المجموع : 20
أشكو إلى الله من نارَيْن واحدة
أشكو إلى الله من نارَيْن واحدة / في وَجْنَتيْه وأخرى منه في كَبِدي
ومِن سَقامَيْن سُقْم قد أحلَّ دمي / من الجُفون وسُقم حَلَّ في جَسدي
ومِن نَمُومَيْن دمعي حين أذكُره / يُذيعُ سِرّي وواشٍ منه بالرَّصَد
ومن ضعيفين صَبْرِي حين أذكره / وودّه ويراه الناسُ طَوْعَ يدي
مُهَفْهفٌ رقّ حتى قلتُ من عَجَبٍ / أَخْصَرُه خِنْصَري أم جِلْدُه جَلَدي
ساروا فَأَكْبادُنا جَرْحَى وأعيُننا
ساروا فَأَكْبادُنا جَرْحَى وأعيُننا / قَرْحَى وأنفسنا سَكْرَى من القَلَقِ
تشكو بواطِنُنا من بُعدِهم حُرَقاً / لكن ظواهِرُنا تشكو من الفَرَقِ
كأنّهم فوق أكوار المَطِيِّ وقد / سارت مُقَطَّرةً في حالِك الغَسَقِ
دَراريَ الشُّهْب في الأبراج زاهرةً / تسير في الفَلَك الجاري على نَسَق
يا مُوحِشي الدارِ مذ بانوا كما أَنِسَتْ / بقُرْبهمْ لا خَلَتْ من صَيِّبٍ غَدَق
إنْ غِبْتُمُ لم تَغِيبوا عن ضمائرنا / وإنْ حَضَرْتُم حَمَلْناكم على الحدَق
مَن كان مُرْتَدِياً بالعقل مُتَّزِراً
مَن كان مُرْتَدِياً بالعقل مُتَّزِراً / بالعِلم مُلْتَفِعاً بالفضل والأدبِ
فقد حوى شَرَفَ الدنيا وإن صَفِرَتْ / كَفّاه من فِضّة فيها ومن ذَهَبِ
هو الغنيُّ وإنْ لم يُمْسِ ذا نَشَب / وهو النَّسيبُ وإنْ لم يُمْسِ ذا نسَبِ
هل من سبيلٍ إلى رِيقِ المُريقِ دَمي
هل من سبيلٍ إلى رِيقِ المُريقِ دَمي / فما يُزيل سِوى ذاك اللَّمى ألَمي
يَشْفِي به من يُهينُ الدُّرَّ مَنْطِقُها / نَظْمَاً ونثراً بدُرِّ الثَّغر والكِلَمِ
رَوْدٌ تَرودُ حِمى قَلْبِي وتشربُ من / دَمْعِي وتسكن من صدري إلى حَرم
نادتْ محاسِنها العُشّاقَ مُعلِنةً / أنّ المَنى والمُنى في مُقْلتي وفمي
فما احْتكمْتُ وعيْنَيْها إلى فَمِها / إلاّ شُغِلتُ عن الخَصْمين بالحَكَمِ
غَرّاءُ كالدُّرَّة البيضاء تَحْجُبُها / أستارُ بحرٍ بماء الموتِ مُلتَظِم
تُهْوى فَتَهْوي المُنى دون اللَّحاقِ بها / أَفْدِيك مِن أَمَمٍ أَعْيَا على الأُممِ
زارَتْ فَأَيْقَظتُ صَوْنِي في زيارتها / ليَقْظتي وَنَدَبتْ الحلْمَ للحُلُمِ
آليتُ أسألُ إلْمامَ الخيالِ ولي / عَينٌ وقد ظَعَنَ الأحباب لم تَنَمِ
كأنَّني بهمُ أَقْسَمتُ لا طَمِعت / طيبَ الكَرى فأبَرَّتْ مُقلَتي قَسَمي
وكيف لي يَوْمَ ساروا لو صَحِبْتُهمُ / مِن المطايا ورأسي مَوْضِعَ القَدِم
بانوا فَرَبْعُ اصطباري مُنذ بَيْنِهمُ / بالٍ كَرَبْعِهمُ البالي بذي سَلَم
وا وَحْشَتي إذ أُنادي في مَعالِمِهمْ / صُمّاً تُجيبُ بما يَشفي من الصَّممِ
يَشْكُو صَداها إلى عَيْنِي فَتَمْنَحُها / دَمْعَاً إذا فاض أَغْنَاها عن الدِّيَمِ
وكلّما قال صحبي طالَ مَوْقِفُنا / فارْحلْ بنا قالت الآثارُ بل أَقِم
مَنازِلٌ كلّما طال البِعاد عَفَتْ / كأنما تَسْتَمِدُّ السُّقْمَ من سَقَمي
