المجموع : 29
لكل خطب مهم حسبي اللَه
لكل خطب مهم حسبي اللَه / أَرجو به الامن مِمّا كنت أَخشاه
وأستَغيث به في كل نائبة / وَما مَلازي في الدارين الا هو
ذو المن وَالمَجد وَالفَضل العَظيم ومن / يَدعوه سائله رباه رَباه
له المَواهِب والالاء وَالمثل ال / لأعلى الَّذي لا يحيط الوهم علياه
القادِر الآمر الناهي المدبر لا / يَرضى لَنا الكفر والايمان يَرضاه
مَن لا يقال بحال عنه كيف وَلا / لفضله كم تَعالى ربنا اللَه
وَلا يغيره مر الدهور وَلا / كر العصور وَلا الاحداث تَغشاه
وَلا بعبر عَنه بالحلول وَلا / بالانتقال دنا أَو شط حاشاه
أَنشا العَوالِم اعلاما بقدرته / وأغرق الكل منهم بحر نعماه
وأوجد الخلق باري الخلق من عدم / عَلى محبة خير الخلق لَولاه
محمد من زكت شمس الوجود به / وَطابَ من ثمرات الكون حرفاه
سر النبيين محيي الدين ذو شرف / طابَت ذوائبه فرعا وَمنشاه
فرد الجلالة فرد الجود البسه / تاج الجَلالة من للخلق أَهداه
أَغشاه خلعة نور فيه أودعها / جبريل وَهُوَ باذن اللَه أَغشاه
فأشرق الكون من نوار بهجته / وَطابَ رياه لما طاب رياه
لِلَّه خرقه أَنوار تداولها / أَئمة لهم التَمكين والجاه
سر تشفع من سر الغيوب فَما / زالَت بَصائِر أَهل الحق تَرعاه
ما بَينَ جبريل وَالطهر ابن آمنة / إِلى الامام عَلي كان مسراه
وَفي الحسين وَفي نجل الحسين وز / العابدين رحيم القلب أَوّاه
وَباقر العلم فالمَيمون جعفره / وَكاظم الغيظ موسى من كموساه
أَبى عَلى الرضا سامى الفخار وكم / مستقبل السر من ماض تَلقاه
أَئمة من بَني الزهر الهم شرف / هم خمسة حيدر فيهم وَزهراه
هم عرفوا الشيخ معروفا أَخا كرخ / أَدنوه قبل سرى وَهوَ أَدناه
سار السرى عَلى آثار سيرتهم / إِلى الجنيد مجدا حين آخاه
أَلقى الجنيد الى الشبلى نور هدى / هداية الخلق طرا ثم أَلقاه
الى المحدث عبدالواحِد القمر / الساري فأودعه مصباح دنياه
أَعنى أَبا الفرج الهادى فخص به / أَبا سَعيد كَذاك الفرد عقباه
وَمنه في الشيخ عبدالقادر ابتهجت / طَلائِع الفَظل نورا في محياه
كالشمس تسفر من أَقصى مطالعها / حسنا وَكالبَدر ملء العين مرآه
وَكالغمام اذا استمطرته كرما / وَكالصبا خلقا ان رق مهواه
من آل فاطمة لزهراء ذو شرف / أَتى به الدهر فردا عَن مثناه
عَلى جملالته أَنوار هيبته / كالسَيف ان راق حسنا رق حداه
فخر الجيلان دون العالمين به / اذ غاية الشرف الاعلى قصاراه
أَلقى من السر في الحداد نور هدى / هداه وَهُو لفرد العصر أَداه
محمد ذي التقى المكي ابن أَبي / بكر فذلك سر اللَه آناه
إِلى ابنه الشيخ عبد الواحد اتصلت / أَسبابه فأبو عثمان مَولاه
إِلى أَبي بكر الشامي من عمر / إِلى أَخيه عَلى نجم علياه
وَصارم الدين ابراهيم صنوهما / أَجله في ذرا صنويه عماه
الناصبي شهاب الدين سيدنا / شمس لدين الهدى طابَت سَجاياه
الماخذ الحوضى المنتقى شرقا / في رتبة نال منها ما تَمناه
أَغشى العرابي من أَنوار بهجته / سر العناية منه حين والاه
فَلَم يزل عمر الفاروق مرتقبا / الى جناب عزيز عز مرقاه
اولئك الزهر أَرباب الكمال فَما / يَزال مسمعه فيهم وَمرآه
أَهل الولاية وَالغر الَّذين لهم / فخر ينيف عَلى الجوزاء أَدناه
السائرين إِلى عين الحَقيقة في / أَهدى السَبيل واسناه واسماه
ما يبرح الفضل منهم بل لهم وَبهم / معاده ابدا فيهم وَمداه
الوارثين رَسول اللَه سيرتهم / فَكلهم بعده في الهدى أَشباه
وَكَم خَلائق لا يحصون غيرهم / في نهج خرقتنا تاهو أَو ما تاهوا
عَسى بجاه اولاك القوم يغفر لي / مهيمن أَنا أَرجوه وَأَخشاه
فَلي صَحائف بالوزار قَد ملئت / واخجلتي من كِتابي حينَ أَلقاه
ضللت بالجهل عَن قصد السَبيل وَمن / يضل عَنه فان النار مأواه
وَكنت مَولاي عبدا قد خطئت وَما / يَمحو خَطاياه الاصفح مَولاه
يا رائد الحي بالجرعاء سائل هَل / رأَيت صوب الحَيا الوسمى حياه
وَهَل تريحن أَغصان الاراك به / لنسمة الريح واِرتاحَت خزاماه
بِاللَه سلم عَلى الوادي وَجيرته / وَما حَواه مَصلاه وَمَسعاه
كَم يدعى حب أَهل المروتين مَعي / من لا تصدقه في الحب دعواه
وَكَم تواجد من وَجدي لشبهتي / مَن لَيسَ تسعده بالدمع عَيناه
أَخفى محبتهم عنهم وأجحدها / وأصعب المذهب العذرى أَخفاه
وَكَيفَ أَكتم سرا يشهد ان به / دمع يَسيل وَقَلب بين أَحشاه
مالي اذا ذكر واجرعاء ذى سلم / أَرخصت مِن دَمعي المهراق أَغلاه
ذكرى حَبيبا بأرض الشام يعشقه / قَلبي عَلى بعد دارَينا واهواه
طَبيعة من طباع النفس خامسة / تملى عَلى خطرات القَلب ذكراه
محبة لرسول اللَه أدخرها / ليَوم أسئل عَن ذَنبي فأجزاه
حسنت ظني وآمالي بذى كرم / تَلقاك من قبل أَن تَلقاه بشراه
محمد سيد السادات من وطئت / حجب العلى لَيلة المعراج نعلاه
بمهذب الخلق والاخلاق بهجته / ينبيك عَن حسنه عنوان حسناه
ومثله ما رأت عبر وَلا سمعت / وَلا به نطقت في الكون أَفواه
كل المَلائك وَالرسل الكِرام عَلى / فص الجَلالة شكل وَهُو مَعناه
راحى وَراحَة روحي أَنتَ أَنتَ فَما / أَلَذ ذكرك في قَلبي وأَحلاه
يا سَيدي يا رَسول اللَه خذ بيدي / في كل هول من الاهوال أَلقاه
يا عدتي يا نجاتي في الخطوب إِذا / ضاقَ الخناق لِقَلب جل بَلواه
ان كان زارك قوم لم أَزر معهم / فان عبدك عاقته خَطاياه
وَالعَفو أَوسع عَن تَقصير من قعدت / به الذنوب فَلَم تنهض مَطاياه
وَكلما منك راجون الشَفاعة من / هوى أَطَعناه أَوحق أَضَعناه
فاسمع جواهر مدح فيك حبرها / حبر إِذا ماج بحر الشعر أَملاه
مهاجرية افترت كمائمها / عَن نعت مدح ثناه لا ثَناياه
فاِرحم مؤلفها عَبد الرَحيم وَكُن / حماه من هم دنياه واحمراه
وَالحَمد للَهَ حمدا لا اِنقصاء له / وَحَسبي اللَه اذ لا رب إِلّا هو
وَبعد زاكى صَلاة ثم ثاوية / عَلى جَلالة من قد طابَ مَثواه
موصولة بِسَلام اللَه دائمة / تؤتيه من نسمات المسك أَذكاه
وَتَشمل الآل والصحب الكِرام ومن / رَعى الوفاء له حقا وَأَرعاه
ما لاحَ نور عَلى أَرجاء قبته / وَما تيممت الزوّار مغناه
جَوامِع الخير في الدارين تابعة
جَوامِع الخير في الدارين تابعة / لِطاعَة اللَه فالزم طاعة اللَه
وَالشرأ جمعه في ترك طاعته / فاخضع ذَليلا لعز الآمر الناهي
وَكَيفَ يأمن في الدارين شرهما / من لَم يَكُن طائعا للآمر الناهي
كَم من حقير فَقير ذي مراقمة / أَحظ في الحشر من ذي المال وَالجاه
هَل في كتاب مَضى أَوسنة سلفت / عز لعبد عَلى عصيانه لاهى
فاسلك سَبيل كتاب اللَه ممثلا / وَسنة المله الزهرا نعما هى
مالي مَع اللَه في الدارين من سبب
مالي مَع اللَه في الدارين من سبب / الا الشهادة أَخفيها وأبديها
وَسيلة لي عِندَ اللَه خالِصَة / عَن كل من يؤديها أؤديها
تِجارَة أَشتريها غير بائرة / تضاعف الربح اضعافا لشاريها
دلالها المُصطَفى وَاللَه بائعها / مِمَّن يحب وَجبريل مناديها
أَمن تذكر أَهل البان والبان
أَمن تذكر أَهل البان والبان / أَم من تبدل جيران بجيران
جعلت دمعك وَقفا في محاجره / يقبض في الخد هتانا بهتان
حالى كَمالك أَشتاق النَسيم فَلَو / هب النَسيم لحياني واحياني
اني اذا غرد القمرى في سحر / بذى الاراكة أَسهاني وَأَلهاني
وَكلما لاح برق الغور مُبتَسِما / في الفَور حرك أَشجاني وَأَشجاني
وَقفت في الحي بعد الظاعنين فان / أَرى سوى الوحش أَو آثار غزلان
يا دمنة حلها البَلوى فعوّضها / عصما وَعفرا بقضبان وَكُثبان
وَطالَما كنت مصطافى وَمرتبعى / وَحيث مألف اخواني وَخلاني
فَكَم احن حنين الثاكلات عَلى / نجد وَتنجي بالدمع أَكفاني
لا وَالَّذي نصب الاجبال راسية / فرد البقاء وكل غيره فاني
ما طالَ لَيلى وَلَيلى في الغوير وَلا / أَو هي فؤادي هوى نعم وَنعمان
الاشغفت بخير الخلق من مضر / مولى القَريقين قحطان وَعَدنان
