القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 34
أَودى السُرورُ بِدارٍ كُلُّها حَزَنُ
أَودى السُرورُ بِدارٍ كُلُّها حَزَنُ / فَلا تُبالِ عَلى ما صابَتِ المُزُنُ
قَد غُلِّبَ المينُ حَتّى الصِدقُ مُستَتِرٌ / وَغُيِّبَ الرَشَدُ حَتّى خَفَّتِ الرُزُنُ
مَن لَم يَكُن خازِناً لِلمالِ مِن بُخُلٍ / فَلا يُخافُ عَلى نَحضٍ لَهُ خَزَنُ
أَكَذَّبَ القَومُ بِالميزانِ أَن سَمِعوا / أَنَّ القِيامَةَ فيها عادِلٌ يَزِنُ
وَقَد وَجَدنا مَقالَ الناسِ ذا زِنَةٍ / فَكَيفَ يُنكَرُ أَنَّ الفِعلَ يَتَّزِنُ
إِنَّ الإِرانَ أَمامَ الحَيِّ مُحتَمَلٌ
إِنَّ الإِرانَ أَمامَ الحَيِّ مُحتَمَلٌ / فَكَيفَ يُدرِكُ أَشباحاً لَنا أَرَنُ
لَعَلَّ مَوتاً يُريحُ الجِسمَ مِن نَصَبٍ / إِنَّ العَناءَ بِهَذا العَيشِ مُقتَرِنُ
ما كانَ في الأَرضِ مِن خَيرٍ وَلا كَرَمُ
ما كانَ في الأَرضِ مِن خَيرٍ وَلا كَرَمُ / فَضَلَّ مَن قالَ إِنَّ الأَكرَمينَ فَنوا
وَإِنَّما نَحنُ في سَوداءَ طامِيَةٍ / وَهَل تُخَلِّصُ مِن أَمثالِها السُفُنُ
وَالشيبُ أَولى مِنَ الشُبّانِ لَو عُبِطوا / لِأَنَّهُ مُكثَبٌ مِن حَتفِهِ اليَفَنُ
أَعفى المَنازِلَ قَبرٌ يُستَراحُ بِهِ / وَأَفضَلُ اللُبسِ فيما أَعلَمُ الكَفَنُ
إِنَّ الَّذينَ عَلى وَجهِ الثَرى وُطِئوا / يُشابِهونَ أُناساً تَحتَهُ دُفِنوا
الضاحِكينَ إِذا ما خيضَ في سَفَهٍ / وَإِن أُريدوا عَلى أُكرومَةٍ شَفَنوا
وَما أَصابَهُمُ أَفِنٌ فَغَيَّرَهُم / لَكِن أُراهُم عَلى طولِ المَدى أَفِنوا
وَلا تُنَجّي دُروعٌ أَهلَها سُبُغٌ / وَلا جِيادٌ عَلى أَبوابِهِم صُفُنُ
إِنّا لَرَكبُ لَيالٍ غَيرِ وانِيَةٍ / فَقوتِلَت مِن رِكابٍ ما لَها ثَفَنُ
ما أَقدَرَ اللَهَ أَن يُدعى بَرِيَّتُهُ
ما أَقدَرَ اللَهَ أَن يُدعى بَرِيَّتُهُ / مِن تُربِهِم فَيَعودا كَالَّذي كانوا
وَتودَعُ الناسَ في بَطنِ الثَرى نُوَبٌ / خَفضٌ وَرَفعٌ وَتَحريكٌ وَإِسكانُ
إِن كانَ رَضوى وَقُدسٌ غَيرَ دائِمَةٍ / فَهَل تَدومُ لِهَذا الشَخصِ أَركانُ
ما أَحسَنَ الأَرضَ لَو كانَت بِغَيرِ أَذىً / وَنَحنُ فيها لِذِكرِ اللَهِ سُكّانُ
قَد يُمكِنُ البَعثُ إِن نادى المَليكُ بِهِ / وَلَيسَ مِنّا لِدَفعِ الشَرِّ إِمكانُ
يُخَبِّرونَكَ عَن رَبِّ العُلى كَذِباً
يُخَبِّرونَكَ عَن رَبِّ العُلى كَذِباً / وَما دَرى بِشُؤونِ اللَهِ إِنسانُ
وَبِالقَضاءِ لِآسادِ الشَرى لُجُمٌ / وَلِلوُحوشِ بِإِذنِ اللَهِ أَرسانُ
