القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 47
يا بانِيَ الحصنِ أرْساهُ وشيَّده
يا بانِيَ الحصنِ أرْساهُ وشيَّده / حِرزاً لشلوٍ من الآفاتِ مشحونِ
انظر إلى الدهرِ هل فاتَتْهُ بُغْيَتُه / في مطمح النَّسرِ أو في مَسْبح النون
ومن تحصن منخوباً على وَجَلٍ / فإنما حِصنهُ سجنٌ لمسجونِ
اشكو إلى الله جهلاً قد أضرَّ بنا / بل ليس جهلاً ولكن علمُ مفتون
إني لأُغْضي عن الزلّاتِ أثبتُها
إني لأُغْضي عن الزلّاتِ أثبتُها / ذكراً إذا كانَ بعضُ القول نسيانا
أمضَّ ما كنتُ من أقذاءِ مَعْتَبٍة / أغضَّ ما كنتُ للإخوان أجفانا
أُغضي الجفونَ عن السُّوءَى مراقبةً / لما يكونُ من الحُسنى وما كانا
أجزي الأخِلّاء صفحاً عن إساءتهم / إذا أساءوا وبالإحسان إحسانا
أذكِّرُ النَّفس مَثْنىً من محاسنهم / إذا ذكرت ذنوب القوم أُحدانا
وليس ذاك لآبائي ومجدِهمُ / لكن لأنِّي اتخذتُ العدلَ مِيزانا
أرى المُفَنِّدَ يَنْهانِي ويأْمُرُني
أرى المُفَنِّدَ يَنْهانِي ويأْمُرُني / بقوله استحْيِ إنَّ الشيبَ قد حانا
الآن حين أجَدَّ الشيبُ يَطلبُني / أبادرُ الشَّيبَ باللذَّاتِ عجلانا
إنْ قال لا قالها للآمريهِ بها
إنْ قال لا قالها للآمريهِ بها / ردَّاً لآمرِهِ الغاوِي وعِصيانا
ولم يَقُلْها لمن يَعفُو فواضلَهُ / كالَّافظين بها منعاً وحِرمانا
متى يطاولْ شريفاً يعلُه شرفاً / وإن يوازنْه يسفُل عنه رُجحانا
إذا اشترى الحمدَ أفناءُ الملوك رأى / بين التجارةِ والأفضالِ فُرقانا
يا مَن عكفْنا عليهِ لائذينَ بهِ
يا مَن عكفْنا عليهِ لائذينَ بهِ / فما عكفنا على بُدٍّ ولا وَثنِ
ومَن سألناهُ قِدماً كلَّ منفسةٍ / فما سألنا بقايا الآي والدِّمنِ
إن لا تكنْ واسعَ الأملاكِ فاشِيَها / فما عَهِدناكَ إلا واسع العطنِ
ولا شَقِينا بوعدٍ منك يتبعُهُ / مَطلٌ ولا كنتَ إلا صافي المِننِ
أعاذَكَ الله من حالٍ تُماطِلُني / لضيقها بكساءٍ تافِهِ الثَّمنِ
ومن بصيرةِ رأْي غيرِ مُبْصِرةٍ / إنَّ اطراحَكَ حَمْدي أغبنُ الغَبنِ
انظر إلى الدنيا وزينتِها / ترَى الكارمَ فيها زِينةَ الزِّيَنِ
فالبَسْ وألبِسْ فإنَّ الثوبَ تلبِسُهُ / زَيْنٌ على النفسِ لا ثِقلٌ على البدنِ
وفي ادِّراعِكَ ثوباً منظرٌ حسنٌ / ولم يُحَسِّنْكَ مثلُ المَسْمَع الحَسَنِ
إن تكسُني يكسُك المعروفُ من كثَبٍ / ثوباً جميلاً تراه أعينُ الفَطِنِ
فاكسُ ابنَ شكرِك ما يَبْلَى على ثِقةٍ / أنْ سوفَ يكسوكَ ما يبقَى على الزمنِ
