المجموع : 4
إنّ الأميرَ المُعلَّى في مَعالِيه
إنّ الأميرَ المُعلَّى في مَعالِيه / أَدَقَّ حَظَّي وقد جلَّت أياديِه
فَرُحْتُ كالطائرِ اسُتلَّت قَوادِمُه / وليسَ تعلو به ضُعفاً خَوافِيه
لقد عفا شَطرُ رسمي من مَكارمِه / وليسَ يُعجِزه إصلاحُ عَافيهِ
إن البِناءَ إذا ما انهدَّ جانبُه / لم يأمَنِ الناسُ أن يَنهدَّ باقِيه
أرومُ مِنك ثِماراً لستُ أجنِيها
أرومُ مِنك ثِماراً لستُ أجنِيها / وأَرتجي الحالَ قد حُلَّتْ أواخِيها
أستودعُ الله خُلاًّ مِنك أُوسِعُه / وُدّاً ويُوسِعُني غِشاً وتَمويها
كأنَّ سِرِّيَ في أحشائِه لَهَبٌ / فما تُطيقُ له طَيّاً حَواشِيها
قد كانَ صدرُك للأسرارِ جَندلَةً / ضَنِينةً بالذي تُخفِي نَواحِيها
فصارَ مِن بَثِّ ما اسُتودِعْتَ جَوهرةً / رقيقةً تَسْتَشِفُّ العَينُ ما فِيها
أبا الحُسينِ دَعَتْ نفسي أمانِيها
أبا الحُسينِ دَعَتْ نفسي أمانِيها / إلى يدٍ مِنكَ مَشهورٍ أياديها
فَصَرَّمِ الصَّومَ عنَّا بعدَما ظَمِئت / لهُ النفوسُ وفَقْدُ الرَّاحِ يُظميها
فجُدْ بعَذراءَ مثلِ الشمسِ نَعذِرُها / إن أظهرَت صَلَفاً للحُسنِ أو تِيها
واعلمْ بأنَّ ظُروفَ الراحِ إن كَبُرَت / عندَ الهدِيَّةِ أبدَت ظَرفَ مُهديِها
صَبابةٌ مِنك لّجَّتْ في تَماديها
صَبابةٌ مِنك لّجَّتْ في تَماديها / ولوعةٌ خَطَراتُ الشَّوقِ تُبدِيها
فالوجدُ يُظهِرُها إن رُحتُ أُكمِنُها / والدمعُ يَنشُرُها إن بِتُّ أَطويها
كم في الظّعائنِ من رِيمٍ لواحظُه / تُميتُ أنفاسَها طَوراً وتُحييِها
وعَبرةٌ في احمرارِ الخدِّ حائرةٌ / كأنما مَرَحُ الصَّهباءِ جَارِيها
هي الظِّباءُ فإن رِيعَت بِوَشْكِ نَوَىً / رعَى القلوبَ بألحاظٍ تَوالِيها
أَغرَى بيَ الوجدَ منهنَّ القُدودُ فإنْ / رُمتُ السُّلوَّ ثَنَى قلبي تَثَنَّيها
لا أزجُرُ الدَّمعَ إن هَمَّت سَواكبُه / والنفسُ قد بَعُدَت منها أمانِيها
سقاكَ بالمَوْصِلِ الزَّهراءِ من بلَدٍ / جَوْدٌ مِن الغَيثِ يحكي جُودَ أهلِيها
أ أَندُبُ العَيشَ فيها أم أنوحُ على / أيامِها أم أُعزَّى عن لَيالِيها
أرضٌ يَحِنُّ إليها من يُفارقُها / ويَحمَدُ العيشَ فيها من يُدانِيها
مَيثاءُ طَيِّبةُ الأنفاسِ ضاحكةٌ / تكادُ تهتزُّ عُجْباً من نَواحِيها
تَشُقُّ دِجلةُ أنوارَ الرِّياضِ بها / مثلَ الصَّفيحةِ مَصقولاً حَواشِيها
لا أمِلكُ الصَّبرَ عنها إن نَأَيتُ ولَو / عُوِّضتُ من ظِلِّها الدُنيا بِما فِيها
مَحَلُّ قَومٍ ينوبُ الدَّهرَ جُودُهُمُ / عَنِ السَّحائبِ إن ضنَت هَوامِيها
ودَوحةٌ بفروعِ الأزدِ باسقةٌ / يَفنَى الزمانُ ولا تَفنَى مَساعِيها
ما نابتِ المجدَ والعلياءَ نائبةٌ / إلاّ وَجُودُ بني فَهدٍ تُحلِّيها
إنَّ المكارمَ أخلاقٌ تَسَرْبَلَها / أبو الفوارسِ فاختاَلَتْ به تِيها
مَواهبٌ كُلَّما راحَت رَوائحُها / من راحَتَيه غَدَت تَهمي غَوادِيها
وهِمَّةٌ لا تزالُ الدَّهرَ جاريةً / معَ الكواكبِ في أَعلى مَجاريها
وعَزمةٌ يَنطوي اللَّيلُ البَهيمُ بها / كأنَّما الصُّبح جُزْءٌ من تَلالِيها
عَمَّت فَواضلُه الدُنيا فَهِمَّتُه / إسعافُ طالبِها أو فَكُّ عَانِيها
يَحوي المُنى قبلَ بَذْلِ الوجهِ آمِلُه / إذا الملوكُ انثَنى باليأسِ رَاجِيها
أبا الفوارسِ كم أوليتَ من نِعَمٍ / سِيَّان في الجُوْدِ دَانيها وقَاصيها
وكم تَسَربلتَ مِن سِربالِ مَكرُمةٍ / جَلَّت ولكَّنها دَقَّت مَعانِيها
شمائلٌ مِنك يُخجِلْنَ الرِّياضَ إذا / تَبسَّمَ النَّوْرُ غَضّاً في مَغانِيها
كأنما الغَيثُ خُلقٌ مِن خَلائِقها / أو المِنَّيةُ إسمٌ مِن أسامِيها
لأصفحَنَّ عن الأيّامِ إذ صَفَحَتْ / عنِّي بأفعالِك الحُسنى مَساوِيها
يا آل فهدٍ أقامَت في دياركُمُ / نُعمى يُواصِلُ صَفوَ العَيشِ صَافِيها
فإنَّ بأسَكُمُ أمنٌ لِخائِفها / كما نَوالُكُمُ رَيٌّ لصَادِيها
إنَّ المكارِمَ أعطَتكم أَزِمَّتَها / فليسَ غيرُكُمُ في الناسِ يَحوِيها