المجموع : 4
أَرَى الإِقامَةَ أَضْحَتْ في يَدِ الظَّعَنِ
أَرَى الإِقامَةَ أَضْحَتْ في يَدِ الظَّعَنِ / أَبْدَيْتَ يا دَهْرُ ما تُخْفِي مِنَ الضَّعَن
هَبْهُمْ طوَوْا بينَ أَثناءِ الدُّنُوِّ نَوىً / أَلَمْ يَبِنْ لَكَ أَنَّ الودَّ لم يَبِنِ
وما يَضُرُّ ولِلأَرواحِ مُجْتَمَعٌ / تفريقُهُمْ بَدَناً في الحُبِّ عن بَدَنِ
أَشكو إِلى اللهِ شكوى تقتضي فَرَجاً / نَوًى تَرَدَّدُ بين العَيْن والأُذُنِ
سَكَّنْتُ فيه حِراكِي إِذ عَدِمْتُ قُوًى / وما سَكَنْتُ لأَنِّي فُزْتُ بالسَّكَنِ
في كلّ يومٍ يُرِيني صاحِبٌ مِحَناً / الحَمْدُ للِه لا أَخْلُو من المِحَنِ
هل عادَ قلبِيَ بِرْجاساً تُقَارِضُه / نَبْلُ النَّوائبِ عن إِنْبَاضَةِ الزَّمَنِ
أَمْ غَرَّ مِنَّي الليالِي أَنَّها جَذَبَتْ / بِمِقْوَدِي فَرَأَتْنِي طَيَّعَ الرَّسَنِ
هيهاتَ يمنعها عزمٌ تَعَوَّدَ أَنْ / يُمْطِي إِلى اللينِ ظهْرَ المَرْكَبِ الخَشِنِ
يهيمُ بالنَّجمِ لا السَّارِي على قَدَحٍ / ويَعْشَقُ البَدْرَ لا السَّارِي على غُصنِ
ويَجْتَنِي ثمراتِ العِزِّ يانِعَةً / في مَغْرِسِ الحَرْبِ من مُنْآدةِ اللُّدُنِ
طوراً تراهُ على هَوْجَاءَ ضارمَةٍ / طوراً وَيَعْدُو بأَعلَى سابِقٍ أَرِنِ
تحاولُ الحالُ منهُ ذُلُّ جانِبِهِ / والعِزُّ شَىْءٌ تَغَذَّاهُ مع اللَّبَنِ
إِنْ كانَ كالَّنبْعِ عُرْيَاناً بلا ثَمَرٍ / فمثلُهُ هُوَ طَلاَّعٌ عَلَى القُنَنِ
وقد أَساءَ إِلَيْهِ الدهرُ مجتهداً / حتى دَعَا فأَجِبْهُ يا أَبا الحَسَنِ
أَوْرِدْهُ عندَكَ عّذْبَ الماءِ سَلْسَلَهُ / واحْرُسْهُ بالوُدِّ عن تكديرِهِ الأَسنِ
وقد أَقامَكَ رَبًّا لا شريكَ لَهُ / وما أَظُنُّكَ تثنيهِ إِلى الوَثَنِ
يخونُه اللُّه في سَمْع وفي بَصَرٍ / إِنْ كانَ خانَكَ في سِرٍّ ولا عَلَنِ
يهواكَ للدِّينِ والدنيا فأَنْتَ له / نعم المُقَرِّبُ من عَدْنٍ ومن عَدَنِ
ملكْتَهُ بأَيادِيكَ التي سَلَفَتْ / فأَضْعَفَتْهُ بما أَضْعَفْتَ في الثَّمَنِ
فاجْذِبْ بكفِّكَ منه غير مُطَّرَحٍ / وانظُرْ بعينيكَ فيه غَيْرَ مُمْتَهَنِ
ولا تَظُنَّ به ما لَيْسَ يعرِفُه / فَظَنُّ رَبِّكَ مرفوعٌ عَنِ الظَّنَنِ
الناسُ في العَيْنِ أَشخاصٌ لها شَبَهٌ / والعَقْلُ يَفْرِقُ بين النَّفْخِ والسِّمَنِ
عُذْرِي لمجدِكَ أَني غَيْرُ مُتَّهَمٍ / فإِنْ شَكَكْتَ على الإِيمانِ فامْتَحِنِ
عاهَدْتُ فيكَ ضَمِيرِي عَهْدَ ذِي ثِقَةٍ / لو نازَعَتْهُ المَنَايَا فيهِ لم يَخُنِ
رَفَعْتُ كفِّيَ أَستجديكَ مغفرةً / فاسمَحْ بها يا شقيقَ العارِضِ الهَتنِ
