المجموع : 25
ما يتَّقي الله إلا كلُّ ذي نظر
ما يتَّقي الله إلا كلُّ ذي نظر / مسدَّد مُجتَبى قد خصَّه اللهُ
يقطعُ الليلَ بالتسبيح بين يدي / مولاه دَامعةٌ في الليلِ عيناه
يقول يا سيدي يا منتهى أملي / ما للعبيدِ رحيمٌ غيرُ مولاه
الله كرَّمَ من هذي سجيَّته / ونعته فإذا يدعوه لَّباه
لولا ما ضحكت أرضٌ بزهرتها / ولا بَكتْ سُحبها لولاه لولاه
الله فضَّله الله جمَّله / الله عدَّله الله سوَّاه
يا صفوةَ الدينِ أنتَ أجمعه / طابتْ بذكرك أعرافٌ وأفواه
ألبستُ من هو منا اليومَ خرقَتنا
ألبستُ من هو منا اليومَ خرقَتنا / لباسَ تقوى وفيه بعضُ ما فيه
إذا يصح له من أصله نَسبٍ / صحَّ اللباسُ لباسَ الفخرِ والتيه
وأيُّ فخرٍ يسامي فخر ذي نَسبٍ / تفخر العلمُ منه في نواحيه
فليلبس الولدُ المحفوظُ خرقَتنا / على الشروطِ التي ضمنتُها فيه
وهي التزيُّن بالأخلاقِ أجمعها / محمودها في الذي يبدي ويخفيه
وجوده مُنتجٌ كوني لنعلمه
وجوده مُنتجٌ كوني لنعلمه / والعلم بي منتج للعلم بالله
فكوننا من دليل العقلِ مأخذه / والعلمُ مأخذه من شرعه الزاهي
ولا تقل هذه في الحق مغلطةٌ / الحقُّ ما قلته في الأمر يا ساهي
عناية الله بي إذ كان يعلمني / مثل هذا بلا مال بلا جاه
هذا هو الجاه إنْ حققتَ منصبه / وليس يعرفه ساهٍ ولا واهي
الحقُّ يسألني ما ليس يدركه / إلا بنا مدرك من حسّ أو باه
بيت التفكر بيتُ العنكبوتِ وبي / ت الكشفِ عندهم في فكرهم واهي
لولا التفكر كان الناسُ في دَعة / في العلم بالله لا بالآمر الناهي
وليس يعبده إلا منزهة / في كلِّ عينٍ من أمثالٍ وأشباه
إذا أتاكم رسولُ الحقِّ يمنحكم / أسماء مرسلة فلا تقل ما هي
خذها ولا تعتبر فيها مُقايسة / ولا اشتقاقاً وكن كالعالم الواهي
قد حزت من عدمي بالكون ما ثبتت
قد حزت من عدمي بالكون ما ثبتت / في العين صورته والكونُ لله
فالحكم فينا لنا فليس يظلمنا / وقامت الحجة ُالغرَّاء لله
ما للمحالات في العين الثبوت وقد / أقامها العقلُ للأوهام لله
والطبعُ ساعدُه والطرفُ شاهده / شهودٌ وهم بأحكام من الله
لو لم يرد لم يكن وقد أراد فكان / ولو فليس لها حكم مع الله
من يزرعِ المنعَ لم يحصدْ سوى عدمٍ / والجودُ يزرعُ والايجادُ لله
وحيثما ثبتت في العين صورتها / فليس ينتجُ إلا المنع والله
ويضعف الحكم فيها إن قرنت بها / وجود لا حكمة أيضاً من الله
لولا تحقق لو دان لنيط به / خلاف ما يستحق الذات والله
فرحمة الله بالأعيان أوجدت / الألحان فاحكم بها جوداً من الله
ضاق النطاق على من ليس يعرفها / ولستَ تعرفها إلا من الله
فإنه أوجد الأكوان أجمعها / تفضُّلاً وعناياتٍ من الله
فليس يشهد في الأكوان كائنة / وحكمها أحد إلا من الله
فاحمد وزد واعترف بالكون من عدم / واشكر إلهك لا تشكر سوى الله
إني أتيت علوماً في قصيدتنا / تخفى على كل محجوبٍ عن الله
وقل بل إنها العلم الصحيح ولا / تعدل إلى غيرها تدنو من الله
لا تركننَّ إلى شيء تسرُّ به / إلا وتشهده جوداً من الله
