المجموع : 14
شمس الحميا تجلت في يد الساقي
شمس الحميا تجلت في يد الساقي / فشع ضوء سناها بين آفاق
سترتها بفمي كي لا تنم بنا / فأججت شعلة ما بين آماقي
تشدو أباريقها بالسكب مفصحة / بشرى السليم فهذي رقية الراقي
خذها كواكب أكواب ويشفعها / ما يحتسي الطرف من أقداح أحداق
تسعى إليك بها خودٌ مراشفها / أهنا وأعذب مما في يد الساقي
ما شاك عقرب صدغيها مقبلها / إلا ومن ريقها يرقى بدرياق
مسودة الجعد لولا ضوء غرتها / لما هدتني إليها نار أشواقي
يهدي إليك بمرآها ومسمعها / جمال يوسف في ألحان إسحاق
هيفاء لولا كثيب من روادفها / فر النطاقان من نزع وإقلاق
ما هبت الريح إلا استمسكت بيدي / تربٍ لها واعتراها فضل إشفاق
قالت خذي بيدي فالريح قد خفقت / تهدني بنسيم هب خفاق
جال الوشاح بكشحيها متى نهضت / تسعى إليك وضاق الحجل بالساق
لا تلبس الوشي إلا كي يزان بها / كما يزان سواد الكحل بالماق
تزيد حسناً إذا ما زدتها نظراً / كالروض غب رفيف القطر مهراق
تلك التي تركت جسمي لها حرضا / وحرضت كي تذيب القلب أشواقي
واستجمع واثقات الحسن فاجتمعت / لها المودة من قلبي وأعلاقي
رقت محاسنها حتى لو اتخذت / عرشاً بناظرتي لم تدر آماقي
وبت أسقي وباتت وهي ساقيتي / نحسو الكؤوس ونسقي الأرض بالباقي
في مربع نسجت أيدي الربيع له / مطارف الزهر من رند وطباق
تشدو العنادل في أرجائه طربا / والغصن يسحب فيه ذيل أوراق
كأنما النرجس الغض الجني به / نواظر خلقت من غير أحداق
والنهر مطرد والزهر منعكس / والناي ما بين تقييد وإطلاق
في غلمة كبدور التم أوجهها / قد أشرقت في الدياجي أي إشراق
شم الأنوف شأى الجوزا محلهم / سروا إلى المجد في نص وإعناق
أنساً بعرس حسين بدر هالتهم / محالف السعد في عهد وميثاق
ذاك الذي بسقت بالمجد نبعته / وأصبحت ذات أوراق وأرواق
والطيب العرق ما أحلى خلائقه / في فرعها نبأ عن طيب أعراق
هن به الحسن الزاكي فذاك فتى / فاق الكرام فأضحى بدر أفاق
فتى زها الروض أخذاً من طلاقته / والمزن من سيبه تهمي بغيداق
رأى مسميه فصل الحسن فيه فقل / في حسن خلق نما في حسن أخلاق
الفاضل الحبر من راق الحبور به / لا بل تجدد فيه بعد إخلاق
هذي المكارم فاشأ من شأوت بها / فإنها سلم للعارج الراقي
فيا خليلي والمثني المقل يرى / إن لا تحاط معاليكم بإغراق
تملي معاليكما فصلاً فأكتبه / حتى عجزت وأقلامي وأوراقي
فهاكماها قوافي تتحفان بها / أعددتها صلتي في يوم إنفاقي
يعنو زياد وبشر و الوليد لها / والأعشيان وعمرو وابن إسحاق
ودمتما فرقدي عز بأفق علا / يفنى الزمان وسامي مجدكم باقي
لح كوكباً وامش غصناً والتفت ريما
لح كوكباً وامش غصناً والتفت ريما / فإن عداك اسمها لم تعدك السيما
وجه أغر وجيد زانه جيدٌ / وقامة تخجل الخطي تقويما
يا من تجل عن التمثيل صورته / أأنت مثلت روح الحسن تجسيما
نطقت بالشعر سحراً فيك حين بدا / هاروت طرفك ينشي السحر تعليما
فلو رأتك النصارى في كنائسها / مصوراً ربعت فيك الأقانيما
إذا سفرت تولى المتقي صنما / وإن نظرت توقي الضيغم الريما
