المجموع : 21
بِاللَهِ يا رَبعُ لَمّا اِزدَدتَ تِبيانا
بِاللَهِ يا رَبعُ لَمّا اِزدَدتَ تِبيانا / وَقُلتُ في الحَيِّ لَمّا بانَ لِم بانا
لَيلٌ بِذي الطَلحِ لَم تَثقُل أَواخِرُهُ / أَهوى لِقَلبِيَ مِن لَيلٍ بِعُسفانا
أَكانَ بِدعاً مِنَ الأَيّامِ لَو رَجَعَت / عَيشي بِبُرقَةِ أَحواجٍ كَما كانا
إِذ لا هَوىً كَهَوانا يُستَدامُ بِهِ / عَهدُ السُرورِ وَلا دُنيا كَدُنيايا
أَرُدُّ دونَكَ يَقظاناً وَيَأذَنُ لي / عَلَيكِ سُكرُ الكَرى إِن جِئتُ وَسنانا
كَأَنَّما اِستَأثَرَت بِالوَصلِ تَملِكُهُ / أَو سايَرَت حارِساً بِاللَيلِ يَغشانا
يَذوبُ أَطوَعُنا في الحُبِّ مِن كَمَدٍ / بَرحٍ وَيَسلَمُ مِن بَلواهُ أَعصانا
أَخَّرتِ ظالِمَةً حَقَّ المَشوقِ وَما / عايَنتِ مِن حُرَقِ الشَوقِ الَّذي عانى
يَوَدُّ في أَهلِ وَدّانَ الدُنُوَّ وَهَل / يُدني هَوىً وُدُّهُ في أَهلِ وَدّانا
عَجزٌ مِنَ الدَهرِ لا يَأتي بِعارِفَةٍ / إِلّا تَلَبَّثَ دونَ الأَتيِ وَاِستانى
قَد آنَ أَن يوصَلَ الحَبلُ الَّذي صَرَموا / لَو آنَ أَن يُفعَلَ الشَيءُ الَّذي حانا
شَهرانِ لِلوَعدِ كانَ القَولُ فيهِ غَدا / وَما أَلَمَّت بِنُجحٍ أُختُ شَهرانا
شَعبانُ مُستَوسِقٌ قُدّامَهُ رَجَبٌ / لَم يَتَّفِق بِاِجتِماعِ الشَملِ شَعبانا
مَهما تَعَجَّبتَ مِن شَيءٍ فَلَستَ تَرى / شَروى اللَيالي إِذا أَكدَت وَشَروانا
وَالرِزقُ لي دونَ مَن قَد باتَ وَهوَ لَهُ / لَو أَنَّ أَزكاهُ مَقسومٌ لِأَذكانا
وَلَيسَ أَنضَرَ ما اِستَعرَضتَهُ وَرَقاً / بِأَصلَبِ الشَجَرِ المَعجومِ عيدانا
وَجَدتُ أَكثَرَ مَن يُخشى السَوادُ لَهُ / أَقَلَّهُم في رِباعِ المَجدِ بُنيانا
أَكانَ خَطرَفَةً عَمداً صُدودُهُمُ / عَنِ المَكارِمِ أَو وَهماً وَنِسيانا
أَبَعدَ ما أَعلَقَ الأَقوامُ مَيسَمَهُم / بِصَفحَتي وَقَتَلتُ الأَرضَ عِرفانا
يَرجو البَخيلُ اِغتِراري أَو مُخادَعَتي / حَتّى أَسوقَ إِلَيهِ المَدحَ مَجّانا
لَأَكسُوَنَّ بَني الفَيّاضِ مِن مِدَحي / ما باتَ مِنهُ لَئيمُ الناسِ عُريانا
تَسمو إِلى حِلَلِ العَلياءِ أَنفُسُهُم / كَأَنَّ أَنفُسَهُم يَطلُبنَ أَوطانا
لَم يَنكِلوا عَن فِعالِ الخَيرِ أَجمَعُهُ / إِن لَم يُصيبوا عَلى الخَيراتِ أَعوانا
إِن أُربِحَت في اِبتِغاءِ المَجدِ صَفقَتُهُم / لَم يَحسِبوا غَبَناتِ المَجدِ خُسرانا
مُشَيَّعونَ عَلى الأَعداءِ لَم يَهِنوا / عَن حَلبَةِ الشَرِّ أَن يَلقَوهُ وُحدانا
ما يَبرَحُ الشِعرُ يَلقى مِن أَبي حَسَنٍ / خَلائِقاً شَغَلَت قُطرَيهِ إِحسانا
تَتَبَّعَ الشَمسَ يَستَقري تَصَوُّبَها / حَتّى قَضى الغَربَ تَوهيناً وَإِثخانا
لَولا تَأَتّيهِ لِلدُنيا وَنَبوَتِها / ما لانَ مِن جانِبِ العَيشِ الَّذي لانا
قَد كاثَرَت نُوَبَ الأَيّامِ أَنعُمُهُ / حَتّى أَبَذَّت صُروفَ الدَهرِ أَقرانا
واقِع بِهِ الغَمرَةَ المَغرورَ خائِضُها / وَلا تُكَلِّفهُ فيها حينَ مَن حانا
قارِضهُ ما شِئتَ يُثمِنكَ الوَفاءَ بِهِ / وَاِحذَرهُ يَنشُدُ أَوتاراً وَأَضغانا
فَظُّ الخِلالِ عَسيرُ الأَخذِ أَشأَمُهُ / إِذا تَنَمَّرَ دونَ العَفوِ غَضبانا
