراهيم خلته / من ذي الجلال وموسى نال تكليما
وهنه وهو الأولى بعترته / هناً وردده تغريداً وترنيما
وللجواد التهاني عود بهجتها / كبهجة الروض مولياً وموسوما
الهاشمي إذا عدت مناسبه / وعد منتسب سهماً ومخزوما
أنت العماد لفهر والدعام لها / لولاك ما كان سمك المجد مدعوما
تلوي عليك متى تلوي خناصرها / حامي جوانبها عزا وتصميما
هو الجواد وبحر الجود راحته / والعدل أن يستاوى الاسم والسيما
ما حاتم بقريب من نداك يدا / جلت هباتك عمن ينحر الكوما
إن كان في العرب ضيفان له فلقد / أضفتم العرب ثم الفرس والروما
هذي مزاياك أعيت أن يحيط بها / نطاق نطقي منثوراً ومنظوما
ما زر إلا على جيش مطارفه / وبشره شق زهر الروض مرهوما
سمح الخليقة إلا أن يحاوله / من سامه الخسف لم يسمح بما سيما
تكاد تهتك ستر الغيب فطنته / ولم أخل عنك ستر الغيب مكتوما
يقول ما قال تحقيقاً بمصدره / غذ يخلط القول تخمينا وترجيما
لولا الغلو لأعلنا بعصمته / زاكي الأبوة معصوما فمعصوما
المحتبين بدستيها وإن نهضوا / حلوا حباها وشدوها حيازيما
والمقدمين ونفس القوم محجمة / والخيل ترفع سجف النقع مركوما
والمنزلين إذا ما أجدبت سنة / والنازلين إذا جاست لهاميما
يذكون نار القرى في كل شاهقة / يلقي بها المندل الهندي محطوما
لو ضاع لاهبها ضاع نوافحها / تهدي فأما عيوناً أو خياشيما
لا زلتم يا بني الزهراء زاهرة / أوطانكم وبكم تسمو الأقاليما
واسلم عليٌّ فقد وافتك غانية / غنت بمدحك تغريداً وترنيما
في مهرق نظمت فيه فرائدها / تخاله معصم الحسناء موشوما
إن لم تكن لك قدراً فهي مقدرتي / فاقبل نزارتها لطفاً وتكريما
تركت نظم القوافي ثم عدت له / مؤدياً لك فرضاً كان محتوما
ألقيت در مقال قد سمحت به / نثراً فعاد إلى علياك منظوما
لي في محياك ما للناس في القمر
لي في محياك ما للناس في القمر / هدى لمسراي أو عون على سهري
فامرح ببرديك تيهاً إن بينهما / روح الجمال بدت في أحسن الصور
وما رأيتك إلا قلت مبتهجا / لولا محاسن هذا لم أرد نظري
يا شادناً لم يزل واشيه يرصده / فما اجتمعت به إلا على حذر
أدنيته وقد إثاقلت من نفسي / لما استطار إلى خديه بالشرر
خشيت أحرق روضاً راق مرتعه / أرعيته سائمات اللحظ والبصر
ونحن في مربع حاك الربيع له / برود موشية خيطت بلا إبر
خال الكثيب بها ردفاً فغازله / وراح يكسوه إبراداً من الزهر
فبت أعبث في أعطاف ذي غنج / مهفهف رقصته نغمة الوثر
مفلج الثغر يسقي من مراشفه / صهباء ما دنستها كف معتصر
أرخى الغدائر إكليلاً فحين بدا / بدا بلا معجر في زي معتجر
ما مزق الليل سيف من أشعته / إلا وحاك له ثوباً م الشعر
يعطو بأتلع لو حلت قلائده / لما فقدن لما يبقين من أثر
من عقده وثناياه ومنطقه / وراشح العرق المنهل بالدرر
رأيت منتظماً يزهو بمنتظم / وشمت منتثراً يهمي بمنتثر
يا حاكماً جائراً في حكمه أبدا / وأي ملك تولى الحكم لم يجر
زدني بحبك تعذيباً أسرُّ به / فليس لي غير ما تهواه من وطر
قد غرني خدك القاني برقته / وما علمت بأن القلب من حجر
أم هل نسيت ليالينا التي سلفت / عجلي وأبطأ منها لمحة البصر