من لي بالمي نعميمي بالعذاب به / والحب إن تجد التعذيب تنعيما
لو لم تكن جنة الفردوس وجنته / لم يسقني الريق سلسالاً وتسنيما
ألقى الوشاح على خصر توهمه / فكيف وشح بالمرئى موهوما
ورج أحقاف رمل في غلائله / يكاد ينقد عنها الكشح مهضوما
إن ألم الحجل ساقيه فلا عجب / فقد ينقد عنها الكشح مهضوما
الردف والساق ردا مشيه بهراً / والدرع منقدة والحجل مفصوما
في وجهه رسمت آيات مصحفه / تتلى ولم يخش قاريهن تأثيما
ذي نون حاجبه لو حاؤه اتصلت / في ميم مبسمه لم تعد حاميما
ولحن معبد يجري في تكلمه / إن أدمج اللفظ ترقيقاً وترخيما
أشيم برق ثناياه فيوهمني / تألق البرق نجدياً إذا شيما
يا نازلي الرمل من نجد أحبكم / وإن هجرتم ففيم هجركم فيما
ألستم أنتم ريحان أنفسنا / دون الرياحين مجنياً ومشموما
إن ينأ شخصكم فليدن طيفكم / لو أن للعين أغفاء وتهويما
هل توردون ظماء عذب منهلكم / أو تصدرون الأماني حوماً هيما
لي بينكم لا أطال اللَه بينكم / غضيض طرف يرد الطرف مسجوما
أنا رضيع هواه منذ نشأته / ونشأتي لن تروني عنه مفطوما
ما حلت عنه ولا عن عهد صبوته / وإن أطال الجفا عزماً وتصميما
حرمت وصلي كما حللت سفك دمي / صدقت شرعك تحليلاً وتحريما
يا جائراً وعلى عمد أحكمه / أعدل وجر بالذي تحكيما
لك الصبا والجوى لي والعلى لعلي / وقل لهادي الهدى طرداً وتقسيما
الأفضلين ولا تفضيل بينهما / إلا على قدر فوت السن تقديما
إن تم ذا قمراً أوفى التمام لذا / تنقل البدر تكيملا وتنميما
غصنان من دوحة القدس التي نبتت / بالخلد جرثومة تعلو الجراثيما
محمدالحسن الزاكي شقيقهما / منها ومن لم يزل بالفضل موسوما
ومن سما من سماء المجد أرفعها / يرقى المعالي ولا يرقى السلاليما
بدراً كمال سعت شمساً على لهما / قد طابتا مثل ما طابا معا خيما
لو تخطب الشمس زفتها كواكبها / إليكما وصبت عشقاً وتنييما
وانهالت الشهب في زي النثار لها / وعاد كل مريب اللحظ مرجوما
وصيغ حجلاً لساقيها الهلال ولو / أبى زوت نوره وارتد مفصوما
البرية بشر خص آلكما / يا سادة الكل تخصيصاً وتعميما
وافى الغري فوافي كل قاصية / من الأقاليم إقليماً فإقليما
فللولي غدا في أنفه شمماً / وللعدو شجى يدمي الغلاصيما
هديت يا أيها المزجي مدللةً / خوصاً هجانا مرسيلاً مراسيما
يخلطن بالأرجل الأيدي فتحسبها / تخالف السير يطلبن الروى دياميما
وجناء تعجل أخفافاً كأجنحة / إن لم تطر فهي تشأو الطير ترسيما
كأن في زورها هزاً يجشما / فتركب الشد تسهيلاً وتجشيما
تلف أسنمة البيدا بمنسرح / رحب فتنصب تسريحاً وتسنيما
كأنها أجدل يهوي لفاحتة / أو القطاة تخاف الفتخ الحوما
ميمماً طيبة طاب الشميم بها / من تربة أين منها المسك مختوما
نراك تنشقنا ما أنت منتشق / شذا الرسالة لا شيحاً وقيصوما
فثم مهبط وحي إن عرجت له / فقبل الأرض تجليلاً وتعظيما
طف واستلم عند طه ركن حجرته / صل وسلم عليه طبت بسليما
زر من به نال إبراهيم خلته / من ذي الجلال وموسى نال تكليما
وهنه وهو الأولى بعترته / هناً وردده تغريداً وترنيما
