القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد زكي أبو شادي الكل
المجموع : 22
لم يُحصر الفن فن ذهن وانان
لم يُحصر الفن فن ذهن وانان / حتى يمجد شعري فوق حسباني
لكن هو النبل صنو الحب مذ خلقا / وكم يجسَّم احساناً باحسان
ومن أكون لأحظى من محبتكم / بما يجدد وجداني وايماني
وما يضاعف في عمري ويسعفه / بكل حلم يُغِّذى روح فنان
دنيا من الشعر نحيا في قصائدها / وما تحدب منها غير عنوان
جازت روائعها الأكوان وازدحمت / في كل شيء وجازت كل امكان
من شاء مُتعتها لم يَثنه تعبٌ / ومن تبرّم عاش الآسف العاني
كأنني من نداكم صرت مالكها / وصرت كانزها في طى وجداني
نوابغَ الأدب الوَّضاء في وطنٍ / أغلى معانيه تحريرُ لانسان
وافي الربيع بكم عطرا وأغنيةً / وساحرا ينتشي منه الجديدان
يُسدي الأيادي لا من ولا عددٌ / مثل الملَّك في جاهٍ وسلطان
لم يسأم الخلقُ جدواه مُرَّددة / أو عيده وهو عند اليوم عيدان
أقصى أمانيَّ أن أحيا شذَى وسنىً / بعد الحياة اذا التذكار أحياني
والان جُدُتم على نفسي بما عشقت / كأن عمري بعد اليوم عمران
من أي نبعٍ رحيقُ الشكر أنهله / نخباً لكم حين أسقيه بألحاني
وكيف أجزِي شعوراً لا كفاء له / واستقُّل بتعبيري وميزاني
من يبذلُ الحب لا يُجزي عوارفه / إلاّ صدىً في حنايا قلبه ألحاني
أكرم بكم من أساةٍ في عواطفهم / ومن حماةٍ لآداب وعرفان
خَفُّوا سراعاً لتكريمي كأنَّ بهم / يوم المرؤةِ ثأراً عند أحزاني
تركت مصر وقلبي لوعةٌ ولظىً / لِجنَّةٍ ضُيِّعت في نومَ جنَّان
عاث اليرابيعُ فيها وهو في شغل / عنها بأضغاث أحلام وبهتان
أذا أفاق تعالت صيحةٌ كذبت / فلم تُعقَّب بمجهودٍ ليقظان
بذلت عمري لأرعاها واوقظه / فكان سُقمي وتعذيبي وحرماني
فدىً لها لو أباحت كل ما ملكت / نفسي وما وهبت في حبها الجاني
تركتها وبودّي غير ما حكمت / به المقاديرَ في أشجانِ لهفان
وقلت عَّلى على بُعدٍ أشارفها / وأنفخُ الصورَ إن فاتته نيراني
في بيئةٍ تُنزل الأحياء منزلهم / ولا تحاول تخليدا لأكفان
فلم يخيب رجائي في نوازعها / ولم تكن هجرتي من مصر هجراني
هل يعلم الهدسن المحبوبُ ما شغفي / بُحسنه وكأن النيل نيلان
وما غرامي بُشعطان يغازلها / تصَّوفت فوق أحلام لشطآن
وكيف يجتمع الشَّو قَان في وطنٍ / أَسلاَ العديدين أشواقا لأوطان
وفي محبتكم غنيان ذى أدب / وفي مآثركم أضعاف غُنياني
قد أدرك الخلق حين الغيثُ جانبهم / وبَّر بي حين اصفى الأهل جافاني
شفت مرائيه أوصابي كرؤيتكم / وحين ناجيته عن مصر ناجاني
لم أحى في قُربه روحاً ولا بدنا / بل فكرةً فوق أرواحٍ وأبدان
اثنانُ خلَّدت الدنيا لأجلهما / الحب والنبُّل مذ كانا بإنسان
قد طوّقاني بدينٍ من فضائلكم / وان توارت وان باهت بديواني
وليس فيه سوى أصداء عاطفة / ذبيحةٍ بين آلام وأشجان
أنسيتُ مُوجعّ أتراحي وقد غمرت / تلك الألوف الضحايا نارُ شيطان
ياليت لي حَظَّ حكَّامس فانقذهم / فالموتُ والذل للأحرار سيان
واهاً لهم في الصحارى لاغذاءَ لهم / ولا كساء سوى الفاظ مَنَّان
كأنهم في الضنى والسقم بحصدهم / مُحاصرين زرافاتٍ لجرذان
أين البساتين كانوا زَينَ نضرتَها / أين الضياع بكت في دمع غُدران
ضاعت وضاعوا بلا ذنبٍ لأمَّتهم / وأصبحوا عبراً تُروى لأزمان
فإن بخلنا ببعض البرّ يسعفهم / فأي معنىً وعيناهُ لأديان
وما التشُّدقُ بالأوطان نخذلها / وما الوفاء تجَّلى شرَّ كفران
