القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ قَلاقِس الكل
المجموع : 4
أَرَى الإِقامَةَ أَضْحَتْ في يَدِ الظَّعَنِ
أَرَى الإِقامَةَ أَضْحَتْ في يَدِ الظَّعَنِ / أَبْدَيْتَ يا دَهْرُ ما تُخْفِي مِنَ الضَّعَن
هَبْهُمْ طوَوْا بينَ أَثناءِ الدُّنُوِّ نَوىً / أَلَمْ يَبِنْ لَكَ أَنَّ الودَّ لم يَبِنِ
وما يَضُرُّ ولِلأَرواحِ مُجْتَمَعٌ / تفريقُهُمْ بَدَناً في الحُبِّ عن بَدَنِ
أَشكو إِلى اللهِ شكوى تقتضي فَرَجاً / نَوًى تَرَدَّدُ بين العَيْن والأُذُنِ
سَكَّنْتُ فيه حِراكِي إِذ عَدِمْتُ قُوًى / وما سَكَنْتُ لأَنِّي فُزْتُ بالسَّكَنِ
في كلّ يومٍ يُرِيني صاحِبٌ مِحَناً / الحَمْدُ للِه لا أَخْلُو من المِحَنِ
هل عادَ قلبِيَ بِرْجاساً تُقَارِضُه / نَبْلُ النَّوائبِ عن إِنْبَاضَةِ الزَّمَنِ
أَمْ غَرَّ مِنَّي الليالِي أَنَّها جَذَبَتْ / بِمِقْوَدِي فَرَأَتْنِي طَيَّعَ الرَّسَنِ
هيهاتَ يمنعها عزمٌ تَعَوَّدَ أَنْ / يُمْطِي إِلى اللينِ ظهْرَ المَرْكَبِ الخَشِنِ
يهيمُ بالنَّجمِ لا السَّارِي على قَدَحٍ / ويَعْشَقُ البَدْرَ لا السَّارِي على غُصنِ
ويَجْتَنِي ثمراتِ العِزِّ يانِعَةً / في مَغْرِسِ الحَرْبِ من مُنْآدةِ اللُّدُنِ
طوراً تراهُ على هَوْجَاءَ ضارمَةٍ / طوراً وَيَعْدُو بأَعلَى سابِقٍ أَرِنِ
تحاولُ الحالُ منهُ ذُلُّ جانِبِهِ / والعِزُّ شَىْءٌ تَغَذَّاهُ مع اللَّبَنِ
إِنْ كانَ كالَّنبْعِ عُرْيَاناً بلا ثَمَرٍ / فمثلُهُ هُوَ طَلاَّعٌ عَلَى القُنَنِ
وقد أَساءَ إِلَيْهِ الدهرُ مجتهداً / حتى دَعَا فأَجِبْهُ يا أَبا الحَسَنِ
أَوْرِدْهُ عندَكَ عّذْبَ الماءِ سَلْسَلَهُ / واحْرُسْهُ بالوُدِّ عن تكديرِهِ الأَسنِ
وقد أَقامَكَ رَبًّا لا شريكَ لَهُ / وما أَظُنُّكَ تثنيهِ إِلى الوَثَنِ
يخونُه اللُّه في سَمْع وفي بَصَرٍ / إِنْ كانَ خانَكَ في سِرٍّ ولا عَلَنِ
يهواكَ للدِّينِ والدنيا فأَنْتَ له / نعم المُقَرِّبُ من عَدْنٍ ومن عَدَنِ
ملكْتَهُ بأَيادِيكَ التي سَلَفَتْ / فأَضْعَفَتْهُ بما أَضْعَفْتَ في الثَّمَنِ
فاجْذِبْ بكفِّكَ منه غير مُطَّرَحٍ / وانظُرْ بعينيكَ فيه غَيْرَ مُمْتَهَنِ
ولا تَظُنَّ به ما لَيْسَ يعرِفُه / فَظَنُّ رَبِّكَ مرفوعٌ عَنِ الظَّنَنِ
الناسُ في العَيْنِ أَشخاصٌ لها شَبَهٌ / والعَقْلُ يَفْرِقُ بين النَّفْخِ والسِّمَنِ
عُذْرِي لمجدِكَ أَني غَيْرُ مُتَّهَمٍ / فإِنْ شَكَكْتَ على الإِيمانِ فامْتَحِنِ
عاهَدْتُ فيكَ ضَمِيرِي عَهْدَ ذِي ثِقَةٍ / لو نازَعَتْهُ المَنَايَا فيهِ لم يَخُنِ
