المجموع : 34
أَودى السُرورُ بِدارٍ كُلُّها حَزَنُ
أَودى السُرورُ بِدارٍ كُلُّها حَزَنُ / فَلا تُبالِ عَلى ما صابَتِ المُزُنُ
قَد غُلِّبَ المينُ حَتّى الصِدقُ مُستَتِرٌ / وَغُيِّبَ الرَشَدُ حَتّى خَفَّتِ الرُزُنُ
مَن لَم يَكُن خازِناً لِلمالِ مِن بُخُلٍ / فَلا يُخافُ عَلى نَحضٍ لَهُ خَزَنُ
أَكَذَّبَ القَومُ بِالميزانِ أَن سَمِعوا / أَنَّ القِيامَةَ فيها عادِلٌ يَزِنُ
وَقَد وَجَدنا مَقالَ الناسِ ذا زِنَةٍ / فَكَيفَ يُنكَرُ أَنَّ الفِعلَ يَتَّزِنُ
إِنَّ الإِرانَ أَمامَ الحَيِّ مُحتَمَلٌ
إِنَّ الإِرانَ أَمامَ الحَيِّ مُحتَمَلٌ / فَكَيفَ يُدرِكُ أَشباحاً لَنا أَرَنُ
لَعَلَّ مَوتاً يُريحُ الجِسمَ مِن نَصَبٍ / إِنَّ العَناءَ بِهَذا العَيشِ مُقتَرِنُ
ما كانَ في الأَرضِ مِن خَيرٍ وَلا كَرَمُ
ما كانَ في الأَرضِ مِن خَيرٍ وَلا كَرَمُ / فَضَلَّ مَن قالَ إِنَّ الأَكرَمينَ فَنوا
وَإِنَّما نَحنُ في سَوداءَ طامِيَةٍ / وَهَل تُخَلِّصُ مِن أَمثالِها السُفُنُ
وَالشيبُ أَولى مِنَ الشُبّانِ لَو عُبِطوا / لِأَنَّهُ مُكثَبٌ مِن حَتفِهِ اليَفَنُ
أَعفى المَنازِلَ قَبرٌ يُستَراحُ بِهِ / وَأَفضَلُ اللُبسِ فيما أَعلَمُ الكَفَنُ
إِنَّ الَّذينَ عَلى وَجهِ الثَرى وُطِئوا / يُشابِهونَ أُناساً تَحتَهُ دُفِنوا
الضاحِكينَ إِذا ما خيضَ في سَفَهٍ / وَإِن أُريدوا عَلى أُكرومَةٍ شَفَنوا
وَما أَصابَهُمُ أَفِنٌ فَغَيَّرَهُم / لَكِن أُراهُم عَلى طولِ المَدى أَفِنوا
وَلا تُنَجّي دُروعٌ أَهلَها سُبُغٌ / وَلا جِيادٌ عَلى أَبوابِهِم صُفُنُ
إِنّا لَرَكبُ لَيالٍ غَيرِ وانِيَةٍ / فَقوتِلَت مِن رِكابٍ ما لَها ثَفَنُ
ما أَقدَرَ اللَهَ أَن يُدعى بَرِيَّتُهُ
ما أَقدَرَ اللَهَ أَن يُدعى بَرِيَّتُهُ / مِن تُربِهِم فَيَعودا كَالَّذي كانوا
وَتودَعُ الناسَ في بَطنِ الثَرى نُوَبٌ / خَفضٌ وَرَفعٌ وَتَحريكٌ وَإِسكانُ
إِن كانَ رَضوى وَقُدسٌ غَيرَ دائِمَةٍ / فَهَل تَدومُ لِهَذا الشَخصِ أَركانُ
ما أَحسَنَ الأَرضَ لَو كانَت بِغَيرِ أَذىً / وَنَحنُ فيها لِذِكرِ اللَهِ سُكّانُ
قَد يُمكِنُ البَعثُ إِن نادى المَليكُ بِهِ / وَلَيسَ مِنّا لِدَفعِ الشَرِّ إِمكانُ
يُخَبِّرونَكَ عَن رَبِّ العُلى كَذِباً
يُخَبِّرونَكَ عَن رَبِّ العُلى كَذِباً / وَما دَرى بِشُؤونِ اللَهِ إِنسانُ
وَبِالقَضاءِ لِآسادِ الشَرى لُجُمٌ / وَلِلوُحوشِ بِإِذنِ اللَهِ أَرسانُ
فَأَلسِنوني أُبَيِّن مُشكِلاتِكُمُ / أَم لَيسَ فيكُم لِأَهلِ الحَقِّ إِلسانُ
