القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أُسامَة بنُ مُنْقِذ الكل
المجموع : 14
إِصلاحُ قلبِكَ أَعياني فأَحْيَاني
إِصلاحُ قلبِكَ أَعياني فأَحْيَاني / واليأسُ منكَ إلى السّلوانِ أَلْجانِي
كم ذا التّجنّي وَما ذَنبي إليكَ سِوى / حُبّي فَصَفحاً عَنِ المُستَغْفِرِ الجَاني
هَواكَ أَخطَأَني قَصدِي وكُنتُ أَرى / أَنَّ الهَوى مِنكَ يُدنِيني فأَقْصاني
أَغراكَ ظَنُّكَ أَنّي لا يُطاوِعُنِي / قَلبي إِذا سُمْتُهُ صَبراً بِهجْرانِي
وَلَستُ أُنكرُ مِنهُ فَرطَ صبوتِهِ / لَكِنَّهُ عَن هَوىً بالهُونِ يَنْهانِي
يَا ربِّ خُذ بِيَدي مِن ظُلمِ مُقتَدِرٍ
يَا ربِّ خُذ بِيَدي مِن ظُلمِ مُقتَدِرٍ / عَلَيَّ قَد لَجَّ في صَدّي وَهجرانِي
لَيِّنْ قَساوَتَه لِي أَو فَيَسِّرْ لي / صَبراً لأَحظى بِوَصْلٍ أَو بِسُلوانِ
أَو فَاِطْفِ جَمرةَ خَدَّيهِ وأَيقِظْ جَفْ / نَيْهِ اللّذينِ أَراقَا ماءَ أَجفاني
يا فِتنةً عرَضَتْ لي بعد ما عَزَفَت
يا فِتنةً عرَضَتْ لي بعد ما عَزَفَت / نَفْسِي عن اللّهوِ واقتَادَ الهَوى رَسَنِي
هلاّ ولَيلِيَ غِرْبيبٌ وأَنجُمه / غَوارِبٌ وَشبابي ناضِرُ الغُصُنِ
أهكَذا أنَا بَاقِي العمرِ مُغترِبٌ
أهكَذا أنَا بَاقِي العمرِ مُغترِبٌ / نَاءٍ عن الأهلِ والأوطانِ والسّكَنِ
لا تَستقرُّ جِيَادِي في مُعَرَّسِها / حتّى أُرَوِّعَها بالشّدّ والظّعَنِ
منصورُ دارُكَ أضْحَتْ منكَ مُوحِشَةً
منصورُ دارُكَ أضْحَتْ منكَ مُوحِشَةً / قد أقْفرتْ بعد سُكّانٍ وجِيرانِ
أضحَى الّذي كان منها أمسِ أضْحَكَني / وسرّني هاجَ أشْجانِي وأبكاني
عهدْتُها نادِياً للّهوِ مجتَمَعاً / للأُنْسِ مَلْعَبَ أترابٍ وَوِلدانِ
فأصبحَتْ ما بِها مما عهِدتُ بِهَا / سِوَى صدىً كُلّما ناديتُ لبّانِي
يَا ساكني جَنَّةٍ رِضوانُ خَازنُها
يَا ساكني جَنَّةٍ رِضوانُ خَازنُها / هُنّيتُمُ العيشَ في رَوحٍ ورَيْحَانِ
مُرُوا النّسِيمَ إذا مَا الفجرُ أيقظَه / بحملِهِ طيبَ نَشرٍ مِنهُ أَحياني
أو فَابعَثُوا نَغْمَةً منه يعيشُ بها / قَلبي فقد مَات مُذْ حِينٍ وأَزمانِ
ظَبيٌ أغَنُّ تردَّى بالدُّجَى وَجَلاَ / شَمْس النّهارِ على غُصْنٍ من الْبانِ
في فِيهِ مَا في جِنَانِ الخُلدِ من دُرَرٍ / ومن رَحِيقٍ ومن مسْكٍ ومَرْجَانِ
إذا بَدَا وشَدَا في مَجلسٍ ظَفِرُوا / بمُنية النّفسِ من حُسنٍ وإحسَانِ
لا تَنْسَنِي يا أبا نَصرٍ إذا حَضَرتْ / قُلوبُكم بين مَزمُومٍ وطَرخاني
كُن لي وكيلاً على الرّؤيِا ووكّلْ لِي / سواكَ يَسمعُ عَنّي شَدوَ رضْوانِ
وقُل له يَتَغَنّى من قلائِده / صوتاً يُجدّدُ لي شَجْوي وأشْجَاني
نسيمُه يتلقّاني بزوْرَتِهِ / مُبَشِّراً لي بهِ من قَبلِ يَلقانِي