هداية اللَه في الدنيا وَخيرته / من خلفه فَهوَ هادى كل حَيران
وَاللَه ما حملت أُنثى وَلا وَضَعَت / كَمِثلِ أَحمَد من قاص وَلا دانى
مهذب شرف اللَه الوجود به / وَخصه بدلالات وَبُرهان
في أُمة كان هاديها وَليسَ لَها / الا عبادة أَصنام وَأَوثان
سر السرارة لب اللب من مضر / مُستغرق الفضل فرد ماله ثانى
حامى الحمى سيد السادات أَشجَع مِن / في اللَه جاهد في سر واعلان
لَم يَبقَ لِلشرك عونا يطمئن به / وَلا نَصير الَّذي بَغى وَعدوان
واصبحت ملة الاسلام ظاهرة / بالحق فالناس في أَمن وايمان
وَبدل الغي رشداً وَالضلال هدى / في الارض وَالدين فردا بعد اديان
آياته الغرفى التَوراة بينة / وَفي زبور وانجيل وَفُرقان
كَم أخبر تنابه من قبل مبعثه / فينا بَشائر أَحبار وَرُهبان
مَتى تجلت لَنا أَنوار مولده / مِن الحِجاز إِلى بصرى وَكنعان
تَتابعَت منه آيات الظهور فَما / خمود نار وَماشق بايوان
وَمعجزات بعد الرمل لَو كتبت / لَم يحصها ماء سيحان وَجيحان
يا صاح ان خفت في الأَيام نائبة / من ظالم قاهِر أَو جور سلطان
وَلَم تَجِد في الوَرى حرا له كَرَم / يرجى نداه وَلا صفح عَن الجاني
فلذ بمن سبح الحصباء في يده / واقصد كَريم السَجايا مطلق العانى
محمد سيد الكونين وَالثقلي / نِ وَالفَريقين من عجم وَعربان
وَقل بفضل ضجعه فأنهما / أَلسيدان المَجيدان الرَفيعان
وَثق بحبل شهيد الدار تلوهما / شيخ الكَرامة عثمان بن عَفان
ثم أبلغ الغاية القصوى أَبوحَسَن / وابتاه أَيضا وَعماه الكَريمان
أَئمة زين اللَه الوجود بهم / غر مهذبة أَبناء غران
لا غرو ان جَعَلوني من تفضلهم / سلمان بينهم من بعد سلمان
أَو شرفوا قدر مَدحي وَهو شيمتهم / أَو بشروني بالحسنى كحسان
الحَمد لِلَّه هم ركنى وهم عضدى / وَهم نجاتي وَهم روحى وَريحاني
يا سَيدي يا رَسول اللَه يا أَمَلي / يا موئلي يا مَلاذي يوم يَلقاني
هبنى بجاهك ما قدمت من زال / جودا وَرجح بفضل منك ميزاني
واسمع دُعائي واكشف ما يساورني / من الخطوب وَنفس كل أَحزاني
فأَنتَ أَقرَب من تَرجى عواطفه / عِندي وان بعدت داري وَأَوطاني
وَفيك يا ابن خَليل اللَه يوم غَدا / أَلوذ من سوء زلاتي وَعصياني
نَوالك الجم يَطويني وَينشرنى / بالمكرمات وَعين اللطف ترعاني
وَجاهَ وجهك يَحميني وَيمنعني
وَجاهَ وجهك يَحميني وَيمنعني / مِن بَغي ذي حسد أَو شامت شاني
اني دَعَوتك مِن نيابَتي برع / وَأَنتَ أَسمع من يَدعوه ذو شان
وَاستَعينك يا فردا الجَلال عَلى / دهر يُحاول بعد الربح خسراني
فاِعطف حَنانا عَلى عَبد الرَحيم ومن / يَليه في الناس من صحب واخوان
وامنع حَماى واكرمني وَصل نسبي / برحمة وَكَرامات وَغُفران
لا تعد عَيناك عَني بالرعاية في / نَفسي وَسرى ومن في اللَه والاني
وَبعد صلى عَلَيك اللَه ما اِعتَنَقت / ريح الصبا عذبات الاثل والبان
وَعمّ صحبك والآل الكِرام سنا / تَحيَّة منه تهدي كل رضوان
وَجاد أَرضا حوتك الغَيث منسَجِما / يا منتهى صفتي حسن واحسان
خل الغَرام لصب دمعه دمه
خل الغَرام لصب دمعه دمه / حَيران توجده الذكرى وَتعدمه
فاقنع له بعلاقات علقن به / لَو اطلعت عليها كنت ترحمه
عذلته حين لم تنظر بناظره / وَلا علمت الَّذي في الحب يعلمه
وَذقت كأس الهَوى العذرى ما هجعت / عَيناكَ في جنح لَيل جن مظلمة
وَلا ثنيت عنان الشوق عَن طلل / بالَ عفت بيد الانواء أَرسمه
ما الحب الا لِقَوم يعرفون به / قدما رسوا الحب حَتّى هَانَ معظمه
عذابه عندهم عذب وَظلمته / نور وَمغرمه بالراء مغنمه
كلفت نفسك ان تقفو مآثرهم / وَالشيء صعب عَلى من لَيسَ يحكمه
اني أَورى لِغَيري حينَ يَسألني / بذكر زينَب عَن لَيلى فأوهمه
وَطالَما سجعت وَهنا بذي سلم / وَرقاء يعجم شَكواها فافهمه
وَتَنثَني نسمات الغور حاكية / علم الفَريق فادري ما نُتَرجمه
يا مَن أَذابَ فُؤادي في محبته / لَو شئت داويت قلبا أَنتَ مسقمه
سَقى الحيار بع صب سار منه إِلى / شعب المريحات هامى المزن يوهمه
وَبات يَرفض من سفح الخزام إِلى / وادى ادام وَما والى يلملمه
يَسوقه الرعد في تلك البطاح إِلى / أُمُّ القُرى وَالرياح البشر تقدمه
وَكلما كف أَوكلت ركائبه / ناداه بالرَحب مَسعاه وَزَمزَمه
لما ألب عَلى البَطحاء عارضه / عَلى المَدينة برق راق مبسمه
سَقى الرياض الَّتي من روضها طلعت / طَلائِع الدين حَتّى قام قيمه
حيث النبوّة مضروب سرادقها / وَالنور لا يَستَطيع اللَيل يكتمه
وَالشَمس تسطع من خلف الحجاز وَفي / ذاكَ الحِجاز أَعز الكَون اكرمه
محمد سيد السادات من مضر / سر النَبيين محي الدين مكرمه
فرد الجَلالة فرد الجود مكرمة / فرد الوجود أبر القَلب أَرحمه
نور الهُدى جوهو التَوحيد بدر سما / ء المَجد واصفه بالبَدر يظلمه
من نور ذي العرش معناه وَصورته / وَمُنشىء النور من نور يجسمه
وَمودع السر في ذات النبوة من / علم وحسن واحسان بقسمه
فَذاكَ من ثَمَرات الكَون أَطيَب ما / جاد الوجود به أَعلاه أَعلمه
قَما رأت مثله عين وَلا سَمِعَت / اذن كاحمد اين الاين تعلمه
أَمسَت لمولده الاصنام ناكِسَة / عَلى الرؤس وَذاكَ الخزى محرمه
واصبحت سبل التَوحيد واضِحة / وَالكفر يندبه بالوَيل مأتمه
والارض تبهج من نور ابن آمنة / وَالحق تصمى ثغور الجور اسهمه
وان يقم لاستراق السمع مسترق / فَعنده صادر الارجاء يرجمه
ان ابن عبد مُناف من جَلالَته / شمس لافق الهدى وَالرسل انجمه
العَدل سيرته وَالفَضل شيمَته / وَالرعب يقدمه وَالنَصر يخدمه
أَقامَ بالسَيف بنهج الحق معتَدِلا / سهل المَقاصِد يهدى من بيومه
وَكُلما طالَ ركن الشرك منتهيا / في الزيغ قام رَسول اللَه يهدمه
سارَت إِلى المَسجِد الأَقصى ركائبه / يزفه مسرج الاسرا وَملجمه
وَالسوق يهتف يا جِبريل زج به / في النور ذَلِكَ مرقاه وَسلمه
وَالعَرش يَهتَزُّ مِن تَعظيمِهِ طَرَبا / اذ شرف العرش وَالكرسي مقدمه
وَالحَقُّ سُبحانه في عز عِزته / من قاب قَوسين أَو أَدنى يكلمه
فَكَم هُنالِك من فَخر وَمِن شَرَف / لمن شَديد القوى رحيا يعلمه
حَتّى إِذا جاءَ بالتَنزيل معجزة / يَمحوا الشَرائِع وَالأَحكام تحكمه
هانت صِفاتَ عَظيم القربتين وَما / يأتيه جهل أَبي جهل وَيزعمه
حالَ السها غير حال الشَمس لَو عَلِموا / بَل أَهل مَكَّة في طغيانهم عمهوا
فاصدع بأمرك يا ابن الشم من مضر / فَقَد بعثت لاهل الشرك ترغمه
لَك الجَميل من الذكر الجَميل وَمن / كل اسم حود عَظيم الجود أَعظمه
يا أَيُّها الآمل الراجي ليهنك ما / تَرجوه ذا كعبة الراجي وَموسمه
قبرا تساهد نوراً حين تبصره / عينى وانشق مَسكا حين ألثمه
كَم أَستَنيب رفاقا في زيارَته / عني وَما كل صب القَلب مغرمه
وَكَم يُصافحه مَن لا يدى يده / وَلا فَمي عند تَقبيل الثرى فمه
مَتى أُناديه من قرب وأنشده / قَصيدة فيه أَملاها خويدمه
مهاجرية اهتَزَت كمائمها / عَن نور درّ لسان الحال ينظمه
كَم يأَمَل الرَوضَة الغراء ذو شغف / يَرجو الزيارة والاقدار تحرمه
مستعد يا بحبيب الزائرين عَلى / دهر تنكر بالاهمال معجمه
فَقم بعبدك يا شمس الكَمال وَكن / حماه من كل خطب مرمطعمه
وارع الكَريم اذا ضاق الخناق به / ما خابَ من أَنتَ في الدارين ملزمه
يا سَيد العرب العرباء معذرة / لَنا دم القَلب لا يغني تندمه
أنطت ظَهري بأَوزار وَجئتك لا / قَلب سَليم وَلا شيء أقدمه
يا صاحِب الوحي وَالتَنزيل لطفك بي / لا زلت تَعفو عَن الجاني وَتكرمه
وَهاكَ جوهر أَبيات بك اِفتَخَرت / جاءَت بخط أَسير الذَنب برقمه
فاِنهض بقائلها عَبد الرَحيم ومن / يَليه ان هم صرف الدهر يدهمه
واجعله منك برأى العين مرحمة / اذا أَلم به من لَيسَ يَرحمه
وان دعا فأحبه واحم جانبه / يا خير من دفنت في القاع أَعظمه