تدفع غوائله بما اتصفتَ به / من الشهودِ فلا تغفلْ عن الله
ولا تخفْ من أمور أنت تحذرها / إلا وعصمتكُم فيها من الله
قصدي حضورك لا تغفل وكن رجلاً / لله بالله في الله معَ الله
فكن كسهلٍ وأمثالٍ له علموا / في أنَّ كونَ وجودِ الله الله
يا بردها حكمة ذوقاً على كبدي / الحالُ جاء بها فضلاً من الله
إنَّ الإله الذي بالشرعِ تعرفه
إنَّ الإله الذي بالشرعِ تعرفه / ليس الإله الذي بالفكرِ تدريهِ
العقلُ نُزّه والتحديدُ يأخذه / والشرع ما بين تنزيهٍ وتشبيهِ
الشرعُ أصدق ميزانٍ يعرِّفنا / بربنا ولهذا همتي فيه
إن الشريعة تجري غير قاصرة / والمعقل في عَمَه فيه وفي تيه
إنَّ العقولَ لتجري وهي قاصرةٌ / والشرعُ يظهرُه وقتاً ويخفيه
مشيئةُ العبدِ من مشيئةِ الله
مشيئةُ العبدِ من مشيئةِ الله / بل عينها عينها والحكم لله
من حيثُ ما هو رب العالمين ولا / نعم واحكم به فيه من الله
كما أتى في صريح الوحي في مَللي / إذا تمل يملُّ الله والساهي
لا يعرفُ الحقُّ إلا من عقيدته / ونحن نعرفُ حقَّ الله بالله
الله أنزلَ نوراً يُستضاء به
الله أنزلَ نوراً يُستضاء به / على فؤاد نبيٍّ سرَّه الله
أتى به روحه من فوق أرقعة / سبعٍ إلى فلبه والسامعُ الله
منه إليه به كان النزول له / فليس في الكون إلا الواحدُ الله
والجسمُ والعَرَضُ المشهودُ فيه وما / في الغيب ما ان تراه ذلك الله
ولا تناقضَ فيما قلتُه فأنا / عينُ الكثير وعيني الواحد الله
من اعجب الأمر أن الحكم من عدم / في عين كونٍ فأين العبدُ والله
فالعين تشهد خلقاً جاء من عدم / والأمر حقاً وعين المبصرِ الله
له اليمين له العينان في خبر / أتى به منه الآتي هو الله
فالحكم لي وله عين الوجود وما / للعين مني وجودٌ بل هو الله
فانظره في شجر وانظره في حجرٍ / وانظره في كل شيء ذلك الله
كل الأسامي له إن كنت تعقله / هو المسمى بها فكلها الله
فلو يقول جهولٌ قد جهلت وما / بالله جهلٌ فما كوني هو الله
فقل له ذاك حكم العين فيه ومن / يدري الذي قلته بأنه الله
ما ثَم والله إلا حيرةٌ ظهرتْ / وبي حلفت وإنَّ المقسم الله
لو كان ثَم وجودٌ ما هو الله / لم ينفردْ بالوجودِ الواحدِ الله
بل الحدوثُ لنا وما يتابعه / وهذه نسب والثابتُ الله
ينوب عنا وأنا منه في عدمٍ / ونحن نشهدُه والشاهدُ الله
هوية الحق أسراري وأعضائي
هوية الحق أسراري وأعضائي / فليس في الكون موجودٌ سوى الله
هذا الذي قلته الشرع جاء به / من عنده معلماً وحياً من الباه
هو الوجودُ الذي جلَّت عوارفه / ستور أغطيةٍ عنه بأشباه
ها إنَّ ذي عبرة إنْ كنتَ معتبراً / ظهرتْ فيها بحكم المالِ والجاه
هي التي عين التوحيدِ مشهدها / فلا تقل عندما تبدو لنا ما هي
هي ليس يدركها عينٌ سواها ولا / تقولُ أهل النهى في مطلبٍ ما هي
هَبْ أنه عين ذاتي كيف أفصله / عني ولستُ بما قد قلت بالساهي
هُنِّيتَ يا طالبَ التحقيق من قدم / صدقٍ بما حزتَه من عينِ أنباه