هَل تَسمَعونَ فَإِنّي فارِسٌ أَرَبي / مِنَ الفَراسَةِ إِذ لِلحَربِ فُرسانُ
ما كانَ في هَذِهِ الدُنيا أَخو رَشَدٍ / وَلا يَكونُ وَلا في الدَهرِ إِحسانُ
وَإِنَّما يَتَقَضّى المُلكُ مِن غِيَرٍ / كَما تَقَضَّت بَنو نَصرٍ وَغَسّانُ
حَسَّتهُمُ حادِثاتٌ لَم تَبِن أَسَفاً / كَأَن تَأَسَّفَ إِثرَ القَومِ حَسّانُ
بَنو أُمَيَّةَ بِالشامَينِ دينَ لَهُم / وَالهاشِمِيّونَ والَتهُم خُراسانُ
وَلَستُ آمَنُ أَن يُدعى إِمامُكُمُ / مِن عالَةِ الزِنجِ أَو رَبَّتهُ مَيسانُ
وَالرَأيُ أَن تَبعَثَ الأَنضاءُ واحِدَةً / إِلى دِمَشقَ فَبِئسَ الدارُ بيسانُ
يَكفيكَ حُزناً ذَهابُ الصالِحينَ مَعاً
يَكفيكَ حُزناً ذَهابُ الصالِحينَ مَعاً / وَنَحنُ بَعدَهُم مَعَ الأَرضِ قُطّانُ
إِنَّ العِراقَ وَإِنَّ الشامَ مُذ زَمَنٍ / صِفرانِ ما بِهِما لِلمُلكِ سُلطانُ
ساسَ الأَنامَ شَياطينٌ مُسَلَّطَةٌ / في كُلِّ مِصرٍ مِنَ الوالينَ شَيطانُ
مَن لَيسَ يَحفِلُ خَمصَ الناسُ كُلِّهُمُ / إِن باتَ يَشرَبُ خَمراً وَهوَ مِبطانُ
تَشابَهَ النَجرُ فَالرومِيُّ مَنطِقُهُ / كَمَنطِقِ العُربِ وَالطائِيُّ مِرطانُ
أَمّا كِلابٌ فَأَغنى مِن ثَعالِبِهِم / كَأَنَّ أَرماحَهُم في الحَربِ أَشطانُ
مَتى يَقومُ إِمامٌ يَستَقيدُ لَنا / فَتَعرِفُ العَدلَ أَجيالٌ وَغيطانُ
صَلّوا بِحَيثُ أَرَدتُم فَالبِلادُ أَذىً / كَأَنَّما كُلُّها لِلإِبلِ أَعطانُ
لا تَعرِفُ الوَزنَ كَفّي بَلَ غَدَت أُذُني
لا تَعرِفُ الوَزنَ كَفّي بَلَ غَدَت أُذُني / وَزّانَةً وَلِبَعضِ القَولِ ميزانُ
وَالأَرضُ رُقعَةُ لُعّابٍ مُقَسَّمَةٌ / مِنها سُهولٌ وَأَجبالٌ وَحِزّانُ
تَغَيَّرَ الناسُ وَالدُنيا بِأَجمَعِها / حَتّى الفَرائِسُ بَعدَ الإِبلِ خِزّانُ
وَالسِرُ لَيسَ بِمَخزونٍ عَلى أَحَدٍ / لَكِن تَكاثَرَ لِلأَموالِ خُزّانِ
إِن لَم تُحَوَّل فَرازيناً بَياذِقُهُم / فَالشاةُ فيلٌ وَذاكَ الفيلُ فِرزانُ
وَلا مُغَنِّيَ بَل مُبدٍ لَهُ أَسَفاً / كَما يَقولُ بَنو سَرّاكَ حُزّانُ
روحٌ تَعَدَّنَ قَضّي اليَومَ وَاِنتَظِري
روحٌ تَعَدَّنَ قَضّي اليَومَ وَاِنتَظِري / غَداً لَعَلِّيَ فيهِ أُدرِكُ العَدَنا
وَديدَنُ الجَدِّ مَملوكٌ تُنافِرُهُ / كُلُّ النُفوسِ وَتَهوى اللَهوَ وَالدَدَنا
فِدىً لِنَفسِكَ نَفسي آوِني جَدَثاً / مِنَ الخَفِيّاتِ لا قَصراً وَلا فَدَنا
وَاِبدَأ بِبُدنِكَ فَاِهضُم مِنهُ طائِفَةً / مِن قَبلِ سَوقِكَ في أَصحابِكَ البَدَنا