وما هززتُكَ إلا بعد مخبرةٍ / بأَنَّ كفِّيَ هَزَّتْ نَبْعَةَ اليَمَنِ
وما أَظُنُّكَ تَنْسَى كّلَّ سائِرَةٍ / مُقِيمَةٍ غَرَّبَتْ لِلْحُسْنِ في الوطَنِ
حَبَّرْتُهَا فيكَ والأَلفَاظُ هاجِعَةٌ / فَنَابَ ذِكْرُكِ لِي فيها عن الْوَسَنِ
أَوْضَحْتَ مَنْهَجَها إِذْ كُنْتَ غايَتَهُ / فّضَلَّ مَنْ ضَلَّ واسْتَوْلَتْ عَلَى السُّنَنِ
وقارَنَتْ مِنْكَ معروفًا بمَعْرِفَةٍ / ولم تَزَلْ تقرِنُ الإِحْسانَ بالْحَسَنِ
من ماهر فاضلٍ علاَّمَةٍ لَسِنٍ / في ماهرٍ فاضلٍ علامةٍ لَسِنِ
يقولُ سامِعُهَا مِمَّا يُدَاخِلُهُ / مَنْ ذَا الَّذِي قالَها أَو حُبِّرَتْ لِمَنِ
بقيتَ في الَّعْدِ موصولاً مدى الزَّمَنِ
بقيتَ في الَّعْدِ موصولاً مدى الزَّمَنِ / ودُمْتَ للمجدِ أَهلاً يا أَبا الحَسَنِ
ولا بَرِحْتَ سعيد الجَدِّ مُتَّصلاًّ / بما يَسُرُّ من الأَوطارِ في الوَطَنِ
ولْيَهْنِكَ الشمسُ يا بَدْرَ الكمالِ فَقَدْ / تَأَلَّقَ المجدُ من نُوَرَيْكُما الحَسَنِ
للّه يَوْمُ سرورٍ قد جَلَوْتَ بِهِ / على الورى غُرَّةً في أَوْجُهِ الزَّمَنِ
يومٌ تأَرَّجَ جَنْبَ الرْيحِ من طَرَبٍ / بِنَشْرِهِ وتَغَنَّى الطيرُ في الغُصُنِ
هل مثلُ خلقِكَ زَهْرُ الروضِ مبتسماً / أَو مثلُ جودِكَ جُودُ العارِضِ الهَتِنِ
أَصبَحْتَ يا بْنَ خُلَيْفٍ خَيْرَ من قَصَدَتْ / نوالَهُ الناسُ من قَيْسٍ ومن يَمَنِ
وَقَفْتُ منكَ على عَدْنٍ فزِدْتُ على / من راحَ يطلبُ فضلَ الطِّيبِ في عَدَنِ
وشمتُ منك نُجُومَ اليُمْنِ طالعةً / فلم أُعرَّجْ على ما قيل في اليَمَنِ
يا بْنَ الأَكارِمِ تَنْمِيهِمْ إِلى يَمَنٍ / فضائلٌ قُرِنَتْ بالعِزِّ واليُمُنِ
وعَزْمَةٍ قد جَرَتْ في أَصلِ مجدِهِمُ / على التعاقُبِ مَجْرَى الرّوحِ في البَدَنِ
وما جُذامٌ سوى أُسْدٍ براثِنُها / يفنى بهنَّ أَديمُ الهمِّ والحَزَنِ
هُمُ حماةُ عَدِيٍّ في شدائِدِها / وهم أُولُو الحِلْمِ وقتَ الحِلْمِ والضَّغَنِ
وحسبُهُمْ أَنَّ منهمْ حين تنسبُهُمْ / بني خُلَيْفٍ سَرَاةَ الأَمْنِ والمِنَنِ
قومٌ هُمُ البيتُ بيتُ الفضلِ مشتهراً / فطُفْ بِهِ واستَجِرْ إِنْ طُفْتَ بالرُّكُنِ
ومِنْ أَبِيهِمْ أَفادُوا كُلَّ مَكْرُمَةٍ / فهُمْ إِلى المجدِ قد ساروا على السَّنَنِ
يُرِيكَ من وَجْهِهِ الأَسْنَى ومنطِقِهِ / محاسِناً هي مِلْءُ العَيْنِ والأُذُنِ
ولابسٍ ثَوْبَ عِرْضٍ قد ضَفَا وَصَفَا / فليسَ تبصُر فيه العينُ من دَرَنِ