فَأَلسِنوني أُبَيِّن مُشكِلاتِكُمُ / أَم لَيسَ فيكُم لِأَهلِ الحَقِّ إِلسانُ
هَل تَسمَعونَ فَإِنّي فارِسٌ أَرَبي / مِنَ الفَراسَةِ إِذ لِلحَربِ فُرسانُ
ما كانَ في هَذِهِ الدُنيا أَخو رَشَدٍ / وَلا يَكونُ وَلا في الدَهرِ إِحسانُ
وَإِنَّما يَتَقَضّى المُلكُ مِن غِيَرٍ / كَما تَقَضَّت بَنو نَصرٍ وَغَسّانُ
حَسَّتهُمُ حادِثاتٌ لَم تَبِن أَسَفاً / كَأَن تَأَسَّفَ إِثرَ القَومِ حَسّانُ
بَنو أُمَيَّةَ بِالشامَينِ دينَ لَهُم / وَالهاشِمِيّونَ والَتهُم خُراسانُ
وَلَستُ آمَنُ أَن يُدعى إِمامُكُمُ / مِن عالَةِ الزِنجِ أَو رَبَّتهُ مَيسانُ
وَالرَأيُ أَن تَبعَثَ الأَنضاءُ واحِدَةً / إِلى دِمَشقَ فَبِئسَ الدارُ بيسانُ
يَكفيكَ حُزناً ذَهابُ الصالِحينَ مَعاً
يَكفيكَ حُزناً ذَهابُ الصالِحينَ مَعاً / وَنَحنُ بَعدَهُم مَعَ الأَرضِ قُطّانُ
إِنَّ العِراقَ وَإِنَّ الشامَ مُذ زَمَنٍ / صِفرانِ ما بِهِما لِلمُلكِ سُلطانُ
ساسَ الأَنامَ شَياطينٌ مُسَلَّطَةٌ / في كُلِّ مِصرٍ مِنَ الوالينَ شَيطانُ
مَن لَيسَ يَحفِلُ خَمصَ الناسُ كُلِّهُمُ / إِن باتَ يَشرَبُ خَمراً وَهوَ مِبطانُ
تَشابَهَ النَجرُ فَالرومِيُّ مَنطِقُهُ / كَمَنطِقِ العُربِ وَالطائِيُّ مِرطانُ
أَمّا كِلابٌ فَأَغنى مِن ثَعالِبِهِم / كَأَنَّ أَرماحَهُم في الحَربِ أَشطانُ
مَتى يَقومُ إِمامٌ يَستَقيدُ لَنا / فَتَعرِفُ العَدلَ أَجيالٌ وَغيطانُ
صَلّوا بِحَيثُ أَرَدتُم فَالبِلادُ أَذىً / كَأَنَّما كُلُّها لِلإِبلِ أَعطانُ
لا تَعرِفُ الوَزنَ كَفّي بَلَ غَدَت أُذُني
لا تَعرِفُ الوَزنَ كَفّي بَلَ غَدَت أُذُني / وَزّانَةً وَلِبَعضِ القَولِ ميزانُ
وَالأَرضُ رُقعَةُ لُعّابٍ مُقَسَّمَةٌ / مِنها سُهولٌ وَأَجبالٌ وَحِزّانُ
تَغَيَّرَ الناسُ وَالدُنيا بِأَجمَعِها / حَتّى الفَرائِسُ بَعدَ الإِبلِ خِزّانُ
وَالسِرُ لَيسَ بِمَخزونٍ عَلى أَحَدٍ / لَكِن تَكاثَرَ لِلأَموالِ خُزّانِ
إِن لَم تُحَوَّل فَرازيناً بَياذِقُهُم / فَالشاةُ فيلٌ وَذاكَ الفيلُ فِرزانُ
وَلا مُغَنِّيَ بَل مُبدٍ لَهُ أَسَفاً / كَما يَقولُ بَنو سَرّاكَ حُزّانُ
روحٌ تَعَدَّنَ قَضّي اليَومَ وَاِنتَظِري
روحٌ تَعَدَّنَ قَضّي اليَومَ وَاِنتَظِري / غَداً لَعَلِّيَ فيهِ أُدرِكُ العَدَنا
وَديدَنُ الجَدِّ مَملوكٌ تُنافِرُهُ / كُلُّ النُفوسِ وَتَهوى اللَهوَ وَالدَدَنا
فِدىً لِنَفسِكَ نَفسي آوِني جَدَثاً / مِنَ الخَفِيّاتِ لا قَصراً وَلا فَدَنا
وَاِبدَأ بِبُدنِكَ فَاِهضُم مِنهُ طائِفَةً / مِن قَبلِ سَوقِكَ في أَصحابِكَ البَدَنا
