القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 6
قد طال بسطُك آمالي وقد ملأتْ
قد طال بسطُك آمالي وقد ملأتْ / عرضَ الفضاءِ فخلِّ الرِّفدَ يطويها
خَلِّ الأمورَ بكفَّيهِ إذا اضطربتْ / فهنَّ إذا ذاك قوسٌ وهو باريها
يا قاصداً ليدٍ جلّتْ أياديها
يا قاصداً ليدٍ جلّتْ أياديها / وذاق طعْم الردى والبؤْسِ شافيها
يدُ الندى هيَ فارفُق لا تُرِق دمها / فإنَّ أرزاق طُلَّاب الندى فيها
يا قَابِلَ المدحِ فيه مِنَّا
يا قَابِلَ المدحِ فيه مِنَّا / وباخلٌ منه العطايا
جُرْتَ علينا وكنتَ ممن / يجورُ في الحكم والقضايا
نحنُ على هَدْمِ ما بَنَيْنَا / أقدرُ منا على البِنايا
لا سيما والمديحُ زورٌ / والحقُّ في تلكُمُ الخَبايا
ليأتيَنْك الهجاءُ فيه / صواعقٌ تَقْدُم المنايا
مثالبٌ لا يُخافُ فيها / إثمٌ ولا تُتَّقى خطايا
يسرى بها في البلادِ شعْرٌ / تحمِلُ أعباؤه المطايا
ما فيهِ معنىً لمشتهيهِ
ما فيهِ معنىً لمشتهيهِ / عجبْتُ من جهلِ عاشقيه
لأيِّ معنىً تخيَّرُوه / وكلُّ عيب له وفيهِ
نبكي الشبابَ لحاجاتِ النساءِ ولي
نبكي الشبابَ لحاجاتِ النساءِ ولي / فيه مآربُ أخرى سوفَ أبكيها
أبكي الشبابَ لرَوْقٍ كان يُعجبني / منه إذا عاينتْ عيْني مرائيها
ما كان أعظم عندي قدرَ نعمته / لنفسه لا لخوْدٍ كان يُصبيها
كانت لعينيَ منهُ قُرةٌ عَجبٌ / دونَ العيونِ اللواتي كان يَرْقهيا
ما كان أكثر إعجابَ النساءِ به / والنفسُ أوجبُ إعجاباً بما فيها
كم كان يُونقُ من عين تَقَرُّ به / وكان يونقُ من أخرى يبكّيها
كم كان يجلو قذى عينٍ برونقهِ / حتى إذا جال فيها عاد يقذيها
تَغدو النساءُ فترميه بأعيُنها / فبالسهام التي فَوَّقن يرميها
يثني عليهن نبلاً ظَنَّ مُرسلها / أنْ ليسَ شيءٌ من الأشياء يثينها
أبكي الشباب للذّات القنيص إذا / ثَقلت عنها وغاداها مُغاديها
هناك لا ميعةُ الشبان تبعثُني / لها ولا النفسُ عن طوعٍ تُخلِّيها
فإن غدوتُ فعنْ نفسٍ مكلَّفةٍ / مثلَ الحسير يُزجِّيها مزجِّيها
أبكي الشبابَ للذات الشَّمولِ إذا / غنَّى القيانُ وحثَّ الكأسَ ساقيها
هناك لا أنا مرتاحٌ فشاربها / ولا أخو سلوةٍ عنها فساليها
كم زفرةٍ لي ملءَ الصدرِ حينئذ / عن حسرةٍ في ضمير القلب أطويها
أبكي الشبابَ لنفس كان يُسعِفُها / بكلِّ ما حاولتهُ من ملاهيها
أبكي الشبابَ لآمالٍ فُجعتُ بها / كانت لنفسيَ أُنساً في معانيها
أبكي الشبابَ لنفس لا ترى خلفاً / منه ولا عِوضاً مذ كان يُرضيها
أبكي الشباب لعينٍ كَلَّ ناظرُها / بعد الثقوبِ وحار القصدَ هاديها
عينٌ عَهدتُ لها نبلاً مُفوَّقةً / تُصمِي وتُنمي فأَشَوى الآن راميها
أبكي الشبابَ لأذن كان مَسْمعها / وقد يُجابُ على بعدٍ مناديها
أذنٌ وإن هي كَلَّت ما عهدتُ بها / وقراً سوى وَقْرها عن لَوْمِ لاحيها
أبكي الشباب لكفٍّ مُنَّ ساعِدُها / وقد تَردُّ وتلوي كفَّ لاويها
كفٌّ عهدتُ ثمارَ اللَّهوِ دانيةً / منها فقد قَلصتْ عنها مَجَانيها
كان الشبابُ وقلبي منه منغمسٌ / في فرجةٍ لستُ أدري ما دواعيها
رَوْحٌ على النفس منه كان يُبردها / بَرْدَ النسيم ولا ينفكُّ يُحْييها
كأن نفسي كانت منه سارحةً / في روضةٍ بات ساقي المُزنِ ساقيها
كأن نفسي كانت منه يَفْعَمُها / نسيم راحٍ وريحانٍ يُحَيِّيها
كأن نفسي كانت منه لاقيةً / في كل حالٍ يَديْ حبٍّ يُعاطيها
من مات ماتت كما قد قيل حاجتُه / إلا الشبابَ وحاجاتٍ يُبَقِّيها
يَمضي الشبابُ ويُبقي من لُبانتِه / شجواً على النفسِ يَشجوها ويُشجيها
ليتَ اللبانة كانت تنقضي معه / أو كان يبقَى ويَبقى الدهر باقيها
كلا ولكنه يمضي وقد بقيتْ / في النفس منه بقيّاتٌ تَعَنّيها
وإن أبرحَ ما استوْدَعَتهُ خَلداً / لبانةٌ لك لا تسطيعُ تقضيها
وكانت النفسُ ينهاها إذا غويتْ / ناهٍ سواها فمنها الآن ناهيها
يا رُبَّ جَرِّيِّ شَوّاءٍ مررتُ بهِ
يا رُبَّ جَرِّيِّ شَوّاءٍ مررتُ بهِ / كأنه فِدَرُ الفالوذِ مَشْوِيِّ
لا فلسَ فيه ولا شوكٌ ينغّصُه / كما تكون لشبّوطٍ وبُنِّيّ
يفورُ في الوجه فوراً من حَرارتهِ / طُوبى لحلقٍ بذاك الحرِّ مَكويِّ
نِعْمَ الطعامُ لأعمى جائعٍ ضَرِمٍ / مُعلِّمٍ عالمٍ بالشعرِ نحويِّ
من شعية الكهْلِ خالِ المؤمنينَ على / رَغْمِ ابن شيبةَ أو رَغم الدمشقيِّ
محمد بن عليٍّ إنه رجل / من دينه أكلُ زمَّارٍ وجرِّيِّ
حتى تخال سبالَ الشيخ قد دُهِنَتْ / من ذا وذاك ببانٍ أو بخيريِّ
فضلاً من اللَّهِ أعطاهُ وحرَّمهُ / على شَقيٍّ من الضُلّالِ شيعيِّ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025