القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دَرّاج القَسْطَلّي الكل
المجموع : 3
بُشراكِ أَيَّتُها الدُّنيا وبُشرانا
بُشراكِ أَيَّتُها الدُّنيا وبُشرانا / أَحياكِ بالعدْلِ منْ بالأَمْنِ أَحْيانا
لعَلَّ آمالنا فِي اللهِ قَدْ صدَقَتْ / وصِدْقَ موعِدِهِ بالفتحِ قَدْ آنا
وعودةً تمتري عفواً وعافيةً / ودعوةً تقتضي صفحاً وغفرانا
تنسَّمي ريحَ رَوْحِ اللهِ مُنشِئةً / غُيوثَ رحمتِهِ سَحّاً وتَهتانا
واستَقبِلي زَهْرَةَ العقبى مُنوِّرَةً / بالنُّورِ فِي رَوْضَةٍ تَهتزُّ رِضْوانا
لَتورِقَنْ شجرُ الدُّنيا لَنَا وَرِقاً / بسعدِها وتُريقُ الأرْضُ عِقيانا
وتعبقُ الأَرْضُ من مسكٍ وغاليةٍ / وتُمطرُ المُزْنُ ياقوتاً ومرجانا
وقُلْ لِمنْ قَدْ أَضَلَّ الشمسَ طالِعةً / لا تَسْرِ من بعدِها فِي لَيلِ حَيرانا
ويا غريباً شريداً عن مواطنِهِ / لِتَهنكَ الأرضُ أُلّافاً وأَوْطانا
ويا مَرُوعَ الضُّحى يُزْجي ظَعائِنَهُ / عَرِّسْ بجوَزِ الفلا أمْناً وإِيمانا
هاتِيكَ شَمسُ الهُدى فِي بُرْجِ أَسعُدِها / وَدِينُنا مُشرِقٌ فِي عِزِّ دُنيانا
ودَوْحَةُ اللهِ زَكَّى غَرْسَها فزَكَتْ / أُكْلاً وظِلّاً وأَشْجاراً وأَغصانا
أوشِكْ بِهَا نِعمةً راقَتْ لِتُحييَنا / نُعمى ويُثمِرَ ذَاكَ الحُسنُ إِحسانا
خلافَةُ اللهِ فِي مثوى نُبوَّتِهِ / وحِفظهُ قَدْ تَولَّى من تَولّانا
ودَولةٌ سبقتْ آمالَنا كَرَماً / كَأَنَّ مَا قَدْ تمنَّينا تمنَّانا
ودَعوةٌ أعلنَ الدَّاعي فأَسْمعَها / من قَصْرِ قُرْطُبةٍ أَقصى خُراسانا
وبَيعةٌ عَرَفَ الإِسلامُ آيتَها / فلم يَخِرُّوا لَهَا صُمّاً وعُميانا
كادَتْ تُحرِّكُ للأَشجارِ ألسِنةً / تَدْعو وتَخرِقُ للأَحجارِ آذانا
للقاسِمِ القائِمِ الهادي الَّذِي هُديَتْ / إِلَيْهِ طاعتُنا سِرّاً وَإِعْلانا
وابن الَّذِي كُتِبتْ فِي اللَّوْحِ طاعَتُهُ / وَوُدُّ قرباهُ عندَ اللهِ قُربانا
إِمامُنا وابنُ مَنْ أَمَّ الإِلهُ بِهِ / أَهلَ السماءِ ومَنْ فِي أَرْضِهِ دانا
تِلْكَ المَنابِرُ لَمْ تثْبتْ قواعِدُها / حَتَّى تحلَّينَ مِنْ ذكراهُ تيجانا
بلِ الكتائِبُ لم تُنشرْ صحائفُها / حَتَّى رأَتْهُ لِفتحِ اللهِ عُنوانا
مقلَّداً نصلَ هَذَا السيفِ مِنْ يَمَنٍ / فِي السَّلمِ والحَرْبِ تمكيناً وإِمكانا
نصيحةٌ عَمَّتِ الدُّنيا وَساكِنَها / نُوراً وأَضرمَتِ الأَعداءُ نِيرانا
فأَصبحَ المُنذِرُ المَنصورُ واليَنا / والقاسِمُ المَلكُ المأْمونُ مَولانا
من بعدِ فترَةِ أَزْمَانٍ مَطَلْنَ بِهِ / وَدِدْنَ أَلّا نُسمِّيهنَّ أَزْمانا