شكرا لكم سادتي شكراً فقدوتكم / كالشمس تطلع إلهاما لحيران
إن تكرموني فقد أنصفتمو أمماً / عانت وضَّحت وما زالت بأرسان
فُكُّوا القيود وأحيوها بحكمتكم / وجنبوها عباداتٍ لأوثان
لا خير في الشعر تطريب وتطريةً / ومحضَ زهوٍ بألحانٍ وألوان
وما الخلود لفن لا تسُود به / روحُ الجمال دنايا العالم الفاني
أنا الجنين وهذى الأرض من قدمٍ
أنا الجنين وهذى الأرض من قدمٍ / أميّ وكم لفظت عدَّ البلايينِ
وما استوى من بنيها عير شرذمةٍ / كانوا النبيين أو شبهَ النبيينِ
ويوم ميلاديَ المرقوبُ موعدهُ / يومٌ يتمّ به فنىّ وتدويني
لا يولد المرءُ إلاّ حيثما يَنعت / آثارهُ مثل نُوَّار البساتينِ
ودون ذلك لا عيشٌ له أبداً / وإن تسربل بالأخلاق والدين
عُمريَ بآثارىَ الزهراء إن نضجت / وكُّل ذِكَرٍ سواها ليس يُغنيني
ويومُ إحسانها يومٌ أُعُّد به / حياً ولدت لتخليدٍ وتمكين
ما الجسم شئ وما للفرد من قيمٍ / وإنما هي أحلامُ المجانينِ
وليس إلاّ تراث العقل م أزلٍ / حىٍ وما قد عَدَاه في القرابين
الياسُ عسَّافُ لم تبرح روائعهُ
الياسُ عسَّافُ لم تبرح روائعهُ / نفحاً من الفنّ في نفحٍ من الدين
يسمو بإيمانه عن كلّ مبتذل / كالعطر تَصعدُ من نورِ البساتينِ
ولا يهاب أمامَ النور ما هتفت / به الملايينُ أو جهلَ الملايين
حكت مزاميرَ داوودس رسالتهُ / واستغرقت في المآسي والتلاحينِ
يا مُحرقاً قلبه قربانَ أمته / هَون عليكَ ورفقاً بالمجانينِ
لا بد للدهر من عُمرٍ يُطببِّهم / كي ينقهوا ويعافوا موقف الدونِ
في حينَ لم يزل الجاني يُرقِّصهم / على هَواهُ بأغلالِ المساجين
العيد أنتمُ إذا ما النُّجحُ حالفكم
العيد أنتمُ إذا ما النُّجحُ حالفكم / والعيدُ أنتم بإخلاصٍ وإيمان
صُمتم فكانت حياةُ الصومِ تجربةً / بِراً بدينِ وأخلاقٍ وأوطانِ
واليومَ هنأكم عيدٌ وبارككم / كما يباركُ غرَساً طابَ بُستاني
العيدُ جذلانُ إذ أضحت أخَّوتكم / تُزهَى بكم بعد أتراحٍ وأشجانِ
والعيدُ نشوانُ من دينٍ يوحدكم / كشعلةِ الحبِّ تسقىِ كلَّ روحاني
صُمتم عن السوءِ والأحقادِ في زمنٍ / طاشت عقولٌ وُهدِّدنا بِعدوانِ
مُرتلينَ من الآياتِ أَحكمها / مجداً لفكرٍ وإنصافاً لإنسانِ
صُمتم مثالَ المساواةِ التي نُشدَت / وما تزال لأزمانٍ وأزمان
وجاءَ إفطارُكم معنىً لنصرِتكم / وجاءَ تعييدكم تتويجَ إحسان
بوركتِ يا أممَ الاسلامِ من أُممٍ / لا تعرف الشِّركَ في حقٍ ودّيانِ
ولا بمبدئها في الحكم صامدةً / كأنّما هو دينٌ عندها ثاني
هذا كتابُكِ عَدلُ لا مثيلَ له / وذاك عهُدكِ يأبى كل طُغيانِ
وذاك تاريخكِ الفوّاحُ من سِيرٍ / بالعلمِ والحلمِ سارت سيرَ رُكبان
مصادُرالوحي بعدَ الوحىِ باقيةٌ / رؤىً ولحناً وألواناً لِفنانش
ومنبعُ الأدبِ العالي لعارفه / ومَطلعُ العلم للرّاجي لِعرَفان
من ذا يبُّز تراثاً ليس جَوَهرهُ / مِلكاً لِعصرٍ ولا مُلكاً لِسلطانِ
صُونيهِ صُونيهِ عَمَّن هدّوا أُمماً / بِخَتلهم أو بعدوانٍ ونيرانِ
واستقبلى العيدَ في حُرِّيةٍ سبغت / شَتَّانَ ما بينَ أحرارٍ وُعبدَانِ
لا الطعنةُ البكرُ يومَ الثأرِ تكفيني
لا الطعنةُ البكرُ يومَ الثأرِ تكفيني / ولا التغني بإنصافِ الملايينِ
حولي دموعٌ ونيرانٌ مؤججةٌ / وإن نأيتُ وآلافُ القرابين
قد ساورتني في صحوى وفي سنتي / وبلبلتني بصيحاتِ المجانين