رَفَعْتُ كفِّيَ أَستجديكَ مغفرةً / فاسمَحْ بها يا شقيقَ العارِضِ الهَتنِ
وما هززتُكَ إلا بعد مخبرةٍ / بأَنَّ كفِّيَ هَزَّتْ نَبْعَةَ اليَمَنِ
وما أَظُنُّكَ تَنْسَى كّلَّ سائِرَةٍ / مُقِيمَةٍ غَرَّبَتْ لِلْحُسْنِ في الوطَنِ
حَبَّرْتُهَا فيكَ والأَلفَاظُ هاجِعَةٌ / فَنَابَ ذِكْرُكِ لِي فيها عن الْوَسَنِ
أَوْضَحْتَ مَنْهَجَها إِذْ كُنْتَ غايَتَهُ / فّضَلَّ مَنْ ضَلَّ واسْتَوْلَتْ عَلَى السُّنَنِ
وقارَنَتْ مِنْكَ معروفًا بمَعْرِفَةٍ / ولم تَزَلْ تقرِنُ الإِحْسانَ بالْحَسَنِ
من ماهر فاضلٍ علاَّمَةٍ لَسِنٍ / في ماهرٍ فاضلٍ علامةٍ لَسِنِ
يقولُ سامِعُهَا مِمَّا يُدَاخِلُهُ / مَنْ ذَا الَّذِي قالَها أَو حُبِّرَتْ لِمَنِ
بقيتَ في الَّعْدِ موصولاً مدى الزَّمَنِ
بقيتَ في الَّعْدِ موصولاً مدى الزَّمَنِ / ودُمْتَ للمجدِ أَهلاً يا أَبا الحَسَنِ
ولا بَرِحْتَ سعيد الجَدِّ مُتَّصلاًّ / بما يَسُرُّ من الأَوطارِ في الوَطَنِ
ولْيَهْنِكَ الشمسُ يا بَدْرَ الكمالِ فَقَدْ / تَأَلَّقَ المجدُ من نُوَرَيْكُما الحَسَنِ
للّه يَوْمُ سرورٍ قد جَلَوْتَ بِهِ / على الورى غُرَّةً في أَوْجُهِ الزَّمَنِ
يومٌ تأَرَّجَ جَنْبَ الرْيحِ من طَرَبٍ / بِنَشْرِهِ وتَغَنَّى الطيرُ في الغُصُنِ
هل مثلُ خلقِكَ زَهْرُ الروضِ مبتسماً / أَو مثلُ جودِكَ جُودُ العارِضِ الهَتِنِ
أَصبَحْتَ يا بْنَ خُلَيْفٍ خَيْرَ من قَصَدَتْ / نوالَهُ الناسُ من قَيْسٍ ومن يَمَنِ
وَقَفْتُ منكَ على عَدْنٍ فزِدْتُ على / من راحَ يطلبُ فضلَ الطِّيبِ في عَدَنِ
وشمتُ منك نُجُومَ اليُمْنِ طالعةً / فلم أُعرَّجْ على ما قيل في اليَمَنِ
يا بْنَ الأَكارِمِ تَنْمِيهِمْ إِلى يَمَنٍ / فضائلٌ قُرِنَتْ بالعِزِّ واليُمُنِ
وعَزْمَةٍ قد جَرَتْ في أَصلِ مجدِهِمُ / على التعاقُبِ مَجْرَى الرّوحِ في البَدَنِ
وما جُذامٌ سوى أُسْدٍ براثِنُها / يفنى بهنَّ أَديمُ الهمِّ والحَزَنِ
هُمُ حماةُ عَدِيٍّ في شدائِدِها / وهم أُولُو الحِلْمِ وقتَ الحِلْمِ والضَّغَنِ
وحسبُهُمْ أَنَّ منهمْ حين تنسبُهُمْ / بني خُلَيْفٍ سَرَاةَ الأَمْنِ والمِنَنِ
قومٌ هُمُ البيتُ بيتُ الفضلِ مشتهراً / فطُفْ بِهِ واستَجِرْ إِنْ طُفْتَ بالرُّكُنِ
ومِنْ أَبِيهِمْ أَفادُوا كُلَّ مَكْرُمَةٍ / فهُمْ إِلى المجدِ قد ساروا على السَّنَنِ
يُرِيكَ من وَجْهِهِ الأَسْنَى ومنطِقِهِ / محاسِناً هي مِلْءُ العَيْنِ والأُذُنِ
ولابسٍ ثَوْبَ عِرْضٍ قد ضَفَا وَصَفَا / فليسَ تبصُر فيه العينُ من دَرَنِ
