القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ مُنِير الطَّرابُلَسي الكل
المجموع : 6
ومُضْعَفُ الطَّرْفِ حيّاني بمُضْعَفَةٍ
ومُضْعَفُ الطَّرْفِ حيّاني بمُضْعَفَةٍ / كأنّما قُطِفَتْ من خدّ مُهْدِيها
رَقَّت فَراقَت فَأَحْيَتْ قَلبَ ناشِقِها / كَأَنَّ عَبْقَةَ فِيهِ أُفْرِغَتْ فيها
عَدِمْتُ دَهْراً وُلِدْتُ فيه
عَدِمْتُ دَهْراً وُلِدْتُ فيه / كَم أَشربُ المُرَّ مِن بنيه
ما تَعتَريني الهمومُ إِلّا / مِن صاحِبٍ كُنتُ أَصطَفيه
فَهل صَديق يُبَاعُ حتّى / بِمُهجَتي كُنتُ أَشتَريه
يكون في قلبه مِثَالٌ / يشبه ما صاغ لي بفِيه
وكم صديقٍ رَغِبْتُ عنه / قد عِشْتُ حتى رَغِبْتُ فيه
سَقَى دمشقَ ومغنىً للهوى فيها
سَقَى دمشقَ ومغنىً للهوى فيها / حَياً تهزّ له أعطافَها تِيها
لا زال للدَّوْح عطّاراً يراوِحها / وللسحائب خَمَّاراً يُغَاديها
دارٌ هِيَ الجَنَّةُ المَحبورُ ساكِنُها / إِنْ لَم تكنِها وإلّا فهيَ تَحكيها
تَباركَ اللَّهُ كَم مِن منظرٍ بهجٍ / يَستَوقِفُ الطَّرفَ في بَطحاءِ وادِيها
بِذَوْبِ صافِيةٍ دَقَّتْ حَواشيها / وثَوْبِ ضافِيةٍ رَقَّت حَواشيها
يا هَل تردُّ ليَ الأَيَّامُ واحِدةً / مِنَ الهَنَات الَّتي قضَّتْيُها فيها
ما بين ظبْيٍ بلَحْظِ الطَّرْف أقنُصُهُ / وظَبْيَةٍ بخِداعِ القَوْلِ أَحويها
صِفاتُ مجدِك لفظٌ جلّ معناه
صِفاتُ مجدِك لفظٌ جلّ معناه / فَلا اِستَردّ الّذي أعِطاكهُ اللّهُ
يا صَارِماً بِيَمينِ اللَّه قائمُهُ / وَفي أَعالي أَعادي اللَّهِ حَدَّاهُ
أَصبحْتَ دونَ ملوكِ الأرض منفرداً / بلا شبيهٍ إذِ الأملاكُ أشباهُ
فَداكَ مَن حاوَلَتْ مسْعَاكَ هِمَّتُهُ / جَهلاً وقَصَّر عَن مَسعاكَ مسعاهُ
قُل لِلأَعادي أَلا موتوا بهِ كَمَداً / فَاللَّهُ خيَّبَكُم واللَّهُ أَعطاهُ
مَلِكٌ تَنامُ عَنِ الفَحشاءِ هِمَّتُهُ / تُقىً وتَسهرُ للمعروف عيناهُ
مازال يَسْمُكُ والأيّامُ تخدمُهُ / فيما اِبتَلاهُ وتُدْني ما توخّاهُ
حتى تَعالَتْ عن الشِّعْرَى مشاعرهُ / قدْراً وجاوزتِ الجوزاءَ نَعلاهُ
وقد روى النّاسُ أخبارَ الكرام مَضَوْا / وأين مِمّا رَوَوْهُ ما رأيناهُ
أَينَ الخَلائف عن فتحٍ أُتيح له / مظلَّلٌ أُفُقَ الدنيا جناحاهُ
على المنابر من أنبائه أَرَجٌ / مقطوبةٌ بفتيق المِسْك ريّاهُ
فَتْحٌ أَعادَ على الإِسلامِ بَهجتَهُ / فافْتَرَّ مِبْسَمُهُ واهتزّ عِطْفاهُ
يهدي بِمُعتصمٍ بِاللَّهِ فَتكَتُهُ / حديثُهَا نَسَخَ الماضي وأنساهُ
إِنَّ الرُّهَا في عَمُّوريَّةٍ وكذا / مَن رامَهَا ليس مَغْزَاهُ كمغزاهُ
أُختُ الكواكِبِ عِزّاً ما بَغى أَحَدٌ / مِنَ المُلوكِ لَها وَقماً فواتاهُ
حَتّى دَلِفْتَ لَها بِالعَزْمِ يَشحَذُهُ / رأيٌ ببيت فُوَيْقَ النّجم مسراهُ
مُشمِّراً وبَنو الإِسلامِ في شُغُل / عن بدء غرسٍ لهم أثمارُ عُقْباهُ
