المجموع : 22
لم يُحصر الفن فن ذهن وانان
لم يُحصر الفن فن ذهن وانان / حتى يمجد شعري فوق حسباني
لكن هو النبل صنو الحب مذ خلقا / وكم يجسَّم احساناً باحسان
ومن أكون لأحظى من محبتكم / بما يجدد وجداني وايماني
وما يضاعف في عمري ويسعفه / بكل حلم يُغِّذى روح فنان
دنيا من الشعر نحيا في قصائدها / وما تحدب منها غير عنوان
جازت روائعها الأكوان وازدحمت / في كل شيء وجازت كل امكان
من شاء مُتعتها لم يَثنه تعبٌ / ومن تبرّم عاش الآسف العاني
كأنني من نداكم صرت مالكها / وصرت كانزها في طى وجداني
نوابغَ الأدب الوَّضاء في وطنٍ / أغلى معانيه تحريرُ لانسان
وافي الربيع بكم عطرا وأغنيةً / وساحرا ينتشي منه الجديدان
يُسدي الأيادي لا من ولا عددٌ / مثل الملَّك في جاهٍ وسلطان
لم يسأم الخلقُ جدواه مُرَّددة / أو عيده وهو عند اليوم عيدان
أقصى أمانيَّ أن أحيا شذَى وسنىً / بعد الحياة اذا التذكار أحياني
والان جُدُتم على نفسي بما عشقت / كأن عمري بعد اليوم عمران
من أي نبعٍ رحيقُ الشكر أنهله / نخباً لكم حين أسقيه بألحاني
وكيف أجزِي شعوراً لا كفاء له / واستقُّل بتعبيري وميزاني
من يبذلُ الحب لا يُجزي عوارفه / إلاّ صدىً في حنايا قلبه ألحاني
أكرم بكم من أساةٍ في عواطفهم / ومن حماةٍ لآداب وعرفان
خَفُّوا سراعاً لتكريمي كأنَّ بهم / يوم المرؤةِ ثأراً عند أحزاني
تركت مصر وقلبي لوعةٌ ولظىً / لِجنَّةٍ ضُيِّعت في نومَ جنَّان
عاث اليرابيعُ فيها وهو في شغل / عنها بأضغاث أحلام وبهتان
أذا أفاق تعالت صيحةٌ كذبت / فلم تُعقَّب بمجهودٍ ليقظان
بذلت عمري لأرعاها واوقظه / فكان سُقمي وتعذيبي وحرماني
فدىً لها لو أباحت كل ما ملكت / نفسي وما وهبت في حبها الجاني
تركتها وبودّي غير ما حكمت / به المقاديرَ في أشجانِ لهفان
وقلت عَّلى على بُعدٍ أشارفها / وأنفخُ الصورَ إن فاتته نيراني
في بيئةٍ تُنزل الأحياء منزلهم / ولا تحاول تخليدا لأكفان
فلم يخيب رجائي في نوازعها / ولم تكن هجرتي من مصر هجراني
هل يعلم الهدسن المحبوبُ ما شغفي / بُحسنه وكأن النيل نيلان
وما غرامي بُشعطان يغازلها / تصَّوفت فوق أحلام لشطآن
وكيف يجتمع الشَّو قَان في وطنٍ / أَسلاَ العديدين أشواقا لأوطان
وفي محبتكم غنيان ذى أدب / وفي مآثركم أضعاف غُنياني
قد أدرك الخلق حين الغيثُ جانبهم / وبَّر بي حين اصفى الأهل جافاني
شفت مرائيه أوصابي كرؤيتكم / وحين ناجيته عن مصر ناجاني
لم أحى في قُربه روحاً ولا بدنا / بل فكرةً فوق أرواحٍ وأبدان
اثنانُ خلَّدت الدنيا لأجلهما / الحب والنبُّل مذ كانا بإنسان
قد طوّقاني بدينٍ من فضائلكم / وان توارت وان باهت بديواني
وليس فيه سوى أصداء عاطفة / ذبيحةٍ بين آلام وأشجان
أنسيتُ مُوجعّ أتراحي وقد غمرت / تلك الألوف الضحايا نارُ شيطان
ياليت لي حَظَّ حكَّامس فانقذهم / فالموتُ والذل للأحرار سيان
واهاً لهم في الصحارى لاغذاءَ لهم / ولا كساء سوى الفاظ مَنَّان
كأنهم في الضنى والسقم بحصدهم / مُحاصرين زرافاتٍ لجرذان
أين البساتين كانوا زَينَ نضرتَها / أين الضياع بكت في دمع غُدران
ضاعت وضاعوا بلا ذنبٍ لأمَّتهم / وأصبحوا عبراً تُروى لأزمان
فإن بخلنا ببعض البرّ يسعفهم / فأي معنىً وعيناهُ لأديان
وما التشُّدقُ بالأوطان نخذلها / وما الوفاء تجَّلى شرَّ كفران
شكرا لكم سادتي شكراً فقدوتكم / كالشمس تطلع إلهاما لحيران