رَعى الأَمانَةَ لِلسُلطانِ يوضِحُها / حَتّى تَبَيَّنَ عَنها خَونُ مَن خانا
وَما يَزالُ غَريبٌ مِن كِفايَتِهِ / فَذٌّ يَعودُ عَلى العُمّالِ ميزانا
لِلشَيءِ وَقتٌ وَإِبّانٌ وَلَستَ تَني / تَلقى لِمَعروفِهِ وَقتاً وَإِبّانا
إِذا جَعَلنا سَنا إِشراقِهِ عَلَماً / إِلى مَصابٍ نَدى كَفَّيهِ أَدّانا
إِذا أَتَيناهُ وَالأَنبارُ عُمدَتُنا / جِئناهُ رَجلاً وَأُبنا عَنهُ رُكبانا
ما أَقشَعَت سَمَواتٌ مِن نَوافِلِهِ / إِلّا وَأَسخَطُنا لِلدَهرِ أَرضانا
عَوائِدٌ وَبَوادٍ مِن مَواهِبِهِ / يَروحُ أَبعَدُنا مِنها كَأَدنانا
كَم مِن وُقوفٍ عَلى الأَطلالِ وَالدِمَنِ
كَم مِن وُقوفٍ عَلى الأَطلالِ وَالدِمَنِ / لَم يَشفِ مِن بُرَحاءِ الشَوقِ ذا شَجَنِ
بَعضَ المَلامَةِ إِنَّ الحُبَّ مَغلَبَةٌ / لِلصَبرِ مَجلَبَةٌ لِلبَثِّ وَالحَزَنِ
وَما يَريبُكَ مِن إِلفٍ يَصُبُّ إِلى / إِلفٍ وَمِن سَكَنٍ يَصبو إِلى سَكَنِ
عَينٌ مُسَهَّدَةُ الأَجفانِ أَرَّقَها / نَأيُ الحَبيبِ وَقَلبٌ ناحِلُ البَدَنِ
أَسقى الغَمامُ بِلادَ الغَورِ مِن بَلَدٍ / هاجَ الهَوى وَزَمانَ الغَورِ مِن زَمَنِ
إِنّي وَجَدتُ بَني الجَرّاحِ أَهلَ نَدىً / غَمرٍ وَأَهلَ تُقىً في السِرِّ وَالعَلَنِ
قَومٌ أَشادَ بِعَلياهُم وَوَرَّثَهُم / كِسرى بنُ هُرمُزَ مَجداً واضِحَ السَنَنِ
تَسمو بَواذِخُ ما يَبنونَ مِن شَرَفٍ / كَما سَما الهَضبُ مِن ثَهلانَ أَو حَضَنِ
وَلَيسَ يَنفَكُّ يُشرى في دِيارِهِمِ / وافي المَحامِدِ بِالوافي مِنَ الثَمَنِ
الفاعِلونَ إِذا لُذنا بِظِلِّهِمِ / ما يَفعَلُ الغَيثُ في شُؤبوبِهِ الهَتِنِ
لِلَّهِ أَنتُم فَأَنتُم أَهلُ مَأثُرَةٍ / في المَجدِ مَعروفَةِ الأَعلامِ وَالسُنَنِ
فَهَل لَكُم في يَدٍ يَنمي الثَناءُ بِها / وَنِعمَةٍ ذِكرُها باقٍ عَلى الزَمَنِ
إِن جِئتُموها فَلَيسَت بِكرَ أَنعُمِكُم / وَلا بَدِئَ أَياديكُم إِلى اليَمَنِ
أَيّامَ جَلّى أَنوشِروانُ جَدُّكُمُ / غَيابَةَ الذُلِّ عَن سَيفِ بنِ ذي يَزَنِ
إِذ لا تَزالُ لَهُ خَيلٌ مُدافِعَةٌ / بِالطَعنِ وَالضَربِ عَن صَنعاءَ أَو عَدَنِ
أَنتُم بَنو المُنعِمِ المُجدي وَنَحنُ بَنو / مَن فازَ مِنكُم بِعُظمِ الطولِ وَالمِنَنِ
وَقَد وَثِقتُ بِآمالي الَّتي سَلَفَت / وَحُسنِ ظَنِّيَ في الحاجاتِ بِالحَسَنِ
بِبارِعِ الفَضلِ يَأوي مِن شَهامَتِهِ / إِلى عَزائِمَ لَم تَضعُف وَلَم تَهِنِ
ما إِن نَزالُ إِلى وَصفٍ لِأَنعُمِهِ / فينا وَشُكرٍ لِما أَولاهُ مُرتَهَنِ
طَيفٌ تَأَوَّبَ مِن سُعدى فَحَيّاني
طَيفٌ تَأَوَّبَ مِن سُعدى فَحَيّاني / أَهواهُ وَهوَ بُعَيدَ النَومِ يَهواني
فَيا لَها زَورَةً يُشفى الغَليلُ بِها / لَو أَنَّها جُلِبَت يَقظى لِيَقظانِ
مَهزوزَةٌ إِن مَشَت لَم تُلفَ هِزَّتُها / لِلخَيزُرانِ وَلَم توجَد مَعَ البانِ
يُدني الكَرى شَخصَها مِنّي وَيوقِظُني / وَجدٌ فَيُبعِدُ مِنّي طَيفَها الداني
حَلَفتُ بِالقُربِ بَعدَ البُعدِ مِن سَكَنٍ / وَبِالوِصالِ أَتى في إِثرِ هِجرانِ
أَنَّ اِبنَ مِصقَلَةَ البَكرِيَّ دافَعَ لي / عَن نِعمَتي وَكفاني العُظمَ مِن شاني
مُهَذَّبٌ لَم يَزَل يَسمو إِلى كَرَمٍ / مُجَدَّدٍ لَيسَ يُبليهِ الجَديدانِ
