المجموع : 8
إِن عامَ في ماءِ نارِ الحُبِّ إِنساني
إِن عامَ في ماءِ نارِ الحُبِّ إِنساني / تَخَيَّلوا عَقرَباً مِن غَيرِ تِبيانِ
إِنّا إِلى اللَهِ إِنّا في هَوى مَلَكٍ / أَمسى يُعارِضُ فيهِ أَلفُ شَيطانِ
سَرَّحتُ دَمعيَ لا تَسريحَ إِحسانِ
سَرَّحتُ دَمعيَ لا تَسريحَ إِحسانِ / فَلا تَلُمني عَلى تَصريحِ أَجفاني
لَو شِئتَ ما فاضَ ماءُ الناظِرَينِ وَلا / غاضَت إِلى مُهجَةٍ تُؤويكَ نيراني
قالوا جُموعٌ مِنَ العُذّالِ حاشِدَةٌ / إِلَيكَ ما بَينَ ضَرّابٍ وَطَعّانِ
فَهَل تُطاعِنُ قُلتُ الطعنُ عادَتُنا / قالوا فَأَينَ العَوالي قُلتُ أَغصاني
تَفدي اللَيالي الَّتي بِالبُعدِ تُسخِطُني
تَفدي اللَيالي الَّتي بِالبُعدِ تُسخِطُني / تِلكَ اللَيالي الَّتي بِالقُربِ تُرضيني
كانَت بِكُم فَرَعاها اللَهُ تُضَحِكني / فَأَصبَحَت لا رَعاها اللَهُ تُبكيني
يا بُعدَها غايَةً لِلشَوقِ غائِلَةً / مِن غَورِ مِصرَ إِلى عَلياءَ جَيرونِ
أَودَعتُمو مسمَعي مَكنونَ ذِكرِكُمُ / فَهاكُمُ دُرَّ دَمعي غَيرَ مَكنونِ
الغُصنُ تُثمِرُهُ الأَغصانُ مِن بانِ
الغُصنُ تُثمِرُهُ الأَغصانُ مِن بانِ / وَكُلُّ غُصنٍ يُحَيّينا بِبُستانِ
مُبَشِّرٌ جُلَّنارُ الوَجنَتَينِ بِما / رَبّاهُ في الصَدرِ مِن أَطفالِ رُمّانِ
إِنّي لَأَخشى عَلى وَردٍ بِوَجنَتِهِ / مِن أَن يُسَبِّخَهُ خَطُّ بِرَيحانِ
خَزَنتُ مِن دُرِّهِ إِذ لَم أَجِد أَحَداً
خَزَنتُ مِن دُرِّهِ إِذ لَم أَجِد أَحَداً / سِواكَ يا مَن نَداهُ غَيرُ مُختَزَنِ
أَشتاقُكُم وَدواعي الوَجدِ تُنهِضُني / إِلَيكُمُ وَعَوادي الدَهرِ تُقعِدُني
فَذِكرُكُم مَعَ بُعدِ الدارِ يُؤنِسُني / وَخَوفُ بَينِكُمُ في القَلبِ يوحِشُني
أَشكو إِلى اللَهِ مِنكُم نِيَّةً فَصُحَت / لَكِن حَوالَةُ آمالي عَلى لُكُنِ
وَقَد أَتانِيَ تَوقيعي فَأَوقَعَني / في أَسرِ شُكرِ جَميلٍ مِنكَ أَطلَقَني
سَلِمتَ ما جَمَعَ الميقاتُ وَفدَ مِنىً / مُحَلِّلي بُدُنٍ مُحَرِّقي بَدَنِ
إِذا اِمرؤٌ خَلَّدَتهُ المَكرُماتُ فَما / يَكونُ غَيرُكَ في هَذا الوَرى فَكُنِ
لي في عُلاكَ دَواوينٌ مُخَلَّدَةٌ
لي في عُلاكَ دَواوينٌ مُخَلَّدَةٌ / تَبقى وَتُبقيكَ مَمدوحاً وَتُبقيني
وَصِرتَ صاحِبَ ديوانِ العَطاءِ فَما / تُملي بِهِ أَيدِيَ المُعطينَ يُمليني
وَالشِعرُ فيكَ بِوَزنِ الشِعرِ أَحصُرُهُ / وَالجودُ مِنكَ بِلا حَصرِ المَوازينِ
وَكَيفَ أَحسُبُ ما تُعطي العُفاةَ وَما / حَسَبتُ بَعضَ الَّذي ما زِلتَ تُعطيني
الكُتبُ تَشكُرُهُ عَنّا وَلا عَجَبٌ / ما تُشكَرُ السُحبُ إِلّا بِالبَساتينِ
وَكُلَّما قُلتُ مَعنىً لَستُ أَحفَظُهُ
وَكُلَّما قُلتُ مَعنىً لَستُ أَحفَظُهُ / قَد قالَ دَعني فَإِنَّ الناسَ تَحفَظُني
فَقُلتُ إِذ ذاكَ لِلدَهرِ المُسيءِ بِنا / أَنتَ المُسيءُ الَّذي أَحسَنتَ بِالمِحَنِ
غَضِبتَ لي فَرِضا الرَحمَنِ عَنكَ وَعَن / أَبيكَ لَمّا رَأَيتَ الدَهرَ يُغضِبُني
فَاِعطِف عَلى أَثَرِ الإِحسانِ زَهرَتَهُ / فَالزَهرُ بَعدَ الجَنى فَرضٌ عَلى الغُصُنِ
يا مَن أَباحَ العُلا وَالمَدحَ مادِحَها / فَما نَشِطُّ مَراميها عَلى الفَطِنِ
فَصارَ أَلكَنُ خَلقِ اللَهِ ذا بِدَعٍ / وَصارَ أَبدَعُ خَلقِ اللَهِ ذا لَكَنِ
أَصبَحتُ أَرفَعُهُ حَمداً وَيَخفِضُني
أَصبَحتُ أَرفَعُهُ حَمداً وَيَخفِضُني / ذَمّاً وَأَمدَحُهُ طَوراً وَيَهجوني