القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مِهْيار الدَّيْلمِي الكل
المجموع : 5
ضنًّاً بأن يعلم الناسُ الهوى لمَنِ
ضنًّاً بأن يعلم الناسُ الهوى لمَنِ / وهبتُ للسرِّ فيه لذّةَ العلنِ
ما صِينَ عن ألسن الواشين ينقضه / حبٌّ قواعدُه في الصدر لم تُصَنِ
لله حاجةُ نفسٍ مذ وهبتُ لها / ثوبَ السلِّو خلعتُ السقمَ عن بدني
ومن مَعَدٍّ فتاةُ السن جاريةٌ / من مطلها الكهل مذ كانت على سَنَنِ
شرقيّة الدار من غربيِّ دِجلةَ ما / جاورتُ بالحبِّ جيراني ولا وطني
طرقتُها ضائعا في الليل يُرشدُني / أتمُّ من بدره مِن وجهها الحسنِ
فلم أجد قبلها إلا الأَلوفَ ولا / سكنتُ من عهدها إلا إلى سَكنِ
يا ليلةً حدّثت عنها الغبيَّ ضحىً / حسناءُ واحتشمتْ فيها ذوي الفطنِ
هل تَرجِعين بوقتٍ لستُ ناسيَهُ / ضُحَى جوىً دَلَّهتْ ورقاءَ عن فننِ
وقولةً طرقت سمعي وقد طفِقتْ / يومَ الوَداع عيونُ الناس تأخذني
عرِّض بغيري ودعني في ظنونهمُ / إن قيل من يك يُخفي الحقَّ في الظِّنَنِ
وجنّب العتبَ إما جئت زائرَنا / فأنت في العين أحلى منك في الأذنِ
صبرا عسى رائدُ الإقبال يَصدُقني / يا نفس أو واعدُ الآمال يُنجزني
أو نصرةٌ لم يزل جودُ الوزير بها / سيفا مع الحرّ مسلولا على الزمنِ
أمَا ويمنَى يديه والسماحِ لقد / رأيتُ كلتا يديه فيه لليُمُنِ
وشمتُ فانهلَّتا ماءً غسلتُ به / حالي من الفقر لا ثوبي من الدرنِ
في الدّست أبلجُ ملءُ الدّست من مَرَحٍ / ومن وقارٍ ومن صمتٍ ومن لَسَنِ
سمعاً بدعوةِ موتورٍ يُسِرُّ بها / ويكتم الوجدَ فيها إلفَ مضطغِنِ
العيد يضحك من نُعماك عن قمرٍ / وكان في أربُعٍ يبكي على شجنِ
فلو تكلَّمتِ الأيام أَعربَ عن / فصاحةٍ نحن فيها معرِض اللَّحَنِ
فاشرب على النعمة العذراء للشرفِ ال / تليد والكاعب العذراء للشدَنِ
وإن تعُجْ أو تُعن فيما أتيتُ أصفْ / مع رحبِ صدري أمورا ضيَّقتْ عَطَني
أهنتُ شعريَ أبغي الرزق من نفرٍ / تسبيحُ أسمحِهم يا مالُ لا تَهُنِ
فدارسُ الفهم وحشيٌّ أخاطبه / كأنني خاطبٌ في دارِس الدِّمنِ
وغافلٌ ليَ صوتُ المدح يُطربه / بلا ثوابٍ فيرَضي بي ويُسخِطني
بذلتُ عِرضِي لأغراضٍ أسيِّرها / فيهم فنبَّههم بذلي وأخملني
قد كان من حقّ مثلي أن يعزَّ وإذ / قد بعتُ نفسي فوفِّر منعماً ثمني
أشِلْ بضَبعي من الحال التي لعبت / بماء وجهيَ لِعْبَ الماء بالسفُنِ
وكيف لا تتلافاها أما أدبي / حقٌّ أما أردشيرٌ منك قرَّبني
لا غروَ أدعوك من تحت الحضيض لها / ضحىً فأُمسي وقَرنَ الشمس في قَرَنِ
تنمِي الصنيعةُ في مثلي فسُدَّ بِيَ ال / مهمَّ ما شئت تَحمَدْ فيه ممتحَني