إِنْ لم يكُنْ هو أَهْلَ الفضلِ أَجْمَعِهِ / والمكرماتِ على أَجناسِها فَمَنِ
لا زالَ في عِيشةٍ خضراءَ ناضرةٍ / ما رجَّعَ الطيرُ تغريداً على فَنَنِ
أَحلى على الفمِ من شُهْدِ المُنَى وعلى / إِنسانِ عينِ أَخِي السَّلْوَى منَ الوًَسَنِ
حيث التفتّ فكُثبانٌ وقضبانُ
حيث التفتّ فكُثبانٌ وقضبانُ / شجَتْكَ يَبْرينُ واستهوتْكَ نَعمانُ
يثني ويقْنونَ من أعطافِهم طرباً / لقد تشاكلَتِ الورقاءُ والبانُ
فانظُرْ الى جُلّنارٍ في خُدودِهم / تعلَمْ بأن ثِمارَ الصدرِ رُمانُ
ولا يغرّك عذبٌ في ثغورِهمُ / فإنّها دُرَرٌ فيه ومَرْجانُ
طالبتَهُم بالتفاتٍ عندما رحلوا / أما شَكَكْتَ بأن القومَ غِزْلانُ
وقلت قلبُك يطوي صُحْفَ سرِّهُمُ / فكيف فاتَك أنّ الدمعَ عُنوانُ
رُسْلُ العيونِ وكُتْبُ العُذْرِ حاكمةٌ / إنّ الفؤادَ له بالحُسْنِ إيمانُ
لا يدّعي الطيفُ أنّ الليلَ يُتلِفُه / أما هدَتْهُ من الأشواقِ نيرانُ
بَلى هدَتْهُ ولكنْ من سجيّته / أنْ ليسَ يطرقُ طَرفاً وهو يَقظانُ
قال العذولُ آسلُ عنهم قلتُ نُصحُك لي / ما صادفَ القلبَ إلا وهو ملآنُ
لو استعرْتَ فؤاداً واستعنْتَ به / ما كان يُمكنُني في الحبّ سُلْوانُ
خُذْها وهاتِ ومن عينيكَ ثانيةً / هي الكؤوسُ ولكنْ قيلَ أجفانُ
سُكْراً فلا عُذْرَ للصاحي وأنت لهُ / راحٌ وروْحٌ وراحاتٌ ورَيْحانُ
نفسي فداؤك من غصن شمائلُهُ / إذا ذُكِرْنَ طوى نَيسانَ نِسيانُ
عطفْتَهُ بيدِ الصهْباءِ طوْعَ يدي / هل يُعطَفُ الغصنُ إلا وهْوَ ريّانُ
إن راقَ أو راعَ قلبي صلُّ عارضِه / فقد تحقَقْتُ أنّ الخدّ بُسْتانُ
عسى بلالٌ لمن يرجو لعلّته / ما قد رَجا في بلالٍ قبلُ غَيْلانُ
أوليتَ عوجاءَ مِرْقالاً رمَتْ كبِدي / بسهْمِ بينهُمُ عوجاءُ مِرْنانُ
سُمْرٌ هي السُمْرُ والأحداقُ أنصُلُها / فلا تقُلْ أردتِ الفُرسانُ خُرْصانُ
هي الدُمى والهوى سيفُ ابنُ ذي يزَنِ / والخِدْرُ محرابُها والعيسُ غَمدانُ
يا هلْ لقلبكَ من ثانٍ يَحيدُ به / عن اعتقادِك فيها فهي أوثانُ
ماذا الضلالُ نورُ الدينِ متّقدُ / يكادُ يُبصِرُ منه النورَ عِميانُ
نجم هو الصبحُ إلا أنه أسد / كالغيثِ في حلم طود وهو إنسان
حلوُ السماحةِ مُرُّ البأسِ مجتمعٌ / مفرقٌ فهو شهدٌ وهو خُطْبانُ
تلك الشمائلُ لو خُصّ الشَمولُ بها / يوماً لما قيلَ للنُدْمانِ نُدْمانُ
أغربتُ في نيل حظّي غيرَ مُغْرِبٍ / فاستجمعَتْ لي أوطارٌ وأوطانُ
لا تطلُبِ المالَ صُلْحاً من خزائِنه / فإنما بلفظةِ شعرٍ منه غسّانُ
ولو أتاهُ عُبيدٌ في العبيد لما / أودى به أن ثَنى نُعْماهُ نُعمانُ
