المجموع : 16
أَعوذُ بِاللَهِ مِن قَومٍ إِذا سَمِعوا
أَعوذُ بِاللَهِ مِن قَومٍ إِذا سَمِعوا / خَيراً أَسَرّوهُ أَو شَرّاً أَذاعوهُ
ما حُمَّ كانَ وَلَم تَدفَعهُ مَشفَقَةٌ / وَيَفعَلُ الأَمرَ في الدُنِّيا مُطاعوهُ
إِنَّ النَجاشِيَّ نالَ المُلكَ عَن قَدَرٍ / بِرَغمِ ناسٍ لِبَعضِ التَجرِ باعوهُ
وَخالِدُ بنُ سِنانٍ لَيسَ يَنقُصُهُ / مِن قَدرِهِ الكَونُ في حَيٍّ أَضاعوهُ
ما لي رَأَيتُ دُعاةَ الغَيِّ ناطِقَةً / وَالرُشدُ يَصمُتُ خَوفَ القَتلِ داعوهُ
لا يَفرَحَنَّ بِمَولودٍ ذَوُو شَرفٍ / فَإِنَّما بُشَراءُ الطِفلِ ناعوهُ
كَذَلِكَ الدَهرُ غَنّى مَن يُصاحِبُهُ / وَلَم يَعُد بِسِوى الخُسرانِ ساعوهُ
وَاللَهُ حَقٌّ وَإِن ماجَت ظُنونُكُمُ / وَإِنَّ أَوجَبَ شَيءٍ أَن تُراعوهُ
قَد يُنصِفُ القَومُ في الأَشياءِ سَيِّدَهُم
قَد يُنصِفُ القَومُ في الأَشياءِ سَيِّدَهُم / وَلَو أَطاقوا لَهُ ريباً لَرابوهُ
لَم يَقدِروا أَن يُلاقوهُ بِسَيِّئَةٍ / مِنَ الكَلامِ فَلَمّا غابَ عابوهُ
تَحَدَّثوا بِمَخازيهِ مُكَتَّمَةً / وَقابَلوهُ بِإِجلالٍ وَهابوهُ
وَكَم أَرادوا لَهُ كَيداً بِيَومِ رَدىً / مِنَ الزَمانِ وَلَكِن ما أَصابوهُ
أَكدى فَلاموهُ لَمّا قَلَّ نائِلُهُ / وَلَو حَبا الوَفرُ زاروهُ وَنابوهُ
صَبراً قَليلاً فَإِنَّ المَوتَ آخِذُهُ / وَما يُخَلَّفُ لا صَقرٌ وَلابوهُ
لَبّى الغنِيَّ بَنو حَوّاءَ مِن طَمَعٍ / وَلَو دَعاهُم فَقيرٌ ما أَجابوهُ
كَأَنَّ أَكوانَ أَعمارٍ نَعيشُ بِها
كَأَنَّ أَكوانَ أَعمارٍ نَعيشُ بِها / خَيلٌ يُبَدَّلُ ماضيها بِتاليها
فَفَذُّها يَحمِلُ الأَشياءَ قاطِبَةً / كَلَحمَةِ العَينِ ثُمَّ الوَضعُ واليها
تَحُطُّ عَنهُ لَآتٍ بَعدَهُ أَبَداً / فَلا تُبيدُ وَلا تَثني خَواليها
هَوِّن عَلَيكَ فَما الدُنيا بِدائِمَةٍ / وَلَيسَ عاطِلُها إِلّا كَحاليها
وَالعَقلُ يَزعَمُ أَيّاماً تُشاهِدُها / بَيضاً حَوادِثَ في داجي لَياليها
نَفسي بِها وَنُفوسُ القَومِ مُلهَجَةٌ / وَنَحنُ نُخبِرُ أَنّا لا نُباليها
أَمَرَتني بِسُلُوٍّ عَن خَوادِعِها / فَاِنظُر هَل أَنتَ مَعَ السالينَ ساليها
وَلا تَرى الدَهرَ إِلّا مَن يَهيمُ بِها / طَبعاً وَلَكِنَّهُ بِاللَفظِ قاليها
وَالجِسمُ لا شَكَّ أَرضِيٌّ وَقَد وَصَلَت / بِهِ لَطائِفُ عالاها مُعاليها
فَقيلَ جاءَتهُ مِن أَرضٍ عَلى كَثَبٍ / وَقيلَ خَرَّت إِلَيهِ مِن مَعاليها
وَاللَهُ يَقدِرُ أَن تُدعى بِحِكمَتِهِ / أَواخِرٌ مِن بَراياهُ أَواليها