فَإِنَّ جَنَّةَ عَدنٍ لا يُجادُ بِها / إِلّا لِصاحِبِ دينٍ في أَذىً عُدِنا
لَيثٌ كَفادِرِ فِرزٍ لُبسُهُ شَعَرٌ / وَكَالرُدَينِيُّ آلى يَلبَسُ الرَدَنا
وَالعَيشُ يُلقى بِصَخرٍ مَن يُمارِسُهُ / وَلَن يَدومَ عَلى حالٍ إِذا لَدُنا
تَحَسَّمَت مِنهُ أَيّامٌ مُنَغِّصَةٌ / مِن بَعدِ ما وَدَّ في وَدّانَ أَو وَدَنا
وَالغَيُّ ثَوبٌ إِذا لَم يَستَلِب رَجُلاً / بِالرَغمِ لَم تَحسُرِ التَقوى لَهُ رَدَنا
كَالدُرِّ يُمنَعُ مِنهُ الطِفلُ مُقتَسَراً / وَلَم يُجانِبهُ مِن زُهدٍ وَقَد شَدَنا
أَمّا الشُرورُ فَلَن تُلفى بِمُقفِرَةٍ / إِلّا قَليلاً وَلَكِن تَألَفُ المُدُنا
إِنّي لَعَمرُكَ ما أَرجو لِعالَمِنا / هُدىً يُثَبِّتُ في أَفنائِنا الهُدَنا
وَالحَظُّ أَغلَبُ كَم بَيتٍ لِمَكرُمَةٍ / سُدىً يَظَلُّ وَبَيتٌ لِلخَنى سُدِنا
إِن تابَ إِبليسُ يَوماً تابَ عابِدُكُم
إِن تابَ إِبليسُ يَوماً تابَ عابِدُكُم / مِنَ الضَلالِ وَلَن تُلقوا فَتىً فُتِنا
وَعَمَّنا الغَيُّ حَتّى خِلتَنا دَمِثاً / مُقابِلاً مِن سَفاهٍ عارِضاً هَتِنا
غَنِيُّنا مِن عَفافِ النَفسِ أَفقَرُنا / وَقيلُنا عَلَجُ وَحشٍ يَألَفُ الأَتُنا
يَنسى الحَوادِثَ أَفتانا وَأَكبَرُنا
يَنسى الحَوادِثَ أَفتانا وَأَكبَرُنا / وَلَن تُصيبَ فُؤاداً حامِلاً حَزَنا
لا يَفرَحَنَّ بِهَذا المالِ جامِعُهُ / لِيُحزِنَنَّكَ صافي التِبرِ إِن خُزِنا
يُعَدُّ بَيتُ نُضارٍ بَيتَ قافِيَةٍ / لَو زالَ مِنهُ القَليلُ النُزرُ ما اِتَّزنا
لَنا طِباعٌ وَجَدنا العَقلَ يَأمُرُها
لَنا طِباعٌ وَجَدنا العَقلَ يَأمُرُها / فَلا تُريدُ مِنَ الأَخلاقِ ما حَسُنا
أَخوكَ إِن عَزَّ عِلجٌ في أَوابِدُهُ / وَإِن يَذِلَّ فَعَيرٌ آهِلٌ رُسِنا
نَحنُ المِياهُ أَقامَت في مَواطِنِها / وَطالَ وَقتٌ فَأَمسى كُلُّها أَسِنا
إِنَّ اللَيالِيَ قالَت وَهيَ صامِتَةٌ / ما أَبلَغَ الدَهرَ لا مَن يَدَّعي اللَسَنا
سُبحانَ خالِقِ هَذي الشُهبِ دائِبَةً / سارَت وَأَسرَت فَلا أَيناً وَلا وَسَنا
وَالشَمسُ تُغمَرُ أَهلَ الأَرضِ مَصلَحَةً / رَبَّت جُسوماً وَفيها لِلعُيونِ سَنا
لَو كانَتِ الخَمرُ حِلّاً ما سَمَحتُ بِها
لَو كانَتِ الخَمرُ حِلّاً ما سَمَحتُ بِها / لِنَفسِيَ الدَهرَ لا سِرّاً وَلا عَلَنا
فَليَغفِرِ اللَهُ كَم تَطغى مَآرِبُنا / وَرَبُّنا قَد أَحَلَّ الطَيِّباتِ لَنا
باهى رِجالٌ وَفي جَهلٍ يُباهونا
باهى رِجالٌ وَفي جَهلٍ يُباهونا / لا هَونَ في النُسكِ إِن أَلغاهُ لاهونا