مَرادُ عينك منه بينَ شمسِ ضُحىً
مَرادُ عينك منه بينَ شمسِ ضُحىً / وناعمٍ من غصون البانِ ريَّانِ
خَفَّتْ أعاليه والتفت أسافِلُهُ / كأَنَّما صاغَ نِصْفَيْهِ لُبانانِ
يا واحدَ الناس في الآلاءِ والمننِ
يا واحدَ الناس في الآلاءِ والمننِ / والمستجارُ به من نَوْبِة الزمنِ
وابنَ الذين بَنَوْا آساس دولتهم / على النبوةِ والقرآنِ والسُّننِ
أشدُّ ما بيَ مِنْ شَكْوٍ ومن ألمٍ / فَقْدي جَنَى مقلتِي من وجهِكَ الحَسَنِ
وفوتُ ما كنتَ تُلقيه إلى أُذني / من فَضْلِ علم يُجَلَّى عنه باللَّسنِ
ومن بدائع ظَرفٍ ذاتِ أَوْشيةٍ / تَدُقُّ عن أن تراها أعينُ الفطنِ
كتبتَ طولاً بأبياتٍ وجَدْتُ بها / خِفَّاً وقد كنتُ في ثِقْلٍ مِنَ المِحَنِ
وكيف أشكُر لُطْفاً ساقَ عافيةً / هيهاتَ ليس لذاك اللُّطْفِ من ثمنِ
وقبل ذلك بِرٌّ منكَ آنسني / حتى سلوْتُ عن الخُلان والوطنِ
أعجِبْ بِبرٍّ تعلمتُ العقوقَ به / فما أحِنُّ إلى إلفٍ ولا سكنِ
يا زينةَ الدين والدنيا إذا احتفلا / وأظهرا ما أعدَّاهُ مِنَ الزِّيَنِ
يا مَنْ يرى حاسدوُه أنَّ تَرْكَهُمُ / حسنَ الثناءِ عليه أعظم الغبنِ
نُعْماك عنديَ في مثواه مُعتَقَدٌ / والشكرُ عندك في مثواه مُرتهن
أجريتَ حُبِّيك مني بالذي اصطنَعَتْ / يداك عنديَ مجرى الرُّوح في البدنِ
أطال عمرَك في النعماءِ واهبُها / مقرونةً لك والعلياءُ في قَرنِ
مُسَلَّمَ النفسِ والأحبابِ من مِحنٍ / تكدِّرُ العيشَ أحياناً ومن فِتنِ
عيدان أضحى ومهرجانُ
عيدان أضحى ومهرجانُ / ما ضم مثلَيْهِما أوانُ
أعيدُ نُسْكٍ وعيدُ لهوٍ / تجاورا أبدَعَ الزمانُ
ألَّف شكلَيْهما إمامٌ / أفعالُهُ فيهما حِسان
فاللَّهُ يُبْقي الإمامَ حتى / يُرى لمثلَيْهما اقتران
مُعتمدٌ لم يزلْ عميداً / ينطقُ عن فضله البيان
في كل أَرٍض وكلِّ قوم / يُثْنِي بآلائه لسان
أشرقَ للناسِ منه بَدْرٌ / لم يَخْلُ مِنْ نوره مكان
ما زانه الملك إذْ حواه / بل كُل شيء به يُزان
جَرَى ففات المُلوكَ سبْقاً / فليس قُدَّامه عنان
ولم يزل للإمام سَعْيٌ / بمثله تُحْرَز الرهان
نالت يداهُ ذُرَى مَعالٍ / يعجز عن نيلها العيان
مُكَرَّمٌ عِرْضُه مُعَزٌّ / والمال من دونه مُهان
ليس لأموالهِ لديه / حَقٌّ ولا حُرْمةٌ تُصان
لِكُلِّ عَيْنٍ رأتْهُ يوماً / من رَيْبِ أزمانها الأمان
بذاك في وجهه ضَمِينٌ / يُقْبَلُ من مِثله الضمان
حياته ما أقام فينا / فضْلٌ من اللَّهِ وامتنان
نهارنا الدهرَ منه طَلْقٌ / وليلنا منه إضْحِيان