فَكل من أَنتَ في الدارين ناصره / لَم تَستَطِع محن الايام تهضمه
عَلَيكَ مِن صَلوات اللَه كلها / يا ماجِدا عمت الدارين أَنعمه
يندى عَبير أَو مسكا صوب عارضها / وَيبدأ الذكر ذكراها وَيختمه
ما رَبح الريح أَغصان الاراك وَما / جابَت عَلى أبرق الحنان حوّمه
وَينثى فيعم الآل جانبه / بكل عارِض فضل فاضَ مسجمه
طيف الخَيال من النيابَتين سَرى
طيف الخَيال من النيابَتين سَرى / إِلى الحجاز فَوافي مَضجَعي سحرا
سَرى عَلى بعد دار بناينم به / روح النَسيم فأهدى منهلا عطرا
فَكَم وَكَم حازَ من سهل ومن جبل / ومن وعور الى أم القُرى وَقرى
أَفديه من زائر ما زارَني أَبَدا / وذاكر ما نسى ودي وَلا ذكرا
وَحاضر نصب عَيني وَهُوَ مُبتَعِد / عَني فَما غابَ عَن عَيني ولا حضرا
لَيت الاراك الَّتي مر النَسيم بها / تَدري بِشَكواي بَل ليت النَسيم دَرى
ما صبر صب له في كل جارحة / جرح أَعاد عليه صبره صَبرا
وَطالَما هاجَت الشَكوى له شجنا / فذكرته زَمانا مر فادكرا
مَن لي بطفلين من خَلفي كَأَنَّهما / زغب القطا اذعد من الماءِ وَالشَجَرا
فارقت ريحانَتي قَلبي وَما رَضيت / نَفسي الفراق وَلا اِخترت النَوى بطرا
وَلَم يَكونا حَبيبين افتقدتهما / في غُربَتي بل فقدت السمع وَالبَصرا
هما وَديعة من يَرعى وَدائعه / وَمَن يَرى وَهو داني القرب لَيسَ يَرى
في ذمة اللَه مَحفوظان أسأله / يَكفيهما المكر وَالمَكروه وَالضررا
يا قطعة مِن فؤادي ان عتبت فَما / جَفاك والدك النائي وَلا هجرا
وانما هي أَحكام مقدرة / موصولة بقضاء سابق قدرا
لا كات الريح أن تُبدي لَنا خَبَرا / من المحبين أَو تهدي لهم خبرا
حَسى من الوجد أَني ما ذكرتهم / الا تكفكف ماء العين واِنحدرا
رحلت عنهم عداة البين من برع / وَفي الحَشا لهب النيران مستعرا
وَسرت وَالشَوق يطويني وَينشرني / موصلا بهجير بين وَسرى
حَتّى انتهيت الى الميقات في زمر / من وفد مكة يا طوبى لها زمرا
ثم اِغتَسَلنا وأحرمنا وَساربنا / حادى المطى يَخوض الهَول وَالخَطرا
وَلَم أزل رافِعا صَوتي بِتَلبيَتي / مَع الملبين مِمَّن حج واِعتَمرا
حَتّى أَناخَت مطايانا بِذي كَرم / لكل وفد لديه زلفة وَقرى
من ريف رأفة رب الحجر وَالحجر / لما وصلنا الحجر وَالحَجرا
طفنا القدوم وَصلينا الندرك ما / رمنا وَجئنا بركن السعي ان شكرا
ثم اطمأن بنا التعريف بعداذ / في موقف جمع السادات وَالكبرا
وَفي المفيضين عدنا حين تم لهم / رَمى الجمار وَهاجَ النفر من نفرا
حجوا فَراحوا يَزورون ابن آمنة / لوعدت في الفرقة الحافين مستطرا
عَسى لِطائف رَبي أَن تبلغني / قبرا بقر بعيني رأيه نظرا
قبرا بطيبة يَسهو نوره صعدا / فَيَجعَل النيرين الشمس وَالقَمَرا
حيث الكَرامات والآيات ظاهرة / لمن حَوى الفخر تَعظيما وَمُفتَخرا
وَحيث مهبط جبريل وَمصعده / يَتلو عَلى أَحمد الآيات وَالسورا
فرد الجَلالة فرد الجود مكرمة / فرد الوجود عن الأشياء وَالنَظرا
أعلا العلا في العلا قدرا وأمنعهم / دارا وجارا واسما في السَماء ذرا
سرّ السَرارة لب اللب منتخب / من هاشِم خير مدفون بخير ثَرى
هداية اللَه في الدنيا وَصَفوته / فيها وَخيرته مِمَّن ذرا وَبرا
ان كان في الكَون موجودا وآدم في / ماء وَطين حماء لم يكن بشرا
نبوّة قبل خلق الخلق سابقة / ان الامام امام وَالوراء ورا
السهلة السمعة الغراء ملته / وآله الطيبون السادة الغررا
أَتى وأمته العَمياء قد حملت / اصرا فخفف أَثقالا وحل عرا
عَلى شفا جرف هار فأنقذها / لما أقل بحسن البشر من عثرا
وَقامَ يَتلو من التَنزيل معجزة / تمحو الاناجيل وَالتَوراة وَالزبرا
دينا قَويما أحل الطَيبات لنا / لا دين من سيب الانعام أَو بحرا
وَحرم الدم وَالميتات محكمه / وَما أَهل لغير اللَه أَو نذرا
يَكفيك أَنَّ الفَتى المَكي طلعته / في ظلمة الشرك بدرا ساطِعا ظهرا
فقل لمن يحط علما برفعته / عَلى النَبيين سل من قد قرا وَدَرى
يس فيه وَطس امتداح علا / وَالطور وَالنور وَالفُرقان وَالشعرا
كَم عاندته قريش وَهيَ عالمة / بأنه خير من فوق الثَراء يَرى
وَكَم رَعى بالتَعنى حق حرمتهم / مبالغا فيهم التَحذير وَالنذر
يَلقى المسيئين بالحسنى كَعادته / وَيوسع المذنبين العفو مُقتدرا
لما غدا واعظا صموا فَخالطهم / بالسَيف بأسا فَلبى السيف اذ شهرا
وَشن غاراته في كل ناحية / وَقامَ لِلَّه والاسلام منتصرا
بفتية من قريش الابطحين ومن / أَبناء قيلة أَهل الدار أَسد شرى
قَوما أَقاموا حدود اللَه واِبتَدروا / ظل السيوف ليعطا وأجر من صبرا
وَأَخلصوا دينهم لِلَّه واِعتَصَموا / بِاللَه واِمتَثَلوا لِلَّه ما أَمرا
باعوا نَفائسهم منه وأنفسهم / بجنة الخلد بيعا رابحا فَشَرى
وَدمروا كل باغ عز جانبه / بالسَيف حَتّى اِستَباحوا البدور وَالحضرا
محبة لِنَبي بين أَظهرهم / غدا به الدين في الآفاق مشتهرا
مبارك الوجه يَستَسقي الغمام به / غوث الارامل والايتام وَالفقرا
كهف المرجين كنزا السائلين اذا / غبر السنين كمت أَنواؤها المطرا
يا رحمة اللَه حي روحه أَبَدا / عنى وَظلى وَباتى حيثما قبرا
هدية من أَسير الذئب مرتجيا / أن يطلق اللَه بالغفران من أَسرا
اليك يا صاحب الجاه العَريض رمت / بي الاماني وَالباع الَّذي قصرا
مستعديا من زَمان لا نصير به / يرجى سواك ولا ملجا وَلا وزرا
أَرجو السَعادة في الدارين جائزة / لا حرف فيك منى تشبه الدررا
فاعطف حنانا عَلى عَبد الرَحيم ومن / يَليه باللطف حَتّى يبلغ الوطرا
فأَنتَ مالي وَمأمولي وَمُعتَمدي / وَحجتي يوم أَلقى اللَه معتذرا
لعل ظل لواء الحمد يشملني / مَع الحَبيب اذا النار اِرتَمَت شررا
مني عليه تحيات مباركة / تنمى فَتَستَغرِق الآصال وَالبكرا
ما لاحَ زهرا لرياض الغر مبتسما / او عانق الريح غصنا مائسا خضرا
تخص ارواح قوم هاجَروا معه / وَالتابعين ومن آوى ومن نصرا
مَوصولة بسلام اللَه دائِمة / ما البرق من علويات الحجاز سرى
لاقيت يا نفس حقا ما حَكى الحاكي
لاقيت يا نفس حقا ما حَكى الحاكي / فامضى لشأنك اني لست أَلحاك
واستعذ بي غصص التَعذيب راضية / وَحكمى الحب علّ الحب يَرعاك
واِستنظري فرص الايام عائدة / واِستعملي الصبر وارعى ترك شكواك
عَساكَ ان مت في ذكراك مت علي / شهادة الحق حيث الحق يَلقاك
وَاللَه لَولا امانىّ تجاذبني / ذمام عهد قَديم كنت انعاك
اغفلت من غفلات الدهر آونة / آوت من الجيرة الغادين مثواك
ايام لَيلى بوادي السدر نازِلَة / مقيمة خدرها المَضروب يمناك
وَالعَيش اخضر والايام مشرقة / وَعين رب الهَوى العذرى تَرعاك
وَنظرة جلبت حتفي وَلَيسَ لَها / شاك لانى أَنا المشكوّ وَالشاكي
رَدى بقية روح فات من رمقى / يا شمس حسن بدت من برج شباك
وارنى لِقَلبي بما في سحر عينك من / حَبائِل مرصدات لي واشراك
وبين سفح جياد فالمسيل إِلى / دار الامير غروس ثورها زاكى
سحارة الطرف تَرمي من لواحظها / حب القلوب باحياء واهلاك
خذي بحقك من عينيك لي خفرا / حتفا فعائفتي عَيناك عَيناك
وَساعدني عَلى التَقبيل مغتنما / فَما أَلذك تَقبيلا وَأَحلاك
فَكَم وَديعة شوق لي اليك مضت / قَد كنت يوم النَوى اودعتها فاك
عواطل السرب تَرعى في الخزام وَما / يحن ذو شجن الا لذكراك
صفت صفاتك للعشاق وابتهجت / انوار حسنك من أَنوار حسناك
خلف الخمار جمال منك خامره / حسن بديع محانى في محياك
وَدون سنرك سر في طلائعه / نور كبهجة نور الشمس غشاك
وَرَوضَة من رياض الخلد قد ملئت / من الجَمال حواها منك ركناك
وَثم روح من الفردوس منتفح / في الجم يعبق من رياء رياك
وَفي المشاهد آيات مبينة / تنبى شواهدها عَن فضل معناك
ما يملأ العين من حسن ومن حسن / وَيشرح الصدر الا حسن مرآك
كَم من قيل الهَوى العذرى احسبه / لا يَستَفيق بشيء غير لقياك
حياك رَبي عني كل آونة / بكل مركمة حياك حياك