خذ من يدي صفقة الأماني
خذ من يدي صفقة الأماني / على عطاياك يا زماني
واخشن كما شئت أو فلن لي / فليس جنبي بمستلانِ
ملكتَ عنقي فلم أقدْها / تُضغَط في رِبقة الأماني
وأعطشتْني الدنيا ولكن / لا أشربُ الماء بالهوانِ
كم غرَّني من بنيكَ آلٌ / أنضَى ركابي وما سقاني
فُعدَّني قد قتلتُ حظّي / خُبرا وجرّبتُ ما كفاني
ماجُمِعتْ ثروةٌ وفضلٌ / والماءُ والنارُ يُجمعانِ
طِرْ بجناح النّقصان فيهم / محلِّقا عاليَ المكانِ
وطامنِ الشخصَ إن توافت / فيك مع المال خَلَّتانِ
صرفتُ وجهي عن كلِّ حظٍّ / حتى عن الأوجه الحسانِ
واعتنّ وَهْنا فلم يَشُقْني / على جواي البرقُ اليماني
واستحلمتني الصَّبا وقِدماً / جُنَّ بأنفاسها جَناني
فأيّ كفٍّ تكُفُّ شأوِي / والحبُّ لم يثنِ من عِناني
لو صادني بالغنَى مُنيلٌ / لصادني بالهوى الغواني
ولي من الناس أهلُ بيتٍ / له من المجد ظُلَّتانِ
ممتَنع لا أرى صروفَ ال / أيامِ فيه ولا تراني
حلفتُ بالراقصاتِ خَبْطاً / يَطرحن سَلْمى على أبانِ
كلِّ أَمونٍ خرقاءَ تمحو / بالرّجل ما تكتب اليدانِ
نواجيا غيرَ خاضعاتٍ / لغاربٍ جُبَّ أو جِرانِ
ترمِي بألحاظِ مَضْرَحِيٍّ / من المَحاني إلى الرعِّانِ
إذا ادلهمَّ الظلام أمسى / لها سليطانِ يوقَدانِ
تقذِفها ليلةٌ جمادٌ / في يومِ رمضاءَ معمعانِ
يحمِلْن شُعثا عَبرُ الفيافي / أشهَى إليهم من المغاني
شرَوا بتلك النفوس يوما / يُغلِي به بائعُ الجِنانِ
حتى توافَوا جَمعا فقاموا / رامين تالين للمثاني
ما انهدمت سُورة عليها / من آل عبد الرحيم باني
المال خصمُ السماحِ فيها / والجارُ والأمنُ صاحبانِ
تفيَّئوا في العلا ظِلالا / قُطوفُها غَضَّة دواني
واقتعدوا الذَّروةَ القُدامَى / بيتا على كاهل الزمانِ
بيت قِرىً أخضر الأَداوَى / إذا شَتَوْا أحمر الجِفانِ
بناه قِدما على العطايا / أبناءُ ساسانَ ذي الطعانِ
لم ينتقل عزُّه وقوفا / دون أوانٍ على أوانِ
فُرسان يومِ الهياج منهم / وفيهمُ ألسنُ البيانِ
إن عزموا الغارةَ استشاروا / نصيحةَ الرمح والجنَانِ
أو احتبَوا للكلام ردّوا / ما أخذ السيفُ باللسانِ
كم عُطَّ ثوبُ البأساءِ منهم / بواضح في الندى هجانِ
كلّ فتىً فيه من أبيه / إذا ادّعى المجدَ شاهدانِ
إذا الدِّقاقُ الفخرِ استعاروا / زُورَ التسامي أو التكاني
فقد غدت في أَبي المعالي / أسماؤهم تَصدُق المعاني
أبلج تُجلَى الخطوبُ سوداً / بقمرٍ منه إضحِيانِ
وتُسنَد المشكلاتُ منه / بغير واهٍ وغير واني
إن خار عودُ الآراء شدَّ ال / حزمُ بآرائه المِتانِ
أوعزَّ غيث البلاد أرعى ال / ربيعَ من ماله المهانِ
