المجموع : 7
قُل لِلإِمامِ جَزاكَ اللَّهُ صالِحَةً
قُل لِلإِمامِ جَزاكَ اللَّهُ صالِحَةً / لا يَجمَعُ الدَّهرُ بَينَ السَّخلِ وَالذيبِ
السَّخلُ غِرٌّ وَهَمُّ الناسِ فُرصَتُهُ / وَالذِّئبُ يَعلَمُ ما في السَّخلِ مِن طيبِ
ظِلُّ اليَسارِ عَلى العَبّاسِ مَحدودُ
ظِلُّ اليَسارِ عَلى العَبّاسِ مَحدودُ / وَقَلبُهُ أَبَداً بِالبُخلِ مَعقودُ
إِنَّ الكَريمَ لَيُخفي عَنك عُسرَتَهُ / حَتّى تَراهُ غَنِيّاً وَهوَ مَجهودُ
إِذا تَكَرَّمتَ أَن تُعطِيَ القَليلَ وَلَم / تَقدِر عَلى سَعَةٍ لَم يظهَرِ الجودُ
وَلِلبَخيلِ عَلى أَموالِهِ عِلَلٌ / زرقُ العُيونِ عَلَيها أَوجُهٌ سودُ
أورِق بِخَيرٍ تُرجّى لِلنَّوالِ فَما / تُرجى الثِّمارُ إِذا لَم يورِقِ العودُ
بُثِّ النَّوالَ وَلا تَمنَعكَ قِلَّتُهُ / فَكُلُّ ما سدّ فَقراً فَهوَ مَحمودُ
إِنَّ اِبنَ برد رَأى رُؤيا فَأَوَّلَها
إِنَّ اِبنَ برد رَأى رُؤيا فَأَوَّلَها / بِلا مَشورَةِ إِنسانٍ وَلا أَثَرِ
رَأى العَمى نِعمَةً لِلَّهِ سابِغَةً / عَلَيهِ إِذ كانَ مَكفوفاً عَنِ النَّظَرِ
وَقالَ لَو لَم أَكُن أَعمى لَكُنتُ كَما / قَد كانَ برد أَبي في الضّيقِ وَالعُسُرِ
أكدُّ نَفسي بِالتَّطيينِ مُجتَهِداً / إِمّا أَجيراً وَإِمّا غَيرُ مُؤتَجَرِ
أَو كُنتُ إِن أَنا لَم أَقنَع بِفِعلِ أَبي / قَصّابَ شاءٍ شَقِيَّ الجَدِّ أَو بَقَرِ
كَإِخوَتي دائِباً أَشقى شَقاءَهُم / في الحَرِّ وَالبَردِ وَالإِدلاجِ وَالبُكَرِ
فَقَد كَفاني العَمى مِن كُلِّ مَكسَبَةٍ / وَالرِّزقُ يَأتي بِأَسبابٍ مِنَ القَدرِ
فَصِرتُ ذا نَشَبٍ مِن غَيرِ ما طَلَبٍ / إِلّا بِمَسأَلَتي إِذ كُنتُ في صِغَري
أَضُمُّ شَيئاً إِلى شَيءٍ فَاِذخَرُهُ / مِما أجمعُ مِن ثَمرٍ وَمِن كِسرِ
مَن كانَ يَعرِفُني لَو لَم أَكُن زَمناً / أَو كانَ يَبذُلُ لي شَيئاً سِوى الحَجَرِ
فَقُل لَهُ لا هَداهُ اللَّهُ مِن رَجُلٍ / فَإِنَّها عَرَّةٌ تُربي عَلى العُرَرِ
لَقَد فَطِنتَ إِلى شَيءٍ تَعيشُ بِهِ / يا اِبنَ الخَبيثَةِ قَد أَدقَقتَ في النَّظَرِ
يا اِبنَ الَّتي نَشَزَت عَن شَيخِ صِبيَتِها / لِأَيرِ ثَوبانَ ذي الهاماتِ وَالفُجَرِ
أَما يكُفُّكَ عَن شَتمي وَمَنقَصَتي / ما في حِر أُمِّكَ مِن نَتنٍ وَمِن دَفَرِ