وَكَم طيبة صوب المزن منسجما / ما طابَ نفسا بغير حين وافاك
وَجاد طيبة صوب المزن منسجما / تشجعه معصرات ذات احلاك
حيث النبوة مضروب سرادقها / والحق يَزهو بِسامي النور سيماك
وَحيث من ظهر الاقطار قاطبة / بالسَيف من كل ذي بغي واشراك
محمد سيد السادات من مضر / حامى الحمى فرع اصل طيب زاكى
هداية اللَه في شام وَفي يَمَن / وَخيرة اللَه من رسل وأملاك
مهذب قرشى الاصل يشرف عَن / حام وَسام وعن روم واتراك
مستجمع الحسن والاحسان وَالكرم / الفيّاض فاض فَلَم يعرف بامساك
لسانه الوحى وَالتَنزيل معجزة / ينسيك عجمة قبطى وانطاكي
معطى الحقوق لمن والى وقاطع من / عادى وَعاند منهم قط فتاك
طلق المحيا لكل النازلين به / وَفي الكَريهة حتف الفارس الشاكي
غضيان تحت ظلال السمر ممتلئا / بأسا وَعند عبوس الدهر مضجاك
وَراسِخ العلم وَالصفح الجَميل اذا / يرجى وَلَيسَ لذي ستر بهتاك
جلالة ملئت جودا وَمرحمة / عَن ماجد لدم الطاغين سفاك
اغنى واقنى واحيادين امته / بصولة بثها في كل معراك
وَالحرب قامَت عَلى ساق به وَسمت / اذقام منتقما من كل أَفاك
فاتوا فأدركهم بالسيف منتصرا / فَما يفيقون من فوت وادراك
نكاية لم تدع للمشركين يدا / تَعلو وَما كل مَن يبغى العلانا كي
يا سَيدي يا رَسول اللَه يا أَملى / يا راحَة الروح من ضيم واضناك
ناداكَ من برع الغراء قائلها / عَبد الرَحيم المسىء الخائف الباكي
امليتها فيك من بعد وَلست بها / بغير عروتك الوثقى بمساك
اذ لَم أَكن لِسَبيل الرشد متبعا / وَلا لمنهج زلاتي بتراك
ولا من الجهل وَالعصيان ممتنعا / وَلا بنسك اولى التَقوى بنساك
فاجعل جَزائي عليها كل مكرمة / من أَنعم لا قَناطير وألكاك
والبس شعار صَلاة اللَه دائمة / ممتدة مرّ أَعصار وأَفلاك
أفق هديت من التبريح وَالكمد
أفق هديت من التبريح وَالكمد / وان تكن قطعة ذابت من الكبد
واقنع بمن لم يزل سبحانه عوضا / عَن كل ما فات من أَهل وَمن وَلَد
واشكر عَلى نعمة من نعمة نشأت / لمن أَرادَ بك الحُسنى وَلَم ترد
واصبر عَلى الكسر علّ اللَه يجبره / بمعظم الاجر واطلب جوده تجد
وكلما قرعت النائبات فقل / يا سَيدي يا رَسول اللَه خُذ بِيَدي
تلق ابن آمنة غوث الطر يداذا / ضاقَ الخِناق بخطب غير مئد
خير البَريّة من عجم ومن عرب / وأكرم الخلق في الاغوار والنجد
محمد خير سادات الورى مضر / من جاره جار عز غير مضطهد
أَتى به اللَه شمسا غير آفلة / تَسمو نور عَلى الآفاق متقد
فرع تسلسل من سر النبوة في / أَقيال مكة مغنى الطارق الكمد
من عنصر المجد بجوح الفخار سرى / من سيد سند في سيد سند
هدى به اللَه قوما الاخلاق لهم / من أمة عميت عن منهج الرشد
أمت شفا جرف هار فأنقذها / وحل منها محل الروح في الجَسَد
أقال عثرة غاويها وأدركها / رشدا واصلح ما فيها من الاود
وَقام يهدى إلى قصد السَبيل فَكَم / بالحق من سابق منا وَمُقتَصَد
وَجاءَ باليمن والايمان يرشدنا / بالنور من ظلمات الزيع وَالنَكَد
له السَموات والارضون شاهدة / بمعجزات وآيات بلا عدد
تنأى عَن الرمل وَالقطر الملث وعن / عد النبات وَموج البحر وَالزبد
كَم ذا احن إِلى ذاك الحَبيب عَلى / بعدى وأمسى ضنين الوجد وَالسهد
أَستودع الرب تَسليمي إليه اذا / جد الرَحيل بهم عني وَعَن بَلَدي
وَكَم وَكَم بينَنا من مجهل درس / ومن فراسخ لا تحصى ومن برد
يا نازلا بديار الشام لا تربت / يَداكَ فاخر بمدح المُصطَفى تفد
وَحي عَني حَبيب الزائرين وَلا / تضع وَديعَة واهى الصبر وَالجلد
ردد عليه سَلاما لا انتهاء له / كرمل عالج اضعافا وَزدوزد
وَقل لا شرف خلق اللَه مرتبة / ومن تبوّأ مجدا غير منجد
ماذا تعامل يا شمس النبوّة من / اضحى اليك من الاشواق في كمد
فامنع جناب ضريح لا صَريخ له / نائى المزار غَريب الدار مُبتَعد
حَليف ودك واهى الصبر منتظر / لغارة منك يا ركني وَيا عضدي
اسير ذَنبي وَزلاتي وَلا عمل / أَرجو النجاة به ان انت لَم تجد
قرعن ايام دَهري قوتي فوهت / عراى من محن تَجري إِلى الامد
وَضاقَ ذَرعي لاحوال منكرة / لديّ أَعظم أَن أَشكو إِلى أَحَد
ما زالَ يحسدني دَهري عَلى نعم / وَالحر ما عاشَ لا يَخلو عَن الحسد
كَم من خطوب الى الدنيا أَعد لها / حسن اعتنائك بي مع قلة المدد
فاقبل بفضلك اذلالي وَمعذرتي / وَقوّ ضعفي بفضل فائض رغد
وانظر إِلى بعين منك مشفقة / وَقم بحالي وَلاطفني وجد وعد
وحل عقده كربى يا محمد من / هم عَلى خطرات القلب مطرد
أَرجوك في سكرات الموت تشهدني / كيما يَهون اذا الانفاس في صعد
وان نزلت ضر يحالا أَنيس به / فكن أَنيس وحيد فيه منفرد
حَتّى إِذا نشر الاموات يوم غد / وكل نفس رأت ما قدمت لغد
والحق يحكم الاعضاء شاهدة / وَالنار تؤصد للطاغين في عمد
فكن دَليلي بحسن الستر منك إِلى / لواء حمد بظل العرش منعقد
قل أَنتَ منا عَلى ما كانَ منك فجز / عَلى الصراط وَهَذا حوضنا فرد
وَكن رَفيقي في دار السلام اذا / كنا بمقعد صدق جيرة الصمد
وارحم مؤلفها عَبد الرَحيم ومن / يَليه من أَهله وأنعشه وافتقد
اذا اِستَعدت له الاعداء قاصدة / أعد حبك منهم أَمنع العدد
وان دَعا فاجبه واحم جانبه / من حاسد شامت أَو ظالم نكد
فَما بلينا بِمَكروه نساوره / الا استندنا بركن منك معتمد
وَلا سلكا سَبيلا نَرتَجيك به / الا وجدناكَ للراجين بالرصد
صَلى عليك الهي يا محمد ما / تنوّعت نغمات الطائر الغرد
تحية كَشُعاع الشمس طيبة / تَستَغرِق الامد الجاري الى الابد
يندى عَلى الآل والازواج عارضها / وَالصحب من نسمات الند كل ندى
قل للمطي اللَواتي طال مسراها
قل للمطي اللَواتي طال مسراها / من بعد تَقبيل يمناها وَيُسراها
ما ضرها يوم جد البين لو وقفت / نقص في الحي شَكوانا وَشَكواها
لَو حملت بعض ما حملت من حرق / ما اِستَعذبت ماءها الصافي وَمَرعاها
لكنها علمت وجدي فأوجدها / شوق إِلى الشام أَبكاني وأَبكاها
ما هب من جبلي نجد نسيم صبا / للغورالا وأَشجاني وأَشجاها
وَلا سَرى البارق المكي مبتسما / الا وأسهرني رهنا وأَسراها
تَبادَرَت من ربانا بتي برع / كأن صوت رَسول اللَه ناداها
حَتّى اذا ما رأت نور النَبي رأت / للشمس وَالبدر أَمصالا وأَشباها
حطت بسوح رَسول اللَه واطرحت / أَثقالها وَلديه طاب مَثواها
حيا الغمام الرحاب الخضر منسجما / فالقَبر فالرَوضة الخَضراء حياها
حيث النبوة مضروب سرادقها / وَذروة الدين فَوقَ النجم علياها
هنالك المُصطَفى المختار من مضر / خير البَريّة أَقصاها وأَدناها
أَتى به اللَه مَبعوثا وأمته / عَلى شفا جرف هارفأ نحاها
وأبدل الخلق رشدا من ضلالتهم / وَفل بالسيف لما عز عزاها
كَم حكم السيف وَالبيض القواضب في / معاشر اللات وَالعزى فأفناها
وَساقَ جرد جياد الخيل خائنة / مَجرى الكَماة بِمَجراها وَمرساها
ذاكَ البَشير النذير المُستَغاث به / سر النبوّة في الدنيا وَمَعناها
شمس الوجود الَّذي أَنوار مولده / ملأن ما بين كنعان وَبصراها
وانشق ايوان كسرى من مهابته / وَنار فارس ذاك الطفل أَطفاها
وكم له من كَرامات يخص بها / وَمعجزات كَثيرات عرفناها
الثدى در له وَالغيم ظلله / وانشق في الافق بدر شق ظلماها
وَالجذع حن وأجرى الماء من يده / عشر المئين وَنصف العشر أَرواها
وَالعنكبوت بنت بيتا عليه لكي / ترد فرقة كفر ضل مَسعاها
وَالفعل ذل وأوما بالسجود له / وَالظبية اِشتَكَت البَلوى فأَشكاها
بشرى طراف القَوافي انها ظفرت / بسيد العَرَب العرباء شراها
فالحَمدُ لِلَّه نحن الفائزون به / في ملة نعم عقبى الدار عقباها
هَذا محمد المَحمود سيرته / هَذا أبر بني الدنيا وَأَوفاها
هَذا الَّذي حين جانا بالرسالة في / بَطحاء مكة عم النور بطحاها
لَم يَبقَ من شجر فيها وَلا حجر / الا تحييه نطقا حين يَلقاها