ناهوكَ عَن حَسَنِ فِعلٍ آمِروكَ بِهِ / وَالآمِرونَ بِسوءِ الفِعلِ ناهونا
خِلتُ النُجومَ تُنادي أَنجُموا فِرَقاً / أَوِ السُهى قالَ أَهلُ الأَرضِ ساهونا
طَهَت لَكَ الشَمسُ ما يُغني أَخا دَعَةٍ / عَن أَن يَكونَ لَهُ في الأَرضِ طاهونا
ذُرِيَّةَ الإِنسِ لا تَزهوا فَإِنَّكُمُ / ذَرّاً تُعَدّونَ أَو نَملاً تُضاهونا
تَأبى الحَوادِثُ نَقصَ الدَهرِ تَومَنَةً / وَأَهوَنُ الخَطبِ أَنَّ القَومَ واهونا
أَكرِم نَزيلَكَ وَاِحذَر مِن غَوائِلِهِ
أَكرِم نَزيلَكَ وَاِحذَر مِن غَوائِلِهِ / فَلَيسَ خِلُّكَ عِندَ الشَرِّ مَأمونا
وَغالِبُ الحالِ في الجيرانِ أَنَّهُمُ / نُكدٌ يَلومونَ جاراً أَو يُلامونا
تَنامُ أَعيُنُ قَومٍ عَن ذَخائِرِهِم / وَالطالِبونَ أَذاهُم ما يَنامونا
أَحلِل بِمَن شِئتَ لا يَعدِمكَ نائِبَةً / خانَ اليَمانونَ طُرّاً وَالشَآمونا
حَيٌّ تَنَوَّعَ مِن نامٍ وَمِن جَمَدٍ / فَالنَبتُ وَالوَحشُ وَالإِنسِيُّ نامونا
هَل تَشعُرُ الأَرضُ ديسَت وَالتُرابُ إِذا / أُهيلَ مِثلَ أُناسٍ يُستَضامونا
أَم ذَلِكَ العالَمُ الحَسّاسُ خالِصَةً / فَيَستَحِقّونَ حَمداً أَو يُذامونا
بِتُّم تُسامونَ مِن نَيلِ العُلى رُتَباً / فَهَل عَلِمتُم يَقيناً ما تُسامونا
يا قوتُ ما أَنتَ ياقوتٌ وَلا ذَهَبٌ
يا قوتُ ما أَنتَ ياقوتٌ وَلا ذَهَبٌ / فَكَيفَ تُعجِزُ أَقواماً مَساكينا
وَأَحسَبُ الناسَ لَو أَعطَوا زَكاتَهُمُ / لَما رَأَيتُ بَني الإِعدامِ شاكينا
فَإِن تَعِش تُبصِرِ الباكينَ قَد ضَحِكوا / وَالضاحِكينَ لِفَرطِ الجَهلِ باكينا
فَجانِبِ القَومَ إِن زَكّوا نُفوسَهُمُ / فَلَيسَ حُلّالُ دُنيانا بِزاكينا
يَسقونَكَ الغَيَّ صِرفاً إِن أَطَعتَهُمُ / وَقَد عَلِمتَهُم لِلمَينِ حاكينا
لا يَترُكَنَّ قَليلَ الخَيرِ يَفعَلُهُ / مَن نالَ في الأَرضِ تَأيِيداً وَتَمكينا
فَالطَبعُ يَكسِرُ بَيتاً أَو يُقَوِّمُهُ / بِأَهوَنِ السَعيِ تَحريكاً وَتسكينا
رَبُّ الجَوادِ فَرى عَيناً لِمَأكَلِهِ
رَبُّ الجَوادِ فَرى عَيناً لِمَأكَلِهِ / فَعُد مِن رَهطِ أَقوامٍ فَراعينا
قُل لِلمَطاعيمِ تَعصيهِم ضُيوفُهُمُ / إِنَّ المَطاعينَ يَمسونَ المُطاعينا
وَيُحمَدُ المَرءُ في الساعينَ مُبتَكِراً / وَلَيسَ يُحمَدُ يَوماً في المُساعينا
وَما تَزالُ تُلاقي في دُجىً وَضُحىً / مُبَشِّرينَ بِلا بُشرى وَناعينا
وَما وَجَدتُ صُروفَ الدَهرِ ناكِبَةً / عَن قانِتينَ لِوَجهِ اللَهِ داعينا