نادَيتُ أَقضِيَةَ اللَهِ الَّتي سَلَفَت
نادَيتُ أَقضِيَةَ اللَهِ الَّتي سَلَفَت / إِنَّ المَعالِيَ بَذَّتَها مَعاليها
وَضَعتُ نَفسي فَعاليها عَلى قَتَبٍ / مِنَ الغِنى يُعرِفُ الجَدوى فَعاليها
نَوائِبُ الدَهرِ تَستَقري غَرائِزَها / حَتّى تَرى كَحَواليها خَواليها
أَمّا نِبالُ المَنايا فَهيَ مُصمِيَةٌ / فَما نِبالُ مَقالٍ لا أُباليها
لا تَمنَعُ الغادَةَ الحَسناءَ نِعمَتُها / وَأَن تَقومَ حَوالَيها حَواليها
وَما تُفيدُ الغَواني مِن لَآليها / نَفَعاً إِذا جاءَ كَيدٌ مِن لَياليها
وَلَم تَجِدني طُغاةُ الناسِ في طَمَعٍ / حَتّى تَعيشَ أَواليها أُواليها
جَماعَةُ القَومِ جَدَّت في تَناظُرِها / كَعانَةِ الوَحشِ جَدَّت في تَغاليها
حَقٌّ عَلى أَنفُسٍ مِنهُم تَكالُؤُها / فَقَد يُخافُ عَلَيها مِن تَكاليها
بَطنُ البَسيطَةِ أَعفى مِن ظَواهِرِها / فَوَسِّعا لِيَ أَهرُب مِن سَعاليها
وَما تَزالُ دَواليها نَوائِبَها / فَمِن شِدادِ خُطوبٍ أَو دَواليها
وَقَد أَطَلتُ وِصاليها عَلى سُخُطٍ / مِنّي يَسِيّانِ غَرقاها وَصاليها
وَما اِستَراحَ لَعَمري مِن سَوائِلِها / إِذا طَغى مائُها إِلّا سَواليها
حاشَيتُ غَيري وَنَفسي ما أُحاشيها
حاشَيتُ غَيري وَنَفسي ما أُحاشيها / خَشيَّتُها وَحَليفُ اللُبِّ خاشيها
وَاِستَجهَلَتني رِجالٌ لَم تَزَل جُهلاً / إِنَّ الأَوابِيَ هاجَتها عَواشيها
أَما العِراقُ فَعَمَّت أَرضَهُ فِتَنٌ / مِثلُ القِيامَةِ غَشَتها غَواشيها
وَالشامُ أَصلَحُ إِلّا أَنَّ هامَتَهُ / فُضَّت وَأَسرى عَلى النيرانِ عاشيها
وَالقَومُ يَردونَ مَن لاقَوا بِأَردِيَةٍ / أَعلامُها الدَمُ لَم تُكفَف حَواشيها
ذَواتُ قَرٍّ يَظُنّوا دارِجاتِ قِرىً / مَضَت عَلَيها وَلَم تَقفُل مَواشيها
أَنَسَتكَ هِنداً سُيوفُ الهِندِ ماحِيَةً / ما قالَ عاذِلُها أَو قالَ واشيها
وَلِلزَمانِ عَلى أَبنائِهِ أَبَداً / حُكومَةٌ لا يَرُدُّ الحُكمَ راشيها
حَسبي مِنَ الجَهلِ عِلمي أَن آخِرَتي
حَسبي مِنَ الجَهلِ عِلمي أَن آخِرَتي / هِيَ المَآلُ وَأَنّي لا أُراعيها
وَأَنَّ دُنيايَ دارٌ لا قَرارَ بِها / وَما أَزالُ مُعَنّاً في مَساعيها
كَذَلِكَ النَفسُ مازالَت مُعَلَّلَةً / بِباطِلِ العَيشِ حَتّى قامَ ناعيها
يا أُمَّةً مِن سَفاهٍ لا حُلومَ لَها / ما أَنتِ إِلّا كَضَأنٍ غابَ راعيها
تُدعى لِخَيرٍ فَلا تَصغى لَهُ أُذُناً / فَما يُنادي لِغَيرِ الشَرِّ داعيها
عَجِبتُ لِلظَبي بانَت عَنهُ صاحِبَةٌ