خِرقٌ مَتى خِفتُ مِن دَهرٍ تَصَرُّفُهُ / كانَ المُجيرَ عَلَيهِ دونَ إِخواني
أَغَرُّ كَالقَمَرِ المَسعودِ طَلعَتُهُ / إِذا تَبَلَّجَ عَن طولٍ وَإِحسانِ
يَندى حَياءٍ وَتَندى كَفُّهُ كَرَماً / كَاللَيثِ تَخلِجُهُ في الجَوِّ ريحانِ
إِسلَم أَبا الصَقرِ لِلمَعروفِ تَصنَعُهُ / وَالمَجدِ تَبنيهِ في ذُهلِ بنِ شَيبانِ
قَد أَلقَتِ الغَرَبُ الآمالَ راغِبَةً / إِلَيكَ مِن مُجتَدٍ جَدوى وَمِن جانِ
فَالنَيلُ لِلمُعتَفي يَلقَونَهُ أَبَداً / لَدَيكَ مُقتَبَلاً وَالفَكُّ لِلعاني
نَسعى وَأَيسَرُ هَذا السَعيِ يَكفينا
نَسعى وَأَيسَرُ هَذا السَعيِ يَكفينا / لَولا تَكَلُّفُنا ما لَيسَ يَعنينا
نَروضُ أَنفُسَنا أَقصى رِياضَتِها / عَلى مُواتاةِ دَهرٍ لا يُواتينا
فَلَيتَ مُسلِفَنا الأَعمارَ أَنظَرَنا / مُجامِلاً فَتَأَنّى في تَقاضينا
إِن أَنتَ أَحبَبتَ أَن تَلقى ذَوي أَسَفٍ / عَلى فَقيدِهِمِ فَاِحلُل بِوادينا
رَزِيَّةٌ مِن رَزايا الدَهرِ شاغِلَةٌ / لِناصِرِ الدينِ عَن أَن يَنصُرَ الدينا
لا عَينَ إِلّا وَقَد باتَت مُؤَرَّقَةً / لَهُ وَلا قَلبَ إِلّا باتَ مَحزونا
كانَ الَّذي مَنَعَ الإِخوانَ إِن سُئِلوا / تَركَ المَلامِ عَلى الإِغرامِ ماعونا
لَولا الأَميرُ أَبو العَبّاسِ ما اِنكَشَفَت / لَنا العَواقِبُ عَن أَمرٍ يُعَزّينا
يَجتَمِعُ الدينُ وَالدُنيا لِرائِدِنا / في مُنعِمٍ حَسُنَت آثارُهُ فينا
مُظَفَّرٌ لَم نَزَل نَلقى بِطَلعَتِهِ / كَواكِبَ السَعدِ وَالطَيرِ المَيامينا
تَهدي الفُتوحُ مِنَ الآفاقِ عامِدَةً / مُبارَكاً مِن بَني العَبّاسِ مَيمونا
إِذا أَرَدنا وَرَدنا بَحرَ نائِلِهِ / فَنَوَّلَتنا يَداهُ مِلءَ أَيدينا
وَلَو نَشاءُ شَرَعنا في تَطَوُّلِهِ / شُروعَنا فَأَخَذنا مِنهُ ما شينا
أَموجِهي أَنتَ إيصاءً وَتَقدِمَةً / يَزكو بِها سَبَبي عِندَ اِبنِ طولونا
وَمُطلِقٌ مِن خَراجي ما أَعُدُّ بِهِ / دَيناً عَلى ناصِرِ الإِسلامِ مَضمونا
وَكَم سُئِلتَ فَما أُلفيتَ ذا بَخلٍ / وَلا وَجَدنا عَطاءً مِنكَ مَمنونا
لَيتَ الخَليطَ الَّذي قَد بانَ لَم يَبِنِ
لَيتَ الخَليطَ الَّذي قَد بانَ لَم يَبِنِ / بَل لَيتَ ما كانَ مِن حُبّيكِ لَم يَكُنِ
أَحرى العُيونِ بِأَن تَدمى مَدامِعُها / عَينٌ بَكَت شَجوَها مِن مَنظَرٍ حَسَنِ
ما أَحسَنَ الصَبرَ إِلّا عِندَ فُرقَةِ مَن / بِبَينِهِ صِرتُ بَينَ البَثِّ وَالحَزَنِ
يا فَرحَةً لي مِنَ الشَمسِ الَّتي طَلَعَت / في الرائِحينَ بِسِربِ الرَبرَبِ القَطِنِ
كَثيبُ رَملٍ عَلى عَليائِهِ فَنَنٌ / وَشَمسُ دَجنٍ بِأَعلى ذَلِكَ الفَنَنِ
ما تَقَعُ العَينُ مِنها حينَ تَلحَظُها / إِلّا عَلى فِتنَةٍ مِن أَقتَلِ الفِتَنِ
قامَت تَثَنّى فَلانَت في مَجاسِدِها / حَتّى كَأَنَّ قَضيبَ البانِ لَم يَلِنِ
لي عَن قَليلٍ ضَميرٌ لا يُلِمُّ بِهِ / وَجدٌ عَلَيكِ وَقَلبٌ غَيرُ مُرتَهَنِ
إِنَّ الهُمومَ إِذا أَوطَنَّ في خَلَدٍ / لِلمَرءِ سارَ وَلَم يَربَع عَلى وَطَنِ
إِلَيكَ بَعدَ وِصالِ البيدِ أَوصَلَنا / آذِيُّ دِجلَةَ في عيرٍ مِنَ السُفُنِ
غَرائِبُ الريحِ تَحدوها وَيُجنِبُها / هادٍ مِنَ الماءِ مُنقادٌ بِلا رَسَنِ
