المجموع : 11
ماذا يكلفك الروحات والدلجا
ماذا يكلفك الروحات والدلجا / البر طوراً وطوراً تركب اللججا
كم من فتًى قصرت في الرزق خطوته / ألفيته بسهام الرزق قد فلجا
لا تيأسن وإن طالت مطالبةٌ / إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا
إن الأمور إذا استدت مسالكها / فالصبر يفتح منها كل ما ارتتجا
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته / ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
فاطلب لرجلك قبل الخطو موضعها / فمن علا زلقاً عن غرة زلجا
ولا يغرنك صفوٌ أنت شاربه / فربما كان بالتكدير ممتزجا
لا ينتج الناس إلا من لقاحهم / يبدو لقاح الفتى يوماً إذا نتجا
لا يمنعنّك يأسٌ من مُطالَبَةٍ / فَضَيِّق السُّبْل يوماً رُبَّما انْتُهِجَا
اصْبرْ على مَضَضِ الإِدْلاجِ في السَّحَر
اصْبرْ على مَضَضِ الإِدْلاجِ في السَّحَر / وفي الرَّوَاحِ إِلى الحاجاتِ والبَكَرِ
لا تَعْجِزَنَّ ولا يُضْجِرْك مَحْبَسها / فالنُّجْحُ يَتْلَفُ بَيْنَ العَجْزِ والضَّجَرِ
إِنِّى رَأَيْتُ وفي الأَيَّامِ تَجْرِبَةٌ / للصَّبْرِ عاقِبَةً مَحْمُودَةَ الأَثَرِ
وقَلَّ مَنْ جَدَّ في أَمْرٍ يُطالِبُهُ / فاستَصْحَبَ الصَّبْرَ إِلاَّ فاز بالظَّفَر
أقبلْتُ أهرُب لا آلو مُباعدةً
أقبلْتُ أهرُب لا آلو مُباعدةً / في الأَرض منهمْ فَلم يُحْصِنِّيَ الهربُ
بقصر أوسٍ فَما والت خنادِقُه / ولا النواويسُ فالماخورُ فالخَرب
فأَيُّما موئِلٍ منها اعتصمتُ به / فِمن ورائي حثيثاً منهمُ الطلبُ
لمَّا رأيتُ بأني لستُ معجزَهم / فوتاً ولا هَرَباً قرَّبت أحتجِبُ
فصرتُ في البيت مسروراً بهم جَذِلاً / جَارَ البراءة لا شكوَى ولاشَغَبُ
فرداً يحدِّثني الموتى وتنطِقُ لي / عن علمِ ما غاب عنِّي منهمُ الكتبُ
هم مُؤْنِسون وأُلاَّف غَنِيتُ بهمْ / فليس لي في أنيسٍ غيرهم أَرَبُ
لِلّهِ من جُلَسَاءٍ لا جَليسهمُ / ولا عشيرهُمُ للسُّوءِ مرتَقِبُ
لا بادراتِ الأَذَى يخشى رفيقُهمُ / ولا يُلاقِيه منهمْ مَنْطِقٌ ذَربُ
أبقَوا لنَا حِكماً تبقى منافِعُهَا / أُخْرَى الليالي على الأيَّام وانشعبوا
فأيّما آدبٍ منهم مددتُ يدي / إليه فهو قريبٌ من يَدِي كَثَبُ
إن شئتُ من مُحكَم الآثارِ يرفعُها / إلى النبيِّ ثِقَاتٌ خِيرةٌ نُجُبُ
أو شئتُ من عَرَبٍ علماً بأوَّلِهم / في الجاهليَّة أنبتْني به العرب
أو شئتُ مِنْ سِيَرِ الأَملاكِ مِنْ عَجَمٍ / تُنْبي وتُخْبرُ كيف الرأيُ والأَدبُ
حتَّى كأنِّيَ قد شاهدتُ عصرَهُمُ / وقد مضَتْ دونهم من دَهِرِهم حِقَبُ
يا قائلاً قصُرَت في العلم نُهْيَتُهُ / أمسى إلى الجهل فيما قال ينتسِبُ
إنَّ الأوائل قد بانوا بعلمهم / خلافَ قولِك قد بانوا وقدْ ذهبوا
ما ماتَ منا امرؤ أبقَى لنا أدباً / نكون منه إذا ما مات نَكتِسبُ
لا تذكري لوعةً إثري ولا جزعا
لا تذكري لوعةً إثري ولا جزعا / ولا تقاسن بعدي الهم والهلعا
بل ائتسي تجدي إن ائتسيت أساً / بمثل ما قد فجعت اليوم قد فجعا
ما تصنعين بعينٍ عنك قد طمحت / إلى سواك وقلبٍ عنك قد نزعا
إن قلت قد كنت في خفضٍ وتكرمةٍ / فقد صدقت ولكن ذاك قد نزعا