وَكلمته جَمادات الوجود عَلى / علم كأن لها حسا وأَفواها
وَالطير وَالوَحش والاملاك ما برحت / تهدى السَلام له كي تَرضى لِلَّه
مني السَلام عَلى النور الَّذي اِبتهجَت / به السَموات لما جاز أَعلاها
واِستَبشر العرش وَالكرسي وامتلأت / حجب الجلالة نورا حين واناها
يا من له الكوثر الفياض مكرمة / يا خاتم الرسل يا يس يا طه
ما للنبيين من وصف وليس له / فمنتهى حسنها فيه وَحسناها
أَنتَ الَّذي ماله في الكون من شبه / هَيهات أَين ثراها من ثرباها
ما نالَ فضلك ذو فضل سواك وَلا / سامى فخارك ذو فخر وَلا ضاها
فرد الجَلالة مَقبول الشَفاعة في / يوم القامة أَعلى الانبيا جاها
مَولاي مالي الاحسن لطفك بي / فهب لعيني عينا منك تَرعاها
واشمل بمرحمة عَبد الرَحيم وصل / أَهلا وَصحبا وارحاما لمولاها
وانهض بنفس اذا أمتك من برع / تَبغي الزيارة عاقتها خَطاياها
وَهب لَها الامن في الدارين وارع لها / حسن الظنون لدنياها وأخراها
واجعل لامتك الخَيرات منقلبا / يوم القيامة وَالجنات مأواها
صَلى عليك الهى يا محمد ما / دامَت اليك الورى تحد وَمطاياها
تحيَّة يَنثَني في الآل طالعها / سعدا وبفضح ريح المسك رياها
بَكى الغَريب لفقد الدار وَالجار
بَكى الغَريب لفقد الدار وَالجار / ان الغَريب غَزير دمعه الجاري
أَهاجه الركب اذ قالوا الرَحيل غدا / أَم شاقه لمع ذاك البارق الساري
أَم باتَ يرقب نارا بالحمى وَقدت / يا موقد النار لا عذبت بالنار
هب النَسيم بأَرواح يمانية / تهدي إِلى الشأم ذاكَ المندل الداري
فبت وَالقلب مَجروح جوارحه / حيران أَضرب أَخماسا بأَعشار
نام الخليون من حولي وَما عَلِموا / أَتى سَمير صبابات وَتذكار
ذكرت جيرة نجد يوم دارهم / دارى وَسما رذاكَ الحَي سمارى
وَذبت وجدا لأرض لي بها وطر / هَيهات كَم بَينَ أَوطاني وأَوطاري
يا ممرضي بربا نجد أَعد مَرضى / عَسى يَعودون عوادى وزوّاري
فقد وهبت لغزلان العذيب دمي / وَلَم أطالب عيون العين بالثار
لَولا فراق الفَريق النازلين عَلى / حكم الهَوى ما وشى دَمعي باسراري
فَكَم تقسم قَلبي نية عرضت / مَقسومة بين انجاد واغوار
يا معمل العيس من شام الى يمن / معوّدا حمل أَهوال وأحطار
سلم عَلى الحَي من نيابَتي برع / وَقل لهم حين تنبيهم باخباري
رأَيته حول بيت اللَه في زمر / من طائفين وَحجاج وَعمار
وَقَد قَضى عمل النسكين محتسبا / وَنال ما نال من غفران غفار
لكنه ضاقَ ذرعا أَن يحج وَلَم / يزر شَفيع البَرايا صفوة الباري
محمدا دعوة الحق الرَسول إِلى / عرب وَعجم وَبدو ثم حضار
سر السرارة لب اللب خير فَتى / من فتية سادة السادات اخيار
مستودع الحسن والاحسان ذو كرم / بالخير اجود من روح الصبا الذارى
مستغرق باسمه كل المحامد من / علم وَحلم وافضال وايثار
حياك يا طيبة الغراء صوب حيا / يهمى بمنسجم في الحي مطار
حيث النبوة مضروب سرادقها / عَلى رياض جنان ذات أَنهار
اللَه أَكبَر ذافرد الجَلالَة ذا ال / كاسي من الكيس وَالعاري من العاري
ذابهجة الكون ذا سر الهداية ذا / روح الوجود المصفى خير مختار
انجيل عيسى مَع التَوراة بشرنا / ببثه مسندا عن كعب أَحبار
وَكَم له في عَلامات النبوّة من / مصنفات صَحيحات وآثار
كبرء مرضى وَفيض الماء مزيده / وأنس نافر غزلان وأطيار
وَنطق ضب وَنسج العَنكَبوت كَما / باض الحمام الثَاني اثنين في الغار
وَالعضو كلمه وَالجذع حن وَفي / مَعناه تَسليم أَحجار وَأَشجار
وَالغيم ظلله وَالبدر شق له / وَالثدى فاضَ بدر منه مدرارا
وَكَم لا شرف رسل اللَه من شَرف / لَم تبلغ الخلق منه عشر معشار
يا منقذ الخلق من نار الجَحيم وَهم / عَلى شفا جرف هار بمهنار
يا عدتي يا رَجائي في النَوائب يا / عزى وَكنزى وَيسرى بعد اعساري
اسمع غَرائِب مدح لا أريد بها / تحصيل دار وَدينار وَقنطار
بَل أَرتَجي منك في الدارين مرحمة / وَفي الاقامة بين الدار وَالدار
فَما مدحتك بالتَقصير معترفا / الا لتخفيف آصاري وأَوزاري
وأين ينزل مدحي فيك بعد ثنا / سبع المثاني وَما سجعي واشعاري
عليك أَزكى صَلاة اللَه دائمة / تَبقى بقاء عشيات وابكار
تندى عليك عَبير اطيبا وَعَلى / مهاجرين وآل ثم أنصار
بالابرق الفرد اطلال قديمات
بالابرق الفرد اطلال قديمات / لآل هند عفتهن الغمامات
وَملعب لعبت هوج الرياح به / كَأَنَّهم فيه ما ظلوا وَلا باتوا
تنكر العلم الغربيّ من أضم / وأَقفرت بعد بين الركب رامات
تَشتهم جَمع الاحزان في كَبدي / فالهم مجتمع وَالركب أَشتات
فان أَنستَ غيابات الفؤاد بهم / فهم أَحباب قَلبي يا غيابات
فَيا حَمامات وادى البان شجوك في / ظل الاراك شجاني يا حَمامات
وَيا أَثيلات نجد ما لعبت ضحى / الا لعبت بِقَلبي يا أَثيلات
تهيج لوعة قَلبي المستهام اذا / هبت بنشر الصبا النهدي هبات
فَكَيفَ حال بعيد الدار مغترب / له إِلى الشام حنات وأنات
يهدى التَحيَّة من نيابَتي برع / الى نَبي عَطاياه جَزيلات
محمد سيد الخلق الَّذي امتلأت / من نوره الارض وَالسبع السَموات
اسرى به اللَه من ارض الحجاز إِلى / ان قبلت نعله الحجب الرَفيعات
أَدناه من قاب قوس حين كلمه / بالغَيب من بعد ما قالَ التَحيات
وَزاده منه تَشريفا وَشفعه / في الخلق لا عدمت منه الشَفاعات
فالبدر وَالبحر وَالقطر الملث حيا / وَالفَضل وَالفخر فيه وَالكَرامات
تاللَه ما اِرتَفَعَت للدين مرتبة / لولا مراتبه الشم المنيعات
أَحيا الزَمان فأيام الزَمان به / يَومان في اللَه انعام وَغارات
وَفل شوكة أَهل الشرك مرتضيا / لِلَّه ربا فَما العزى وَما اللات
فالخَيل تصهل والارماح شاحرة / وَالبيض وَالبيض مسراها العجاجات
ما اِستمطرته ثغور المشركين حيا / الا سقتها القنا وَالمشرفيات
مني السَلام عَلى القَبر الَّذي اعكفت / فيه العلى واِنتَهَت فيه النهايات
وَجاد طيبة مرفض يَلوح به / زهر الرياض وَتخضر البشامات
أَرض سمت بِرَسول اللَه اشرف من / تشرفت فيه آباء وامات
مَتى أَرى النور من أَرجاء قبته / مَتى تباشرني منه البشارات
فان ولهت الى قبر ابن آمنة / فهوَ الَّذي خقت فيه الرسالات
ذاكَ الحَبيب الَّذي تَرجو عواطفه / وَبره الخلق أَحياء وَأَموات
البدر شق له وَالغيم ظلله / وَالجذع حن وَسبحن الحصيات
وَشاة حابر يوم الجيش معجزة / نعم النَبي وَنعم الجيش وَالشاة
وكان في الشمس نورا لَيسَ يشخصه / ظل بذلك حاءَتنا الروايات
له فجار وَتَعظيم ومرتبة / وَمعجزات كَثيرات وآيات
مَولاي مَولاي فرج كل معظمة / عني فَقَد اثقلت ظَهري الخطيآت
وَعد عَلى بما عودتني كرما / فَكم حرت لي بخير منك عادات
وامنع حماي وهب لي منك مكرمة / يا من مواهه خير وَخيرات
واعطف عَلى وخذ يا سَيدي بيدي / اذا دهتني الملمات المهمات
فقد وقفت بباب الجود معتذرا / وَالعَفو متسع وَالعذر أَبيات
وقل غدا أَنتَ من أَهل اليَمين اذا / زخرفن للداخلين الخلد جنات
وان مدحتك بالتَقصير معترفا / فمدحك الوحي وَالسبع القرآت
قل لا يخف بعدَها عَبد الرَحيم ومن / يَليه أَهل وَصحب أَو قرابات
صَلى عليك الهى يا محمد ما / لاحَت لنورك من بدر عَلامات
والآل وَالصَحب والازواج كلهم / فهم لِسادات اهل الفضل سادات
هي العيس نوليها الحَنين فَتَسعَد
هي العيس نوليها الحَنين فَتَسعَد / وَنزجرها نحو الحَبيب فتصعد
يذكرها الحادي بجيرة طيبة / فَيأخذها شوق مقيم ومقعد
وان سمعت سجع الحمام تذكرت / بسلع حمامات تبيت تغرد
وان وقدت نار بأحد تبلدرت / اليها وَفي أَحشائها النار توقد
فَلا تذكرا يا صاحبي لها الحمى / وَلا جيرة فَلو الغوير فأنجدوا
وَلكن عداها بالحجاز واحمد / فماقصدها الا الحجاز وَأَحمد
سرت فرأت من نحو بدر عَلى الربا / طَلائع بدر نوره يتصعد
وَدانَت ثنيات الوداع فَهاجَها / نَسيم حجازى يهب وَيركد
