المجموع : 35
وليلةٍ ذاتِ أضواءٍ وضوضاءِ
وليلةٍ ذاتِ أضواءٍ وضوضاءِ / تجرُّ أذيالَ لألاءِ وآلاءِ
تصالحَ الليلُ فيها والنهارُ على / تأليفِ ما بينَ إصباحٍ وإمساءِ
كأَنَّما الشمسُ سكرى فهي راجعةٌ / من قبلِ موعدِها تومي بأضواءِ
كأنَّما الأرضُ شحراء من الذهب ال / إبريز سامية نحو الغميضاءِ
يا ليلةً قُدِّمت حتَّى إذا قَدِمت
يا ليلةً قُدِّمت حتَّى إذا قَدِمت / عظّمتُ حرمتَها فِعْلَ الألِبَّاءِ
لأنَّها بادّكارٍ للأوائلِ من / صِيْدِ الملوكِ الأشدَّاءِ الأسدّاءِ
قد أطلعتْ من عِنان الراح طلعتَها / وأَنطقتْ أَلْسُنَ العيدانِ والناءِ
ونبَّهتْ أعينَ اللذات من سِنَةٍ / والشأنُ في نظمِها عقدُ الأحِبَّاءِ
أقول إذ سألوني عن مروءةِ من
أقول إذ سألوني عن مروءةِ من / ما لا يقاسُ بأندادٍ وأكفاءِ
محمدٌ لمروءات الأنام غدا / كالزَّنْدِ للنارِ والينبوعِ للماءِ
قالوا تَشَوَّكَ خدَّاهُ وشاربُهُ
قالوا تَشَوَّكَ خدَّاهُ وشاربُهُ / فقلتُ لا تُنْكِروا ما ليسَ بالعَجَبِ
الشَّوكُ في شجراتِ الوردِ مُحْتَمَلٌ / والشَّوكُ لا عَجَبٌ في مُجْتَنى الرُّطَبِ
ريقُ الحبيبِ كريقِ المُزْنِ والعِنَبِ
ريقُ الحبيبِ كريقِ المُزْنِ والعِنَبِ / أَذَاقَني ثمراتِ اللَّهْوِ والطَّرَبِ
وقد سَبَتْ منِّيَ الأيَّامُ صفوتَها / فكيفَ أَهربُ منها وهيَ في طَلَبي
وقصرِ مُلْكٍ ترى كلَّ الجمالِ بهِ
وقصرِ مُلْكٍ ترى كلَّ الجمالِ بهِ / وأَسْعُدُ الدَّهْرِ تبدو من جوانِبِه
كأنَّما جنَّةُ الفِرْدَوْسِ قد نَزَلَتْ / إلى خَوَارِزْمَ تعجيلاً لصاحِبِه
أقولُ والقلبُ منِّي في تلفُّتِهِ
أقولُ والقلبُ منِّي في تلفُّتِهِ / يا بدرُ يا غائباً في أُفقِ مغربِهِ
نَذَرتُ لله صوماً إن رجعتُ وما / كفَّارةُ النَّذْرِ إلا بالوفاءِ بهِ
لما بعثتُ فلم تُسْعِفْ مطالَبتي
لما بعثتُ فلم تُسْعِفْ مطالَبتي / وأمْعَنَتْ نارُ شوقي في تلهُّبِها
ولم أجِدْ حيلةً تُبْقي على رَمَقي / قبَّلتُ عينَ رسولي إذ رآك بها
من ذا الذي لا يُذِلُّ الدهرُ صعبَتَهُ
من ذا الذي لا يُذِلُّ الدهرُ صعبَتَهُ / ولا تُلينُ يدُ الأيامِ صَعْدَتَهُ
أما ترى خَلَفاً شيخَ الملوكِ غَدا / مملوكَ من فَتَح العذراءَ بلدتَهُ
قد كانَ بالأمسِ مَلكاً لا نظيرَ لهُ / فاليومَ في الأسْرِ لا ينتاشُ أُسرتَهُ
قولوا لعثمانَ في أوقاتِ طيبتِهِ
قولوا لعثمانَ في أوقاتِ طيبتِهِ / إذا تبسَّمَ عن دُرٍّ وياقوتِ
إنِّي أراكَ تبيعُ الناسَ قوتَهُمُ / ففيمَ تمنعُ عنِّي القوتَ يا قوتي
برأسِ سكةِ عمَّارٍ لنا قَمَرٌ
برأسِ سكةِ عمَّارٍ لنا قَمَرٌ / من وجهِ عثمانَ يا طُوبى لجيرتِهِ
