المجموع : 17
يا دارَ أَسماءَ قَد أَقوت بِأَنشاجِ
يا دارَ أَسماءَ قَد أَقوت بِأَنشاجِ / كَالوَشمِ أَو كَإِمامِ الكاتِبِ الهاجي
فَكَلُّ أَمعَزَ مِنها غَير ذي وَحَجٍ / وَكلّ دارة هَجلٍ ذاتِ أَوحاجِ
أَودى بِها كُلُّ رَجّافِ الضّحى هَزِمٍ / وَعاصِفٍ لِنُخالِ التُربِ نَسّاجِ
فَما يَبينُ بِها إِلّا مَعارِفُها / كَالحبرِ في زُبُرٍ لَيسَت بِأَمحاجِ
وَقَد تُلاقي بِها أَسماءُ مسقَبةً / وَالدَهرُ في جِدَّة مِنهُ وَإبهاجِ
إِنّي عَناني وُدادٌ بَينَنا نَشِب / بِلا قَضاءِ لُباناتِ وَلا حاجِ
أَيّامَ أَسماءُ رُعبوبٌ خَدلّجةٌ / كَصعدة الغابِ في نَجلٍ وَإِدراجِ
مِن السِمانِ الخِماصِ الغيدِ مالِئة / لِلعَينِ في طُرَّةٍ كَالشَمسِ مِنهاجِ
وَشربةٍ مِن شَرابٍ غَيرِ ذي نَفَسٍ / في صرةٍ مِن نجومِ القيظِ وَهّاجِ
سَقَيتُها صادِياً تَهوي مَسامِعُهُ / قَد ظَنَّ أَن لَيسَ مِن أَصحابِهِ ناجِ
إِذ الشَبابُ بِها وَالحُسنُ في نَهَرٍ / مِنَ المَعيشَةِ حُلو الطَعم ثَجّاجِ
تَقاوَدَت غَمَماً حَتّى إِذا رَضيَت / طالَت عَلَيهِنَّ طولاً غيرَ مجماجِ
تَعمى المَداري في جَون غَدائِره / وَحفُ النَباتِ لدُهنِ البانِ مجّاجِ
وَالعَينُ وَالجيدُ مِن ظَبي أَعارَهُما / أَسماءَ رِئمٌ أَلوف الظلِّ مِخراجِ
تَفتَرُّ عَن أُقحُوانٍ صُبحَ سارِيَةٍ / أَضحى بِرابِيَةٍ فَيحاءَ مِئراجِ
كَأَنَّ ريقَتَها بَعد الكَرى اِغتَبَقَت / ماءَ العَناقيدِ مَمزوجاً بِأَثلاجِ
أَسماءُ ذلِكَ ما أَسماءُ جانِبُها / عَن الدَنِيِّ بِأَغلاقٍ وَأَشراجِ
تَنفي اللِثامَ عَلى ما في اللِثام كَما / يَنفي الزُيوفَ عَزيزٌ عاقِدُ التاجِ
سَقياً لِأَسماءَ وَاِخضَرَّت مَراتِعُها / وَيل اِمّها غُنمُ ذي وَفر وَمُحتاجِ
عَلى نَوى مِن نَواها لا يُلائِمُنا / وَالنَوءُ يُخلفُ مِنها بَعد إِبلاجِ
يا صاحِبَيَّ اِنظُرا هَل تُؤنِسان لَنا / بَين العَقيقِ وَأَوطاسٍ مِنَ اِحداجِ
غَدَونَ مِن حُجبِ الجَونَين أَو حُقبٍ / عَلى عَناجيج أَمثالٍ كَالابراجِ
أَسماءُ بانَت وَلَم تُنجِز مَواعِدَها / وَلم تُنِلكَ مَواعيداً مِنَ اِعناجِ
فَسَلِّ أَسبابَ شَوقٍ مِن مَوَدَّتها / بِباقِلِ النابِ كَالقرقورِ وَسّاجِ
جَمُّ المَقَذِّ أَسيل الخَطم متَّسقٌ / مُحتَجِبٌ جانِباهُ غَيرُ مِدراجِ