لعل نَسيم الريح يَهدي تَحيَتي / الى من له عن أَيمن العرش مقعد
فيقرئه مني السَلام مكررا / فخيرالتَحيّات السَلام المردد
نَبي له جود ومجد مؤثل / وَجاه وَتَمكين مكين وَسودد
عَلى حبه بستمسك الطير في الهَوا / وَتَهبط أَملاك السماء وَتصعد
وَيَهتَز ريحان القلوب لذكره / اذا ذكر اِرتاحَت قلوب وأكبد
وَذَلِكَ من أوتى النبوّة أَولا / وآدم بين الماء وَالطين مفرد
فَكانَ له في العرش سبق وَرفعَة / وَكانَ له في الارض بعث ومولد
هَنيئا لِذاكَ البدر شرف قدره / وأعطى من التَمكين ما لَيسَ ينفد
وَشق اسمه من أَحرف اسم الهه / فَذو العرش محمود وَهَذا محمد
يُنادي باسماء المَلائك وَالعُلا / عَلى أَنَّه أَعلى وَأَزكى وَأَمجَد
وَيذكر في التَهليل مَع ذكر ربه / وان قيل في التأذين أَشهد أَشهَد
وَيَعلو عَلى الاملاك وَالرسل رفعة / فَها هوَ للاملاك وَالرسل سيد
فَلا غيره في الفضل يَختَرِق العلى / وَلا تحت ساق العرش لِلَّه يسجد
نَبي أَتى وَالناس في جاهلية / من الدين والاصنام في الارض تعبد
فَقامَ عَلى التَوحيد بالسَيف داعيا / الى اللَه فهو الهامشمي الموحد
وَغيض بحر الشرك حين تَلاطَمَت / عَلى أَهله أَمواجه وَهو مزبد
وَغادرَ حي المُشركين بلاقعا / منكرة لما عصوا وَتَمَردوا
تَروح وَتَغدو الطير في عرصاتها / وأَسيافه فيهم تسل وَتغمد
فآياته بالمعجزات نواطق / وَراياته بالفتح وَالنصر تعقد
فَذَلك نور اللَه في كل وجهة / من الارض وَالسيف الصقيل المهند
غَنائمه جل وَمكة قبلة / له وَالطهور الترب والارض مسجد
وَكَم من كَرامات له وَخَصائص / لمشهدها فوق السموات مشهد
مدحت رَسول اللَه مفتخراته / وَقمت بحمد اللَه انشي وانشد
وَقلت لعل اللَه يَمحو جَرائمي / به وابن مسعود المقصر يسعد
رَجَوناكَ في الدارين يا علم الهدى / لانك في الدارين هاد وَمرشد
اقل عَثَرات ان بناز من نبا / فأَنتَ ابر الناس قَلبا واجود
وَلا نرتجي مَولى سواكَ لعلمنا / بانك موجود وغيرك يفقد
اتتك مَع النيابَتين حروفها / تخال حروفا وَهي در منضد
وَقائلها عَبد الرَحيم بن أَحمَد / عَسى انه في نظم مدحك يحمد
فحقق رَجائي فيك يا غايَة المنى / وقل أَنتَ منافي الجنان مخلد
وَلا تطرد المسكين مع حسن ظنه / فَحاشا علاكم ان يرجى ويطرد
وَكَيفَ يخافَ الذنب كل مقصر / وَعَفوك يا مَولاي للذنب مرصد
فَهَل منك اذن في الزيارة انني / اسير باغلال الذنوب مقيد
بعدت بزلاتي وَطالَت اقامتي / فَلا المَوت مأمول وَلا العمر مسعد
فَواحَسرَتي يا خير من وطىء الثرى / اذا لَم يكن بَيني وَبينك موعد
عليك سَلام لا بيد مبارك / جَديد عَلى مر الجديدين سرمد
هم الأحبة إن جاروا وإن عدلوا
هم الأحبة إن جاروا وإن عدلوا / فَلَيسَ لي معدل عنهم وإن عدلوا
وكل شيء سواهم لي به بدل / منهم وَمالي بهم من غيرهم بدل
اني وان فتنتوا في حبهم كبدي / باق عَلى ودهم راض بما فعلوا
شربت كاس الهَوى العذرى من ظمأ / وَلذلي في الغَرام العسل وَالنهل
فَليت شعري وَالدنيا مفرقة / بين الرفاق وايام الورى دول
هَل ترجع الدار بعد البعد آنسة / وَهَل تعود لنا ايامنا الاول
يا ظاعنين بِقَلبي اينما ظعنوا / وَنازلين بِقَلبي اينَما نَزَلوا
ترفقوا بفؤاد في هوادجكم / راحَت به يوم راحَت بالهَوى الابل
فَو الَّذي حجت الزوار كعبته / ومن الم بها يَدعو وَيبتهل
لَقَد جَرى حبكم مَجرى دَمي فَدمي / بعد التفرق في اطلالكم طلل
لَم أَنس لَيلة فارقت الفَريق وَقَد / عاقوا الحَبيب عَن التَوديع واِرتَحَلوا
لما تَراءَت لهم نار بذي سلم / ساروا فمنقطع عنها وَمتصل
لادر در المَطايا أَينَما ذهبت / ان لم تنخ حيث لا تثنى لها العقل
في روضة من رياض الجنة ابتهجت / حسنا وَطاب بها للنازِل النزل
حيث النبوّة مضروب سرادقها / وَطالع النور في الآفاق يشتعل
وَحيث من شرف اللَه الوجود به / فاِستغرق الفضل فردا ماله مثل
محمد سيد السادات من مضر / سر السَرارة شمس ماله طفل
شوارد المجد في مَعناه عاكفة / وَريف رأفته غصن النى الخضل
تثنى عليه المَثاني كلما تلبت / كَما اِستَنارَت به الاقطار وَالسبل
بحر طوا رقه بر وَمكرمة / بدر عَلى فلك العَلياء مكتمل
ما زالَ بالنور من صلب الى رحم / من عهد آدم في السادات ينتقل
حَتّى اِنتَهى في الذرا من هاشم وَسما / فَتى وَطفلا وَوفى وَهو مكتهل
فَكانَ في الكَون لا شكل يقاس به / وَلا عَلى مثله الاقطار تشتمل
به الحَنيفة مرساة قواعدها / فوق النجوم وَنهج الحق معتدل
وَمنه ظل لواء الحمد يشملنا / اذا العصاة عليهم من لطى ظلل
وانه الحَكَم العدل الَّذي نسخت / بدين ملته الاديان وَالملل
يا خير من دفئت بالترب اعظمه / فَطاب من طيبهن السهل وَالجبل
نَفسي الفداء لقبر انت ساكنه / فيه الهدى وَالندى وَالعلم وَالعمَل
أَنتَ الحَبيب الَّذي نَرجو عواطفه / غند الصراط اذا ما ضاقَت الحبل
نَرجو شَفاعتك العظمى لمذنبنا / بجاه وجهك عنا تغفر الزلل
يا سَيدي يا رَسول اللَه خُذ بيَدي / في كل محادثة مالي بها قبل
قالوا نزيلك لا يؤذي وَها اناذا / دَمي وَعرضي مباح وَالحمى همل
وَذا المسمى بك اشتد البَلاء به / فاِرحمن مدامعه في الخد تنهمل
وَحل عقدة هم عنه ما برحت / واشرح به صدرام قَلبها وحل
وَصل بمرحمة عَبد الرَحيم ومن / يَليه لا خاب فيك الظن والامل
صَلى وسلم رَبي دائماً ابدا / عليك يا خير من يحفى وَيفتعل
والآل وَالصحب ما غنت مطوّقة / وَما تعاقبت الابكار والاصل
مثل لعينك خدرا في الحمى ضربا
مثل لعينك خدرا في الحمى ضربا / وانشد فؤادا مَع الاحباب مغتربا
وابك المَنازِل بعد الظاعنين دما / ان لم تر الدمع يَقضي عنك ما وجبا
وَلا تَلم في الهوى العذرى ذا شجن / في الغور هب له ريح الصبا فصبا
ان حدث الركب عَن نجد بكى شجنا / وان رأى النار في نجد بكى طربا
وَالورق ساجعة تغرى الغرام به / وَالبرق يلهبه وجدا اذا التهبا
يود لو أَنَّ أَيام الحمى رجعت / وَقلما رد شيء بعد ما ذهبا
فَيا حويدي المَطايا ذا الكَثيب وَذا ال / مرغي الخَصيب فدعها ترعى العذبا
في روضة ظل نجدى النَسيم بها / نشوان بنثر من حب الندى حببا
وان وردت بها ماء العَذيب فقل / سَقى العذيب من الامواه ما عذبا
وَخل عنها اذا اِرتاحت لرائحة / من طيب طيبة أوريا رياض قبا
وان وصلت بها باب السلام فقل / مني السَلام عَلى أَوفى الورى حسبا
محمد خير منزول بساحته / كهف الارامل والايتام وَالغربا
أَغر أَرسله الرحمن مرحمة / للخلق بالحق يهدي العجم وَالعربا
نور الوجود تمام الجود ان نزلت / به الوفود بسوح ضيق رحبا
ملاذ كل صَريخ ما صدمت به / خطبا فكلّ وَلا اِستَعطيته فأبى
تندى الغمام اذا اِستَمطرتها مطرا / وابن العواتك تندى كفه ذهبا
وَتسلب الشمس ثوب النور آفلة / وَنور أَحمد شق الترب واِشتَهيا
ان ابن عبد مناف شمس اِبتَهَجَت / لما رآها سَنا أَهل الضلال خبا
كَم عاندته قريش في نبوّته / وَكم أَضافوا اليه السحر وَالكَذِبا
وَضلة نبزوه بالجنون وَلَم / يَبقوا لأسمائه من ضدها لقبا
حَتّى رَماهم بجيش لا كفاء له / يَهدي إِلى الهدين الحرب وَالحربا
بيض المفارق وَالهَيجاء مظلمة / كانهم في ظهور الخَيل نبت ربا
فيهم عتيق وَفاروق وَصنوهما / عثمان وَالحيدري الضاري اذا وثبا
أئمة شرف الله الوجود بهم / ساموا العلا فسموا فوق العلا رتبا
وهن نزار وَفرعى تغلب عرب / أَرباب سمر وَبيض تلتظى لهبا
الخَائضي غمرات الموت متخذي / هام الكماة عَلى أَرماحهم عذبا
الشاربي الموت صرفا في الهياج فَما / يَدرون طعنا وَضَربا كان أَم ضربا
محبة لنبي بين اظهرهم / اختاره واِجتَباه اللَه واِنتخبا
مؤيدا بكتاب اللَه معتصما / بِاللَه منتصرا لِلَّه محتسبا
يا أَشرف الخلق من حاف وَمنتعل / وَمنتقى من مشي منهم ومن ركبا
كان ابن مسلم جار الجنب من برع / فكنت من بعد جاري جارك الجنبا