هناك معطى وجود الكونِ من عدمٍ / في عينٍ حدٍّ وفي ساه وفي لا هي
هو الذي حيَّر الألبابَ واعتمدت / على براهينها من كلِّ أوّاه
رأيتُ زلزلةً عُظمى منهبة
رأيتُ زلزلةً عُظمى منهبة / على أمورٍ عظامٍ كِدتُ أخفيها
في برزخٍ من برازخِ الكَرى ظهرتْ / آثارها وهو حالي قد بدا فيها
بدا لشاهد عيني عينُ صورتِه / تراه يا ليتَ شعري هل يوافيها
قالتْ خواطرنا من فوق أرقعة / تحريكُ أفلاكنا منا يكافيها
لو كان يصفو لنا في حال رؤيتنا / إياها خاطرنا كنا نصافيها
لكنها مرضت نفسي رؤيتها / وقد سألتُ إلهي أنْ يعافيها
شافهتها ومرادي أن أذكرها / بما لها عندنا من في إلى فيها
تحرّك الجسمُ مني في تحركها / بسجدةٍ لأمورٍ لا تنافيها
وكان فيما بدا مني لما قصدتُ / من المواعظِ والذكرى تلافيها
ما انبعثت همتي إليها
ما انبعثت همتي إليها / ولم أعرِّج يوماً عليها
من علمَ النفسَ علمَ كشفٍ / لم يبق ما عنده إليها
بما له خصّها اعتناء / فكلُّ ما عنده لديها
فليس في الكون ما تراه / سواه فالأمر في يديها
أرسلتني لوجودِ الحق أبغيه
أرسلتني لوجودِ الحق أبغيه / فكنت أثبته وقتاً وأنفيه
عقلٌ ينزهه شرعٌ يصورِّه / فلستُ أدري بأيّ الحكم أبغيه
إن قلت بالشرع قال العقل يجهله / أو قلت بالعقل قال الشرعُ يطغيه
تفنى رغاوةُ صابونٍ إذا وسخٌ / يقوم بالثوبِ والإنقاء يرغيه
والله أثبتَ ما الأفكارُ تنفيه / وقام بالحكمِ للأيمان يصفيه
الشرعُ أدناه حتى قلت إني أنا / عين الإله وجاء العقل يقصيه
إن كنتَ تحصي إلهي ما تجودُ به / على العبيد فإني لستُ أحصيه
فقلتُ للنفسِ هذا النص جاء به / فلتقبلي وعلى الألباب قصيه
نصيبه لفظاً ولا تعدل به أحداً / على لبيبٍ قليلِ الفكر نصيه
فإنْ أتتك عقولٌ تبتغي أثراً / بقصه فاحذري ولا تقصيه
خصيه في نفسه بما أتاك به / ولا تزيدي على ما قال خصيه
يا من يحيرني في ذاته أبداً
يا من يحيرني في ذاته أبداً / تنزيهه والذي قد جاء في الشبه
إنْ قلتُ ليس كذا قالت شريعته / صدِّق بتنزيهه العالي وبالشّبهِ
للحالتين معاً الذاتُ قابلةٌ / فأنت لا أنت إذ يدعوك بالشّبه
وقد رأى كلُّ ذي فكر وذي بَصَرٍ / الفرقَ بين وجودِ التبر والشبه
إني وليتُ أمورَ الخَلق أجمعها / شرقاً وغَرباً وإني بيضة البلَدِ
وما أنفِّذُ أمراً في الوجودِ فما / يبدو مقامي فما يدريه من أحد
وما أُغالط نفسي حين أسمع ما / أدعى به من إمامٍ سيِّد سَنَدِ
أتابعُ الحقَّ فيما شاءه وقضى / قبلَ الوقوعِ عن اذن السيِّد الصمد
فينفذ الأمر بي كلّ آونةٍ / ولاترى الخَلَق إلا صورةَ الجسد
عجزاً وفقراً وكتماً لا يزايلني / وإنني أحديّ الذات بالأحد
وعين ذكر مقامي ستره ولذا / صرَّحت إذ قبل الأقوامُ مستندي
فقال قائلهم دعواه قد عريتْ / عن الدليل وهذا عين معتقدي
الحدُ لله حمداً لله بالله
الحدُ لله حمداً لله بالله / وليس من حيث ما تدعوه باللاهي
فلا يقيده وسمٌ ولا صفةٌ / بنعت سلبٍ ولا بنعتِ أشباه
سبحانه لا بتسبيحِ هوينه / ذات المسبح لكن لا تقل ما هي
