القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 25
ما يتَّقي الله إلا كلُّ ذي نظر
ما يتَّقي الله إلا كلُّ ذي نظر / مسدَّد مُجتَبى قد خصَّه اللهُ
يقطعُ الليلَ بالتسبيح بين يدي / مولاه دَامعةٌ في الليلِ عيناه
يقول يا سيدي يا منتهى أملي / ما للعبيدِ رحيمٌ غيرُ مولاه
الله كرَّمَ من هذي سجيَّته / ونعته فإذا يدعوه لَّباه
لولا ما ضحكت أرضٌ بزهرتها / ولا بَكتْ سُحبها لولاه لولاه
الله فضَّله الله جمَّله / الله عدَّله الله سوَّاه
يا صفوةَ الدينِ أنتَ أجمعه / طابتْ بذكرك أعرافٌ وأفواه
ألبستُ من هو منا اليومَ خرقَتنا
ألبستُ من هو منا اليومَ خرقَتنا / لباسَ تقوى وفيه بعضُ ما فيه
إذا يصح له من أصله نَسبٍ / صحَّ اللباسُ لباسَ الفخرِ والتيه
وأيُّ فخرٍ يسامي فخر ذي نَسبٍ / تفخر العلمُ منه في نواحيه
فليلبس الولدُ المحفوظُ خرقَتنا / على الشروطِ التي ضمنتُها فيه
وهي التزيُّن بالأخلاقِ أجمعها / محمودها في الذي يبدي ويخفيه
وجوده مُنتجٌ كوني لنعلمه
وجوده مُنتجٌ كوني لنعلمه / والعلم بي منتج للعلم بالله
فكوننا من دليل العقلِ مأخذه / والعلمُ مأخذه من شرعه الزاهي
ولا تقل هذه في الحق مغلطةٌ / الحقُّ ما قلته في الأمر يا ساهي
عناية الله بي إذ كان يعلمني / مثل هذا بلا مال بلا جاه
هذا هو الجاه إنْ حققتَ منصبه / وليس يعرفه ساهٍ ولا واهي
الحقُّ يسألني ما ليس يدركه / إلا بنا مدرك من حسّ أو باه
بيت التفكر بيتُ العنكبوتِ وبي / ت الكشفِ عندهم في فكرهم واهي
لولا التفكر كان الناسُ في دَعة / في العلم بالله لا بالآمر الناهي
وليس يعبده إلا منزهة / في كلِّ عينٍ من أمثالٍ وأشباه
إذا أتاكم رسولُ الحقِّ يمنحكم / أسماء مرسلة فلا تقل ما هي
خذها ولا تعتبر فيها مُقايسة / ولا اشتقاقاً وكن كالعالم الواهي
قد حزت من عدمي بالكون ما ثبتت
قد حزت من عدمي بالكون ما ثبتت / في العين صورته والكونُ لله
فالحكم فينا لنا فليس يظلمنا / وقامت الحجة ُالغرَّاء لله
ما للمحالات في العين الثبوت وقد / أقامها العقلُ للأوهام لله
والطبعُ ساعدُه والطرفُ شاهده / شهودٌ وهم بأحكام من الله
لو لم يرد لم يكن وقد أراد فكان / ولو فليس لها حكم مع الله
من يزرعِ المنعَ لم يحصدْ سوى عدمٍ / والجودُ يزرعُ والايجادُ لله
وحيثما ثبتت في العين صورتها / فليس ينتجُ إلا المنع والله
ويضعف الحكم فيها إن قرنت بها / وجود لا حكمة أيضاً من الله
لولا تحقق لو دان لنيط به / خلاف ما يستحق الذات والله
فرحمة الله بالأعيان أوجدت / الألحان فاحكم بها جوداً من الله
ضاق النطاق على من ليس يعرفها / ولستَ تعرفها إلا من الله
فإنه أوجد الأكوان أجمعها / تفضُّلاً وعناياتٍ من الله
فليس يشهد في الأكوان كائنة / وحكمها أحد إلا من الله
فاحمد وزد واعترف بالكون من عدم / واشكر إلهك لا تشكر سوى الله
إني أتيت علوماً في قصيدتنا / تخفى على كل محجوبٍ عن الله
وقل بل إنها العلم الصحيح ولا / تعدل إلى غيرها تدنو من الله
