المجموع : 6
لُبَانَةُ المُسْتَهامِ لُبْنَى
لُبَانَةُ المُسْتَهامِ لُبْنَى / لَوْ فازَ قِدْماً بِما تَمَنَّى
أَنَّى ومِنْ دُونِها كُمَاةٌ / تَسْتَعجِلُ الحَتْفَ إنْ تَأَنَّى
قَيْسِيَّةٌ صَبّها يَمانِي / تَجْزِيه بالحُبِّ مِنهُ ضِغْنا
زُخْرُفَةُ العَذْلِ في هَوَاها / جَعْجَعَةٌ لا تُفيدُ طِحْنا
لَمْ أذكِرْها علَى سُلُوّ / إِلا وَجَدتُ الجَنانَ جُنَّا
لَمْ أَفْنَ فِيمَا أرَى ولَكِن / بِما أَرانِي الجَمَالَ أفنَى
يا فِتْيَةَ الحَيِّ مِنْ سُلَيْمٍ / فَتَاتُكُم فِتْنَةُ المُعَنَّى
تُطْلِعُ مِنْهَا الخُدُورُ شَمْساً / كَمَا تُكِنُّ البُرُودَ غُصْنا
عَنَّ بِبَدْرِ السّماءِ تِماً / إن وَجْهُها للْعُيونِ عَنَّا
لِمْ حِلْتُمُ بَيْنَنا وَجِسْمي / كَطَرْفِهَا ذِي الفُتُورِ مُضنَى
قَطَعتُمونا عَلَى اتِّصال / وَطالَما كُنتُمُ وكُنَّا
إنَّا نَقَمْنَا الجَفاءَ مِنْكُمْ / باللَّهِ ما تَنْقِمون مِنَّا
كَمْ أرْهَبُ المَشْرفِيَّ عَضْباً / وأحْذَرُ السَّمْهَرِيَّ لَدْنا
جَريحُكُم أجْهَزوا عَليهِ / فَلَفظُ محيَّاه دُونَ مَعنَى
أَو اقْتَدوا بالأَميرِ يَحْيَى / في العَطْفِ أبْداه أَوْ أَكَنَّا
مَلْكٌ بأَقْصَى الكَمَالِ يُعْنَى / فَعَالَمُ القُدْسِ مِنهُ أَدْنَى
لا حِلْمَ إِلا اجْتَباه خِلْصاً / لا عِلْمَ إِلا اصْطَفاه خِدْنا
إِذا استَخَفَّ النُّهى ارْتِفاع / يَرْجَحُ شُمّ الجِبالِ وَزْنا
خِلافَةُ اللَّهِ فيهِ قَرَّتْ / وأَمْرُهُ عِندَهُ اطْمَأَنَّا
أُسِرُّ قِدْماً لَهُ رُكُوناً / وقَد رَسا جَانِباً وَرُكْنا
هَلْ مَعْدِلٌ عَن إِمَامِ عَدْلٍ / آخَى الهُدى وَالتُّقَى تَبَنَّى
مَنْ رَوعَتْ سِرْبَهُ اللَّيالي / أوْسَعَهُ مِنَّةً فأَمْنا
لا يَجِدُ العَالِمونَ خَوْفاً / بِهِ ولا يَشْتَكُونَ حُزْنا
كَأنَّهُم بالجُسُودِ حَلوا / مِن قَبْلِ عَدْنٍ لدَيهِ عَدْنا
كُلٌّ بِنُعْماه فِي رِياضٍ / يَشْدُو بِها طائِرٌ مُرِنَّا
مُؤَيَّدٌ أسْلَمَتْ عِداه / سَهْلاً إلى أيْدِهِ وحَزْنا
مَا وَجَدَتْ مِنْ ظُباه كَهْفاً / يَقِي ولا مِن قَنَاهُ حَصْنا
يَعُدّ يَوْمَ الهَياجِ عِيداً / بِنَحْرِهِ الدَّارِعِينَ بُدْنَا
فيهِ الْتَقَى نَائِلٌ وبَأْسٌ / لا مِنْهُ كَعْبٌ وَلا المُثَنَّى
إِنْ صَالَ وَسْطَ الزّحوفِ لَيْثاً / صابَ خِلالَ المُحولِ مُزْنا
