القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مَحمود سامِي البارُودِي الكل
المجموع : 5
مَا لِي وَلِلدَّارِ مِنْ لَيْلَى أُحَيِّيهَا
مَا لِي وَلِلدَّارِ مِنْ لَيْلَى أُحَيِّيهَا / وَقَدْ خَلَتْ مِنْ غَوَانِيهَا مَغَانِيهَا
دَعِ الدِّيَارَ لِقَوْمٍ يَكْلَفُونَ بِهَا / وَاعْكُفْ عَلَى حَانَةٍ كَالْبَدْرِ سَاقِيهَا
كَمْ بَيْنَ دَاثِرَةٍ أَقْوَتْ مَعَالِمُهَا / وَبَيْنَ عَامِرَةٍ تَزْهُو بِمَنْ فِيهَا
هَيْهَاتَ مَا الدَّارُ تُشْجِينِي بِسَاحَتِهَا / وَإِنَّمَا الدَّارُ تُشْجِينِي بِأَهْلِيهَا
فَخَلِّ هَذَا وَخُذْ فِي وَصْفِ غَانِيَةٍ / سَرَتْ بِحُلْوَانَ فِي قَلْبِي سَوَارِيهَا
رَيَّانَةُ الْقَدِّ لَوْ أَنَّ الضَّجِيعَ لَهَا / خَافَ الْعُيُونَ عَلَيْهَا كَادَ يَطْوِيهَا
فِي نَشْوَةِ الْخَمْرِ سِرٌّ مِنْ مَرَاشِفِهَا / وَفِي الأَرَاكَةِ شَكْلٌ مِنْ تَهَادِيهَا
يَا لَيْلَةً بِتُّ أُسْقَى مِنْ بَنَانَتِهَا / وَمِنْ لَوَاحِظِهَا خَمْراً وَمِنْ فِيهَا
أَحْيَيْتُهَا وَأَمَتُّ النَّوْمَ مُعْتَصِماً / بِلَذَّةٍ لا يَكَادُ الدَّهْرُ يُنْسِيهَا
حَتَّى إِذَا رَفَّ خَيْطُ الْفَجْرِ وَابْتَدَرَتْ / حَمَائِمُ الأَيْكِ تَشْدُو فِي أَغَانِيهَا
قَامَتْ تَمَايَلُ سَكْرَى فِي مَآزِرِهَا / وَالرَّوْعُ يَبْعَثُهَا طَوْرَاً وَيَثْنِيهَا
تَخْشَى الضِّيَاءَ وَفِي أَزْرَارِهَا قَمَرٌ / يَسْتَوْقِفُ الْعَيْنَ حَيْرَى فِي مَجَارِيهَا
ثُمَّ انْثَنَتْ وَيَدِي قَيْدٌ لِخَاصِرَةٍ / كَالْخَيْزُرَانَةِ رَيّا فِي تَثَنِّيهَا
فِي بُلْجَةٍ لا تَكَادُ الْعَيْنُ تُنْكِرُهَا / وَسُمْرَةٍ رُبَّمَا شَفَّتْ نَوَاحِيهَا
حَتَّى تَجَاوَزْتُ أَحْرَاساً عَلَى شَرَفٍ / يَكَادُ يَمْنَعُ هَمَّ النَّفْسِ دَاعِيهَا
وَحَرَّكَتْ حَلَقَاتِ الْبَابِ فَانْفَتَحَتْ / عَنْ سَاحَةٍ سَكَنَتْ فِيهَا تَرَاقِيهَا
فَعُدْتُ وَالْعَيْنُ غَرْقَى فِي مَدَامِعِهَا / وَالْقَلْبُ فِي لَوْعَةٍ تَنْزُو نَوَازِيهَا
فَيَا لَهَا لَيْلَةً كَانَتْ بِوُصْلَتِهَا / تَارِيخَ لَهْوٍ يَهِيجُ النَّفْسَ رَاوِيهَا
وَمَسْرَحٍ لِسِوَامِ الْعَيْنِ لَيْسَ لَهُ
وَمَسْرَحٍ لِسِوَامِ الْعَيْنِ لَيْسَ لَهُ / فِي عَالَمِ الظَّنِّ تَقْدِيرٌ وَلا شَبَهُ
بَاكَرْتُهُ سُحْرَةً وَالشَّمْسُ نَاعِسَةٌ / فِي خِدْرِهَا وَحَمَامُ الأَيْكِ مُنْتَبِهُ
وَلِلْغَمَائِمِ بَيْنَ الأُفْقِ مُنْسَحَبٌ / وَلِلنَّسَائِمِ نَحْوَ الرَّوْضِ مُتَّجَهُ
وَالْجَوُّ فِي حُلَّةٍ دَكْنَاءَ مَازَجَهَا / خَيْطٌ مِنَ الْفَجْرِ يَبْدُو ثُمَّ يَشْتَبِهُ
فَالنُّورُ مُنْقَبِضٌ وَالظِّلُّ مُنْبَسِطٌ / وَالطَّيْرُ مُنْشَرِحٌ وَالْجَوُّ مُدَّلِهُ