إِنْ لم يكُنْ هو أَهْلَ الفضلِ أَجْمَعِهِ / والمكرماتِ على أَجناسِها فَمَنِ
لا زالَ في عِيشةٍ خضراءَ ناضرةٍ / ما رجَّعَ الطيرُ تغريداً على فَنَنِ
أَحلى على الفمِ من شُهْدِ المُنَى وعلى / إِنسانِ عينِ أَخِي السَّلْوَى منَ الوًَسَنِ
حيث التفتّ فكُثبانٌ وقضبانُ
حيث التفتّ فكُثبانٌ وقضبانُ / شجَتْكَ يَبْرينُ واستهوتْكَ نَعمانُ
يثني ويقْنونَ من أعطافِهم طرباً / لقد تشاكلَتِ الورقاءُ والبانُ
فانظُرْ الى جُلّنارٍ في خُدودِهم / تعلَمْ بأن ثِمارَ الصدرِ رُمانُ
ولا يغرّك عذبٌ في ثغورِهمُ / فإنّها دُرَرٌ فيه ومَرْجانُ
طالبتَهُم بالتفاتٍ عندما رحلوا / أما شَكَكْتَ بأن القومَ غِزْلانُ
وقلت قلبُك يطوي صُحْفَ سرِّهُمُ / فكيف فاتَك أنّ الدمعَ عُنوانُ
رُسْلُ العيونِ وكُتْبُ العُذْرِ حاكمةٌ / إنّ الفؤادَ له بالحُسْنِ إيمانُ
لا يدّعي الطيفُ أنّ الليلَ يُتلِفُه / أما هدَتْهُ من الأشواقِ نيرانُ
بَلى هدَتْهُ ولكنْ من سجيّته / أنْ ليسَ يطرقُ طَرفاً وهو يَقظانُ
قال العذولُ آسلُ عنهم قلتُ نُصحُك لي / ما صادفَ القلبَ إلا وهو ملآنُ
لو استعرْتَ فؤاداً واستعنْتَ به / ما كان يُمكنُني في الحبّ سُلْوانُ
خُذْها وهاتِ ومن عينيكَ ثانيةً / هي الكؤوسُ ولكنْ قيلَ أجفانُ
سُكْراً فلا عُذْرَ للصاحي وأنت لهُ / راحٌ وروْحٌ وراحاتٌ ورَيْحانُ
نفسي فداؤك من غصن شمائلُهُ / إذا ذُكِرْنَ طوى نَيسانَ نِسيانُ
عطفْتَهُ بيدِ الصهْباءِ طوْعَ يدي / هل يُعطَفُ الغصنُ إلا وهْوَ ريّانُ
إن راقَ أو راعَ قلبي صلُّ عارضِه / فقد تحقَقْتُ أنّ الخدّ بُسْتانُ
عسى بلالٌ لمن يرجو لعلّته / ما قد رَجا في بلالٍ قبلُ غَيْلانُ
أوليتَ عوجاءَ مِرْقالاً رمَتْ كبِدي / بسهْمِ بينهُمُ عوجاءُ مِرْنانُ
سُمْرٌ هي السُمْرُ والأحداقُ أنصُلُها / فلا تقُلْ أردتِ الفُرسانُ خُرْصانُ
هي الدُمى والهوى سيفُ ابنُ ذي يزَنِ / والخِدْرُ محرابُها والعيسُ غَمدانُ
يا هلْ لقلبكَ من ثانٍ يَحيدُ به / عن اعتقادِك فيها فهي أوثانُ
ماذا الضلالُ نورُ الدينِ متّقدُ / يكادُ يُبصِرُ منه النورَ عِميانُ
نجم هو الصبحُ إلا أنه أسد / كالغيثِ في حلم طود وهو إنسان
حلوُ السماحةِ مُرُّ البأسِ مجتمعٌ / مفرقٌ فهو شهدٌ وهو خُطْبانُ
تلك الشمائلُ لو خُصّ الشَمولُ بها / يوماً لما قيلَ للنُدْمانِ نُدْمانُ
أغربتُ في نيل حظّي غيرَ مُغْرِبٍ / فاستجمعَتْ لي أوطارٌ وأوطانُ
لا تطلُبِ المالَ صُلْحاً من خزائِنه / فإنما بلفظةِ شعرٍ منه غسّانُ
ولو أتاهُ عُبيدٌ في العبيد لما / أودى به أن ثَنى نُعْماهُ نُعمانُ