وللجواد التهاني عود بهجتها / كبهجة الروض مولياً وموسوما
الهاشمي إذا عدت مناسبه / وعد منتسب سهماً ومخزوما
أنت العماد لفهر والدعام لها / لولاك ما كان سمك المجد مدعوما
تلوي عليك متى تلوي خناصرها / حامي جوانبها عزا وتصميما
هو الجواد وبحر الجود راحته / والعدل أن يستاوى الاسم والسيما
ما حاتم بقريب من نداك يدا / جلت هباتك عمن ينحر الكوما
إن كان في العرب ضيفان له فلقد / أضفتم العرب ثم الفرس والروما
هذي مزاياك أعيت أن يحيط بها / نطاق نطقي منثوراً ومنظوما
ما زر إلا على جيش مطارفه / وبشره شق زهر الروض مرهوما
سمح الخليقة إلا أن يحاوله / من سامه الخسف لم يسمح بما سيما
تكاد تهتك ستر الغيب فطنته / ولم أخل عنك ستر الغيب مكتوما
يقول ما قال تحقيقاً بمصدره / غذ يخلط القول تخمينا وترجيما
لولا الغلو لأعلنا بعصمته / زاكي الأبوة معصوما فمعصوما
المحتبين بدستيها وإن نهضوا / حلوا حباها وشدوها حيازيما
والمقدمين ونفس القوم محجمة / والخيل ترفع سجف النقع مركوما
والمنزلين إذا ما أجدبت سنة / والنازلين إذا جاست لهاميما
يذكون نار القرى في كل شاهقة / يلقي بها المندل الهندي محطوما
لو ضاع لاهبها ضاع نوافحها / تهدي فأما عيوناً أو خياشيما
لا زلتم يا بني الزهراء زاهرة / أوطانكم وبكم تسمو الأقاليما
واسلم عليٌّ فقد وافتك غانية / غنت بمدحك تغريداً وترنيما
في مهرق نظمت فيه فرائدها / تخاله معصم الحسناء موشوما
إن لم تكن لك قدراً فهي مقدرتي / فاقبل نزارتها لطفاً وتكريما
تركت نظم القوافي ثم عدت له / مؤدياً لك فرضاً كان محتوما
ألقيت در مقال قد سمحت به / نثراً فعاد إلى علياك منظوما
لي في محياك ما للناس في القمر
لي في محياك ما للناس في القمر / هدى لمسراي أو عون على سهري
فامرح ببرديك تيهاً إن بينهما / روح الجمال بدت في أحسن الصور
وما رأيتك إلا قلت مبتهجا / لولا محاسن هذا لم أرد نظري
يا شادناً لم يزل واشيه يرصده / فما اجتمعت به إلا على حذر
أدنيته وقد إثاقلت من نفسي / لما استطار إلى خديه بالشرر
خشيت أحرق روضاً راق مرتعه / أرعيته سائمات اللحظ والبصر
ونحن في مربع حاك الربيع له / برود موشية خيطت بلا إبر
خال الكثيب بها ردفاً فغازله / وراح يكسوه إبراداً من الزهر
فبت أعبث في أعطاف ذي غنج / مهفهف رقصته نغمة الوثر
مفلج الثغر يسقي من مراشفه / صهباء ما دنستها كف معتصر
أرخى الغدائر إكليلاً فحين بدا / بدا بلا معجر في زي معتجر
ما مزق الليل سيف من أشعته / إلا وحاك له ثوباً م الشعر
يعطو بأتلع لو حلت قلائده / لما فقدن لما يبقين من أثر
من عقده وثناياه ومنطقه / وراشح العرق المنهل بالدرر
رأيت منتظماً يزهو بمنتظم / وشمت منتثراً يهمي بمنتثر
يا حاكماً جائراً في حكمه أبدا / وأي ملك تولى الحكم لم يجر
زدني بحبك تعذيباً أسرُّ به / فليس لي غير ما تهواه من وطر
قد غرني خدك القاني برقته / وما علمت بأن القلب من حجر
أم هل نسيت ليالينا التي سلفت / عجلي وأبطأ منها لمحة البصر
ولو تطاول ليلي الدهر يجمعكم / ثم انقضى عبت ذاك الليل بالقصر