لاعٍ يَكادُ خَفيضُ النَقرِ يُفرِطُهُ / مُستَربعٍ لِسُرى الموماةِ هَيّاجِ
يُرضيكَ عَفواً فَإِن رَفَّعتَ هزَّته / رفَّعتَ مِن رِبَذِ التَبغيلِ هِملاجِ
عَلى مَراديَ سَمحاتٍ أَنِفنَ بِهِ / وَجُؤجُؤٍ مائِرِ الضَبعَينِ مَوّاجِ
مُقارِبٌ حينَ يَحزَوزي عَلى جَدَدٍ / رسلٍ بِمُعتَلِجاتِ الرَملِ غَوّاجِ
يولي الشَليل وَما مَسَّت وَليّتهُ / مُوثَّقاً ذا كَراديسٍ وَأَثباجِ
كَأَنَّما الرَحلُ مِنهُ فَوق مُبتَقِلٍ / مُكدِّحٍ علجانَ اللَيلِ مَعّاجِ
يُصَدِّعُ العُونَ أَندابُ العُلوجِ بِهِ / قَضى الرَبيع بِتعداءٍ وَتَشحاجِ
شَدَّت مُنازَلَةُ الأَقرانِ مِرَّتَهُ / وَحَوز ما حازَ من فَذّ وَأَفواجِ
فَاِقوَرَّ لاحِقُهُ قبّاً أَياطِلُهُ / خاظي الخَصائِلِ نَهدٌ غَيرُ مجماجِ
ظَلَّ بِدَوٍّ مِنَ الرَنقاءِ يَلفَحُهُ / نَفحُ السَمومِ وَإلفَيهِ بِأَلفاجِ
يَعصِبنَ أَلمى قَضيفاً مِن تَناصُبِها / في يَومِ نَجمٍ مِنَ الجَوزاءِ وَهّاجِ
حَتّى إِذا حَلَّ شَرقِيٌّ عَساكِرَهُ / ما في قَوادِمِ سِقطَيه مِن اِفراجِ
وَقَد تَذَكَّرَ عِدّاً مِن أَباطِنِهِ / مُستَورِداً ذا عَلاجيمٍ وَدَرّاجِ
مِنَ الأَباطنِ أَسراهُ ذَوي هِزَمٍ / مَجَلجلٍ قَرِدِ الأَسناءِ نَشّاحِ
فَاِحتازَ بَيضاءَ مِثلَ السَحل مانِعَةً / ما تَحتَويهِ قَدِ اِعتَلَّت بِإِرتاجِ
قَد شَفَّها خُلُقٌ مِنهٌ وَقَد قَفِلت / عَلى مِلاحٍ كَلَونِ المِشق أَمشاجِ
كَأَنَّ صَوتَ حُداها وَالقَرينُ بِهِ / تَرجيعُ مُغتَرِبٍ نَشوانَ لَجلاجِ
نَعبُ الأَشاهيبِ فَالأَخبارُ مَجمَعُها / وَاللَيلُ ساقِطَهٌ أَرواقُهُ داجِ
حَتّى إِذا ما إِيالاتٌ جَرَت بُرحاً / وَقَد رَبَعنَ الشوى مِن ماطِر ماجِ
صَلاهُما هَزِجٌ هِزٌّ خَصائِلُهُ / سيما الجَوادِ عَلَيهِ الخانِف الناجي
كَأَنَّهُ وهُما لا يَثنيانِ لَهُ / أَعطافَ مُنكَفَتي هيجٍ وَإِمجاجِ
يامومُ صَحماء مُحمرّ مخدَّمُها / كَأَنَّما عُطِفتَ خَزّاً بِديباجِ
بانَت بِمَنزِلَةٍ هَولٍ عَلى حَذَرٍ / حَتّى الصَباحِ وَما هَمَّت بِإِدلاجِ
ثُمَّ اِغتَدَت وَغَدا نِزُّ مُلازِمها / إِصعادُهُ كَهَواهُ راهِبٌ راجي
يَرجو مَراتِعَهُ مِن عازِبٍ أَنِقٍ / آثارَ مُرتَجزٍ حَيرانَ لَجلاجِ