فارسُ ظهرِ النشاط إما / قطَّر بالعاجز التواني
ينتهز المكرماتِ وثبا / بنهضةِ الطالبِ المعاني
ثَقَّفَ عزماتِه سدادا / آمنةً عيبَ ما يعاني
وبات بالبشر من دبيب ال / غِيبة والشرّ في أمانِ
سرَّحتُ ذودَ الآمال فيه / بين جِذاعٍ إلى مثَاني
فلم تزل عشبه إلى أن / أربتْ عجافي على السمانِ
كاثرني بالنوال حتى / حبوتُ من فضل ما حباني
فلو تمكَّنتُ من زماني / بفضله وحده كفاني
إن جئتهُ طالبا فحكمي / أو أنا أجممته ابتداني
كلّ نفيس على اقتراحي / منه وشرطي الذي أتاني
أصبح والشمسُ من جمالٍ / عليه والبدرُ يحسُدانِ
مواهبٌ لو أُسرْتُ منها / بالودّ أعياه في ارتهاني
بكم زكت طينتي وأثْرَى / جوِّي وساء العدا مكاني
قسا زماني فلم يرُعْني / لمّا حنتكم ليَ الحواني
فابقوا فلا مالَ ما بقيتم / عنديَ بالأنفس الغواني
سيّارةٌ وهي لم ترِمكم / بكلّ قاصٍ في المدح داني
للعيد ما للنيروز منها / في الحظّ منكم والمهرجانِ
حتى أرى كلّ يومِ مُلكٍ / لكم يسمَّى سعدَ القِرانِ
ما أرَبِي في ضمانكم لي / والحمدُ والشكرُ في ضمانِ
لله قلبَا قرينَيْ صبوةٍ قطعَا
لله قلبَا قرينَيْ صبوةٍ قطعَا / ليلَ الرضا سهراً أحلى من الوسنِ
ناما مع الحبِّ يقتادان طاعتَهُ / مُنَزِّهَيْنِ له عن سيّىء الظَّنَنِ
جسمانِ صارا هوىً مزجا فقلْ حَسنًا / ما شئتَ في قمرٍ يحنو على غُصُنِ
يا ليلةً لا جحَدتُ الدهرَ مِنَّتَهُ / فيها ولو أنه ما عشتُ أسخطني
طاف عليه بالرقمتيْنِ
طاف عليه بالرقمتيْنِ / طيفٌ على النأي من لُبيْنِ
خاطَرَ لم يدرِ أين جاب ال / سرى ولم يشكُ مسَّ أينِ
بين زرود إلى أبان / يا شُقّة البعدِ بين ذينِ
زار وخيطُ الكرى ضعيفٌ / لم يتشبَّثْ بالمقلتينِ
والركبُ خدٌّ من بعد زندٍ / وكاهلٌ فوق مِرفقينِ
صرعَى يُصيب الرقادُ منهم / تهويمةً بين ليلتينِ
كأنَّ ساقي النعاس عاطَى / عيونَهم بنتَ رأس عينِ
فلم يرعني إلا وشاحٌ / طوَّق حِضنيَّ من بُدينِ
وضمةٌ بدَّلَتْ مهادا / خشونةَ الأرض لي بلَينِ
جدَّد منا وقال خيرا / سَرَّ وإن قال قولَ مينِ
ثم أطار الدجى فطارت / به جناحا غرابِ بينِ
زار لأحيا وحان صبحٌ / صيّره زائرا لحيْني
يا راكبا والنخيل منه / مظِنَّةٌ بعد شَدّتينِ
اِحمل سلامي إلى أبان / فاحططه عنّي بالبانتينِ
وحيِّ واسألهما حفيّاً / عن ظبيةٍ أُمِّ جؤذرينِ
تَنسُب قحطانَ من أبيها / وأمّها في الذؤابتينِ
فالحسن من أجلها يمانٍ / ينمي إلى بيت ذي رُعَينِ
وقل لقومي من آل كسرى / على تنافي القبيلتينِ
ولادتي بينكم وقلبي / في يعرُبٍ فاعجبوا لذينِ
هان دم لي يعزّ فيكم / يا لِعزيز المرام هَيْنِ