إن تكرموني فقد أنصفتمو أمماً / عانت وضَّحت وما زالت بأرسان
فُكُّوا القيود وأحيوها بحكمتكم / وجنبوها عباداتٍ لأوثان
لا خير في الشعر تطريب وتطريةً / ومحضَ زهوٍ بألحانٍ وألوان
وما الخلود لفن لا تسُود به / روحُ الجمال دنايا العالم الفاني
أنا الجنين وهذى الأرض من قدمٍ
أنا الجنين وهذى الأرض من قدمٍ / أميّ وكم لفظت عدَّ البلايينِ
وما استوى من بنيها عير شرذمةٍ / كانوا النبيين أو شبهَ النبيينِ
ويوم ميلاديَ المرقوبُ موعدهُ / يومٌ يتمّ به فنىّ وتدويني
لا يولد المرءُ إلاّ حيثما يَنعت / آثارهُ مثل نُوَّار البساتينِ
ودون ذلك لا عيشٌ له أبداً / وإن تسربل بالأخلاق والدين
عُمريَ بآثارىَ الزهراء إن نضجت / وكُّل ذِكَرٍ سواها ليس يُغنيني
ويومُ إحسانها يومٌ أُعُّد به / حياً ولدت لتخليدٍ وتمكين
ما الجسم شئ وما للفرد من قيمٍ / وإنما هي أحلامُ المجانينِ
وليس إلاّ تراث العقل م أزلٍ / حىٍ وما قد عَدَاه في القرابين
الياسُ عسَّافُ لم تبرح روائعهُ
الياسُ عسَّافُ لم تبرح روائعهُ / نفحاً من الفنّ في نفحٍ من الدين
يسمو بإيمانه عن كلّ مبتذل / كالعطر تَصعدُ من نورِ البساتينِ
ولا يهاب أمامَ النور ما هتفت / به الملايينُ أو جهلَ الملايين
حكت مزاميرَ داوودس رسالتهُ / واستغرقت في المآسي والتلاحينِ
يا مُحرقاً قلبه قربانَ أمته / هَون عليكَ ورفقاً بالمجانينِ
لا بد للدهر من عُمرٍ يُطببِّهم / كي ينقهوا ويعافوا موقف الدونِ
في حينَ لم يزل الجاني يُرقِّصهم / على هَواهُ بأغلالِ المساجين
العيد أنتمُ إذا ما النُّجحُ حالفكم
العيد أنتمُ إذا ما النُّجحُ حالفكم / والعيدُ أنتم بإخلاصٍ وإيمان
صُمتم فكانت حياةُ الصومِ تجربةً / بِراً بدينِ وأخلاقٍ وأوطانِ
واليومَ هنأكم عيدٌ وبارككم / كما يباركُ غرَساً طابَ بُستاني
العيدُ جذلانُ إذ أضحت أخَّوتكم / تُزهَى بكم بعد أتراحٍ وأشجانِ
والعيدُ نشوانُ من دينٍ يوحدكم / كشعلةِ الحبِّ تسقىِ كلَّ روحاني
صُمتم عن السوءِ والأحقادِ في زمنٍ / طاشت عقولٌ وُهدِّدنا بِعدوانِ
مُرتلينَ من الآياتِ أَحكمها / مجداً لفكرٍ وإنصافاً لإنسانِ
صُمتم مثالَ المساواةِ التي نُشدَت / وما تزال لأزمانٍ وأزمان
وجاءَ إفطارُكم معنىً لنصرِتكم / وجاءَ تعييدكم تتويجَ إحسان
بوركتِ يا أممَ الاسلامِ من أُممٍ / لا تعرف الشِّركَ في حقٍ ودّيانِ
ولا بمبدئها في الحكم صامدةً / كأنّما هو دينٌ عندها ثاني
هذا كتابُكِ عَدلُ لا مثيلَ له / وذاك عهُدكِ يأبى كل طُغيانِ
وذاك تاريخكِ الفوّاحُ من سِيرٍ / بالعلمِ والحلمِ سارت سيرَ رُكبان
مصادُرالوحي بعدَ الوحىِ باقيةٌ / رؤىً ولحناً وألواناً لِفنانش
ومنبعُ الأدبِ العالي لعارفه / ومَطلعُ العلم للرّاجي لِعرَفان
من ذا يبُّز تراثاً ليس جَوَهرهُ / مِلكاً لِعصرٍ ولا مُلكاً لِسلطانِ
صُونيهِ صُونيهِ عَمَّن هدّوا أُمماً / بِخَتلهم أو بعدوانٍ ونيرانِ
واستقبلى العيدَ في حُرِّيةٍ سبغت / شَتَّانَ ما بينَ أحرارٍ وُعبدَانِ
لا الطعنةُ البكرُ يومَ الثأرِ تكفيني
لا الطعنةُ البكرُ يومَ الثأرِ تكفيني / ولا التغني بإنصافِ الملايينِ
حولي دموعٌ ونيرانٌ مؤججةٌ / وإن نأيتُ وآلافُ القرابين
قد ساورتني في صحوى وفي سنتي / وبلبلتني بصيحاتِ المجانين
الجائعينَ العرايا ليس يسترهم / غيرُ الجراح وعضَّاتِ الشياطين