ولو تطاول ليلي الدهر يجمعكم / ثم انقضى عبت ذاك الليل بالقصر
يا جارتا بزرود طال عهدكم / بالمستهام فلم يذكر ولم يزر
بعد ارتفاعي في عينيك صغرني / مثل السها إذ رأته العين ذا صغر
سلي بي الخيل تنزو في شكائمها / فما جهلت بهذا الحي من مضر
إني تركت طريق المجد واحدة / كي لا يرى المجد إلا مقتفي أثري
وطال باعي حتى كاد يدرك لي / ما لست أدركه في منتهى بصري
بذا نظمت دراري الشهب تهنئة / لما شهدت زفاف الشمس للقمر
محمد الحسن الزاكي الذي شهدت / بفضله فصحاء البدو والحضر
المطعم الجزر ابن المطعم الجزر / ابن المطعم الجزر ابن المطعم الجزر
مؤيد تهتك الأستار فكرته / حتى يحيط بكنه الكل بالفكر
ورب علم جليل راغ عن ملكٍ / يغدو بجملته وقفا على بشر
نداه والغيث غيث عم مسيبهما / والمنبت الحمد غير المنبت الشجر
سر بكفك لم يغرق مقبلها / وقد تلقى بفيه ديمة المطر
فيا أخي ومن أدعو سواك أخا / وهذه دعوة يسمو بها قدري
قالت لحلمك رضوى حين راجحها / ما طبع ربك إلا نسمة السحر
يا مجهداً يتمنى أن يجيء له / بمشبهٍ في طوامير من السير
خذ ما رأيت ودع شيئاً سمعت به / ففي العيان وثوق ليس في الخبر
يا راكباً ذات لوث في مناسمها / رقىً تقيها سهام الأين والضجر
حرف أبوها ظليم في مناسبه / وأمها الحرف للمهرية الصعر
فخلقها برزخ ما بين ذاك وذي / مثل الظليم ولكن ذاك لم يطر
واعجب لها ذات أخفاف وأجنحة / حصاء من ريشها ترتاش بالوبر
يمم بها حيث حل المصطفى بلداً / يزري حصاه بحسن الأنجم الزهر
وحيه مبلغاً علياه تهنئة / تضمخت من شذاه بالشذا العطر
بفرحه صدحت تشدو بلابلها / كسحب كفيه عمت سائر البشر
أبا الغنى أما في راحتيك غنى / عن السحاب فلم يهمي بمنهمر
والشمس تطلع أحياناً وقد علمت / بأن وجهك بدر غير مستتر
وهبهما حكيا بعضاً فمن لهما / أن يجمعا شبه الأحوال والصور
يا حئزي قصب العليا بسبقهما / بلغتما منتهى العليا على قدر
وما ونى واحد عن واحد فهما / كالفرقدين خلال الأنجم الزهر
لا تأملا صدري عن ورد ودكما / في المورد العذب ما يلهي عن الصدر
بقيتما ملجأ العافي ومأمنه / ما هيجت مستهاماً نسمة السحر
بشرى العراق بمن وافاه بشرانا
بشرى العراق بمن وافاه بشرانا / بطلعة عاد فيها المجد جذلانا
إذ شع نور شعاع في مطالعه / وطبق الأرض إنجاداً وغيطانا
سرت بمقدمك الأيام فابتدرت / تزجي بشائرها مثنى ووحدانا
قد كنت كالغيث لا ترفض عن بلد / إلا وطبقتها سهلاً وأحزانا
قد أذنب الدهر ذنباً جاء معتذراً / منه إليك يرجى منك غفرانا
اليوم أصبح وجه الدهر مبتسما / وعاد طلق المحيا مثلما كانا
فالبدر قد تم بدراً في تنقله / ولو أقام ببرج زاد نقصانا
هذي معاهد ليلى فاحبسا وقفا
هذي معاهد ليلى فاحبسا وقفا / فما يضركما أن تسغفا دنفا
فقد عرفت لليلى أربعاً درست / وقد تذكرت عهداً للقا سلفا
يا صاحبي فعوجاً لا شقى بكما / صب شجاه محل الحي حين عفا
ولا تلوما إذا ما عبرة همعت / فما استجم الحيا إلا لكي يكفا
ولا تريحا أراك اللَه قلبكما / فما تكلفتما أن تعذلا كلفا