الجائعينَ العرايا ليس يسترهم / غيرُ الجراح وعضَّاتِ الشياطين
الساخطَين وما يُصغى لهم أحد / غيرُ الخرابِ وغير المنزِل الدون
الحائرينَ بأصفادٍ وقد حَسدوا / في سجنِ أرواحهم كلَّ المساجين
الحاملينَ على أكتافهم حقباً / غدرَ العتاةِ وأنجاس السلاطين
الشاردينَ هباءً لا يُعادِ لهُ / ذل الجباهِ ولا بؤسُ المساكين
الضائعين كأنَّ الدهرَ أهملهم / من كل حسبانه دونَ البراهينِ
الغانمينَ نفاقَ الناسِ تزكيةً / ومنَّهم بالأذى شتَّى الرياحينِ
أبناءُ قومي الألى ما فتهم طمعاً / إلاّ بثأرٍ شريفٍ في دواويني
من كلِّ بيت شواظُ النار آيتهٌ / والنورُ حجتهُ طولَ الأحايينِ
إن فاتَ سمع الألى في لهوهم سدروا / وعرفوا الشعرَ محدودَ التلاحينِ
فسوف تطغى على الأوهامِ ثورُتهُ / على الضلالِ على غشِّ الموازينِ
وسوف تزأرُ الأحجارِ صيحتهُ / حتى تطيرَ ولا طيرَ الشواهين
وسوف يمحقُ جَّباراً ومقتدراً / شر الثعابين بل كلَّ الثعابينِ
ما الطعنةُ البكرُ يومَ الثأرِ مُغنيةٌ / إن لم تُعمم لإنقاذِ الملايينِ
حاصرتموني وحلتم دون إحساني
حاصرتموني وحلتم دون إحساني / كما أود وجُزتُم كل حسباني
فلم تزيدوا بإيلامي سوى حُججٍ / زكت رحيلي عن ظلمٍ وخُذلانِ
عبتم بياني وصوتي مثلَ من وصموا / آيَ الكتاب بِعىٍّ عند تبياع
إن ضاع عمرَ في طُغيانَ من نشدوا / ذلِّي فلي من كفاحي الحرِّ عمرانِ
هيهاتَ هيهاتَ تدويخيِ وإن وهموا / وإن أكن نَهبَ عدوانٍ وعدوانٍ
إِيهاً أبالسةَ الطاغوتِ أَرسلهم / رمزاً له لا لشعبٍ ساخطٍ عانِ
عَلامَ أشكو ولو للجوع منقلبي / ولو لسهدٍ وتعذيبٍ وأشجانِ
ما دام أهلي بوادي النيل جاوبهم / دمعي ويجري بماءِ النيلِ دمعانِ
بئسَ السفارةُ تضليلاً وسُخريةً / كأنما هي تمثيلٌ لعميانِ
من ذا تُخادعُ في دنيا مثقَّفةٍ / لا شئَ يُعقلُ فيها دون برهانِ
من ذا تخادعُ والأحداثُ ناطقةٌ / بكل خزىٍ وإن تُحجب بجدرانِ
من ذا تُخادعُ والدنيا بأجمعها / تضُّج لاعنةً طاغوتها الجاني
من ذا تخادعُ والأحرارُ يجمعهم / سُخطى ومثلَّهم بؤسى وحرماني
وهل تحاربُ مثلي وهي حاسبةٌ / أنَّ القداسةَ قد عادت لأوثانِ
وأنَّ كلَّ الورَى أنعامُ حاكِمهم / وإن يكن دون أنعامٍ وعبدان
وأنَّ ما سطر التاريخ في لهبٍ / ما كان وعظاً ولكن ضَحكَ نيرانِ
تباركَ اللهُ هل كافورُ فَنَّانٌ
تباركَ اللهُ هل كافورُ فَنَّانٌ / وذلك العهر والإجرامُ إحسانُ
عَمَّ الهتافُ له فالجيشُ سادُنه / والسابحون خليجَ المنشِ أسدانُ
وقد غدا النثرُ عبداً في تملقهِ / والشعرُ هانَ له أضعاف من هانوا
لقد خُدعنا وإلاَّ فهو ذا مرضٌ / والفجرُ كالسُّقمِ ألوانٌ وألوان
من ذا أحدِّثُ تَنبيهاً وموعظةً / والقائدونَ لنا صُم وعميانُ
الاو فهم بين عبدٍ طالبٍ صلةً / وآخرٍ مالهُ رجسٌ وطُغيان
وبين عاشق ألقاب وبهرجةٍ / وكل حرصٍ له سجنٌ وسجَّان
ماذا دهى الشعبَ في أقلامِ قادِتهِ / كأنما هي للغربان عيدانُ
وأين أينَ الألى صُغنا لهم سُوراً / من المديح كأنَّ المدحَ كفرانُ
صاروا أبالسةً أو أنَّهم خُلقوا / من معدنين أخسَّاءٌ وشجعان
ووزعوا تهمَ التلفيقِ صارخةً / بالزورِ فاستعبدَ الأحرار عبدان
من ذا أحدثُ والأيامُ شاهدةٌ / مهازلاً مالها وصفٌ وتبيانُ
من ذا أحدِّثُ والأحرار قد خرسوا / وليس بين جميعِ الناس إنسانُ
من ذا أحدِّثُ والُّظلامُ قد فرضوا / دينَ الطغاةِ كأنَّ الظلمَ إيمانُ
