القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 16
أَعوذُ بِاللَهِ مِن قَومٍ إِذا سَمِعوا
أَعوذُ بِاللَهِ مِن قَومٍ إِذا سَمِعوا / خَيراً أَسَرّوهُ أَو شَرّاً أَذاعوهُ
ما حُمَّ كانَ وَلَم تَدفَعهُ مَشفَقَةٌ / وَيَفعَلُ الأَمرَ في الدُنِّيا مُطاعوهُ
إِنَّ النَجاشِيَّ نالَ المُلكَ عَن قَدَرٍ / بِرَغمِ ناسٍ لِبَعضِ التَجرِ باعوهُ
وَخالِدُ بنُ سِنانٍ لَيسَ يَنقُصُهُ / مِن قَدرِهِ الكَونُ في حَيٍّ أَضاعوهُ
ما لي رَأَيتُ دُعاةَ الغَيِّ ناطِقَةً / وَالرُشدُ يَصمُتُ خَوفَ القَتلِ داعوهُ
لا يَفرَحَنَّ بِمَولودٍ ذَوُو شَرفٍ / فَإِنَّما بُشَراءُ الطِفلِ ناعوهُ
كَذَلِكَ الدَهرُ غَنّى مَن يُصاحِبُهُ / وَلَم يَعُد بِسِوى الخُسرانِ ساعوهُ
وَاللَهُ حَقٌّ وَإِن ماجَت ظُنونُكُمُ / وَإِنَّ أَوجَبَ شَيءٍ أَن تُراعوهُ
قَد يُنصِفُ القَومُ في الأَشياءِ سَيِّدَهُم
قَد يُنصِفُ القَومُ في الأَشياءِ سَيِّدَهُم / وَلَو أَطاقوا لَهُ ريباً لَرابوهُ
لَم يَقدِروا أَن يُلاقوهُ بِسَيِّئَةٍ / مِنَ الكَلامِ فَلَمّا غابَ عابوهُ
تَحَدَّثوا بِمَخازيهِ مُكَتَّمَةً / وَقابَلوهُ بِإِجلالٍ وَهابوهُ
وَكَم أَرادوا لَهُ كَيداً بِيَومِ رَدىً / مِنَ الزَمانِ وَلَكِن ما أَصابوهُ
أَكدى فَلاموهُ لَمّا قَلَّ نائِلُهُ / وَلَو حَبا الوَفرُ زاروهُ وَنابوهُ
صَبراً قَليلاً فَإِنَّ المَوتَ آخِذُهُ / وَما يُخَلَّفُ لا صَقرٌ وَلابوهُ
لَبّى الغنِيَّ بَنو حَوّاءَ مِن طَمَعٍ / وَلَو دَعاهُم فَقيرٌ ما أَجابوهُ
كَأَنَّ أَكوانَ أَعمارٍ نَعيشُ بِها
كَأَنَّ أَكوانَ أَعمارٍ نَعيشُ بِها / خَيلٌ يُبَدَّلُ ماضيها بِتاليها
فَفَذُّها يَحمِلُ الأَشياءَ قاطِبَةً / كَلَحمَةِ العَينِ ثُمَّ الوَضعُ واليها
تَحُطُّ عَنهُ لَآتٍ بَعدَهُ أَبَداً / فَلا تُبيدُ وَلا تَثني خَواليها
هَوِّن عَلَيكَ فَما الدُنيا بِدائِمَةٍ / وَلَيسَ عاطِلُها إِلّا كَحاليها
وَالعَقلُ يَزعَمُ أَيّاماً تُشاهِدُها / بَيضاً حَوادِثَ في داجي لَياليها
نَفسي بِها وَنُفوسُ القَومِ مُلهَجَةٌ / وَنَحنُ نُخبِرُ أَنّا لا نُباليها
أَمَرَتني بِسُلُوٍّ عَن خَوادِعِها / فَاِنظُر هَل أَنتَ مَعَ السالينَ ساليها
وَلا تَرى الدَهرَ إِلّا مَن يَهيمُ بِها / طَبعاً وَلَكِنَّهُ بِاللَفظِ قاليها
وَالجِسمُ لا شَكَّ أَرضِيٌّ وَقَد وَصَلَت / بِهِ لَطائِفُ عالاها مُعاليها
فَقيلَ جاءَتهُ مِن أَرضٍ عَلى كَثَبٍ / وَقيلَ خَرَّت إِلَيهِ مِن مَعاليها