يُمناهُ فِي قائِمِ السيفِ المُقامِ لَهُ / فِي العَدْلِ والقِسطِ عندَ اللهِ ميزانا
رَدَّ الإِلهُ إِلَيْهِ حقَّ والدِهِ / فكُلُّ حَقٍّ بِهِ ردٌّ لمَنْ كَانَا
أَحْيا بِهِ لابنِ يَحيى حَقَّ أَوَّلِهِ / فِي نُصْرَةِ الحَقِّ إِقراراً وإِذْعانا
حُكماً بما نطقت فِيهِ وَمَا صدقت / شهادة الله تنزيلاً وفرقانا
وَأُسْوَةً برَسُولِ اللهِ والِدِهِ / فيمنْ تخَيَّرَ أنصاراً وجيرانا
فَحَسْبُ مُؤْثِرِ هَذَا الحُكمِ مَعدِلَةً / وَحَسبُ ناصِرِ هَذَا الدِّينِ بُرْهانا
فَتى نَماهُ إِلَى نَصرِ الهُدى نَسبٌ / لَوْ قُدِّرَ البدْرُ ليلَ التِّمِّ لازدانا
مِنَ الَّذِينَ وَفتْ للهِ بَيْعَتُهُمْ / فأَخلصوا العهدَ إِيماناً وأَيمانا
باعوا نُفوسَهُمُ من ربِّهِمْ فَجُزُوا / خُلْدَ الثَّناءِ وخُلدَ الفوزِ أَثْمَانا
فأَشرَقَتْ سُبُلُ الدنيا بهدْيِهِمُ / والأَرْضُ قَدْ شَرِقَت كُفراً وأَوْثانا
تَلقى شبابَهُمُ فِي السَّلمِ إِنْ نَطقوا / شِيباً وشيبَهُمُ فِي الحَرْبِ شُبَّانا
همُ المُلبُّونَ والأَبصارُ ناكِصَةٌ / نَبِيَّهُمْ يَومَ نادى يَا لَقَحطانا
والمُطْلِعُونَ نُجومَ المُلكِ إِذْ أفلتْ / والكافِلونَ بعِزِّ الحقِّ إِذْ هانا
لَهم مَدى السبقِ فِي بَدْرٍ وَفِي أُحُدِ / وَآلِ حَرْبٍ وحِزْبَيْ قَيسِ عَيلانا
وفي تَبوكَ و أَوْطاسٍ و مُصطَلقٍ / ومَنْ عَصى اللهَ من أَبناءِ عَدْنانا
لهُم بَرَاءةُ والأَنفالُ إِذ خُتِمَتْ / والنِّصفُ قِسمُهُمُ من آلِ عِمْرانا
ويومَ صِفِّينَ لَمْ تَخْذُلْ سُيوفُكُمُ / آلَ الرَّسُولِ بِهِ يَا آلَ هَمْدانا
فَليَهْنِكُمْ نصرُ من أَهْدى الهُدى لكمُ / ونَصرُ أبنائِهِ منْ بعدِهِ الآنا
سَعيَ الَّذِينَ هُمُ آوَوْا وهُم نصروا / وأَنجبوا ناصِراً للدِّينِ آوانا
أَسْرى إِلَى الرَّوْعِ فِي تأْمين رَوْعَتنا / وساوَرَ المَوتَ فِي تمهيدِ مَحيانا
وأَتعبَ الخَيلَ إِيثاراً لِرَاحَتِنا / وفرَّقَ المالَ إِكْراماً لمَثوانا
كَأَنَّهُ لَمْ يَجِدْ غَيْرَ الوَغى وَطَناً / وَلا سِوانا لما يَحوِيهِ خُزَّانا
سَيفاً ولَكنْ عَلَى الأَعداءِ مُحتكِماً / بَحراً ولكن إِلَى الظَّمآنِ ظَمآنا
أعطى الرَّغائِبَ حَتَّى كادَ يُوهِمُنا / لَوْ سائِلٌ سَالنا منه لأعطانا
وساجَلَ الدَّهْرَ حَتَّى لَمْ تَدَعْ يدُهُ / فِي الجودِ كُفءاً ولا فِي الحرْبِ أقرانا
إِذا المراتِبُ جالت فِي أَعِنَّتِها / وجَرَّرَتْ خُطَطُ العلياءِ أَرسانا
فاضْمُمْ إِليكَ أَقاصِيهِنَّ مُذْعِنةً / حقّاً لِسَعيِكَ لا بغياً وعُدوَانا
