المجموع : 5
إلى ابنتي من أفدِّيها ويُسعدني
إلى ابنتي من أفدِّيها ويُسعدني / لو استطعتُ بباقى العمر أُغنيها
غنىً تمثلَّ في حبِّى لنعمتها / وفي خَيالات أشعارٍ أغنيها
إلى صفيةِ أحلامي بمولدها / من تهنئاتي أمانٍ قد تُنميِّها
إلى التي هي كنزٌ لي أقدسُهُ / وليسَ تعد لهُ الدنيا بما فيها
إلى التي ما ازدَهَت يوماً بما ملكت / من المواهبِ تنويهاً وتأليها
غنَّت بها ولها الألبابُ في جَذلٍ / كما ترنَّم عُودٌ بالهوى تيها
إلى التي إن تجَّلت بدَّدت قلقاً / وأشبعت مُهجاً لطفاً وترفيها
في عيدها اليوم سُلواني وقد بَعدَت / إنَّ الأشعةَ مَعنىً من معانيها
دَرَى عميدُ بنى الشورى بموِضعها
دَرَى عميدُ بنى الشورى بموِضعها / فعاشَ ما عاشَ يبنيها ويُعليها
وما استبدَّ برأىٍ في حكوِمته / إنّ الحكومةَ تُغرِى مُستبدّيها
رأىُ الجماعِة لا تَشقى البلادُ به / رَغمَ الخلافِ ورأىُ الفردِ يُشقيها
مؤسّس الدولة المرهوب جانبها
مؤسّس الدولة المرهوب جانبها / ومن شأت قمة الدنيا مبانيها
ومن تظل المعالي من مبادئها / وباقيات المزايا من معانيها
ومن يشيم بها الأحرار قدوتهم / ويعرفون الأمانيّ أمانيها
ومن تعيش بها الأجواء أجمعها / مثل الشعوب التي قد اسعدت فيها
كل له منزل حي ومؤتلف / وعزّة لم تكن وهما وتمويها
حتى الطيور تغنّت في موائلها / بنشوة فوق ما أوحت أغانيها
حتى الوحوش التي تمحى مسارحها / من العداء تهادت في مجاليها
حتى الطبيعة في أرجائها سكنت / فيها الألوهة ألوانا لرائيها
اليوم ميلادك الوضاء نعرفه / وإن حجبت بآثار نحييها
أبا البلاد التي يحيا الجميل بها / مكرر العطر يجري في أقاحيها
وفي الجميل المحلى من بواسقها / وفي الطليق المغني من قماريها
وفي جميع ناحيها كأن بها / لذكرك السمح تقديسا وتاليها
وفي جميع مباديها التي انتشرت / فرنّحت أمما شتى مباديها
يا من تبنتك أخلاق منزهة / عن الصغار فتاهت في تبنيها
جعلت سيرتك الغراء رائدة / للرائدين فعبوا من دراريها
يا قائد الثورة الكبرى ومنميها / حتى استحالت لظى أفنى أعاديها
وآخذ النصر والأيام مدبرة / والخصم يمعن تحقيرا وتسفيها
آمنت بالحق حتى صرته رجلا / وبالتقى فغدا دينا لأهليها
وغذ نجت من أذى الطاغوت ظافرة / بعزها كنت ربانا يراعيها
ولم تزل يا أبا إن نام عن ولد / وأمهم لم يناموا عنه تنويها
حاشاك فالموت للأحرار مخلدهم / وللمبادىء معليها ومحييها
وهكذا سيرة الأبطال ملحمة / الخلد شاعرها والدهر راويها
هل للأمير أعز الله حكمته
هل للأمير أعز الله حكمته / أن ينقذ الشعب من ضيم يعانيه
والضيم ألوانه شتى وأظلمها / أن يشعر المرء أن الموت يغنيه
يا فيصل الحكم هذي فرصة عرضت / لتراي الصدع في مبنى وبانيه
فالشعب لا بد من بعث يحين له / وسوف يسحق حتما مستغليه
كن أنت قدوته المثلى وزده غنى / ولا تدعه شريدا في دياجيه
وزّع على الشعب آلافا له نهبت / قبل انتقام وشيك كامن فيه
أو لا فيا هول يوم قادم خطر / جهنّم ستغنّي وهي تسقيه
مسكينة إن من خانوك أوقحهم
مسكينة إن من خانوك أوقحهم / أهلوك أو من تراءوا شبه أهليك
من كل علج حقير يدعي شرفا / وهمه دون هم للمفاليك
لا شيء غير بريق المال يشغله / ثم التجارة في أمجاد ماضيك
وفي شقائك يتلو حوله سورا / من النفاق وتبدو مثل فاديك
مهلهلا كل شهم لا تراوده / إلا عظائم ماضيك وآتيك
وغامزا كل من آثاره صور / من تضحيات بتشويه وتشكيك
حتى ينال مكانا في تفرده / بالزور ما بين تهديم وتفكيك
يبغي الزعامة صعلوك بفطرته / بئس الزعامة في أيدي الصعاليك
أما ملوكك لا كانوا ولا ملكوا / فهم أخس مثال للمماليك
باعوك دون جزاء في تذبذبهم / إلا مذلتهم أيان باعوك
ومثلهم زمرة الأقطاب رائدهم / مثل الرحى طحن كنز ماثل فيك
يبددون القوى تبديد متّهم / في العقل والخلق أو تبديد مهتوك
ويطمعون الأعادي فيك عن سفه / حتى يعيث الأعادي في معاليك
صه يا دخيل علينا ليس تعرفه / إلا مجالي التدني لا مجاليك
حرباء أنت بل قل ثعلب أسر / يختال كالهر أو يختال كالديك
إنا سئمنا الدعاوى كم حمت مرضا / وكم حمت غرضا بين الأضاحيك
لولا المآسي التي عمت أمانينا / فأين أين الذي أحيا أمانيك
لعل ذاك جمال في تجرّده / عن المطامح إلا ما يعليك
سما على منكبيه مجد أمتنا / حين الخؤون المرائي راح يرثيك