أَو خائِفٌ لَحِماً شاكاً بَراثِنهُ / كَأَنَّهُ قاطِمٌ وَقفَينِ مِن عاجِ
ما زِلنَ يَنسُبنَ وَهناً كُلَّ صادِقَةٍ / باتَت تُباشِرُ عُرماً غَيرَ أَزواجِ
حَتّى سَلَكنَ الشوى مِنهُنَّ في مَسكٍ / مِن نَسل جَوّابَةِ الآفاقِ مِهداجِ
يَنحازُ منهنَّ فيهِ أُمَّةٌ خُلِقَت / حُذّاً مُذَبَّحةٌ مِنها بِأَوداجِ
يَجزمنَهُ في قَنا جوفٍ عَلى أَفَدٍ / ثَنيٍ جَميعٍ نِهاجٍ غَيرِ أَفلاجِ
وَهُنَّ بِالعَينِ مِن ذي صارِخٍ لَجبٍ / هَولٍ وَنَوّاحةٍ بِالمَوتِ مِرجاجِ
شَدَّت مطا عَرَبِيّ غَيرِ ذي عُقَدٍ / مُقارِبٍ كَنَسا اليَعفورِ حِملاجِ
حَتّى إِذا ما قَضَينَ النَحبَ وَاِنصَرَفَت / أَبصارُهُنَّ عَلى طَخياءَ كَالساجِ
شاكَت رُغامَى قَذُوفِ الطَرف خائِفَة / هَول الجِنان نَزورٍ غَيرِ مِخداجِ
حَرّى مُوقَّعةٌ ماجَ البنانُ بِها / عَلى خِضَمٍّ يُسَقّى الماءَ عَجّاجِ
فَاِغتالَها الأَجَلُ الآتي فَأَسلَمَها / ناوي الحَياةِ عَلَيها غَير منعاجِ
مُقَلَّصٌ رَبِذُ الأَوصالِ شَيَّعَهُ / يَعبوبُ حائِلِ جَولٍ شَركِ أَعلاجِ
كَأَنَّهُ وَشَياطينُ المِراحِ بِهِ / قِدحٌ بِكَفّي مُلَقّى الفَوزِ فَلّاجِ
حَنَّ الفُؤادُ إِلى سَلمى وَلَم تُصِبِ
حَنَّ الفُؤادُ إِلى سَلمى وَلَم تُصِبِ / فيمَ الكَثيرُ مِنَ التحنانِ وَالطَرَبِ
قالَت سُعادُ أَرى مِن شَيبَةٍ عَجَباً / مَهلاً سُعادُ فَما في الشَيبِ مِن عَجَبِ
إِمّا تَرَيني كَساني الدَهرُ شَيبَتَهُ / فَإِنَّ ما مَرَّ مِنهُ عَنكِ لَم يَغِبِ
سَقياً لِسُعدى عَلى شَيبٍ أَلَمَّ بِنا / وَقَبلَ ذلِكَ حينَ الرَأسُ لَم يَشِبِ
كَأَنَّ ريقَتَها بَعدَ الكَرى اِغتَبَقَت / صَوبَ الثُرَيّا بِماءِ الكَرمِ مِن حَلَبِ
أُهدي قِلاصاً عَناجيجاً أَضَرّ بها / نَصُّ الوَجيفِ وَتَفحيمٌ مِنَ العُقَبِ
حَرفٌ بَعيدٌ مِنَ الحادي إِذا مَلَأَت / شَمسُ النَهارِ عَنانَ الأَبرَقِ الصَخِبِ
حَتّى إِذا طَوَيا وَاللَيلُ مُعتَكِرٌ / مِن ذي أُكَيهفُ جِزعَ البانِ وَالأَثَبِ
يَقصِدنَ سَيِّدَ قيسٍ وَاِبنَ سَيِّدِها / وَالفارِسَ العِدَّ مِنها غَيرَ ذي الكَذِبِ
مُحَمَّدٌ وَأَبوه وَاِبنُه صَنَعوا / لَهُ صَنائِعَ مِن مَجدٍ وَمن حَسَبِ
جَيشُ المُحمّين شَبَّ النارَ تَحتَهُما / غَرثانَ أَمسى بِوادٍ مُوهب الحَطَبِ