فَكم ضَربْتَ عليها من قِداحِ وغىً / بالبيضِ والسُّمرِ ضَرَّاباً وطَعَّانا
وكم سَبقتَ إِليها واحتوَيتَ لَهَا / مَدىً جَعلتَ إِليها الصِّدْقَ ميدانا
رياسَتينِ كَمِثلِ الشعرَيَينِ سَناً / وكالرَّبيعَيْنِ روحاناً وريحانا
وتاجَ نصرٍ وإِعظامٍ وتكرِمَةٍ / حَلّاكَها من بأَمْنِ الأَرْضِ حَلّانا
فإِن ولَدْتَ لَهَا أَقمارَ مَمْلَكَةٍ / أَسباطَ مَلحمَةٍ أُسْداً وفُرْسانا
فقد خَلعْتَ عَلَى يحيى حِجابَتها / مَحفوفَةً منكَ إِعْزازاً وسُلطانا
ثُمَّ احتوى حَكَمٌ مثنى وَزارَتِها / فَفُزْتُمُ بالعلا مثنىً وَوِحْدانا
كلٌّ حَباكُم أَميرُ المؤمنين بِهِ / كما بقربكُمُ الرَّحْمنُ حابانا
مَزِيَّةٌ جالتِ الدُّنيا فما وَجَدَتْ / سِواكُمُ لِنفوسِ المُلكِ أَبدانا
وهِمَّةٌ لَكَ يَا منصورُ مَا هَدَأَتْ / حَتَّى رأَتْكَ لِعَينِ الدِّينِ إِنسانا
فَهدَّمَتْ بك بُنيانَ العِدى فَرَقاً / وشيَّدَتْ لَكَ فَوْقَ النجمِ بُنيانا
يُنسي بناءَكمُ صَنعَاءَ بلْ إِرَماً / ذاتَ العِمادِ وسِنداداً وغُمْدانا
والأَبْلقَ الفرْدَ والأَبْراجَ من أَجَأٍ / والسَّيلَحِينَ وسدّاً كَانَ مَا كَانَا
بنِسبةٍ من رسولِ اللهِ شدَّ بِهَا / ربُّ العُلا للهدى والدِّين أَرْكانا
صِهراً يكادُ وَقَدْ لاحَتْ معالِمُهُ / يَشدُو بِهِ الدَّهْرُ إِفصاحاً وتِبيانا
جزاءُ رَبِّكَ بالحُسنى لذي حُرَمٍ / أَضْحى عَلَى حُرَم الإِسلامِ غَيرانا
وحفظُ مَنْ لَمْ يَزَلْ بالعدلِ يحفظنا / ورَعْيُ من لَمْ يزل بالبرِّ يَرعانا
وَصِدْقُ مَا قَدْ عهدْتُم فِي كَرائِمكمْ / إِنْ لَمْ يُمَلَّكْنَ أَكْفاءً فأَكفانا
فَلْتَهْنِكمْ نِعمةٌ يحيا السُّرورُ بِهَا / وغبطةٌ حانَ فِيهَا يومُ مَنْ حانا
ففازَ بالعِزِّ من نادى بِبَيْعَتِكُمْ / وبَاءَ بالخِزْيِ هَيَّانُ بنُ بَيَّانا
شَوْقٌ شديدٌ ووصلٌ من حَبيبَيْنِ
شَوْقٌ شديدٌ ووصلٌ من حَبيبَيْنِ / فلَيْتَ شِعْرِيَ مَا خَطْبُ العَذُولَيْنِ
وليت شِعْرِيَ إِذْ لاما وشِعْرَهُما / أَفِي السُّوَيدَاءُ من قَلْبِي ومن عَيْنِي
وهل أُمَكّنُ من أُذْنَيَّ عَذْلَهُما / فِيهَا إِذَا قامَ عُذْرِي فِي العِذارَيْنِ
وَقَدْ تَعَبَّدَنِي ربُّ الهوى فَبِهِ / أَعوذُ من مُشْرِكٍ فِيهِ إِلهَيْنِ
وَلَيْسَ ذنبِيَ عندَ العاذِلينَ سِوى / أَنِّي أُرى فِي رِضاهُ ثانيَ اثْنَيْنِ
وكم طَلَبْتُ بِهَا الأَيَّامَ مجتهداً / طِلابَ ربِّ نَفيسِ الدَّيْنِ بالدَّيْنِ
وكم بَذَلْتُ لَهَا فِي الشَّوْقِ مكتئِباً / غُروبَ جفنَيْنِ مَا تشكُو من الأَيْنِ
