المجموع : 7
أمسى بعزّةَ هذا القلبُ مَحزونا
أمسى بعزّةَ هذا القلبُ مَحزونا / مُستودَعاً سَقَماً في اللُّبِّ مَكنونا
يا عزُّ إن تُعرِضي عنّا وتَنتصحي / قولَ الوشاةِ ومن يَلحاكمُ فِينا
وتَصرِمي الحبلَ من صبٍّ بكُمّ كَلفٌ / والصرمُ يُخلق أهواءَ المُحبينا
نَتركْ زيارَتَكُمْ من غير مَقلِيَةٍ / إن كان في تركِها ما عنكِ يُسلينا
أقول لما رأيتُ الناس قد ذَهبوا
أقول لما رأيتُ الناس قد ذَهبوا / في كلِّ فنٍّ بلا علمٍ يَتيهونا
من ناكِثين ومُرَّاق وقاسطةٍ / دانوا بدينِ أبي موسى ومُرْجِينا
إنّي أدينُ بما دان الوصيُّ به / يوم الخُريْبةَ من قَتلِ المُحلِّينا
وما به دانَ يوم النهرِ دِنتُ به / وشاركتْ كفَّه كفِّي بصِفّينا
في سفكِ ما سَفكتْ يوماً إذا حضَرت / وأبرزَ اللهُ للقسطِ الموازينا
تلك الدماءُ معاً يا ربُّ في عُنقي / ثم استقِني بعدَها آمينَ آمينا
آمينَ من مِثلهم في مثلِ حالهمِ / في فتيةٍ هاجَروا للهِ شارينا
ليسوا يُريدون غيرَ الله ربِّهمُ / نعمَ المرادُ تَوخّاه المُريدونا
وطبتمُ في قديمِ الدهر إذ سطرت / فيه البريَّةُ مَرحوماً ومَلعونا
ولن تَزالوا بعينِ الله يَنْسَخُكُم / في مستكنّاتِ أصلابِ الأبرينا
بختارُ من كلِّ قَرنَ خيرَهم لكمُ / لا النذلَ يُلزمُكمْ منهم ولا الدّونا
حتى تناهت بكم في أمّةٍ جُعلتْ / من أجلِ فَضلكم خير المصلِّينا
فأنتم نعمةٌ لله سابغةٌ / منه علينا وكان الخيرُ مَخزونا
لا يقبلُ اللهُ من عبدٍ له عملاً / ولا عدوَّكم العميَ المضلِّينا
أنت الوصيّ وصيّ المصطفى نَزلتْ / من ذي العلى فيك من فرقان آيونا
وأنت من أحمدِ الهادي بمنزلةٍ / قد كان أثبتها مُوسى لهارونا
آتاك من عندِه عِلماً حَباك به / فكنتَ فيه أميناً فيه مأمونا
هل مثلُ فعلكَ عند النَّعلِ تَخصِفُها / لو لم يكنْ جاحدو التفضيلِ لاهينا
لا درَّ درُ المُراديِّ الذي سَفَكَتْ
لا درَّ درُ المُراديِّ الذي سَفَكَتْ / كفّاه مهجةَ خيرِ الخلقِ إنسانا
قد صارَ مّما تعاطاهُ بِضَربتِهِ / ممّا عليه من الإسلام عُريانا
أبكى السماءَ لبابٍ كان يَعمره / منها وحنَّت عليه الأرضُ تَحنانا
طوراً أقولُ ابنُ ملعونين مُلْتَقَطٌ / من نَسلِ إبليسَ بلْ قد كانَ شَيطانا
وَيْلُ أمِّه أيَّماذا لعنةٌ ولدت / لا إن كما قالَ عمرانُ بنُ حِطَّانا
عبد تحمَّلَ إثماً لو تحمَّله / ثَهلان طرفةَ عينٍ هُدَّ ثَهلانا
أضحى ببرهوتَ من بَلهوت مُحْتَبساً / يَلقى بها من عذابِ اللهِ ألوانا
ما دب في الأرض مذ ذلت مناكبها / خلق من الخير أخلى منه ميزانا
لا عاقرُ الناقةِ المّردي ثمودَ لها / ربٌ أتوا سُخْطَه فِسقاً وكُفرانا
ولا ابن آدَم قابيلُ اللعينُ أخو / هابيلَ إذ قرّبا للهِ قُربانا
بل المُراديُّ عند الله أعظَمُهُم / خِزياً وأشقاهم نَفساً وجثُمانا
نَفسي فداءُ رسولِ الله يومَ أتى
نَفسي فداءُ رسولِ الله يومَ أتى / جبريلُ يأمرُ بالتبليغِ إعلانا
إن لم تبلِّغ فما بلغتَ فانتصب ال / نبيُّ ممتثلاً أمراً لمن دانا
وقال للناسِ من مَولاكُم قبلا / يومَ الغدير فقالوا أنت مولانا
أنت الرسولُ ونحن الشاهدونَ على / أن قد نصحتَ وقد بَيَّنتَ تِبيانا
هذا وليُّكم بعدي أمرتُ به / حَتماً فكونوا له حِزباً وأعوانا
هذا أبرُّكم بِرّاً وأكثرُكُم / عِلماً وأوُّلُكم باللهِ إيمانا
هذا له قُربةٌ منّي ومنزلةٌ / كانت لهارونَ من موسى بن عمرانا
هلاّ وقفتَ على الأجراعِ من بتنٍ
هلاّ وقفتَ على الأجراعِ من بتنٍ / وما وقوف كبيرِ السنِّ في الدِّمَنِ
إنْ تَسأليني بقومي تَسألي رجلاً / في ذِروة العزِّ من أحياءِ ذي يمنِ
حَولي بها ذو كَلاع في منازِلها / وذو رُعَينٍ وهَمْدانٌ وذو يَزَنِ
والأَزْدُ أُزد عُمانَ الأكرمون إذا / عُدَّت مآثِرُهُم في سالفِ الزمنِ
بانت كَريمَتُهم عنّي فدارُهُمُ / داري وفي الرِّحبِ من أوطانهم وَطني
لي منزلانِ بلحجٍ منزلٌ وسطٌ / منها ولي منزلٌ للعزّ في عَدَنِ
ثمَّ الولاءُ الذي أرجو النجاةَ به / من كَبّةِ النار للهادي أبي حسنِ
إنّ الإِلهَ الذي لا شيءَ يُشبهه
إنّ الإِلهَ الذي لا شيءَ يُشبهه / أعطاكم المُلكَ للدنيا وللدينِ
أعطاكم اللهُ ملكاً لا زوالَ له / حتى يُقادَ إليكم صاحبُ الصينِ
وصاحبُ الهند مأخوذاً بِرُمَّته / وصاحبُ التركِ محبوساً على هُونِ
شَفَيتَ من نَعْثَلٍ في نحتِ أثلَتِهِ
شَفَيتَ من نَعْثَلٍ في نحتِ أثلَتِهِ / فاعْمِد هُديتَ إلى نحت الغَوِيَّيْنِ
اعمدَ هُديتَ إلى نحت اللذين هما / كانا عن الشرِّ لو شاءا غنيَّيْنِ