هوية ما لها في العينِ من خبرِ / ولا تنال بأموالٍ ولا جاه
هي الغنية ما تنفك طالبةً / قرضاً من الخلق من ولاةٍ ومن ساه
انظر بإيمانِ عقلٍ بل بفطرته / فجملة الأمر أنَّ السرَّ في الباه
هذا تولد عن هذا فوالده / هذا فيا حيرة المفتون في الله
إني لأبصره في عين سادنه / وهو المليك به الآمر الناهي
إن الزمان الذي ما زلت أحصيه
إن الزمان الذي ما زلت أحصيه / لقد تقضَّى وما حصلته فيه
لقد صبرتُ عليه إذ يعاندني / وقد درى بالذي فيه أقاسيه
من فقد كون أمورٍ كنت اطلبُها / منه ليوفي بعهدٍ كان يوفيه
وقد أتى زمنُ التقريب يطلبني / بالشكر إذا جاد لي بالوصل من فيه
فقلت يا زمني إني به زَمِنٌ / وأنتَ والله لا تدري وأدريه
ما ليلةَ القدرِ ألا ذاتُ رائيها
ما ليلةَ القدرِ ألا ذاتُ رائيها / وهي الدليل على الخير الذي فيها
تحوي على كلِّ خير قيِّدته لنا / بألفِ شهرٍ وذاك القدر يكفيها
ولم يقيد بشيء ما يزيد على / ما قيدته لنا حتى يوفيها
فليس يحصر غير الذات في عدد / لأنه خير ربٍّ مودع فيها
وخيره سرمديّ لا انقضاء له / فالله يحرسُها والله يكفيها
من كلِّ عينٍ تؤدّيها إلى عَطَب / ولو قد سعينا في تلافيها
الذاتُ تشهد في المجلى وليس لنا
الذاتُ تشهد في المجلى وليس لنا / حكم عليها بنعتٍ لم يزل فيه
إلا تحوّلها إلا تبدّلها / في كلِّ مجلى وهذا فيه ما فيه
في العقل لا في نصوصِ الشرعِ فالتزموا / قولَ المشرِّعِ إذ كان الهدى فيه
فليس من صور أدنى ولا صور / عليا تشاهد إلا حكمها فيه
فإنْ رأت حجراً وإن رأت شجراً / وإنْ رأت حيواناً كلها فيه
هو الوجود ولكن ما حكمت به / فإنه عين أعيانٍ بدتْ فيه
إني بليتُ بأمرٍ لستُ أعرفه
إني بليتُ بأمرٍ لستُ أعرفه / ولستُ أنكره والحكمُ لله
جهلي به عين علمي والنعيم به / مثل العذاب به كالمال والجاه
إن قلت هو قال عين الكشف ليس بهو / أو قلت ذا لم يوافقني سوى الله
فهذه حِكَم يدري بها حكم / من أهملها مثل أهل الشرع في الباه
فمن يوافقني فيها أوافقه / ومن يواقف قل يا سيدي ما هي
فيعتريه إذا ما قلت ذا خرس / وهو الدليلُ عليه أنه ساهي
فكل من في وجودِ الحقِّ يعرفه / إلا الذي هو في مقصودنا لا هي
مفاتيح الغيبِ في أمِّ الكتابِ فمن
مفاتيح الغيبِ في أمِّ الكتابِ فمن / يقرأ بها صلاة فهي تكفيهِ
النصفُ منها له والنصفُ منها لنا / على اشتراكٍ وإفراد بتنزيه
وفي التي قد تليها من برازخنا / علم صحيح وذاك العلم أدريه
أتى بها الله للأسماع في بقر / يحيى بها ميتاً حياتُه فيه
وآل عمران توحيدٌ بلا صفةٍ / من الصفاتِ التي أتت بتشبيه
إلى النساء جنحنا في تلاوتنا / فهنَّ فرعٌ لنا بكلِّ توجيه
وفي العقودِ لنا عقد عقدتُ به / ما بيننا ليوفى إذ نوفيه
إنَّ السكينةَ للأنعامِ قد نَزَلتْ / لما تلاها شخيصٌ جلَّ من فيه
السور من سورةِ الأعراف منشأه / بين الجنانِ وبين النار تبديه
أنفالُنا قد أُحلت للذي جُمعتْ / له العلومُ وهذا القدرُ يكفيه