ولو كسا حيَّ عدوانِ بشاشَته / ما صالَ بينَهم للدهر عُدوانُ
لو تحمّلَ منهُ باقلٌ سَبَبا / ما كان سحّبَ ذيلَ النُطْقِ سَحْبانُ
ولو حوى البدرُ جُزْءاً من محاسنِه / لم يعترضْ لكمالِ البدرِ نُقصانُ
حلّى به الله أجيادَ الزمانِ فلا / تقُلْ لُجَيْنٌ بلَيْتَيْهِ وعُقبانُ
من معشرٍ كلّما خفّوا لمعترَكٍ / فقلْ أسودٌ أو الأرماحُ خُفّانُ
الحالبونَ من اللّباتِ ما بخِلَتْ / به الضُروعُ وحامتْ عنه ألبانُ
والمطعمون الجفانَ البيضَ ساطعةً / تُردُّ عنهنّ أحداقٌ وأجفانُ
ومَنْ كمثل بليٍّ في ندىً وردىً / إن عُدّ في القومِ مِطعامٌ ومِطعانُ
قلْ في زهيرٍ وعدِّدْ من مواقفِه / تَقُلْ مَعَدُّ شهدناها وعنانُ
هو الذي ضعضَعَ ابنَيْ وائلٍ وسَما / فيها بموجِ الوغى مذْ يوم ثَهْلانُ
وكان من شأنِه في آلِ أبرهَةٍ / ما لم يكُنْ لسواهُ مثلَهُ شانُ
وهل حوى اليُمْنَ إلا الصيدُ من يَمَنٍ / بذاكَ قد جاءَ إسلامٌ وإيمانُ
هم بالقَطاقِطِ منّوا في تَميمِهُمُ / من بعدِ حول وما منّوا ولا ماتوا
بيضُ المَفارِقِ تستَعْلي عمائمُهُم / كأنّما هي والتيجانُ تَيجانُ
وسائلٌ قلتُ ابراهيمُ فرّعَهُم / وللفُروعِ على الأعراقِ بُرْهانُ
لا تغْتَرِرْ نارُ ابراهيم مُحرِقةً / هذا وراحتُهُ بالجودِ طوفانُ
كم لابنِ شاذيِّ من شادٍ بمُدحتِه / في حيثُ يُسعدُهُ حسنٌ وإحسانُ
تقولُ فيه فكلّ الناسِ ألسنةٌ / وإن أردْتَ فكلّ الناسِ آذانُ
احكُمْ على الثَقَلَيْنِ الإنس والجانِ
احكُمْ على الثَقَلَيْنِ الإنس والجانِ / فأنت أقومُ بالمُلكِ السُلَيْماني
لك البسيطانِ لا تقضي انقباضَهُما / وكيف يُقبَضُ كفّاكَ البَسيطانِ
كذا الجديدانِ مذ أُلْبِسْت بُردَهما / تطابقَ الأمر والمعْنى جديدانِ
أنسَيتنا كلَّ إنسانٍ له شرفٌ / بهمةٍ أذكرَتْنا كلّ إنسانِ
لو صال سيفٌ على سيف بن ذي يزَنٍ / لفلّ أشفارَهُ في غِمْدِ غَمْدان
فأين كسرى ولا ساسانُ من هممٍ / غُرٍّ غدَتْ لبني كسرى وساسانِ
عبسٌ وذُبيانُ والأخبار واسعة / لديك بالحمدِ لولا آلُ ذُبيانِ
تبني يمينُك وهي النيلُ كلّ عُلا / والنَيْلُ يهدِمُ دفعاً كلّ بُنيانِ
وطوْدُ حِلمِكَ لا بالطيشِ مهتَضَمٌ / هذا وطيفُك يرميهم بطوفانِ
يهْمي ويحمي وحسبُ الغيثِ واحدةً / ولو رضيتَ لقُلنا حسبُك اثنانِ
أوطأتَ خليلَك أبكارَ الحُصونِ على / أن الحصونَ عَذارى ذاتُ إحصانِ
ما طرْنَ في جوّها عقبانَ ألويةٍ / صاغ النجيعُ لها تصْحيفَ عُقبانِ
وزُرْتَها بأسودِ الحرب زائرةً / تخافُ من فتكِها آسادُ خُفّانِ
من كلِّ مشتهِرٍ يقْضي بمُشْتَهرِ / كأنّ غرّتَهُ والسيفَ نجمانِ
