القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد شَوقي الكل
المجموع : 6
بُشرى البَرِيَّةِ قاصيها وَدانيها
بُشرى البَرِيَّةِ قاصيها وَدانيها / حاطَ الخِلافَةَ بِالدُستورِ حاميها
لَمّا رَآها بِلا رُكنٍ تَدارَكَها / بَعدَ الخَليفَةِ بِالشورى وَناديها
وَبِالأَبِيّينَ مِن قَومٍ أَماتَهُمُ / بُعدُ الدِيارِ وَأَحياهُم تَدانيها
حَنّوا إِلَيها كَما حَنَّت لَهُم زَمَناً / وَأَوشَكَ البَينُ يُبليهُم وَيُبليها
مُشَتَّتينَ عَلى الغَبراءِ تَحسَبُهُم / رَحّالَةَ البَدوِ هاموا في فَيافيها
لا يَقرُبُ اليَأسُ في البَأساءِ أَنفُسَهُم / وَالنَفسُ إِن قَنَطَت فَاليَأسُ مُرديها
أَسدى إِلَينا أَميرَ المُؤمِنينَ يَداً / جَلَّت كَما جَلَّ في الأَملاكِ مُسديها
بَيضاءَ ما شابَها لِلأَبرِياءِ دَمٌ / وَلا تَكَدَّرَ بِالآثامِ صافيها
وَلَيسَ مُستَعظَماً فَضلٌ وَلا كَرَمٌ / مِن صاحِبِ السِكَّةِ الكُبرى وَمُنشيها
إِنَّ النَدى وَالرِضى فيهِ وَأُسرَتِهِ / وَاللَهُ لِلخَيرِ هاديهِ وَهاديها
قَومٌ عَلى الحُبِّ وَالإِخلاصِ قَد مَلَكوا / وَحَسبُ نَفسِكَ إِخلاصٌ يُزَكّيها
إِذا الخَلائِفُ مِن بَيتِ الهُدى حُمِدَت / أَعلى الخَواقينَ مِن عُثمانَ ماضيها
خِلافَةُ اللَهِ في أَحضانِ دَولَتِهِم / شابَ الزَمانُ وَما شابَت نَواصيها
دُروعُها تَحتَمي في النائِباتِ بِهِم / مِن رُمحِ طاعِنِها أَو سَهمِ راميها
الرَأيُ رَأيُ أَميرِ المُؤمِنينَ إِذا / حارَت رِجالٌ وَضَلَّت في مَرائيها
وَإِنَّما هِيَ شورى اللَهِ جاءَ بِها / كِتابُهُ الحَقُّ يُعليها وَيُغليها
حَقَنتَ عِندَ مُناداةِ الجُيوشِ بِها / دَمَ البَرِيَّةِ إِرضاءً لِباريها
وَلَو مُنِعَت أُريقَت لِلعِبادِ دِماً / وَطاحَ مِن مُهَجِ الأَجنادِ غاليها
وَمَن يَسُس دَولَةً قَد سُستَها زَمَناً / تَهُن عَلَيهِ مِنَ الدُنيا عَواديها
أَتى ثَلاثونَ حَولاً لَم تَذُق سِنَةً / وَلا اِستَخَفَّكَ لِلَذّاتِ داعيها
مُسَهَّدَ الجَفنِ مَكدودَ الفُؤادِ بِما / يُضني القُلوبَ شَجِيَّ النَفسِ عانيها
تَكادُ مِن صُحبَةِ الدُنيا وَخِبرَتِها / تُسيءُ ظَنَّكَ بِالدُنيا وَما فيها
أَما تَرى المُلكَ في عُرسٍ وَفي فَرَحٍ / بِدَولَةِ الرَأيِ وَالشورى وَأَهليها
لَمّا اِستَعَدَّ لَها الأَقوامُ جِئتَ بِها / كَالماءِ عِندَ غَليلِ النَفسِ صاديها
فَضلٌ لِذاتِكَ في أَعناقِنا وَيَدٌ / عِندَ الرَعِيَّةِ مِن أَسنى أَياديها
خِلافَةُ اللَهِ جَرَّ الذَيلَ حاضِرُها / بِما مَنَحتَ وَهَزَّ العِطفَ باديها
طارَت قَناها سُروراً عَن مَراكِزِها / وَأَلقَتِ الغِمدَ إِعجاباً مَواضيها
هَبَّ النَسيمُ عَلى مَقدونيا بَرداً / مِن بَعدِ ما عَصَفَت جَمراً سَوافيها
تَغلي بِساكِنِها ضِغناً وَنائِرَةً / عَلى الصُدورِ إِذا ثارَت دَواعيها
عاثَت عَصائِبُ فيها كَالذِئابِ عَدَت / عَلى الأَقاطيعِ لَمّا نامَ راعيها
خَلا لَها مِن رُسومِ الحُكمِ دارِسُها / وَغَرَّها مِن طُلولِ المُلكِ باليها