لا تطلبوا الثأر عند غيري / فإنّ قلبي قتيلُ عيني
لام على عفتي حريصٌ / والحرصُ إحدى الشقاوتينِ
فظنّ ماء الحياة عِدْلاً / لسفك ماءٍ في الوجنتينِ
قلتُ تَنَفَّجْ وكِد ذليلا / يا رُبَّ عِرضٍ في ماضغينِ
أقسمتُ بالمُحرِمين شُعْثا / بين المصلَّى والمأزِمينِ
وما أحَلّوا وما أهَلّوا / بحِجّةٍ بعد عُمرتينِ
لا قاد ذلُّ الأطماع رأسي / ما دام لي ذو الرياستينِ
أذَمَّ لي أن يذالَ وجهي / أغلبُ منه ذو لِبدتينِ
غيرانُ جاورتُهُ فبيتي / في الأرض بيتٌ في الفرقدينِ
زحمتُ دهري به فأمسي / جنبِيَ أقوى العريكتينِ
وبات عزي منه ونصري / في عامل الذابل الرُّدَيني
أبيضُ من طينةِ خلاصٍ / ما شابها خالطٌ بشينِ
لملمها المجدُ وهي منه / تبرقُ ما بين الراحتينِ
ناولها خالَها أبوها / بيضاءَ ملساءَ الجانبينِ
ينبيك من في الزمان منها / عن حَسبَيْها المقدَّميْنِ
دوحةُ مجدٍ لها ثمارٌ / حظُّ فمٍ ما اشتهى وعينِ
بِهبةِ الله يستدلّ ال / روَّادُ منها على الحسينِ
عالِ بكفَّيْ أبي المعالي / ذِروة ثهلانَ أو حُنينِ
واستسق خِلْفَيْهما وأهوِنْ / إذا استهلّا بالمرِزمَينِ
ففيهما ديمتا سماح / عصراهما غير زائلينِ
تُمطِر حُمراً لنا وبيضا / حياً من التبرِ واللجينِ
أناملٌ كلُّهنَّ غصنٌ / روضتُه بين إصبعينِ
أروعُ سلَّ الإقبالُ منه / عَضبا طريرا لصفحتين
إذا مضى في وغىً وشُورَى / نزا فقدَّ الضريبتينِ
من صيغة الله لم يُثَلَّم / ولم يُذِله طِراقُ قينِ
ناهزَ حلمَ الكهول طفلا / وساد بين التميمتينِ
فكان في مهده وقارا / كأنه في الوسادتين
يا فارس المشرِف المعالي / كجدولٍ بين أشْبتينِ
صاغ لك الأفقَ ذاتَ طوقٍ / هلالها بين كوكبينِ
يمدُّ في سبقه بعرقٍ / سرى إليه من سابقينِ
يَصرِف عن لاحقٍ أبيه / وجها إلى خاله الغُضينِ
ذلّت له الأرض لم تذلَّلْ / من قبله تحت حافرينِ
أربعةٌ في الثرى وقوعٌ / ما بين نَسرين طائرينِ
يا سِربِهِ الجزعَ من دُجيلٍ / حديقةً بين جنتينِ
مسافة لا يطول فيها / مدىً على ذي قصيرتينِ
ولا يراعِي بها دليلٌ / صوبَ سِماكٍ ولا بُطينِ
لو رمتُ إبلاغَها بسوْقي / بلغتُها كَلَّ ساعتينِ
وقل لناءٍ قلبي إليه / شرارةٌ بين جمرتينِ
ما كُسيتْ بعدك المعالي / فخرا ولا حُلِّيتْ بزينِ
ولا عُرِفنا منها لياءٍ / ولا للامٍ ولا لعينِ
كنتَ أباها من قبل تُكنَى / بها وقبل المُكَنِّيينِ
مولودةٌ منك لا بأمٍّ / والخلق ما بين والدينِ
ووجهُ بغدادَ مقشعِرٌّ / مقفل ما بينَ الحاجبينِ
غبتم وغاب السرور عنها / فقلبها بين غائبينِ
بانت مجاليكُمُ مساءً / عنها وصبحا بالنيِّرينِ
