المجموع : 4
لكل خطب مهم حسبي اللَه
لكل خطب مهم حسبي اللَه / أَرجو به الامن مِمّا كنت أَخشاه
وأستَغيث به في كل نائبة / وَما مَلازي في الدارين الا هو
ذو المن وَالمَجد وَالفَضل العَظيم ومن / يَدعوه سائله رباه رَباه
له المَواهِب والالاء وَالمثل ال / لأعلى الَّذي لا يحيط الوهم علياه
القادِر الآمر الناهي المدبر لا / يَرضى لَنا الكفر والايمان يَرضاه
مَن لا يقال بحال عنه كيف وَلا / لفضله كم تَعالى ربنا اللَه
وَلا يغيره مر الدهور وَلا / كر العصور وَلا الاحداث تَغشاه
وَلا بعبر عَنه بالحلول وَلا / بالانتقال دنا أَو شط حاشاه
أَنشا العَوالِم اعلاما بقدرته / وأغرق الكل منهم بحر نعماه
وأوجد الخلق باري الخلق من عدم / عَلى محبة خير الخلق لَولاه
محمد من زكت شمس الوجود به / وَطابَ من ثمرات الكون حرفاه
سر النبيين محيي الدين ذو شرف / طابَت ذوائبه فرعا وَمنشاه
فرد الجلالة فرد الجود البسه / تاج الجَلالة من للخلق أَهداه
أَغشاه خلعة نور فيه أودعها / جبريل وَهُوَ باذن اللَه أَغشاه
فأشرق الكون من نوار بهجته / وَطابَ رياه لما طاب رياه
لِلَّه خرقه أَنوار تداولها / أَئمة لهم التَمكين والجاه
سر تشفع من سر الغيوب فَما / زالَت بَصائِر أَهل الحق تَرعاه
ما بَينَ جبريل وَالطهر ابن آمنة / إِلى الامام عَلي كان مسراه
وَفي الحسين وَفي نجل الحسين وز / العابدين رحيم القلب أَوّاه
وَباقر العلم فالمَيمون جعفره / وَكاظم الغيظ موسى من كموساه
أَبى عَلى الرضا سامى الفخار وكم / مستقبل السر من ماض تَلقاه
أَئمة من بَني الزهر الهم شرف / هم خمسة حيدر فيهم وَزهراه
هم عرفوا الشيخ معروفا أَخا كرخ / أَدنوه قبل سرى وَهوَ أَدناه
سار السرى عَلى آثار سيرتهم / إِلى الجنيد مجدا حين آخاه
أَلقى الجنيد الى الشبلى نور هدى / هداية الخلق طرا ثم أَلقاه
الى المحدث عبدالواحِد القمر / الساري فأودعه مصباح دنياه
أَعنى أَبا الفرج الهادى فخص به / أَبا سَعيد كَذاك الفرد عقباه
وَمنه في الشيخ عبدالقادر ابتهجت / طَلائِع الفَظل نورا في محياه
كالشمس تسفر من أَقصى مطالعها / حسنا وَكالبَدر ملء العين مرآه
وَكالغمام اذا استمطرته كرما / وَكالصبا خلقا ان رق مهواه
من آل فاطمة لزهراء ذو شرف / أَتى به الدهر فردا عَن مثناه
عَلى جملالته أَنوار هيبته / كالسَيف ان راق حسنا رق حداه
فخر الجيلان دون العالمين به / اذ غاية الشرف الاعلى قصاراه
أَلقى من السر في الحداد نور هدى / هداه وَهُو لفرد العصر أَداه
محمد ذي التقى المكي ابن أَبي / بكر فذلك سر اللَه آناه
إِلى ابنه الشيخ عبد الواحد اتصلت / أَسبابه فأبو عثمان مَولاه
إِلى أَبي بكر الشامي من عمر / إِلى أَخيه عَلى نجم علياه
وَصارم الدين ابراهيم صنوهما / أَجله في ذرا صنويه عماه
الناصبي شهاب الدين سيدنا / شمس لدين الهدى طابَت سَجاياه
الماخذ الحوضى المنتقى شرقا / في رتبة نال منها ما تَمناه
أَغشى العرابي من أَنوار بهجته / سر العناية منه حين والاه
فَلَم يزل عمر الفاروق مرتقبا / الى جناب عزيز عز مرقاه
اولئك الزهر أَرباب الكمال فَما / يَزال مسمعه فيهم وَمرآه
أَهل الولاية وَالغر الَّذين لهم / فخر ينيف عَلى الجوزاء أَدناه
السائرين إِلى عين الحَقيقة في / أَهدى السَبيل واسناه واسماه
ما يبرح الفضل منهم بل لهم وَبهم / معاده ابدا فيهم وَمداه
الوارثين رَسول اللَه سيرتهم / فَكلهم بعده في الهدى أَشباه