إِنّي مَدَحتُهُمُ لَمّا رَأَيتُ لَهُم / فَضلاً عَلى غَيرِهِم مِن سائِرِ العَربِ
إِلّا تُثِبني بِهِ لا يَجزني أَحدٌ / وَمن يُثيبُ إِذا ما أَنتَ لَم تُثِبِ
يا من على الجود صاغ اللَّه راحتَهُ
يا من على الجود صاغ اللَّه راحتَهُ / فليسَ يحسِنُ غير البذلِ والجُودِ
عَمت عطاياك مَن بالشرقِ قاطبةً / وأنت والجُود منحوتانِ مِن عُودِ
راحَت رَواحاً قَلوصي وَهي حامِدَةٌ
راحَت رَواحاً قَلوصي وَهي حامِدَةٌ / آلَ الزُبَيرِ وَلَم تَعدِل بِهم أَحَدا
راحَت بِسِتّينَ وَسقاً في حَقيبَتِها / ما حُمِّلَت حَملَها الأَدنى وَلا السَدَدا
ما إِن رَأَيتُ قلوصاً قَبلَها حَمَلَت / سِتّينَ وَسقاً وَلا جابَت بِهم بَلَدا
ذاكَ القِرى لا قِرى قَوم رَأَيتُهُم / يَقرونَ ضَيفَهُمُ الملويَّةَ الجُدَدا
وَلَم يَكُن مَلكٌ لِلقَومِ يُنزِلُهُم
وَلَم يَكُن مَلكٌ لِلقَومِ يُنزِلُهُم / إِلّا صَلاصِلُ لا تُلوى عَلى حَسَبِ
تَحَسَّرَ الماءُ عَنهُ وَاِستَجَنَّ بِهِ / إِلفانِ جُنّا مِنَ المكنانِ وَالقُطَبِ
جُماديَين حُسوماً لا يُعايِنُهُ / وَعيٌ مِنَ الناسِ في أَهلٍ وَلا غَرَبِ
تَبيتُ جارَتهُ الأَفعى وَسامِرُهُ / رُمد بِهِ عاذِرٌ مِنهُنَّ كَالجَرَبِ
حَتّى إِذا جَنَّ أَغواءُ الظَلامِ لَهُ / مِن فَوزِ نَجمٍ مِنَ الجَوزاءِ مُلتَهِبِ
أَخلى بِلينَةَ وَالرَنقاء مَرتَعهُ / يَقرو مَزاحِفَ جَونٍ ساقِطِ الرَبَبِ
كَأَنَّ زُجلَةَ صَوبٍ صابَ مِن بَرَدٍ / شُنَّت شَآبيبهُ مِن رائِحٍ لجبِ
نَواصِح مِن حَمّاوَين أُحصِنَتا / مُمَنَّعاً كَهُمامِ الثَلجِ بِالضَرَبِ
مَجنوبَةُ الأُنسِ مَشمولٌ مَواعِدُها / مِنَ الهِجانِ الجِمالِ الشطبِ وَالقَصَبِ
قَرَّبنَ كلَّ صَلَخدىً مُحنِقٍ قَطِمٍ
قَرَّبنَ كلَّ صَلَخدىً مُحنِقٍ قَطِمٍ / عهوٍ لَهُ ثَبَجٌ بِالنِيِّ مَضبورُ
فَإِن تَبَدَّلتَ أَو كَلّأت مِن رجُلٍ / فَلا يَغُرَّنكَ ذو أَلفَينِ مَغمورُ
حَتّى إِذا أَنجَدت أَرواقُهُ اِنهَزَمَت / وَاِعتَقَّ مُنبَعِجٌ بِالوَبلِ مَبقورُ
وَكَركَرتهُ الصَبا سَبعين تَحسَبُه / كَأَنَّه بِحِيالِ الفَورِ مَعقورُ
أُثني عَلى ابنَي رَسولِ اللَهِ أَفضَل ما
أُثني عَلى ابنَي رَسولِ اللَهِ أَفضَل ما / أَثنى بِهِ أَحَدٌ يَوماً عَلى أَحَدِ
السيّدَينِ الكَريمَي كلِّ مُنصَرفٍ / مِن والدَينِ وَمِن صِهرٍ وَمن وَلدِ