وَاللَهُ يَقدِرُ أَن تُدعى بِحِكمَتِهِ / أَواخِرٌ مِن بَراياهُ أَواليها
نادَيتُ أَقضِيَةَ اللَهِ الَّتي سَلَفَت
نادَيتُ أَقضِيَةَ اللَهِ الَّتي سَلَفَت / إِنَّ المَعالِيَ بَذَّتَها مَعاليها
وَضَعتُ نَفسي فَعاليها عَلى قَتَبٍ / مِنَ الغِنى يُعرِفُ الجَدوى فَعاليها
نَوائِبُ الدَهرِ تَستَقري غَرائِزَها / حَتّى تَرى كَحَواليها خَواليها
أَمّا نِبالُ المَنايا فَهيَ مُصمِيَةٌ / فَما نِبالُ مَقالٍ لا أُباليها
لا تَمنَعُ الغادَةَ الحَسناءَ نِعمَتُها / وَأَن تَقومَ حَوالَيها حَواليها
وَما تُفيدُ الغَواني مِن لَآليها / نَفَعاً إِذا جاءَ كَيدٌ مِن لَياليها
وَلَم تَجِدني طُغاةُ الناسِ في طَمَعٍ / حَتّى تَعيشَ أَواليها أُواليها
جَماعَةُ القَومِ جَدَّت في تَناظُرِها / كَعانَةِ الوَحشِ جَدَّت في تَغاليها
حَقٌّ عَلى أَنفُسٍ مِنهُم تَكالُؤُها / فَقَد يُخافُ عَلَيها مِن تَكاليها
بَطنُ البَسيطَةِ أَعفى مِن ظَواهِرِها / فَوَسِّعا لِيَ أَهرُب مِن سَعاليها
وَما تَزالُ دَواليها نَوائِبَها / فَمِن شِدادِ خُطوبٍ أَو دَواليها
وَقَد أَطَلتُ وِصاليها عَلى سُخُطٍ / مِنّي يَسِيّانِ غَرقاها وَصاليها
وَما اِستَراحَ لَعَمري مِن سَوائِلِها / إِذا طَغى مائُها إِلّا سَواليها
حاشَيتُ غَيري وَنَفسي ما أُحاشيها
حاشَيتُ غَيري وَنَفسي ما أُحاشيها / خَشيَّتُها وَحَليفُ اللُبِّ خاشيها
وَاِستَجهَلَتني رِجالٌ لَم تَزَل جُهلاً / إِنَّ الأَوابِيَ هاجَتها عَواشيها
أَما العِراقُ فَعَمَّت أَرضَهُ فِتَنٌ / مِثلُ القِيامَةِ غَشَتها غَواشيها
وَالشامُ أَصلَحُ إِلّا أَنَّ هامَتَهُ / فُضَّت وَأَسرى عَلى النيرانِ عاشيها
وَالقَومُ يَردونَ مَن لاقَوا بِأَردِيَةٍ / أَعلامُها الدَمُ لَم تُكفَف حَواشيها
ذَواتُ قَرٍّ يَظُنّوا دارِجاتِ قِرىً / مَضَت عَلَيها وَلَم تَقفُل مَواشيها
أَنَسَتكَ هِنداً سُيوفُ الهِندِ ماحِيَةً / ما قالَ عاذِلُها أَو قالَ واشيها
وَلِلزَمانِ عَلى أَبنائِهِ أَبَداً / حُكومَةٌ لا يَرُدُّ الحُكمَ راشيها
حَسبي مِنَ الجَهلِ عِلمي أَن آخِرَتي
حَسبي مِنَ الجَهلِ عِلمي أَن آخِرَتي / هِيَ المَآلُ وَأَنّي لا أُراعيها
وَأَنَّ دُنيايَ دارٌ لا قَرارَ بِها / وَما أَزالُ مُعَنّاً في مَساعيها
كَذَلِكَ النَفسُ مازالَت مُعَلَّلَةً / بِباطِلِ العَيشِ حَتّى قامَ ناعيها
يا أُمَّةً مِن سَفاهٍ لا حُلومَ لَها / ما أَنتِ إِلّا كَضَأنٍ غابَ راعيها
تُدعى لِخَيرٍ فَلا تَصغى لَهُ أُذُناً / فَما يُنادي لِغَيرِ الشَرِّ داعيها
عَجِبتُ لِلظَبي بانَت عَنهُ صاحِبَةٌ
