لا ذَنْبَ للطِّرْفِ في مَعْداهُ يوم كبا
لا ذَنْبَ للطِّرْفِ في مَعْداهُ يوم كبا / بالبحرِ والطّوْدِ والضّرْغامِ من حَسَنِ
والبدرِ إذ في يديه للنّدى سُحُبٌ / سواكبٌ عَشْرُها تنهلّ بالمِنَنِ
ونفسِ مَلكٍ عظيم قدرُها رجحتْ / بأنفسِ الخلقِ من قيسٍ ومن يمنِ
وكيفَ يحمل هذا كلَّهُ فَرَسٌ / لو أنّه ما رَسَا من هضبتي حضنِ
لَعَلّهُ في سجودٍ يَوْمَ كَبْوَتِهِ / لديه لمّا علاه سيّدُ الزّمنِ
يا مُسْدياً من نداهُ كلّ مَكرُمَةٍ / ومجرياً في مداه شُزّبَ الحُصُنِ
كأنّ رُمْحَكَ في تصريفه قَلَمٌ / مجاولاً بطويل الذابل اليزَنِ
تقتادُ جيشَكَ للهيجَاءِ معتزِماً / والعزّ منك ونصرُ اللَّه في قرنِ
وتلقطُ الرمحَ من أرضِ الوَغى بيدٍ / والطِّرْفُ يجري كلمح البرق في الحَزَنِ
ويلتقي طرفاهُ إن هَزَزْتهما / كأنّما طرفاهُ منه في غصنِ
لمّا سلمتَ طَفِقْنَا في تضرّعنا / ندعُو لكَ اللَّهَ في سرٍّ وفي عَلَنِ
وأنت للخلقِ رأس قد سلمت لهم / فليس يشكونَ من سُقْمٍ على بدنِ