القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 5
أخاطبني عني
أخاطبني عني / بلسانِ أني
من انتقاضي إلى كمالي / من انحرافي إلى اعتدالي
ومن سناي إلى جمالي / ومن سنائي إلى جلالي
ومن شتاتي إلى اجتماعي / فمن صدودي إلى وصالي
ومن خسيسي إلى نفيسي / فمن حجارٍ إلى اللآلي
ومن شروقي إلى غروبي / فمن نهاري إلى الليالي
ومن ضيائي إلى ظلامي / فمن هداي إلى ضلالي
ومن حضيضي إلى استوائي / فمن زجاجٍ إلى العوالي
ومن دخولي إلى خروجي / فمن محاقي إلى هلالي
ومن طلابي إلى نفوري / فمن جوادي إلى غزالي
ومن نسيمي إلى غصوني / ومن غصوني إلى ظِلالي
ومن ظِلالي إلى نعيمي / ومن نعيمي إلى مِحالي
ومن مِحالي إلى مثالي / ومن مثالي إلى ممالي
ومن محالي إلى صحيحي / ومن صحيحي إلى اعتلالي
فما أنا في الوجودِ غيري / فما أُعادي وما أُوالي
وما أنادي على فؤادي / من أجل رام ماضي النصالِ
فإن رامي السهامِ جفنى / إلى فؤادي بلا نبالِ
فما أحامي على مقامي / وما أعالي فما أبالي
فإنني عشقتُ غيري / فعين فصلي هو اتصالي
فلا تلمني على هواي / فلست عن هاجري بسالي
إنَّ الوجودَ وجودُ الحقِّ ليس لنا
إنَّ الوجودَ وجودُ الحقِّ ليس لنا / فيه مجالٌ إذا ما كنتُ أعنيه
إني لأشهدُه والحقُّ يشهدني / إني أشاهده بما أنا فيه
فليس للكونِ إلا ما يشاهده / وأما نُعتُّ بمعنى من معانيه
لذا أكون به في ظاهري علماً / وباطني ألم مما أعانيه
بيني وبينك عهدٌ منك قرَّره / شرعٌ أتانا فنوفيه وأوفيه
فما ترى العينُ من شيء تسربه / الإ وفي الحال يخفيه ويحميه
فلست أدرك من شيءٍ حقيقته / وكيفَ أدركه وأنتم فيه
بل عينه ولذا قامَ الدليلُ لكم / عليَّ قطعاً فتبديه وتخفيه
وما علمت بهذا الأمرِ من جهتي / بل الكلامِ الذي سمعتُ من فيه
فإنه عينُ نطقي إذ أكلمكم / مع اللسانِ وهذا القدرُ يكفيه
إني لأخفي أموراً من حقائقه / مبيناتٍ لأمرٍ كان يرضيه
عمن وما ثَمَّ إلا واحدٌ فلذا / أقاسي منه الذي مني يقاسيه
شوقي شديدٌ وشوقُ الحقِّ أعظمُ من / شوقي كذا جاء فيما كان يوحيه
إني خليفيه داود وأضوأ من / قد كان في قبضة الرحمن يبديه
هبَّت علينا رياحُ الجودِ من كَرَمٍ / أتتْ به رُسْله لدى تجلِّيه
فناله العارفُ النِّحرير من كتب / بما يكون عليه من تحليه
إنْ كان في ملأ فالحالُ يخجله / لذا يرى مائلاً إلى تخليه
إن الجهولَ الذي للغير يثبتها / وفيّ منكرها جَهراً يُباريه
وإنْ درى انني بالورث أملكها / لقامَ من حدٍّ للنورِ يطفيه
فما لنا حيلة نرجو الخلاصَ بها / إلا لنسألَ من أطغاه يهديه
ذنبي عظيمٌ وذنبي لا يزايلني
ذنبي عظيمٌ وذنبي لا يزايلني / وليس ذنبي سوى حبي لمولايا
لولاي ما كنت في سرٍّ أسرُّ به / عن الحبيبِ الذي يدرون لولايا
هو النعيمُ لقلبي والعذابُ له / إذا تجلّى لنا بدارِ دنيانا
وهو النعيمُ الذي لا صد يعقبه / إذا بدا لي في موتي وأحيايا
وفي الكثيبِ وفي عدنٍ وقد علمتْ / نفسي بأنَّ كثيبِ الزور مثوايا
إذا تحققتُ بالمعنى وكان لنا / ملكا نصرِّفه فالحقُّ معنايا
به أكون عميداً خاضعاً وبه / أكونُ صاحبَ تمليكٍ بعقبايا
والله لو نظرتْ عيناي من أحد / سواه ما برحتْ تبكيه عينايا
إنا إلى الله بدءاً عند نشأتنا / وفي البرازخ مشهوداً بأخرايا
من لم يزل بامتثالِ الشرعِ يطلبني
من لم يزل بامتثالِ الشرعِ يطلبني / ما زلتُ أطلبه شرعاً وأبغيه
حتى رأيتُ الذي طلبتُ منه على / ترتيبِ ما لم أطق بالعقل ألغيه
العبدُ لولا تجلّي الحق في صور / شتى لكان دليلُ العقل يطغيه
لأنه بدليلِ العقل يطلبه / والشرعُ ينقض ما الأفكار تبنيه
فكلُّ عين بعلمِ الحقِ تعبدُه / فإنَّ ذلك فيهم من تحليه
لما رأيتُ وجودي في تجليه
لما رأيتُ وجودي في تجليه / رأيتُ ما كنتُ أبغيه وأنفيه
فما رأيتُ وجوداً كنت أظهره / إلا رأيتُ وجوداً منه أخفيه
إذا علمتُ بهذا واتصفتُ به / علمت أن له عهداً يوفيه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025