عَجِبتُ لِلظَبي بانَت عَنهُ صاحِبَةٌ / لاقَت جُنودَ مَنايا لا تُناخيها
فَاِرتاعَ يَوماً وَيَوماً ثُمَّ ثالِثَةً / وَمالَ بَعدُ إِلى أُخرى يُواخيها
ما شَدَّ صَرفُ زَمانٍ عِقدَةً لِأَذىً / إِلّا وَمَرُّ لَياليهِ يُراخيها
إِنّي لَمِن آلِ حَوّاءَ الَّذينَ هُمُ
إِنّي لَمِن آلِ حَوّاءَ الَّذينَ هُمُ / ثِقلٌ عَلى الأَرضِ غانيها وَعافيها
جاروا عَلى حَيوانِ البَرِّ ثُمَّ عَدَوا / عَلى البِحارِ فَغالَ الصَيدُ ما فيها
لَم يُقنِعِ الحَيَّ مِنها ما تَقَنَّصَهُ / حَتّى أَجازَ أُناسٌ أَكلَ طافيها
كَم دُرَّةٍ قَصَدوها في مَواطِنِها / لَعَلَّ كَفّاً بِمِقدارٍ تُوافيها
فَاِستَخدَموا اللُجَّةَ الخَضراءَ تَحمِلُهُم / سَفائِنٌ بَينَ أَمواجٍ تُنافيها
وَالطَيرَ جَمعاءَ ضُعفاها وَجارِحَها / حَتّى العُقابَ الَّتي حَدَّت أَشافيها
يُنافِقونَ وَما جَرَّ النِفاقُ لَهُم / خَيراً فَعَثَرَتهُم مُعيٍ تَلافيها
إِنَّ الظَواهِرَ لَم تُشبِه بَواطِنَها / مِثلَ القَوادِمِ خانَتها خَوافيها
دُنياكَ توجَدُ أَيّامُ السُرورِ بِها / مِثلَ القَصيدَةِ لَم تُذكَر قَوافيها
وَما وَفَت لِخَليلٍ في مُعاشِرَةٍ / وَلا طَمِعنا لِخِلٍّ في تَوافيها
أُمٌّ لَنا ما فَتِئنا عائِبينَ لَها / فَاِشتَطَّ لاحٍ لَحاها في تَجافيها
وَمَن يُطيقُ وُرودَ الآجِناتِ بِها / وَقَد تُشَرِّقُ تاراتٍ بِصافيها
وَالنَفسُ هُشَّت إِلى آسٍ يُطَبِّبُها / وَلَم تَهَشَّ إِلى رَبٍّ يُعافيها
حَلَّت بِدارٍ فَظَنَّت أَنَّها وَطَنٌ / لَها وَمالِكُ تِلكَ الدارِ نافيها
آمالُنا في الثُرَيّا مِن تَطاوُلِها / وَحِلمُنا في رِياحِ الطَيشِ هافيها
تُقِلُّ أَجسامُنا الغَبراءُ ثُمَّ إِلى / بِلىً تَصيرُ فَتَسفيها سَوافيها
فَيا بَني آدَمَ الأَغمارَ وَيبَكُمُ / نُفوسُكُم لَم تَمَكَّن مِن تَصافيها
سِرتُم عَلى الماءِ في الحاجاتِ آوِنَةً / أَما قَنِعتُم بِسَيرٍ في فَيافيها
تَخاذَلَ الناسُ فَاِرتاحَت عُداتُهُمُ / إِنَّ المَعاشِرَ يُرديها تَقافيها
وَالنَفسُ لَم يُلفَ عَنها مُغنِياً بَدَنٌ / إِنَّ المَراجِلَ نَصَّتها أَثافيها
يَعرى الكَريمُ فَيَعرى بَعدَ مُذهِبَةٍ / صَفراءَ لا يَهجُرُ الصَحراءَ ضافيها
رَحلٌ عَلى ناقَةٍ عَفراءَ مِن عُمَرٍ / فَقَد سَرَيتَ لِغاياتٍ تُوافيها
وَما عَلافِيُّها إِلّا يُجِدُّ لَها / ذَمّاً عَلى فَيَّ أَو ذَمّاً عَلى فيها
هَذي الحَياةُ إِذا ما الدَهرُ خَرَّقَها / فَما بَنانُ أَخي صُنعٍ بِرافيها