وَكَم خَلائق لا يحصون غيرهم / في نهج خرقتنا تاهو أَو ما تاهوا
عَسى بجاه اولاك القوم يغفر لي / مهيمن أَنا أَرجوه وَأَخشاه
فَلي صَحائف بالوزار قَد ملئت / واخجلتي من كِتابي حينَ أَلقاه
ضللت بالجهل عَن قصد السَبيل وَمن / يضل عَنه فان النار مأواه
وَكنت مَولاي عبدا قد خطئت وَما / يَمحو خَطاياه الاصفح مَولاه
يا رائد الحي بالجرعاء سائل هَل / رأَيت صوب الحَيا الوسمى حياه
وَهَل تريحن أَغصان الاراك به / لنسمة الريح واِرتاحَت خزاماه
بِاللَه سلم عَلى الوادي وَجيرته / وَما حَواه مَصلاه وَمَسعاه
كَم يدعى حب أَهل المروتين مَعي / من لا تصدقه في الحب دعواه
وَكَم تواجد من وَجدي لشبهتي / مَن لَيسَ تسعده بالدمع عَيناه
أَخفى محبتهم عنهم وأجحدها / وأصعب المذهب العذرى أَخفاه
وَكَيفَ أَكتم سرا يشهد ان به / دمع يَسيل وَقَلب بين أَحشاه
مالي اذا ذكر واجرعاء ذى سلم / أَرخصت مِن دَمعي المهراق أَغلاه
ذكرى حَبيبا بأرض الشام يعشقه / قَلبي عَلى بعد دارَينا واهواه
طَبيعة من طباع النفس خامسة / تملى عَلى خطرات القَلب ذكراه
محبة لرسول اللَه أدخرها / ليَوم أسئل عَن ذَنبي فأجزاه
حسنت ظني وآمالي بذى كرم / تَلقاك من قبل أَن تَلقاه بشراه
محمد سيد السادات من وطئت / حجب العلى لَيلة المعراج نعلاه
بمهذب الخلق والاخلاق بهجته / ينبيك عَن حسنه عنوان حسناه
ومثله ما رأت عبر وَلا سمعت / وَلا به نطقت في الكون أَفواه
كل المَلائك وَالرسل الكِرام عَلى / فص الجَلالة شكل وَهُو مَعناه
راحى وَراحَة روحي أَنتَ أَنتَ فَما / أَلَذ ذكرك في قَلبي وأَحلاه
يا سَيدي يا رَسول اللَه خذ بيدي / في كل هول من الاهوال أَلقاه
يا عدتي يا نجاتي في الخطوب إِذا / ضاقَ الخناق لِقَلب جل بَلواه
ان كان زارك قوم لم أَزر معهم / فان عبدك عاقته خَطاياه
وَالعَفو أَوسع عَن تَقصير من قعدت / به الذنوب فَلَم تنهض مَطاياه
وَكلما منك راجون الشَفاعة من / هوى أَطَعناه أَوحق أَضَعناه
فاسمع جواهر مدح فيك حبرها / حبر إِذا ماج بحر الشعر أَملاه
مهاجرية افترت كمائمها / عَن نعت مدح ثناه لا ثَناياه
فاِرحم مؤلفها عَبد الرَحيم وَكُن / حماه من هم دنياه واحمراه
وَالحَمد للَهَ حمدا لا اِنقصاء له / وَحَسبي اللَه اذ لا رب إِلّا هو
وَبعد زاكى صَلاة ثم ثاوية / عَلى جَلالة من قد طابَ مَثواه
موصولة بِسَلام اللَه دائمة / تؤتيه من نسمات المسك أَذكاه
وَتَشمل الآل والصحب الكِرام ومن / رَعى الوفاء له حقا وَأَرعاه
ما لاحَ نور عَلى أَرجاء قبته / وَما تيممت الزوّار مغناه
جَوامِع الخير في الدارين تابعة
جَوامِع الخير في الدارين تابعة / لِطاعَة اللَه فالزم طاعة اللَه
وَالشرأ جمعه في ترك طاعته / فاخضع ذَليلا لعز الآمر الناهي
وَكَيفَ يأمن في الدارين شرهما / من لَم يَكُن طائعا للآمر الناهي
كَم من حقير فَقير ذي مراقمة / أَحظ في الحشر من ذي المال وَالجاه
هَل في كتاب مَضى أَوسنة سلفت / عز لعبد عَلى عصيانه لاهى
فاسلك سَبيل كتاب اللَه ممثلا / وَسنة المله الزهرا نعما هى
مالي مَع اللَه في الدارين من سبب
مالي مَع اللَه في الدارين من سبب / الا الشهادة أَخفيها وأبديها
وَسيلة لي عِندَ اللَه خالِصَة / عَن كل من يؤديها أؤديها
تِجارَة أَشتريها غير بائرة / تضاعف الربح اضعافا لشاريها
دلالها المُصطَفى وَاللَه بائعها / مِمَّن يحب وَجبريل مناديها