إذْ قوتُ أجسامِهِمْ ممَّا يبيعهُمُ / وقوتُ أرواحهِمْ من حُسْنِ صورَتِهِ
تفاحُ غزنةَ نفَّاعٌ ونفَّاحٌ
تفاحُ غزنةَ نفَّاعٌ ونفَّاحٌ / كأنَّهُ الشهدُ والريحانُ والراحُ
وماؤُهُ بادِّكارِ الرِّيقِ من قمرٍ / في خدِّهِ أبداً وردٌ وتُفَّاحُ
دعِ الأساطيرَ والأنباءَ ناحيةً
دعِ الأساطيرَ والأنباءَ ناحيةً / وعاينِ الملكَ المنصورَ مَسْعُودا
تَرَ الأكابرَ طُرًّا والملوكَ معاً / ورُسْتُماً وسليمانَ بنَ داودا
للهِ بردُ خوارِزْمٍ إذا كَلِبَتْ
للهِ بردُ خوارِزْمٍ إذا كَلِبَتْ / أنيابُهُ وكسَتْ أبدانَنَا الرَّعدَا
فالشمسُ محجوبَةٌ والريحُ مُدْميةٌ / جلودَ قومٍ أضاعُوا الصَّبْرَ والجَلَدا
والماءُ مُسْتَحْجِرٌ والكلبُ منجَحِرٌ / والزمهريرُ يسوقُ الصِّرَّ والصَّرَدا
فلو تقبل معشوقاً مخالسةً / رأيتَ فاكَ على فيهِ وقد جَمَدا
قُلْ للمليكِ الأجَلِّ قَدْرا
قُلْ للمليكِ الأجَلِّ قَدْرا / لا زِلْتَ بَدْراً تحلُّ صَدْرا
إنِّي أُعزِّيكَ عن عزيزٍ / كانَ لريبِ الزمانِ عُذْرا
وكانَ طُهْراً فصارَ أَجْرا / وكانَ ظَهْراً فصارَ ذُخْرا
إذا الصَّبا بنسيمِ الوردِ والزَّهرِ
إذا الصَّبا بنسيمِ الوردِ والزَّهرِ / تعطَّرَتْ وجرَتْ في آخرِ السَّحَرِ
حمَّلتُها من سَلامي ما تبلِّغُهُ / مَن دارُهُ بين سمعِ الملكِ والبصرِ
أعني به الشيخَ مولانا العميدَ أبا / نصرِ بنِ مشكانَ فردَ الدهرِ والبشرِ
إذا تناوبت الأخبارُ مفخرةً / زادتْ محاسنُ لقياهُ على الخبرِ
وإن تداولتِ الأسحارُ سؤددهُ / صلَّى عليهِ لسان الشعرِ في السَّمَرِ
أنظر إلى البدرِ في أسرِ الكسوف بدا
أنظر إلى البدرِ في أسرِ الكسوف بدا / مستسلِماً لقضاء اللهِ والقَدَرِ
كأنَّهُ وجهُ معشوقٍ أدلَّ على / عشاقِهِ فابتلاهُ اللهُ بالشَّعَرِ
قد أقبلَ الصيفُ يحكي حَرَّ أنفاسِي
قد أقبلَ الصيفُ يحكي حَرَّ أنفاسِي / وفي فؤادي حَرٌّ ما لهُ آسي
فإن سمعتَ ببردِ الوصلِ منك فقد / سلَلْتَ نِضوَ رجائي من يَدَيْ ياسي
يا بدرَ صَدْرٍ بنيسابورَ مطلعُهُ
يا بدرَ صَدْرٍ بنيسابورَ مطلعُهُ / وبحرَ جودٍ لأهلِ الفضلِ مترعُهُ
سقيت كرميَ ماءً فيه أربعةٌ / منَ المياهِ وخيرُ الماء أنفعُهُ
ماءُ الحياةِ وماءُ الوجهِ يشفعُهُ / ماءُ الشبابِ وماءُ الوردِ يتبعُهُ
بقيتَ ما بقيَتْ نفسٌ وما طَلَعَتْ / شمسٌ وما سارَ من مدحيك أبدعُهُ
للعرفِ تصنعُهُ والخير تزرعُهُ / والمجدِ تجمعُهُ والمدحِ تسمعُهُ
النورُ يفتنُ في التجميشِ عُشَّاقَهْ
النورُ يفتنُ في التجميشِ عُشَّاقَهْ / والريحُ تنثرُ بينَ الجو أوراقَهْ
وللرياضِ أزاهيرٌ مُشَوَّقةٌ / تحكين لفظَ ابنِ مشكانٍ وأخلاقَهْ