لا تركننَّ إلى شيء تسرُّ به / إلا وتشهده جوداً من الله
تدفع غوائله بما اتصفتَ به / من الشهودِ فلا تغفلْ عن الله
ولا تخفْ من أمور أنت تحذرها / إلا وعصمتكُم فيها من الله
قصدي حضورك لا تغفل وكن رجلاً / لله بالله في الله معَ الله
فكن كسهلٍ وأمثالٍ له علموا / في أنَّ كونَ وجودِ الله الله
يا بردها حكمة ذوقاً على كبدي / الحالُ جاء بها فضلاً من الله
إنَّ الإله الذي بالشرعِ تعرفه
إنَّ الإله الذي بالشرعِ تعرفه / ليس الإله الذي بالفكرِ تدريهِ
العقلُ نُزّه والتحديدُ يأخذه / والشرع ما بين تنزيهٍ وتشبيهِ
الشرعُ أصدق ميزانٍ يعرِّفنا / بربنا ولهذا همتي فيه
إن الشريعة تجري غير قاصرة / والمعقل في عَمَه فيه وفي تيه
إنَّ العقولَ لتجري وهي قاصرةٌ / والشرعُ يظهرُه وقتاً ويخفيه
مشيئةُ العبدِ من مشيئةِ الله
مشيئةُ العبدِ من مشيئةِ الله / بل عينها عينها والحكم لله
من حيثُ ما هو رب العالمين ولا / نعم واحكم به فيه من الله
كما أتى في صريح الوحي في مَللي / إذا تمل يملُّ الله والساهي
لا يعرفُ الحقُّ إلا من عقيدته / ونحن نعرفُ حقَّ الله بالله
الله أنزلَ نوراً يُستضاء به
الله أنزلَ نوراً يُستضاء به / على فؤاد نبيٍّ سرَّه الله
أتى به روحه من فوق أرقعة / سبعٍ إلى فلبه والسامعُ الله
منه إليه به كان النزول له / فليس في الكون إلا الواحدُ الله
والجسمُ والعَرَضُ المشهودُ فيه وما / في الغيب ما ان تراه ذلك الله
ولا تناقضَ فيما قلتُه فأنا / عينُ الكثير وعيني الواحد الله
من اعجب الأمر أن الحكم من عدم / في عين كونٍ فأين العبدُ والله
فالعين تشهد خلقاً جاء من عدم / والأمر حقاً وعين المبصرِ الله
له اليمين له العينان في خبر / أتى به منه الآتي هو الله
فالحكم لي وله عين الوجود وما / للعين مني وجودٌ بل هو الله
فانظره في شجر وانظره في حجرٍ / وانظره في كل شيء ذلك الله
كل الأسامي له إن كنت تعقله / هو المسمى بها فكلها الله
فلو يقول جهولٌ قد جهلت وما / بالله جهلٌ فما كوني هو الله
فقل له ذاك حكم العين فيه ومن / يدري الذي قلته بأنه الله
ما ثَم والله إلا حيرةٌ ظهرتْ / وبي حلفت وإنَّ المقسم الله
لو كان ثَم وجودٌ ما هو الله / لم ينفردْ بالوجودِ الواحدِ الله
بل الحدوثُ لنا وما يتابعه / وهذه نسب والثابتُ الله
ينوب عنا وأنا منه في عدمٍ / ونحن نشهدُه والشاهدُ الله
هوية الحق أسراري وأعضائي
هوية الحق أسراري وأعضائي / فليس في الكون موجودٌ سوى الله
هذا الذي قلته الشرع جاء به / من عنده معلماً وحياً من الباه
هو الوجودُ الذي جلَّت عوارفه / ستور أغطيةٍ عنه بأشباه
ها إنَّ ذي عبرة إنْ كنتَ معتبراً / ظهرتْ فيها بحكم المالِ والجاه
هي التي عين التوحيدِ مشهدها / فلا تقل عندما تبدو لنا ما هي
هي ليس يدركها عينٌ سواها ولا / تقولُ أهل النهى في مطلبٍ ما هي
هَبْ أنه عين ذاتي كيف أفصله / عني ولستُ بما قد قلت بالساهي
هُنِّيتَ يا طالبَ التحقيق من قدم / صدقٍ بما حزتَه من عينِ أنباه