قل للمطي اللَواتي طال مسراها
قل للمطي اللَواتي طال مسراها / من بعد تَقبيل يمناها وَيُسراها
ما ضرها يوم جد البين لو وقفت / نقص في الحي شَكوانا وَشَكواها
لَو حملت بعض ما حملت من حرق / ما اِستَعذبت ماءها الصافي وَمَرعاها
لكنها علمت وجدي فأوجدها / شوق إِلى الشام أَبكاني وأَبكاها
ما هب من جبلي نجد نسيم صبا / للغورالا وأَشجاني وأَشجاها
وَلا سَرى البارق المكي مبتسما / الا وأسهرني رهنا وأَسراها
تَبادَرَت من ربانا بتي برع / كأن صوت رَسول اللَه ناداها
حَتّى اذا ما رأت نور النَبي رأت / للشمس وَالبدر أَمصالا وأَشباها
حطت بسوح رَسول اللَه واطرحت / أَثقالها وَلديه طاب مَثواها
حيا الغمام الرحاب الخضر منسجما / فالقَبر فالرَوضة الخَضراء حياها
حيث النبوة مضروب سرادقها / وَذروة الدين فَوقَ النجم علياها
هنالك المُصطَفى المختار من مضر / خير البَريّة أَقصاها وأَدناها
أَتى به اللَه مَبعوثا وأمته / عَلى شفا جرف هارفأ نحاها
وأبدل الخلق رشدا من ضلالتهم / وَفل بالسيف لما عز عزاها
كَم حكم السيف وَالبيض القواضب في / معاشر اللات وَالعزى فأفناها
وَساقَ جرد جياد الخيل خائنة / مَجرى الكَماة بِمَجراها وَمرساها
ذاكَ البَشير النذير المُستَغاث به / سر النبوّة في الدنيا وَمَعناها
شمس الوجود الَّذي أَنوار مولده / ملأن ما بين كنعان وَبصراها
وانشق ايوان كسرى من مهابته / وَنار فارس ذاك الطفل أَطفاها
وكم له من كَرامات يخص بها / وَمعجزات كَثيرات عرفناها
الثدى در له وَالغيم ظلله / وانشق في الافق بدر شق ظلماها
وَالجذع حن وأجرى الماء من يده / عشر المئين وَنصف العشر أَرواها
وَالعنكبوت بنت بيتا عليه لكي / ترد فرقة كفر ضل مَسعاها
وَالفعل ذل وأوما بالسجود له / وَالظبية اِشتَكَت البَلوى فأَشكاها
بشرى طراف القَوافي انها ظفرت / بسيد العَرَب العرباء شراها
فالحَمدُ لِلَّه نحن الفائزون به / في ملة نعم عقبى الدار عقباها
هَذا محمد المَحمود سيرته / هَذا أبر بني الدنيا وَأَوفاها
هَذا الَّذي حين جانا بالرسالة في / بَطحاء مكة عم النور بطحاها
لَم يَبقَ من شجر فيها وَلا حجر / الا تحييه نطقا حين يَلقاها
وَكلمته جَمادات الوجود عَلى / علم كأن لها حسا وأَفواها
وَالطير وَالوَحش والاملاك ما برحت / تهدى السَلام له كي تَرضى لِلَّه
مني السَلام عَلى النور الَّذي اِبتهجَت / به السَموات لما جاز أَعلاها
واِستَبشر العرش وَالكرسي وامتلأت / حجب الجلالة نورا حين واناها
يا من له الكوثر الفياض مكرمة / يا خاتم الرسل يا يس يا طه
ما للنبيين من وصف وليس له / فمنتهى حسنها فيه وَحسناها
أَنتَ الَّذي ماله في الكون من شبه / هَيهات أَين ثراها من ثرباها
ما نالَ فضلك ذو فضل سواك وَلا / سامى فخارك ذو فخر وَلا ضاها
فرد الجَلالة مَقبول الشَفاعة في / يوم القامة أَعلى الانبيا جاها
مَولاي مالي الاحسن لطفك بي / فهب لعيني عينا منك تَرعاها
واشمل بمرحمة عَبد الرَحيم وصل / أَهلا وَصحبا وارحاما لمولاها
وانهض بنفس اذا أمتك من برع / تَبغي الزيارة عاقتها خَطاياها
وَهب لَها الامن في الدارين وارع لها / حسن الظنون لدنياها وأخراها
واجعل لامتك الخَيرات منقلبا / يوم القيامة وَالجنات مأواها
صَلى عليك الهى يا محمد ما / دامَت اليك الورى تحد وَمطاياها
تحيَّة يَنثَني في الآل طالعها / سعدا وبفضح ريح المسك رياها