يا مُحْييَ العدلِ إذ قامت نَوَادِبُهُ / وعامرَ الجود لمّا محّ مَغْناهُ
يا نِعمَةَ اللَّه يستصْفى المَزيد بها / لِلشاكرينَ وَيستقنى صفاياهُ
أبقاك للدّين والدّنيا تَحُوطُهُما / مَن لمْ يُتَوِّجْك هذا التَّاجَ إلّا هُو
مُظفَّرُ العَزمِ مَمدودُ الرّواقِ على
مُظفَّرُ العَزمِ مَمدودُ الرّواقِ على / مَعالِمِ الدِّينِ يَرفيها وَيَبنيها
رَدَّ الكَنائِسَ كُنْساً لِلهُدَى فَخَبَت / نَارُ الضَّلالِ وَوارَتها أَثافيها
وَأَورَدَ العِلمَ عَدّاً مِن إِيالَتَهِ / فَاِستَنَّ وَاِفتَنَّ عبّاً في صَوافيها
وَبَثَّ لِلشِركِ أَشراكاً فَما دَرَجَت / طَريدَة مِنهُ إِلّا اِستَوهَقَت فيها
يا بَدْرُ مُذْ أَشرَقَتْ في الدَّسْتِ غُرَّتُهُ / غِيثَ الرَّعِيَّةُ وَاِخْضَلَّت مَراعيها
أَقامَ أَحمَدُ مِن مَحمودِها عَلَماً / بِهِ اِستَقامَ عَلى البَيضاءِ ساريها
مُحيِي شَريعَتِهِ مِن بَعدِما اِنهَدَمَت / وَاِستَعجَمَت بَعدَ إِفصاحٍ مَعانيها
شابَت مَواهِبَهَ فيها مَهابِتُهُ / حَتّى اِستَقَرَّت على سَمْتٍ سَواريها
عَزَّت سُيوفُكَ فَالعِراقُ عِراقُها
عَزَّت سُيوفُكَ فَالعِراقُ عِراقُها / وَالشّامُ غَير مُدافعاتٍ شامُها
إِنْ أُغمِدَت حَلَّ العَزائِمَ حَلُّها / أَو جُرِّدَت حَرَمَ الكرى إِحرامُها
شَخَبَت عِداكَ بِها فَلا إِشراقُها / بِمَفازَةٍ مِنها ولا إِعتامُها
سَرَبَت فَصَبَّحَها بِها يَقظانُهَا / هَدَأَت فَمَسَّتها بِها أَحلامُها
كَالماءِ إِلّا أَنَّ في رَشفاتِهِ / نَاراً حَشاشاتُ النّفوسِ ضِرامُها
خَفَّت عَلى إِيمانِكُم أَوزانُهَا / يَومَ الوَغى وَاِستَثقَلَتها هامُهَا
حَتّى أَحَلْن الشّامَ شاماً صَرصَرَت / فيهِ جَنادِبُها وَصَدَّحَ هامُها
ورَحَضْنَ أَدْراجَ الجَزيرَةِ بَعدَما / غَمرَت بِها وَهداتُها وَإِكامُها
شَطراً أَبَرْت وَمِثلَهُ أَنْظَرتَهُ / وَقعَ الخُطوبِ تَكرُّها أَيّامُها
بِالخابِطاتِ الغابَ تَزْأرُ أُسدُهُ / وَالمُجفِلي الحَيِّ اللّقاحِ صِيامُها
أَورَدتَها أَجماتِ أَنطاكِيَّة / عَنقاً وَقَد شَبّب الصّدا إِجمامُها
تَلقى المَشافِرَ في مَراشِف كُلَّما / بَردَت بِها الأكبادُ زادَ هُيامُهَا
فَغَدَت وَقَد عَزَّ السّراح سِراحُها / وَتَوزَّعَت في كنسها آرامُها
وَمَشى الضّلالُ القَهقرى وَاِستَأصلَ ال / آذانَ مِن رَجعِ الأَذانِ صِلامُها
وَغَدا يُخَلِّلُها الخَليلُ سَواحِباً / عَذباً يُمرُّ لَها العَذابَ غَمامُها
غَضَباً لِدينِ اللَّه خصّ جَناحَهُ / بَغياً وَأَدمى صَفحَتَيهِ لدامُها
فَالآنَ رَدّ النّورَ فيهِ نورُهُ / وَاِنجَابَ مِن تِلكَ الهناتِ ظَلامُها
مَحمودٌ المَحمودُ إِقراماً إِذا / خامَ الكُماةُ وَزلزلَت أَقدامُها
الفارِجُ الكُرَبَ العِظامَ تَضاجَمَت / أَشداقُهَا وَفَرى القُلوبَ ضِغامُها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025