ولو كسا حيَّ عدوانِ بشاشَته / ما صالَ بينَهم للدهر عُدوانُ
لو تحمّلَ منهُ باقلٌ سَبَبا / ما كان سحّبَ ذيلَ النُطْقِ سَحْبانُ
ولو حوى البدرُ جُزْءاً من محاسنِه / لم يعترضْ لكمالِ البدرِ نُقصانُ
حلّى به الله أجيادَ الزمانِ فلا / تقُلْ لُجَيْنٌ بلَيْتَيْهِ وعُقبانُ
من معشرٍ كلّما خفّوا لمعترَكٍ / فقلْ أسودٌ أو الأرماحُ خُفّانُ
الحالبونَ من اللّباتِ ما بخِلَتْ / به الضُروعُ وحامتْ عنه ألبانُ
والمطعمون الجفانَ البيضَ ساطعةً / تُردُّ عنهنّ أحداقٌ وأجفانُ
ومَنْ كمثل بليٍّ في ندىً وردىً / إن عُدّ في القومِ مِطعامٌ ومِطعانُ
قلْ في زهيرٍ وعدِّدْ من مواقفِه / تَقُلْ مَعَدُّ شهدناها وعنانُ
هو الذي ضعضَعَ ابنَيْ وائلٍ وسَما / فيها بموجِ الوغى مذْ يوم ثَهْلانُ
وكان من شأنِه في آلِ أبرهَةٍ / ما لم يكُنْ لسواهُ مثلَهُ شانُ
وهل حوى اليُمْنَ إلا الصيدُ من يَمَنٍ / بذاكَ قد جاءَ إسلامٌ وإيمانُ
هم بالقَطاقِطِ منّوا في تَميمِهُمُ / من بعدِ حول وما منّوا ولا ماتوا
بيضُ المَفارِقِ تستَعْلي عمائمُهُم / كأنّما هي والتيجانُ تَيجانُ
وسائلٌ قلتُ ابراهيمُ فرّعَهُم / وللفُروعِ على الأعراقِ بُرْهانُ
لا تغْتَرِرْ نارُ ابراهيم مُحرِقةً / هذا وراحتُهُ بالجودِ طوفانُ
كم لابنِ شاذيِّ من شادٍ بمُدحتِه / في حيثُ يُسعدُهُ حسنٌ وإحسانُ
تقولُ فيه فكلّ الناسِ ألسنةٌ / وإن أردْتَ فكلّ الناسِ آذانُ
احكُمْ على الثَقَلَيْنِ الإنس والجانِ
احكُمْ على الثَقَلَيْنِ الإنس والجانِ / فأنت أقومُ بالمُلكِ السُلَيْماني
لك البسيطانِ لا تقضي انقباضَهُما / وكيف يُقبَضُ كفّاكَ البَسيطانِ
كذا الجديدانِ مذ أُلْبِسْت بُردَهما / تطابقَ الأمر والمعْنى جديدانِ
أنسَيتنا كلَّ إنسانٍ له شرفٌ / بهمةٍ أذكرَتْنا كلّ إنسانِ
لو صال سيفٌ على سيف بن ذي يزَنٍ / لفلّ أشفارَهُ في غِمْدِ غَمْدان
فأين كسرى ولا ساسانُ من هممٍ / غُرٍّ غدَتْ لبني كسرى وساسانِ
عبسٌ وذُبيانُ والأخبار واسعة / لديك بالحمدِ لولا آلُ ذُبيانِ
تبني يمينُك وهي النيلُ كلّ عُلا / والنَيْلُ يهدِمُ دفعاً كلّ بُنيانِ
وطوْدُ حِلمِكَ لا بالطيشِ مهتَضَمٌ / هذا وطيفُك يرميهم بطوفانِ
يهْمي ويحمي وحسبُ الغيثِ واحدةً / ولو رضيتَ لقُلنا حسبُك اثنانِ
أوطأتَ خليلَك أبكارَ الحُصونِ على / أن الحصونَ عَذارى ذاتُ إحصانِ
ما طرْنَ في جوّها عقبانَ ألويةٍ / صاغ النجيعُ لها تصْحيفَ عُقبانِ
وزُرْتَها بأسودِ الحرب زائرةً / تخافُ من فتكِها آسادُ خُفّانِ
من كلِّ مشتهِرٍ يقْضي بمُشْتَهرِ / كأنّ غرّتَهُ والسيفَ نجمانِ