الساخطَين وما يُصغى لهم أحد / غيرُ الخرابِ وغير المنزِل الدون
الحائرينَ بأصفادٍ وقد حَسدوا / في سجنِ أرواحهم كلَّ المساجين
الحاملينَ على أكتافهم حقباً / غدرَ العتاةِ وأنجاس السلاطين
الشاردينَ هباءً لا يُعادِ لهُ / ذل الجباهِ ولا بؤسُ المساكين
الضائعين كأنَّ الدهرَ أهملهم / من كل حسبانه دونَ البراهينِ
الغانمينَ نفاقَ الناسِ تزكيةً / ومنَّهم بالأذى شتَّى الرياحينِ
أبناءُ قومي الألى ما فتهم طمعاً / إلاّ بثأرٍ شريفٍ في دواويني
من كلِّ بيت شواظُ النار آيتهٌ / والنورُ حجتهُ طولَ الأحايينِ
إن فاتَ سمع الألى في لهوهم سدروا / وعرفوا الشعرَ محدودَ التلاحينِ
فسوف تطغى على الأوهامِ ثورُتهُ / على الضلالِ على غشِّ الموازينِ
وسوف تزأرُ الأحجارِ صيحتهُ / حتى تطيرَ ولا طيرَ الشواهين
وسوف يمحقُ جَّباراً ومقتدراً / شر الثعابين بل كلَّ الثعابينِ
ما الطعنةُ البكرُ يومَ الثأرِ مُغنيةٌ / إن لم تُعمم لإنقاذِ الملايينِ
حاصرتموني وحلتم دون إحساني
حاصرتموني وحلتم دون إحساني / كما أود وجُزتُم كل حسباني
فلم تزيدوا بإيلامي سوى حُججٍ / زكت رحيلي عن ظلمٍ وخُذلانِ
عبتم بياني وصوتي مثلَ من وصموا / آيَ الكتاب بِعىٍّ عند تبياع
إن ضاع عمرَ في طُغيانَ من نشدوا / ذلِّي فلي من كفاحي الحرِّ عمرانِ
هيهاتَ هيهاتَ تدويخيِ وإن وهموا / وإن أكن نَهبَ عدوانٍ وعدوانٍ
إِيهاً أبالسةَ الطاغوتِ أَرسلهم / رمزاً له لا لشعبٍ ساخطٍ عانِ
عَلامَ أشكو ولو للجوع منقلبي / ولو لسهدٍ وتعذيبٍ وأشجانِ
ما دام أهلي بوادي النيل جاوبهم / دمعي ويجري بماءِ النيلِ دمعانِ
بئسَ السفارةُ تضليلاً وسُخريةً / كأنما هي تمثيلٌ لعميانِ
من ذا تُخادعُ في دنيا مثقَّفةٍ / لا شئَ يُعقلُ فيها دون برهانِ
من ذا تخادعُ والأحداثُ ناطقةٌ / بكل خزىٍ وإن تُحجب بجدرانِ
من ذا تُخادعُ والدنيا بأجمعها / تضُّج لاعنةً طاغوتها الجاني
من ذا تخادعُ والأحرارُ يجمعهم / سُخطى ومثلَّهم بؤسى وحرماني
وهل تحاربُ مثلي وهي حاسبةٌ / أنَّ القداسةَ قد عادت لأوثانِ
وأنَّ كلَّ الورَى أنعامُ حاكِمهم / وإن يكن دون أنعامٍ وعبدان
وأنَّ ما سطر التاريخ في لهبٍ / ما كان وعظاً ولكن ضَحكَ نيرانِ
تباركَ اللهُ هل كافورُ فَنَّانٌ
تباركَ اللهُ هل كافورُ فَنَّانٌ / وذلك العهر والإجرامُ إحسانُ
عَمَّ الهتافُ له فالجيشُ سادُنه / والسابحون خليجَ المنشِ أسدانُ
وقد غدا النثرُ عبداً في تملقهِ / والشعرُ هانَ له أضعاف من هانوا
لقد خُدعنا وإلاَّ فهو ذا مرضٌ / والفجرُ كالسُّقمِ ألوانٌ وألوان
من ذا أحدِّثُ تَنبيهاً وموعظةً / والقائدونَ لنا صُم وعميانُ
الاو فهم بين عبدٍ طالبٍ صلةً / وآخرٍ مالهُ رجسٌ وطُغيان
وبين عاشق ألقاب وبهرجةٍ / وكل حرصٍ له سجنٌ وسجَّان
ماذا دهى الشعبَ في أقلامِ قادِتهِ / كأنما هي للغربان عيدانُ
وأين أينَ الألى صُغنا لهم سُوراً / من المديح كأنَّ المدحَ كفرانُ
صاروا أبالسةً أو أنَّهم خُلقوا / من معدنين أخسَّاءٌ وشجعان
ووزعوا تهمَ التلفيقِ صارخةً / بالزورِ فاستعبدَ الأحرار عبدان
من ذا أحدثُ والأيامُ شاهدةٌ / مهازلاً مالها وصفٌ وتبيانُ
من ذا أحدِّثُ والأحرار قد خرسوا / وليس بين جميعِ الناس إنسانُ
من ذا أحدِّثُ والُّظلامُ قد فرضوا / دينَ الطغاةِ كأنَّ الظلمَ إيمانُ
من ذا أحدثُ والحكامُ أجمعهم / قد استقلَّ بهم زورٌ وبهتانث