قَد أجْهَدَ السَّابِحاتِ خَيْلاً / تَهْوِي إلَى بابِهِ وسُفْنا
لِلْيُسْرِ واليُمْنِ مِن يَدَيْهِ / يُسْرَى تَسُرُّ العُلَى ويُمْنَى
فَارِعَةٌ ذِرْوَةَ الأَمانِي / بَذلاً ضَمِين الغِنَى وَظُعْنا
أكْسب حَتَّى الغُيوثَ بُخْلاً / يَشِينُها واللّيوث جُبْنا
وافْتَنَّ في المَكْرُماتِ وِتْراً / يُسْدِي جِسامَ الهِبَاتِ مَثْنَى
أَيّ سَنِيٍّ مِن المَسَاعِي / لَيْسَتْ مَساعيهِ مِنْهُ أَسْنَى
ما بِكَمالاتِهِ ارْتِيابٌ / هَلْ يَسْتَحيل اليَقِين ظَنَّا
للَّهِ مَنْ نَجْلُهُ المُفَدَّى / نَجْمٌ يَزينُ الزَّمان حُسْنا
قَد بَهَرَ البَدْر في سَنَاه / وَما تَعَدَّى الهِلال سنَّا
سَمَّاهُ عُثْمَانَ إذْ نَمَاه / يَسْلُبُ نَعْتَ السَّماحِ مَعْنَى
مَنْ عَدَّ مِنْهُ أباً كَريما / لَمْ تَعْدُ عَنْهُ المَكَارِمُ ابْنا
جَادَ بِهِ خَامِسَ الذَّرارِي / دَهْرٌ لَوَى بُرْهَةً وضَنَّا
فاهتَزَّتِ العُلْوَياتُ عِطْفاً / وافْتَرَّتِ المَكْرُمات سِنَّا
مَولايَ هُنِّئْتَ عِيدَ أَضْحَى / أَضْحَى بِميلادِهِ يُهَنَّا
طَلَعْتَ كَالشَّمْسِ في ضُحاهُ / بِكُلِّ حُسْنٍ وَكُلِّ حُسْنَى
وَسِرْتَ تَمْشِي إِلى المُصَلَّى / هَوناً يُغَشِّي العُدَاةَ وَهْنَا
ثمَّ أبَحْتَ المُلوكَ كَفّاً / هامُوا بِتَقْبيلِها وَرِدْنَا
وَقَد مَلأتَ البِلادَ أمْناً / وَقَد غَمَرْتَ العِبَادَ مَنَّا
فَلْيَهْنئ الدّينُ أنْ حَمَاهُ / مِنْكَ إِمامٌ حَبَاهُ يُمْنا
مُنْتَصِراً دونَهُ حُساماً / مُنْتَصِباً دونَهُ مِجَنَّا
لا زِلْتَ يَقْظَانَ لِلْمَعَالِي / وَمُقْلَةُ الدَّهْرِ عَنْكَ وَسْنَى
حَسْبُ الوُجُودِ على التأْييدِ بُرْهانا
حَسْبُ الوُجُودِ على التأْييدِ بُرْهانا / فَتْحٌ أعَزَّ من التَّوحِيدِ ما هانا
إنْ حَجَّبَ الكُفْرَ جَهْمَ الوَجْهِ عابِسَه / فَإِنَّهُ أطْلَعَ الإيمانَ جَذْلانا
وكَم تَمَلْمَلَ مِنْ حَيْفٍ ومَنْ جَنَفٍ / لِجَاعِلٍ نَصْرهُ المَشْرُوعَ خذْلانا
ألَمْ يَسُمْه غُرابُ الغَرْبِ يا أَسَفا / ما عادَ فيهِ جُمانُ الدَّمْعِ مرْجانا
مُسْتَبْصِراً في عَمىً أَبْلَى الأَذَانَ أذىً / مِمَّا استَجَدَّ نَواقيساً وصُلبانَا
ومُسْخِطاً باضْطِهادِ النَّاسِ رَاحمَهُم / فَكيفَ يأمُلُ عِنْدَ اللَّهِ رِضْوَانَا
لا وِزْرَ أثْقَلُ مِنْ وِزرٍ تَحَمَّلَهُ / إذ خَفَّ لو خَفَّ يَوْمَ الفَصْلِ مِيزانا
