القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ المُعْتَزّ الكل
المجموع : 9
يا دارُ يا دارَ أَطرابي وَأَشجاني
يا دارُ يا دارَ أَطرابي وَأَشجاني / أَبلى جَديدَ مَغانيكِ الجَديدانِ
لَئِن تَخَلَّيتُ مِن لَهوي وَمِن سَكَني / لَقَد تَأَهَّلتُ مِن هَمّي وَأَحزاني
جاءَتكَ رائِحَةٌ في إِثرِ باكِرَةٍ / تَروي ثَرىً مِنكَ أَمسى غَيرَ رَيّانِ
حَتّى أَرى النورَ في مَغناكَ مُبتَسِماً / كَأَنَّهُ حَدَقٌ في غَيرِ أَجفانِ
لَمّا وَقَفتُ عَلى الأَطلالِ أَبكاني / ما كانَ أَضحَكَني مِنها وَأَلهاني
فَما أَقولُ لِدَهرٍ شَتَّتَت يَدُهُ / شَملي وَأَخلى مِنَ الأَحبابِ أَوطاني
وَما أَتاني بِنُعمى ظَلتُ لابِسَها / إِلّا اِنثَنى مُسرِعاً فيها فَعَرّاني
كَم نِعمَةٍ عَرِفَ الإِخوانُ صاحِبَها / لَمّا مَضَت أَنكَروهُ بَعدَ عِرفانِ
وَمَهمَهٍ كَرِداءِ العَصبِ مُشتَبِهٍ / قَطَّعتُهُ وَالدُجى وَالصُبحُ خَيطانِ
وَالريحُ تَجذِبُ أَطرافَ الرِداءِ كَما / أَفضى الشَقيقُ إِلى تَنبيهِ وَسنانِ
حَتّى طَوَيتُ عَلى أَحشاءِ ناجِيَةٍ / كَأَنَّما خَلقُها تَشيِيدُ بُنيانِ
كَأَنَّ أَخفافَها وَالسَيرُ يَنقُلُها / دَلاءُ بِئرٍ تَدَلَّت بَينَ أَشطانِ
لَها زِمامٌ إِذا أَبصَرتُ جَولَتَهُ / حَسِبتُ في قَبضَتي أَثناءَ ثُعبانِ
إِلى هِلالٍ تَجَلَّت عَنهُ لَيلَتُهُ / باريهِ صَوَّرَهُ في خَلقِ إِنسانٍ
لَجَّت بِنا هُجرَةٌ وَالقَلبُ عِندَكُمُ / فَإِطلِقي القَلبَ أَو قودي لِجُثماني
أَنا الَّذي لَم تَدَع فيهِ مَحَبَّتُكُم / فَضلاً لِغَيرِكِ مِن إِنسٍ وَلا جانِ
فَإِن أَرَدتِ وِصالاً فَاِقبَلي صِلَتي / مِنّي وَإِلّا فَهِجرانٌ بِهِجرانِ
ما الوُدُّ مِنّي بِمَنقولٍ إِلى مَذِقٍ / وَلَستُ أَطرَحُ نَفسي حَيثُ تَلحاني
وَلا أُريدُ الهَوى إِن لَم يَكُن لِهَوى / نَفسي وَبَعضُ الهَوى وَالمَوتُ سِيّانِ
وَرَبُّ سِرٍّ كَنارِ الصَخرِ كامِنَةٍ / أَمَتُّ إِظهارَهُ مِنّي فَأَحياني
لَم يَتَّسِع مَنطِقي فيهِ بِبائِحَةٍ / حَزماً وَلا ضاقَ عَن مَثواهُ كِتماني
وَرَبُّ نارٍ أَبيتُ اللَيلَ أَوقِدُها / في لَيلَةٍ مِن جُمادى ذاتِ تَهتانِ
يُقَيِّدُ اللَحظَ فيها عَن مَسالِكِها / كَأَنَّها لَبِسَت أَثوابَ رُهبانِ
ما زِلتُ أَدعو بِضَوءِ النارِ مُقتَرِباً / يُغري دُجى اللَيلِ مِنهُ شَخصُ حَرّانِ
وَقَد تَشُقُّ غُبارَ الحَربِ لي فَرَسٌ / مُقَدَّمٌ غَيرَ هَيّابٍ وَلا وانِ
وَقَدُّ قائِمَةٍ مِنهُ مُرَكَّبَةٍ / في مَفصَلٍ ضامِرِ الأَعصابِ ظَمآنِ
بِحَيثُ لا غَوثَ إِلّا صارِمٌ ذَكَرٌ / وَجَنَّةٌ كَحَبابِ الماءِ تَغشاني
