المجموع : 22
هَنتك أُكرومَةٌ جُلّلتَ نِعمَتها
هَنتك أُكرومَةٌ جُلّلتَ نِعمَتها / أَنمت وَليَّك وَاجتَثَّت أَعاديكا
ما كانَ يُحبَى بها إِلّا الإِمامُ وَما / كانَت إِذا قرنت بِالخَلق تَعدوكا
تَاللَّهِ لَو أطلقت أُمَّتك قاصِدَةً / عَن بُعد مَصدَرِها حَتّى تُوافيكا
أَو لَو تُباع حَباكَ الأَولِياءُ بِها / وَرَدّها كُلّ من أَضحى يُناديكا
ما جُدّدت لَك من نُعمى وَإِن عَظُمَت / إِلّا يُصَغّرها الفَضلُ الَّذي فيكا
لا زِلت مُستَحدثا نعمى تُسَرّ بها / عَلى الزَّمانِ وَلا زلنا نَهنّيكا
أَقبَلن يَكنُفنَ مِثل الشَّمسِ طالِعَةً
أَقبَلن يَكنُفنَ مِثل الشَّمسِ طالِعَةً / قَد حَسَّن اللَّهُ أُولاها وَأُخراها
ما كنتِ فيهِنَّ إِلّا كنتِ واسِطة / وَكنّ حَولَكِ يُمناها وَيُسراها
كَم قَد تَجَرّعتُ من غَيظ وَمن حَزَن
كَم قَد تَجَرّعتُ من غَيظ وَمن حَزَن / إِذا تَجَدّد حُزن هَوّنَ الماضي
وَكَم غَضِبتُ فَما بِاليُتم غَضَبي / حَتّى رَجَعتُ بِقَلب ساخِط راضِ
هَل كُنتِ تَهوَين أَن أَرضى سِواكِ وَأن
هَل كُنتِ تَهوَين أَن أَرضى سِواكِ وَأن / أطيل عَنك إِذا ما اِشتَقت إِعراضي
أَم كُنتِ تَرضَين مِنّي بِالَّذي رَضيت / نَفسي بِه مِن قَذى عَين وَإِغماضِ
لاموا وَقالوا اِصطَبِر عَنها فَقُلت لَهُم
لاموا وَقالوا اِصطَبِر عَنها فَقُلت لَهُم / هَيهات إِنَّ سَبيل الصَّبر قَد ضاقا
ما يَرجِع الطَرفُ عَنها حين يُبصِرُها / حَتّى يَعود إِلَيها الطَّرف مُشتاقا
راحَت بِهِ العِيس عَن أَرض بِها شجن
راحَت بِهِ العِيس عَن أَرض بِها شجن / يَؤُمّ داراً بِه فيها لَه سَكَنُ
حَتى إِذا وَطنٌ ناداهُ عَن وَطَن / وَقَلبه بهما صَبٌّ وَمُرتَهَنُ
أَضحى من الفُرقَةِ الأولى عَلى ثِقَة / وَحالَ عَن سنَن الأُخرى بِه سَنَنُ
فَلا أقام عَلى عَين وَلا أَثَر / وَلا من الوطنَين اختاره وَطنُ
لا يَمنَعَنّك خَفضَ العَيش في دَعَة
لا يَمنَعَنّك خَفضَ العَيش في دَعَة / نزوعُ نفس إِلى أَهل وَأَوطانِ
تَلقى بِكُلّ بِلاد أَنت نازِلُها / أهلاً باهلٍ وَجيرانا بِجيرانِ
سقياً وَرعيا لِأَيّام مَضَت سَلَفا
سقياً وَرعيا لِأَيّام مَضَت سَلَفا / بَكيتُ مِنها فَصِرت اليَوم أَبكيها
كَذاكَ أَيامُنا لا شَكّ نَندبُها / إِذا تَقَضّت وَنَحن اليَوم نَشكوها
إِمّا تَرَيني أَمام القَوم مُتَّبَعا
إِمّا تَرَيني أَمام القَوم مُتَّبَعا / فَقَد أُرى في وَراء اللَّيل أتَّبع
يَوما أُبيحُ فَلا أُرعِي عَلى نَشَب / وَأَستَبيح فَلا أُبقي وَلا أَدع
لا تَسأَلي القَوم عَن حىّ صحِبتُهم / ماذا صَنَعتُ وَماذا أَهله صَنَعوا
نَصيحَةً أَيُّها الوَزير
نَصيحَةً أَيُّها الوَزير / وَأَنت مُستَحفَظ مُغير
وَدائِعٌ جَمّة عظام / قَد أُسدِلت دونَها السُّتور
تِسعَة آلافِ أَلفِ أَلف / خِلالَها جَوهَرٌ خَطير
بِجانِب الكرخ عِند قَوم / أَنتَ بِما عِندَهُم خَبير
وَالمَلكُ اليَوم في أُمور / تَحدُث من بَعدِها أُمور
قَد شَغَلَته محقَّرات / وَصاحِب الكارة الوَزير
إِذا سَقى اللّهُ مرجُوّا لِنائِبة
إِذا سَقى اللّهُ مرجُوّا لِنائِبة / وَبلاً فَلا سُقيت أَطلالُك المطرا
كُن كَيفَ شِئتَ عَدَتني عَنكَ واحِدَةٌ / تُحَيِّرُني فيك وَصّافا وَمُختَبرا