قِفوا فَأَقْوى غَرامي ما يُجَدِّدُهُ / برَسْمِه طَلَلٌ أقوى على القِدَم
قُل للأُلى غَرَّهمْ حِلْمي ونَقَّصَهمْ / إيّاكمُ وطريقَ الضَّيْغَمِ اللَّحِم
فالحِلْمُ جَفْنٌ وإنْ سُلَّتَّ حَفيظتُه / فربّما كَشَفَتْ عن صارِمٍ خَذِمِ
أَلَبَّ داعي الهوى وَهْنَاً فلَبّاها
أَلَبَّ داعي الهوى وَهْنَاً فلَبّاها / قلبٌ أتاها ولولا ذِكرُها تاها
تَلَتْ علينا ثناياها سُطورَ هوىً / لم نَنْسَها مُذْ وَعَيْناها وَعَيْناها
وعَرَّفْتنا معانيها التي بَهَرَتْ / سُبْلَ الغرام فَهِمْنا إذ فَهِمْناها
عِفْتُ الأَثام وما تحت اللِّثامِ لها / وما اسْتَبَحْتُ حِماها بل حُمَيّاها
يا طالبَ الحُبّ مَهْلاً إنّ مَطْلَبه / يُنسي بأكثره اللاهي به اللهَ
ولا تَمَنَّ أُموراً غِبُّها عَطَبٌ / فَرُبَّ نفسٍ مُناها في مَناياها
فَأَنْفَعُ العُدَد التقوى وأرْفَعُها / لأَنْفُسٍ إن وَضَعْناها أَضَعْناها
للهِ مَن زادَنا تَذْكَارُهم وَلَهَاً
للهِ مَن زادَنا تَذْكَارُهم وَلَهَاً / وصَيَّروا زادَنا يَوْمَ الرحيل ضَنا
ومسمعٍ قوله بالكره مسموع
ومسمعٍ قوله بالكره مسموع / محجب عن بيوت الناس ممنوع
غنى فبرق عينيه وحرك لح / ييه فقلنا الفتى لا شك مصروع
وقطع الشعر حتى ود أكثرنا / أن اللسان الذي في فيه مقطوع
لم يأت دعوة أقوامٍ بأمرهم / ولا مضى قط إلا وهو مصفوع
قُمْ سَقِّني صَفْوَها يا صاحِ والعَكَرا
قُمْ سَقِّني صَفْوَها يا صاحِ والعَكَرا / مُدامَةً تُذهِبُ الأحزان والفِكَرا
ويا نَديمي تنَبَّهْ إنّما سَكَني / مَن لا يَلَذُّ على حُبِّ السُّلافِ كَرا
سألتُه اللَّثْمَ يومَ البين فالْتَثما
سألتُه اللَّثْمَ يومَ البين فالْتَثما / وصَدَّه التِّيهُ أنْ يَثْنِي إليَّ فَما
فكيف أطلُب حِفظ الودّ من صَلِفٍ / سألتُه قُبلَةً يوم الوَداع فما
طِرْ أَيُّها الطَّير واهْجُرْ ما خُدِعْتَ به
طِرْ أَيُّها الطَّير واهْجُرْ ما خُدِعْتَ به / فليس للحُبِّ نُلقي الحَبَّ لِلعاصي
وإنَّما هذه الأشياءُ سائرُها / وإنْ حلَتْ لك أشراكٌ لأَقفاص
كأنَّ حِرْباءها في كلِّ هاجرةٍ
كأنَّ حِرْباءها في كلِّ هاجرةٍ / ذو شَيْبَةٍ من شيوخ الهند مَصلوبُ
سِرُّ حَياةٍ وشَرُّ مَوتٍ
سِرُّ حَياةٍ وشَرُّ مَوتٍ / حياةُ نَفسٍ وَمَوْتُ قلبِ
حِزْبان مِن باطلٍ وحَقٍّ / ما بَرِحَا في عظيمِ حَرْبِ
فَكَوْنُ ذا في نعيمِ رُوحٍ / بكَوْنِ ذا في أليم كَرْبِ
وغادة زاد فيها اللّحظ تكريرا
وغادة زاد فيها اللّحظ تكريرا / قد يضيف إلى التأنيث تذكيرا
لها على الرأس إكليل يحيط به / أو جمة قص أعلاها شَوابيرا
كأنها قبة من فوقها شرف / جوفاء قسمها الباني مَقاصيرا
حبلى بعدة أولادٍ وما أفتٌرِعتْ / عذراء تحكي لنا العذراء تطهيرا
تضم شمل أطَيفالٍ إذا درجوا / رأيت شملهم المنظوم منثورا