ذُرِّيَّةٌ بَعضُها مِن بَعضِها عَمِرَت / في أَصلِ مجدٍ رَفيعِ السَمكِ وَالعَمَدِ
ماذا بَنى لَهُم مِن صالِحٍ حَسَنٌ / وَحَسنٌ وَعليّ وَاِبتَنوا لِغَدِ
فَكَرَّمَ اللَهُ ذاكَ البَيتَ تَكرمةً / تَبقى وَتَخلُدُ فيهِ آخِرَ الأَبَدِ
هُم السَدى وَالنَدى ما في قَناتِهِمُ / إِذا تَعَوَّجَتِ العيدانِ من أَوَدِ
مُهَذَّبونَ هِجانٌ أُمَّهاتُهُمُ / إِذا نُسِبن زلال البارِقِ البَرِدِ
بَينَ الفَواطِمَ ماذا ثَمَّ مِن كَرَمٍ / إِلى العَواتِكِ مَجدٌ غَيرُ مُنتقدِ
ما يَنتَهي المَجدُ إِلّا في بَني حَسَنٍ / وَما لَهُم دونَهُ مِن دارِ مُلتَحدِ
تَرى العِلافِيَّ مِنها موفداً فَظِعاً
تَرى العِلافِيَّ مِنها موفداً فَظِعاً / إِذا احزَألَّ بِهِ مِن ظَهرِها فِقَرُ
يُعرى هَواكَ إِلى أَسماءَ وَاِحتَظَرَت
يُعرى هَواكَ إِلى أَسماءَ وَاِحتَظَرَت / بِالنَأيِ وَالبُخلِ فيما كانَ قَد سَلَفا
وَحَدَّثَ الدُهنَ وَالدِفلى خَبيرُكُمُ / وَسالَ تَحتَكُمُ سَيلٌ فَما نَشِفا
وَالكَبشُ هرجٌ إِذا نَبَّ العَتودُ لَهُ / زَوزى بِأَليَتِهِ لِلذُّلِّ وَاِعتَرَفا
رَمٌّ رَغولٌ إِذا اِغبَرَّت مَوارِدُه / وَلا يَنامُ لَهُ جارٌ إِذا اِختَرَفا
قَد شاعَ في الناسِ فيما يُذكرانِ بِهِ / وَهى الأَديمُ وَأَنَّ الحَوضَ قَد لُقِفا
تَأَبَّدَ القاعُ مِن ذي العُشِّ فَالبيد
تَأَبَّدَ القاعُ مِن ذي العُشِّ فَالبيد / فَتَغلمانُ فَأَشداخٌ فَعَبّودُ
طافَ الخَيالُ بِنا وَهناً فَأَرَّقَنا
طافَ الخَيالُ بِنا وَهناً فَأَرَّقَنا / مِن آلِ سُعدى فَباتَ النَومُ مُشتَجرا
حَنَّت بِأَبوابِ عَمّانَ القطاةُ وَقَد / قَضى بِهِ صَحبُها الحاجاتِ وَالوَطَرا
يَسعى مَساعي آباءٍ لُهُ سَلَفوا / مِن آلِ قَينٍ عَلى مِطمارِهِم طَمرا
قَلبٌ عَقيلَةُ أَقوامٍ ذَوي حَسَبٍ
قَلبٌ عَقيلَةُ أَقوامٍ ذَوي حَسَبٍ / يَرمي المَقانِبُ عَنها وَالأَراجيلُ
مِن كُلِّ بَيضاءَ مِخماصٍ لَها بَشَرٌ / كَأَنَّهُ بِذَكيِّ المِسكِ مَغسولُ
فَالخَدُّ مِن ذَهَبٍ وَالثَغرُ من بَرَدٍ / مُفَلَّجٌ واضِحُ الأَنيابِ مَصقولُ
كَأَنَّهُ حينَ يَستَسقي الضَجيعُ بِهِ / بَعد الكَرى بِمدامِ الراحِ مَشمولُ
وَنَشرُها مِثلُ رَيّا رَوضَةٍ أُنُفٍ / لَها بِفَيحان أَنوارٌ أَكاليلُ