عَجِبتُ لِلظَبي بانَت عَنهُ صاحِبَةٌ / لاقَت جُنودَ مَنايا لا تُناخيها
فَاِرتاعَ يَوماً وَيَوماً ثُمَّ ثالِثَةً / وَمالَ بَعدُ إِلى أُخرى يُواخيها
ما شَدَّ صَرفُ زَمانٍ عِقدَةً لِأَذىً / إِلّا وَمَرُّ لَياليهِ يُراخيها
إِنّي لَمِن آلِ حَوّاءَ الَّذينَ هُمُ
إِنّي لَمِن آلِ حَوّاءَ الَّذينَ هُمُ / ثِقلٌ عَلى الأَرضِ غانيها وَعافيها
جاروا عَلى حَيوانِ البَرِّ ثُمَّ عَدَوا / عَلى البِحارِ فَغالَ الصَيدُ ما فيها
لَم يُقنِعِ الحَيَّ مِنها ما تَقَنَّصَهُ / حَتّى أَجازَ أُناسٌ أَكلَ طافيها
كَم دُرَّةٍ قَصَدوها في مَواطِنِها / لَعَلَّ كَفّاً بِمِقدارٍ تُوافيها
فَاِستَخدَموا اللُجَّةَ الخَضراءَ تَحمِلُهُم / سَفائِنٌ بَينَ أَمواجٍ تُنافيها
وَالطَيرَ جَمعاءَ ضُعفاها وَجارِحَها / حَتّى العُقابَ الَّتي حَدَّت أَشافيها
يُنافِقونَ وَما جَرَّ النِفاقُ لَهُم / خَيراً فَعَثَرَتهُم مُعيٍ تَلافيها
إِنَّ الظَواهِرَ لَم تُشبِه بَواطِنَها / مِثلَ القَوادِمِ خانَتها خَوافيها
دُنياكَ توجَدُ أَيّامُ السُرورِ بِها / مِثلَ القَصيدَةِ لَم تُذكَر قَوافيها
وَما وَفَت لِخَليلٍ في مُعاشِرَةٍ / وَلا طَمِعنا لِخِلٍّ في تَوافيها
أُمٌّ لَنا ما فَتِئنا عائِبينَ لَها / فَاِشتَطَّ لاحٍ لَحاها في تَجافيها
وَمَن يُطيقُ وُرودَ الآجِناتِ بِها / وَقَد تُشَرِّقُ تاراتٍ بِصافيها
وَالنَفسُ هُشَّت إِلى آسٍ يُطَبِّبُها / وَلَم تَهَشَّ إِلى رَبٍّ يُعافيها
حَلَّت بِدارٍ فَظَنَّت أَنَّها وَطَنٌ / لَها وَمالِكُ تِلكَ الدارِ نافيها
آمالُنا في الثُرَيّا مِن تَطاوُلِها / وَحِلمُنا في رِياحِ الطَيشِ هافيها
تُقِلُّ أَجسامُنا الغَبراءُ ثُمَّ إِلى / بِلىً تَصيرُ فَتَسفيها سَوافيها
فَيا بَني آدَمَ الأَغمارَ وَيبَكُمُ / نُفوسُكُم لَم تَمَكَّن مِن تَصافيها
سِرتُم عَلى الماءِ في الحاجاتِ آوِنَةً / أَما قَنِعتُم بِسَيرٍ في فَيافيها
تَخاذَلَ الناسُ فَاِرتاحَت عُداتُهُمُ / إِنَّ المَعاشِرَ يُرديها تَقافيها
وَالنَفسُ لَم يُلفَ عَنها مُغنِياً بَدَنٌ / إِنَّ المَراجِلَ نَصَّتها أَثافيها
يَعرى الكَريمُ فَيَعرى بَعدَ مُذهِبَةٍ / صَفراءَ لا يَهجُرُ الصَحراءَ ضافيها
رَحلٌ عَلى ناقَةٍ عَفراءَ مِن عُمَرٍ / فَقَد سَرَيتَ لِغاياتٍ تُوافيها
وَما عَلافِيُّها إِلّا يُجِدُّ لَها / ذَمّاً عَلى فَيَّ أَو ذَمّاً عَلى فيها
هَذي الحَياةُ إِذا ما الدَهرُ خَرَّقَها / فَما بَنانُ أَخي صُنعٍ بِرافيها