بدمعِ عينٍ أَبى مَا فِي الضميرِ لَهُ / حَتَّى يُصَيِّرَهُ دمعاً بلا عَيْنِ
ما كُفْرُ نُعْماكَ من شأْني فَيَثْنِيني
ما كُفْرُ نُعْماكَ من شأْني فَيَثْنِيني / عَمَّنْ توالى لنصرِ الملكِ والدّينِ
ولا ثنائي وشُكري بالوفاءِ بما / أولَيْتَني دونَ بذْلِ النفسِ يكفيني
حَقٌّ على النَّفْسِ أن تَبْلى ولو فَنِيتْ / في شكرِ أيسرِ ما أضحيتَ تُوليني
ها إنَّها نعمةٌ ما زالَ كوكَبُها / إليكَ في ظُلُماتِ الخطبِ يَهْدِيني
تَبْأَى بجوهَرِ وُدٍّ غيرِ مُبْتذَلٍ / عِندي وجوهرِ حَمْدٍ غيرِ مكنونِ
وحبذا النأي عن أهلي وعن وطني / من كل بر وبحر منك يُدنيني
وموقفٍ للنَّوى أغلَيْتُ مُتَّأَدِي / فيه وأرخَصْتُ دمعَ الأَعينِ العِينِ
من كلِّ نافِرةٍ ذَلَّتْ لِقَودِ يَدِي / في ثِنْي ما يَدُكَ العلياءُ تَحْبُوني
والحِذْرُ يخفقُ في أحشاءِ والهةٍ / تُرَدِّدُ الشَجوَ في أحشاءِ مَحزونِ
أجاهِدُ الصَّبْرَ عنها وَهيَ غافِلةٌ / عن لَوْعَةٍ في الحشا منها تُناجِيني
يا هَذِهِ كيفَ أُعْطِي الشَّوقَ طاعَتَهُ / وهذهِ طاعَةُ المَنصُورِ تَدْعُوني
شُدِيّ عَلَيَّ نِجادَ السيفِ أجْعَلُهُ / ضجيعَ جنبٍ نبا عن مَضْجَعِ الهُونِ
رَضِيتُ منها وشيكَ الشَّوقِ لي عِوَضاً / وقُلْتُ فيها للَوْعاتِ الأسى بِيني
فإن تَشُجَّ تباريحُ الهوى كَبِدِي / فقد تَعَوَّضتُ قُرْباً منكَ يأْسُرني
وإن يُمِتْ موقفُ التوديعِ مُصْطَبَرِي / فَأَحْرِ لي بدُنُوٍّ منك يُحْيِيِني
أو أفْرَطَ الحَظُّ من نُعماكَ منقلَبٌ / من الوفاءِ بحَظٍّ فيكَ مغْبونِ
وخازنٌ عنكَ نفِسي في هواجِرها / وليس جُودُكَ عن كَفِّي بمخزونِ
وأيُّ ظِلٍّ سوى نعماكَ يُلْحِفُني / أو وِردِ ماء سوى جدواكَ يُرْوِيني
وحاشَ للخيلِ أن تُزْهى عَلَيَّ بها / والبِيضِ والسُّمْرِ أن تَحظى بها دُوني
ورُبَّما كنتُ أمضى في مكارِهِها / قدماً وأثْبَتَ في أهوالِها الجُونِ
من كلِّ أبيضَ ماضي الَغربِ ذي شطبٍ / وكلِّ لَدْنٍ طرير الخد مسنونِ
كذاك شأوي مُفدَّىً في رضاك إذا / سَعَيْتُ فيهِ فلا ساعٍ يُبارِيني
لكن سهامٌ من الأقدارِ ما بَرِحَتْ / على مَراصِدِ ذاك الماء تَرْميني
يَحْمِلنَ للرَّوْعِ أُسداً في فوارِسِها / تَمْدُّ للطَّعْنِ أمثالَ الثَّعابِينِ
والبِيضُ تحت ظِلالِ النَّقْعِ لامعَةٌ / تَغَلغُلَ الماء في ظِلِّ الرَّياحِينِ
حتَّى يَجُوزوا لكَ الأرض التي اعترفتْ / بمُلكِ آبائكَ الشُّمِّ العَرانِينَ
حيثُ اسْتَبَوْا فارِساً والرُّوم واعْتَورُوا / رِقَّ الأساوِرِ منهم والدَّهاقِينِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025