وأي شيءٍ من الدنيا سمعت به / إلا إذا صار في غاياته انقطعا
ومن يطيق خليعاً عند صبوته / أم من يقوم لمستورٍ إذا خلعا
كم في علاج نبيذ التمر لي تعبٌ
كم في علاج نبيذ التمر لي تعبٌ / الطبخ والدلك والمعصار والعكر
وإن عدلت إلى المطبوخ معتمداً / رأيتني منه عند الناس أشتهر
نقل الدنان إلى الجيران يفضحني / والقدر تتركني في القوم أعتذر
فصرت في البيت أستسقي وأطلبه / من الصديق ورسلي فيه تبتدر
فمنهم باذلٌ سمحٌ بحاجتنا / ومنهم كاذبٌ بالزور يعتذر
فسقني ري أيامٍ لتمنعني / عمن سواك وتغنيني فقد خسروا
إن كان زقٌ فزقٌ أو فوافرةٌ / من الدساتيج لا يزري بها الصفر
وإن تكن حاجتي ليست بحاضرةٍ / وليس في البيت من آثارها أثر
فاستسق غيرك أو فاذكر له خبري / إن اعتراك حياءٌ منه أو حصر
ما كان من ذلكم فليأتني عجلاً / فإنني واقفٌ بالباب أنتظر
لا لي نبيذٌ ولا حرٌّ فيدعوني / وقد حماني من تطفيلي المطر
لا أرق الله عيني من أرقت له
لا أرق الله عيني من أرقت له / ولا ملا مثل قلبي قلبه ترحا
يسرني سوء حالي في مسرته / فكلما ازددت سقماً زادني فرحا
أنْبِئْتُ أنَّ فتاةً كنتُ أخطبُها
أنْبِئْتُ أنَّ فتاةً كنتُ أخطبُها / عُرقوبُها مِثلُ شَهر الصَّوم في الطولِ
أسنانُها مائةٌ أو زِدْن واحدةً / كأنّها حين يبدو وَجْهُها غُولُ
أقول والأرض قد غشى وجللها
أقول والأرض قد غشى وجللها / ثوب الدجى فهو فوق الأرض ممدود
وسد كل فروج الجو منطبقاً / وكل فرجٍ به في الجو مسدود
وفي الوداع وفي الإبداء لي عنتٌ / دون المسير وباب الدار مسدود
من لي بداود في ذي الحال يرشدني / من لي بداود لهفي أين داود
لهفي على رجله ألا أقدمها / قدام رجلي فتلقاها الجلاميد
إذا لا أزال إذا أقبلت ينكبني / حرفٌ وجرفٌ ودكانٌ وأخدود
فإن تكن شوكةٌ كانت تحل به / أو نكتةٌ في سواد الليل أو عود
يا باسطاً كفه نحوي يطيبني
يا باسطاً كفه نحوي يطيبني / كفاك أطيب يا حبي من الطيب
كفاك يجري مكان الطيب طيبهما / فلا تزدني عليها عند تطييبي
يا لائمي في هواها أنت لم ترها / فأنت مغرًى بتأنيبي وتعذيبي
انظر إلى وجهها هل مثل صورتها / في الناس وجهٌ مجلًى غير محجوب
إن كنت لا عير لي يوماً يبلغني
إن كنت لا عير لي يوماً يبلغني / حاجي وأقضي عليه حق إخواني
وضن أهل العواري حين أسألهم / من أهل ودي وخلصاني وجيراني
فإن رجلي عندي لا عدمتهما / رجلا أخي ثقةٍ مذ كان جولاني
تبلغاني حاجاتي وإن بعدت / وتدنياني مما ليس بالداني
كأن خلفي إذا ما جد جدهما / إعصار عاصفةٍ مما تثيران
رجلاي لم تألما نكباً كأنهما / قطًّا وقداً وإدماجاً مداكان
كأن ما بهما أخطوا إذا أرتهيا / في سكةٍ من أي ذاك سما كان
إن تبعثا في دهاسٍ تبعثا رهجاً / أوفى حزونٍ ذكا فيها شهابان
فالحمد لله يا عمرو الذي بهما / عن العواري وعن ذا الناس أغناني
ماذا عَلَّي إِذا ضَيْفٌ تأَوَّبَني
ماذا عَلَّي إِذا ضَيْفٌ تأَوَّبَني / ما كان عِنْدِى إِذا أَعْطَيْتُ مَجْهُودِي
جُهْدُ المُقِلِّ إِذا أَعْطاه مُصْطَبِراً / أَو مُكْثِرٍ من غِنًى سِيَّانِ في الجُودِ
لا يَعْدَمُ السائِلُونَ الخَيْرَ أَفْعَلُهُ / إِمَّا نَوَالاً وإِمَّا حُسْنَ مَرْدُودِ