هناك معطى وجود الكونِ من عدمٍ / في عينٍ حدٍّ وفي ساه وفي لا هي
هو الذي حيَّر الألبابَ واعتمدت / على براهينها من كلِّ أوّاه
رأيتُ زلزلةً عُظمى منهبة
رأيتُ زلزلةً عُظمى منهبة / على أمورٍ عظامٍ كِدتُ أخفيها
في برزخٍ من برازخِ الكَرى ظهرتْ / آثارها وهو حالي قد بدا فيها
بدا لشاهد عيني عينُ صورتِه / تراه يا ليتَ شعري هل يوافيها
قالتْ خواطرنا من فوق أرقعة / تحريكُ أفلاكنا منا يكافيها
لو كان يصفو لنا في حال رؤيتنا / إياها خاطرنا كنا نصافيها
لكنها مرضت نفسي رؤيتها / وقد سألتُ إلهي أنْ يعافيها
شافهتها ومرادي أن أذكرها / بما لها عندنا من في إلى فيها
تحرّك الجسمُ مني في تحركها / بسجدةٍ لأمورٍ لا تنافيها
وكان فيما بدا مني لما قصدتُ / من المواعظِ والذكرى تلافيها
ما انبعثت همتي إليها
ما انبعثت همتي إليها / ولم أعرِّج يوماً عليها
من علمَ النفسَ علمَ كشفٍ / لم يبق ما عنده إليها
بما له خصّها اعتناء / فكلُّ ما عنده لديها
فليس في الكون ما تراه / سواه فالأمر في يديها
أرسلتني لوجودِ الحق أبغيه
أرسلتني لوجودِ الحق أبغيه / فكنت أثبته وقتاً وأنفيه
عقلٌ ينزهه شرعٌ يصورِّه / فلستُ أدري بأيّ الحكم أبغيه
إن قلت بالشرع قال العقل يجهله / أو قلت بالعقل قال الشرعُ يطغيه
تفنى رغاوةُ صابونٍ إذا وسخٌ / يقوم بالثوبِ والإنقاء يرغيه
والله أثبتَ ما الأفكارُ تنفيه / وقام بالحكمِ للأيمان يصفيه
الشرعُ أدناه حتى قلت إني أنا / عين الإله وجاء العقل يقصيه
إن كنتَ تحصي إلهي ما تجودُ به / على العبيد فإني لستُ أحصيه
فقلتُ للنفسِ هذا النص جاء به / فلتقبلي وعلى الألباب قصيه
نصيبه لفظاً ولا تعدل به أحداً / على لبيبٍ قليلِ الفكر نصيه
فإنْ أتتك عقولٌ تبتغي أثراً / بقصه فاحذري ولا تقصيه
خصيه في نفسه بما أتاك به / ولا تزيدي على ما قال خصيه
يا من يحيرني في ذاته أبداً
يا من يحيرني في ذاته أبداً / تنزيهه والذي قد جاء في الشبه
إنْ قلتُ ليس كذا قالت شريعته / صدِّق بتنزيهه العالي وبالشّبهِ
للحالتين معاً الذاتُ قابلةٌ / فأنت لا أنت إذ يدعوك بالشّبه
وقد رأى كلُّ ذي فكر وذي بَصَرٍ / الفرقَ بين وجودِ التبر والشبه
إني وليتُ أمورَ الخَلق أجمعها / شرقاً وغَرباً وإني بيضة البلَدِ
وما أنفِّذُ أمراً في الوجودِ فما / يبدو مقامي فما يدريه من أحد
وما أُغالط نفسي حين أسمع ما / أدعى به من إمامٍ سيِّد سَنَدِ
أتابعُ الحقَّ فيما شاءه وقضى / قبلَ الوقوعِ عن اذن السيِّد الصمد
فينفذ الأمر بي كلّ آونةٍ / ولاترى الخَلَق إلا صورةَ الجسد
عجزاً وفقراً وكتماً لا يزايلني / وإنني أحديّ الذات بالأحد
وعين ذكر مقامي ستره ولذا / صرَّحت إذ قبل الأقوامُ مستندي
فقال قائلهم دعواه قد عريتْ / عن الدليل وهذا عين معتقدي
الحدُ لله حمداً لله بالله
الحدُ لله حمداً لله بالله / وليس من حيث ما تدعوه باللاهي
فلا يقيده وسمٌ ولا صفةٌ / بنعت سلبٍ ولا بنعتِ أشباه
سبحانه لا بتسبيحِ هوينه / ذات المسبح لكن لا تقل ما هي
