المجموع : 5
أخاطبني عني
أخاطبني عني / بلسانِ أني
من انتقاضي إلى كمالي / من انحرافي إلى اعتدالي
ومن سناي إلى جمالي / ومن سنائي إلى جلالي
ومن شتاتي إلى اجتماعي / فمن صدودي إلى وصالي
ومن خسيسي إلى نفيسي / فمن حجارٍ إلى اللآلي
ومن شروقي إلى غروبي / فمن نهاري إلى الليالي
ومن ضيائي إلى ظلامي / فمن هداي إلى ضلالي
ومن حضيضي إلى استوائي / فمن زجاجٍ إلى العوالي
ومن دخولي إلى خروجي / فمن محاقي إلى هلالي
ومن طلابي إلى نفوري / فمن جوادي إلى غزالي
ومن نسيمي إلى غصوني / ومن غصوني إلى ظِلالي
ومن ظِلالي إلى نعيمي / ومن نعيمي إلى مِحالي
ومن مِحالي إلى مثالي / ومن مثالي إلى ممالي
ومن محالي إلى صحيحي / ومن صحيحي إلى اعتلالي
فما أنا في الوجودِ غيري / فما أُعادي وما أُوالي
وما أنادي على فؤادي / من أجل رام ماضي النصالِ
فإن رامي السهامِ جفنى / إلى فؤادي بلا نبالِ
فما أحامي على مقامي / وما أعالي فما أبالي
فإنني عشقتُ غيري / فعين فصلي هو اتصالي
فلا تلمني على هواي / فلست عن هاجري بسالي
إنَّ الوجودَ وجودُ الحقِّ ليس لنا
إنَّ الوجودَ وجودُ الحقِّ ليس لنا / فيه مجالٌ إذا ما كنتُ أعنيه
إني لأشهدُه والحقُّ يشهدني / إني أشاهده بما أنا فيه
فليس للكونِ إلا ما يشاهده / وأما نُعتُّ بمعنى من معانيه
لذا أكون به في ظاهري علماً / وباطني ألم مما أعانيه
بيني وبينك عهدٌ منك قرَّره / شرعٌ أتانا فنوفيه وأوفيه
فما ترى العينُ من شيء تسربه / الإ وفي الحال يخفيه ويحميه
فلست أدرك من شيءٍ حقيقته / وكيفَ أدركه وأنتم فيه
بل عينه ولذا قامَ الدليلُ لكم / عليَّ قطعاً فتبديه وتخفيه
وما علمت بهذا الأمرِ من جهتي / بل الكلامِ الذي سمعتُ من فيه
فإنه عينُ نطقي إذ أكلمكم / مع اللسانِ وهذا القدرُ يكفيه
إني لأخفي أموراً من حقائقه / مبيناتٍ لأمرٍ كان يرضيه
عمن وما ثَمَّ إلا واحدٌ فلذا / أقاسي منه الذي مني يقاسيه
شوقي شديدٌ وشوقُ الحقِّ أعظمُ من / شوقي كذا جاء فيما كان يوحيه
إني خليفيه داود وأضوأ من / قد كان في قبضة الرحمن يبديه
هبَّت علينا رياحُ الجودِ من كَرَمٍ / أتتْ به رُسْله لدى تجلِّيه
فناله العارفُ النِّحرير من كتب / بما يكون عليه من تحليه
إنْ كان في ملأ فالحالُ يخجله / لذا يرى مائلاً إلى تخليه
إن الجهولَ الذي للغير يثبتها / وفيّ منكرها جَهراً يُباريه
وإنْ درى انني بالورث أملكها / لقامَ من حدٍّ للنورِ يطفيه
فما لنا حيلة نرجو الخلاصَ بها / إلا لنسألَ من أطغاه يهديه
ذنبي عظيمٌ وذنبي لا يزايلني
ذنبي عظيمٌ وذنبي لا يزايلني / وليس ذنبي سوى حبي لمولايا
لولاي ما كنت في سرٍّ أسرُّ به / عن الحبيبِ الذي يدرون لولايا
هو النعيمُ لقلبي والعذابُ له / إذا تجلّى لنا بدارِ دنيانا
وهو النعيمُ الذي لا صد يعقبه / إذا بدا لي في موتي وأحيايا
وفي الكثيبِ وفي عدنٍ وقد علمتْ / نفسي بأنَّ كثيبِ الزور مثوايا
إذا تحققتُ بالمعنى وكان لنا / ملكا نصرِّفه فالحقُّ معنايا
به أكون عميداً خاضعاً وبه / أكونُ صاحبَ تمليكٍ بعقبايا
والله لو نظرتْ عيناي من أحد / سواه ما برحتْ تبكيه عينايا
إنا إلى الله بدءاً عند نشأتنا / وفي البرازخ مشهوداً بأخرايا
من لم يزل بامتثالِ الشرعِ يطلبني
من لم يزل بامتثالِ الشرعِ يطلبني / ما زلتُ أطلبه شرعاً وأبغيه
حتى رأيتُ الذي طلبتُ منه على / ترتيبِ ما لم أطق بالعقل ألغيه
العبدُ لولا تجلّي الحق في صور / شتى لكان دليلُ العقل يطغيه
لأنه بدليلِ العقل يطلبه / والشرعُ ينقض ما الأفكار تبنيه
فكلُّ عين بعلمِ الحقِ تعبدُه / فإنَّ ذلك فيهم من تحليه
لما رأيتُ وجودي في تجليه
لما رأيتُ وجودي في تجليه / رأيتُ ما كنتُ أبغيه وأنفيه
فما رأيتُ وجوداً كنت أظهره / إلا رأيتُ وجوداً منه أخفيه
إذا علمتُ بهذا واتصفتُ به / علمت أن له عهداً يوفيه