فَإِنَّ جَنَّةَ عَدنٍ لا يُجادُ بِها / إِلّا لِصاحِبِ دينٍ في أَذىً عُدِنا
لَيثٌ كَفادِرِ فِرزٍ لُبسُهُ شَعَرٌ / وَكَالرُدَينِيُّ آلى يَلبَسُ الرَدَنا
وَالعَيشُ يُلقى بِصَخرٍ مَن يُمارِسُهُ / وَلَن يَدومَ عَلى حالٍ إِذا لَدُنا
تَحَسَّمَت مِنهُ أَيّامٌ مُنَغِّصَةٌ / مِن بَعدِ ما وَدَّ في وَدّانَ أَو وَدَنا
وَالغَيُّ ثَوبٌ إِذا لَم يَستَلِب رَجُلاً / بِالرَغمِ لَم تَحسُرِ التَقوى لَهُ رَدَنا
كَالدُرِّ يُمنَعُ مِنهُ الطِفلُ مُقتَسَراً / وَلَم يُجانِبهُ مِن زُهدٍ وَقَد شَدَنا
أَمّا الشُرورُ فَلَن تُلفى بِمُقفِرَةٍ / إِلّا قَليلاً وَلَكِن تَألَفُ المُدُنا
إِنّي لَعَمرُكَ ما أَرجو لِعالَمِنا / هُدىً يُثَبِّتُ في أَفنائِنا الهُدَنا
وَالحَظُّ أَغلَبُ كَم بَيتٍ لِمَكرُمَةٍ / سُدىً يَظَلُّ وَبَيتٌ لِلخَنى سُدِنا
إِن تابَ إِبليسُ يَوماً تابَ عابِدُكُم
إِن تابَ إِبليسُ يَوماً تابَ عابِدُكُم / مِنَ الضَلالِ وَلَن تُلقوا فَتىً فُتِنا
وَعَمَّنا الغَيُّ حَتّى خِلتَنا دَمِثاً / مُقابِلاً مِن سَفاهٍ عارِضاً هَتِنا
غَنِيُّنا مِن عَفافِ النَفسِ أَفقَرُنا / وَقيلُنا عَلَجُ وَحشٍ يَألَفُ الأَتُنا
يَنسى الحَوادِثَ أَفتانا وَأَكبَرُنا
يَنسى الحَوادِثَ أَفتانا وَأَكبَرُنا / وَلَن تُصيبَ فُؤاداً حامِلاً حَزَنا
لا يَفرَحَنَّ بِهَذا المالِ جامِعُهُ / لِيُحزِنَنَّكَ صافي التِبرِ إِن خُزِنا
يُعَدُّ بَيتُ نُضارٍ بَيتَ قافِيَةٍ / لَو زالَ مِنهُ القَليلُ النُزرُ ما اِتَّزنا
لَنا طِباعٌ وَجَدنا العَقلَ يَأمُرُها
لَنا طِباعٌ وَجَدنا العَقلَ يَأمُرُها / فَلا تُريدُ مِنَ الأَخلاقِ ما حَسُنا
أَخوكَ إِن عَزَّ عِلجٌ في أَوابِدُهُ / وَإِن يَذِلَّ فَعَيرٌ آهِلٌ رُسِنا
نَحنُ المِياهُ أَقامَت في مَواطِنِها / وَطالَ وَقتٌ فَأَمسى كُلُّها أَسِنا
إِنَّ اللَيالِيَ قالَت وَهيَ صامِتَةٌ / ما أَبلَغَ الدَهرَ لا مَن يَدَّعي اللَسَنا
سُبحانَ خالِقِ هَذي الشُهبِ دائِبَةً / سارَت وَأَسرَت فَلا أَيناً وَلا وَسَنا
وَالشَمسُ تُغمَرُ أَهلَ الأَرضِ مَصلَحَةً / رَبَّت جُسوماً وَفيها لِلعُيونِ سَنا
لَو كانَتِ الخَمرُ حِلّاً ما سَمَحتُ بِها
لَو كانَتِ الخَمرُ حِلّاً ما سَمَحتُ بِها / لِنَفسِيَ الدَهرَ لا سِرّاً وَلا عَلَنا
فَليَغفِرِ اللَهُ كَم تَطغى مَآرِبُنا / وَرَبُّنا قَد أَحَلَّ الطَيِّباتِ لَنا
باهى رِجالٌ وَفي جَهلٍ يُباهونا
باهى رِجالٌ وَفي جَهلٍ يُباهونا / لا هَونَ في النُسكِ إِن أَلغاهُ لاهونا