من ذا أحدثُ والحكامُ أجمعهم / قد استقلَّ بهم زورٌ وبهتانث
من ذا أحدِّثُ والمرجو متهمٌ / ومن أنادى وخيرُ الناس قد خانوا
أستغفرُ الله لا نورٌ ولا أملٌ / ولا حياةٌ كأنَّ الناسَ ما كانوا
إلاّ فريقٌ ضئيلٌ لا يحسُّ بهِ / وهل تُحسُّ هباءَ الأرضِ أوثانُ
قد جمعتنا همومُ اليأسِ من وطنٍ / لولم يسخر لغارت منه أوطان
وجمعتنا شجونٌ ليس يدركها / إلا ألاباةُ وزفراتٌ ونيران
وجمعتنا معانٍ لا نبوحُ بها / كما يُخبئُ سُخطَ الربِّ بركانُ
وجمعتنا الحرمان ألوانُ / وجمعتنا من التشريد أزمانُ
وكُّلنا أينما قد عاشَ مُغتربٌ / وكلنا أينما يَبتل ظمآن
وكُّلنا يستقل التضحيات له / وكم يُعاني ولكن وهو نشوان
ألا تعودُ سؤال رنَّ في أُذني
ألا تعودُ سؤال رنَّ في أُذني / ولا يزالُ فهل لم يعرفوا شجني
غادرتُ مصرَ لما عانيتُ من عنتٍ / كأنَّ جرمي أنيِّ سابقٌ زمني
غادرتُها بعد ما عوقبت دون وني / على وفائي وإسدائي إلى وطني
غادرتها وأنا المبقى محبتها / ديني ولا دينَ مصلوبٍ على وثن
وما تزالُ بها الأحداُ عابثةً / عبثَ العواصفِ بالعصفورِ والفنن
لمن أعودُ ولم تنشد معاونتي / بل حاربتني بألوانٍ من الإحَن
لكلِّ أحمقَ أو لصٍّ وذى ضغنٍ / وحاسدٍ نبغوا في الدسِّ والضغنِ
وكيف أهجرُ أرضاً كرَّمت أدبي / وبجلتنيِ وأعلتني بلا ثمنِ
سوى تحررِ تفكيري وأكثرهُ / نفعٌ لمصرَ على الحالين لم يَهنِ
لمن أعودُ وفي منفاىَ لي وطنٌ / وذاكَ مسقطُ رأسي اليوم باعدني
لمن أعودُ ولا أهلٌ ولا سكنٌ / وخير صحبي في دمعي وفي حزني
لمن أعود وجهدي صائعٌ سفهاً / في مصر والحاكم المأفون خاصمني
ليس اغترابي اغتراباً إن يصن فكري / ولم يئد صدقَ تعبيري وشجَّعني
وإن أذُق من حنيني لوعةً فأسىً / على مراتعِ أحلامي مع الزمن
قالوا وقد شاهدوا نزفي وعضَّ يدى
قالوا وقد شاهدوا نزفي وعضَّ يدى / من العقوقِ لإيماني وإحساني
ألم يحن أن تَعافَ الناسَ معتزلاً / فقلتُ كلاّ فخلَّى كُّل إنسانِ
لئن سخطتُ فحسبي أن أؤدَّبهم / ولن افرطَ في برِّى وإيماني
أولىَ لدىَّ عقوقُ النَّاسِ أجمعهم / من أن أُقابلَ عُدواناً بعدوانِ
إني بريء منك يا بدني
إني بريء منك يا بدني / فلست فيك بحال أيّ مرتهن
ولست مرآة روحي في تصوّفها / وإن زعمت وإن حاولت يا بدني
ولست منصف حسن ثائر بدمي / ولا غرامي وقد ندا عن الزمن
مهما مدحت فما عبرت مكتملا / عن الشباب الذي في الروح لم يهن
ولا عن الشوق جياشا بلا أمل / ولا عن الشعر فوارا بلا سنن
ظلمت فيك ولو حاولت تنصفني / وبنت عنك وإن عدوك من سكني
فعل جسمي في نور أهيم به / أو في حنان ولحن عانقا أذني
أما تعاريف روحي فهي نائية / عن كل فهم وعن حدس وعن فطن
كأنها من معاني الله قد خلقت / فلم تكيف ولم تسكن ولم تبن
أو أنها بعد لم تخلق وإن فطرت / أو أنها لم تزل كالحلم في الوسن
لو يعرف الحسن إحساني لأبدعني / بعطفه فوق معنى الروح والبدن
لم يفجع الدهر أحلامي ويرهقها
لم يفجع الدهر أحلامي ويرهقها / إلا وعندي له من قبل حسبان
يا من خذلتم رجائي في مودتهم / مهما نسيت فمالي اليوم نسيان
باركت تطهيركم أوطاننا سلفا / فإن أغلى عزاء المرء أوطان
وإن حزنت لرهط لم يزل لهمو / شأن وخيرهمو أفعى وثعبان
يا ليتكم قد جمعتم كل عزمتكم / يوم الحساب لمن زلوا ومن خانوا
ما احتملتم وصوليا يراودكم / يوم الحساب لمن زلوا ومن خانوا
وما احتملتم وصوليا يراودكم / غنم الدنيء له الأحرار قربان
