القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو نُوَاس الكل
المجموع : 6
دَعني مِنَ الدارِ أَبكيها وَأَرثيها
دَعني مِنَ الدارِ أَبكيها وَأَرثيها / إِذا خَلَت مِن حَبيبٍ لي مَغانيها
ذَرِ الرَوامِسَ تَمحو كُلَّما دَرَسَت / آثارُها وَدَعِ الأَمطارَ تَبكيها
إِن كانَ فيها الَّذي أَهوى أَقَمتُ بِها / وَإِن عَداها فَإِنّي سَوفَ أَقليها
أَحَقُّ مَنزِلَةٍ بِالتَركِ مَنزِلَةٌ / تَعَطَّلَت مِن هَوىً عِلقٍ لِأَهليها
أَمكَنتُ عاذِلَتي في الخَمرِ مِن أُذُنٍ / يُغني صَداها جَواباً مَن يُناديها
أَقولُ لَمّا أَدارَ الكَأسَ لي قُثَمٌ / الآنَ حينَ تَعاطى القَوسَ باريها
يا أَلبَقَ الناسِ كَفّاً حينَ يَمزُجُها / وَحينَ يَشرَبُها صِرفاً وَيَسقيها
قَد قُمتُ فيها عَلى حَدٍّ يُوافِقُنا / وَهَكَذا فَأَدِرها بَينَنا إيها
إِن كانَتِ الخَمرُ لِلأَلبابِ سالِبَةً / فَإِنَّ عَينَيكَ تَجري في مَجاريها
في مُقلَتَيكَ صِفاتُ السِحرِ ناطِقَةٌ / بِاللَفظِ واحِدَةٌ شَتّى مَعانيها
فَاِشرَب لَعَلَّكَ أَن تَحظى بِسَكرَتِها / فَالشَأنُ إِن ساعَدَتنا سَكرَةٌ فيها
وَمُخطَفِ الخَصرِ في أَردافِهِ عَمَمٌ / يَميسُ في حُلَّةٍ رَقَّت حَواشيها
إِذا نَظَرتُ إِلَيهِ تاهَ عَن نَظَري / فَإِن تَزَيَّدتُ دَلّاً زادَني تيها
عاطَيتُهُ وَضِياءُ الصُبحِ مُتَّصِلٌ / بِظُلمَةِ اللَيلِ أَو قَد كانَ يُضويها
كَأساً كَأَنَّ دَبيبَ النَملِ فَترَتُها / لَديغُها يَشتَفي مِن نَفثِ راقيها
فَلَم نَزَل نَتَعاطى الكَأسَ مُذهَبَةً / كَأَنَّ طَوقَ جُمانٍ في نَواحيها
حَتّى إِذا أَلبَسَتهُ الكَأسُ حُلَّتَها / وَنامَ شارِبُها سُكراً وَساقيها
كَتَبتُ في غَيرِ قِرطاسٍ بِلا قَلَمٍ / في حاجَةٍ عَرَضَت لي لا أُسَمّيها
فَقامَ يوسِعُني شَتماً وَأوسِعُهُ / حِلماً وَقَد بَلَغَت نَفسي أَمانيها
صَنائِعُ الخَمرِ عِندي غَيرُ ضائِعَةٍ / حَتّى يَقومَ بِها شُكري فَيَجزيها
مَولى جِنانَ وَإِن أَبدى تَجَلُّدَهُ
مَولى جِنانَ وَإِن أَبدى تَجَلُّدَهُ / يَهوى جِنانَ فَيَرجوها وَيَخشاها
مَولاتُهُ هِيَ بِالمَعنى وَحُقَّ لَها / وَالناسُ يَدعونَهُ بِاللَفظِ مَولاها
إِن مِتُّ مِنكَ وَقَلبي فيهِ ما فيهِ
إِن مِتُّ مِنكَ وَقَلبي فيهِ ما فيهِ / وَلَم أَنَل فَرَجاً مِمّا أُقاسيهِ
نادَيتُ قَلبي بِحُزنٍ ثُمَّ قُلتُ لَهُ / يا مَن يُبالي حَبيباً لا يُباليهِ
هَذا الَّذي كُنتَ تَهواهُ وَتَمنَحَهُ / صَفوَ المَوَدَّةِ قَد غالَت دَواهيهِ
فَرَدَّ قَلبي عَلى طَرفي بِحُرقَتِهِ / هَذا البَلاءُ الَّذي دَلَّيتَني فيهِ
أَرهَقتَني في هَوى مَن لَيسَ يُنصِفُني / وَلَيسَ يَنفَكُّ مِن زَهوٍ وَمِن تيهِ
قَد حُمَّ مَن أَنا أَحميهِ فَأَفقَدَهُ
قَد حُمَّ مَن أَنا أَحميهِ فَأَفقَدَهُ / وَرداً بِوَجنَتِهِ وِردٌ لِحُمّاهُ
يا لَيتَ حُمّاهُ لي كانَت مُضاعَفَةً / يَوماً بِشَهرٍ وَأَنَّ اللَهَ عافاهُ
