جَاءَتْ فَأَكْبَرَهَا طَرْفِي فَقُمْتُ لَهَا
جَاءَتْ فَأَكْبَرَهَا طَرْفِي فَقُمْتُ لَهَا / وَقَدْ يَقُومُ لأَتْبَاعِي مَوَالِيْهَا
ثُمَّ اسْتَهَلَّتْ فَغَنَّتْ وَهْيَ مُحْسِنَةٌ / فِي بَعْضِ أَبْيَاتِ شِعْرٍ قُلْتُهُ فِيْهَا
فَأَحْسَنَتْ وَأَصَابَتْ فِي صِنَاعَتِهَا / وَمَا أَخَلَّتْ بِشَيءٍ مِنْ مَعَانِيْهَا
وَلَمْ أَزَلْ دُونَ نَدْمَانِيَّ مُقْتَرِحَاً / شِعْرِي عَلَيْهَا تُغَنِّيْنِي وَأَسْقِيْهَا
حَتَّى رَأَيْتُ عُيُونَ الشَّرْبِ تَلْحَظُنِي / لَحْظَ الحَسُودِ فَلَمْ أَحْفِلْ بِهِمْ تِيْهَا
هِيَ الشَّبِيْبَةُ تُطْرِيْنِيَ وَتَشْفَعُ لِي / عِنْدَ الفَتَاةِ فَتُرْضِيْنِي وَأُرْضِيْهَا
تَهْوَى مُنَاجَاتُهَا نَفْسِي وَيُقْنِعُهَا / بَعْضُ العِنَاقِ وَبَعْضُ اللَّثْمِ يَكْفِيْهَا
وَلاَ أَهْمُّ بِشَيءٍ غَيْرَ ذَاكَ بَلَى / أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مَصُّ الرِّيْقِ مِنْ فِيْهَا
غُصْنِي نَضِيْرٌ وَأَخْلاَقِي مُحَبَّبَةٌ / إِلَى القِيَانِ رَقِيْقَاتٌ حَوَاشِيْهَا
كَمْ مِنْ حَدِيْثٍ قَصِيْرٍ لِي أَصِيْدُ بِهِ / قَلْبَ الفَتَاةِ وَأَشْعَارٍ أُسَدِّيْهَا
تَوَدُّ كُلُّ فَتَاةٍ حِيْنَ تَسْمَعُهَا / أَنِّي بِهَا دُوْنَ خَلْقِ اللَّهِ أَعْنِيْهَا
فَكَيْفَ أَخْشَى صُدُودَ الغَانِيَاتِ وَقَدْ / أَخَذْتُ عَهْدَ أَمَانٍ مِنْ تَجَنِّيْهَا