هوية ما لها في العينِ من خبرِ / ولا تنال بأموالٍ ولا جاه
هي الغنية ما تنفك طالبةً / قرضاً من الخلق من ولاةٍ ومن ساه
انظر بإيمانِ عقلٍ بل بفطرته / فجملة الأمر أنَّ السرَّ في الباه
هذا تولد عن هذا فوالده / هذا فيا حيرة المفتون في الله
إني لأبصره في عين سادنه / وهو المليك به الآمر الناهي
إن الزمان الذي ما زلت أحصيه
إن الزمان الذي ما زلت أحصيه / لقد تقضَّى وما حصلته فيه
لقد صبرتُ عليه إذ يعاندني / وقد درى بالذي فيه أقاسيه
من فقد كون أمورٍ كنت اطلبُها / منه ليوفي بعهدٍ كان يوفيه
وقد أتى زمنُ التقريب يطلبني / بالشكر إذا جاد لي بالوصل من فيه
فقلت يا زمني إني به زَمِنٌ / وأنتَ والله لا تدري وأدريه
ما ليلةَ القدرِ ألا ذاتُ رائيها
ما ليلةَ القدرِ ألا ذاتُ رائيها / وهي الدليل على الخير الذي فيها
تحوي على كلِّ خير قيِّدته لنا / بألفِ شهرٍ وذاك القدر يكفيها
ولم يقيد بشيء ما يزيد على / ما قيدته لنا حتى يوفيها
فليس يحصر غير الذات في عدد / لأنه خير ربٍّ مودع فيها
وخيره سرمديّ لا انقضاء له / فالله يحرسُها والله يكفيها
من كلِّ عينٍ تؤدّيها إلى عَطَب / ولو قد سعينا في تلافيها
الذاتُ تشهد في المجلى وليس لنا
الذاتُ تشهد في المجلى وليس لنا / حكم عليها بنعتٍ لم يزل فيه
إلا تحوّلها إلا تبدّلها / في كلِّ مجلى وهذا فيه ما فيه
في العقل لا في نصوصِ الشرعِ فالتزموا / قولَ المشرِّعِ إذ كان الهدى فيه
فليس من صور أدنى ولا صور / عليا تشاهد إلا حكمها فيه
فإنْ رأت حجراً وإن رأت شجراً / وإنْ رأت حيواناً كلها فيه
هو الوجود ولكن ما حكمت به / فإنه عين أعيانٍ بدتْ فيه
إني بليتُ بأمرٍ لستُ أعرفه
إني بليتُ بأمرٍ لستُ أعرفه / ولستُ أنكره والحكمُ لله
جهلي به عين علمي والنعيم به / مثل العذاب به كالمال والجاه
إن قلت هو قال عين الكشف ليس بهو / أو قلت ذا لم يوافقني سوى الله
فهذه حِكَم يدري بها حكم / من أهملها مثل أهل الشرع في الباه
فمن يوافقني فيها أوافقه / ومن يواقف قل يا سيدي ما هي
فيعتريه إذا ما قلت ذا خرس / وهو الدليلُ عليه أنه ساهي
فكل من في وجودِ الحقِّ يعرفه / إلا الذي هو في مقصودنا لا هي
مفاتيح الغيبِ في أمِّ الكتابِ فمن
مفاتيح الغيبِ في أمِّ الكتابِ فمن / يقرأ بها صلاة فهي تكفيهِ
النصفُ منها له والنصفُ منها لنا / على اشتراكٍ وإفراد بتنزيه
وفي التي قد تليها من برازخنا / علم صحيح وذاك العلم أدريه
أتى بها الله للأسماع في بقر / يحيى بها ميتاً حياتُه فيه
وآل عمران توحيدٌ بلا صفةٍ / من الصفاتِ التي أتت بتشبيه
إلى النساء جنحنا في تلاوتنا / فهنَّ فرعٌ لنا بكلِّ توجيه
وفي العقودِ لنا عقد عقدتُ به / ما بيننا ليوفى إذ نوفيه
إنَّ السكينةَ للأنعامِ قد نَزَلتْ / لما تلاها شخيصٌ جلَّ من فيه
السور من سورةِ الأعراف منشأه / بين الجنانِ وبين النار تبديه
أنفالُنا قد أُحلت للذي جُمعتْ / له العلومُ وهذا القدرُ يكفيه
وتوبة ما لديها اليوم بسملة / والاسم فيها وإنَّ الله يخفيه