من ذا أحدِّثُ والمرجو متهمٌ / ومن أنادى وخيرُ الناس قد خانوا
أستغفرُ الله لا نورٌ ولا أملٌ / ولا حياةٌ كأنَّ الناسَ ما كانوا
إلاّ فريقٌ ضئيلٌ لا يحسُّ بهِ / وهل تُحسُّ هباءَ الأرضِ أوثانُ
قد جمعتنا همومُ اليأسِ من وطنٍ / لولم يسخر لغارت منه أوطان
وجمعتنا شجونٌ ليس يدركها / إلا ألاباةُ وزفراتٌ ونيران
وجمعتنا معانٍ لا نبوحُ بها / كما يُخبئُ سُخطَ الربِّ بركانُ
وجمعتنا الحرمان ألوانُ / وجمعتنا من التشريد أزمانُ
وكُّلنا أينما قد عاشَ مُغتربٌ / وكلنا أينما يَبتل ظمآن
وكُّلنا يستقل التضحيات له / وكم يُعاني ولكن وهو نشوان
ألا تعودُ سؤال رنَّ في أُذني
ألا تعودُ سؤال رنَّ في أُذني / ولا يزالُ فهل لم يعرفوا شجني
غادرتُ مصرَ لما عانيتُ من عنتٍ / كأنَّ جرمي أنيِّ سابقٌ زمني
غادرتُها بعد ما عوقبت دون وني / على وفائي وإسدائي إلى وطني
غادرتها وأنا المبقى محبتها / ديني ولا دينَ مصلوبٍ على وثن
وما تزالُ بها الأحداُ عابثةً / عبثَ العواصفِ بالعصفورِ والفنن
لمن أعودُ ولم تنشد معاونتي / بل حاربتني بألوانٍ من الإحَن
لكلِّ أحمقَ أو لصٍّ وذى ضغنٍ / وحاسدٍ نبغوا في الدسِّ والضغنِ
وكيف أهجرُ أرضاً كرَّمت أدبي / وبجلتنيِ وأعلتني بلا ثمنِ
سوى تحررِ تفكيري وأكثرهُ / نفعٌ لمصرَ على الحالين لم يَهنِ
لمن أعودُ وفي منفاىَ لي وطنٌ / وذاكَ مسقطُ رأسي اليوم باعدني
لمن أعودُ ولا أهلٌ ولا سكنٌ / وخير صحبي في دمعي وفي حزني
لمن أعود وجهدي صائعٌ سفهاً / في مصر والحاكم المأفون خاصمني
ليس اغترابي اغتراباً إن يصن فكري / ولم يئد صدقَ تعبيري وشجَّعني
وإن أذُق من حنيني لوعةً فأسىً / على مراتعِ أحلامي مع الزمن
قالوا وقد شاهدوا نزفي وعضَّ يدى
قالوا وقد شاهدوا نزفي وعضَّ يدى / من العقوقِ لإيماني وإحساني
ألم يحن أن تَعافَ الناسَ معتزلاً / فقلتُ كلاّ فخلَّى كُّل إنسانِ
لئن سخطتُ فحسبي أن أؤدَّبهم / ولن افرطَ في برِّى وإيماني
أولىَ لدىَّ عقوقُ النَّاسِ أجمعهم / من أن أُقابلَ عُدواناً بعدوانِ
إني بريء منك يا بدني
إني بريء منك يا بدني / فلست فيك بحال أيّ مرتهن
ولست مرآة روحي في تصوّفها / وإن زعمت وإن حاولت يا بدني
ولست منصف حسن ثائر بدمي / ولا غرامي وقد ندا عن الزمن
مهما مدحت فما عبرت مكتملا / عن الشباب الذي في الروح لم يهن
ولا عن الشوق جياشا بلا أمل / ولا عن الشعر فوارا بلا سنن
ظلمت فيك ولو حاولت تنصفني / وبنت عنك وإن عدوك من سكني
فعل جسمي في نور أهيم به / أو في حنان ولحن عانقا أذني
أما تعاريف روحي فهي نائية / عن كل فهم وعن حدس وعن فطن
كأنها من معاني الله قد خلقت / فلم تكيف ولم تسكن ولم تبن
أو أنها بعد لم تخلق وإن فطرت / أو أنها لم تزل كالحلم في الوسن
لو يعرف الحسن إحساني لأبدعني / بعطفه فوق معنى الروح والبدن
لم يفجع الدهر أحلامي ويرهقها
لم يفجع الدهر أحلامي ويرهقها / إلا وعندي له من قبل حسبان
يا من خذلتم رجائي في مودتهم / مهما نسيت فمالي اليوم نسيان
باركت تطهيركم أوطاننا سلفا / فإن أغلى عزاء المرء أوطان
وإن حزنت لرهط لم يزل لهمو / شأن وخيرهمو أفعى وثعبان
يا ليتكم قد جمعتم كل عزمتكم / يوم الحساب لمن زلوا ومن خانوا
ما احتملتم وصوليا يراودكم / يوم الحساب لمن زلوا ومن خانوا
وما احتملتم وصوليا يراودكم / غنم الدنيء له الأحرار قربان