يا جارتا بزرود طال عهدكم / بالمستهام فلم يذكر ولم يزر
بعد ارتفاعي في عينيك صغرني / مثل السها إذ رأته العين ذا صغر
سلي بي الخيل تنزو في شكائمها / فما جهلت بهذا الحي من مضر
إني تركت طريق المجد واحدة / كي لا يرى المجد إلا مقتفي أثري
وطال باعي حتى كاد يدرك لي / ما لست أدركه في منتهى بصري
بذا نظمت دراري الشهب تهنئة / لما شهدت زفاف الشمس للقمر
محمد الحسن الزاكي الذي شهدت / بفضله فصحاء البدو والحضر
المطعم الجزر ابن المطعم الجزر / ابن المطعم الجزر ابن المطعم الجزر
مؤيد تهتك الأستار فكرته / حتى يحيط بكنه الكل بالفكر
ورب علم جليل راغ عن ملكٍ / يغدو بجملته وقفا على بشر
نداه والغيث غيث عم مسيبهما / والمنبت الحمد غير المنبت الشجر
سر بكفك لم يغرق مقبلها / وقد تلقى بفيه ديمة المطر
فيا أخي ومن أدعو سواك أخا / وهذه دعوة يسمو بها قدري
قالت لحلمك رضوى حين راجحها / ما طبع ربك إلا نسمة السحر
يا مجهداً يتمنى أن يجيء له / بمشبهٍ في طوامير من السير
خذ ما رأيت ودع شيئاً سمعت به / ففي العيان وثوق ليس في الخبر
يا راكباً ذات لوث في مناسمها / رقىً تقيها سهام الأين والضجر
حرف أبوها ظليم في مناسبه / وأمها الحرف للمهرية الصعر
فخلقها برزخ ما بين ذاك وذي / مثل الظليم ولكن ذاك لم يطر
واعجب لها ذات أخفاف وأجنحة / حصاء من ريشها ترتاش بالوبر
يمم بها حيث حل المصطفى بلداً / يزري حصاه بحسن الأنجم الزهر
وحيه مبلغاً علياه تهنئة / تضمخت من شذاه بالشذا العطر
بفرحه صدحت تشدو بلابلها / كسحب كفيه عمت سائر البشر
أبا الغنى أما في راحتيك غنى / عن السحاب فلم يهمي بمنهمر
والشمس تطلع أحياناً وقد علمت / بأن وجهك بدر غير مستتر
وهبهما حكيا بعضاً فمن لهما / أن يجمعا شبه الأحوال والصور
يا حئزي قصب العليا بسبقهما / بلغتما منتهى العليا على قدر
وما ونى واحد عن واحد فهما / كالفرقدين خلال الأنجم الزهر
لا تأملا صدري عن ورد ودكما / في المورد العذب ما يلهي عن الصدر
بقيتما ملجأ العافي ومأمنه / ما هيجت مستهاماً نسمة السحر
بشرى العراق بمن وافاه بشرانا
بشرى العراق بمن وافاه بشرانا / بطلعة عاد فيها المجد جذلانا
إذ شع نور شعاع في مطالعه / وطبق الأرض إنجاداً وغيطانا
سرت بمقدمك الأيام فابتدرت / تزجي بشائرها مثنى ووحدانا
قد كنت كالغيث لا ترفض عن بلد / إلا وطبقتها سهلاً وأحزانا
قد أذنب الدهر ذنباً جاء معتذراً / منه إليك يرجى منك غفرانا
اليوم أصبح وجه الدهر مبتسما / وعاد طلق المحيا مثلما كانا
فالبدر قد تم بدراً في تنقله / ولو أقام ببرج زاد نقصانا
هذي معاهد ليلى فاحبسا وقفا
هذي معاهد ليلى فاحبسا وقفا / فما يضركما أن تسغفا دنفا
فقد عرفت لليلى أربعاً درست / وقد تذكرت عهداً للقا سلفا
يا صاحبي فعوجاً لا شقى بكما / صب شجاه محل الحي حين عفا
ولا تلوما إذا ما عبرة همعت / فما استجم الحيا إلا لكي يكفا
ولا تريحا أراك اللَه قلبكما / فما تكلفتما أن تعذلا كلفا
لقد تقاوى الهوى حتى ضعفت له / وقد تضاعف في صب به نحفا