أتهملون الآلى قد مهدوا زمنا / لنصركم وتعزون الألى هانوا
أتغفلون عقولا من مواهبها / شعت وعزت وسادت قبل أزمان
أتكرمون صغارا كل قيمتهم / زيف وليس لهم صدق وغيمان
في مثل هذا يحار الفكر في زمن / قد ساده الفكر لما اعتز إنسان
لا تحسبوه صديقي بعد خذلاني
لا تحسبوه صديقي بعد خذلاني / في العيش إن جاء بع الموت يرعاني
وزفّ إكليل زهر ليس ينفعني / كأنّه حجر من فوق أكفاني
ما كان أولاه لما لج بي مرضي / لو زارني ورعاني ثم عاداني
لا أن يجانبني نذلا ويهجرني / والموت يرمقني في موقف الجاني
حسبت أني أساوي بعض خردلة / لديه فانهال تقديري وحسباني
وكان يغرق إطراء ويذكرني / كأن ذكري تسبيح لديّان
حتى إذا الموت في أثواب ممتحن / أتى تهارب من إحساس إنسان
وفاتني لأعاني أزمة عرضت / كأن موتي الذي قاسيت موتان
فإن يكن في شفائي اليوم معجزة / فبعضها بعد هذا البعث سلواني
أنا الغني بقلبي حين أرخصني / من كنت أغليه فاستغنى وألقاني
وهو الفقير بثروات يجمعهها / كأنها رمز إفلاس لخوان
عزّ الوفاء فما يبقى أخو ثقة / كأنها نعمتي في هم دفان
إني لأفقد أحبابي وأدفنهم / إلا بقاء خيال دون برهان
صدّاحة الشرق مذ أتتنا
صدّاحة الشرق مذ أتتنا / نجواك غنّى لنا الأمان
في النور في العطر رنحتنا / أنفاسك العذبة الحسان
لم تمنحي العاشقين حلما / بل فوق ما أملوا وكانوا
الكون من حولنا أغان / وكل نجم لنا كمان
كأنما السحر قد حباه / بكل ما يبدع الحنان
يا من أتت تستطيب حينا / عوفيت والفن والبيان
ما كان في قربك اغتراب / ولا عناء الذين عانوا
بالله جودي على فؤادي / بنفحة منك تستبان
وأنشدي للعزاء شعرا / في مسمع الخلد قد يصان
عادانيَ الدهر نصف يوم / فانكشف الناس لي وبانوا
يا أيها المعرضون عنا / عودوا فقد عاود الزمان
دورٌ من القدم الغالي مجلّلة
دورٌ من القدم الغالي مجلّلة / تبعثرت بين أشجار وغيطان
أرنو إليها فتعدوني بنظرتها / إلى ترقرق غدران وشطآن
وبعضها صاحب العليق في شغف / كأنها في عناق ليس بالفاني
جلست في المرج كالمشدوه أرقبها / فلم تعرني التفاتا بعد نسياني
أنا الغريب الذي يرجو رعايتها / فما لها شغلت عن خير حسباني
هل العصافير والغربان تسعدها / وليس تسعدها أشواق إنسان
لا بدع إن كانت السلاك حاشدة / بهن في صلوات مثل رهبان
والشمس تضفي سناء من أشعتها / كأن إشعاعها غفران ديان
أم أنني في نزوحي عن مشاهدها / صار احتفائي بها أدنى لنكران
وصار أولى بها من رام ألفتها / في كل فصل ولم يحفل بميزان
حاذر من الشمس قالوا إنها خطر / وإن تقبيلها إحراق نيران
فقلت يا حبذا فالنار في لهفي / فما أبالي إذا شبت بجثماني
لقد هجدرت نيويورك لأعبدها / فكيف أحذرها في فرط غيماني
لم يشكها شجر أو طائر غرد / ولا أزاهير من ميراث نيسان
ولا اشتكت حشرات ثم راقصة / كأنها الفن والإشعاع في آن
فكيف أشكو وأخشى من توهّجها / والشمس روحي وإلهامي وجسماني
كأنما أشكو وأخشى من توهجها / والشمس روحي وإلهامي وجسماني
كأنما أخنتون حين مجدها / قد ناب عني في حبي وقرباني
كأنني البحر في موج يغازلها / أو أنّني العشب في أحلام نعسان
وأقبلت زمر شتى تكلمني / من الطيور وقد جاوبن ألحاني
حتى السكون الذي حولي له لغة / تردّدت في حنايا كائني الثاني
حين السماء التي تاهت بزرقتها / تنافس البحر في معنى وألوان
من كل هذا وهذا أستمد غنى / كأنما نظراتي لوح فنان