فَيُصبِحَ السُقمُ مَنقولاً إِلى جَسَدي / وَيَجعَلُ اللَهُ مِنهُ البُرءَ عُقباهُ
أَقولُ لِلسُقمِ كَم ذا قَد لَهِجتُ بِهِ / فَقالَ لي مِثلَما تَهواهُ أَهواهُ
حَلَفتُ لِلسُقمِ أَنّي لَستُ أَذكُرُهُ / وَكَيفَ يَذكُرُهُ مَن لَيسَ يَنساهُ
الدارُ أَطبَقَ إِخراسٌ عَلى فيها
الدارُ أَطبَقَ إِخراسٌ عَلى فيها / وَاِعتاقَها صَمَمٌ عَن صَوتِ داعيها
وَلي مِنَ الحَينِ عينٌ لَيسَ يَمنَعُها / طولُ المَلامَةِ أَن تَجري مَآقيها
يا دِمنَةً سُلِبَت مِنها بَشاشَتُها / وَأُلبِسَت مِن ثِيابِ المَحلِ باقيها
أَبدَت عَواصِيَ مِن دَمعٍ أَطَعنَ لَها / لَمّا رَمَيتُ بِطَرفي في نَواحيها
لَأَعطافِهِنَّ عَلى الصَهباءِ عَن دِمَنٍ / لَم يَبقَ مِن عَهدِها إِلّا أَثافيها
مَوصوفَةٌ بِفُنونِ الطيبِ طالَ لَها / عُمرٌ فَلَم تَعدُ أَن رَقَّت حَواشيها
تَرى نَظائِرَها يَخضَعنَ هَيبَتَها / فَقَد ثَمِلتُ لِما أَجلَلنَها تيها
عاطَيتُها صاحِباً صَبّاً بِها كَلِفاً / حَرباً لِعايِفِها سِلماً لِحاسيها
فَأَعنَقَت بي أَمونٌ فاتَ غارِبُها / قادَ الزِمامَ وَقادَ السَوطَ هاديها
تَجتابُ أَغبَرَ تَفتَنُّ الرِياحُ بِهِ / صَبّاً جَنوباً تُهامِيّاً شَآميها
فَتارَةً يَطعَنُ الساري بِحَربَتِهِ / وَمَوضِعُ السِرِّ أَحياناً مُناجيها
إِذا الجِيادُ جَرَت يَومَ الرِهانِ جَرَت / جَريَ السَوابِقِ تَحثو في نَواصيها
إِلى أَبي الفَضلِ عَبّاسٍ وَلَيسَ إِلى / هَذا وَلا ذا دَعَت نَفسي دَواعيها
إِنَّ السَحابَ لَتَستَحيِي إِذا نَظَرَت / إِلى نَداهُ فَقاسَتهُ بِما فيها
حَتّى تَهُمُّ بِإِقلاعٍ فَيَمنَعُها / خَوفُ العُقوبَةِ في عِصيانِ مُنشيها
وَطءُ الرَبيعِ وَوَطءُ الفَضلِ ما اِفتَرَشا / مِنَ المَكارِمِ إِذ شادا مَعاليها
بَنى الرَبيعُ لَهُ وَالفَضلُ فَاِحتَشَدا / غاياتِ مُلكٍ رَفيعاتٍ لِبانيها
وَشَمَّراهُ فَلَمّا شَمَّراهُ لَها / جَرى فَقالَ كَذا قالا لَهُ إيها
لا تَفرُغُ النَفسُ مِن شُغلٍ بِدُنياها
لا تَفرُغُ النَفسُ مِن شُغلٍ بِدُنياها / رَأَيتُها لَم يَنَلها مَن تَمَنّاها
إِنّا لَنَنفَسُ في دُنيا مُوَلِّيَةٍ / وَنَحنُ قَد نَكتَفي مِنها بِأَدناها
حَذَّرتُكَ الكِبرَ لا يَعلَقكَ ميصَمُهُ / فَإِنَّهُ مَلبَسٌ نازَعتُهُ اللَهَ
يا بُؤسَ جِلدٍ عَلى عَظمٍ مُخَرَّقَةٍ / فيهِ الخُروقُ إِذا كَلَّمتَهُ تاها
يَرى عَلَيكَ بِهِ فَضلاً يُبينُ بِهِ / إِن نالَ في العاجِلِ السُلطانَ وَالجاها
مُثنٍ عَلى نَفسِهِ راضٍ بِسيرَتِها / كَذَبتَ يا خادِمَ الدُنيا وَمَولاها
إِنّي لَأَمقُتُ نَفسي عِندَ نَخوَتِها / فَكَيفَ آمَنُ مَقتَ اللَهِ إِيّاها
أَنتَ اللَئيمُ الَّذي لَم تَعدُ هِمَّتُهُ / إيثارَ دُنيا إِذا نادَتهُ لَبّاها
يا راكِبَ الذَنبِ قَد شابَت مَفارِقُهُ / أَما تَخافُ مِنَ الأَيّامِ عُقباها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025