المجد بالجدّ واللدن الرديني
المجد بالجدّ واللدن الرديني / والخيل مختالة بالهندوانيّ
حدّث عن السعد أن السعد مركزه / على مساعدة الحكم الربوبي
أن العوالم لولا الحظ ما انطبعت / طباعها بين علويّ وسفليّ
كم خط خطّ امرىءٍ مجداً فحققه / حكماً وأبطل دعوى كل خطيّ
وإن تكن قسمة الأقدار معطية / فلا تدع جانب العضب الجزرازيّ
إن السيوف لها صحف فإن نشرت / قضت على كل منشور ومطويّ
وما حديث الأماني غير وسوسة / فاقرأ السلام على أهل الأمانيّ
للَه دفّاقة الرايات خافقة / جرارة أذيل اللأم اليمانيّ
كأنها ودم الأبطال يخضبها / روض يوشح بالزهر الشقيقيّ
ورب شهبٍ على شهب كأنهم / في البيد سارية الركب السماويّ
كأن أوجههم والطعن يونقها / زهر ينمنم بالطل الجمانيّ
يسوسها من ليوث اللَه ذو لبد / نهّاب أفئدة هتّاك ماذيّ
شلّال عادية فرّاس عفرية / سيف من الرشد مسلول على الغيّ
لدّاغ كل شروس الباس أحوسه / بكل ناب سنان أفعوانيّ
حرّاق ما نسجته كل داجية / بكوكب ثاقب الآراء دريّ
وفكرة حرّة في قلب صاحبها / منابت الحزم والعلم الرياضيّ
يرى من البيض بيض الهند مصلته / ولا شباب سوى النقع الغدافيّ
إذا الكتائب لاقتها كتائبه / وجدتها بين منشور ومطويّ
لو مثلت خيله للأسد غائرة / لجفلت دونها أجفال وحسي
ويستمد مداد النصر من قلم / يصرف الملك بالرقم الإراديّ
إذا نظرت إليه أو سمعت به / وجدت أعجب مسموع ومرئيّ
هذا سليمان لم تقنع عزائمه / الا بطاعة انسيّ وجنيّ
تنبي أياديه عن خيل مسومّة / وعبقريّ من الديباج موشيّ
الواحد الحسن لم تلمع أسرته / إلا وعوذته بالواحد الحيّ
الصائد الجيش قد غص الفضاء به / ولا حبالة إلا صدر خطيّ
والقائد الشقر تحت النقع تحسبها / زهر الكواكب في ليل دجوجيّ
يمتاحه السيف عريانا فيصدره / مقمصاً بقميص أرجوانيّ
إن طار جيش العدى من ذكره هرباً / فقد يروع القطا ريح القطاميّ
وفارس كل يوم ثوبه عبق / بنافح من دم الفرسان مسكيّ
إذا تذكر يوم الطعن أطربه / أطراب مدّكر العصر الشبابيّ
ولم يقس بالسماويات جوهره / ألا قياس سماويّ بأرضيّ
ليت الزمان ومن فيه فدا ملك / دارت به كرة الأفق العراقيّ
إذا المآرب حجّت أوج دارته / عادت بأطيب من أنفاس داريّ
إن الدروع إذا لاقت أسنته / كانت كنسج البناء العنكبوتيّ
إذا الملوك رأته خفّ أوقرها / فعاد أطيش من جسم رياحيّ
أراهم الغيث والهيجاء قائظة / والغيث في القيظ أمر غير عادي
تلهو السيوف بهم ملهى أغيلمة / في ملعب شرق باللهو أنسيّ
إذا الأمانيّ في أشواطها كدحت / فليس يدركها غير اليمانيّ
كان أسيافه نار وهامهم / قوم عكوف على الدين المجوسيّ
يغشاهم الموت مأموراً بزورتهم / ولا يزاور عنهم غير منهيّ
يامن جلاء الغواشي من طبائعه / والشمس تختص بالضوء النهاريّ
ما آنست من مواضيك الوغى قبساً / إلا اهتدت بشهاب منك قدسيّ
لقد سبقت من الماضين أمجدها / ولم يفتك سوى السبق الزمانيّ
وربّ حيّ من الإقيال زرتهم / بزاخر من عباب الحتف لجيّ
غزوتهم والردينيات كاشرة / عن نابها كثرة اللّيث العرينيّ
فالرقش كالرقش إلا أن نقشتها / تعيي فلاسفة العلم الطبيعي
وللحمام أغاريد كما اختلفت / ورق الحمائم بالنوح الغراميّ
أعقمت أصلابهم غزواً فلم يلدوا / سوى المخاوف والوهم الدغاميّ
يهزّ رعبك في الأغماد فضبهم / ولا اهتزاز القضيب الخيزرانيّ
لا يصحب البشر قلباً رعته أبداً / ولو تعلل بالصرف السلافيّ
وقال في حظك الأوفى مؤرخه / حييت بالسعد والفتح الإلهيّ