وصَفُوا لي بغدادَ حيناً فلمّا / جئتُها جئتُ أحسنَ البُلدانِ
منظرٌ مبهِجٌ وقومٌ سَراةٌ / قد تحَلَّوْا بالحُسنِ والإحسَانِ
ليس فيهمْ عيبٌ سوى أنّ في كُلْ / لِ بنانٍ علاّقَةَ الميزانِ
وسمِعْنَا وما رأينَا سوَى / أمِّ ظَلومٍ فيها من النّسوانِ
وهْي جِنِّيَّةٌ كأَقبحِ ما شَوْ / وَهَهُ ربّنَا من الغيلانِ
إنّ فيها من الصّبَايا شُموساً / في غُصونٍ تهتَزُّ في كُثبانِ
شغلَتْنَا السَبعونَ والحجُّ عَنهُنْ / نَ فقلنَا بالسَّمْعِ دُونَ العَيانِ
يا شاربَ الخمرِ بعدَ النّسكِ والدّينِ
يا شاربَ الخمرِ بعدَ النّسكِ والدّينِ / وبعدَ ما تَابَ عمَّا رابَ مُذْ حِينِ
أفسدتَ دينَكَ والسبعونَ أفسَدَتِ اُلدْ / دُنيا فَلَسْتَ بذي دُنيا ولا دينِ
وإنّما أنتَ فَخّارٌ تكسَّرَ لاَ / يُرجى لنفعٍ ولا يُعتَدُّ في الطِّينِ
كم تقصِدُ الماجِدِينَ الفاضِلِين وكم
كم تقصِدُ الماجِدِينَ الفاضِلِين وكم / تُعلِّمُ الكرماءَ البُخْلَ يا زَمنُ
إذا تَوالت عنهم نائباتُك واِجْ / تاحَتْ فواضلَ ما يُولُونَهُ المِحَنُ
فكيفَ بالجُودِ والأحداثُ تسلُبُ ما / يُولَى به العُرْفُ أو تُسدَى به المِنَنُ
شُغْلُ الزّمان بأهلِ النقصِ يرفعُهم / حَتَّى يُثَمِّرَ للوُرَّاثِ ما خَزَنُوا
ألهاهُ عن كُرماءِ النّاسِ فهْو عَلَى / ذَوي المكارِمِ والأفْضَالِ مُضْطَغِنُ
لما تخطّتنِيَ السَّبعونَ مُعرِضةً
لما تخطّتنِيَ السَّبعونَ مُعرِضةً / وساوَرَ الضَّعفُ بعدَ الأَيْدِ أركاني
وأُدخِلَتْ كانَ في شُكرِي وفي صِفتِي / واسترجَع الدَّهرُ ما قد كان أعطَانِي
رُزقْتُ فَروةَ والسَّبعون تُخبرُها / أن سوف تَيْتَمُ عن قُربٍ وتَنْعانِي
وهي الضّعِيفَةُ ما تنفكُّ كاسِفةً / ذلِيلةً تَمتري دمعي وأحزانِي
ما كان عمَّا ستلقاهُ وعن جَزَعي / لِما ستلقَاهُ أغناهَا وأغْنَانِي
لا تَغبِطَنْ أهْلَ بيتٍ سَرّهُمْ زمَنٌ
لا تَغبِطَنْ أهْلَ بيتٍ سَرّهُمْ زمَنٌ / فسوفَ يَطْرُقُهم بالهمِّ والحَزَنِ
يُعيرُهم كلَّ دُنياهم وينْهَبُ ما / أعارَهم بيد الآفاتِ والمِحَنِ
حتى يَروحوا بِلا شيءٍ كما خُلِقوا / كأنَّ ما خُوَّلوه أمسِ لم يكنِ
لا يصحبُ المرءَ مما كان يملِكُهُ / في ظُلمةِ اللَّحدِ إلاّ خِرقَةُ الكَفَنِ
يُستَنْزَعُ المالُ مِنهُ ثم يُسألُ عن / جميعِهِ يا لها من حسرةِ الغَبَنِ
حمائِمَ الأيكِ هيّجتُنَّ أشجانا
حمائِمَ الأيكِ هيّجتُنَّ أشجانا / فليبكِ أصدقُنا بثّاً وأَشجانا
كم ذا الحنينُ على مرّ السّنينَ أَما / أفادكُنّ قديمُ العهدِ نِسيانا
هل ذا العويلُ على غيرِ الهَديلِ وهل / فقيدكُنَّ أعزُّ الخلقِ فِقدانا
ما وجدُ صادحَةٍ في كلّ شارقَةٍ / تُرجِّعُ النَّوحَ في الأفنان أَلحانا