شَرُّ النِساءِ مُشاعاتٌ غَدَونَ سُدىً / كَالأَرضِ يَحمِلنَ أَولاداً مُشاعينا
وَالأَمرُ لِلَّهِ كَم أَودى فَتىً وَمَضى / عَيناً وَخَلَّفَ أَطفالاً مُضاعينا
وَالعَيشُ أَوفاهُ يَمضي مِثلَ أَقصَرِهِ / سَبعٌ كَسَبعينَ أَو تُسعٌ كَتِسعينا
وَلَو تُراعينَ مَولى الناسِ كُلِّهُمُ / ما كُنتِ مِن نُوَبِ الدُنيا تُراعينا
لَقَد أَتَوا بِحَديثٍ لا يُثَبِّتُهُ
لَقَد أَتَوا بِحَديثٍ لا يُثَبِّتُهُ / عَقلُ فَقُلنا عَن أَيِّ الناسِ تَحكونَه
فَأَخبِروا بِأَسانيدٍ لَهُم كُذُبٍ / لَم تَخلُ مِن كَرِّ شَيخٍ لا يَزكونَه
عَجِبتُ لِلأُمِّ لَمّا فاتَ واحِدُها / بَكَت وَساعَدَها ناسٌ يُبَكّونَه
وَكُلَّ يَومٍ تَداعى مِنهُمُ نَفَرٌ / لِبالِغِ السِنِّ أَو طِفلٍ يُذَكّونَه
وَيَنصِبونَ لِوَحشِيِّ حَبائِلَهُم / أَو بِالسِهامِ عَلى عَمدٍ يَشُكّونَه
هُمُ أَسارى مَناياهُم فَما لَهُم / إِذا أَتاهُم أَسيرٌ لا يَفُكّونَه
فَلَو تَكَلَّمَ دَهرٌ كانَ شاكِيَهُم / كَما تَراهُم عَلى الإِحسانِ يَشكّونَه
أَما تَرَونَ دِيارَ القَومِ خالِيَةً / بَعدَ الجَماعاتِ وَالأَجداثَ مَسكونَه
العَيشُ ثِقلٌ وَقاضي الأَرضِ مُمتَحِنٌ
العَيشُ ثِقلٌ وَقاضي الأَرضِ مُمتَحِنٌ / يُضحي وَنِصفُ خُصومِ المِصرِ يَشكونَه
زَكّوهُ دَهراً فَلَمّا صارَ قاضِيَهُم / وَاِستَعمَلَ الحَقَّ عادوا لا يُزَكّونَه
يَصومُ ناسٌ عَنِ الزادِ المُباحِ لَهُم / وَيَغتَذونَ بِلَحمٍ لا يُذَكّونَه
إِن خَرِفَ الدَهرُ فَهوَ شَيخٌ
إِن خَرِفَ الدَهرُ فَهوَ شَيخٌ / يُحَقُّ بِالهَترِ وَالزَمانَه
أَضحى سَليماً بِغَيرِ داءٍ / لَم تَبدُ في شَخصِهِ ضَمانَه
إِن قالَتِ الشُهبُ نَحنُ رَهطٌ / أَقدَمُ مِنهُ فَهُنَّ مانَه
أَعجَمُ قَد بَيَّنَ الرَزايا / أَو جَعَلَ الشَرَّ تَرجُمانَه
فَأَودِعنَ فاتِكاً حَصاةً / وَأودِعَن ناسِكاً جُمانَه
كِلاهُما لَيسَ بِالمُؤَدّي / إِلَيكَ في المودَعِ الأَمانَه
جَمجَمَ هَذا الزَمانُ قَولاً
جَمجَمَ هَذا الزَمانُ قَولاً / وَكُلُّنا يَرتَجي بَيانَه
وَحَدَّثَتنا الشُيوخُ أَمراً / وَما اِدَّعى مُخبِرٌ عِيانَه
فَكائِنٌ فاسِدٌ لِأَمرٍ / وَرَبُّهُ مُفسِدٌ كِيانَه
ما بالُنا في شَقاءِ عَيشٍ / وَإِنَّما نَبتَغي لِيانَه
دُنياكَ دارٌ قَدِ اِصطَلَحنا / فيها عَلى قِلَّةِ الدِيانَه
كَأَنَّها قَينَةٌ خَلوبٌ / ما عُرِفَت قَطُّ بِالصِيانَه
مَن لَم يَنَلها أَراكَ زُهداً / وَمَن لِعَيرٍ بِصِلِّيانَه
ما خانَ ذاكَ الفَتى وَلَكِن / حَثَّ سِواهُ عَلى الخِيانَه