تخالُه واهتزازُ الرُمحِ في يده / ليثاً تَلاعَبُ يُمناهُ بثُعبانِ
هل الرماحُ غصونٌ باتَ يغرِسُها / من الصُدورِ طِعاناً فوقَ كُثْبانِ
أولا فما بالُنا بالمدْح في غزَلٍ / من كُثْبِ يبرين أم من قَضْبِ نُعمانِ
فنونُ وصفِك أجنَتْنا غرائِبها / فما لها من نهاهُ بين أفنانِ
كلّ حَبانا بعدْن في رُبى عدَنٍ / رضوانُك ابنُ بِلالٍ قبلَ رُضْوانِ
يا طالبَ اليُسْرِ يمّم ياسرا وكفى / فياسرٌ أبداً واليُسْرُ سيّانِ
أضرِبْ به لا بمنهل الحَيا مثلاً / ما الماءُ والمالُ في الأزمانِ مِثْلانِ
عمّت بصدقٍ قَراع أو قِرى يده / فخصّصَتْهُ بمِطْعامٍ ومِطعانِ
وجانسَ الحربَ بالمحراب يعمُرُه / فلا قِرىً وقِراعٌ دون قُرآنِ
وشنّ دِرْعاً على درّاعةٍ فزَرى / بكلِّ صاحبِ إيوانٍ وديوانِ
ما فوقَ سُلطانِه في ملكِه أحدٌ / دعِ الأميرَيْن واذكُرْ كلَّ سُلطانِ
هما اللذانِ به دانَ الوَرى لهما / بلا خلافٍ من القاصي أو الداني
بدرانِ للمُلْكِ سعداهُ اقترانُهما / كذاك ما يقترنْ بالسعدِ بَدرانِ
وصارمانِ إذا هُزّا بمعركةٍ / فإنما لهما الجفنان جفانِ
فإن عَلا بهما قحطان في شرَفٍ / هما قد انتمَيا فيه لقَحْطانِ
فإنْ عدنانَ منه أحمدٌ وبه / كان السُموّ فلم يبرَحْ لعدْنانِ
فضَلْتُمُ آل عِمرانِ الورى شرَفاً / والله فضّلَ قِدْماً آل عِمرانِ
ثانٍ هو الأولُ الماضي عُلاً وبهاً / وأولُ هو في هذا وذا الثاني
أيُّ اقتبالٍ وإقبالٍ لمملكةٍ / قد عقّباها على يُمنٍ بإيمانِ
يا منْ له يدّعي الأملاكَ قاطبةٍ / ومن يُخِبّ إليه كلّ أظْعانِ
ومن سرَيْنا على نجمي مكارمهُ / فأنزلانا على سعدٍ وسَعْدانِ
ومن به يُرْغَمُ الشاني وحقّ له / فإنّما يرغَمُ الثاني من الشانِ
للناسِ في كلّ قطرٍ لم تحُلّ به / عيدٌ وللناسِ في ذا القطرِ عيدان
كم راحَ في نحْرِ عيد النحْرِ مُنتظِماً / بيُمنِ جدِّكَ من درّ ومُرجانِ
ركبتَ يا بحرُ بحراً بالعُباب جرى / فسالَ بينكُما في البرّ بحْرانِ
وسرتَ تحت لواءِ النصرِ مُعتلياً / تهدي كأنّكما طرّاً لِواءانِ
في موكبٍ كم به من كوكب شرِقٍ / يسْمو على المُشتري قدْراً وكيوانِ
عساكرٌ كسطورِ الطُرْسِ تقدمُها / كأنّما أنت فيها سطرُ عُنوانِ
حتى أتيتَ المُعلّى ناشراً سبباً / رآكَ فيها على ضيقٍ سُليمانِ
ولو أردت بفضلِ القولِ قمتَ به / يوماً مَقاماً بفضلِ حول سحبانِ
وعدتَ تستبدلُ الإحسان مرتجلاً / ما قالَ حسانُ في أبناءِ عفّانِ
لو أنّ إجماعنا في فضل سؤدَدِه / في الأصلِ لم يختَلفْ في الأمّةِ اثنانِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025