وَصَعدَةٍ كَرِشاءِ البِئرِ ناهِضَةٍ / بِأَزرَقٍ كَاِتِّقادِ النَجمِ يَقظانِ
سَلي فَدَيتُكِ هَل عَرَّيتُ مِن مِنَني / خَلقاً وَهَل رُحتُ في أَثوابِ مَنّانِ
وَهَل مَزَجتُ صَفائي لِلصَديقِ وَهَل / أَودَعتُ يا هِندُ غَيرَ الحَمدِ خَزّاني
وَلا عَقَقتُ بِجَسِّ الكَأسِ ساقِيَتي / وَلا عَفَفتُ وَظَلَّ الدَهرُ يَنعاني
أَسرَرتُ حُزناً بِها وَالقَلبُ مُضطَرِبٌ / وَراحَ يُنبي بِغَيرِ الحَقِّ إِعلاني
وَقَد أَرِقتُ لِبَرقٍ طارَ طائِرُهُ / وَالنَومُ قَد خاطَ أَجفاناً بِأَجفانِ
في مُكفَهَرٍّ كَرُكنِ الطَودِ مُصطَخِبٍ / كَأَنَّ إِرعادَهُ تَحنانُ ثَكلانِ
يا عاذِلي كَم لَحاكَ اللَهُ تَلحاني
يا عاذِلي كَم لَحاكَ اللَهُ تَلحاني / هَبني لَبَدرٍ عَلى غُصنٍ مِنَ البانِ
قَد مَرَّ بي وَهوَ يَمشي في مُعَصفَرَةٍ / عَشيَّةً وَسَقاني ثُمَّ حَيّاني
وَقالَ تَلعَبُ جُنّاباً فَقُلتُ لَهُ / مَن جَدَّ بِالوَصلِ لَم يَلعَب بِهِجرانِ
قَد كَلَّمَت عَينُهُ عَيني فَهَنّوني
قَد كَلَّمَت عَينُهُ عَيني فَهَنّوني / وَحَدِّثوني بِحُبٍّ لَيسَ بِالدَونِ
قالوا جُنِنتَ بِلا شَكٍّ فَقُلتُ لَهُم / ما لِذَّةُ العَيشِ إِلّا لِلمَجانينِ
إِنّي رُزِقتُ مِنَ الإِخوانِ جَوهَرَةً
إِنّي رُزِقتُ مِنَ الإِخوانِ جَوهَرَةً / ما إِن لَها قيمَةٌ عِندي وَلا ثَمَنُ
فَلَستُ مُعتَذِراً مِن أَن أَشُحَّ بِها / وَلا يَزالُ لَدَيَّ الدَهرُ يَختَزِنُ
بِحَيثُ لا يَهتَدي هَجرٌ وَلا مَلَلٌ / وَلا يَطورُ بِها عَتبٌ وَلا ضَغَنُ
فَما الخِيانَةُ مِن شَأني وَلا خُلُقي / وَلَيسَ عِندي لَها عَينٌ وَلا أُذُنُ
هَل مِن مُعينٍ عَلى أَحداثِ أَزماني
هَل مِن مُعينٍ عَلى أَحداثِ أَزماني / أَسَأتَ مُعتَمِداً لي بَعدَ إِحسانِ
كَلّا أَلَيسَت تَقيني لِلزَمانِ يَدٌ / لِقاسِمٍ ذاتُ تَمكينٍ وَسُلطانِ
الزاجِرِ الدَهرِ عَنّي إِذ شَحا فَمَهُ / وَمَدَّ كَفَّيهِ في ظُلمٍ وَعُدوانِ
حَمَّلتَ نَفسَكَ لا زالَت مُعَمَّرَةً / رَدَّ المَكارِهِ عَن نَفسي وَجُثماني
كَذاكَ كانَ عُبَيدُ اللَهِ واحَزَني / عَلَيهِ ما عِشتُ في سِرّي وَإِعلاني
أَقولُ لَمّا عَلا صَوتُ النَعِيِّ بِهِ / وَما مَلَكتُ عَلَيهِ دَمعَ أَجفاني
يا ناعِيَيهِ بِحَقٍّ ماتَ وَيحَكُما / أَتَدرِيانِ لَنا ماذا تَقولانِ
لَئِن فُجِعنا بِما لا خَلقَ يَعدِلُهُ / وَما لَهُ في الوَرى إِلّا اِبنَهُ ثانِ
تَبَّت يَدٌ قَبَرَتهُ أَيُّ بَحرِ نَدىً / طَمى وَهَضبَةِ عِزٍّ ذاتِ أَركانِ
كانَ المُصيبَ بِسَهمِ الرَأيِ قَبضَتَهُ / وَالقائِلَ الحَقِّ مَوزوناً بِميزانِ
كَم لَيلَةٍ قَد نَفى عَنّي الرُقادَ بِها / ما يَعلَمُ اللَهُ مِن هَمٍّ وَأَحزانِ