فَهزَّ روقي رِماليٍّ كَأَنَّهُما / عودا مَداوِس يَأصول وَيَأصولُ
صافي الأَديمِ هِجانٌ غَيرَ مَذبَحِهِ / كَأَنَّهُ بِدَمِ المكنانِ مَمهولُ
عَزبُ المَراتِعِ نَظّارٌ أَطاعَ لَهُ / مِن كُلِّ رابِيَةٍ مَكرٌ وَتَأويلُ
طَوراً وَطَوراً يَجوبُ العَفر من نَقَحٍ / كَالسِند أَكبادُهُ هيمٌ هَراكيلُ
حَرفٌ مُلَيكيَّةٌ كَالفَحلِ تابَعَها / في خِصبِ عامَينِ إِفراقٌ وَتَهميلُ
كَأَنَّما اِقورَّ مِن أَنساعِها لَهِقٌ / مُزمَّعٌ بِسَوادِ اللَيلِ مَكمولُ
حَتّى إِذا ما دَنَت مِنهُ سَوابِقُها / وَلِلّغامِ بِعطفَيه شَعاليلُ
حَلَّت بِهِ حَلَّةً أَسماءُ وَاِنتَجَعَت
حَلَّت بِهِ حَلَّةً أَسماءُ وَاِنتَجَعَت / ثُمَّ اِستَمَرَّ بِعُقرٍ من نَوى قَذَفِ
إِذا تَرَبَّعتَ ما بَينَ الشُرَيقِ فَذا
إِذا تَرَبَّعتَ ما بَينَ الشُرَيقِ فَذا / رَوض الفَلاجِ وَذات السَرح وَالعُبَبِ
وَاِحتَلَّتِ الجَوّ فالأَجزاعَ مِن مَرَخٍ / فَما لَها مِن مُلاحاةٍ وَلا طَلَبِ
فيهم جيادٌ وَأَخطار مؤبَّلَةٌ
فيهم جيادٌ وَأَخطار مؤبَّلَةٌ / مِن هند هند وَإِرباءٌ عَلى الهِندِ
كَأَنَّما طَرَقَت لَيلى مُعَهَّدةً
كَأَنَّما طَرَقَت لَيلى مُعَهَّدةً / مِنَ الرِياضِ وَلاها عارِضٌ تَرِعُ
طافَت بِها ذاتُ أَلوانٍ مُشَبَّهة / ذَريعَة الجِنِّ لا تُعطي وَلا تَدَعُ
وَالخائِعُ الجَونُ آتٍ عَن شَمائِلِهِم / وَنائِعُ النَعفِ عَن أَيمانِهِم يَفَعُ
فَما أَرَدنا بِها من خُلَّةٍ بَدَلاً / وَلا بِها رَقَصَ الواشينَ نَستَمِعُ
سَلَّ الهَوى وَلباناتُ الفُؤادِ بِها / وَالقَلبُ شاكي الهَوى مِن حُبِّها شَكِعُ
كَأَنَّهُم يَومَ ذي الغرّاءِ حينَ غَدَت / نُكباً جِمالُهُمُ لِلبَينِ فَاِندَفَعوا
لَم يُصبِحِ القَومُ جيراناً فَكُلُّ نَوى / بِالناسِ لا صَدعَ فيها سَوفَ تَنصدِعُ
لَو كانَ بَطنُكَ شِبراً قَد شَبِعتَ وَقَد
لَو كانَ بَطنُكَ شِبراً قَد شَبِعتَ وَقَد / أَبقيتَ خُبزاً كَثيراً لِلمساكينِ
فَإِن تُصِبكَ مِن الأَيّامِ جائِحَةٌ / لَم نَبكِ مِنكَ عَلى دُنيا وَلا دينِ
مازِلتَ في سورَة الأَعرافِ تَدرُسُها / حَتّى فُؤادُك مِثلُ الخَزِّ في اللّينِ
إِنَّ اِمرءاً كُنتُ مَولاهُ فَضَيَّعَني / يَرجو الفَلاحَ لعندي حقُّ مَغبونِ