القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الملك الأَمجَد الكل
المجموع : 4
دعني مِنَ العذلِ يا مَنْ باتَ يلحاني
دعني مِنَ العذلِ يا مَنْ باتَ يلحاني / فليس عذلُكَ مِن دأْبي ولا شاني
هيهاتَ يسمعُ منكَ العذلَ مكتئبٌ / مقسمٌ بينَ أفكارٍ وأشجانِ
القلبُ قلبي إذا ما شفَّني وَلَهٌ / والدمعُ دمعيَ والأحزانُ أحزاني
ما كنتُ لولا بِعادُ الحيَّ ذا جَزَعٍ / أَذري الدموعَ على نُؤْي وأوطانِ
بانَ الأحبَّةُ عن تلكَ الديارِ فقد / وزَّعتُه بينَ أطلالٍ وخُلانِ
مَرادُ لهوِ الصَّبا أقوتْ معالِمُه / بعدَ النضارةِ مِن أهلٍ وجيرانِ
ما كنتُ لولا النوى والبينُ أسأل / أطلالاً عفتْ من أحبّاءٍ وسكّانِ
لولاكِ يا ظبيةَ الوعساءِ لم أجُبِ / الظلامَ بينَ أهاضيبٍ وكثبانِ
ولا تركتُ المطايا في أزِمَّتِها / تحكي الأزمَّةَ في بيدٍ وغيظانِ
تَخُبُّ في الهَجْلِ كالارسانِ معنِقةً / مِن فوقِهنَّ مهازيلٌ كأرسانِ
أضناهمُ الوجدُ والاِرقالُ فوق مَطا / المطيَّ يا بؤسَ أجمالٍ وركبانِ
جفوا لذيذَ الحشايا في غوارِبها / فبدَّلوها بأحلاسٍ وكيرانِ
مالي وللريحِ بعدَ البعدِ ما نفحتْ / عليَّ بالطيبِ من نُعمٍ ونُعمانِ
مرَّتْ عليه وقد جرَّتْ ذلاذِلَها / فطابَ ما فيه مِن شيحٍ وحَوْذانِ
قد كنتُ أعهدُها عنها تُخَبَّرُني / بما أُحِبُّ وبالأسرارِ تلقاني
عَرْفٌ عَرَفْتُ به الأرواحَ تُتحَفُني / عن مُنحنى الجِزعِ أو عن ظبيةِ البانِ
طالَ الزمانُ فهبَّت بعدَ آونةٍ / نحوي فأنكرتُها مِن بعدِ عِرفاني
حالَ التفرُّقُ ما بيني وبينَهمُ / والموتُ والبعدُ بعدَ القربِ سِيّانِ
سقَى زمانَ التداني كلُّ مُنبعِقٍ / مُتْعَنْجرِ الودَقِ هامي المزنِ هتّانِ
أوقاتُ لهوٍ حميداتٌ سَعِدْتُ بها / بفاترِ الجفنِ ساجي اللحظِ فتّانِ
نأى فأدناهُ منّي الذكرُ حينَ نأى / نفسي الفداُ لذاكَ النازحِ الداني
صفا بهِ العيشُ حيناً ثمَّ كدَّره / بِعادُه عن محبًّ صبرُه فاني
فعادَ لمّا تمادَى البعدُ وانفصمتْ / عُرى الوصالِ بقلبٍ منه حرّانِ
قد كانَ يَسكَرُ مِن ريقٍ له عَطِرٍ / وقهوةٍ بينَ ناياتٍ وعيدانِ
فهل يُفيقُ فتىً يُمسي ويُصبحُ بينَ / العاشقينَ له في الوجدِ سُكرانِ
مشرَّدُ النومِ أجرى البينُ أدمعه / كأنّما فاضَ مِن عينيهِ عينانِ
يبكي إذا غرَّدتْ ورقاءُ مِن طربٍ / قبلَ الصباحِ على أعطافِ أغصانِ
تَهِيجُ بالنوحِ أشجاناً محرَّقةً / لقلبِ صبًّ إلى الحنّانِ حنّانِ