كما وجدتُ على قَومي تخوُّنَهم / ريبُ المَنونِ ودهرٌ طالَ ما خَانا
إذا نَهى الصّبرُ دَمعي عند ذِكرِهِمُ / قال الأَسى فِضْ وجُدْ سَحّاً وتَهتانا
قالوا تَأسَّ وما قالوا بِمَنْ وإِذا / أُفرِدتُ بالرُّزءِ ما أنفكَّ أَسوانا
ما حدَّثتنيَ بالسُّلوانِ بعدَهُمُ / نَفسي ولا حانَ سُلواني ولا آنا
ما استدرَجَ الموتُ قومي في هلاكِهِمُ / ولا تخرَّمَهمْ مَثْنى ووُحدانا
فكنتُ أصبرُ عنهم صبرَ مُحتَسبٍ / وأحملُ الخطبَ فيهم عَزَّ أو هانا
وأقتَدي بالوَرى قبلي فكم فَقدوا / أخاً وكم فارقوا أهلاً وجيرانا
لكنَّ سقبَ المنايا وسطَ جمعِهِمُ / رَغا فخَرُّوا على الأذْقان إِذْعانا
وفاجأتْهُمْ مِن الأَيّامِ قارِعةٌ / سقتهُمُ بكؤوسِ الموتِ ذَيْفانا
ماتوا جميعاً كَرجعِ الطَّرْفِ وانقرضوا / هل ما تَرى تارِكٌ للعينِ إنْسانا
أعزِزْ علَيَّ بِهم من مَعشرٍ صُبُرٍ / عند الحفيظةِ إِنْ ذو لُوثةٍ لانا
لم يتركِ الدهرُ لي من بعدِ فقدِهِمُ / قلباً أُجشِّمُه صبراً وسُلوانا
فلو رأَوْني لقالوا مات أسعدُنا / وعاشَ للهَمِّ والأحزانِ أشقانا
لم يترك الموتُ منهم من يُخبِّرُني / عنهم فيُوضِحُ ما لاقَوْهُ تِبيانا
بادوا جميعاً وما شادوا فوا عَجَباً / للخطبِ أهلَكَ عُمّاراً وعُمرانا
هذي قصورُهُمُ أمست قبورَهُمُ / كذاكَ كانوا بها من قبلُ سكّانا
ويحَ الزّلازِلِ أفنَت مَعشَري فإذا / ذكَرتُهُم خِلتُني في القوم سَكرانا
بَنِي أبي إن تَبيدوا أن عَدا زَمنٌ / عليكُمُ دون هَذا الخلقِ عُدوانا
فلن يَبيدَ جَوى قَلبي ولا كَمَدي / عليكُمُ أو يُبيدَ الدَّهرُ ثَهلانا
أفسدتُمُ عمْرِيَ الباقي عليَّ فما / أَنْفَكُّ فيه كئيبَ القَلبِ ولهانا
أُفردتُ منكُم وما يَصفو لمنفرِدٍ / عيشٌ ولو نال من رِضوانَ رِضوانا
فليتني معَهم أوليتَ أنّهُمُ / بَقَوا وما بَينَنا باقٍ كَما كانا
لقِيتُ منهم تَباريحَ العُقوقِ كَما / لقيتُ من بَعدُهم همّاً وأَحزانا
لولا شَماتُ الأعادي عند ذكرِهِمُ / لغادَرَتْ أدمُعي في الأرض غُدرانا
أرُدُّ فَيضَ دُموعي في مَسالِكِها / فتستحيلُ مياهُ الدَّمعِ نِيرانا
لا ألتقي الدَّهرَ من بعد الزَّلازِل ما / بقيتُ إلاّ كسيرَ القَلب حَيْرانا
أخْنَتْ على مَعشري الأدنَيْنَ فاصطَلَمَتْ / منهم كُهولاً وشُبّاناً ووِلدانا
كم رامَ ما أدرَكَتْه منهمُ مَلِكٌ / فعادَ باليأسِ ممّا رامَ لَهفانا
لم يَحمِهم حِصنُهم منها ولا رَهِبَتْ / بأساً تَناذَرَه الأقرانُ أزمانا
أتاهُمُ قَدرٌ لم يُنْجِهم حَذَرٌ / منه وهل حَذرٌ مُنجٍ لمن حانا
إن أقْفرت شيزَرٌ منهمْ فهم جَعَلوا / منيعَ أسوارِها بيضاً وخُرصانا
هُمُ حَمَوهَا فلو شاهدتَها وهُمُ / بها لشاهدتَ آساداً وخَفّانا