أتهملون الآلى قد مهدوا زمنا / لنصركم وتعزون الألى هانوا
أتغفلون عقولا من مواهبها / شعت وعزت وسادت قبل أزمان
أتكرمون صغارا كل قيمتهم / زيف وليس لهم صدق وغيمان
في مثل هذا يحار الفكر في زمن / قد ساده الفكر لما اعتز إنسان
لا تحسبوه صديقي بعد خذلاني
لا تحسبوه صديقي بعد خذلاني / في العيش إن جاء بع الموت يرعاني
وزفّ إكليل زهر ليس ينفعني / كأنّه حجر من فوق أكفاني
ما كان أولاه لما لج بي مرضي / لو زارني ورعاني ثم عاداني
لا أن يجانبني نذلا ويهجرني / والموت يرمقني في موقف الجاني
حسبت أني أساوي بعض خردلة / لديه فانهال تقديري وحسباني
وكان يغرق إطراء ويذكرني / كأن ذكري تسبيح لديّان
حتى إذا الموت في أثواب ممتحن / أتى تهارب من إحساس إنسان
وفاتني لأعاني أزمة عرضت / كأن موتي الذي قاسيت موتان
فإن يكن في شفائي اليوم معجزة / فبعضها بعد هذا البعث سلواني
أنا الغني بقلبي حين أرخصني / من كنت أغليه فاستغنى وألقاني
وهو الفقير بثروات يجمعهها / كأنها رمز إفلاس لخوان
عزّ الوفاء فما يبقى أخو ثقة / كأنها نعمتي في هم دفان
إني لأفقد أحبابي وأدفنهم / إلا بقاء خيال دون برهان
صدّاحة الشرق مذ أتتنا
صدّاحة الشرق مذ أتتنا / نجواك غنّى لنا الأمان
في النور في العطر رنحتنا / أنفاسك العذبة الحسان
لم تمنحي العاشقين حلما / بل فوق ما أملوا وكانوا
الكون من حولنا أغان / وكل نجم لنا كمان
كأنما السحر قد حباه / بكل ما يبدع الحنان
يا من أتت تستطيب حينا / عوفيت والفن والبيان
ما كان في قربك اغتراب / ولا عناء الذين عانوا
بالله جودي على فؤادي / بنفحة منك تستبان
وأنشدي للعزاء شعرا / في مسمع الخلد قد يصان
عادانيَ الدهر نصف يوم / فانكشف الناس لي وبانوا
يا أيها المعرضون عنا / عودوا فقد عاود الزمان
دورٌ من القدم الغالي مجلّلة
دورٌ من القدم الغالي مجلّلة / تبعثرت بين أشجار وغيطان
أرنو إليها فتعدوني بنظرتها / إلى ترقرق غدران وشطآن
وبعضها صاحب العليق في شغف / كأنها في عناق ليس بالفاني
جلست في المرج كالمشدوه أرقبها / فلم تعرني التفاتا بعد نسياني
أنا الغريب الذي يرجو رعايتها / فما لها شغلت عن خير حسباني
هل العصافير والغربان تسعدها / وليس تسعدها أشواق إنسان
لا بدع إن كانت السلاك حاشدة / بهن في صلوات مثل رهبان
والشمس تضفي سناء من أشعتها / كأن إشعاعها غفران ديان
أم أنني في نزوحي عن مشاهدها / صار احتفائي بها أدنى لنكران
وصار أولى بها من رام ألفتها / في كل فصل ولم يحفل بميزان
حاذر من الشمس قالوا إنها خطر / وإن تقبيلها إحراق نيران
فقلت يا حبذا فالنار في لهفي / فما أبالي إذا شبت بجثماني
لقد هجدرت نيويورك لأعبدها / فكيف أحذرها في فرط غيماني
لم يشكها شجر أو طائر غرد / ولا أزاهير من ميراث نيسان
ولا اشتكت حشرات ثم راقصة / كأنها الفن والإشعاع في آن
فكيف أشكو وأخشى من توهّجها / والشمس روحي وإلهامي وجسماني
كأنما أشكو وأخشى من توهجها / والشمس روحي وإلهامي وجسماني
كأنما أخنتون حين مجدها / قد ناب عني في حبي وقرباني
كأنني البحر في موج يغازلها / أو أنّني العشب في أحلام نعسان
وأقبلت زمر شتى تكلمني / من الطيور وقد جاوبن ألحاني
حتى السكون الذي حولي له لغة / تردّدت في حنايا كائني الثاني
حين السماء التي تاهت بزرقتها / تنافس البحر في معنى وألوان
من كل هذا وهذا أستمد غنى / كأنما نظراتي لوح فنان