جِئناكَ نَحمِلُ أَلفاظاً مُدَبَّجَةً / كَأَنَّما وَشيُها مِن يُمنَةِ اليَمَنِ
كَأَنَّها وَهيَ تَمشي البُحتُرِيَّةَ في / يَدي أَبي الفَضلِ أَو في نائِلِ الحَسَنِ
نُهدي القَريضَ إِلى رَبِّ القَريضِ مَعاً / كَحامِلِ العَصبِ يُهديهِ إِلى عَدَنِ
مِن كُلِّ زَهراءَ كَالنُوّارِ مُشرِقَةٍ / أَبقى عَلى الزَمَنِ الباقي مِنَ الزَمَنِ
شُكرَ اِمرِئٍ ظَلَّ مَشغولاً بِشُكرِكَ عَن / فَرطِ البُكاءِ عَلى الأَطلالِ وَالدِمَنِ
قَد قُلتُ إِذ بَسَطَت كَفّاكَ مِن أَمَلي / ماشاءَ مِن نائِباتِ الدَهرِ فَليَكُنِ
رَضيتُ مِنكَ بِأَخلاقٍ قَدِ اِمتَزَجَت / بِالمَكرُماتِ اِمتِزاجَ الروحِ بِالبَدَنِ
وَزِدتَني رَغبَةً في عَقدِ وُدِّكَ إِذ / شَفَعتَ ذاكَ النَدى بِالفَهمِ وَالفِطَنِ
تُدني إِلى المَجدِ كَفّاً مِنكَ قَد أَنِسَت / بِالبَذلِ وَالجودِ أُنسَ العَينِ بِالوَسَنِ
مَن يُصبِهِ سَكَنٌ مِمَّن يُحِبُّ وَمَن / يَهوى فَما لَكَ غَيرُ المَجدِ مِن سَكَنِ
يَكادُ عاذِلُنا في الحُبِّ يُغرينا
يَكادُ عاذِلُنا في الحُبِّ يُغرينا / فَما لَجاجُكَ في لَومِ المُحِبّينا
نُلحى عَلى الوَجدِ مِن ظُلمٍ فَدَيدَنُنا / وَجدٌ نُعانيهِ أَو لاحٍ يُعَنّينا
إِذا زَرودُ دَنَت مِنّا صَرائِمُها / فَلا مَحالَةَ مِن زَورٍ يُواقينا
بِتنا جُنوحاً عَلى كُثبِ اللِوى فَأَبى / خَيالُ ظَمياءَ إِلّا أَن يُحَيِّينا
وَفي زَرودَ تَبيعٌ لَيسَ يُمهِلُنا / تَقاضِياً وَغَريمٌ لَيسَ يَقضينا
مَنازِلٌ لَم يُذَمَّم عَهدُ مُغرَمِنا / فيها وَلا ذُمَّ يَوماً عَهدُها فينا
تَجَرَّمَت عِندَهُ أَيّامُنا حِجَجاً / مَعدودَةً وَخَلَت فيها لَيالينا
إِنَّ الغَواني غَداةَ الجِزعِ مِن إِضَمٍ / تَيَّمنَ قَلباً مُعَنّى اللُبِّ مَحزونا
إِذا قَسَت غِلظَةً أَكبادُها جَعَلَت / تَزدادُ أَعطافُها مِن نِعمَةٍ لينا
يَلومُنا في الهَوى مَن لَيسَ يَعذِرُنا / فيهِ وَيُسخِطُنا مَن لَيسَ يُرضينا
وَما ظَنَنتُ هَوى ظَمياءِ مَنزِلُنا / إِلى مُواتاةِ خِلٍّ لا يُواتينا
لَقَد بَعَثتُ عِتاقَ الخَيلِ سارِيَةً / مِثلَ القَطا الجونِ يَتبَعنَ القَطا الجونا
يُكثِرنَ عَن دَيرِ مُرّانَ السُؤالَ وَقَد / عارَضنَ أَبنِيَةً في دَيرِ مارونا
يَنشُدنَ في إِرَمٍ وَالنُجحُ في إِرَمٍ / غِنىً عَلى سَيِّدِ الساداتِ مَضمونا
يُلفى النَدى مِنهُ مَلموساً وَمُدَّرَكاً / وَكانَ يُعهَدُ مَوهوماً وَمَظنونا
بادٍ بِأَنعُمِهِ العافينَ يُزلِفُهُم / عَلى الأَشِقّاءِ فيها وَالقَرابينا
نَيلٌ يُحَكَّمُ فيهِ المُجتَدونَ إِذا / شِئنا أَخَذنا اِحتِكاماً فيهِ ماشينا
وَمُملِقينَ مِنَ الأَحسابِ يَفجَؤُهُم / ساهينَ عَن كَرَمِ الأَفعالِ لاهينا
إِن لَم يَكُن في جَداهُم نَزرُ عارِفَةٍ / تَكُفُّنا كانَ غُزرٌ مِنهُ يَكفينا
وَغابِنٍ إِن شَرى حَمداً بِمَرغَبَةٍ / رَآهُ فيها بَخيلُ القَومِ مَغبونا
مُظَفَّرٌ لَم نَزَل نَلقى بِطَلعَتِهِ / كَواكِبَ السَعدِ وَالطَيرَ المَيامينا
يُمسي قَريباً مِنَ الأَعداءِ لَو وَقَعوا / بِالصينِ في بُعدِها ما اِستَبعَدَ الصينا
تَشميرَ يَقظانَ ما اِنفَكَّت عَزيمَتُهُ / تَزيدُ أَعداءَهُ ذُلّاً وَتَوهينا