وَالمَوتُ داءُ البَرايا لا يُفارِقُها / وَلا يُؤَمَّلُ أَنَّ اللَهَ شافيها
وَلَيسَ فارِسُها إِلّا كَراجِلِها / وَقَد يُرى مُحتَذيها مِثلَ حافيها
كَم حاوَلَ الرَجُلُ الدُنِّيا بِقُوَّتِهِ
كَم حاوَلَ الرَجُلُ الدُنِّيا بِقُوَّتِهِ / وَمالِهِ فَخَطَتهُ أَو تَخَطّاها
وَقَد يَرومُ ضَعيفٌ نيلَ آخِرَةٍ / فَلا يَشُكُّ لَبيبٌ أَن سَيُعطاها
وَالمَوتُ يَعدو عَلى الآسادِ مُخدَرَةً / وَالعَينِ بَينَ خُزاماها وَأَرطاها
وَذاتِ قُرطَينِ في حَليٍ تَعُدُّهُما / قَد صارَ أَجراً لِذاتِ الغَسلِ قُرطاها
لَو أَنَّ كُلَّ نُفوسِ الناسِ رائِيَةٌ
لَو أَنَّ كُلَّ نُفوسِ الناسِ رائِيَةٌ / كَرَأيِ نَفسي تَناءَت عَن خَزاياها
وَعَطَّلوا هَذِهِ الدُنِّيا فَما وَلَدوا / وَلا اِقتَنوا وَاِستَراحوا مِن رَزاياها
يا أُمَّةً ما لَها عُقولٌ
يا أُمَّةً ما لَها عُقولٌ / وَفَقدُ أَلبابِها دَهاها
تَسَلَّتِ النَفسُ كُلَّ شَيءٍ / إِلّا نُهاها وَما نَهاها
فَحَدِّثوني بِغَيرِ مَينٍ / عَنِ الثُرَيّا وَعَن سُهاها
أَتَعلَمُ الأَرضُ وَهيَ أُمٌّ / خَفَّ زَمانٌ فَما اِزدَهاها
بِأَيِّ جُرمٍ وَأَيِّ حُكمٍ / سُلِّطَ لَيثٌ عَلى مَهاها
وَعُذِّرَت حاجَةٌ بِعُسرٍ / عَلى عَليلٍ قَدِ اِشتَهاها
وَظالِمٌ عِندَهُ كُنوزٌ / مِن أُمِّ دَفرٍ وَمِن لُهاها
كانَ إِذا ما دَجا ظَلامٌ / صاحَ بِأَجمالِهِ وَهاها
دُنيا الفَتى هَذِهِ عَدُوٌّ
دُنيا الفَتى هَذِهِ عَدُوٌّ / تَفريهِ عَمداً بِمُنصُلَيها
غِناهُ فيها عَنِ الغَواني / أَجمَلُ مِن فَقرِهِ إِلَيها
وَصَبرُهُ في الشَبابِ عَنها / أَيسَرُ مِن صَبرِهِ عَلَيها
لَو كانَ جِسمُكَ مَتروكاً بِهَيأَتِهِ
لَو كانَ جِسمُكَ مَتروكاً بِهَيأَتِهِ / بَعدَ التَلافِ طَمِعنا في تَلافيهِ
كاّلدَنِّ عُطَّلَ مِن راحٍ تَكونُ بِهِ / وَلَم يُحَطَّم فَعادَت مَرَّةً فيهِ
لَكِنَّهُ صارَ أَجزاءً مُقَسَّمَةً / ثُمَّ اِستَمَرَّ هَباءً في سَوافيهِ
الغَدرُ فينا طِباعٌ لا تَرى أَحَداً
الغَدرُ فينا طِباعٌ لا تَرى أَحَداً / وَفاءُهُ لَكَ خَيرٌ مِن تَوافيهِ
أَينَ الَّذي هُوَ صافٍ لا يُقالُ لَهُ / لَو أَنَّهُ كانَ أَو لَولا كَذا فيهِ
وَتِلكَ أَوصافُ مَن لَيسَت جِبِلَّتُهُ / جِبِلَّةَ الإِنسِ بَل كُلٌّ يُنافيهِ
وَلَو عَلِمناهُ سِرنا طالِبينَ لَهُ / لَعَلَّنا بِشِفا عَمرٍ نُوافيهِ
وَالدَهرُ يُفقِدُ يَوماً بِهِ كَدَرٌ / وَيَعوزُ الخِلَّ باديهِ كَخافيهِ
وَقَلَّما تُسعِفُ الدُنيا بِلا تَعَبٍ / وَالدُرُّ يُعدَمُ فَوقَ الماءِ طافيهِ
