القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : السَّرِي الرَّفّاء الكل
المجموع : 2
نَطوي اللَّيالَي عِلْمَاً أن سَتَطوِينا
نَطوي اللَّيالَي عِلْمَاً أن سَتَطوِينا / فشَعشِعِيها بماءِ المُزنِ واسقِينا
وتَوِّجي بكؤوسِ الراحِ أيديَنا / فإِنما خُلقَت للرَّاحِ أيدينا
قامت تَهُزُّ قَواماً ناعماً سَرَقت / شَمائلَ البانِ من أعطافِه لِينا
تَحُثُّ حمراءَ يَلقاها المِزاجُ كما / أَلقيتَ فَوقَ جَنِيِّ الوَردِ نِسرينا
فلستُ أدري أتَسقِيَنا وقد نَفحَت / روائحُ المِسكِ منها أو تُحيِّينا
قد ملَّكَتنا زِمامَ العَيشِ صافيةً / لو فاتَنا المُلكُ راحَت عنه تُسلِينا
ومُخطَفِ القَدِّ يُرضِينا ويُسخِطُنا / حُسناً ويَقتُلُنا دَلاً ويُحْيِينَا
تَفَتَّحَت وَردتَا خَدَّيهِ مِن خَجَلٍ / وزِيدَتَا بعِذارَيهِ تَزايِينَا
ما زالَ يَنقُرُ أحشاءَ الدنِّانِ لنا / حتَّى نَفاهنَّ مَجروحاً ومطعونا
لمّا رأيتُ عُيونَ الدهرِ تَلحَظُنا / شَزْراً تيقَّنتُ أنَّ الدَّهر يُردينا
نمضي ونترُكُ من ألفاظِنا تُحَفاً / تَسبي ريَاحِينُها الشَّرْبَ الرَّياحِينا
وما نُبالي بِذَمِّ الأغبياءِ إذا / كانَ اللَّبيبُ من الأقوام يُطرِينا
ورُبَّ غَرَّاءَ لم تُنظَم قَلائِدها / إلاّ ليُحمَدَ فيها الفَاطميُّونا
الوارثُون كِتابَ اللِه يَمَنحُهم / إرثَ النَّبِيِّ على رُغمِ المُعادينا
والسابِقُون إلى الخَيراتِ يَنجُدُهم / عِتقُ النِّجار إذا كلَّ المُجارُونا
قومُ نُصلِّي عليهمِ حينَ نَذكُرُهم / حُبّاً ونَلعَنُ أَقواماً مَلاعينا
إذا عَددنا قُرَيشاً في أباطحِها / كانُوا الذَّوائِبَ منها والعَرانِينا
أغنَتهُمُ عَن صِفاتِ المادحِين لهم / مدائحُ اللهِ في طَه ويَاسِينا
فلستُ أمدحهُم إلا لأرغِمَ في / مَدْحِيهمُ أنفَ شانِيهم وشَانِينا
أقامَ رَوحٌ ورَيحانٌ على جَدَثٍ / ثَوَى الحُسينُ به ظمآنَ آمينا
كأنَّ أحشاءَنا من ذِكرِه أبداً / تُطوَى على الجَمْرِ أو تُحشَى السَّكاكِينا
مهلاً فما نَقضُوا أوتارَ والدِه / وإنما نَقَضُوا في قَتلهِ الدِّينا
آل النبِيِّ وجَدْنا حُبَّكم سَبَباً / يَرضَى الإلهُ به عنَّا ويُرضِينا
فمَا نُخاطِبُكم إلاّ بسادتِنا / ولا نُنادِيكُمُ إلا مَوالينا
وكم لنَا من فَخارٍ في مَودَّتِكم / يَزيدُها في سَوادِ القَلبِ تَمكِينا
ومن عدوٍ لكم مُخْفٍ عداوتَه / واللهُ يرميه عنا وهو يرمينا
إن أَجرِ في حُبِّكم جَرْيَ الجوادِ فقد / أضحَت رِحابُ مَساعيكم مَيادينا
وكيفَ يَعدوكُمُ شِعري وذكرُكُمُ / يَزيدُ مُستَحسَنَ الأشعارِ تَحسِينا
عَصَى الرَّشَادَ فَقَدْ نَادَاه مِنْ حِين
عَصَى الرَّشَادَ فَقَدْ نَادَاه مِنْ حِين / وَرَاكَضَ الغَيَّ في تِلْكَ المَيَاديِنِ
ما حَنَّ شَيْطَانُهُ العَاتِي إلَى بَلَدٍ / إلاّ ليَقْرُبَ مِنْ دَيْرِ الشّيَاطينِ
وَفْتَيةٍ زَهَرُ الآدَابِ بَيْنَهُمُ / أَبْهَى وَأَنْضَرُ مِنْ زَهْرِ الرَّياحينِ
مَشَوا إلى الرَّاحِ مَشْيَ الرُّخِّ وانَصَرَفُوا / وَالرَّاحُ تَمشِي بِهِمْ مَشْيَ الفَرَازينِ
حَتَّى إذَا أنْطَقَ النَّاقُوسَ بَيْنَهُمُ / مُزيَّنُ الخَصْرِ رُومِيُّ القَرَابين
يِرَى المُدَامَةَ دِيناً حَبَّذَا رَجُلٌ / يَعُدُّ لَذَّةَ دُنيَاهُ مِنَ الدِّينِ
تَفَرَّقُوا بَيْنَ أَعْطَانِ الهيَاكِلِ في / تِلْكَ الجِنَانِ وأَقْمَارِ الدَّوَاوِينِ
تَحُثُّ أَقْدَاحَهُمْ بِيضُ السَّوَالِفِ في / حُمْرِ الغَلائِلِ في خُضْرِ البَسَاتِينِ
كَأنَّ كَاسَاتِها والمَاءُ يَقْرَعُها / وَرْدٌ تُصافِحُهُ أَطْرَافُ نِسْرينِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025