باتتْ تؤجَّجُ بالتغريدِ نارَ هوىً / تضرَّمتْ في فؤاد المغرمِ العاني
للهِ ماذا على الباناتِ يُذْكِرُني / الأهواءَ مِن طيبِ أسجاعٍ وألحانِ
بانوا وبانَ لذيذُ العيشِ مذ بانوا
بانوا وبانَ لذيذُ العيشِ مذ بانوا / فلي وللدمعِ مِن بعدَ النوى شانُ
للّهِ كم غادَروا في الربعِ بعدَهمُ / مضنىً له مِن أتيِّ الدمعِ غُدْرنُ
يشتاقُ نُعماً ونعماناً وبغيتُه / على تنائيهما نُعْمُ ونُعمانُ
هيهاتَ مالي وقد سارت مودِّعَةً / قلبٌ إلى أبرُقِ الحنّانِ حَنّانُ
لا خيرَ في الربعِ تُصبيني ملاعبُه / حسناً إذا لم يكنْ في الربعِ سكّانُ
ما الدارُ مِن بعدِها داري ولو ملأتْ / عَيني رُواءٌ ولا الأوطانُ أوطانُ
قد كنتُ أصبو اليها وهي آهلَةٌ / بها وجيرانُ ذاكَ الحيِّ جيرانُ
سقَّى زمانَ التلاقي صيِّبٌ غَدِقٌ / مزمجرُ الرعدِ داني السحبِ هتّانُ
زمانَ أنسٍ قطعناهُ بعرصتِها / والدهرُ مبتسِمٌ والوقتُ جذلانُ
والغانياتُ إذا ما شئتُ ساعدَني / منهنَّ حسنٌ على وجدي واِحسانُ
فيهنَّ حاليةٌ بالحسن خاليةٌ / مما اغتدى منهُ قلبي وهو ملآنُ
كأنَّما غازلَتْني مِن لواحِظها / عندَ التغازلِ آرامٌ وغِزلانُ
مِنَ البدورِ اللواتي قد كَمُلْنَ فما / يَطرأ عليهنَّ كالأقمارِ نقصانُ
هيفُ القدودِ إذا مالَ الدلالُ بها / وسُكُره غارَفي أوطانهِ البانُ
مِن كلِّ دعجاءَ قنواءِ اللثامِ لها / لحظٌ بقلبيَ فتاكُ وفتانُ
حلَّتْ بنجدٍ فأضحى وهو مِن أرَبي / اِذا اطّبى الناسَ أوطانٌ وبلدانُ
سارتْ بها سَحَراً عن أرضِ كاظمةٍ / نجائبٌ ثُوِّرتْ عنها وأظعانُ
كأنِّها وَهْيَ في الأرسانِ ناحلةً / وقد ترامتْ تؤمُّ الجِزعَ أرسانُ
وفي البُرِينَ وقد راحتْ على عجلٍ / تسابقُ الريحَ في الموماةِ ظِلمانُ
تنكبتْ قُلَلَ الأعلامِ مِن أجاً / وشاقَها دونَه سَلْعٌ وعُفانُ
ثمَّ انبرتْ تتهادى في أزمَّتِها / لم يُثنِها دونَه رمْثٌ وحَوْذانُ
يا هندُ لم أنسَ يوَم البينِ موقفنا / والتربَ مِن عبراتي وهو ريّانُ
والعيشُ مُحْدَجةٌ تبغي الرحيلَ وما / طارتْ ولا ذعِرَتْ لليلِ غرِيانُ
وموقفُ البينِ لا ينساه ذو شَجَنٍ / حرانُ مِن وَلَهِ التفريقِ حيرانُ
أحباَبنا أن أطالَ الليلُ شقَّتَهُ / وحالَ دونكمُ بيدٌ وغِطانُ
لا تبعثوا لي سلاماً في النسيمِ فلي / قلبٌ كما عَهِدَ الأحبابُ غيرانُ
يبيتُ بينَ ضلوعي كلّما نفحتْ / صباً تمر عليكم وهو خَشيانُ
