المجموع : 4
هذا كتابي إلى من غاب عن نظري
هذا كتابي إلى من غاب عن نظري / وشخصه في سويدا القلب والبصر
ولا يَمُنّ بطيف منه يطرقني / عند المنام ويأتيني على قدر
ولا كتاب له يأتي فأسمع من / أنبائه عنه فيه أطيبّ الخبر
حتى الشمال التي تسري على حلب / ضنّت على فلم تخطر ولم تسر
أخصه بتحياتي وأخبره / أني سئمت من الترحال والسفر
أبيت أرعى نجوم الليل مكتئبا / مفكرا في الذي ألقى إلى السحر
وليس لي أرب في غير رؤيته / وذاك عندي أقصى السؤل والوطر
يا أحسن الناس نظماً غير مفتقر
يا أحسن الناس نظماً غير مفتقر / إلى شهادة مثلي مع توحده
إن كان خطي كسا خطاً كتبت له / إلي حسناً بدا في لون أسوده
فقد أتت منك أبيات تعلمني / نظم القريض الذي يحلو لمنشده
أرسلتها تقتضيني ما وعدت به / والحر حاشاه من إخلاف موعده
وما نسيت ولكن عاقني ورق / يجيد خطي فآتيه بأجوده
وسوف أسرع فيه الآن مجتهداً / حتى يوافيك بدراً في مجلده
بأحرف حسنت كالوجه دار به / مثل الحواشي عذار في مورده
يا من أبحت حمى قلبي مودته
يا من أبحت حمى قلبي مودته / ومن جعلت له أحشاي أوطانا
أرسلت نحوي أبياتاً طربت بها / والفضل للمبتدي بالفضل إحسانا
فرحت أختال عجباً من محاسنها / كشارب ظل بالصهباء نشوانا
رقت وراقت فجاءت وهي لابسة / من اللاغة والترصيع ألوانا
حكت بمنثورها والنظم إذ جمعا / بأحرف حسنت روضاً وبستانا
جرت على جرول أثواب زينتها / إذ أصبحت وهي تكسو الحسن حسانا
أضحت تغبر وجه العنبري فما / بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا
يمسي لها ابن هلال حين ينظرها / يحكي أباه بما عاناه نقصانا
كذاك أيضاً لها عبد الحميد غدا / عبداً يجر من التقصير أردانا
أتت وعبدك مغمور بعلته / فغادرته صحيحاً خير ما كانا
وكيف لا تدفع الأسقام عن جسدي / وهي الصبا حملت روحاً وريحانا
فما على طيفها لو عاد يطرقنا / فربما زار أحياناً وأحيانا
فاسلم وأنت أمين الدين أحسن من / وشى الطروس بمنظوم ومن زانا
ولا تخطت إليك الحادثات ولا / حلت بربعك يا أعلى الورى شانا
قـــل للوزيــر أدام الله دولتــه
قـــل للوزيــر أدام الله دولتــه / ولا تـخــطــت بـســوء نـحـوه قدم
يا أيها الصاحب الميمون طائره / ومن أياديه لا تحصى ولا النعم
بقـيـت للدولة الغراء تحـرسـهـا / بـحـسـن رأيك يا من فضـله ديم
ملكـت رق الرعايـا بالجميل فقد / أضحوا عبيدك عن عزوا وإن عظموا
والله لو أنفـقـت كفاك ما ملكت / لمـا مـلكــتــهـم بالبـر ملكـهـم
لكــن (...) النــار غــادرهـــم / بـطــول عـمــرك إذ يدعـون ربهـم
يـدعـونـه بابـتـهـال لا يغـادره / إلا التـضــرع والإخبـات ليلَهـمُ
أرسلت نحـو قفـاه أسهـمـا خضعت / بالقول منك لها الأذقان والقمم
تكـاد تفـعـل في أرجاء هامـتـه/ من المذلة ما لا يفـعـل الأدم
أحرقت بالخائن الزنديق فانشرحت / لك الصـدور فـلا غـلٌّ ولا سـقــم
تثـنـي عليـك بمـا أوليتـه حلب / ويـثـرب وكذا البطـحـاء والحرم
كذاك يثني رسول الله والملأ الـ / أعلى عليـك به والدين والكرم