أَواقِف أَنتَ من صَبر عَلى ثِقَة
أَواقِف أَنتَ من صَبر عَلى ثِقَة / أَم مُستَكينٌ لِرَيب الدَّهر مُعتَرفُ
يا مُؤذني بِنَوىً قَد كُنتُ آمَنُها / منك الفُراق وَمِنّي الشَّوق وَالأَسَفُ
أَودَعتَ قَلبِيَ من ذِكر الفُراق جَوىً / باتَت سواكنُ من قَلبي لَهُ تَجِفُ
لَمّا اِنطَوَيتَ عَلى عَزم بعثتَ بِهِ / عَلَيّ لِلدَّهر يَوماً دونه التَّلفُ
طويتَ هَمّاً بِقَلب قَد أُتيح لَهُ / حِمى الهُموم وَعَينٌ دَمعها يَكِفُ
أَحين ذَلّت لِيَ الأَيّامُ فَاِحتجزت / مِنّي حَوادِثُها وَاِنقادَ لي الأَنِفُ
وَإِذ رفعتَ عَلى الأَعداءِ بي سَبَبا / أَخسُّ يَومَيَّ فيهِ يَوم أَنتَصِفُ
أشرعتَ لي مَورِداً أَعيت مَصادِرُه / فَلَستُ أَدري أَأَمضي فيهِ أَم أَقِفُ
عَفّت مَساوٍ تَبدّت مِنكَ واضِحَة
عَفّت مَساوٍ تَبدّت مِنكَ واضِحَة / عَلى مَحاسِن بَقّاها أَبوكَ لكا
لَئِن تَقَدّمت أَبناءَ الكِرامِ بِه / لَقَد تَقَدّم آباءَ اللِّئام بكا
لا تَعقِدَن عُقدَة إِن كُنتَ ناقِضَها
لا تَعقِدَن عُقدَة إِن كُنتَ ناقِضَها / أَلفَيتَها بِكَ مَمنوعاً مَراقيها
وَاِجعَل أُمورَك مَردوداً مَصادِرُها / إِلى اِختِيارِكَ تَلويها وَتُمضيها
مَضَت عَلى عَهدِه اللَيالي
مَضَت عَلى عَهدِه اللَيالي / وَأُحدِثَت بَعدَهُ أُمور
وَاِعتَضَت بِاليَأسِ مِنكَ صَبراً / فَاِعتَدَل الحُسن وَالسُّرور
فَلَستُ أَرجو وَلَستُ أَخشى / ما أَحدَثت بَعده الدّهور
فَليُبلِغِ الدَّهرُ في مَساتي / فَما عَسى جُهدُه يَضير
عِلق نَفيس من الدُّنيا فُجعتُ بِهِ
عِلق نَفيس من الدُّنيا فُجعتُ بِهِ / أفضى إِلَيهِ الرَّدى في حَومَة القَدَرِ
أَأَنزَلتكَ المَنايا أَم نَزَلتَ بِها / وَكانَ بَيتُك بَين الشَّمسِ وَالقَمرِ
وَيحَ المَنايا أَما تَنفَكُّ أَسهُمُها / مُعَلَّقاتٍ بِصدرِ القوس وَالوترِ
إِنّي اِغتَرَبتُ أُرَجّي أَن أَنال غنى
إِنّي اِغتَرَبتُ أُرَجّي أَن أَنال غنى / وَلَم أَكُن أَوّلَ الفِتيان مُغتَرِبا
فَإِن رَجَعتُ وَلَم أَرجِع بِفائِدَة / فَلَستُ أَوّلَ من أَخطاهُ ما طَلَبا
وَكَيفَ بِالرِّزق لي أَم كَيف يَجلِبُه / سَعي إِذا اللَّهُ لَم يَجعَل له سَبَبا
لَو شاءَ رَبّي أَقَمنا في مواطِننا / حَتّى يَسوق إِلَينا رِزقَنا جَلَبا
وَجاء بِالرِّزقِ في خَفض وَفي دَعَة / وَلم نُعالِج لَهُ الأَسفارَ وَالتَّعَبا
مَهما رُزِقناه من شَيء سَيَطلُبُنا / وَلا نُطيق لما قَد فاتَنا طَلَبا
إِذا سَلِمتُ لِعرض لا أُدَنِّسه / فَما أُبالي أَجاء الرِّزق أَم ذَهَبا
رُحنا إِلَيكَ وَقد راحَت بِك الراح
رُحنا إِلَيكَ وَقد راحَت بِك الراح / وَأَسرَعَت فيكَ أَوتار وَأَقداح
قَدّمتَ وَعداً فَلَمّا جِئتُ أَطلُبه / أَجابَ بِالخُلف نِسرِينٌ وَتُفّاح
أَولى البَرِيّة طُرّا أَن تُواسِيَه
أَولى البَرِيّة طُرّا أَن تُواسِيَه / عِند السرور الذي واساك في الحَزَنِ
إِنَّ الكِرامَ إِذا ما أَسهَلوا ذكروا / من كان يَألَفُهُم في المَنزِل الخَشِنِ
قالَت لَئِن خِفتَ من شيب ومن كِبَر
قالَت لَئِن خِفتَ من شيب ومن كِبَر / إِنَّ المَنايا لَتَغتال الفَتى البَطلا
فَلَيسَ خائِف يَوم وهو ذو أَمل / كَخائِف دهره مُستوفَزاً وَجِلا