إِنّي رَأَيتُ جُيوشَ النَصرِ مُنزَلَةً / عَلى جُيوشِ أَبي الجَيشِ بنِ طولونا
يَومَ الثَنِيَّةِ إِذ يَثني بِكَرَّتِهِ / في الرَوعِ خَمسينَ أَلفاً أَو يَزيدونا
وَالحَربُ مُشعَلَةٌ تَغلي مَراجِلُها / حيناً وَيَضرَمُ ذاكي جَمرِها حينا
يَغدو الوَرى وَهُمُ غاشو سُرادِقِهِ / صِنفَينِ مِن مُضمِري خَوفٍ وَراجينا
وَالناسُ بَينَ أَخي سَبقٍ يَبينُ بِهِ / وَفاتِرينَ مِنَ الغاياتِ وانينا
كَما رَأَيتُ الثَلاثاءاتِ واطِئَةً / مِنَ التَخَلُّفِ أَعقابَ الأَثانينا
عَمَّرَكَ اللَهُ لِلعَلياءِ تَعمُرُها / وَزادَكَ اللَهُ إِعزازاً وَتَمكينا
ما اِنفَكَّتِ الرومُ مِن هَمٍّ يُحَيِّرُها / مُذ جاوَرَت عِندَكَ العَزّاءَ وَاللينا
تَدنو إِذا بَعُدوا عِندَ اِشتِطاطِهُمُ / كَيداً وَتَبعُدُ إِن كانوا قَريبينا
حَتّى تَرَكتَ لَهُم يَوماً نَسَختَ بِهِ / ما يَأثُرُ الناسُ مِن أَخبارِ صِفّينا
مَصارِعٌ كُتِبَت في بَطنِ لُؤلُؤَةٍ / مِن ظَهرِ أَنقَرَةِ القُصوى وَطِمّينا
فَاِسلَم لِتَجهَدَهُم غَزواً وَتُغزِيَهُم / جَيشاً وَتُتبِعَهُ المَأمولَ هارونا
أَمّا الحُسَينُ فَما آلاكَ مُجتَهِداً / وَلَيسَ تَألوهُ تَفخيماً وَتَزيِينا
تَرضى بِهِ حينَ لا يُرضيكَ مُدبِرُهُم / مُبارَكاً صادِقَ الإِقبالِ مَيمونا
أَدّى الأَمانَةَ في مالِ الشَآمِ فَما / تَلقاهُ إِلّا أَمينَ الغَيبِ مَأمونا
تَسمو إِلى الرُتبَةِ العُليا مَحاسِنُهُ / فَما تَرى وَسَطاً مِنها وَلا دونا
يا سَوءَتا مِن طِلابي يا أَبا الحَسَنِ
يا سَوءَتا مِن طِلابي يا أَبا الحَسَنِ / أَخلَيتُ ظَهري لَهُ مِن مُثقَلِ المِنَنِ
بابُ الأَميرِ خَلاءٌ لا أَنيسَ بِهِ / إِلّا اِمرُؤٌ واضِعٌ كَفّاً عَلى ذَقَنِ
كَفَيتُكَ الدَهرَ لا أَلقى أَخا ثِقَةٍ / بِبابِ دارِكَ يُستَدعى عَلى الزَمَنِ
رَحَلتُ عَنكَ رَحيلَ المَرءِ عَن وَطَنِه
رَحَلتُ عَنكَ رَحيلَ المَرءِ عَن وَطَنِه / وَرِحلَةَ السَكَنِ المُشتاقِ عَن سَكَنِه
وَما تَباعَدتُ إِلّا أَنَّ مُستَتِراً / مِنَ الزَمانِ نَأَتهُ الدارُ عَن جُنَنِه
أُنسٌ لَوَ أَنّي بِنِصفِ العُمرِ مِن أَمَمٍ / أَشريهِ ما خِلتُني أَغلَيتُ في ثَمَنِه
فَإِن تَكَلَّفتُ صَبراً عَنكَ أَو مُنِيَت / نَفسي بِهِ فَهوَ صَبرُ الطَرفِ عَن وَسَنِه
وَما تَعَرَّضتُ مِن شَينوخَ عارِفَةً / إِلّا تَعَرَّضَ عُثنونٌ عَلى ذَقَنِه
فَاِسلَم أَبا صالِحٍ لِلمَجدِ تَعمُرُهُ / بِأَريَحِيَّةِ مَحمودِ النَثّا حَسَنِه
طَيفٌ لِعَلوَةَ ما يَنفَكُّ يَأتيني
طَيفٌ لِعَلوَةَ ما يَنفَكُّ يَأتيني / يَصبو إِلَيَّ عَلى بُعدٍ وَيُصبيني
تَحِيَّةُ اللَهِ تُهدى وَالسَلامُ عَلى / خَيالِكِ الزائِري وَهناً يُحَيِّيني
إِذا قَرُبتِ فَهَجرٌ مِنكِ يُبعِدُني / وَإِن بَعُدتِ فَوَصلٌ مِنكِ يُدنيني
تَصَرَّمَ الدَهرُ لا وَصلٌ فَيُطمِعُني / فيما لَدَيكِ وَلا يَأسٌ فَيُسليني
وَلَستُ أَعجَبُ مِن عِصيانِ قَلبِكِ لي / عَمداً إِذا كانَ قَلبي فيكِ يَعصيني
أَما وَما اِحمَرَّ مِن وَردِ الخُدودِ ضُحىً / وَاِحوَرَّ في دَعَجٍ مِن أَعيُنِ العينِ
لَقَد حَبَوتُ صَفاءَ الوُدِّ صائِنَهُ / عَنّي وَأَقرَضتُهُ مَن لا يُجازيني
