المجموع : 8
ما كانَ مثلَكَ في الإسلامِ سُلطانُ
ما كانَ مثلَكَ في الإسلامِ سُلطانُ / ولا لكسرى كذا الإيوانُ إيوانُ
ذاتُ العمادِ تبدَّت في جَوانبهِ / بَلْ جَنّةُ الخُلْد والبّوابُ رضوانُ
إنْ غبتَ عنهُ فشخصٌ منكَ يملأُهُ / مهابةً يتّقيها الإنسُ والجانُ
صوَّرتَ جَيْشَكَ فيهِ مثلَ عادَتهِ / كأنّهم في ظهورِ الخيلِ سكانُ
لا يسأمونَ ركوبَ الخيلِ في طَلَبِ ال / أعداءِ يوماً ولا يُلهيهمُ شانُ
قد حَدَّقَتْ لامتثالِ الأمرِ أعيُنُهم / فَلَيْسَ تُطبِقُ مِنْهُمْ قَطُّ أَجفانُ
سُيوفهُم بدِماءِ الكفر قد رُوِيَتْ / سَفْكاً وَكُلٌّ إلى الهيجاءِ عَطْشانُ
كأَنّهُم في غِياضٍ من رِماحِهمُ / تحتَ البنودِ وَهُم حورٌ وولدانُ
صوَّرتُهم فإذا رُسْلُ الملوكِ رأوا / جَمالَهم فُتنوا والحسنُ فتّانُ
وأَطرقوا ثمَّ قالوا خفِّضوا وَقفوا / منها هُنا اليومَ للحيطانِ آذانُ
مثالُ ذا صَعدوا تلكَ المعاقلَ من / حيطانها وَهُمُ رَجلٌ وفُرسانُ
لولا الأمانُ لَداسَتْنا خُيولُهُمُ / واستَخطَفتنا منَ الحيطان عُقبانُ
وَقُبّةٌ هي للأَفلاكِ عاشرةٌ / وَدونَها في عُلُوِّ الشأنِ كَيْوانُ
كأنّها العالَمُ العُلويُّ تحرُسُها ال / أَملاكُ لَم يدنُ منها ثمَّ شَيْطانُ
عَلَتْ فأَفلاكُها الأفلاك في شَرَفٍ / وتبرُها الشُّهبُ والأرَكانُ أَركانُ
وأنتَ يا أَشرفَ الأَملاك شمسُ عُلا / شهابهُا وعلى ظَنّي سُلَيْمانُ
وَتَحْتَ دِهليزِكَ الزَاهي بزركشةٍ / من كلِّ ماتَتَمنى النّفسُ أَلوان
والجيشُ بالقَبقِ المنصورِ قد وَلعوا / بكُلِّ طائشة والقَوسُ مرنانُ
كأَنَهّا العَرضُ يومَ العرض إذ عُرضوا / عله صفّاً وللإعطاء ميزانُ
أَفدي طبيباً فاقَ البرايا
أَفدي طبيباً فاقَ البرايا / إذْ كُحلُهُ في العيونِ حُسْنُ
أسيافُ لحظِ الحبيبِ كَلّتْ / فَهْيَ بأسيافهِ تُسَنُّ
لأَجلهِ إذْ غَدَتْ سُيوفاً / كُلُّ طَبيبٍ لهُ مِسَنُّ
قَلبي بِعَزَّةَ ذاتِ العزِّ مفتون
قَلبي بِعَزَّةَ ذاتِ العزِّ مفتون / متَيّمٌ في الهوى العُذري مَحزونُ
وما كَلِفْتُ بِحُبي عزَّة سَفَعاً / إلاَّ وعِزِّيَ في أمر الهوى هونُ
بيضاءُ مصقولةُ الخدَّينِ ناعِمةٌ / كأنّها لؤلؤٌ في الخدر مَكنونُ
حُسنٌ جرى قَلَمُ الباري فابَدَعهُ / خَطّاً تَحارُ لَمِرآهُ الدَّواوينُ
وَقَدُّها ألفٌ حُسناً وَمَبْسِمُها / ميمٌ وحاجِبُها في شَكْله نونُ
وَصَدْغُها عِطفُه واوٌ وَمُقْلَتُها / صادٌ وَطُرَِّتُها من شَعِرها سين
حَسناءُ قَد كَمُلَتْ في حُسن صورَتها
حَسناءُ قَد كَمُلَتْ في حُسن صورَتها / فَحُسْنُها لم يَحزهُ قطُّ تَحسين
فالخدُّ والصّدغُ إذ تبدو وَمَبْسمُها / وردٌ وآس وريحانٌ وَنَسرينُ
الغُصنُ يُعْهَدُ في البُستان مَغْرِسُه / وهذه غُصُنٌ فيه بَساتينُ
راشت لواحِظُها نَبلاً فَحاجِبُها / قوسٌ على أنّهُ بالموت مَقرونُ
ضاهى الخلائفَ في الأحكام مُقتَدراً
ضاهى الخلائفَ في الأحكام مُقتَدراً / بينَ الخلائقِ عَدْلاً وهو مأمونُ
قد طالَ جامعُ طولونَ بذلكَ أو / نَسى به إذ نشا للِحُسْنِ طولونُ
أينَ المناظِرُ منْ تلكَ المنائر إذْ / للدِّينِ تِلكَ وللهْوِ المَيادينُ
صَعِدتُها فَغَدت أصدافَ جوْهرةٍ / وكانَ أشباهَها قبلُ الحلازينُ
فانظُرْ إليَّ بِعيْنٍ منكَ مُغنية / فَلَيْسَى عِندِيَ لاأقجاولا الطونُ
يا سادةً كرُموا أصلاً وجودُهُمُ
يا سادةً كرُموا أصلاً وجودُهُمُ / عَوني وَغَوثي على الأَحداثِ في زَمَني
ما زِلتُ أسألُ رَبِّي إنْ أعانَ على / شُكري لَكُم بِمُعينِ إذْ وهى لسني
حتّى رُزِقتُ غُلاماً في مخايله / فَصاحةٌ كَمُنَتْ في مَنْظَرٍ حَسَنِ
فَخُذْهُ منِّي إليكَ اليومَ تقدُمَةً / عَبْداً ولكنّه عبدٌ بِلا ثَمَنِ
رْزِقتُه وَيَدي صفرٌ فقلتُ أسىً / يا ليتَ لا كانَ مولوداً ولم أَكُنِ
إنْ لم تُدارِكه روحُ القدسِ منك أبا / عيسى برفدٍ يَمُتْ من قِلّةِ اللبنِ
إذ أُمُّهْ لم تَجِد قوتاً ولا امتلأت / بطناً لدى شيء قط غير بعض مني
مثل الحريرِ لَياناً في مجسّته
مثل الحريرِ لَياناً في مجسّته / وَعَرْفُ إبطيه من عَرفَ الرَّياحين
عَذْبُ المراشفِ حُلْوُ الدلِّ ذو شَنَبٍ / لَدْنُ المعاطفِ في حُسْنٍ وفي لينِ
يا مَنْ يذوقُ لِتجريبٍ مَعاجيي
يا مَنْ يذوقُ لِتجريبٍ مَعاجيي / وَمَن بِشَكواهُ في سِر يُناجيني
عندي ذخائرُ أَصنافٍ مجرَّبةٌ / خَبّأتُها في مَصوناتِ الأَجاجينِ
لِصحّتي كلَّ يومٍ مَن يُجَرِّبُها / دَلك لِجِسميَ من داءٍ يُفاجيني