ما كان حكم البلى عدلاً بأرسمها / عسى يكون سحاب الدمع منتصفا
هذا أريجهم في الربع فانتشقا / وذي ثغورهم في الروض فارتشفا
وذا أوار فؤادي شب فاقتبسا / وذا قطار دموعي سح فاغترفا
فلِلولوع فؤادي قد جرى حرقا / وللدموع عيوني قد جرت نطفا
يا بانة الجزع لا والنازلين به / ما كنت عارفة لولاهم الهيفا
وأنت يا سرب واديهم مجاورهم / فهل تكاد على مافيك أن تصفا
وذا الشقيق أنيق اللون تحسبه / ورداً من الوجنات الحمر مقتطفا
عربٌ نأوا فتنأى بعدهم جلدي / والبين يحكم في أهل الهوى جنفا
كم فيهم من رشيق القد تحسبه / خوطاً تمشت إليه فانعطفا
يعطو فيسبي المها جيداً وناظرة / وإن بدا ظل منه البدر منكسفا
دعصٌ من الرمل في ردف وفي عكنٍ / لولا تماسكه بالحلي لا تنسفا
جاءتك ترقص من تلقاء بلقيس
جاءتك ترقص من تلقاء بلقيس / هيفاء ترفل في مثل القنا الميس
ريم من الريم ما شدت ذوائبها / نيبٌ من النيب من بزل مقاعيس
جاءتك ترقص من بلقيس تحسبها / شمس النهار عداها ليل تغليس
فبالصليب وأعياد الصليب وبال / غر الكرام البهاليل النواميس
وبالرهابين يطوون الدجى سهراً / وبالضحى بين تعليم وتدريس
وبالهياكل والأعياد قاطبة / أن الهياكل كانت صنع إدريس
وبالأناجيل إذ تتلى مرتلة / وبالنواقيس أو ضرب النواقيس
بيضاء ما حل أهلوها على شرف / من اليفاع ولا شدوا على عيس
لم ترع في إبل يوماً ولا غنم / تنجو المراتع في بيداء أمليس
ودع سعاد فوشك البين أزعجها
ودع سعاد فوشك البين أزعجها / وأسمع العيس حاديها فهيجها
وأرسل الطرف تلقاء الحدوج عسى / أن تنظر العين بالأحداج هودجها
بيضاء تصفر يوم البين من وجل / كأنها فضة والتبر دبجها
كأنها شعلة في رأس شامخة / هب النسيم فأوراها وأججها
كأنها الشمس في برج قد اعترضت / لا غادةً شهدت عيني تبرجها
كأنما الروض غذاها نضارته / والريم ريم الفلا الغوري أنتجها
هيفاء أما وشاحاها ففي قلق / منها ويفصم منها الساق دملجها
مليكة عرشها قلبي به سكنت / ودر دمعي حياها فتوجها
لا صبر لي في تنائيها ولا جلد / إذا تناءت ولم تمنح معرجها
نفسي بفتانة الألحاظ متونه
نفسي بفتانة الألحاظ متونه / بدرةٍ من فريد الدهر مكنونه
وردية لبست مخضر سندسها / كالجلنارة تزهر فوق زيتونه
وافت وأردافها ترتج تحسبها / دعصاً من الرمل والأحشاء موهونه
يا أيها المنتحيات فوق جسرته / قف لي بمنزلها إن جئت أو دونه
جاءت وليس لها غير الحلى واشي
جاءت وليس لها غير الحلى واشي / والوشي إذا أقبلت في سيرها فاشي
ونجلةٍ من نساء الحي ول سفرت / فللنواظر منها نظرة العاشي
كأنها الفنن المزوز من هيفٍ / أو صعدة حملتها كف رعاشي
بدت لكم شمس حسن فانثنى لكم / عن أن ترى نورها أبصار خفاش
مالت فقلت لها يا بانة اعتدلي
مالت فقلت لها يا بانة اعتدلي / وإن جبلت على التعطاف والميل
أقوت معاهد سلمى فهي أدراس
أقوت معاهد سلمى فهي أدراس / تعتادها من رياح البين أنفاس
أمست خلاء المغاني لا يطوف بها / إلا ممر خلال الدار جواس
لا يهتدي الطير فيها أين موكره / وإن بدا من ضياء الأفق نبراس