وفي الخدورِ التي صانتْ جمالكَمُ / عنِ النواظرِ قُضبانٌ وكُثبانُ
أمسْت تَحُفُّ بها والظعنُ سائرةٌ / بيضٌ مجرَّدَةٌ تَدْمَى وخِرصانُ
يا صاحبيَّ ولولا الوجدُ ما حفزتْ / عَنْسي على الأينِ للحاديَن ألحانُ
قد كانَ للطيفِ لودامتْ زيارتُهُ / نحوى إذا نمتُ اِلمامٌ وغشيانُ
أيامَ كانَ أحبائي الذين نأوا / على عهودِ الوفا مثلي كما كانوا
ما خنتُ عهدَهمُ كلاّ ولا خطرتْ / ليَ الخيانةُ في بالٍ ولا خانوا
واليومُ أصبحَ حظي وهو بعدَهمُ / مِن طولِ وصلِهمُ مَطْلٌ وليّانُ
ما مرَّ في خَلَدي للراحلينَ وقد / مَلُّوا ومالوا على الِعلاّتِ سُلوانُ
ولا لذكرِ لياليَّ التي ذهبتْ / حميدةً بأهَيْلِ الحيِّ نِسيانُ
أعائدٌ ليَ أيامٌ نعِمتُ بها
أعائدٌ ليَ أيامٌ نعِمتُ بها / بالرقمتينِ وأهلُ البانِ ما بانوا
أيامَ كنا وكانَ الربعُ يجمعُنا / ولم نقل اِننا كنّا ولا كانوا
في لذةٍ مِن وصالٍ لا يُنغَّصُه / بينٌ ولا كاشحٌ يُغريهِ شنآنُ
فهل معيدٌ لنا أيامَهنَّ كما / كنّا على الجِزعِ لا خُنّا ولا خانوا
لا خيرَ في كاشحٍ يسعى ليمنعَني / فرباً نعمتُ به والوقتُ جَذْلانُ
قطعتُ أطيبَهُ بالرقمتينِ ولي / في الربعِ والغيدِ أوطارٌ وأوطانُ
خاطبتُ بعدَكمُ الأطلالَ والدَّمَنا
خاطبتُ بعدَكمُ الأطلالَ والدَّمَنا / وتلكَ حالةُ مَنْ بالبينِ قد غُبِنا
نَشَدتُ بعدَكمُ قلبي وطالَ بكم / مدى النوى فنَشَدتُ القلبُ والوَسَنا
أحبابَنا أن رأيتمْ مَنْ قضى أسفاً / بعدَ الفراقِ على أحبابهِ فاَنا
عوضتموني وقد سارتْ ركائُبكمْ / يومَ الفراقِ بيومِ الملتقى حَزَنا
أجاهلياً غدا وجدي القديمُ بكم / حتى تعبَّدَ من أوثانِكمْ وثنا
نَصَّبتُمْ لقتيلِ الوجدِ بينكمُ / أصنامَ حُسنٍ غدتْ ما بينكمْ فِتَنا
وكلَّما ثُوَّرتْ للبينِ عيسكمُ / ثارتْ نوازعُ وجدٍ قلَّما سَكَنا
وندَّ دمعي تلكَ العيسُ سائرةٌ / عن الربوعِ وقِدْماً طالما خُزِنا
أرخصتُه بعدما بِنتمْ على دِمَنٍ / لم يبقَ للدمعِ مِن بعدِ النوى ثمنا
وقالَ قومٌ أذاعَ السرَّ بعدهمُ / وكنتُ لولا النوى في الحبَّ مؤتَمنا
جيرانَنا حبذا أيامُ كاظمةٍ / زمانَ لم يَفْطُنِ البينُ المشتُّ بِنا
قد كانَ قُرْبُكمُ مِن كلَّ نائبةٍ / تنوبُ في الوجدِ مِن قبلِ النوى جُنَنا
وكانَ في الربعِ لي مِن أهلِه وطرٌ / هجرتُ مِن أجلِه الخُلاّنَ والوطنا
تَيمَّنَني فيه غِزلانٌ لواحظُها / أعرنَ آرامَ نجدٍ ذلكَ العَيَنا