تخالُه واهتزازُ الرُمحِ في يده / ليثاً تَلاعَبُ يُمناهُ بثُعبانِ
هل الرماحُ غصونٌ باتَ يغرِسُها / من الصُدورِ طِعاناً فوقَ كُثْبانِ
أولا فما بالُنا بالمدْح في غزَلٍ / من كُثْبِ يبرين أم من قَضْبِ نُعمانِ
فنونُ وصفِك أجنَتْنا غرائِبها / فما لها من نهاهُ بين أفنانِ
كلّ حَبانا بعدْن في رُبى عدَنٍ / رضوانُك ابنُ بِلالٍ قبلَ رُضْوانِ
يا طالبَ اليُسْرِ يمّم ياسرا وكفى / فياسرٌ أبداً واليُسْرُ سيّانِ
أضرِبْ به لا بمنهل الحَيا مثلاً / ما الماءُ والمالُ في الأزمانِ مِثْلانِ
عمّت بصدقٍ قَراع أو قِرى يده / فخصّصَتْهُ بمِطْعامٍ ومِطعانِ
وجانسَ الحربَ بالمحراب يعمُرُه / فلا قِرىً وقِراعٌ دون قُرآنِ
وشنّ دِرْعاً على درّاعةٍ فزَرى / بكلِّ صاحبِ إيوانٍ وديوانِ
ما فوقَ سُلطانِه في ملكِه أحدٌ / دعِ الأميرَيْن واذكُرْ كلَّ سُلطانِ
هما اللذانِ به دانَ الوَرى لهما / بلا خلافٍ من القاصي أو الداني
بدرانِ للمُلْكِ سعداهُ اقترانُهما / كذاك ما يقترنْ بالسعدِ بَدرانِ
وصارمانِ إذا هُزّا بمعركةٍ / فإنما لهما الجفنان جفانِ
فإن عَلا بهما قحطان في شرَفٍ / هما قد انتمَيا فيه لقَحْطانِ
فإنْ عدنانَ منه أحمدٌ وبه / كان السُموّ فلم يبرَحْ لعدْنانِ
فضَلْتُمُ آل عِمرانِ الورى شرَفاً / والله فضّلَ قِدْماً آل عِمرانِ
ثانٍ هو الأولُ الماضي عُلاً وبهاً / وأولُ هو في هذا وذا الثاني
أيُّ اقتبالٍ وإقبالٍ لمملكةٍ / قد عقّباها على يُمنٍ بإيمانِ
يا منْ له يدّعي الأملاكَ قاطبةٍ / ومن يُخِبّ إليه كلّ أظْعانِ
ومن سرَيْنا على نجمي مكارمهُ / فأنزلانا على سعدٍ وسَعْدانِ
ومن به يُرْغَمُ الشاني وحقّ له / فإنّما يرغَمُ الثاني من الشانِ
للناسِ في كلّ قطرٍ لم تحُلّ به / عيدٌ وللناسِ في ذا القطرِ عيدان
كم راحَ في نحْرِ عيد النحْرِ مُنتظِماً / بيُمنِ جدِّكَ من درّ ومُرجانِ
ركبتَ يا بحرُ بحراً بالعُباب جرى / فسالَ بينكُما في البرّ بحْرانِ
وسرتَ تحت لواءِ النصرِ مُعتلياً / تهدي كأنّكما طرّاً لِواءانِ
في موكبٍ كم به من كوكب شرِقٍ / يسْمو على المُشتري قدْراً وكيوانِ
عساكرٌ كسطورِ الطُرْسِ تقدمُها / كأنّما أنت فيها سطرُ عُنوانِ
حتى أتيتَ المُعلّى ناشراً سبباً / رآكَ فيها على ضيقٍ سُليمانِ
ولو أردت بفضلِ القولِ قمتَ به / يوماً مَقاماً بفضلِ حول سحبانِ
وعدتَ تستبدلُ الإحسان مرتجلاً / ما قالَ حسانُ في أبناءِ عفّانِ
لو أنّ إجماعنا في فضل سؤدَدِه / في الأصلِ لم يختَلفْ في الأمّةِ اثنانِ