فلا يزل في نَعِيم عيْشٍ / مِزاجُه الخفضُ واللّيان
حتى يرى فيه كل سؤلٍ / ومُنْيةٍ عبدُه بُنان
أقولُ إذْ هَتَفَ الدَّاعي بمصْرعِه
أقولُ إذْ هَتَفَ الدَّاعي بمصْرعِه / لبَّيْكَ لبيك من داع بتَبْيينِ
نعيْتَ من جَمَدتْ غُزْرُ العيونِ له / فلم تَفِضْ عَبْرةٌ من عَيْنِ مَحْزون
ومَنْ يَقِلُّ لَهُ الدَّاعِي بمغفرةٍ / ويُنشدُ النَّاسُ فيه بيتَ يَقْطين
فإن تُصبْكَ من الأَيَّام جائحةٌ / لم يُبْكَ منكَ على دُنْيا ولا دين
يا مُنكراً ونكيراً أوجِعاهُ فَقَدْ / خَلَوْتُما بقليلِ الخير ملْعون
بُعْداً وسُحْقاً له من هالك نَطِفٍ / مُشَوَّه الخلقِ من نسل الشياطين
قال يوما لأسود
قال يوما لأسود / ناكه وسط ممرغَهْ
حُكَّ درزي بخصيتَيْ / ك قليلاً بنغنغه
ثم قفّى بضرطة / ذات هول مترَّغه
الشطر ناقص: / قال والله بيَّغه
قلت نكها فإنها / فقحة تعرف اللغه
هَبَّتْ سُحَيْراً فناجى الغُصنُ صاحبَه
هَبَّتْ سُحَيْراً فناجى الغُصنُ صاحبَه / مُوَسوساً وتنادَى الطيرُ إعلانا
وُرْقٌ تَغَنَّى على خُضْرٍ مُهَدَّلةٍ / تَسْمو بها وتشمُّ الأرضَ أحيانا
تخالُ طائرَها نشوانَ من طربٍ / والغُصنَ مِن هَزِّهِ عِطْفَيْهِ نَشوانا
بل المخوفُ علينا مَكْرُ أنفُسِنا
بل المخوفُ علينا مَكْرُ أنفُسِنا / ذاتِ المُنَى دون مَكْرِ البيضِ والجُون
إنَّ اللَّياليَ والأيامَ قد كَشفَتْ / من كَيْدها كلَّ مستورٍ ومكنونِ
وخَبَّرتنا بأنَّا مِنْ فرائسها / نواطقاً بفصيح غيرِ مَلْحون
واستَشْهَدَتْ من مَضَى منَّا فأنْبأَنا / عن ذاك كلُّ لقىً منا ومَدْفون
مِنْ هالكٍ وقتيلٍ بينَ مُعْتَبَطٍ / وبينَ فانٍ بِتَرْكِ الدَّهْرِ مَطْحون
فكيفَ تمكُرُ وهْيَ الدهرَ تُنْذِرُنا / من الحوادثِ بالأبْكارِ والعُون
ووالدينِ حقيقٌ أنْ يَعقَّهُما / راعي الأمور بطرفٍ غير مَكْمون
أبٌ وأمٌّ لهذا الخلقِ كلهمُ / كلاهُمَا شَرُّ مَقْرونٍ بمقرون
دهرٌ ودُنيا تلاقِي كُلَّ مَنْ ولَدا / لديْهما بِمَحَلِّ الخَسْفِ والهُون
للذَّبْح من غَذَوا مِنَّا ومن حَضنا / لا بلْ ومن تركاهُ غيرَ مَحضون
إنْ رَبَّيا قَتَلا أو أسْمنا أكَلا / فما دَمٌ طَمِعا فيه بمحقون
أبٌ إذا بَرَّ أبلانا وأهْرمَنا / قُبْحاً له من أبٍ بالذَّمِّ ملسون
نُضْحِي له كقِداحٍ في يَدَيْ صَنَعٍ / فكُلُّنَا بينَ مَبْرِيٍّ ومسفون
يغادر الجَلْدَ منا بعدَ مِرَّتهِ / عَظْماً دقيقاً وجِلداً غير مودون
نِضْواً تراهُ إذا ما قام مُعْتَصِماً / بالأرضِ يَعْجِنُ منها شَرَّ معجون