مَنَاظِرٌ لَوْ رَأَى بَهْزَادُ صُورَتَهَا / لاعْتَادَهُ مِنْ تَمَادِي الْحَيْرَةِ الْبَلَهُ
كَأَنَّمَا الدَّوْحُ قَصْرٌ وَالْحَمَامُ بِهِ / سِرْبٌ مِنَ الْغِيدِ بِالأَلْحَانِ تَبْتَدِهُ
طَوْرَاً تُغَنِّي وَأَحْيَانَاً تَنُوُحُ فَمَا / ذَاكَ الْغِنَا وَهَذَا النَّوْحُ وَالْوَلَهُ
كَأَنَّمَا الأَوْرَقُ الْغِرِّيدُ حِينَ شَدَا / فِي سُرْبَةِ الإِنْسِ مِنْهَا شَارِبٌ فَكِهُ
شَارَفْتُ سَاحَتَهَا فِي فِتْيَةٍ أَلِفُوا / صِدْقَ الْوِدَادِ فَلَمْ تَعْرِضْ لَهُمْ شُبَهُ
مُوَقَّرُونَ كِرَامٌ لا يَخِفُّ بِهِمْ / طَيْشٌ وَلَمْ يَجْرِ فِي أَخْلاقِهِمْ سَفَهُ
مِنْ كُلِّ مَاضِي الشَّبَا وَالرَّوْعُ مُحْتَدِمٌ / وَمُسْتَنِيرِ الْحِجَا وَالأَمْرُ مُشْتَبِهُ
إِنْ حَدَّثُوا مَلأُوا الأَسْمَاعَ مِنْ أَدَبٍ / هُمْ أَهْلُهُ وَإِذَا مَا أَنْصَتُوا فَقِهُوا
شَرَابُنَا صَفْوُ مَاءٍ لا يُمَازِجُهُ / إِلَّا حَدِيثٌ كَنُوَّارِ الرُّبَى نَزِهُ
فَإِنْ يَكُنْ فِي عَفَافِ النَّفْسِ مَحْمَدَةٌ / لَهَا فَفِي مثْلِ هَذَا يَحْسُنُ الشَّرَهُ
سَلْ مَالِكَ الْمُلْكِ فَهْوَ الآمِرُ النَّاهِي
سَلْ مَالِكَ الْمُلْكِ فَهْوَ الآمِرُ النَّاهِي / وَلا تَخَفْ عَادِياً فَالْحُكْمُ لِلَّهِ
هُوَ الَّذِي يَنْعشُ الْمَظلومَ إِنْ عَلِقَتْ / بِهِ الرَّزَايَا وَيَجْزِي كُلَّ تَيَّاهِ
فَاسْجُدْ لَهُ وَاقْتَرِبْ تَبْلُغْ بِطَاعَتِهِ / مَا شِئْتَ فِي الدَّهْرِ مِنْ عِزٍّ وَمِنْ جَاهِ
يَا رَبُّ قَدْ طَالَ بِي شَوْقِي إِلَى وَطَنِي / فَاحْلُلْ وَثَاقِي وَأَلْحِقْنِي بِأَشْبَاهِي
وَامْنُنْ عَلَيَّ بِفَضْلٍ مِنْكَ يَعْصِمُنِي / مِنْ كُلِّ سُوءٍ فَإِنِّي عَاجِزُ وَاهِي
هذَا دُعَائِي وَحَسْبِي أَنْتَ مِنْ حَكَمٍ / يَعْنُو لَهُ كلُّ شَاهٍ أَوْ شَهِنْشَاهِ
جُدْ بِالنَّوَالِ فَرِزْقُ اللَّهِ مُتَّصِلٌ
جُدْ بِالنَّوَالِ فَرِزْقُ اللَّهِ مُتَّصِلٌ / وَلا تَكُنْ عَنْ صَنِيعِ الْخَيْرِ بِاللاهِي
فَالْبُخْلُ وَالْجُبْنُ فِي الإِنْسَانِ مَنْقَصَةٌ / لَمْ يَجْنِهَا غَيْرُ سُوءِ الظَّنِّ بِاللَّهِ
لِمُصْطَفَى صَادِقٍ فِي الشِّعْرِ مَنْزِلَةٌ
لِمُصْطَفَى صَادِقٍ فِي الشِّعْرِ مَنْزِلَةٌ / أَمْسَى يُعَادِيهِ فِيهَا مَنْ يُصَافِيهِ
صَاغَ الْقَرِيضَ بِإِتْقَانٍ فَلَوْ تُلِيَتْ / صُدُورُهُ عُلِمَتْ مِنْهَا قَوَافِيهِ
مُهَذَّبُ الطَّبْعِ مَأْمُونُ الضَّمِيرِ إِذَا / بَلَوْتَهُ كَانَ بَادِيهِ كَخَافِيهِ
حَازَ الْكَمَالَ فَلَمْ يَحْتَجْ لِمَنْقَبَةٍ / فَلَسْتَ تَنْعَتُهُ إِلَّا بِمَا فِيهِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025