أعيش في وسطها من بعض نفحتها / وقد نسيت تباريحي واشجاني
كما رجعت إلى المفقود من عمري / مجددا في نعيم ناضر ساني
وأملأ العين من ألوان خمرته / كأنني شارب أكواب رضوان
حتى إذا الليل وافى في سكينته / ودغدغ البدر بالإشعاع وجداني
نظمت شعري هذا من مباهجه / ومن مباهج يومي الناعم الهاني
هدية الروح من نعمى يعاش لها / إلى صديق أراعيه ويرعاني
مضت سنون على يوم لفرقتنا / ولم نفرّق بأرواح وأبدان
فإنّنا شعراء في تصوّفنا / وقد سمونا على تحديد إمكان
لا الرمز يغني ولا التصريح يرضيني
لا الرمز يغني ولا التصريح يرضيني / وهذه أمم حولي تقاضيني
مكدودة ما لها حظ يراودها / ولا رجاء بإنصاف الملايين
فيم التأدب في حق الألى نهبوا / حق الشعوب وكل شبه قارون
فيم التأدب في حق الألى نهبوا / حق الشعوب وكل شبه قارون
يشكون فقرا إذا ازدادوا غنى وغنى / كأنهم في حساب للمجانين
وكل يوم ضحايا لا عداد لها / من غدرهم في جحيم البؤس والهون
أبعد هذا نصوغ الشعر زخرفة / لعسفهم ونبيح اللهو بالدين
وما نقطع إلا لحم من عصروا / من الضحايا وأرواح المساكين
أقسمت بعد تجايبي التي سلفت / وأنها مثل كابوس يناديني
لا يبذلن الذي أغليت من أدبي / نارا تصب على رجس الشياطين
وأن أثير شعوبا في استنامتها / جرم ولا جرم أشرار ملاعين
حتى يعود لمجد العرب ما سطعت / به القرون لأجداد ميامين
حتى نطهر أرضا طالما عبقت / بها المآثر أضعاف الرياحين
وما أبالي متى عادت لعزتها / إذا رجمت كأني في القرابين
إن نام أيار عن ورد وعدت به
إن نام أيار عن ورد وعدت به / فهل أنال حقوقي من حزيران
إن الورود معان ليس يعرفها / غلا محب وإلا قلب فتان
تناوب العطر والألوان أمثلة / من النشيد لإحساسي ووجداني
وما غنيت وحولي من موائدها / غنم ومن خمرها ريّ لظمآن
أشمها إذ أراها شعر آلهة / والعطر كالشعر في استهواء إنسان
عرائس الزهر فاقت في منافسة / عرائس الناس في حسن وألوان
أحنو عليها كأني عاشق وأب / أو أنها خلقت من قلب الحاني
طوبى ومرحى إذا الأحرار جمعهم
طوبى ومرحى إذا الأحرار جمعهم / عيد وألفهم تحرير إنسان
لا مجد للأرض إن دب العبيد بها / وإن تسخر لأصنام وأوثان
إن أطلع الورد هذا الشهر مزدهيا / فإن أجمله تحرير عبدان
العالم الحر حياه ومجده / وحفه بتراتيل وقرآن
فاقت بإخلاصها الواعي ورهبتها / آي التبتل في تسبيح رهبان
إن الأخوة للإنسان حليته / قبل التضلع من دين وعرفان
إن التحرر للإنسان عزته / قبل الجلالة من ملك وسلطان
إن المساواة للإنسان قيمته / قبل انتساب لأجداد وأوطان
في مثل ذا اليوم ثار الحق ثروته / شوقا لفك قيود البائس العاني
فأصبح الحق بالجمهور مندمجا / من بعد ما كان إرث الباطش الجاني
فأيّ نجوى إذن تزجى لروعته / أجل من شكر ارواح وأبدان
ومن إطاعته لا طوع عميان / بل طوع ذي بصر حر وإيمان
في كل عم نحيي عيده شغفا / كالفيض في شوق أنهار وغدران
لدن يجدد أرواحا لنا فنيت / من الكفاح ومن ظلم وبهتان
أنسيت نيسان إذ مات الربيع به / لما لثمت الأماني في حزيران
كأنما خلقت من نوح أفئدة / كالنور يخلق من تسعير نيران
أو أنها بعد جدب شبه فاكهة / تألقت طفلة في حضن بستان
نحنو عليها ونرجو أن تزاملنا / مع الحياة لأزمان وأزمان
وأن تعم شعوب الناس قاطبة / مثل الهواء ومثل النور في آن
بوركت يا عيد ما أحياك أحياني / ودمت يا عيد ذكرى كل إنسان
