وَما أَلانَ قَناتِي غَمْزُ حادِثةٍ
وَما أَلانَ قَناتِي غَمْزُ حادِثةٍ / ولا اسْتَخَفَّ بحِلْمِي قَطُّ إِنْسَانُ
أَمْضِي على الهوْل قدْما لا ينهنِهني / وأَنثنِي لسفِيهي وهْو حرْدانُ
ولا أُقارِض جُهالا بِجهلِهِم / والأَمْر أَمْرِي والأَيام أَعْوانُ
أُهِيب بالصبْرِ والشحْناءُ ثائِرة / وأَكظِم الغيْظ والأَحْقاد نيرانُ
وَما لِسانِيَ عِند القوْمِ ذو ملقٍ / ولا مقالِي إِذا ما قلت إِدْهانُ
ولا أَفوه بغيْرِ الحق خوْف أخِي / وإِنْ تأَخر عني وهْوَ غضبانُ
ولا أَمِيل على خِلي فآكله / إِذا غرِثت وبعْض الناسِ ذؤبانُ
وَدَّ الفتى منهم لو متَّ مِن يدِهِ / وأَنه منك ضخم الجوْفِ مَلآنُ
إِن الفتوة فاعْلمْ حَدُّ مطلبِها / عِرْض نَقِيٌّ ونطق فيه تِبْيانُ
بالعِلمِ يفخر يوْم الحفلِ حامِلُه / وبالعفافِ غداة الجمْعِ يزدانُ
إِن الكرِيمَ إِذا نالته مَخْمَصَةٌ / أَبْدى إِلى الناسِ شِبْعاً وَهْوَ طَيَّانُ
يحْنِي الضلوعَ على مِثلِ اللظى حُرَقاً / والوجْه غَمْرٌ بماءِ البِشْرِ ملآنُ
أَقلُّ كُلِّ قَلِيلٍ خِلُّ ذِي أَدَب / بَيْنَ الوَرَى وأَقلُّ النَّاس إِخْوَانُ
وَما وَجَدْتُ أَخاً في الدَّهْرِ يَذكُرُنِي / إِذا سَمَا وعلا يَوْماً به الشَّانُ