أعيش في وسطها من بعض نفحتها / وقد نسيت تباريحي واشجاني
كما رجعت إلى المفقود من عمري / مجددا في نعيم ناضر ساني
وأملأ العين من ألوان خمرته / كأنني شارب أكواب رضوان
حتى إذا الليل وافى في سكينته / ودغدغ البدر بالإشعاع وجداني
نظمت شعري هذا من مباهجه / ومن مباهج يومي الناعم الهاني
هدية الروح من نعمى يعاش لها / إلى صديق أراعيه ويرعاني
مضت سنون على يوم لفرقتنا / ولم نفرّق بأرواح وأبدان
فإنّنا شعراء في تصوّفنا / وقد سمونا على تحديد إمكان
لا الرمز يغني ولا التصريح يرضيني
لا الرمز يغني ولا التصريح يرضيني / وهذه أمم حولي تقاضيني
مكدودة ما لها حظ يراودها / ولا رجاء بإنصاف الملايين
فيم التأدب في حق الألى نهبوا / حق الشعوب وكل شبه قارون
فيم التأدب في حق الألى نهبوا / حق الشعوب وكل شبه قارون
يشكون فقرا إذا ازدادوا غنى وغنى / كأنهم في حساب للمجانين
وكل يوم ضحايا لا عداد لها / من غدرهم في جحيم البؤس والهون
أبعد هذا نصوغ الشعر زخرفة / لعسفهم ونبيح اللهو بالدين
وما نقطع إلا لحم من عصروا / من الضحايا وأرواح المساكين
أقسمت بعد تجايبي التي سلفت / وأنها مثل كابوس يناديني
لا يبذلن الذي أغليت من أدبي / نارا تصب على رجس الشياطين
وأن أثير شعوبا في استنامتها / جرم ولا جرم أشرار ملاعين
حتى يعود لمجد العرب ما سطعت / به القرون لأجداد ميامين
حتى نطهر أرضا طالما عبقت / بها المآثر أضعاف الرياحين
وما أبالي متى عادت لعزتها / إذا رجمت كأني في القرابين
إن نام أيار عن ورد وعدت به
إن نام أيار عن ورد وعدت به / فهل أنال حقوقي من حزيران
إن الورود معان ليس يعرفها / غلا محب وإلا قلب فتان
تناوب العطر والألوان أمثلة / من النشيد لإحساسي ووجداني
وما غنيت وحولي من موائدها / غنم ومن خمرها ريّ لظمآن
أشمها إذ أراها شعر آلهة / والعطر كالشعر في استهواء إنسان
عرائس الزهر فاقت في منافسة / عرائس الناس في حسن وألوان
أحنو عليها كأني عاشق وأب / أو أنها خلقت من قلب الحاني
طوبى ومرحى إذا الأحرار جمعهم
طوبى ومرحى إذا الأحرار جمعهم / عيد وألفهم تحرير إنسان
لا مجد للأرض إن دب العبيد بها / وإن تسخر لأصنام وأوثان
إن أطلع الورد هذا الشهر مزدهيا / فإن أجمله تحرير عبدان
العالم الحر حياه ومجده / وحفه بتراتيل وقرآن
فاقت بإخلاصها الواعي ورهبتها / آي التبتل في تسبيح رهبان
إن الأخوة للإنسان حليته / قبل التضلع من دين وعرفان
إن التحرر للإنسان عزته / قبل الجلالة من ملك وسلطان
إن المساواة للإنسان قيمته / قبل انتساب لأجداد وأوطان
في مثل ذا اليوم ثار الحق ثروته / شوقا لفك قيود البائس العاني
فأصبح الحق بالجمهور مندمجا / من بعد ما كان إرث الباطش الجاني
فأيّ نجوى إذن تزجى لروعته / أجل من شكر ارواح وأبدان
ومن إطاعته لا طوع عميان / بل طوع ذي بصر حر وإيمان
في كل عم نحيي عيده شغفا / كالفيض في شوق أنهار وغدران
لدن يجدد أرواحا لنا فنيت / من الكفاح ومن ظلم وبهتان
أنسيت نيسان إذ مات الربيع به / لما لثمت الأماني في حزيران
كأنما خلقت من نوح أفئدة / كالنور يخلق من تسعير نيران
أو أنها بعد جدب شبه فاكهة / تألقت طفلة في حضن بستان
نحنو عليها ونرجو أن تزاملنا / مع الحياة لأزمان وأزمان
وأن تعم شعوب الناس قاطبة / مثل الهواء ومثل النور في آن