حتى إذا ما رُزِئْنا صاح صائحُهُ / ليس الخلود لذِي نَفْسٍ بِمضمُون
هذا وإنْ عفَّ فالأدواء مُعرِضَةٌ / مِن بينِ حُمَّى وبِلسامٍ وطاعون
والحربُ تضرمها فينا حوادثُه / حتى نُرَى بين مضروبٍ ومطعون
وأمُّ سوءٍ إذا ما رام مُرتَضِعٌ / أخلافَها صُدَّ عنها صدَّ مَزْبون
تجْفُو وإنْ عانقَتْ يوماً لها ولداً / كانتْ كمطرورةٍ في نَحْرِ موتون
ونحن في ذاك نُصفيها مودَّتَنا / تبّاً لكل سفيهِ الرأي مَغبون
نشكو إلى الله جهلاً قد أضرَّ بنا / بل ليس جهلاً ولكن علم مفتون
أغوى الهوى كلَّ ذي عقل فلست ترى / إلا صحيحاً له أفعالُ مجنون
نعصِي الإله ونَعصِي الناصحين لنا / ونستجيبُ لمقبوح ومَلعون
هوىً غَوِيٌّ وشيطان له خُدعٌ / مُضَلِّلاتٌ وكيدٌ غيرُ مأمون
أعْجِبْ به مِنْ عَدوٍّ ذي مُنابذةٍ / مُصغىً إليه طوالَ الدهْرِ مزكون
وفي أبِينا وفيه أيُّ مُعتبَرٍ / لو اعتبرنا برأيٍ غيرِ مأفون
حتى متى نشتري دنيا بآخرةٍ / سفاهةً ونبيعُ الفوْق بالدون
مُعَلَّلين بآمال تُخادعنا / وزخرف من غُرورِ العيش موصون
نَجْرِي مع الدَّهِر والآجالُ تَخْلِجُنا / والدهرُ يَجرِي خليعاً غير معنون
إنَّا نُجارِي خَليعاً غير مُتَّزعٍ / ونحنُ من بين مَعنونٍ ومَرْسون
يبقى ونَفْنَى ونرجو أن نُماطلَه / أشواط مضطلع بالجَرْي أُفنون
تأتِى على القمرِ السَّاري حوادثه / حتى يُرى ناحلاً في شخص عُرجون
نبني المعاقلَ والأعداءُ كامنةٌ / فينا بكل طرير الحَدّ مسنون
ونَجمعُ المالَ نرجو أن يُخَلِّدنا / وقد أبىَ قبلنا تخليدَ قارون
نظل نَسْتَنْفِقُ الأعمارَ طيِّبةً / عنها النفوسُ ولا نسخو بماعون
مع اليقين بأنَّا محرِزون به / قِسْطاً من الأجر موزوناً بموزون
يا بانِيَ الحصنِ أرساهُ وشيده / حرزاً لِشلْوٍ من الأعداءِ مَشْحون
انظرْ إلى الدهرِ هل فاتتْهُ بغُيتُهُ / في مَطْمح النسر أو في مَسْبح النون
بنيتَ حصْناً وأمُّ السُّوء قد خَبَنَتْ / لك المنيةَ فانظُرْ أيَّ مَخْبون
ومن تَحصَّنَ محبوساً على أجلٍ / فإنما حِصنه سجْنٌ لمسجون
أما رأيْتَ ابن إسحاقٍ ومصرعَهُ / ودونه ركن عزٍّ غيرُ موهون
بأسُ الأميرِ وأبطالٌ مُدَجَّجَةٌ / وكلُّ أجردَ مَلْحُوفٍ ومَلْبون
خاضتْ إليه غمار العِزّ مِيتَتُهُ / فَرَبْعُه منه قَفْرٌ غيرُ مسكون
تبكي لهُ كلُّ مَعْلاة ومكرمةٍ / بمُستَهلٍّ حَثيثِ السَّحِّ مشنون
ما دافعتْ عنه أبوابٌ مُحجَّبةٌ / كلا ولا حُجَرٌ مغشيَّة الخُون