ناهوكَ عَن حَسَنِ فِعلٍ آمِروكَ بِهِ / وَالآمِرونَ بِسوءِ الفِعلِ ناهونا
خِلتُ النُجومَ تُنادي أَنجُموا فِرَقاً / أَوِ السُهى قالَ أَهلُ الأَرضِ ساهونا
طَهَت لَكَ الشَمسُ ما يُغني أَخا دَعَةٍ / عَن أَن يَكونَ لَهُ في الأَرضِ طاهونا
ذُرِيَّةَ الإِنسِ لا تَزهوا فَإِنَّكُمُ / ذَرّاً تُعَدّونَ أَو نَملاً تُضاهونا
تَأبى الحَوادِثُ نَقصَ الدَهرِ تَومَنَةً / وَأَهوَنُ الخَطبِ أَنَّ القَومَ واهونا
أَكرِم نَزيلَكَ وَاِحذَر مِن غَوائِلِهِ
أَكرِم نَزيلَكَ وَاِحذَر مِن غَوائِلِهِ / فَلَيسَ خِلُّكَ عِندَ الشَرِّ مَأمونا
وَغالِبُ الحالِ في الجيرانِ أَنَّهُمُ / نُكدٌ يَلومونَ جاراً أَو يُلامونا
تَنامُ أَعيُنُ قَومٍ عَن ذَخائِرِهِم / وَالطالِبونَ أَذاهُم ما يَنامونا
أَحلِل بِمَن شِئتَ لا يَعدِمكَ نائِبَةً / خانَ اليَمانونَ طُرّاً وَالشَآمونا
حَيٌّ تَنَوَّعَ مِن نامٍ وَمِن جَمَدٍ / فَالنَبتُ وَالوَحشُ وَالإِنسِيُّ نامونا
هَل تَشعُرُ الأَرضُ ديسَت وَالتُرابُ إِذا / أُهيلَ مِثلَ أُناسٍ يُستَضامونا
أَم ذَلِكَ العالَمُ الحَسّاسُ خالِصَةً / فَيَستَحِقّونَ حَمداً أَو يُذامونا
بِتُّم تُسامونَ مِن نَيلِ العُلى رُتَباً / فَهَل عَلِمتُم يَقيناً ما تُسامونا
يا قوتُ ما أَنتَ ياقوتٌ وَلا ذَهَبٌ
يا قوتُ ما أَنتَ ياقوتٌ وَلا ذَهَبٌ / فَكَيفَ تُعجِزُ أَقواماً مَساكينا
وَأَحسَبُ الناسَ لَو أَعطَوا زَكاتَهُمُ / لَما رَأَيتُ بَني الإِعدامِ شاكينا
فَإِن تَعِش تُبصِرِ الباكينَ قَد ضَحِكوا / وَالضاحِكينَ لِفَرطِ الجَهلِ باكينا
فَجانِبِ القَومَ إِن زَكّوا نُفوسَهُمُ / فَلَيسَ حُلّالُ دُنيانا بِزاكينا
يَسقونَكَ الغَيَّ صِرفاً إِن أَطَعتَهُمُ / وَقَد عَلِمتَهُم لِلمَينِ حاكينا
لا يَترُكَنَّ قَليلَ الخَيرِ يَفعَلُهُ / مَن نالَ في الأَرضِ تَأيِيداً وَتَمكينا
فَالطَبعُ يَكسِرُ بَيتاً أَو يُقَوِّمُهُ / بِأَهوَنِ السَعيِ تَحريكاً وَتسكينا
رَبُّ الجَوادِ فَرى عَيناً لِمَأكَلِهِ
رَبُّ الجَوادِ فَرى عَيناً لِمَأكَلِهِ / فَعُد مِن رَهطِ أَقوامٍ فَراعينا
قُل لِلمَطاعيمِ تَعصيهِم ضُيوفُهُمُ / إِنَّ المَطاعينَ يَمسونَ المُطاعينا
وَيُحمَدُ المَرءُ في الساعينَ مُبتَكِراً / وَلَيسَ يُحمَدُ يَوماً في المُساعينا
وَما تَزالُ تُلاقي في دُجىً وَضُحىً / مُبَشِّرينَ بِلا بُشرى وَناعينا
وَما وَجَدتُ صُروفَ الدَهرِ ناكِبَةً / عَن قانِتينَ لِوَجهِ اللَهِ داعينا
شَرُّ النِساءِ مُشاعاتٌ غَدَونَ سُدىً / كَالأَرضِ يَحمِلنَ أَولاداً مُشاعينا