كَأَنَّ حاطِبَةً كانَت تُحَطِّبُ في / قَلبي قَتاداً وَتَكويهِ بِنيرانِ
إِن نَترُكِ الشِركَ لا يَترُكهُ مِن يَدِهِ / لا بُدَّ لِلحُلوِ في الإيمانِ مِن جانِ
لا ذَنبَ لا ذَنبَ لِاِبنِ العَيرِ حينَ هَوَت
لا ذَنبَ لا ذَنبَ لِاِبنِ العَيرِ حينَ هَوَت / قُواهُ مِن خَوَرٍ فيها وَمِن لينِ
حَمَّلتُموهُ الَّذي ما كانَ يَحمِلُهُ / فُرهُ البِغالِ وَأَصنافُ البَراذينِ
الشَمسَ وَالبَدرَ وَالطورَ الرَفيعَ مَعاً / في الغَيثِ وَاللَيثِ وَالدُنيا مَعَ الدينِ
كانَ لَنا صاحِبٌ زَمانا
كانَ لَنا صاحِبٌ زَمانا / فَحالَ عَن عَهدِهِ وَخانا
تاهَ عَلَينا فَتاهَ مِنّا / فَلا نَراهُ وَلا يَرانا
دَعني فَما طاعَةُ العُذّالِ مِن ديني
دَعني فَما طاعَةُ العُذّالِ مِن ديني / ما الصالِمُ القَلبِ في الدُنيا كَمَحزونِ
لا تَسمَعِ النُصحَ إِلّا القَلبُ يَقلِبُهُ / يَكفيكَ رَأيُكَ لي رَأيٌ سَيَكفيني
أَقرَرتُ أَنِّيَ مَجنونٌ بِحُبِّكُمُ / وَلَيسَ لي عِندَكُم عُذرُ المَجانينِ
وَصاحِبٍ بَعدَ سَنِّ النَومِ مُقلَتُهُ / دَعَوتُهُ وَلِسانُ الصُبحِ يَدعوني
نَبَّهتُهُ وَنُجومُ اللَيلِ راكِعَةٌ / في مَحفِلٍ مِن بَقايا لَيلِها جونِ
رُكوعَ رُهبانِ دَيرٍ في صَلاتِهِمُ / سودٌ مَدارِعَهُم شِمِّ العَرانينِ
فَقامَ يَمسَحُ عَينَيهِ وَسُنَّتَهُ / بِقَعدَةِ النَومِ مِن فيهِ يُلَبّيني
وَطافَ بِالدَنِّ ساقٍ وَجهُهُ قَمَرٌ / وَطَرفُهُ بِسَريعِ الحَدِّ مَسنونِ
كَأَنَّ خَطَّ عِذارٍ شَقَّ عارِضَهُ / مَيدانُ آسٍ عَلى وَردٍ وَنِسرينِ
وَخَطَّ فَوقَ حِجابِ الدُرِّ شارِبَهُ / بِنِصفِ صادٍ وَدالُ الصُدغِ كَالنونِ
فَجاءَ بِالراحِ يَحكي وَردَ وَجنَتِهِ / مُقَرطَقٌ مِن بَني كِسرى وَشيرينِ
عَلَيهِ إِكليلُ آسٍ فَوقَ مَفرِقِهِ / قَد رَصَّعوهُ بِأَنواعِ الرَياحينِ
لا أَتَّقي الراحَ بِالنُدمانِ مِن يَدِهِ / وَإِن سَقَتنِيَ حَولاً قُلتُ زيديني
قولوا لِمَكتومَ يا نورَ البَساتينِ / الحَمدُ لِلَّهِ حَتّى أَنتِ تَجفوني
قَد كُنتُ مُنتَظِراً هَذا فَجِئتِ بِهِ / وَلَيسَ خَلقٌ عَلى غَدرٍ بِمَأمونِ
ذَكَرتُ مِن خَوفِ أَهلي مَن بُليتُ بِهِ / مِن بَينِهِم وَاِحطَمَلتُ العارَ في ديني
صَرَفتُ مَعنى حَديثي عَن ظُنونِهِمُ / عَمداً كَمَن فَرَّ مِن ماءٍ إِلى طينِ
يا شاكِيَ الدَهرِ إِنَّ الدَهرَ أَلوانُ
يا شاكِيَ الدَهرِ إِنَّ الدَهرَ أَلوانُ / فيهِ لِصاحِبِهِ بُؤسٌ وَأَحزانُ
وَفي المَماتِ غِنىً لِلمَرءِ يَستُرُهُ / وَلَيسَ مُستَغنِياً ما عاشَ إِنسانُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025