أَحَقُّ دارٍ وَأولى أَن نُهنِّئَها
أَحَقُّ دارٍ وَأولى أَن نُهنِّئَها / دارٌ عَلى السَعدِ قَد شيدَت مَبانيها
لَها الهَناءُ ولِلدُنيا بِمُلكِكُمُ / يامَن بِهِم تَفخَرُ الدُنيا وَمَن فيها
وَهَل يُهَنّا بِدارِ حَلَّها مَلِكٌ / دانَت لَهُ الأَرضُ قاصيها وَدانيها
حَلَلتُموها فَحَلَّ الجودُ ساحَتَها / وَجاشَ بَحرُ العَطايا في نَواحيها
فَلا خَلَت مِنكُمُ أَوطانُها أَبَداً / فَإِنَّها صُوَرٌ أَنتُم مَعانيها
زادَت بِكُم شَرَفاً تَبقى مَآثِرُهُ / عَلى الزَمانِ وَتَعظيما وَتَنويها
فَلا الزَمانُ عَلى فَخرٍ يُنازِعُها / وَلا الكَواكِبُ في مَجدٍ تُدانيها
تَختالُ تيهاً عَلى الجَوزاءِ شُرفَتُها / وَغَيرُ بِدعٍ أَن اِختالَت بِكُم تيها
إِذا تَفاخَرَتِ الآثارُ فَاحتَبَتِ ال / أَهرامُ لِلفَخرِ وَالإيوانُ طاليها
فَهَل يَعُدّانِ مُلكاً مِثلَ مالِكِها / أَو يَفخَرانِ بِبانٍ مِثلِ بانيها
بِالمُستَضيءِ أَميرِ المُؤمِنينَ عَلَت / أَركانُها وَسَمَت مَجداً مَراقيها
خَليفَةُ اللَهِ في الدِنيا وَسائِسُها / بِحُسنِ سيرَتِهِ فيها وَراعيها
خَيرُ البَرِيَّةِ ما شيها وَراكِبِها / نَعَم وَحاضِرِها طُرّاً وَباديها
أَضحَت بِهِ كَعبَةً لِلجودِ يَسعَدُ را / جيها وَيُنعَشُ بِالإِحسانِ عافيها
ما صافَحَت كَفُّ بُؤسٍ كَفَّ آمِلِها / وَلا أَرى وَجهَ بَأسٍ مَن يُرَجّيها
وَقَد عَرَفتُ يَقيناً مِذ غَرَستُ بِها / مَدائِحي فيكُمُ أَن سَوفَ أَجنيها
وَهَل تَخيبُ يَدٌ مُدَّت أَنامِلُها / إِلى يَدٍ تَملَأَ الدُنيا أَياديها
رُدّوا بِنَفحَةِ جودٍ مِن عَطائِكُمُ / حَياةَ نَفسي فَقَد ماتَت أَمانيها
وَاِبقوا يَدومُ لَكُم فيها السُرورُ وَلا / تَزالُ آهِلَةً مِنكُم مَغانيها
تُمسي بِأَبوابِها الآمالُ مُحدِقَةً / حَتّى يَغصَّ بِوَفدِ الحَمدِ ناديها
وَعِشتُمُ في نَعيمٍ لا اِنقِضاءَ لَهُ / وَغَبطَةٍ ما حَدا الأَظعانَ حاديها
في دَولَةٍ لا يُذِلُّ الدَهرُ ناصِرَها / وَلا تَروعُ اللَيالي مَن يُواليها
فَالنُجحُ رائِدُها فيما تُحاوِلُهُ / وَالنَصرُ عاداتُها فيمَن يُعاديها