أَهدى اليك من النيابَتين عَلى / شوقي اليك حروفا تشبه الشهبا
فصل بمرحمة عَبد الرَحيم ومن / يَليه أَهلا وأرحاما وَمُصطَحَبا
وان دعا فأجبه واحم جانبه / وَصله ما قطعت أَيامه السَبيل
لا نلت قوة ضعفي ان نبازمني / وَفي يَدي منك سيف ما هَوى فَنَبا
وَلا عدمتك في الدارين معتمدا / بجاه وَجهك مِثلي يَتقي التربا
فقم بحالي وَحال المُسلمين اذا / ضاق الخناق ورض لي كل ما صعبا
مني عليك صَلاة اللَه دائمة / تنمى فَتَستَغرق الاعصار وَالحقبا
نزيد قدرك يا سر الوجود علا / والآل وَالصحب نعم السادة النجبا
ما حن رعد وَما غنت مطوقة / وَما تغنت حمامات الحمى طَرَبا
صلّ الرَغائِب عشرا واثنتين وَكن
صلّ الرَغائِب عشرا واثنتين وَكن / في كل ركعة اقرا الحمد منفردا
وَالقدر معها ثَلاثا مثل ما ذكروا / واقر اثنتين وَعشرا معهما الصمدا
وَصل من بعد اكمال الصَلاة عَلى / النَبي سَبعين واسجد مثل من سجدا
وَفيه سبح وَقدس مثلها واذا / رَفعت قل رب سَبعين احصها عددا
واسجد لربك واخلص في السجود وَسل / تعطى فمن جد في اخلاصه وَجَدا
لَم يَبقَ في الحَي من ربع وَلا طلل
لَم يَبقَ في الحَي من ربع وَلا طلل / الا رَهينة دمع أَودم طلل
مَشاهد لِلهَوى العذرى لَو ذكرت / أنست بما كانَ في صفين وَالجمل
راحَ الفِراق بارواح الرفاق فكم / دم يراق بغير البيض والاسل
وَرب معتصم بالصبر تيمه / بعد الفَريق وَفقد الجيرة الاول
تباعد العهد عن دار رضعت بها / مَع المحبين درّ اللَهو وَالغَزل
حياك يا دارهم بالرقمتين حيا / يهمى بمنهمر في الروض منهمل
وَفاحَ بالعنبر الهندي روح صبا / في عَبقري رباابهى من الحلل
وَلاحَ في الشعب ذاكَ الطل مُبتَسِما / عَن ثغر زهر بنار النور مشتعل
فَلا تَرى العين الا ما تسر به / من مورق خضر أَومؤنق خضل
رعيا لجيرة مجد يوم كنت وَهم / في ظل شمل عَلى اللذات مشتمل
وَفي الخدور يدور في محاجرها / سحر من الحسن يدنى آجل الاجل
نعس مكحلة لعس معسلة / يا حَبذا اللعس المَمزوج بالعسل
ليت الفَريق الَّذي فارقتهم علموا / ان الخلى فؤادي منه غير خلى
تَهفو نوازع قَلبي كلما هتفت / حَمائم الايك في الاشراق وَالطفل
وَما وقوفي مَع الركبان في دمن / بالغور لا ناقَتي فيها وَلا جَمَلي
وَفي عواجة نار بت أَرقبها / كانها نار موسى لَيلَة الجبل
أَو نور هدى بريك الشمس طالعة / في نقطة المَجدِ لا في نقطة الحمل
حيث الصفات بفضل الذات شاهدة / في مشهد الحكمى الفرد وَالبجلي
السيدين الكَريمين اللذين هما / في الصالحين كَخير الخلق في الرسل
طودى عَلا وامامي أمة وسط / من سادة ذكرهم في الوحى حيث تَلى
مخصصين ببشرى رحمَتي وَسعت / مخاطبين بكنتم خير في الازل
لزيمهم بعرا التَوفيق معتصم / وَللنزيل اليهم اكرم النزل
وَجارهم في الحمى الاعلى وَمادحهم / يحظى بما شاء في الدارين من امل
أَولاك في الاولبا أَضحت ولايتهم / كانها ملة الاسلام في الملل
صفهم بِما شئت من علم ومن عمل / واضرب لمثلهم الاعلى من المثل
ياطامىء القصد ذا المَرعى الخَصيب فعج / نحو الكَثيب لدى شرب وَمغتسل
وانظر بعينك آثارا مُبارَكة / نَمحو بها ما اِجترحناه من الزلل
لا تَبغِ بالربع من تِلك الربا بدلا / فالشَمس طالعة تغنيك عَن زحل
حيث الجناب منيع وَالحمى حرم / معظم ازلي الفضل لَم يزل
أَهذه طيبة ما بين منبرها / وَقبرها روضة مَسلوكة السبل
أَم الصفا وَالمصلى وَالنقا وَمنى / وَالحجر وَالحجر المَخصوص بالقبل
سر عليه قلوب الخلق عاكفة / لَدى وليين حازا فضل كل وَلي
يا من تشبه من جهل به بهما / لَيسَ التَكحل في العَينين كالكحل
ان الفَضائِل حيث الشخص متحد / وَالناس اجمع في شخصين عَن رجل
سَيفين في غمد قَلبين في كمد / روحين في جسد نورين في بدل
بدرين في الحضرة القدسية اِرتَقبا / ذؤابة العز وَالحظ العلي عَلى
بالاثما ترب أَرض شرفت بهما / جدد بها عهد ود غير منفصل
واسجد لربك شكرا وادع مبتهلا / فَكَم هناك من داع وَمبتهل
وانزل بمن حل في القبرين مصطحبا / حسن الظنون وسل ما شئته تنل
وَلا تقل كان هذا في حَياتهما / فالجاه جاههما والحال لم يحل
يا سادتي حصحص الحق العدا هدموا / مَجدى نَغلوا يد الاشرار بالشلل
كونوا لمادحكم عَبد الرَحيم حمى / وَفرجوا عنه ما في القلب من شغل
كهل كَبير وأطفال وَحاشية / لا يقدرون عَلى التَحويل وَالنقل
وَباغض بشمت الاعداء بي حسدا / منه فسوموه ذل الويل بالنكل
اني اِنتصرت بكم وَاللَه ناصركم / أَينَ الحَميَّة منكم بالحماية لي
وأي نقص عليكم أَن أَكون لكم / مَولى يليني الجناب الرحب حيث يلى
كَم عم بركما لِلَّه دركما / بالخير يا سَيدي حاف وَمنتعل
وَكَم دَعا بكما نَفسي فداؤكما / مستنصر فاِنثَنى بالنصر عَن عجل
لم لا وَظلكما ضاف وَبحركما / طام فَما حاجة الظامي إِلى الوشل
وانتما أَمل الراجي وَعطفكما / أَهل الغَريب وأمن الخائف الوجل
وَنحن دنيا وأخرى في ذمامكما / نَرجو النَجاة اذا ضاقَت ممر الحبل
لا زلتما لمنار الدين تكرمة / وَعصمة ما جَرى التَفصيل في الجمل
وَهاكما عقد جيد الجورالفه / مهاجري قَليل العلم وَالعمل
اعده في الاعادي سيف نصرته / وَدرع عصمته في الحادث الجلل
وَجاد قبر يكما في كل آونة / روح الاله بصوب العارض الهطل
واِستوطنت رحمة الرحمن تربكما / تَفيض بالفضل والاصباح والاصل
حياك يا ربع لَيلى كل هطال
حياك يا ربع لَيلى كل هطال / يسقى بقية أَظلال وأَطلال
وَباتَ رعد سواريه يحن إِلى / تجديد عهد بذاك المعهد البالي
سَقى الخَمائل من وادي الشام إِلى / سفح الخزام فشعب الشيح وَالضال
مَلاعب اللهو لا دَهري القَديم بها / دَهري القَديم وَلا حالي بها حالي
ذهبن أَيام أَهليها كَما ذهبت / نَسائم الريح بين المهمه الخالي
مَن لي برد نَعيم لا لحاق به / وَحيرة عَن يمن الحي حَلال
يَوم الغَرام غَريمي وَالحمى وَطَني / وأعين العين شغلي دون أشغالي
وَاللهو ديني وَدار الظاعنين الى / دارى وَفي الحمى أَعمامي وَأَخوالي
هَيهات ذاكَ زَمان فات أَطيبه / بالغور من غيرة تَفصيل واجمال
اذا تذكرت أَيامي به وَكفت / عيني بعبرة ناكي العين مثكال
ما الحب الا لقوم يَعرفون به / لا يشعرون بلوام وَعذال
وَراحة الصب أَن يَروى الصَبابة عَن / دمع يَسيل لدمع غير سيّال
فَما عَلى القَلب أَن تَهفو نَوازعه / الى حَبيب بدين الحب مطال
لِلَّه در اللَيالي ما فصمن عرا / صَبري الجَميل وَلا همت باذ بالي
وَالعز طود منيع لا يحل به / الا نزيل حمى أسد واشبال
المكد شبين سر الصالحين فهم / اهل الهُدى وَالندى وَالمفخر العالي
غَمائم الجود أَعلام الوجود فهم / سَهمي المعلى وَفألي اسعد الفال
لزيمهم في رياض الخير مغتبط / وَجارهم في نَعيم ناعم البال
يا رائِحا من ربا النيابَتين عَلى / وَجنا مجفرة الجنبين شمالال
دَعها تنخ في ديار الغانمية في / روض أريض لدى جود وافضال
في ريف رأفة قطب عالم علم / أغر يكثر فيه ضرب الامثال
المكدشي الغياث المستغاث به / لحل منعقد أَو فتح أَفقال
فرد الحقيقة سنىّ الطَريقَة يا / لِلَّه من قائل بالحق فعال
غوث لِمُلتَجىء غيث لمنتجع / ليث عَلى ملة الاسلام ريمال
ان الفقيه جَمال الدين مدلنا / من سر مَعناه ظلا غير زوال
الصائم القائم المحيي الظلام وَما / ادراك ما سر ذاك القانت النالي
لما تمكن مه الحب من قدر / سقاه غبا بكأس من سلسال
فَقام في مشهد التَوفيق ممتثلا / للحق بالحق لا بالحول وَالحال
صفه بما شئت من علم وَمن عمل / وانزل بأغلب لا جاف وَلا غالي
وَبابنه شرف الدين الَّذي وَصلت / به المحامد حرف الميم وَالدال
تدر بالنعمة الخضر أَنامله / فَتَخجل السحب من جود باجزال
وَصنوه عمر ماصنوه عمر / سامي الذَوائِب واقى العرض بالمال
