المجموع : 9
أهلاً بطيف خيال زارني سحراً
أهلاً بطيف خيال زارني سحراً / فقمت والليل قد شابت ذوائبه
أقبل الأرض إجلالاً لزورته / كأنما صدقت عندي كواذبه
وكدت لولا وشاة الصبح تزعجه / بالبين أصغي لما قالت خوالبه
ومودع القلب من نار الجوى حرقاً / قضى بها قبل أن تقضي مآربه
تكاد من ذكر يوم البين تحرقه / لولا المدامع أنفاسٌ تغالبه
وصار من فرط ما أضناه يحذر / فرط الضنا فهو بالي الجسم ذائبه
فللمدامع ما تخفى ضمائره / وللضنا منه ما تخفى جلاببه
عابوا الرقيب ولولاه لما حمدت / عواقب الحب وانساغت مشاربه
ولست أعذله فيما يحاول من / حفظ الأحبة بل لا كان عائبه
إني لأعشق عذالي على كلفي / به ويحسن في عيني مراقبه
لم تبق عندي النوى لباً أحار به / يوم الفراق ولا قلباً أحاربه
ومنتضٍ صارماً من لحظ مقلته / على مضاربه تخشى مضاربه
بدرٌ كأن الثريا في مقلده / نيطت بأحسن ما ضمت ذوائبه
يا ويحه أنجوم الليل تعشقه / أم قلدت مدحي فيكم ترائبه
أغر يبصر منه الناس في رجلٍ
أغر يبصر منه الناس في رجلٍ / ولليث في بشر والبدر في غصن
سما بهمته في المكرمات إلى / علياء يقصر عنها همة الزمن
يلقاك واضح ليل الفكر راجح ني / ل الكف طاهر ذيل السر والعلن
ماضي العزيمة ميمون النقيبة رئب / ال الكتيبة عين القائل اللسن
إذا تكلم واستحليت غرته / في محفلٍ رحت حالي العين والأذن
كأن في الدست منه حين تنظره / شمس النهار وصوب العارض الهتن
ومرتدٍ بقناع الشيب جاذبه
ومرتدٍ بقناع الشيب جاذبه / من أطيبيه عنان اللذة القدم
قضى ولم يقض من عصر الصبا أرباً / كأنما هو في أجفانه حلم
لو كنت أعلم أن الدهر يعقبني / بؤسي لما اخترت أن تهدى لي النعم
وحاسدٍ سره أني ابتدأت به / لما تيقن أني منه منتقم
لقد سعى طالباً نقصي فزدت به / فضلاً وكان دليل الصحة السقم
وأهيف القد سهل الخد أسمر كالـ
وأهيف القد سهل الخد أسمر كالـ / ـخطِّيِّ صرتُ به بين الورى سمرا
إن القلوب لتهواه وما برحت / منه على خطرٍ إن ماس أو خطرا
وكان غير عجيبٍ من ملاحته / أن يجمع الحسن فيه الغصن والقمرا
عاثت لحاظك في بستان وجنته / فقام مفترساً باللحظ منتصرا
وقال لي القلب لما صار في يده / هذا الذي لمتني فيه فكيف ترى
دعني أهتك ستري في محبته / وما أبالي ألام الخلق أم عذرا
أهلاً بشمس مدامٍ من يدي قمرٍ
أهلاً بشمس مدامٍ من يدي قمرٍ / تكامل الحسن فيه فهو تياه
كأن خمرته إذ قام يمزجها / من خده عصرت أو من ثناياه
النرجس الغض عيناه وطرته / بنفسج وجنى الورد خداه
وليلةٍ بات فيها البدر قد صنعت
وليلةٍ بات فيها البدر قد صنعت / به المياه على ضحضاحها حبكا
تختال بين قميصيها وقد نظمت / كواكب الجو في ديجوره شبكا
أحلت الماء ما حلته من دررٍ / كأنما ركبت في قعره فلكا
ومعلم الخد ما زالت نواظره
ومعلم الخد ما زالت نواظره / تعلم السقم من جسمي وتستبق
ليت العواذل في حبي له وجدوا / وجدي به وكما لاقيت فيه لقوا
قبلته ولنا من ليل طرته سترٌ / فنم بنا من وجهه فلق
والله لولا ارتشافي ماء ريقه / لكنت بالنار من خديه أحترق
تمرض الجود لما اعتادك المرض
تمرض الجود لما اعتادك المرض / وأصبح الدهر للعلياء يعترض
أضحى قذىً في عيون المكرمات كما / أمسى يرى وهو في أحشائها مضض
مهلاً شقيقة نفس المجد كل أذىً / بالأمس أبرم عاد اليوم ينتقض
سهمٌ رمته الليالي وهي غافلةٌ / فما تمكن حتى فله الغرض
كم يهتك الدهر ستري ثم أستره
كم يهتك الدهر ستري ثم أستره / وكم يقابل إقبالي بإدبارِ
وكلما رمت منه مخلصاً قعدت / بي العوائق بين الباب والدار