لَم يَثْنِ غَيّاً إلى رُشْدٍ أَعِنَّتَهُ / لا بَلْ تَعَلَّقَ أَصْناماً وأَوْثانا
أَدالَ مِنْ عُلَماءِ الوَحْي يُجْزِؤُهُمْ / بِحَبْرَةِ الشِّرْك أحْبَاراً ورُهْبانا
إِذا هُمُ هَيْنَمُوا أَصْغَى لَهُم طَرَباً / يَخالُ ذلِكَ أَوْتاراً وَأَلْحَانَا
وَالحالُ شاهِدَةٌ أنْ لَيْسَ مُعتَقِداً / حُكْمَ الكِتَابَيْنِ إِنْجيلاً وَقُرْآنَا
بَيْنَ الخَنا وَالخَنازِير اسْتَقَرَّ إِلى / أَنْ زُلْزِلَ الدِّين أساساً وأَرْكانا
يَقْضِي التَّحَرُّجُ في تَشْبيهِ سُحْمَتِهِ / تَنْزِيه أصْحَمَةٍ عَنْهَا ولُقْمَانَا
يَكْسُومُ والأَشْرَم المَأثومُ أبْرَهَةٌ / أَحرَى لِمَنْ يَتَحَرَّى فيهِ عِرْفانَا
والوَغْدُ لَن تَقْفُوَ الحُبْشانُ رايتَهُ / فَلِمْ تَباهى بِهَا أبناءُ باهانا
وهَبهُمُ ردءه فَما الذي دَرَؤوا / عَنه غَداة تَردى الخِزي إِدمانا
قَدْ أبْطَلَ الحَقُّ ما قالوهُ بُهْتانا / وَهَدَّمَ العَدْلُ ما شادُوهُ بُنْيانا
كَفَّارَةُ الدّهْرِ فيهِ ما انْتَحاهُ بِهِ / أَيَّانَ لَمْ يُرَ في الكُفَّارِ لَيَّانا
لَو أَنَّ طائِفةَ التوحيدِ إخْوَتُه / لم يَرْضَ شِرْذِمَةَ التثليث إخْوَانا
نَعَمْ وإنْ عُدَّ مِنْها في ذُؤابَتِها / فإنَّ دودانَ تَعْيير لِعَدْنانا
بُعْداً لَهُ مِنْ غُرابٍ قائدٍ رَخَماً / مِلْءَ المَلا تَعِدُ الديَّانَ عُدْوانا
أَضْرَى بَنِيه عَلى ضُرِّ العِباد فَقُلْ / في زُمْرَةٍ هَدَجَتْ لِلظُّلْمِ ظِلْمَانا
وَما دَرَى أَنَّ سَيْفَ اللَّهِ آكِلُهُمْ / إذَا هُمُ اسْتَلَمُوا عُرْيانَ غُرْثَانا
فَإِنْ يَكُنْ قَطَعَ الإدْبَارُ دَابِرَهُمْ / فَعَنْ مُوَاصَلَةٍ للطَّوْلِ طُغْيانا
كَذَلِكَ الظّلْمُ مَذْمُومٌ عَوَاقِبُهُ / يَكْفِيكَ مَا أعْقَبَ العُدْوَانُ عُدْوانا
وكُلّ مَنْ حَسِبَ الأقْدَارَ في سِنَةٍ / فَاحسِبْه وهْوَ مِنَ الأَيْقَاظِ وَسْنانا
حَتَّى إذَا العَطَبُ اسْتَحيَا سَلامَتَه / أفَاءهُ يَبْتَغِي بَغْياً تِلِمْسانا
وكانَ مِنْ قِيلِهِ هِيَ التُّرَاثُ لَهُ / ما بالَهُ جَهِلَ التَّصحِيف لا كانا
ظَمْآنُ رَاحَ لأُفْقِ الشَّرْق مُلْتَهِما / لَكِنْ غَدَا بِنَجِيع الجَوْفِ رَيَّانا
فَانْظُرْ إلَيْهِ أخِيذَ اللَّهِ عَنْ أسَفٍ / أرْدَاه واسْمَعْ بِهِ قَدْ خَانَ خَزْيانا
بوَجْدَةٍ أظْهَرَ الوَجْدُ الحِمَامَ عَلى / حَيَاتِه فَنَضاها عَنْه غَضْبانا