فنحن نمسي فيها ونضحى / نخبط ما بين ظلمتينِ
فراجعوها ذكرَى لجنبَيْ / دجلةَ فيها والشاطئينِ
واحنوا لمُلكٍ عودتموه / حنوَّ بَرَّيْن حانيينِ
زال وزُلتم فقد عرته / ندامةٌ بين العِبرتينِ
تاب وتاب الواشي إليه / والعفوُ ما بين توبتينِ
والتفِتوا تنظروا عداكم / حيّاً غدا بين مِيتتينِ
وشاردا فاته مناه / يأكل غيظا لحم اليدينِ
عادٌ من الله في علاكم / نيطت بحبلٍ ذي مِرَّتينِ
يغنَى بها محصدا قواها / حمدا لربّ العنايتينِ
غداً يُقَضَّى إليَّ فيكم / نقدا ويقضِي الزمانُ ديني
فكلّ يوم للشعر فيكم / عائفةٌ بين زاجرينِ
تجري ولم تُتَّهم بدعوى / ولم تطالَب بشاهدينِ
صادقةَ الوعد لي عليها / معجزةٌ بالدلالتينِ
سيرَّتُ فيكم راياتِ مدحٍ / تخفُقُ عني في الخافقينِ
لكم فتوحي بها وختمي / والناس من بعدُ بينَ بينِ
تغشاكمُ غُيّبا شهودا / على دنوّ منكم وبينِ
يحوب مُطري قوم وشعري / في مدحكم ذو الشهادتينِ
منعتُ ظهري بِكم فخورا / بجانبيّ المُحصَّنينِ
فما أبالي صَرفَ الليالي / وأنتُمُ بينها وبيني
أإن تحدَّث عصفورٌ على فننِ
أإن تحدَّث عصفورٌ على فننِ / أنكرتُ يومَ اللّوى حلمي وأنكرني
ما كنتُ قبل احتبالي في الحنينِ له / أخافُ أن بُغاثَ الطير تقنصُني
زقا فذكَّرني أيامَ كاظمةٍ / عمارة الدار من لهوٍ ومن دَدَنِ
أشتاق ميّا ويشكو فَقْدَ أفرُخِه / لقد أبنتُ عن الشكوى ولم يُبِنِ
دلَّت على الحزنِ ريشاتٌ ضعُفن به / عن نهضةٍ ودليلُ الحبِّ في بدني
مَن راكبٌ حملَت خيرا مطيَّتُه / بل ليتها موضعَ الأرسانِ تحمِلُني
مذكِّرٌ تسعُ الحاجاتِ حيلتُه / إذا ندبتُ إليها ضيّقَ العَطَنِ
عج بالقِبابِ على البيضاء تعمُرها / بِيضٌ تَخالُ بها البَيْضاتِ في الوُكُنِ
فاصدع بذكري على العلَّات واكنِ لهم / عن ميَّةٍ بهَنٍ إن شئتَ أوبهَنَ
وقل مضلٌّ ولكن من نشيدتِهِ / شخصٌ تولَّد بين البدرِ والغُصُنِ
عنَّتْ له أمُّ خشفٍ من كرائمهم / سمَّى الهوى عَينَها جلَّابةَ الِفتنِ
رأت مشيبا يروع اللحظَ واستمعتْ / شكوِي فأصغت لأمر العين والأذنِ
عافت من الشيب وسما ما اغتبطتُ به / يا ليت عالطَ هذا الوسمِ أغفلني
زمَّت قِناعا وأحرَى أن تُنصِّفَه / إن افْتَلَتْ رأسَها يوما يدُ الزمنِ
وما عليها ونفسُ الحبّ سالمةٌ / من ناعياتٍ تُحاشيها وتندُبني
لها شبابُ الهوى منّي ونضرتُه / والشيبُ إن كان عارا فهْو يلزمُني
وإن تكن باختلاف الشَّعر معرِضةً / تنكّرَتْني فبالأخلاق تعرفني
أنا الذي رضِيَتْ صبري ومَنزهتي / وعُوديَ الصُّلْبَ والأيامُ تغمِزني
قد أرغم الدهرَ تهويني نوائبَه / من عزَّ بالصبر في الأحداثِ لم يَهُنِ