وإنَّ في يونس من ربنا قدما / لنا بصدقٍ إذا ما كنت أعنيه
وإنَّ هوداً له من يوسفَ خبرٌ / من فبلِ تكوينِه ما زال يدريه
والرعد تسبيحه حمدٌ يقول به / خليله وهو إبراهيم يحويه
بالحجر حجر وحي النحل حين سَرى / بفتيةِ الكهفِ في قربٍ من التيه
ومريمُ ثم طه فلتقلْ بهما / في الأنبياء بما أسمعتكم فيه
وإنّ زلزلةَ الإصعاق قال بها / المؤمنون لسرٍّ فيه يوحيه
النورُ فرقانُ من أفتنه ظلمته / والنملُ في قصص لها تجافيد
والعنكبوتُ بنتْ بيتاً لتسكنه / والروم تهدمه وقتاً وتبنيه
وجاء لقمان يتلو بيننا حكماً / بسجدةٍ لترى الأحزابَ تأتيه
وفي سبا فطروا ياسين واعتمدوا / على الصفوفِ لصاد شربه فيه
لما أتتْ نحونا أملاكه زُمَرا / بمؤمنٍ فُصلتْ بما يلاقيه
نعم وفي سورة الشورى لنا مثلٌ / من الإله بتنزيه وتشبيه
وزخرفُ القولِ أبدته دجاجلةٌ / بسورةِ الدُّخ صافٍ قد جثا فيه
أحقافه أوقعت فيها القتال وما / فتح لحجر بقاف إذ تقفيه
والذارياتُ التي في الطور مسكنُها / هي الدواء لمن قد جاء يبغيه
النجمُ والقمر العالي يسقفه ال / رحمنُ عيناً وفي الآفاق يبديه
وكلُّ نازلة في الكون واقعة / من الحديد الذي بأساؤه فيه
فإن أتت نونا عينٌ تجادُلنا / فالحشر يجمعنا وفيه ما فيه
ولتمتحن نسوة في الدين هنَّ له / مهاجرات بلا عجبٍ ولا تيه
والصفُّ للجمعاتِ سنة ثبتت / ما للمنافق حظ فيه يشفيه
إنَّ التغابنَ إنْ طلقت سابقةٌ / فلا تحرّم له ملكاً توافيه
رأيت بالقلم الأعلى محققَه / عند المعارج إذ نوحٌ يواليه
والجنُّ يعضده التزميل حين أتى / مد ثريده منه إلى فيه
وفي القيامة إنسانٌ بها لسن / بالمرسلات ِ وعم النور يأتيه
بالنازعاتِ والأعمى كوّرت شمسٌ / والانفطار مع التطفيف يحميه
والانشقاق إذا عاينت صورته / عند البروجِ تجده طارقاً فيه
سبح إلهكم الأعلى بغاشية / بالفجر في بلدِ الشمسِ تبديه
والليلُ عند الضحى يأتيه شارحه / بالتينِ في علقٍ وقدره فيه
ولم يكن زلزلوا بالعادياتِ إذا / ما القارعاتُ أتتْ بالقبر تلهيه
والعصر يهمز فيلاً بالحجارة إذ / جاءتْ قريشٌ بدينِ الحوضِ تنشيه
وكافرٍ قد أبى نصراً فكان له / التبُّ من سورة الإخلاص يأتيه
وسورةُ الفلقِ النوريّ جاء بها / للناسِ والله من ضرٍّ يعافيه
فهذه سورُ القرآنِ أجمعها / جمعتُ أسماءها لرغبتي فيه
سمعت من ليس يدري ما يقول به
سمعت من ليس يدري ما يقول به / قد قال في الله إنَّ الكل هو وإليه
إن الإله بعينِ الحقِّ أنطقه / بما هو الأمر فيما قال فيه عليه
عقلي به فوقَ عقلِ الناسِ كلهمُ
عقلي به فوقَ عقلِ الناسِ كلهمُ / فلستُ أفكر في شيءٍ أقضيهِ
تصرُّفي ليس عن فكرٍ ولا نظرٍ / لكن عن الله يوحيه فأُمضيهِ
الأمر بيني وبين السرِّ منقسمٌ / بحاله فهو يرضيني وأرضيه
فما يكون له من حادثٍ قبلي / يبغي تكوّنه إلا وأقضيه
فليس يمكنه إلا سياستنا / وليس يمكننا إلا ترضيه
فكل ما هو فيه من مكانتنا / وكلُّ ما نحن فيه من مراضيه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025