وَالمَوتُ داءُ البَرايا لا يُفارِقُها / وَلا يُؤَمَّلُ أَنَّ اللَهَ شافيها
وَلَيسَ فارِسُها إِلّا كَراجِلِها / وَقَد يُرى مُحتَذيها مِثلَ حافيها
كَم حاوَلَ الرَجُلُ الدُنِّيا بِقُوَّتِهِ
كَم حاوَلَ الرَجُلُ الدُنِّيا بِقُوَّتِهِ / وَمالِهِ فَخَطَتهُ أَو تَخَطّاها
وَقَد يَرومُ ضَعيفٌ نيلَ آخِرَةٍ / فَلا يَشُكُّ لَبيبٌ أَن سَيُعطاها
وَالمَوتُ يَعدو عَلى الآسادِ مُخدَرَةً / وَالعَينِ بَينَ خُزاماها وَأَرطاها
وَذاتِ قُرطَينِ في حَليٍ تَعُدُّهُما / قَد صارَ أَجراً لِذاتِ الغَسلِ قُرطاها
لَو أَنَّ كُلَّ نُفوسِ الناسِ رائِيَةٌ
لَو أَنَّ كُلَّ نُفوسِ الناسِ رائِيَةٌ / كَرَأيِ نَفسي تَناءَت عَن خَزاياها
وَعَطَّلوا هَذِهِ الدُنِّيا فَما وَلَدوا / وَلا اِقتَنوا وَاِستَراحوا مِن رَزاياها
يا أُمَّةً ما لَها عُقولٌ
يا أُمَّةً ما لَها عُقولٌ / وَفَقدُ أَلبابِها دَهاها
تَسَلَّتِ النَفسُ كُلَّ شَيءٍ / إِلّا نُهاها وَما نَهاها
فَحَدِّثوني بِغَيرِ مَينٍ / عَنِ الثُرَيّا وَعَن سُهاها
أَتَعلَمُ الأَرضُ وَهيَ أُمٌّ / خَفَّ زَمانٌ فَما اِزدَهاها
بِأَيِّ جُرمٍ وَأَيِّ حُكمٍ / سُلِّطَ لَيثٌ عَلى مَهاها
وَعُذِّرَت حاجَةٌ بِعُسرٍ / عَلى عَليلٍ قَدِ اِشتَهاها
وَظالِمٌ عِندَهُ كُنوزٌ / مِن أُمِّ دَفرٍ وَمِن لُهاها
كانَ إِذا ما دَجا ظَلامٌ / صاحَ بِأَجمالِهِ وَهاها
دُنيا الفَتى هَذِهِ عَدُوٌّ
دُنيا الفَتى هَذِهِ عَدُوٌّ / تَفريهِ عَمداً بِمُنصُلَيها
غِناهُ فيها عَنِ الغَواني / أَجمَلُ مِن فَقرِهِ إِلَيها
وَصَبرُهُ في الشَبابِ عَنها / أَيسَرُ مِن صَبرِهِ عَلَيها
لَو كانَ جِسمُكَ مَتروكاً بِهَيأَتِهِ
لَو كانَ جِسمُكَ مَتروكاً بِهَيأَتِهِ / بَعدَ التَلافِ طَمِعنا في تَلافيهِ
كاّلدَنِّ عُطَّلَ مِن راحٍ تَكونُ بِهِ / وَلَم يُحَطَّم فَعادَت مَرَّةً فيهِ
لَكِنَّهُ صارَ أَجزاءً مُقَسَّمَةً / ثُمَّ اِستَمَرَّ هَباءً في سَوافيهِ
الغَدرُ فينا طِباعٌ لا تَرى أَحَداً
الغَدرُ فينا طِباعٌ لا تَرى أَحَداً / وَفاءُهُ لَكَ خَيرٌ مِن تَوافيهِ
أَينَ الَّذي هُوَ صافٍ لا يُقالُ لَهُ / لَو أَنَّهُ كانَ أَو لَولا كَذا فيهِ
وَتِلكَ أَوصافُ مَن لَيسَت جِبِلَّتُهُ / جِبِلَّةَ الإِنسِ بَل كُلٌّ يُنافيهِ
وَلَو عَلِمناهُ سِرنا طالِبينَ لَهُ / لَعَلَّنا بِشِفا عَمرٍ نُوافيهِ
وَالدَهرُ يُفقِدُ يَوماً بِهِ كَدَرٌ / وَيَعوزُ الخِلَّ باديهِ كَخافيهِ
وَقَلَّما تُسعِفُ الدُنيا بِلا تَعَبٍ / وَالدُرُّ يُعدَمُ فَوقَ الماءِ طافيهِ