ذو العلم وَالحلم وَالتبر يزان نجمت / بين العَوالم عميا ذات اشكال
وَسابق الدين روض الرائدين له / فضل يقهقر عنه كل مفضال
نيطت مَكارم أَخلاق الكرام به / فكل عنه لسان القبل القال
تلك الثَلاثة جاهى عند والدهم / وَحصن عزى وَكنزي عند اقلالي
لِلَّه در فروع طاب عنصرهم / زهر لزهر وأبدال لابدال
يَقفون في أثرهم آثار وَالدهم / حكم التَوابع في عطف وابدال
أَولاهم الفَضل من صفى سَرائرهم / عَن فخر مفتخر أَو كبر مختال
وَفي المضيضا شموس ما قصدتهم / الا رأيت بقاع الارض تطوي لي
غبار تربتهم تمحى الذنوب به / فَكَم بتربتهم من حط أَثقال
وَكَم هنالك من حاج وَمُعتَمر / بغير سعي واحرام واهلال
قوم جَرى حبهم مَجرى دَمي فهم / روح لروحي وأوصال لاوصالي
حلت مَحاسنهم جيد الزَمان فَما / أصفى الزمات وابها جيده الحالي
وَزَخرفت بهجة الدنيا صَنائعهم / للعرب وَالعجم في سهل وأَجبال
يا ظلمى القصد زرنيل النوالا وَلا / يسد عينك عنه لامع الآل
تَلقى بني مكدش الاجواد بحر غنى / يغنيك عَن ورد ضحضاح واوشال
يا سَيدي يوسف اسمع ما أَقول وَلا / تهمل جنابي فَلَستم أَهل اهمال
لي منك بل من بينك الغرواقية / بِاللَه تَغتال عَني كل مغتال
وَالبيت بيتكم وَالغرس غَرسكم / وَالدهر ما بين ادبار واقبال
فاِحموا حماكم وَقولوا لا تخف دركا / من اعتِداء عدوّ أَو قلى قالي
فَلي ظنون وآمال بكم حسنت / لا خيب اللَه منكم حسن آمالي
دمتم وَدامَت رياض الدين مسفرة / منكم بشيب وَشبان واطفال
وَجادَ ترب المضيضا كل منسجم / يهمى بعارض تَعظيم واجلال
هب النَسيم فَما ست منه أَشجار
هب النَسيم فَما ست منه أَشجار / وَغردت في بشام الشيح أَطيار
وَضاحك البرق أَزهار الرياض فمن / فضى مذهبها نور وَأَنوار
فهزني الشوق لا دَمعي يكف وَلا / قَلبي اذا رمت منه الصبر صبار
وَطال عَهدي بدار كنت ساكنها / قد حال من دونها نجد وَأَغوار
فَلَيت شعري هَل الايام تسعدني / بوصل قوم نأت بي عنهم الدار
احن وجدا وَتذكارا لهم وَبهم / وَالحب اقتله وَجد وَتذكار
يا جيرة الحي كَيفَ المنجدون وَهَل / بالشعب في سمرات الحي سمار
وَهَل المت صبا نجده مودعة / للظاعنين وَسارَت اينما ساروا
واين حلوا من الوادي وَهَل ضربت / لهم عَلى العلم الغربي اخدار
يا هائم القلب ثق بالصبر معتصما / فكل شيء له حد وَمقدار
وان بليت باحكام الزَمان فَلا / تجزع فللدهر اقبال وادبار
واعلم بانك جار الاهدلي وَفي / ذمام محترم يحمى به الجار
فانزل بتربته ايما نزلت وَسل / أَهذه طيبة وَالخلق زوار
ام مشهد الكعبة البيت الحَرام وَفي / اكنافها الوفد حجاج وَعمار
بجاه من شرفت هذى البلادبه / كَما بأحمد قدما شرف الغار
سَقى الكَثيب كَثيب السدر صوب حيا / غمامه بصنوف الخير مطار
فَفيه سر من الاسرار مبتهج / في سمت كل ولي منه اسرار
مهذب شرف اللَه الوجود به / وانما ولد المختار مختار
ظل ظَليل وَغيث يَستَغيث به / عجم وَعرب وَبدو ثم حضار
له الحماية في الدنيا وَيوم غد / تمحي به عن جَميع الخلق أَوزار
وَلَو أَشارَ إِلى نار السَعير خبت / اذ ذاكَ وانطفأت من نوره النار
وَلَو دَعا بجماد الارض معجزة / لباه ترب واشجار واحجار
وَكَم له مِن كَرامات اذا قرنت / بالبحر تخجله وَالبحر تيار
حلت محاسنه الايام وامتلأت / منها جهات كَثيرات واقطار
وَفي المراوعة الغراء شهب هدى / هم في حظائر قدس اللَه أَزهار
آل النَبي وأَبناء الوصي فهم / في الارض وَالعرض سادات واخيار
قوم سموا برسول اللَه مرتبة / فكل افعالهم في المجد آثار
سبع المثاني ثناء يمدحون به / وَمدح غيرهم سجع واشعار
وَفيهم الفرد يحيى الاريحى له / فوق الخَليقة اخطار واقدار
بدر منير امام عالم علم / سيف من السر ماضي الحدبتار
مبارك الوجه برحى فيض نائله / وَمنه تقضي لبانات واوطار
أَما وآل عليّ الاهدلي فهم / لخلعة الكون تطريز وانوار
لا بعت شعرا نَفيسا بالخَسيس وَلَو / هلكت جوعا فللاشعار اسعار
وَلا تعاظمى في مدح منصبهم / مال وَدار وَدينار وَقنطار
بل اطلب الخلد في ادنى محبتهم / وَما عَلى اذا احببتهم عار
فهم ثمالى وَمنهم نصرتي وَغنى / فقري وَقبلة قصدي اينما صاروا
اولاك ان عاهَدوا اوفوا وان وهبوا / اغنوا وان يستشار وانصره شاروا
كأَنَّما الكون شخص ميت وَهم / للكون روح واسماع وابصار
وَلَم يَزَل جارهم يحمي وَسائلهم / يعطى وَعارضهم بالخير مطار
دم المحب عَلى الاطلال مَطلول
دم المحب عَلى الاطلال مَطلول / وَسَيف سحر عيون العين مَسلول
هنّ الحَواجِب من تحت الحجاب لها / منا أَسير وَمَجروح وَمَقتول
وَللنَوى وَالهَوى العذرى في كبدي / وَقف صَريح وَتَحبيس وَتَسبيل
ما حدث الركب عَن سلمى بذي سلم / الا اِستَمَعت وَماء العين مَهمول
وَلا تغنت بذات الاثل ساجعة / الا وَهيجني سجع وَمأثول
فَكَيفَ يَسلو فؤادي بالغوير وَلي / بالمنجدين أَماني وَتَضليل
وَفي السَتائِر بنت العبس نفحتها / مسك وَمبسمها بالشهد مَعسول
مسك يَفوح وانوار تَلوح عَلى / فضى خد بماء الحسن مَطلول
هي الشفاء لدائي لو ظفرت بها / وَلَيسَ منها دوا للداء مَبذول
من منصفي من قضيب في كثيب نقا / اعلاه بدر عليه اللَيل مَسدول
فَما برحن تَباريحي عَلى كبدي / بفارغ القَلب قَلبي فيه مَشغول
يا لائمي في هَوى قوم احبهم / وَالناس في الحب مَعذور وَمَعذول
ان كان شوقك مَعلوما عَلى صفة / فان شَوقي مَعلوم وَمَجهول
عليك نفسك ان العمر عارية / وَمَرتَعي روضة الآمل مَهزول
وان جَفاك صديق أونب زمن / فحسبك اللَيل وَالبزل المَراسيل
واقصد زبيدا سقاها اللَه من بلد / فربعها بولي اللَه مأهول
زر أَحمد بن أَبي بكر فهمته / في الدين من دونها غفروا كَليل
واسجد لربك شكرا عند رؤيته / وَالئم بنان يد في باعها طول
وانزل من الدين وَالدنيا بنورهما / فالعسر يسر به وَالعقد مَحلول
واِستنجد ابن ابي بكر تجده فَتى / يَقضي فَيَمضي وامر اللَه مَفعول
سر السرارة لب اللب من مضر / اغرا تجابه غر بها ليل
يَرتاح للجودان حف الوجود به / كانه بشمول الراح مَشمول
رب العلوم اللدنيات ما رسمت / خطا وَلا ضمها درس وَتحصيل
له طَلائع ربانية مزجت / بالنور وَالعلم مَعقول وَمَنقول
فَما صَريح ومبنى ومطرد / وَما دَليل وَتَعليل وَتأَصيل
بحر الحَقيقة في ضمن الشَريعَة عَن / بحر مَعانيه تَجميل وَتَفصيل
وَكَم له حجج علمية وَبه / يحل رمز والغاز وَتَشكيل
يا من اذ لذت فيه حاطني وَثنى / ناب النوئب عني وَهو مَغلول
ومن له عند خلق اللَه مرتبة / وَعند خالقه فضل وَتَبجيل
أَنتَ الَّذي أَنتَ فرد لا نَظير له / كالشَمس لَيسَ لها بالشهب تَمثيل
يداك بحر كَرامات وَبحر غنى / فَما الفرات وَما سيحون وَالنيل
جاوزت غاية أَهل اففضل منفردا / بالفضل فاِتسعت فيك الاقاويل
وَمست في حلل التَوحيد مفتخرا / بمن له الفخر بالتَعظيم موصول
سكران من كأس راح روح نسمته / سر العناية والاذهاب مَذهول
هَل عطفة منك يا مَولاي تبلغني / منك المراد فَفيك البر مأمول
عدني بخير فأَهل الخَير أَنتَ وَلضم / يحط بانجاز وَعدمنك تَطويل
وَقَد علمت بأن الدهر ذو غير / وَللوفاء عَلى الاطلاق تَفضيل
فاِشفع لصاحب محوال وَرفقته / ان كان يرجى لحال القوم تَحويل
وارحم مَساكين في السجن اِستمر بهم / دهر مَضى وَغَريم الدين مَمطول
كَم فيه من شبح شبه الخَلال اذا / رأيتهم قلت ما هذى التَماثيل
لهم حَريم وَأَرحام وَحاشية / وأمهات وآباء مثاكيل
فاعطف علهيم وَراجع ما اِستَطعت بهم / فَجاه وَجهك في الدارين مَقبول
والامر أَسرَع نجعا ان هممت بهم / من لمحة الطرف لَولا منك تَسهيل
الخير أَنفعه للناس أَعجله / لا خير في كل خير فيه تأجيل
لا زلت للجود يا بدر الوجود أخا / مجد عليه من التَقوى سرابيل
وَدمت في النعمة الخضراء ما سجعت / وَرق وَما تَليت حم تَنزيل