عهدي بها فوق ساقٍ ترجحن بها / زمرّذاً ثم عادت بعد كافورا
على ذوي الحب آيات مترجمة
على ذوي الحب آيات مترجمة / تبين من أجله عن كل مشتبه
عرف يلوح وآثار تلوح وأس / رار تبوح وأحشاء تنوح به
والصُّمُّ في عُنصُرِ الإفساد حاسِدةٌ
والصُّمُّ في عُنصُرِ الإفساد حاسِدةٌ / بصِحّةِ السَّمْع خُلْداً ما له بَصرُ
حَتّامَ أَقْطَعُ لَيْلَ التِّمِّ بالأرَقِ
حَتّامَ أَقْطَعُ لَيْلَ التِّمِّ بالأرَقِ / مُسْتَنْهَضَ الفكر بين الأمنِ والفَرَقِ
أَبْغِي الفَخارَ وأخشى أنْ يُعَنِّفَني / مَن ليس يعلم ما عندي من القلقِ
وسائلُ الفضلِ لا تُكْدي وسائِلُهُ / إذا تلَطَّفَ للإشكالِ بالملَقِ
بحرٌ من العلم أستهدي جواهِرَهُ / وكم شفى حالَ من أَشْفَى على الغرق
له فوائدٌ نَجْنِيهنّ أفئدةٌ / لدى حدائق نَجْنِيهنَّ بالحدقِ
إنْ لم تكن تُورق الأقلامُ في يده / فإنها تُسرِعُ الإثمارَ في الورَقِ
يَبوغُ ذو الفضل تَثْقِيفاً فإنْ تُلِيَتْ / آياته ظلّ كاليَرْبوعِ في النَّفقِ
وإن تسَوَّق بالألفاظ ألحقهُ / حُكْم الملوك ذَوي البُقْيا على السُّوَقِ
كم طاش سَهْمُ مُراميه وبات له / طَيْشُ الفَراشة طارَتْ لَيْلَة السَّذَقِ
وكم مُدِلٍّ بحُضْرٍ رامَ غايَتَه / فراح يَرْسِفُ كالمَقصور في الطَّلَقِ
مثلُ الذُّبالة إذ غُرَّتْ بمادحها / فاستشرقت لتُباري غُرّةَ الفَلَق
صَدرٌ تقَيَّلَ في أفعالِه سَلَفَاً / مَن رامَ شَرْكَهمُ في ذاك لم يُطِقِ
مَكارمٌ سنَّها عبدُ الكريم لهُ / وَمَنْ يَمِقْ غيرَها من سُنّةٍ يَمُقِ
من الأُلى بَهَرَتْ أنوارُ مجدِهمُ / لَحْظَ العُيونِ فغالَ الشمسَ في الأُفقِ
ما اسْتنَّ أَوّلُهم في شَأْوِه طَلَقَاً / فعَنَّ آخرُهم في ذلك الطلَقِ
لكلِّ نَوْءِ عُلاً منهم رَقيبُ عُلاً / كما تَتابَعتِ الأنواءُ في نَسَقِ
تَجْلُو مآثرَهم آثارُهم فمتى / ألمَّ خَطْبٌ ذَكَرْنا الصَّفْوَ بالرَّنَق
عِزٌّ تِلادٌ وفخرٌ غيرُ مُطَّرَفٍ / وبُعْدُ صِيتٍ وذكرٌ غير مُخْتَلَق
وَهَيْبةٌ ما تهَدَّدْتُ الزمانَ بها / في خَشْيَتي الرَّيْبَ إلاّ خَرَّ كالصَّعِق
مناقبٌ لسديدِ الدولةِ اجتمعتْ / يَزْدَانُ بالفَرْق منها سائرُ الفِرَق
آثرْتُ عند قُصوري عن بلاغته / خِطابَه فَخَطَبْتُ العَصْب بالخَلَق
ولو سرقْتُ خليعاً من ملابِسه / لاخْتَلْتُ في حُلَّةٍ أَبْهَى من السَّرَق
أشكو إليه بَني عَصْرٍ شَرِقْتُ بهم / وهل تُطاوعني الشَّكوى مع الشَّرَق
فَرَرْتُهم وتوَخَّيْتُ الفِرار وَهَلْ / يُرْجى الإباق لعانٍ شُدَّ بالأَبَقِ
حُمْرُ العيونِ على أهل النُّهى حُمُرٌ / خَفِيتُ فيهم خَفاء النَّجم في الشَّفَق
فغُرْبَتي غُرْبةُ البَيضاء في حَلَكٍ / وَوَحْشَتي وَحْشَةُ السَّوداء في يَقَق
شَأَوْتُهمْ وثَناهمْ ظُلَّعاً أمدي / فالسَّبْقُ لي وهمُ يَحْظَوْنَ بالسَّبَق