واسْتَقْبَلَ القَلْعَةَ الشَّمَّاءَ فَاقْتَلَعَتْ / رُوحاً لهُ خَبُثَتْ رُوحاً وَجُثْمَانا
لمَّا رَأَتْهُ المَنايا مَعْدَماً شيَماً / كَسَتْهُ مِنْ دَمِهِ المَطْلُولِ عِقْيَانا
حَتَّى الجَوَادُ الذِي قَدْ كانَ يَعْصِمُهُ / أرْداهُ يَقْصِمُهُ بُغضاً وإِهْوانا
سَقْياً لِعَوْدٍ أعادَتْهُ المَنُونُ له / عَصَا الكَليم فَلَم يُمْهِلْهُ ثُعْبانا
وَلا تَعُدَّ صَعيداً خَانَهُ زَلَقاً / وافٍ مِنَ المُزْنِ مَهْمَا خانَ أَو مانَا
ما بَيْنَ مُنَتَقِمٍ مِنْهُ وَمُلْتَقِم / لَهُ أُصيبَ حَسيرَ الطَّرْفِ حَسْرانا
ثُمَّ اسْتَباحَتْهُ وَاسْتَاقَتْ كَرَائِمَه / أعْوَانُ صِدْقٍ تَرَى الأَقْدَارَ أَعْوَانا
لاقَى الرَّدَى بِأبي يَحْيَاهُم فَغَدا / لَقىً وعَهْدِي بِهِ كالليْثِ شَيْحانا
والْفلُّ مِن بَيْتِهِ أَوْدى البَيَاتُ بِهِمْ / عَلى يَدَيْ أيِّدٍ كالعَضْبِ يَقْظَانا
سَمَا لَهُ وابْنُهُ فِيهِمْ يَحُضّهُمُ / سُمُوَّ مُغْرىً بِنَيْلِ الثَّأرِ هَيْمَانا
فاحْتَزَّ هَامَهُمُ وابْتَزَّ حَامَهُمُ / مُلْكاً أبَى اللَّهُ أَنْ يُحْمَى وَسُلْطَانا
أَصْلاً وفَرْعاً طَوَاهُمْ دَهْرُهُم حَنقاً / كالرِّيحِ تَقْصِفُ أدْواحاً وأَغْصانا
كَأَنَّني بِهِمُ سُفْعاً وجُوهُهُم / تَبْدُو عَلى صَفَحاتِ السُّورِ خِيلانا
تُخُرِّمُوا بِابْنِ عَبْدِ الحَقِّ واصْطُلِمُوا / وَقَبْلَها ما اسْتُبِيحُوا بِابْنِ زَيَّانا
أعَاجِمٌ أَلسُناً لَكِنْ مَنَاسِبُهُم / تُنْمَى إِلى العَرَبِ العَرْباءِ قَحْطَانا
مُتُونُ خَيْلِهِمُ أوْطَانُهُم وَكَفَى / عِزّاً بِثاوِي مُتُونِ الخَيْلِ أَوْطَانا
نَادَوْا بِطَاعَةِ يَحْيَى فَاسْتَجَابَ لَهُمْ / نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ إِسْرَاراً وإِعْلانا
سَافَتْ رِيَاحُ المَنَايَا مِنْ سُيُوفِهِمُ / سُفْيانَ فَانْهَزَمَتْ يَا وَيْحَ سُفْيانا
والمَعْقِلِيُّونَ لَولا أنَّهُمْ عَقَلُوا / نَجَاءهم مَا نَجَوْا شِيباً وشُبَّانا
للَّهِ صيدٌ زنَاتِيُّونَ تَحْسَبُهُم / أُسْداً إِذا افْتَرَسُوا الأَقْرَان سِيدَانا
أَحلَّهُمْ رُتَبَ الأَمْلاكِ جَدُّهُمُ / في خِدْمةِ القائِمِ الحَفْصِيِّ عُبْدانا
صالُوا صُقوراً بِخِزَّازٍ جَثَتْ فرقاً / وَطَالَما صَرْصَرَتْ في الحَرْبِ عِقْبانا
سُرْعانَ مَا أَسْلَمَ الكُفَّارُ فَاقْتُسِمَتْ / حُمُولُ حامِلِهِمْ لِلْحَيْنِ سُمَّانا