هَوىً عَلى الهونِ أُعطيهِ وَأَعهَدُني / مِن قَبلِ حُبّيكَ لا أُعطي عَلى الهونِ
ما لي يُخَوِّفُني مَن لَيسَ يَعرِفُني / بِالناسِ وَالناسُ أَحرى أَن يَخافوني
إِذا عَقَدتُ عَلى قَومٍ مُشَنِّعَةً / فَليُكثِروا القَولَ في عَيبي وَتَهجيني
وَقَد بَرِئتُ إِلى العَريضِ مِن فِكَرٍ / مُبيرَةٍ وَلِسانٍ غَيرِ مَضمونِ
وَلَستُ مُنبَرِياً بِالجَهلِ أَجعَلُهُ / صِناعَةً ما وَجَدتُ الحِلمَ يَكفيني
إِنّي وَإِن كُنتُ مَرهوباً لِعادِيَةٍ / أَرمي عَدُوّي بِها في الفَرطِ وَالحينِ
لَذو وَفاءٍ لِأَهلِ الوُدِّ مُدَّخَرٍ / عِندي وَغَيبٍ عَلى الإِخوانِ مَأمونِ
هَلِ اِبنُ حَمدونَ مَردودٌ إِلى كَرَمٍ / عَهِدتُهُ مَرَّةً عِندَ اِبنِ حَمدونِ
أَخٌ شَكَرتُ لَهُ نُعمى أَخي ثِقَةٍ / زَكَت لَدَيَّ وَمَنّا غَيرَ مَمنونِ
طافَ الوُشاةُ بِهِ بَعدي وَغَيَّرَهُ / مَعاشِرٌ كُلُّهُم بِالسوءِ يَعنيني
أَصبَحتُ أَرفَعُهُ حَمداً وَيَخفِضُني / ذَمّاً وَأَمدَحُهُ طَوراً وَيَهجوني
وَعادَ مُحتَفِلاً بِالسوءِ يَهدِمُني / وَكانَ مِن قَبلُ بِالإِحسانِ يَبنيني
تَدعو اللِئامَ إِلى شَتمي وَمَنقَصَتي / بِئسَ الحِباءُ عَلى مَدحيكَ تَحبوني
أَينَ الوِدادُ الَّذي قَد كُنتَ تَمنَحُني / أَينَ الصَفاءُ الَّذي قَد كُنتَ تُصفيني
إِن كانَ ذَنبٌ فَأَهلُ الصَفحِ أَنتَ وَإِن / لَم آتِ ذَنباً فَفيمَ اللَومُ يَعروني
بَني زُراراءَ ما أَزرى بِكُم حَسَبٌ / دونٌ وَما الحَسَبُ العادِيُّ بِالدونِ
تِلكَ الأَعاجِمُ تَنميكُم أَوائِلُها / إِلى الذَوائِبِ مِنها وَالعَرانينِ
فَخرُ الدَهاقينِ مَأثورٌ وَفَخرُكُمُ / مِن قَبلُ دَهقَنَ آباءَ الدَهاقينِ
إِنّي أَعُدُّكُمُ رَهطي وَأَجعَلُكُم / أَحَقَّ بِالصَونِ مِن عِرضي وَمِن ديني
مَنٌّ مِنَ اللَهِ مَشكورٌ وَإِحسانُ
مَنٌّ مِنَ اللَهِ مَشكورٌ وَإِحسانُ / وَنِعمَةٌ كُفرُها ظُلمٌ وَعُدوانُ
بِالقَصرِ لا بِمَليكِ القَصرِ نازِلَةٌ / أَضحى لَها وَهوَ طَلقُ الوَجهِ جَذلانُ
يَبني وَيَعمُرُ ما يَبنيهِ مِن أَمَمٍ / فَالأَرضُ دارٌ لَهُ وَالناسُ عُبدانُ
ما كانَ قَدرُ حَريقٍ أَن نَبيتَ لَهُ / وَكُلُّنا قَلِقُ الأَحشاءِ حَرّانُ
بَل ما أَلومُ شَفيقاً أَن يُداخِلَهُ / وَجدٌ لِذَلِكَ وَالإِنسانِ إِنسانُ
وَرُبَّما جَلَبَ المَكروهُ عافِيَةً / تُرجى وَأُردِفَ بَعدَ السوءِ إِحسانُ
لا تَنتَقِص لِوَلِيِّ العَهدِ أُبَّهَةٌ / وَلا يَكُن مِنهُ لِلأَيّامِ إِذعانُ
عِندَ الخَليفَةِ مِمّا فاتَهُ خَلَفٌ / بِالمالِ مالٌ وَبِالبُنيانِ بُنيانُ
تَفاءَلَ الناسُ وَاِشتَدَّت ظُنونُهُمُ / وَالفَألُ فيهِ لِبَعضِ الأَمرِ تِبيانُ
وَأَيقَنوا أَنَّ تَنويرَ الحَريقِ هُوَ ال / دُنيا يُمَلِّكُها وَالنارُ سُلطانُ
بَني حُمَيدٍ تَوَلّى العِزُّ أَوَّلُكُم
بَني حُمَيدٍ تَوَلّى العِزُّ أَوَّلُكُم / وَصارَ آخِرُكُم لِلذُلِّ وَالهَوَنِ
أَبَت لَكُم أَن تَنالوا فَضلَ مَكرُمَةٍ / لِحى التُيوسِ وَأَعطافُ البَراذينِ
يَخزى عَدِيُّ وَزَيدٌ في قُبورِهما / مِن قَولِ حامِدِكُم يا عَزَّ حُفّيني
وَفي أَبي جَعفَرٍ مَرأىً وَمُستَمَعٌ / مِمَّن يُسَلسَلُ في دَيرِ المَجانينِ