مملوءةٌ ذهباً عيْناً تَجِيشُ به / جنَّاتُ نخل وأعنابٍ وزيتون
قلْ للأميرِ وإنْ ضافَتْهُ نازلةٌ / يُمسِي لها الجلدُ في سربالِ مَحْزون
صبراً جميلاً وهل صبرٌ تُفاتُ به / وإن فُجِعْتَ بمنفوسٍ ومضنون
خانتْكَ إلفَكَ عبدَ اللَّهِ خائنةٌ / هي التي فَجَعَتْ موسى بهارون
يستثقل المرءُ رزء الخِلِّ يُرْزَؤُهُ / وإنما حُطَّ عنه ثِقلُ مديون
للموتِ دينٌ من الخلَّانِ كُلِّهمِ / يُقْضاهُ من كل مذخورٍ ومَخْزون
عَذَرْتُ باكيَ شجوٍ لو رأيتُ أخاً / بما أصابَ أخاه غير مرهون
وما تأخَّرَ حَيٌّ بعَد مِيتته / إلا تأخُّرَ نقدٍ بعد عُربون
وللأميرِ بقاءٌ لا انقطاعَ له / أخرى الليالي وأجْرٌ غير ممنون
في نعمةٍ كرياضِ الحَزْنِ ضاحكةٍ / في ظل بالٍ من الأيَّام مَدْجون
تدور منه أمورُ الملكِ قاطبةً / على وزيرٍ أمين الغيبِ مَيْمون
يُرْجَى ويُخْشَى وتُغْشَى داره أبداً / غِشْيانَ بيتٍ لآل الله مسدون
فإن ذلك ذنبٌ لستُ أحفِله
فإن ذلك ذنبٌ لستُ أحفِله / لا يغفرُ اللَّهُ ذاكَ الذنبَ آمينا
طوراً إذا ما استظلَّتْ كلُّ ضاحيةٍ
طوراً إذا ما استظلَّتْ كلُّ ضاحيةٍ / وتارةً حين يَضْحَى كلُّ مكنون
بل لو يكون مكان السيف من رَجُلٍ
بل لو يكون مكان السيف من رَجُلٍ / كمِخْلَبِ اللَّيْثِ منهُ حان من حانا
ترى الخلال التي فيهم محاسنها
ترى الخلال التي فيهم محاسنها / لا بعضُها دون بعضٍ حين تمتحنُ
ولو زرعتُ حصى المعزاء أثمر لي
ولو زرعتُ حصى المعزاء أثمر لي / مذ ذاك شيئاً ولو في متن صفوانِ
قالتْ لأن هنات الحب آخذةٌ
قالتْ لأن هنات الحب آخذةٌ / من المحب نصيب القلب والعين
بليَّةُ الحب تُبْليه وتَشْحبُه / وكل ذلك شينٌ غيرُ مازين
وإنما تتبعُ الأهواءُ قَادتَها / إلى المناظر ذات الزينِ لا الشين
نحن الحسانُ اللواتي ليس يعجبنا / إلا الحسان فلا نخدعك بالمين
من كل رقراقِ ماءِ الوجه تحسبُه / سيفاً صقيلاً حديث العهد بالقين
لا تخلط الحبَّ بالتقوى فتعطفَنا / على المُقاسي عذابَ الهجر والبين
ولم نَبع قطُّ دُنيانا بآخرةٍ / ومثلنا لا يبيع النقدَ بالدين
نحب كلَّ غلام فيه مَيعتُه / ينزو إذا ما استنكناه بأيرين
مُصحَّح الجسم لم يُلْمِمُ به سَقَمٌ / ولا استكان إلى هجرٍ ولا بَيْن
ذاك الذي نُخْلصُ الود الصحيح له / ونشتري نيكةً منه بألفين
له لدينا حلاواتٌ لذاذتُها / تشفي القلوب وتجلوها من الرّيْن
ذاك الذي لا يقي مالاً بصفحتِه
ذاك الذي لا يقي مالاً بصفحتِه / بل يَلبسُ المالَ دون الذم كالجُنَنِ