وَمَن أَطالَ خِلاجاً في مَوَدَّتِهِ / فَهَجرُهُ لَكَ خَيرٌ مِن تَلافيهِ
وَرُبَّ أَسلافِ قَومٍ شَأنُهُم خَلَفٌ / وَالشِعرُ يُؤتي كَثيراً مِن قَوافيهِ
نَعى الطَبيبُ إِلى مُضنىً حُشاشَتَهُ / مَهلاً طَبيبُ فَإِنَّ اللَهَ شافيهِ
عَجِبتُ لِلمالِكِ القِنطارَ مِن ذَهَبٍ / يَبغي الزِيادَةَ وَالقيراطُ كافيهِ
وَكَثرَةُ المالِ ساقَت لِلفَتى أَشَراً / كَالذَيلِ عَثَّرَ عِندَ المَشيِ ضافيهِ
لَقَد عَرَفتُكَ عَصراً موقِداً لَهَباً / مِنَ الشَبيبَةِ لَم تَنضَب أَنافيهِ
وَالشَيخُ يُحزِنُ مَن في الشَرخِ يَعهَدُهُ / كَأَنَّهُ الرَبعُ هاجَ الشَوقَ عافيهِ
وَمَسكَنُ الروحِ في الجُثمانِ أَسقَمَهُ / وَبَينُها عَنهُ سُقمٍ يُعافيهِ
وَما يُحِسُّ إِذا ما عادَ مُتَّصِلاً / بِالتُربِ تَسفيهِ في الهابي سَوافيهِ
فَما يُبالي أَديمٌ وَهيَ جانِبُهُ / وَلا يُراعُ إِذا حُدَّت أَشافيهِ
وَحَبَّذا الأَرضُ قَفراً لا يَحُلُّ بِها / ضِدٌّ تُعاديهِ أَو خِلمٌ تُصافيهِ
وَما حَمِدتُ كَبيراً في تَحَدَّ بِهِ / وَلا عَذَلتُ صَغيراً في تَجافيهِ
جَنى أَبٌ وَضَعَ اِبناً لِلرَدى غَرَضاً / إِن عَقَّ فَهوَ عَلى جُرمٍ يُكافيهِ
أَكرِم بَياضَكَ عَن خِطرٍ يُسَوِّدُهُ
أَكرِم بَياضَكَ عَن خِطرٍ يُسَوِّدُهُ / وَاِزجُر يَمينَكَ عَن شَيبٍ تُنَقّيهِ
لَقَيتَهُ بِجَلاءٍ عَن مَنازِلِهِ / وَلَيسَ يَحسُنُ هَذا مِن تَلَقّيهِ
أَلا تَفَكَّرتَ قَبلَ النَسلِ في زَمَنٍ / بِهِ حَلَلتَ فَتَدري أَينَ تُلقيهِ
تَرجو لَهُ مِن نَعيمِ الدَهرِ مُمتَنَعاً / وَما عَلِمتَ بِأَنَّ العَيشَ يُشقيهِ
شَكا الأَذى فَسَهِرتَ اللَيلَ وَاِبتَكَرَت / بِهِ الفَتاةُ إِلى شَمطاءَ تَرقيهِ
وَأُمُّهُ تَسأَلُ العَرّافَ قاضِيَةً / عَنهُ النُذورَ لَعَلَّ اللَهَ يُبقيهِ
وَأَنتَ أَرشَدُ مِنها حينَ تَحمِلُهُ / إِلى الطَبيبِ يُداويهِ وَيَسقيهِ
وَلَو رَقى الطِفلَ عيسى أَو أُعيدَ لَهُ / بُقراطُ ما كانَ مِن مَوتٍ يُوَقّيهِ
وَالحَيُّ في العُمرِ مِثلُ الغِرِّ يَرقَأَُ في / سورِ العِدى وَإِلى حَتفٍ تَرَقّيهِ
دَنَّستَ عِرضَكَ حَتّى ما تَرى دَنَساً / لَكِن قَميصُكَ لِلأَبصارِ تُنقيهِ
لا تَحلِفَنَّ عَلى صِدقٍ وَلا كِذبٍ
لا تَحلِفَنَّ عَلى صِدقٍ وَلا كِذبٍ / فَإِن أَبَيتَ فَعَدِّ الحَلفَ بِاللَهِ
فَقَد أَشَرتَ إِلى مَعنىً لَهُ نَبَأٌ / وافى العُقولَ بِإِعجازٍ وَإيلاهِ
يَخافُ كُلُّ رَشيدٍ مِن عُقوبَتِهِ / وَإِن تَلَفَّعَ ثَوبَ الغافِلِ اللاهي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025