جَزلُ الرَقاعَةِ فَدمٌ يَدَّعي أَدَباً / وَلَيسَ يَفرُقُ بَينَ التينِ وَالطينِ
جَهمٌ عَبوسٌ عَلى ظَهرِ الخِوانِ لَهُ / تَفريقُ لَحظٍ كَأَطرافِ السَكاكينِ
يُدنيكَ نائِلُهُ مِن غَيرِ مُرزِيَةٍ / وَنَيلُهُ مِن وَراءِ الهِندِ وَالصينِ
تُرى لِقَزوينَ عِندَ اللَهِ صالِحَةٌ
تُرى لِقَزوينَ عِندَ اللَهِ صالِحَةٌ / وَقَد تَوَلّى طِماسٌ أَرضَ قَزوينِ
ما لِلنَدامى تَشَكّوا مِنهُ أُبَّهَةً / فيها تَطاوُسُ عاتي الجَهلِ مَجنونِ
لَن يَحمَدوكَ عَلى خَلقٍ وَلا خُلُقٍ / إِذا رَأَوكَ بِلا عَقلٍ وَلا دينِ
بِأَيِّ مُخزِيَةٍ جَمَّشتَ قَينَتَهُم / أَبِاِستِ مُستَحلِقٍ أَم أَيرِ عِنّينِ
وَلِم تَخَرسَنتَ يا مَلعونُ بَينَهُمُ / وَأَنتَ كورٌ عَليلُ الكيرِ وَالكونِ
إِسمَع مَديحِيَ في كَعبٍ وَما وَصَلَت
إِسمَع مَديحِيَ في كَعبٍ وَما وَصَلَت / كَعبٌ فَثَمَّ مَديحٌ ما لَهُ ثَمَنُ
حَقٌّ مِنَ الشِعرِ مَلوِيٌّ بِواجِبِهِ / فَلا سُلَيمانُ يَقضيهِ وَلا الحَسَنُ
أَأَعجَزَتكُم مُكافاتي بِهِ وَلَكُم / مِصرٌ فَما خَلفَها فَالسِندُ فَاليَمَنُ
أَلِلخِلافَةِ أَستَبقي الرَجاءَ فَلَن / تُعطى الخِلافَةَ نَجرانٌ وَلا عَدَنُ
هَل في مَسامِعِكُم عَن دَعوَتي صَمَمٌ / أَم في نَواظِرِكُم عَن خِلَّتي وَسَنُ
إِن أَرمِكُم يَكُ مِن بَعضي لَكُم شُعَلٌ / تَهوي إِلَيكُم وَمِن بَعضي لَكُم جُنَنُ
أَو أَجرِ في الحَلبَةِ الأولى بِلا صَفَدٍ / تولونَهُ فَهُوَ الخُسرانُ وَالغَبَنُ
لَيُغمَدَنَّ لِساني خائِباً أَبَداً / عَن تينِ فيكُم فَلا سَيءٌ وَلا حَسَنُ
فَحَسبُنا اللَهُ لا تُقذي عُيونُكُمُ / روحٌ يَمانِيَةٌ أَنتُم لَها بَدَنُ
رَدَدتُ نَفسي عَلى نَفسي وَقُلتُ لَها / بَنو أَبيكِ فَما الأَحقادُ وَالإِحَنُ
أَصلِح أَبا صالِحٍ يا رَبِّ إِنَّ لَهُ
أَصلِح أَبا صالِحٍ يا رَبِّ إِنَّ لَهُ / نِهايَةَ الوَصفِ مِن ظُلمٍ وَعُدوانِ
بِتنا بِقُطرُبُّلٍ تَجري الكُؤوسَ لَنا / مِن فائِضٍ في يَدِ الساقي وَمَلآنِ
ثُمَّ اِفتَرَقنا عَلى سُخطٍ وَمَعتَبَةٍ / وَكَيفَ يَتَّفِقُ اللوطِيُّ وَالزاني
أُمرُر عَلى حَلَبٍ ذاتِ البَساتينِ
أُمرُر عَلى حَلَبٍ ذاتِ البَساتينِ / وَالمَنظَرِ السَهلِ وَالعَيشِ الأَفانينِ
وَقُل لِدُحمانَ إِن واجَهتَ جَمَّتَهُ / تَقُل لِمُضطَرِبِ الأَخلاقِ مَأفونِ
أَمسَكتَ نَيلَكَ إِمساكَ القُمُدِّ وَلَو / أَعطَيتَ لَم تُعطِ غَيرَ القُلِّ وَالدونِ
ماكانَ في عُقَلاءِ الناسِ لي أَمَلٌ / فَكَيفَ أَمَّلتُ خَيراً في المَجانينِ
لاتَفخَرَنَّ فَلَم يُنسَب أَبوكَ إِلى / بَهرامِ جورٍ وَلا بَهرامِ شوبينِ
لا النَوشَجانُ وَلا نَوبُختُ طافَ بِهِ / وَلا تَبَلَّجَ عَن كِسرى وَسيرينِ
إِذا عَلَت هَضَباتُ الفُرسِ مِن شَرَفٍ / راحَت شُيوخُكَ قُعساً في التَبابينِ
مُقَوَّسينَ عَلى البَربَندِ يُطرِبُهُم / سَجعُ الزِمِرتا وَأَصواتُ الطَواحينِ
أَدّى خَراجِيَ لَمّا أَن بَخِلتَ بِهِ / حَيا نَدىً مَيِّتٍ في موشَ مَدفونِ
بَقِيَّةٌ مِن عَطاءِ البَحرِ رَغَّبَني / بِها عَنِ الطُحلُبِ المُخضَرِّ وَالطينِ
فَإِن تَناسَيتُ نُعماهُ الَّتي قَدُمَت / فَكُنتُ مِثلَكَ في الدُنيا وَفي الدينِ