عَلى الأَقاصِي مُغِيراً عَمَّ مَصْرَعُهُ / هَلا علَى الحرَمِ الأَدْنَيْنَ غَيْرانا
هَذِي بَنَاتُ أَبِيهِ فِي ظَعائِنِهِ / يُبْدِينَ لِلسَّبي إجْهاشاً وإِذْعَانا
وَذاكَ ما أُودِعَتْ غَصْباً خَزَائِنُهُ / يَحُوزُهُ وارِث الدَّولاتِ قُنْيَانا
إنَّ الإمَامَ ابْنَ فَاروقِ الهُدى عُمَرٍ / أولى بِمُصْحَفِ ذِي النُّورَيْنِ عُثْمانا
يَا قَاصِلاً فَاصِلاً بِالْحَقِّ لا رِيباً / أبْقَيْتَ فيها وَلا رَيبْاً لِمَنْ دَانا
ورُبَّمَا أُشْبِهَ الأَمْرانِ عِنْدَهُمُ / فَلاحَ وَضَّاحُ هَذَا الفَتْحِ فُرْقانا
طارَتْ حَماماً بِهِ الرُّكْبانُ ناعِيَةً / مِنَ المَغَارِبَةِ البَاغِينَ غِرْبانا
وَكَمْ حَرَصْتَ بِهِمْ أنْ يُصْلِحوا فَأَبَوْا / وَأنْ يُطِيعُوا فَلَجُّوا فيكَ عِصْيانا
أرْبِحْ بِهِمْ صَفْقَةً لَم يَعْدُ مُؤْثِرُها / بِمَا اسْتَثَارَ مِنَ الهَيْجَاءِ خُسْرَانا
خَلِيفَةَ اللَّهِ دُمْ للدِّين تَنْصُرُهُ / ما أطْلَعَ الأُفْقُ أَقْماراً وَشُهْبانا
واعْطِفْ عَلى فِئَةٍ فاءَتْ مُؤَبِّلَةً / أَمْناً بِما رَجَعَتْ رُشْداً وَإِيمانا
وَاصْرِفْ عِنانَكَ عَن مَرَّاكش ثِقَةً / بِالنُّجْحِ فيها إِلى مِصْرٍ وبَغْدانا
ما آلُ أيُّوبَ والآثارُ ناطِقَةٌ / مِنْ آلِ يَعْقوبَ إقْدَاماً وَإِمْكانا
لهَؤُلاءِ عَلَيْهِم فَضْلُ بَأسِهِمُ / وَقَد قَرَضْتَهُمْ قَتْلاً وخِلْعانا
بالأَيْدِ والكَيْدِ تَضْطَرُّ العِدى أَبَداً / إلَى إبادَتِهِمْ سُحْماً وغُزَّانا
واللَّهُ حَسْبُكَ لا الأَفْرَاسُ عادِيَةً / بالرِّيحِ ضَبْحاً ولا الفُرْسَانُ شُجْعانا
وَصرْتَ جَوْرَ الليالِي غَيْرَ مُتَّئِدٍ / تَمْحُو إساءَتَهَا عَدْلاً وإِحْسَانا
وَسرْتَ بالحَقِّ فِينا سالِكاً سنَناً / لَم يَعْدُهُ مِنْ عَدِيّ منْ تَوَلانا
عِلْمِي بِآلِ أبِي حَفْصٍ يُعَلِّمُنِي / مَدائِحَ ابْن حُسَيْنٍ آلِ حَمْدَانا
وَصِدْقُ حُبِّيَ لا سُلْوانَ يُكْذِبُهُ / فِيهِمْ وَإِنْ أَتْبَعَ الهِجْرانُ هِجْرَانا
عَسَى وعَلَّ وَلِيَّ العَهْدِ يَشْفَعُ لِي / فَأَسْتَعِيدَ مِن التَّقْريبِ ما بَانا
هُمْ دَوْحَةُ الشَّرَفِ العِدِّ التِي جَعَلَت / تَطُولُ عَن طُولِهَا المُفْتَنِّ أَفْنَانا
وَهْوَ المُبَارَكُ مِنْهُمُ غُرَّةً وَسَنىً / وَسِيرَةً فِي رعايَاهُ وآسَانا
لَهُمْ أواصِلُ بالتَّعْبيرِ مِن كَلِمِي / ما لا يُقَاطِعُ أَسْمَاراً وَرُكْبانا