لقد تقاوى الهوى حتى ضعفت له / وقد تضاعف في صب به نحفا
ما كان حكم البلى عدلاً بأرسمها / عسى يكون سحاب الدمع منتصفا
هذا أريجهم في الربع فانتشقا / وذي ثغورهم في الروض فارتشفا
وذا أوار فؤادي شب فاقتبسا / وذا قطار دموعي سح فاغترفا
فلِلولوع فؤادي قد جرى حرقا / وللدموع عيوني قد جرت نطفا
يا بانة الجزع لا والنازلين به / ما كنت عارفة لولاهم الهيفا
وأنت يا سرب واديهم مجاورهم / فهل تكاد على مافيك أن تصفا
وذا الشقيق أنيق اللون تحسبه / ورداً من الوجنات الحمر مقتطفا
عربٌ نأوا فتنأى بعدهم جلدي / والبين يحكم في أهل الهوى جنفا
كم فيهم من رشيق القد تحسبه / خوطاً تمشت إليه فانعطفا
يعطو فيسبي المها جيداً وناظرة / وإن بدا ظل منه البدر منكسفا
دعصٌ من الرمل في ردف وفي عكنٍ / لولا تماسكه بالحلي لا تنسفا
جاءتك ترقص من تلقاء بلقيس
جاءتك ترقص من تلقاء بلقيس / هيفاء ترفل في مثل القنا الميس
ريم من الريم ما شدت ذوائبها / نيبٌ من النيب من بزل مقاعيس
جاءتك ترقص من بلقيس تحسبها / شمس النهار عداها ليل تغليس
فبالصليب وأعياد الصليب وبال / غر الكرام البهاليل النواميس
وبالرهابين يطوون الدجى سهراً / وبالضحى بين تعليم وتدريس
وبالهياكل والأعياد قاطبة / أن الهياكل كانت صنع إدريس
وبالأناجيل إذ تتلى مرتلة / وبالنواقيس أو ضرب النواقيس
بيضاء ما حل أهلوها على شرف / من اليفاع ولا شدوا على عيس
لم ترع في إبل يوماً ولا غنم / تنجو المراتع في بيداء أمليس
ودع سعاد فوشك البين أزعجها
ودع سعاد فوشك البين أزعجها / وأسمع العيس حاديها فهيجها
وأرسل الطرف تلقاء الحدوج عسى / أن تنظر العين بالأحداج هودجها
بيضاء تصفر يوم البين من وجل / كأنها فضة والتبر دبجها
كأنها شعلة في رأس شامخة / هب النسيم فأوراها وأججها
كأنها الشمس في برج قد اعترضت / لا غادةً شهدت عيني تبرجها
كأنما الروض غذاها نضارته / والريم ريم الفلا الغوري أنتجها
هيفاء أما وشاحاها ففي قلق / منها ويفصم منها الساق دملجها
مليكة عرشها قلبي به سكنت / ودر دمعي حياها فتوجها
لا صبر لي في تنائيها ولا جلد / إذا تناءت ولم تمنح معرجها
نفسي بفتانة الألحاظ متونه
نفسي بفتانة الألحاظ متونه / بدرةٍ من فريد الدهر مكنونه
وردية لبست مخضر سندسها / كالجلنارة تزهر فوق زيتونه
وافت وأردافها ترتج تحسبها / دعصاً من الرمل والأحشاء موهونه
يا أيها المنتحيات فوق جسرته / قف لي بمنزلها إن جئت أو دونه
جاءت وليس لها غير الحلى واشي
جاءت وليس لها غير الحلى واشي / والوشي إذا أقبلت في سيرها فاشي
ونجلةٍ من نساء الحي ول سفرت / فللنواظر منها نظرة العاشي
كأنها الفنن المزوز من هيفٍ / أو صعدة حملتها كف رعاشي
بدت لكم شمس حسن فانثنى لكم / عن أن ترى نورها أبصار خفاش
مالت فقلت لها يا بانة اعتدلي
مالت فقلت لها يا بانة اعتدلي / وإن جبلت على التعطاف والميل
أقوت معاهد سلمى فهي أدراس
أقوت معاهد سلمى فهي أدراس / تعتادها من رياح البين أنفاس
أمست خلاء المغاني لا يطوف بها / إلا ممر خلال الدار جواس
لا يهتدي الطير فيها أين موكره / وإن بدا من ضياء الأفق نبراس