فَسامَرَ الشَرَّ في الأَجبالِ رائِحُها / وَصَبَّحَ السَهلَ بِالعِدوانِ غاديها
مَظلومَةٌ في جِوارِ الخَوفِ ظالِمَةٌ / وَالنَفسُ مُؤذِيَةٌ مَن راحَ يُؤذيها
رَثَت لَها وَبَكَت مِن رِقَّةٍ فُوَلٌ / كَالبومِ يَبكي رُبوعاً عَزَّ باكيها
أَعلامُ مَملَكَةٍ في الغَربِ خائِفَةٌ / لِآلِ عُثمانَ كادَ الدَهرُ يَطويها
لَمّا مُلِئنا قُنوطاً مِن سَلامَتِها / تَوَثَّبَت أُسُدُ الآجامِ تَحميها
مِن كُلِّ مُستَبسِلٍ يَرمي بِمُهجَتِهِ / في الهَولِ إِن هِيَ جاشَت لا يُراعيها
كَأَنَّها وَسَلامُ المُلكِ يَطلُبُها / أَمانَةٌ عِندَ ذي عَهدٍ يُؤَدّيها
الدينُ لِلَّهِ مَن شاءَ الإِلَهُ هَدى / لِكُلِّ نَفسٍ هَوىً في الدينِ داعيها
ما كانَ مُختَلِفُ الأَديانِ داعِيَةً / إِلى اِختِلافِ البَرايا أَو تَعاديها
الكُتبُ وَالرُسلُ وَالأَديانُ قاطِبَةً / خَزائِنُ الحِكمَةِ الكُبرى لِواعيها
مَحَبَّةُ اللَهِ أَصلٌ في مَراشِدِها / وَخَشيَةُ اللَهِ أُسٌّ في مَبانيها
وَكُلُّ خَيرٍ يُلَقّى في أَوامِرِها / وَكُلُّ شَرٍّ يُوَقّى في نَواهيها
تَسامُحُ النَفسِ مَعنىً مِن مُروءَتِها / بَلِ المُروءَةُ في أَسمى مَعانيها
تَخَلَّقِ الصَفحَ تَسعَد في الحَياةِ بِهِ / فَالنَفسُ يُسعِدُها خُلقٌ وَيُشقيها
اللَهُ يَعلَمُ ما نَفسي بِجاهِلَةٍ / مَن أَهلُ خِلَّتِها مِمَّن يُعاديها
لَئِن غَدَوتُ إِلى الإِحسانِ أَصرُفُها / فَإِنَّ ذَلِكَ أَجرى مِن مَعاليها
وَالنَفسُ إِن كَبُرَت رَقَّت لِحاسِدِها / وَاِستَغفَرَت كَرَماً مِنها لِشانيها
يا شَعبَ عُثمانَ مِن تُركٍ وَمِن عَرَبٍ / حَيّاكَ مَن يَبعَثُ المَوتى وَيُحييها
صَبَرتَ لِلحَقِّ حينَ النَفسُ جازِعَةٌ / وَاللَهُ بِالصَبرِ عِندَ الحَقِّ موصيها
نِلتَ الَّذي لَم يَنَلهُ بِالقَنا أَحَدٌ / فَاِهتِف لِأَنوَرِها وَاِحمِد نَيازيها
ما بَينَ آمالِكَ اللائي ظَفِرتَ بِها / وَبَينَ مِصرَ مَعانٍ أَنتَ تَدريها
أُنبِئتُ أَنَّ سُلَيمانَ الزَمانِ وَمَن
أُنبِئتُ أَنَّ سُلَيمانَ الزَمانِ وَمَن / أَصبى الطُيورَ فَناجَتهُ وَناجاها
أَعطى بَلابِلَهُ يَوماً يُؤَدِّبُها / لِحُرمَةٍ عِندَهُ لِلبومِ يَرعاها
وَاِشتاقَ يَوماً مِنَ الأَيّامِ رُؤيَتَها / فَأَقبَلَت وَهيَ أَعصى الطَيرِ أَفواها
أَصابَها العِيُّ حَتّى لا اِقتِدارَ لَها / بِأَن تَبُثَّ نَبِيَّ اللَهِ شَكواها
فَنالَ سَيِّدَها مِن دائِها غَضَبٌ / وَوَدَّ لَو أَنَّهُ بِالذَبحِ داواها
فَجاءَهُ الهُدهُدُ المَعهودُ مُعتَذِراً / عَنها يَقولُ لِمَولاهُ وَمَولاها
بَلابِلُ اللَهِ لا تَخرَس وَلا وُلِدَت / خُرساً وَلَكِنَّ بومَ الشُؤمِ رَبّاها
أَعطى البَرِيَّةَ إِذ أَعطاكَ باريها
أَعطى البَرِيَّةَ إِذ أَعطاكَ باريها / فَهَل يُهَنّيكَ شِعري أَم يُهَنّيها
أَنتَ البَرِيَّةُ فَاِهنَأ وَهيَ أَنتَ فَمَن / دَعاكَ يَوماً لِتَهنا فَهوَ داعيها
عيدُ السَماءِ وَعيدُ الأَرضِ بَينَهُما / عيدُ الخَلائِقِ قاصيها وَدانيها