بِدْعاً يَراها وَلا فَخْرَ البَدِيع كَما / يَرودُ مُهْرَقَها البُسْتِيُّ بُسْتَانا
أَبَى لِيَ الشِّعْرُ إِلا ما أُنَمِّقُهُ / فَهاكَ في آب مِنها زَهْرَ نِيسَانا
تِسعونَ بَيْتاً قِراها في قِرَاءَتِها / لَمَّا أَلَمَّتْ بِبَابِ الجُودِ ضِيفَانا
أقْسَمْتُ أُنْشِدُها ما ظِلْتُ أُنْشِئُها / إِن لَم يُحَنِّثْن فيها الحِنْثُ أيْمَانا
لا أرْتَضِي القَصْدَ في التَّقْصيدِ مُمْتَدِحاً / بَلْ أقْتَضِي القَصَّ إسْرَافاً وَإِمْعَانا
فَإِنْ أُجَوِّدْ فَمَا زَالَتْ سَعَادَتُهُم / تَهْدِي وَتُهْدِي إِلى ذِي العِيِّ تِبْيانَا
وَإنْ أُقَصِّرْ فَلا ذَنْبٌ لِمُجْتَهدٍ / يَكْبُو الجَوَادُ إِذا مَا طَالَ مَيْدَانا
بُشْرَاكَ بُشْرَاكَ يا مَلْكَ المُلُوكِ بِهِ / فَتْح الفُتُوحِ وَبُشرَانَا وبُشْرَانَا
تاللَّهِ يَرْتَابُ أرْبَابُ البَصَائِرِ فِي / سُفُورِهِ لكتَابِ النُّجْحِ عُنْوانَا
تَأَنَّقَ السَّعْدُ في إِهْدائِهِ فَبَدَتْ / حُلاهُ تبْهرُ أَلْبَاباً وأَذهانَا
واخْتَارَهُ الدَّهْرُ بِشْراً في أسِرَّتِهِ / فَاخْتَالَ في حُلَلِ السَّرّاءِ مُزْدَانا
مَوْلاكَ ناصِرُ سُلْطَانٍ حَمَاكَ بِهِ / وَأَنْتَ نَاصِرُنا حَقّاً وَمَوْلانا
وَطِّنْ علَى الدَّائِبَيْنِ الدَّمْعِ والشَّجَنِ
وَطِّنْ علَى الدَّائِبَيْنِ الدَّمْعِ والشَّجَنِ / يَا نادِبَ الذّاهِبَيْنِ الأَهْلِ والوَطَنِ
واسْكُنْ إلَى الصَّبْرِ في إلْمَامِها نُوَبا / أَوْدَتْ عَلَى عَقِبِ المَسْكُونِ بِالسَّكَنِ
كَزَعْزَعِ الرّيحِ صَك الدَّوْحَ عَاصِفُها / فَلَمْ يَدَعْ مِنْ جَنىً فِيهِ وَلا غُصُنِ
وَمُكْرَهٌ أَنا فِيمَا قُلْتُ لا بَطَلٌ / فَلا تَخَلْنِي خَلِيّاً مِن جَوَى الحَزَنِ
هَذا فُؤادِيَ كَالبَرْقِ الخَفُوقِ أَسىً / وَهذِهِ أَدْمعِي كَالعَارِضِ الهَتِنِ
بِرَاحَتِي رَايَةُ الأشْجانِ أَحْمِلُها / وَإِنْ غَدَا الجِسْمُ وَهْناً لَيْسَ يَحْمِلُنِي
وعَبْرَتِي في تَقاضِي حَبْرَتِي أبَداً / كَمَا قَضَتْهُ سَجَايا الجَوْرِ في الزَّمَنِ
يا قاتلَ اللَّهُ أَقْتالاً سَوَاسِيَةً / أنَّى لَهُم دَرَكُ الأَوتارِ والإحَنِ
حَامُوا عَلَى شِرْعَةٍ عَزَّتْ حِمَايَتُها / مِنْ شِرْعَةٍ طَالَما عَزَّت فَلَم تَهُنِ
زُرْقاً أسِنَّتُهُمْ مِنْ جِنسِ أعْيُنِهِم / مُشْتَقَّةً مِنْ قِتَالِ الفَرْضِ والسُّنَنِ