لم ينهض الظلم في يوم بإنسان
لم ينهض الظلم في يوم بإنسان / فالظلم والموت للإنسان سيان
وليس يعرف عيد في جلالته / أجل من عيد تحرير لإنسان
فكيف بالعيد أحيا أمة رزحت / تحت البلاءين من جهل وطغيان
كأنما كل ماضيها الذي حفلت / به الشعوب خرافات لسكران
فلا هياكل أخناتون قد نهضت / على ثراها ولا توحيد أديان
وليس أحمس منسوبا لوثبتها / ولا تجلت بها آيات عرفا
ولا تهادى بها التمدين منبسطا / والنيل ما بين إحياء وإحسان
ولا تهافت من راموا مودتها / على منائر جازت كل حسبان
شأى الغزاة فنونا من مآثرها / فما استطاعوا وأعطت كل فنان
وأوغلوا فتواروا في مقابرها / تواري السيل في أعماق كثبان
كأنما الفاطميون الألى ابتدعوا / لها الحضارة كانوا أهل بهتان
كأنما الأزهر المعمور فارقها / وبيع سكانها في سوق عبدان
كأنما كل ما أعطت وما خلقت / لغو ويصدق فيه الحاقد الشاني
من شوّة المجد حتى صار منقصة / وأفسد الحق حتى صار كالجاني
لا شيء غير عتو الظلم دان له / من لا يدين لأصنام وأوثان
كأنما أنكر الأديان أجمعها / من قدسوها فهانت دون أثمان
وبات كافور من كنا نرجبه / وإن يكن في أديم أبيض قاني
من سخّر الدين عبدا في فضائحه / ولم يزل خصم إنجيل وقرآن
من داس فوق رقاب الناس أجمعهم / كأنهم مثله أشباه خصيان
غلا فريقا من الأحرار قد علموا / للثار ما بين تشريد وحرمان
واسعذبوا النفي رغم البؤس يرهقهم / حتى يؤدوا أمانات لأوطان
واستمرؤوا الموت ممن راح يسحقهم / كأنهم حشرات موتها داني
واستشهدوا في سبيل النبل ليس لهم / هم يمت لهذا العالم الفاني
فدى لمصر التي عزّ المسيح بها / طفلا وعاد لها في دينه الساني
فدى لمصر التي الإسلام باركها / كنانة الله ما دانت لكفران
فدى لخير مثالياتها وفدى / لجيلهها الواثب المستيقظ الباني
حتى استجاب لها الأحرار أجمعهم / والجيش واحتشدوا في وجه شيطان
وخر من عرشه المنهوك في وجل / كأنما هو من خوص وعيدان
وراح شر طريد مصر تلفظه / للبحر مثل وبىء بين جرذان
يا ليت مصر التي قد خان نعمتها / وارته في إثمه من غير أكفان
وعلها اليوم في ذكرى لثورتها / لا تكتفي بازدراء أو بنسيان
فالحق تأييده في كف إيمان / والبطش تبديده في كف نيران
تموز يا شهر أعياد محجلة / وكل عيد له عيد لوجداني
من لي بزورة أوطان فتنت بها / وإن أكن في ربوع مثل أوطاني
لأشهد الفرحة العظمى وأنشرها / عطرا بشعري أو نورا بألحاني
وأرسم اليوم معنى مجدها الثاني / في فخم ألوانه لا فخم ألواني
وأرقب الكادح الفلاح ممتلكا / لأرضه لا بهيما ملك أطيان
وأنظر المجلس الشورى مجتمعا / في عزة الحر لا في ذلة العاني
وكل أعضائه زانوا مقاعهدهم / كما تلألأ أفكار بأذهان
قد أقسموا أن يصونوا مصر عن سفه / ويبلغوها مكانا فوق كيوان
ويسهموا في حضارات منوّعة / لا في سفاسف أوهام وأضغان
ويجعلوا الدين معنى لا يلوّنه / إفك السياسة أو تسميم ثعبان
إن كنت في البعد لم يعطف سوى حلمي / على حنيني فهذا الحلم غنياني
أو كنت في البعد منسيا فما برحت / روحي ترفرف في أصداء تحناني
أبناء مصر التي تسمو مناقبها / فوق الفراعين في تقدير أزمان
مثل الجواهر زاد العمر قيمتها / أو كالنجوم بعمر جد نوراتي
اليوم مبدأ عهد كله همم / كالنيرات أضاءت وسط إدجان
لا عذر بعد ليأس قد يساوركم / فإنكم أهل هذا الموطن الحاني
الجيش أنتم وأنتم مصر لا ملك / جان عليكم ولا آثام أعوان