كانوا لمن خافَ ظُلماً أو سُطا مَلِكٍ / كَهفاً وللجاني المطلوبِ جيرانا
عَلَوْا بمجدِهِمُ سيفَ بنَ ذي يَزنٍ / كما علت شيزرٌ في العزِّ غُمْدانا
كانوا مَلاذاً لأيتامٍ وأرمَلَةٍ / وبائِسٍ فاقدٍ أهلاً وأوطانا
إذا أتيتَهُمُ ألفيتَ شطرَهمُ / مُسترفِدين وزُوَّاراً وضيفانا
تراهُمُ في الوَغى أُسداً ويومَ نَدىً / غيثاً هَتُوناً وفي الظَّلْماءِ رُهبانا
حاولتُ كتمانَ بثِّي بعدَ فقدِهِمُ / فلم يُطِقْ قلبيَ المحزونُ كِتمانا
لعلَّ مَن يعرفُ الأمرَ الذي بَعُدتَ / بَعدَ التّصاقُبِ من جَرَّاهُ دارانا
يقولُ بالظَّنِّ إذْ لم يَدرِ ما خُلُقي / ولا مُحافَظتي مَن حانَ أو بانا
أسامةٌ لم يَسُؤْهُ فقدُ معشرِهِ / كم أوغروا صَدرَه غيظاً وأضغانا
وما دَرَى أنَّ في قلبي لفقدِهِمُ / ناراً تلظّى وفي الأجفانِ طُوفانا
بنو أبي وبنو عمّي دَمِي دمُهُمْ / وإن أرَوْني مُناواةً وشَنَآنا
كانوا جَناحي فحَصَّتْهُ الخطوبُ وإِخْ / واني فلم تُبقِ لي الأيّامُ إخوانا
كانوا سُيوفي إذا نازلتُ حادِثةً / وجُنَّتي حين ألقَى الخطبَ عُريانا
بهِمْ أصولُ على الأمرِ المَهولِ إذا / عَرا وألقى عَبوسَ الدَّهرِ جذْلانا
فكيف بالصبرِ لي عنهم وقد نَظَموا / دَمعي على فَقدِهم دُرّاً ومَرجانا
يُطَيِّبُ النَّفسَ عنهم أنَّهم رَحَلوا / وخلَّفوني على الآثارِ عَجلانا
سَقى ثَرىً أُودِعُوهُ رحمةً مَلأَتْ / مَثوى قُبورِهِمُ رَوْحاً ورَيْحانا
وألبسَ اللهُ هاتيكَ العظامَ وإن / بَلِينَ تحتَ الثّرى عفواً وغُفرانا
حَسْبي من العيشِ كم لاقيتُ فيهِ أذَىً
حَسْبي من العيشِ كم لاقيتُ فيهِ أذَىً / أقَلُّهُ فَقدُ أترابي وخُلاّني
لم يَبقَ لي من مُشْتَكى بثٍّ أحَمِّلُهُ / همّي ولا مَنْ إذا استصرختُ لَبّاني
وصُمَّ عنِّي صَدى صوتي وأفردَني / ظِلِّي وملَّ الكَرى والطيفُ غِشياني
وما نظرتُ إلى ما كان يُبهِجُني / إلاّ شَجاني وآسانِي وأَبْكاني
ناحَتْ فباحَت في فُروعِ البانِ / عن لوعَتي وعن جَوَى أحْزاني
بخيلةُ العينينِ بالدّمعِ وَلِي / عينٌ تجودُ بالنجيعِ القاني
إذا دعَتْ أجَبْتُها بروعةٍ / وُرْقٌ تداعت في ذُرا الأغصانِ
وحَسْرَتي أنّ الزمانَ غالَ مَنْ / كنتُ إِذا دعَوْتُه لبّاني
إذا بكى لديار باد ساكنها
إذا بكى لديار باد ساكنها / ذو وحدة ساءه في داره الزمن
بكيت أهلي وأوطاني وآسفني / أن ليس لي بعدهم دار ولا سكن
أخنى الزمان على قومي وملك أو / طاني سواي فلا أهل ولا وطن
ولم تدع لي المنايا مشتكى حزن / أبثه كمدي إن عادني حزن
دار سكنت بها كرها وما سكنت
دار سكنت بها كرها وما سكنت / نفسي إلى سكن فيها ولا شجن
والقبر أرفق لي منها وأجمل بي / إن صدني الدهر عن عود إلى وطني

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025