وتوبة ما لديها اليوم بسملة / والاسم فيها وإنَّ الله يخفيه
وإنَّ في يونس من ربنا قدما / لنا بصدقٍ إذا ما كنت أعنيه
وإنَّ هوداً له من يوسفَ خبرٌ / من فبلِ تكوينِه ما زال يدريه
والرعد تسبيحه حمدٌ يقول به / خليله وهو إبراهيم يحويه
بالحجر حجر وحي النحل حين سَرى / بفتيةِ الكهفِ في قربٍ من التيه
ومريمُ ثم طه فلتقلْ بهما / في الأنبياء بما أسمعتكم فيه
وإنّ زلزلةَ الإصعاق قال بها / المؤمنون لسرٍّ فيه يوحيه
النورُ فرقانُ من أفتنه ظلمته / والنملُ في قصص لها تجافيد
والعنكبوتُ بنتْ بيتاً لتسكنه / والروم تهدمه وقتاً وتبنيه
وجاء لقمان يتلو بيننا حكماً / بسجدةٍ لترى الأحزابَ تأتيه
وفي سبا فطروا ياسين واعتمدوا / على الصفوفِ لصاد شربه فيه
لما أتتْ نحونا أملاكه زُمَرا / بمؤمنٍ فُصلتْ بما يلاقيه
نعم وفي سورة الشورى لنا مثلٌ / من الإله بتنزيه وتشبيه
وزخرفُ القولِ أبدته دجاجلةٌ / بسورةِ الدُّخ صافٍ قد جثا فيه
أحقافه أوقعت فيها القتال وما / فتح لحجر بقاف إذ تقفيه
والذارياتُ التي في الطور مسكنُها / هي الدواء لمن قد جاء يبغيه
النجمُ والقمر العالي يسقفه ال / رحمنُ عيناً وفي الآفاق يبديه
وكلُّ نازلة في الكون واقعة / من الحديد الذي بأساؤه فيه
فإن أتت نونا عينٌ تجادُلنا / فالحشر يجمعنا وفيه ما فيه
ولتمتحن نسوة في الدين هنَّ له / مهاجرات بلا عجبٍ ولا تيه
والصفُّ للجمعاتِ سنة ثبتت / ما للمنافق حظ فيه يشفيه
إنَّ التغابنَ إنْ طلقت سابقةٌ / فلا تحرّم له ملكاً توافيه
رأيت بالقلم الأعلى محققَه / عند المعارج إذ نوحٌ يواليه
والجنُّ يعضده التزميل حين أتى / مد ثريده منه إلى فيه
وفي القيامة إنسانٌ بها لسن / بالمرسلات ِ وعم النور يأتيه
بالنازعاتِ والأعمى كوّرت شمسٌ / والانفطار مع التطفيف يحميه
والانشقاق إذا عاينت صورته / عند البروجِ تجده طارقاً فيه
سبح إلهكم الأعلى بغاشية / بالفجر في بلدِ الشمسِ تبديه
والليلُ عند الضحى يأتيه شارحه / بالتينِ في علقٍ وقدره فيه
ولم يكن زلزلوا بالعادياتِ إذا / ما القارعاتُ أتتْ بالقبر تلهيه
والعصر يهمز فيلاً بالحجارة إذ / جاءتْ قريشٌ بدينِ الحوضِ تنشيه
وكافرٍ قد أبى نصراً فكان له / التبُّ من سورة الإخلاص يأتيه
وسورةُ الفلقِ النوريّ جاء بها / للناسِ والله من ضرٍّ يعافيه
فهذه سورُ القرآنِ أجمعها / جمعتُ أسماءها لرغبتي فيه
سمعت من ليس يدري ما يقول به
سمعت من ليس يدري ما يقول به / قد قال في الله إنَّ الكل هو وإليه
إن الإله بعينِ الحقِّ أنطقه / بما هو الأمر فيما قال فيه عليه
عقلي به فوقَ عقلِ الناسِ كلهمُ
عقلي به فوقَ عقلِ الناسِ كلهمُ / فلستُ أفكر في شيءٍ أقضيهِ
تصرُّفي ليس عن فكرٍ ولا نظرٍ / لكن عن الله يوحيه فأُمضيهِ
الأمر بيني وبين السرِّ منقسمٌ / بحاله فهو يرضيني وأرضيه
فما يكون له من حادثٍ قبلي / يبغي تكوّنه إلا وأقضيه
فليس يمكنه إلا سياستنا / وليس يمكننا إلا ترضيه
فكل ما هو فيه من مكانتنا / وكلُّ ما نحن فيه من مراضيه