وحطكم بين أعمال مخلّدة / وتضحيات لأبطال وشجعان
رسالتي قبل كانت في إثارتكم / كما يثار شواظ طيّ بركان
واليوم غنى لكم شعري محامدكم / كما تغنى بنفح الزهر بستاني
يا قاصداً مصر في زهو وفي جذل
يا قاصداً مصر في زهو وفي جذل / هنّئت ما مصر إلا أم أوطان
أم الحضارة ما كانت طفولتها / إلا مفاخر فنان وإنسان
لكل فرد بلاد يستعز بها / ومصر مهما استقل الموطن الثاني
لها عهود على الدنيا موثقة / فطالما حبت الدنيا بإحسان
أنت ابنها البر لا تنسيك منزلة / حقّا عليك ولا كر لأزمان
ومن يعد عمادا في تخصّصه / وخالقا لمزايا جيلها الباني
علم وعلم فلا خير لأمتنا / إلا من العلم إن العلم نوران
والثم ثرى مصر عنّي راكعا شغفا / وخذ فؤادي عني بعض قرباني
علم كعلمك غذاني وأحياني / كذاك خلقك يوم اليأس أحياني
وما أقول وداعا بل أقول وعلى / في موطن الشمس ناجاني وناداني
يا من تواضعه عنوان حكمته / وقدره فوق تقدير وعنوان
ومن شغلت طويلا عن مجالسه / لأنت أدنى إلى قلبي من الداني
عهد عليك شباب النيل ترشدهم / للحق إن خانهم تدجيل شيطان
إن الشجاعة اسمى ما اتصفت به / فاصدع بها الباطل المستأسد الجاني
لا خير في العلم صار الجبن سيده / فالعلم بالعلم يرقى دون سلطان
هذي تحية مهجور ومغترب / وباقة من أحاسيسي وألحاني
لم ألق غيرك موهوبا ليرفعها / لمصر حين وفاء النيل ناجاني
ولم أجد نابغا أولى بتكرمتي / ولا مثالية أولى بإيماني
فعش لقومك بل للناس أجمعهم / وعد لقومك ذخرا ليس بالفاني
ما جاء قبلك للتخليد إنسان
ما جاء قبلك للتخليد إنسان / عنا له الظلم والظلام أو دانوا
أو دونت صحف التاريخ معجزة / كمعجزاتك فيها العقل برهان
ألم تكن أنت في صحراء موحشة / الواحة السمحة المثلى لمن عانوا
ألم تكن أنت في دهماء قاسية / النجم أضواؤه هدي وعرفان
ألم تكن أنت محيي الناس مكرمهم / من بعد ما أغرقوا في الموت أو هانوا
ألم تكن أنت للدنيا معلمها / حين الخرافة أديان وسلطان
ألم تكن أنت للأسرى محررهم / والأسر والرق مثل الموت ألوان
ألم تكن أنت للإنسان حجته / على الفناء إذا الإنسان إنسان
يا أيها البطل الأميّ عش أبدا / ذكراك عطر وأضواء وألحان
إن الزمان الذي نورت طلعته / من نوره سطعت للخلد أزمان
لولا تعالميكم اللاتي قد ازدهرت / مدى العصور لعم الأرض طوفان
والجهل أخطر من إعصار كارثة / فما سواه لرزء الناس شيطان
ميلادك الحر ميلاد يفوح شذى / كما يفوح بشعر الحب بستان
قالوا أتنظم شعرا في محبّته / فالشعر للصادق الإحساس ميزان
وأيّشعر لمثلي كيفما عظمت / رموزه في الذي نجواه قرآن
من حرر العقل حين الناس أكثرهم / دون البهائم والأديان أوثان
من ثار في الناس لا تخشى عقيدته / إلا الإله فلم يردعه طغيان
من علم الناس معنى السلم في زمن / كان الأعزّ به بطش وعدوان
من لقّن الحكمة الشورى بسيرته / ووزّع الحب فالأعداء إخوان
من رام كل الورى أنصار دعوته / على المدى واصطفاهم أينما كانوا
من راض للناس أحلاما لعزتهم / وبعض إلهامه السامي السبرمان
ماذا أقول وشعري دون ما ملكت / نهاي حين جميع الكون آذان
حسبي قليلي فنزري في جواهره / من وحي من حبه كنز وديوان
في ظله كلنا أبناء ملّته / فما تتاءت برغم البعد صلبان
وكلنا يوم هذا العيد أمته / إن العروبة إيمان وأوطان

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025