كانت بساكنها تحمي جوانبها / حتى الظبى وصدور الرمح حراس
فما لها أقلعت تلك السحائب عن / أرجائها وجفاها الجود والباس
ونارجيلة تهدي بكف رشا
ونارجيلة تهدي بكف رشا / حلو الدلال رشيق القد مياس
حتى إذا جاد لي فيها بثثت بها / وجدي عياناً تراه أعين الناس
حيث الدخان إذا ما جاس في كبدي / موهت في نفخه تصعيد أنفاسي
جاءت تزر فويق الماء منزرها / وفوق مفروقها لألاء مقباس
أعديتها داء برحائي معاكسة / فالدمع في قلبها والنار في الراس
وقهوة طاب من أرواحها عبق
وقهوة طاب من أرواحها عبق / فلذ مصطبح منها مغتبق
كالشمس تعبث في النادي أشعتها / إذ لاح من وجنة الساقي لها شفق
عنيت صهباء شيبت بريقته / أو التي من دجى ظلمائها الغسق
يطوف فيها بكأس من لواحظه / وما أرق مداماً كأسها الحدق
أرخى على الأبلج القاني غدائره / فالليل منسدل والصبح منفلق
يا جيرة الحي من نجران ماذرفت / عيناي إلا وشبت في الحشا حرق
سقياً لدارك من دار أرقت لها / وأين مني لولا عهدها الأرق
ما شاق ركب ذاك الحي إذ نزحا
ما شاق ركب ذاك الحي إذ نزحا / كلا ولا هاج لي ترحاله برحا
ولا توسمت رسماً في منازلهم / ولا تطلعت برقاً بالغضا لمحا
أني وقد بت والآمال طوق يدى / أنادم المسعفين اللهو والفرحا
وغيهب الليل بحر ماج ملتطما / فليست الشهب إلا لؤلؤاً طفاحا
والبدر زورق تبر راح يحمله / نهر المجرة ينحو فيه حيث نحا
ترى الشقائق فيها وهي جمر غضا / يزيده الماء وقداً كلما سفحا
فاعجب لجمر يذكي الماء شعلته / والماء يطفي لهيب الجمر ما نضجا
يحمر خد ثراها من شقائقه / كأنما قبلته الريح فانجرحا
والأقحوانة ثغر بات يرمقه / للنرجس الغض طرف كلما انفتحا
وكم غزال كحيل الطرف ذي غنج / مهفهف القد في أرجائها سنحا
قد أخجل البدر حسناً فالندى عرق / في وجنة الورد من بدر السما رشحا
أما تراه لآل بات ينظمها مسرى / الصبا وبها غصن النقا اتشحا
فيا لها روضة لو كان يرمقها / طرف السنان بصدر الرمح لانشرحا
فلست أدري أأملي فيهم غزلاً / لما رأيتهم أم أنشئ المدحا
محمد الحسن الزاكي عميدهم / أكرم بذي حسب كالشمس رأد ضحى
نشا بحجر المعالي فانتشت طربا / ومدرقى متنها اهتزت له مرحا
شكائم الدهر ملقاة بساحته / بها يرد جماح الدهر ماجمحا
فليهنئ الكرخ من علياه في ملك / غلامه الدهر يجري حسبما اقترح
مخائل الجود لم تخلب ببارقة / وليس يخبو زناد الفضل ما قدحا
يا دهر كن طوعه مادمت فهو فتى / كصخرة الواد لم تعبأ بمن نطحا
يا أيها القمر المرخي أشعته / تهدي لساحته الغادين والروحا
إليك در قصيد رصفته يدا / فكر بغير رياض الود ما سرحا
فلك من الشعر في البحر البسيط سرى / مسرى النسيم وفي آدابه سبحا
ما كنت أهلاً لفوزي في مديحكم / لكنني لم أجد عن ذاك منتدحا
ولو نظمت دراري الأفق أجمعها / مدائحاً لك لاستقللها مدحاً
فهاكها جملاً أعيت مفصلها / فمتن فضلك لا يحصيه من شرحا
ولم أزدك علاً لكن لتبلغني / منك الوداد وحسبي ذلكم منحا
وأنت كالبدر أغناه تبلجه / للناظرين له عن مدح من مدحا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025