فَبارَكَ اللَهُ فيها يَومَ مَولِدِها / وَيَومَ يَرجو بِها الآمالَ راجيها
وَيَومَ تُشرِقُ حَولَ العَرشِ صِبيَتُها / كَهالَةٍ زانَتِ الدُنيا دَراريها
إِنَّ العِنايَةَ لَمّا جامَلَت وَعَدَت / أَلّا تَكُفَّ وَأَن تَترى أَياديها
بِكُلِّ عالٍ مِنَ الأَنجالِ تَحسَبُهُ / مِنَ الفَراقِدِ لَو هَشَّت لِرائيها
يَقومُ بِالعَهدِ عَن أَوفى الجُدودِ بِهِ / عَن والِدٍ أَبلَجِ الذِمّاتِ عاليها
وَيَأخُذُ المَجدَ عَن مِصرٍ وَصاحِبِها / عَنِ السَراةِ الأَعالي مِن مَواليها
الناهِضينَ عَلى كُرسِيِّ سُؤدُدِها / وَالقابِضينَ عَلى تاجَي مَعاليها
وَالساهِرينَ عَلى النيلِ الحَفِيِّ بِها / وَكَأسها وَحُمَيّاها وَساقَيها
مَولايَ لِلنَفسِ أَن تُبدي بَشائِرَها / بِما رُزِقتَ وَأَن تَهدي تَهانيها
الشَمسُ قَدراً بَلِ الجَوزاءُ مَنزِلَةً / بَلِ الثُرَيّا بَلِ الدُنيا وَما فيها
أُمُّ البَنينَ إِذا الأَوطانُ أَعوَزَها / مُدَبِّرٌ حازِمٌ أَو قَلَّ حاميها
مِنَ الإِناثِ سِوى أَنَّ الزَمانَ لَها / عَبدٌ وَأَنَّ المَلا خُدّامُ ناديها
وَأَنَّها سِرُّ عَبّاسٍ وَبِضعَتُهُ / فَهيَ الفَضيلَةُ مالي لا أُسَمّيها
أَغَرُّ يَستَقبِلُ العَصرُ السَلامَ بِهِ / وَتُشرِقُ الأَرضُ ما شاءَت لَياليها
عالي الأَريكَةِ بَينَ الجالِسينَ لَهُ / مِنَ المَفاخِرِ عاليها وَغاليها
عَبّاسُ عِش لِنُفوسٍ أَنتَ طِلبَتُها / وَأَنتَ كُلُّ مُرادٍ مِن تَناجيها
تُبدي الرَجاءَ وَتَدعوهُ لِيَصدُقَها / وَاللَهُ أَصدَقُ وَعداً وَهوَ كافيها
رأيت قومي يذم بعض
رأيت قومي يذم بعض / بعضا إذا غابت الوجوه
وإن تلاقوا ففي تصاف / كأن هذا لذا أخوه
كريمهم لا يسُدُّ سمعا / ووغدهم لا يُسدّ فوه
وكلهم عاقل حكيم / وغيره الجاهل السفيه
وذا ابن من مات عن كثير / وذا ابن من قد سما أبوه
وذا بإسلامه مدل / وذا بعصيانه يتيه
وكلهم قائم بمبدا / ومبدأ الكل ضيعوه
فمذ بدا لي أن قد تساوى / في ذلك الغمر والنبيه
وليس من بينهم نزيه / ولا أنا الواحد النزيه
جعلت هذا مرآة هذا / أنظر فيها ولا أفوه
يا أيها الرجل المغتاب صاحبه
يا أيها الرجل المغتاب صاحبه / لم ينس فضلى ولكن قد تناساه
تسبني حسدا والحلم من شيمي / فلا أسبك لكن سبك الله
ولا أسميك خوفا من مقالتهم / قد ظنه في الورى شيئا فسماه
سلوا كؤوس الطلا هل لامست فاها
سلوا كؤوس الطلا هل لامست فاها / واستخبروا الراح هل مسّت ثناياها
باتت على الروض تسقيني بصافية / لا للسُّلاف ولا للورد رياها
ما ضر لوجعلت كأسي مراشفها / ولو سقتني بصافٍ من حمياها
هيفاء كالبان يلتف النسيم بها / وينثنى فيه تحت الوشى عِطفاها
حديثها السحر إلا أنه نغم / جرت على فم داود فغنّاها
حمامةُ الأيك من بالشجو طارحها / ومَن وراءَ الدجى بالشوق ناجاها
ألقت إلى الليل جيدا نافرا ورمت / إليه أذنا وحارت فيه عيناها
وعادها الشوق للأَحباب فانبعثت / تبكي وتهتف أحيانا بشكواها
يا جارة الأيك أيام الهوى ذهبت / كالحلم آها لآيام الهوى آها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025