إن سرَّ أو ساء لم تظفَرْ مخالبُه / منّي بموضع أفراحي ولا حزني
والمالُ عنديَ ماءُ الوجه أخزُنُه / فإن وجَدتُ فمالي غيرُ مختَزَنِ
ولي من الناس بيتٌ من دعائمه / أمُّ النجوم إذا استعصمتُ يعصِمني
بيتُ سيوفُ بني عبد الرحيم به / تحمى حمايَ وتُدمي من تَهضَّمني
لبِستُ نعمتَهم فاستحصدتْ جُنَناً / عليّ والدهر يرميني بلا جُنَنِ
علِقت منهم ملوكا بالعراق مَحَوا / بجودهم كرم الأذواء من يمنِ
ما ضرّني بعدما أدركتُ عصرَهُمُ / ما فات من عَصرِ ذي جَدْنٍ وذي يَزَنِ
عمُّوا ثرايَ بسُحبٍ من نوالِهمُ / وخصَّني فضلُ سيبٍ من أبي الحسنِ
رعَى عهوديَ يقظانا بذمّتها / محافظٌ لا يبيع المجدَ بالوسنِ
أغرُّ لا تملِك الأيامُ غِرَّتَه / ولا ينام على ضيم ولا غَبنِ
يُدْوِي عداه ويُذوِي عُودَ حاسدِه / غيظا وينمى على الشحناءِ والإحنِ
ضَمَّ الكمالُ جناحيه على قمرٍ / في الدَّست يجمع بين الفتك واللسنِ
ترى المدامةَ من أخلاقه عُصِرتْ / والموتَ إن لم يكن أمرٌ يقول كُنِ
كالشهد تحلو على المُشتار طَعمتُه / وقد مَرَى لينَه من مطعم خشنِ
جرَى ولم تجرِ غاياتُ السنينَ به / لغايةِ المجد جَريَ القارحِ الأرنِ
مخلَّقاً قصباتُ السبق يفضُلُها / مُلْقَى الشكيمةِ خرّاجاً من الرَّسَنِ
كفى أخاه التي أعيَى القرومَ بها / عينُ الكفاة فلم يَضرع ولم يَهُنِ
عافَ الأجانبَ واسترعاه همَّته / موفَّقٌ بأخيه عن سواه غنِي
أدَّيتَ معْ لحُمة القربَى أمانتَه / وكلُّ من نصطفيه غيرُ مؤتمَنِ
فكلُّ ما نال بالتجريب محتنِكٌ / مجرِّبٌ نلتَه بالظَّنّ والفِطنِ
عنايةُ الله والجدُّ السعيدُ بكم / وطِبنةُ المجدِ والعلياءُ في الطَّبَنِ
علوتَ حتى نجومُ الأفْق قائلةٌ / حسدتُهُ وتساوقنا فأَتعبني
وعمَّ جودُك حتى المُزن تُنشِدهُ / هذي المكارم لا قعبانِ من لبنِ
ظفِرتُ منك بكنزٍ ما نَصِبْتُ له / سعيا ولا كدَّني معطيه بالمنن
مودةٌ ووفاءٌ منصفا وندىً / سكباً ورأياً بشافيّ السلاح عني
أكذبتُ قالةَ أيامي وقد زعَمت / للضيم أنّ زعيم الملك يُسلِمني
وما ذممتُ زماني في معاتبةٍ / وحُجَّتي بك إلا وهوَ يخصِمني
فلا يغُرْ كوكبٌ منكم ولا قمرٌ / إذ ضلَلْتُ تراءى لي فأرشدني
ولا تزلْ أنت لي ذُخرا أعدُّك مس / تثنىً إذا قلتَ لي مَن في الخطوب مَنِ
وسالَمتك الليالي باقيا معَها / حتى ترى الدهرَ هِمّاً أو تراه فَنِي
وراوح المهرجانُ العيدَ فاختلفا / عليك ما جَرَت الأرواحُ بالسفنِ
وقفا على المدح منصوصا إليك به / محدوّة العيس أو مزجورة الحُصُنِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025