بوركت يا عيد ما أحياك أحياني / ودمت يا عيد ذكرى كل إنسان
لم ينهض الظلم في يوم بإنسان
لم ينهض الظلم في يوم بإنسان / فالظلم والموت للإنسان سيان
وليس يعرف عيد في جلالته / أجل من عيد تحرير لإنسان
فكيف بالعيد أحيا أمة رزحت / تحت البلاءين من جهل وطغيان
كأنما كل ماضيها الذي حفلت / به الشعوب خرافات لسكران
فلا هياكل أخناتون قد نهضت / على ثراها ولا توحيد أديان
وليس أحمس منسوبا لوثبتها / ولا تجلت بها آيات عرفا
ولا تهادى بها التمدين منبسطا / والنيل ما بين إحياء وإحسان
ولا تهافت من راموا مودتها / على منائر جازت كل حسبان
شأى الغزاة فنونا من مآثرها / فما استطاعوا وأعطت كل فنان
وأوغلوا فتواروا في مقابرها / تواري السيل في أعماق كثبان
كأنما الفاطميون الألى ابتدعوا / لها الحضارة كانوا أهل بهتان
كأنما الأزهر المعمور فارقها / وبيع سكانها في سوق عبدان
كأنما كل ما أعطت وما خلقت / لغو ويصدق فيه الحاقد الشاني
من شوّة المجد حتى صار منقصة / وأفسد الحق حتى صار كالجاني
لا شيء غير عتو الظلم دان له / من لا يدين لأصنام وأوثان
كأنما أنكر الأديان أجمعها / من قدسوها فهانت دون أثمان
وبات كافور من كنا نرجبه / وإن يكن في أديم أبيض قاني
من سخّر الدين عبدا في فضائحه / ولم يزل خصم إنجيل وقرآن
من داس فوق رقاب الناس أجمعهم / كأنهم مثله أشباه خصيان
غلا فريقا من الأحرار قد علموا / للثار ما بين تشريد وحرمان
واسعذبوا النفي رغم البؤس يرهقهم / حتى يؤدوا أمانات لأوطان
واستمرؤوا الموت ممن راح يسحقهم / كأنهم حشرات موتها داني
واستشهدوا في سبيل النبل ليس لهم / هم يمت لهذا العالم الفاني
فدى لمصر التي عزّ المسيح بها / طفلا وعاد لها في دينه الساني
فدى لمصر التي الإسلام باركها / كنانة الله ما دانت لكفران
فدى لخير مثالياتها وفدى / لجيلهها الواثب المستيقظ الباني
حتى استجاب لها الأحرار أجمعهم / والجيش واحتشدوا في وجه شيطان
وخر من عرشه المنهوك في وجل / كأنما هو من خوص وعيدان
وراح شر طريد مصر تلفظه / للبحر مثل وبىء بين جرذان
يا ليت مصر التي قد خان نعمتها / وارته في إثمه من غير أكفان
وعلها اليوم في ذكرى لثورتها / لا تكتفي بازدراء أو بنسيان
فالحق تأييده في كف إيمان / والبطش تبديده في كف نيران
تموز يا شهر أعياد محجلة / وكل عيد له عيد لوجداني
من لي بزورة أوطان فتنت بها / وإن أكن في ربوع مثل أوطاني
لأشهد الفرحة العظمى وأنشرها / عطرا بشعري أو نورا بألحاني
وأرسم اليوم معنى مجدها الثاني / في فخم ألوانه لا فخم ألواني
وأرقب الكادح الفلاح ممتلكا / لأرضه لا بهيما ملك أطيان
وأنظر المجلس الشورى مجتمعا / في عزة الحر لا في ذلة العاني
وكل أعضائه زانوا مقاعهدهم / كما تلألأ أفكار بأذهان
قد أقسموا أن يصونوا مصر عن سفه / ويبلغوها مكانا فوق كيوان
ويسهموا في حضارات منوّعة / لا في سفاسف أوهام وأضغان
ويجعلوا الدين معنى لا يلوّنه / إفك السياسة أو تسميم ثعبان
إن كنت في البعد لم يعطف سوى حلمي / على حنيني فهذا الحلم غنياني
أو كنت في البعد منسيا فما برحت / روحي ترفرف في أصداء تحناني
أبناء مصر التي تسمو مناقبها / فوق الفراعين في تقدير أزمان
مثل الجواهر زاد العمر قيمتها / أو كالنجوم بعمر جد نوراتي
اليوم مبدأ عهد كله همم / كالنيرات أضاءت وسط إدجان
لا عذر بعد ليأس قد يساوركم / فإنكم أهل هذا الموطن الحاني