مرابعٌ كنتُ منها في بُلَهْنِيَةٍ / مِنَ الوصالِ وهذا الدهرُ ما فطنا
فحين بانوا وأمستْ وَهْيَ خاليةٌ / مِن كلِّ بدرٍ رمى قلبي غداةَ رَنا
وقفتُ فيها فأضحى في مرابِعها / سرِّي بدمعي الذي أجريتُه عَلَنا
وقلتُ في هذه كانتْ جآذِرُهمْ / تُصميننا بظُبى ألحاظِها وهُنا
سقى محلَّهمُ دمعي فاِنَّ له / سحابَ دمعٍ به قد خَجَّلَ المُزُنا
اِذا تقشَّعَ عنه عارضٌ هَتِنُ / عنِ الربوعِ حباه عارضاً هَتِنا
يا غائبينَ لئن جادَ الزمانُ بكم / بعد الفراقِ تقلَّدنا له المِنَنا
فكم أقلَّتْ ظهورُ الناجياتِ بكم / مِن منظرٍ حسنٍ لم يولني حَسَنا
وشاقَني كلُّ لَدْنِ القدِّ مائهُ / يحكي الغصونَ اعتدالاً والقنا اللُّدُنا
ولا مني فيهمُ قومٌ فقلتُ لهم / ما للوائمِ في أحبابِنا ولَنا
هَبْنا الحمامُ نرى حُبَّ القدودِ لنا / رأياً كما تألفُ الهتّافَةُ الغُصُنا
حمائمٌ سجعتْ في البانِ صادحةً / شوقاً وما فارقتْ اِلفاً ولا سَكَنا
فكيف بي والنياقُ الهوجُ مَحدَجةٌ / والقومُ قد قرَّبوا للرحلةِ الظُعُنا
يا عاذليَّ لقد عَنفَّتُما رجلاً / لم يُعطِ للومِ في أحبابهِ أُذنا
هذا الحِمى فدعاني في مرابعِه / أجُرُّ للهو في ساحاتِه الرَّسنَا
علَّلتماني به والدارُ نائيةٌ / وبالأحبَّةِ من بعدِ النوى زمنا
وأينُقٍ ذكرتْ أرضَ الحِمى فَغَدَتْ / هِيماً تجاذبُني نحوَ الحِمى العُرُنا
غدتْ عِجافاً وقد أودى الذميل ُبها / مِن بعدِما كنَّ في أرسانِها بُدُنا
أحدو لها بقريضي وهي جانحةٌ / تؤمُّ مِن هضباتِ المنحنى حَضَنا
سوابحاً في بحارِ الآلِ تحسبُها / فيه تَهاوى بركبانِ الهوى سُفُنا
شعراً إذا لغبتْ أضحى يُعلِّلُها / به لسانُ فتِّى فاقَ الورى لَسَنا
مِن كلِّ قافيةٍ أمستْ منزَّهةً / عن أن تصاحبَ لا عيّا ولا لَكَنا
شوارداً في بلادِ الّلهِ سائرةً / اِذا القريضُ على عِلاّتِه قَطَنا
بها تَمايلُ أعطافُ الكريمِ اِذا / ما هِيجَ يوما ويوماً تجلبُ الاِحَنا
فيها وفيها واِنْ أمستْ مبّرأةً / من كلَّ ما دنسٍ في غيرِها وخَنا
لم تُلقِ يوماً إلى غيري لها بيدٍ / لما رأتْهُ بماً لا تشتهي قَمنَا
ولا رأتْ عنده لطفَ القريضِ ولا / أدَّتْ لدعواه لا فرضاً ولا سُنَنا
عوازفٌ عن أُناسٍ عندَهمُ / منهنَّ إلا ادِّعاءٌ زائدٌ وعَنا
مناهمُ منه ما أصبحتُ أنظِمُهُ / فالقومُ في غُمَّةٍ من حسرةٍ ومُنى

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025