كانت بساكنها تحمي جوانبها / حتى الظبى وصدور الرمح حراس
فما لها أقلعت تلك السحائب عن / أرجائها وجفاها الجود والباس
ونارجيلة تهدي بكف رشا
ونارجيلة تهدي بكف رشا / حلو الدلال رشيق القد مياس
حتى إذا جاد لي فيها بثثت بها / وجدي عياناً تراه أعين الناس
حيث الدخان إذا ما جاس في كبدي / موهت في نفخه تصعيد أنفاسي
جاءت تزر فويق الماء منزرها / وفوق مفروقها لألاء مقباس
أعديتها داء برحائي معاكسة / فالدمع في قلبها والنار في الراس
وقهوة طاب من أرواحها عبق
وقهوة طاب من أرواحها عبق / فلذ مصطبح منها مغتبق
كالشمس تعبث في النادي أشعتها / إذ لاح من وجنة الساقي لها شفق
عنيت صهباء شيبت بريقته / أو التي من دجى ظلمائها الغسق
يطوف فيها بكأس من لواحظه / وما أرق مداماً كأسها الحدق
أرخى على الأبلج القاني غدائره / فالليل منسدل والصبح منفلق
يا جيرة الحي من نجران ماذرفت / عيناي إلا وشبت في الحشا حرق
سقياً لدارك من دار أرقت لها / وأين مني لولا عهدها الأرق
ما شاق ركب ذاك الحي إذ نزحا
ما شاق ركب ذاك الحي إذ نزحا / كلا ولا هاج لي ترحاله برحا
ولا توسمت رسماً في منازلهم / ولا تطلعت برقاً بالغضا لمحا
أني وقد بت والآمال طوق يدى / أنادم المسعفين اللهو والفرحا
وغيهب الليل بحر ماج ملتطما / فليست الشهب إلا لؤلؤاً طفاحا
والبدر زورق تبر راح يحمله / نهر المجرة ينحو فيه حيث نحا
ترى الشقائق فيها وهي جمر غضا / يزيده الماء وقداً كلما سفحا
فاعجب لجمر يذكي الماء شعلته / والماء يطفي لهيب الجمر ما نضجا
يحمر خد ثراها من شقائقه / كأنما قبلته الريح فانجرحا
والأقحوانة ثغر بات يرمقه / للنرجس الغض طرف كلما انفتحا
وكم غزال كحيل الطرف ذي غنج / مهفهف القد في أرجائها سنحا
قد أخجل البدر حسناً فالندى عرق / في وجنة الورد من بدر السما رشحا
أما تراه لآل بات ينظمها مسرى / الصبا وبها غصن النقا اتشحا
فيا لها روضة لو كان يرمقها / طرف السنان بصدر الرمح لانشرحا
فلست أدري أأملي فيهم غزلاً / لما رأيتهم أم أنشئ المدحا
محمد الحسن الزاكي عميدهم / أكرم بذي حسب كالشمس رأد ضحى
نشا بحجر المعالي فانتشت طربا / ومدرقى متنها اهتزت له مرحا
شكائم الدهر ملقاة بساحته / بها يرد جماح الدهر ماجمحا
فليهنئ الكرخ من علياه في ملك / غلامه الدهر يجري حسبما اقترح
مخائل الجود لم تخلب ببارقة / وليس يخبو زناد الفضل ما قدحا
يا دهر كن طوعه مادمت فهو فتى / كصخرة الواد لم تعبأ بمن نطحا
يا أيها القمر المرخي أشعته / تهدي لساحته الغادين والروحا
إليك در قصيد رصفته يدا / فكر بغير رياض الود ما سرحا
فلك من الشعر في البحر البسيط سرى / مسرى النسيم وفي آدابه سبحا
ما كنت أهلاً لفوزي في مديحكم / لكنني لم أجد عن ذاك منتدحا
ولو نظمت دراري الأفق أجمعها / مدائحاً لك لاستقللها مدحاً
فهاكها جملاً أعيت مفصلها / فمتن فضلك لا يحصيه من شرحا
ولم أزدك علاً لكن لتبلغني / منك الوداد وحسبي ذلكم منحا
وأنت كالبدر أغناه تبلجه / للناظرين له عن مدح من مدحا