نَفَتكَ عَنها عُقَيلٌ وَهي صادِقَةٌ / فَسَل أُسَيداً وَسَل عَنها أَبا زُفَرِ
يا عَبدَ أُم الظِباءِ المُستَطِبِّ بِها / مِنَ اللَّوى لَستَ مَولى الغُرِّ مِن مُضَرِ
بَل أَنتَ كَالكَلبِ ذُلّاً أَو أَذَلّ وَفي / نَزالَةِ النَّفسِ كَالخِنزيرِ وَاليَعَرِ
وَأَنتَ كَالقِردِ في تَشويهِ مَنظَرِهِ / بَل صورَةُ القِردِ أَبهى مِنكَ في الصُوَرِ
عَجِبتُ لِلمُدَّعي في الناسِ مَنزِلَةً
عَجِبتُ لِلمُدَّعي في الناسِ مَنزِلَةً / وَلَيسَ يَصلُحُ لِلدُنيا وَلِلدينِ
لَو أَبصَروا فيكَ وَجهَ الرَأيِ ما تَرَكوا / حَتّى يَشُدّوكَ كُرهاً شَدَّ مَجنونِ
ما نالَ قَطُّ مُطيعٌ فَضلَ مَنزِلَةٍ / إِلّا بِأَن صِرتُ أَهجوهُ وَيَهجوني
وَلَو تَرَكتُ مُطيعاً لا أُجاوِبُهُ / لَكانَ ما فيهِ مِ الآفاتِ يَكفيني
يَختارُ قربَ الفُحولِ المُردِ مُعتَمداً / جَهلاً وَيَترُكُ قُربَ الخُرَّدِ العينِ
قَد يَنقَضي كُلُّ ما أُولِيتَ مِن حَسَنٍ
قَد يَنقَضي كُلُّ ما أُولِيتَ مِن حَسَنٍ / إِذا أَتى دونَ ما أُولِيتَ يَومانِ
تَنأى بِوُدِّكَ ما اِستَغنَيتَ عَن أَحَدٍ / وَإِن طَمِعتَ فَأَنتَ الواصِلُ الداني
الشَّهدُ أَنتَ إِذا ما حاجَةٌ عَرَضَت / وَحَنظَلٌ كُلَّما اِستَغنَيتَ خُطبان
أَرجوكَ بَعدَ أَبي العَباسِ إِذ بانا
أَرجوكَ بَعدَ أَبي العَباسِ إِذ بانا / يا أَكرَمَ الناسِ أَعراقاً وَعيدانا
أَرجوكَ مِن بعد إِذ بانَ سَيِّدُنا / عَنّا وَلَولاكَ لَاِستَسلَمتُ إِذ بانا
فَأَنتَ أَكرَمُ مَن يَمشي عَلى قَدَمٍ / وَأَنضَرُ الناسِ عِندَ المَحلِ أَغصانا
لَو مَجَّ عودٌ عَلى قَومٍ عُصارَتَهُ / لَمَجَّ عودُكَ فينا المِسكَ وَالبانا
قُلتُ لِحَنّانَةٍ دَلوحِ
قُلتُ لِحَنّانَةٍ دَلوحِ / تَسُحُّ مِن وابِلٍ سَفوحِ
جادَت عَلَيها لنا رَبابٌ / بِواكِفٍ هاطِلٍ نَضوحِ
أُمّي الضَّريحَ الَّذي أُسَمّي / ثُمَّ اِستَهِلِّي عَلى الضَّريحِ
عَلى صَدى أسودَ المُواري / في اللَّحدِ وَالتُّرابِ وَالصَّفيحِ
فَاِسقيهِ ريّاً وَأَوطِنيهِ / ثُمَّ اِغتَدي نَحوَهُ وَروحي
إِغدي بِسُقيايَ فَاِصبِحيهِ / ثُمَّ اِغبِقيهِ مَعَ الصَّبوحِ
لَيسَ مِنَ العَدلِ أَن تَشِحّي / عَلى اِمرِئٍ لَيسَ بِالشَّحيحِ