وَمَن أَطالَ خِلاجاً في مَوَدَّتِهِ / فَهَجرُهُ لَكَ خَيرٌ مِن تَلافيهِ
وَرُبَّ أَسلافِ قَومٍ شَأنُهُم خَلَفٌ / وَالشِعرُ يُؤتي كَثيراً مِن قَوافيهِ
نَعى الطَبيبُ إِلى مُضنىً حُشاشَتَهُ / مَهلاً طَبيبُ فَإِنَّ اللَهَ شافيهِ
عَجِبتُ لِلمالِكِ القِنطارَ مِن ذَهَبٍ / يَبغي الزِيادَةَ وَالقيراطُ كافيهِ
وَكَثرَةُ المالِ ساقَت لِلفَتى أَشَراً / كَالذَيلِ عَثَّرَ عِندَ المَشيِ ضافيهِ
لَقَد عَرَفتُكَ عَصراً موقِداً لَهَباً / مِنَ الشَبيبَةِ لَم تَنضَب أَنافيهِ
وَالشَيخُ يُحزِنُ مَن في الشَرخِ يَعهَدُهُ / كَأَنَّهُ الرَبعُ هاجَ الشَوقَ عافيهِ
وَمَسكَنُ الروحِ في الجُثمانِ أَسقَمَهُ / وَبَينُها عَنهُ سُقمٍ يُعافيهِ
وَما يُحِسُّ إِذا ما عادَ مُتَّصِلاً / بِالتُربِ تَسفيهِ في الهابي سَوافيهِ
فَما يُبالي أَديمٌ وَهيَ جانِبُهُ / وَلا يُراعُ إِذا حُدَّت أَشافيهِ
وَحَبَّذا الأَرضُ قَفراً لا يَحُلُّ بِها / ضِدٌّ تُعاديهِ أَو خِلمٌ تُصافيهِ
وَما حَمِدتُ كَبيراً في تَحَدَّ بِهِ / وَلا عَذَلتُ صَغيراً في تَجافيهِ
جَنى أَبٌ وَضَعَ اِبناً لِلرَدى غَرَضاً / إِن عَقَّ فَهوَ عَلى جُرمٍ يُكافيهِ
أَكرِم بَياضَكَ عَن خِطرٍ يُسَوِّدُهُ
أَكرِم بَياضَكَ عَن خِطرٍ يُسَوِّدُهُ / وَاِزجُر يَمينَكَ عَن شَيبٍ تُنَقّيهِ
لَقَيتَهُ بِجَلاءٍ عَن مَنازِلِهِ / وَلَيسَ يَحسُنُ هَذا مِن تَلَقّيهِ
أَلا تَفَكَّرتَ قَبلَ النَسلِ في زَمَنٍ / بِهِ حَلَلتَ فَتَدري أَينَ تُلقيهِ
تَرجو لَهُ مِن نَعيمِ الدَهرِ مُمتَنَعاً / وَما عَلِمتَ بِأَنَّ العَيشَ يُشقيهِ
شَكا الأَذى فَسَهِرتَ اللَيلَ وَاِبتَكَرَت / بِهِ الفَتاةُ إِلى شَمطاءَ تَرقيهِ
وَأُمُّهُ تَسأَلُ العَرّافَ قاضِيَةً / عَنهُ النُذورَ لَعَلَّ اللَهَ يُبقيهِ
وَأَنتَ أَرشَدُ مِنها حينَ تَحمِلُهُ / إِلى الطَبيبِ يُداويهِ وَيَسقيهِ
وَلَو رَقى الطِفلَ عيسى أَو أُعيدَ لَهُ / بُقراطُ ما كانَ مِن مَوتٍ يُوَقّيهِ
وَالحَيُّ في العُمرِ مِثلُ الغِرِّ يَرقَأَُ في / سورِ العِدى وَإِلى حَتفٍ تَرَقّيهِ
دَنَّستَ عِرضَكَ حَتّى ما تَرى دَنَساً / لَكِن قَميصُكَ لِلأَبصارِ تُنقيهِ
لا تَحلِفَنَّ عَلى صِدقٍ وَلا كِذبٍ
لا تَحلِفَنَّ عَلى صِدقٍ وَلا كِذبٍ / فَإِن أَبَيتَ فَعَدِّ الحَلفَ بِاللَهِ
فَقَد أَشَرتَ إِلى مَعنىً لَهُ نَبَأٌ / وافى العُقولَ بِإِعجازٍ وَإيلاهِ
يَخافُ كُلُّ رَشيدٍ مِن عُقوبَتِهِ / وَإِن تَلَفَّعَ ثَوبَ الغافِلِ اللاهي