الجيش أنتم وأنتم مصر لا ملك / جان عليكم ولا آثام أعوان
وحطكم بين أعمال مخلّدة / وتضحيات لأبطال وشجعان
رسالتي قبل كانت في إثارتكم / كما يثار شواظ طيّ بركان
واليوم غنى لكم شعري محامدكم / كما تغنى بنفح الزهر بستاني
يا قاصداً مصر في زهو وفي جذل
يا قاصداً مصر في زهو وفي جذل / هنّئت ما مصر إلا أم أوطان
أم الحضارة ما كانت طفولتها / إلا مفاخر فنان وإنسان
لكل فرد بلاد يستعز بها / ومصر مهما استقل الموطن الثاني
لها عهود على الدنيا موثقة / فطالما حبت الدنيا بإحسان
أنت ابنها البر لا تنسيك منزلة / حقّا عليك ولا كر لأزمان
ومن يعد عمادا في تخصّصه / وخالقا لمزايا جيلها الباني
علم وعلم فلا خير لأمتنا / إلا من العلم إن العلم نوران
والثم ثرى مصر عنّي راكعا شغفا / وخذ فؤادي عني بعض قرباني
علم كعلمك غذاني وأحياني / كذاك خلقك يوم اليأس أحياني
وما أقول وداعا بل أقول وعلى / في موطن الشمس ناجاني وناداني
يا من تواضعه عنوان حكمته / وقدره فوق تقدير وعنوان
ومن شغلت طويلا عن مجالسه / لأنت أدنى إلى قلبي من الداني
عهد عليك شباب النيل ترشدهم / للحق إن خانهم تدجيل شيطان
إن الشجاعة اسمى ما اتصفت به / فاصدع بها الباطل المستأسد الجاني
لا خير في العلم صار الجبن سيده / فالعلم بالعلم يرقى دون سلطان
هذي تحية مهجور ومغترب / وباقة من أحاسيسي وألحاني
لم ألق غيرك موهوبا ليرفعها / لمصر حين وفاء النيل ناجاني
ولم أجد نابغا أولى بتكرمتي / ولا مثالية أولى بإيماني
فعش لقومك بل للناس أجمعهم / وعد لقومك ذخرا ليس بالفاني
ما جاء قبلك للتخليد إنسان
ما جاء قبلك للتخليد إنسان / عنا له الظلم والظلام أو دانوا
أو دونت صحف التاريخ معجزة / كمعجزاتك فيها العقل برهان
ألم تكن أنت في صحراء موحشة / الواحة السمحة المثلى لمن عانوا
ألم تكن أنت في دهماء قاسية / النجم أضواؤه هدي وعرفان
ألم تكن أنت محيي الناس مكرمهم / من بعد ما أغرقوا في الموت أو هانوا
ألم تكن أنت للدنيا معلمها / حين الخرافة أديان وسلطان
ألم تكن أنت للأسرى محررهم / والأسر والرق مثل الموت ألوان
ألم تكن أنت للإنسان حجته / على الفناء إذا الإنسان إنسان
يا أيها البطل الأميّ عش أبدا / ذكراك عطر وأضواء وألحان
إن الزمان الذي نورت طلعته / من نوره سطعت للخلد أزمان
لولا تعالميكم اللاتي قد ازدهرت / مدى العصور لعم الأرض طوفان
والجهل أخطر من إعصار كارثة / فما سواه لرزء الناس شيطان
ميلادك الحر ميلاد يفوح شذى / كما يفوح بشعر الحب بستان
قالوا أتنظم شعرا في محبّته / فالشعر للصادق الإحساس ميزان
وأيّشعر لمثلي كيفما عظمت / رموزه في الذي نجواه قرآن
من حرر العقل حين الناس أكثرهم / دون البهائم والأديان أوثان
من ثار في الناس لا تخشى عقيدته / إلا الإله فلم يردعه طغيان
من علم الناس معنى السلم في زمن / كان الأعزّ به بطش وعدوان
من لقّن الحكمة الشورى بسيرته / ووزّع الحب فالأعداء إخوان
من رام كل الورى أنصار دعوته / على المدى واصطفاهم أينما كانوا
من راض للناس أحلاما لعزتهم / وبعض إلهامه السامي السبرمان
ماذا أقول وشعري دون ما ملكت / نهاي حين جميع الكون آذان
حسبي قليلي فنزري في جواهره / من وحي من حبه كنز وديوان
في ظله كلنا أبناء ملّته / فما تتاءت برغم البعد صلبان
وكلنا يوم هذا العيد أمته / إن العروبة إيمان وأوطان