وَالأَمرُ لِلَّهِ كَم أَودى فَتىً وَمَضى / عَيناً وَخَلَّفَ أَطفالاً مُضاعينا
وَالعَيشُ أَوفاهُ يَمضي مِثلَ أَقصَرِهِ / سَبعٌ كَسَبعينَ أَو تُسعٌ كَتِسعينا
وَلَو تُراعينَ مَولى الناسِ كُلِّهُمُ / ما كُنتِ مِن نُوَبِ الدُنيا تُراعينا
لَقَد أَتَوا بِحَديثٍ لا يُثَبِّتُهُ
لَقَد أَتَوا بِحَديثٍ لا يُثَبِّتُهُ / عَقلُ فَقُلنا عَن أَيِّ الناسِ تَحكونَه
فَأَخبِروا بِأَسانيدٍ لَهُم كُذُبٍ / لَم تَخلُ مِن كَرِّ شَيخٍ لا يَزكونَه
عَجِبتُ لِلأُمِّ لَمّا فاتَ واحِدُها / بَكَت وَساعَدَها ناسٌ يُبَكّونَه
وَكُلَّ يَومٍ تَداعى مِنهُمُ نَفَرٌ / لِبالِغِ السِنِّ أَو طِفلٍ يُذَكّونَه
وَيَنصِبونَ لِوَحشِيِّ حَبائِلَهُم / أَو بِالسِهامِ عَلى عَمدٍ يَشُكّونَه
هُمُ أَسارى مَناياهُم فَما لَهُم / إِذا أَتاهُم أَسيرٌ لا يَفُكّونَه
فَلَو تَكَلَّمَ دَهرٌ كانَ شاكِيَهُم / كَما تَراهُم عَلى الإِحسانِ يَشكّونَه
أَما تَرَونَ دِيارَ القَومِ خالِيَةً / بَعدَ الجَماعاتِ وَالأَجداثَ مَسكونَه
العَيشُ ثِقلٌ وَقاضي الأَرضِ مُمتَحِنٌ
العَيشُ ثِقلٌ وَقاضي الأَرضِ مُمتَحِنٌ / يُضحي وَنِصفُ خُصومِ المِصرِ يَشكونَه
زَكّوهُ دَهراً فَلَمّا صارَ قاضِيَهُم / وَاِستَعمَلَ الحَقَّ عادوا لا يُزَكّونَه
يَصومُ ناسٌ عَنِ الزادِ المُباحِ لَهُم / وَيَغتَذونَ بِلَحمٍ لا يُذَكّونَه
إِن خَرِفَ الدَهرُ فَهوَ شَيخٌ
إِن خَرِفَ الدَهرُ فَهوَ شَيخٌ / يُحَقُّ بِالهَترِ وَالزَمانَه
أَضحى سَليماً بِغَيرِ داءٍ / لَم تَبدُ في شَخصِهِ ضَمانَه
إِن قالَتِ الشُهبُ نَحنُ رَهطٌ / أَقدَمُ مِنهُ فَهُنَّ مانَه
أَعجَمُ قَد بَيَّنَ الرَزايا / أَو جَعَلَ الشَرَّ تَرجُمانَه
فَأَودِعنَ فاتِكاً حَصاةً / وَأودِعَن ناسِكاً جُمانَه
كِلاهُما لَيسَ بِالمُؤَدّي / إِلَيكَ في المودَعِ الأَمانَه
جَمجَمَ هَذا الزَمانُ قَولاً
جَمجَمَ هَذا الزَمانُ قَولاً / وَكُلُّنا يَرتَجي بَيانَه
وَحَدَّثَتنا الشُيوخُ أَمراً / وَما اِدَّعى مُخبِرٌ عِيانَه
فَكائِنٌ فاسِدٌ لِأَمرٍ / وَرَبُّهُ مُفسِدٌ كِيانَه
ما بالُنا في شَقاءِ عَيشٍ / وَإِنَّما نَبتَغي لِيانَه
دُنياكَ دارٌ قَدِ اِصطَلَحنا / فيها عَلى قِلَّةِ الدِيانَه
كَأَنَّها قَينَةٌ خَلوبٌ / ما عُرِفَت قَطُّ بِالصِيانَه
مَن لَم يَنَلها أَراكَ زُهداً / وَمَن لِعَيرٍ بِصِلِّيانَه
ما خانَ ذاكَ الفَتى وَلَكِن / حَثَّ سِواهُ عَلى الخِيانَه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025