قَدْ أَلْبَسوا خَيْلَهُم أَمثالَ ما ادَّرَعُوا / وَاسْتَقْبَلُونا حُصُونا في ذرَى حُصُنِ
هُمْ أخْرَجُونا مِنَ الأَوْطانِ عَنْ حَنَقٍ / وزَحْزَحُونا عن الجِيرانِ مِن ضَغَنِ
فَكَمْ لَقِينَا علَى الأَمْصَارِ مِن فَنَدٍ / وَكَمْ تَرَكْنا لَدَى الكُفَّارِ مِنْ فَدَنِ
وَاهاً وآهاً يَموتُ الصَّبْرُ بَيْنَهُما / مَوْتَ المَحَامِدِ بَينَ البُخْلِ وَالجُبُنِ
لِجِيرَةٍ أَصْبَحُوا أيْدِي سَبَا شِيَعاً / هَذَا وَمَا عَرَّسُوا فِي عَرْصَةِ اليَمَنِ
وَجَنَّةٍ حَلَّ أَهْلُ النَّارِ سَاحَتَها / لَمْ يُغْنِ حَمْلُ القَنَا عَنْهَا ولا الجُنَنِ
أتِيحَ للرُّومِ مَا وفَّى مَرامِيَهُمْ / فِيها وَبُؤْنَا بِطُولِ الغَبْنِ والغَبَنِ
وَجْدِي بِها وبِعَيْشٍ في حَدَائِقِها / وجْدَ الذي أرِقَتْ عَيْناهُ بِالْوَسَنِ
أيَّامَ نَسْحَبُ أبْرَاداً وَأرْدِيَةً / مِن العَفافِ مَصُونَاتٍ عَنِ الدَّرَنِ
نَصْبُو إلَى دَيْدَنٍ في البِرِّ نُؤْثِره / مِن الدِّراسة لا نَصْبو إلَى دَدنِ
تَحْتَ المُجِيرَيْنِ مِنْ صَوْنٍ وَمِن أَنَفٍ / مَعَ المُجِيبَيْنِ مِنْ فَهْمٍ وَمِن زَكَنِ
كأَنَّ ما كانَ فيها مِنْ مُجَالَسَةٍ / ومِنْ مُؤَانَسَةٍ في الصَّحْبِ لَمْ يَكُنِ
كأنَّنا لَمْ نَصِلْ تِلْكَ الأصَائِلِ فِي / شَحْذِ القَرائِحِ بِالآدابِ والفِطَنِ
وَساحِرِ الدَّلِّ والتَّثَنِّي
وَساحِرِ الدَّلِّ والتَّثَنِّي / لَيْسَ لَهُ في المِلاحِ ثَانِي
مَا دَبَّتِ الرّاحُ فيهِ إِلا / غَنَّى فَأَغْنَى عَنِ المَثَانِي
حَيْثُ المَغَاني حَبِيبٌ زَادَني شَجَنَا
حَيْثُ المَغَاني حَبِيبٌ زَادَني شَجَنَا / إِنْ حَلَّ دارَ الهَوَى دَارَى وإنْ سَكَنَا
واللَّه ما قَرَّ قَلْبِي بَعْدَ فُرْقَتِهِ / شَوْقاً لِرُؤْيَتهِ حِيناً ولا سَكَنَا
وَاهاً لَهُ سَكَناً لَوْ أذْهَبَت أَرَقِي / أوْ سَكَّنَتْ قَلَقِي وَاهاً لَهُ سَكَنا
كأَنَّنَا لَمْ نَصِلْ تِلْكَ الأَصائِل في
كأَنَّنَا لَمْ نَصِلْ تِلْكَ الأَصائِل في / شَحْذِ القَرَائِحِ بالآدابِ والْفِطَنِ
ولَمْ نَبِتْ وَذُبَالاتُ الشموعِ كَمَا / تَوَقَّدَت شَفَرَاتٌ في فَتىً كَدِنِ
نَرَى الثُّرَيَّا كَشَنْفٍ صِيغَ مِنْ وَرقٍ / مُعَلَّقٍ مِنْ هِلالِ الأُفْقِ في أُذُنِ
حَتَّى سَمَا الصُّبْحُ لِلظَّلْماءِ يَصْدَعُها / كالسَّيْلِ فَاضَ عَلَى مُخْضَرَّةِ الدِّمَنِ