وشامخٍ في الورى بالتِّيه مُسْتَفِلٍ / كأنّه بانحطاطٍ فاتَهُمْ وَرَقي
ولو أفاق من الأهواءِ فاقَهمُ / فإنه من يُفِقْ من سُكْرِها يَفُق
ولِلعُلى مُرتقىً دَحْضٌ وكم زَلَقَتْ / عنه الأُيومُ فمن للأَبْلَق الزَّلَق
زافَتْ لَدَيْه نقودُ الفضلِ وانْمحَقتْ / سوقُ الرَّشاد وجازَتْ صَفْقَةُ الحَمَق
وغرَّه عِزُّه والدِّرْعُ ساخرةٌ / في ضِحْكها من بُكاءِ الكَلْم بالعَلَق
وفي الوِفاض نِبالٌ حَشْرَةٌ عَجَبٌ / تَنْفَلّ بين حَرابي الزَّغْف والحَلَق
يُسَرُّ أن رَمَقَتْهُ غُلْبُ صاغيةٍ / تَذُبّ عنه وموتُ الشاة في الرَّهَق
والهمّ في حَكَماتِ الضَّعفِ وهو على / جِماحه الطِّفْلُ فعلَ المهر في الوَهَق
يَطْغَى ولو رَمَقَ الإغبابَ كان له / في أوّل البطش ذِكرى آخِر الرَّمَق
لولا الرّجاءُ ولولا الخوف ما شُغِلَتْ / أَيْدِي الكماة بحَملِ البِيض والدَّرَق
مِن مَعْشَرٍ صُنْتُ عِرْضي عنهمُ كَرَمَاً / إنّ الكريم لَيَحْمي عِرضَه ويَقي
وكم تراءَتْ ليَ الأطماعُ كافِلَةً / بما أُحبّ فما ذَلَّتْ لها عُنُقي
لا يَعْطِفُ الحِرصُ أَعْطَافي إليه ولا / عَيْنِي مُؤَرَّقَةٌ بالعَينِ والوَرِقِ
نزاهةٌ يَفْخَر الصادي بعِزَّتِها / على أخل الرِّيِّ والطاوي على السَّنِقِ
وكلما قُلتُ يُفْضي بي إلى حَدَبٍ / على بني الفضل أفضى بي إلى حَنَق
كم من دَثائث شَحَّتْ عن نوىً دَمِثٍ / زاكٍ ومن بُوَقٍ سَحَّتْ على بُوَقِ
هذا ولي في عُبوسِ المَحْل بَيْنَهمُ / تبَسُّمُ الرَّوْض غِبَّ الوابِل الغَدَق
وطال ما زاد إظْلاماً فزادَ به / قَدْرِي وُضوحاً كذاك البَدرُ في الغَسَق
يَطيبُ في الخَطْب نَشْرُ الحُرّ فهو به / كالوَرْد في الهَمّ لمّا انْهمَّ بالعَرَق
وفي محمّدٍ المَيمونِ طائرُهُ / شِفاءُ ما رابني في الخَلْقِ من خُلُق
مُؤيِّد الدين مَن ناجَتْهُ هِمَّتُهُ / كانت إلى مُبْتغاه أَقْصَدَ الطُّرُق
ثِقْ منه بالشَّيْم بالسُّقْيا وإنْ وَعَدَتْ / غُرُّ السَّحاب بها يوماً فلا تَثِقِ
لم يضحك الورد إلا حين أعجبه
لم يضحك الورد إلا حين أعجبه / زهر الربيع وصوت الطائر الغرد
بدا فأبدى لنا البستان بهجته / وراحت الراح في أثوابها الجدد
تَباشَروا بهِلال الفِطْر حين بَدا
تَباشَروا بهِلال الفِطْر حين بَدا / وما أقام سِوى أنْ لاحَ ثم غدا
كالحِبِّ واعَدَ وَصْلاً وهو مُحتَجِبٌ / فحين بانَ تَقاضَوْهُ فقال غدا
أما تَراها كَخَوْدٍ أقبلَتْ بقِبا
أما تَراها كَخَوْدٍ أقبلَتْ بقِبا / وغَيَّرَتْ زِيَّها خَوْفَاً من الرُّقبا
تلَوَّنَتْ فَحَكَتْ في الحالتَيْن أبا / بَراقِشٍ وأتتْ في عِدَّةِ النُّقبا
وليلةٍ أرشفتْني ظَلْمَ من ظَلَمَا
وليلةٍ أرشفتْني ظَلْمَ من ظَلَمَا / ونوَّلَتْني من الطَّيْف المُلِمّ لَمى
ولو درى أنني في النوم فُزتُ به / مِنْ بُخلِه ثم حاولتُ الرُّقاد لَما