خِرْقٌ تعرضتِ الدنيا له فصَبا / إلى المكارم منها لا إلى الفتَنِ
وخصَّنا بجَناها لا بشوكتها / فنحن في نِعَمٍ منها بلا محنِ
أذال في العُرف وجهاً غير مبتذَلٍ / وأخدم المجدَ جسماً غير مُمْتَهَنِ
له حريمٌ إذا ما الجارُ حلَّ به / أضحى الزمانُ عليه جدَّ مؤتمنِ
كأنه جنةُ الفردوس قد أَمِنَتْ / فيها النفوس من الروعات والحَزن
كم قد وقفنا على أيام دولتهِ / فما وقفنا بأطلالٍ ولا دِمَنِ
وكم عكفنا على الظن الجميل به / فما عكفنا بطاغوتٍ ولا وثن
فتىً أبى الله إلا أن يكمِّله / قولاً وفعلاً فلم يَبخس ولم يخُن
إذا جرى في فَعالٍ لم يقف سأماً / دون القواصي ولم ينكبْ عن السَّنَن
وإن تكلم لم يَخْبِط مسالكه / بل قال عن لقنٍ يُمْلى على لَسنِ
أضحى وحظ يديه من ثرائهما / كحظ عينيهِ من وجهٍ له حسن
كما يرى الناس في يومٍ محاسنَهُ / أضعاف ما هو رائيهن في زمنِ
تنال سُؤَّالُهُ من مالهِ أبداً / أضعافَ ما يقتني للروح والبدنِ
لقد أوى الجودُ من بعد ابن مامته / وبعد حاتمه منه إلى سكن
رِدْهُ بلا شَطن إن كنتَ واردَهُ / أغنَى الفراتُ يد الساقي عن الشَّطَنِ
هذا لذاك وإن لم نوف سيدنا / حقَّ الثناء وكان الحقُّ ذا ثمَن
واسمع أبا جعفر إن كنت مستمعاً / فلم تزل ماجد الإصغاء والأذن
يا من حكى حاتماً في كل مكرُمة / ومن يُعنْ ذا فعالٍ صالح يُعَن
خلفتَ وابنُ وزير الصدق حاتمكم / جوداً فأَصبح منشوراً من الكفن
ونحن في هذه الدنيا عيالكمُ / والناسجون برود الحمد بالفِطن
ولم تزل لك في أمثالنا سُننٌ / يرْضى بها الله في سرٍّ وفي علن
ونحن نرجو رجاءً جُلُّه ثقةٌ / ألا يخالف فينا صالح السُّننِ
آمالُنا فيك أموالٌ محَصَّلةٌ / وظننا فيك مرفوع عن الظِّنن
وقد تضمنتَ أرزاقاً نعيش بها / وكان وعدك والإنجازُ في قَرَن
فعجِّل الغوثَ إنا منك نأمله / يا سيدَ الغوث بل يا سيد اليمن
من أقبح الناس لا أُحاشِي
من أقبح الناس لا أُحاشِي / من كان منهم ومن يكونُ
إذا بدا وجهُه لقوم / لاذت بأجفانها العيونُ
كأنه عندهم غريمٌ / حلَّتْ عليه لهم ديونُ
وهو على ما وصفتْ منه / مُتَّهمٌ وُدُّهُ ظنينُ
خانت به أمُّه أباهُ / فعينُه عينُها الخَؤونُ
مُعتزليٌّ مُسِرُّ كُفرٍ / يُبدي ظُهوراً لها بطونُ
أأرِفض الاعتزَال رأياً / كلّا لَهنِّي به ضنينُ
لو صَحَّ عندي له اعتقادٌ / ما دِنتُ ربي بما يدينُ
يا ابن حُريثٍ أفيكَ بُقيا / فأكتُمُ الناسَ ما أبينُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025