المجموع : 6
قد طال بسطُك آمالي وقد ملأتْ
قد طال بسطُك آمالي وقد ملأتْ / عرضَ الفضاءِ فخلِّ الرِّفدَ يطويها
خَلِّ الأمورَ بكفَّيهِ إذا اضطربتْ / فهنَّ إذا ذاك قوسٌ وهو باريها
يا قاصداً ليدٍ جلّتْ أياديها
يا قاصداً ليدٍ جلّتْ أياديها / وذاق طعْم الردى والبؤْسِ شافيها
يدُ الندى هيَ فارفُق لا تُرِق دمها / فإنَّ أرزاق طُلَّاب الندى فيها
يا قَابِلَ المدحِ فيه مِنَّا
يا قَابِلَ المدحِ فيه مِنَّا / وباخلٌ منه العطايا
جُرْتَ علينا وكنتَ ممن / يجورُ في الحكم والقضايا
نحنُ على هَدْمِ ما بَنَيْنَا / أقدرُ منا على البِنايا
لا سيما والمديحُ زورٌ / والحقُّ في تلكُمُ الخَبايا
ليأتيَنْك الهجاءُ فيه / صواعقٌ تَقْدُم المنايا
مثالبٌ لا يُخافُ فيها / إثمٌ ولا تُتَّقى خطايا
يسرى بها في البلادِ شعْرٌ / تحمِلُ أعباؤه المطايا
ما فيهِ معنىً لمشتهيهِ
ما فيهِ معنىً لمشتهيهِ / عجبْتُ من جهلِ عاشقيه
لأيِّ معنىً تخيَّرُوه / وكلُّ عيب له وفيهِ
نبكي الشبابَ لحاجاتِ النساءِ ولي
نبكي الشبابَ لحاجاتِ النساءِ ولي / فيه مآربُ أخرى سوفَ أبكيها
أبكي الشبابَ لرَوْقٍ كان يُعجبني / منه إذا عاينتْ عيْني مرائيها
ما كان أعظم عندي قدرَ نعمته / لنفسه لا لخوْدٍ كان يُصبيها
كانت لعينيَ منهُ قُرةٌ عَجبٌ / دونَ العيونِ اللواتي كان يَرْقهيا
ما كان أكثر إعجابَ النساءِ به / والنفسُ أوجبُ إعجاباً بما فيها
كم كان يُونقُ من عين تَقَرُّ به / وكان يونقُ من أخرى يبكّيها
كم كان يجلو قذى عينٍ برونقهِ / حتى إذا جال فيها عاد يقذيها
تَغدو النساءُ فترميه بأعيُنها / فبالسهام التي فَوَّقن يرميها
يثني عليهن نبلاً ظَنَّ مُرسلها / أنْ ليسَ شيءٌ من الأشياء يثينها
أبكي الشباب للذّات القنيص إذا / ثَقلت عنها وغاداها مُغاديها
هناك لا ميعةُ الشبان تبعثُني / لها ولا النفسُ عن طوعٍ تُخلِّيها
فإن غدوتُ فعنْ نفسٍ مكلَّفةٍ / مثلَ الحسير يُزجِّيها مزجِّيها
أبكي الشبابَ للذات الشَّمولِ إذا / غنَّى القيانُ وحثَّ الكأسَ ساقيها
هناك لا أنا مرتاحٌ فشاربها / ولا أخو سلوةٍ عنها فساليها
كم زفرةٍ لي ملءَ الصدرِ حينئذ / عن حسرةٍ في ضمير القلب أطويها
أبكي الشبابَ لنفس كان يُسعِفُها / بكلِّ ما حاولتهُ من ملاهيها
أبكي الشبابَ لآمالٍ فُجعتُ بها / كانت لنفسيَ أُنساً في معانيها
أبكي الشبابَ لنفس لا ترى خلفاً / منه ولا عِوضاً مذ كان يُرضيها
أبكي الشباب لعينٍ كَلَّ ناظرُها / بعد الثقوبِ وحار القصدَ هاديها
عينٌ عَهدتُ لها نبلاً مُفوَّقةً / تُصمِي وتُنمي فأَشَوى الآن راميها
أبكي الشبابَ لأذن كان مَسْمعها / وقد يُجابُ على بعدٍ مناديها
أذنٌ وإن هي كَلَّت ما عهدتُ بها / وقراً سوى وَقْرها عن لَوْمِ لاحيها
أبكي الشباب لكفٍّ مُنَّ ساعِدُها / وقد تَردُّ وتلوي كفَّ لاويها
كفٌّ عهدتُ ثمارَ اللَّهوِ دانيةً / منها فقد قَلصتْ عنها مَجَانيها
كان الشبابُ وقلبي منه منغمسٌ / في فرجةٍ لستُ أدري ما دواعيها
رَوْحٌ على النفس منه كان يُبردها / بَرْدَ النسيم ولا ينفكُّ يُحْييها
كأن نفسي كانت منه سارحةً / في روضةٍ بات ساقي المُزنِ ساقيها
كأن نفسي كانت منه يَفْعَمُها / نسيم راحٍ وريحانٍ يُحَيِّيها
كأن نفسي كانت منه لاقيةً / في كل حالٍ يَديْ حبٍّ يُعاطيها
من مات ماتت كما قد قيل حاجتُه / إلا الشبابَ وحاجاتٍ يُبَقِّيها
يَمضي الشبابُ ويُبقي من لُبانتِه / شجواً على النفسِ يَشجوها ويُشجيها
ليتَ اللبانة كانت تنقضي معه / أو كان يبقَى ويَبقى الدهر باقيها
كلا ولكنه يمضي وقد بقيتْ / في النفس منه بقيّاتٌ تَعَنّيها
وإن أبرحَ ما استوْدَعَتهُ خَلداً / لبانةٌ لك لا تسطيعُ تقضيها
وكانت النفسُ ينهاها إذا غويتْ / ناهٍ سواها فمنها الآن ناهيها
يا رُبَّ جَرِّيِّ شَوّاءٍ مررتُ بهِ
يا رُبَّ جَرِّيِّ شَوّاءٍ مررتُ بهِ / كأنه فِدَرُ الفالوذِ مَشْوِيِّ
لا فلسَ فيه ولا شوكٌ ينغّصُه / كما تكون لشبّوطٍ وبُنِّيّ
يفورُ في الوجه فوراً من حَرارتهِ / طُوبى لحلقٍ بذاك الحرِّ مَكويِّ
نِعْمَ الطعامُ لأعمى جائعٍ ضَرِمٍ / مُعلِّمٍ عالمٍ بالشعرِ نحويِّ
من شعية الكهْلِ خالِ المؤمنينَ على / رَغْمِ ابن شيبةَ أو رَغم الدمشقيِّ
محمد بن عليٍّ إنه رجل / من دينه أكلُ زمَّارٍ وجرِّيِّ
حتى تخال سبالَ الشيخ قد دُهِنَتْ / من ذا وذاك ببانٍ أو بخيريِّ
فضلاً من اللَّهِ أعطاهُ وحرَّمهُ / على شَقيٍّ من الضُلّالِ شيعيِّ