أَعِن جِوارِ أَبي إِسحاقَ تَطمَعُ أَن
أَعِن جِوارِ أَبي إِسحاقَ تَطمَعُ أَن / تُزيلَ رَحلِيَ يا بُهلَ بنَ بُهلانا
غَبينَةٌ سُمتَنيها لَو سَمَحتُ بِها / يَوماً لَأَكفَلتُها لَخماً وَغَسّانا
أَعدَدتَ مِن قُطرِكَ الأَقصى لِتَقمُرَني / بَنى المُدَبِّرِ أَنصاراً وَأَعوانا
يَرضاهُمُ الناسُ أَرباباً لِسُؤدُدِهِم / فَكَيفَ أَسخَطُهُم يا بُهلُ إِخوانا
هَبني غَنيتُ بِوَفري عَن نَوالِهِمِ / فَكَيفَ أَصنَعُ بِالإِلفِ الَّذي كانا
عَهدٌ مِنَ الأُنسِ عاقَرنا الكُؤوسَ عَلى / بَديإِهِ وَخَبَطنا فيهِ أَزمانا
نَمّازُ عَنهُ كُهولاً بَعدَ كَبرَتِنا / وَقَد قَطَعنا بِهِ الأَيّامَ شُبّانا
أَصادِقٌ لَم أُكاذِبهُم مَوَدَّتَهُم / وَلَم أَدَعهُم لِشَيءٍ عَزَّ أَو هانا
وَلَم أَكُن بائِعاً بِالرَغبِ عَبدَهُمُ / وَأَنتَ تَطلُبُهُم يا بُهلُ مَجّانا
إِذهَب إِلَيكَ فَلا مُحظىً بِعارِفَةٍ / وَلا مُصيباً بِما حاوَلتَ إِمكانا
عَفّى عَلِيُّ بنُ إِسحاقٍ بِفَتكَتِهِ
عَفّى عَلِيُّ بنُ إِسحاقٍ بِفَتكَتِهِ / عَلى غَرائِبِ تيهٍ كُنَّ في الحَسَنِ
أَنسَتهُ تَفقيعَهُ في اللَفظِ نازِلَةٌ / لَم تُبقِ فيهِ سِوى التَسليمِ لِلزَمَنِ
أَبا عَلِيٍّ عَلَيكَ الفَوتَ إِن ذُكِرَ ال / إِدراكُ مِن طالِبي الأَوتارِ وَالإِحَنِ
لَمّا رَثَيتَ رَجاءً خِلتُ أَنَّكَ قَد / ثَأَرتَهُ بِبُكا القُمرِيُّ في الفَنَنِ
فَنِمتَ عَنهُ وَلَم تَحفِل بِمَصرَعِهِ / لا مَتَّعَ اللَهُ تِلكَ العَينَ بِالوَسَنِ
بَل ما يَسُرُّكَ مِلءَ الدارِ مِن ذَهَبٍ / وَأَنَّ ما كانَ يَومَ الدارِ لَم يَكُنِ
حِرصاً عَلى إِرثِ شَيخٍ ظَلَّ مُضطَهَداً / بِالشامِ يَكبو عَلى العِرنينِ وَالذَقَنِ
دَعاكَ وَالسَيفُ يَغشاهُ فَمِن بَدَنٍ / بِغَيرِ رَأسٍ وَمِن رَأسٍ بِلا بَدَنِ
فَلَم تَكُن كَبنِ حُجرٍ حينَ ثارَ وَلا / أَخي كُلَيبٍ وَلا سَيفِ بنِ ذي يَزَنِ
وَلَم يُقَل لَكَ في وِترٍ طَلَبتَ بِهِ / تِلكَ المَكارِمُ لا قَعبانِ مِن لَبَني
روحي وَروحُكَ مَضمونانِ في جَسَدٍ
روحي وَروحُكَ مَضمونانِ في جَسَدٍ / يامَن رَأى جَسَداً قَد ضَمَّ روحَينِ
ياباعِثَ السُكرِ مِن طَرفٍ يُقَلِّبُهُ / هاروتُ لا تَسقِني خَمراً بِكاسَينِ
وَيا مُحَرِّكَ عَينَيهِ لِيَقتُلَني / إِنّي أَخافُ عَلَيكَ العَينَ مِن عَيني
أَغيبُ عَنكَ بِوُدٍّ لا يُغَيِّرُهُ
أَغيبُ عَنكَ بِوُدٍّ لا يُغَيِّرُهُ / نَأيُ المَحَلِّ وَلا صَرفٌ مِنَ الزَمَنِ
فَإِن أَعِش فَلَعَلَّ الدَهرَ يَجمَعُنا / وَإِن أَمُت فَبِطولِ الشَوقِ وَالحَزَنِ
تَعتَلُّ بِالشُغلِ عَنّا ما تُلِمُّ بِنا / الشُغلُ لِلقَلبِ لَيسَ الشُغلُ لِلبَدَنِ
قَد حَسَّنَ اللَهُ في عَينَيَّ ما صَنَعَت / حَتّى أَرى حَسَناً مالَيسَ بِالحَسَنِ
لِأَيِّ شَيءٍ صَدَدتَ عَنّي
لِأَيِّ شَيءٍ صَدَدتَ عَنّي / يا بائِناً بِالعَزاءِ مِنّي
هَل كانَ مِنّي فَعالُ سوءٍ / يَحسُنِ في مِثلِهِ التَجَنّي
إِن كانَ ذَنبٌ فَعِد بِعَفوٍ / مِنكَ يُسَلّى نَجِيَّ حُزني
إِنَّ شَفيعي إِلَيكَ مِنّي / دُموعُ عَيني وَحُسنُ ظَنّي
فَبِالَّذي قادَني ذَليلاً / إِلَيكَ إِلّا عَفَوتَ عَنّي