المجموع : 5
يا لورد هل لك في الاسلام من غرضٍ
يا لورد هل لك في الاسلام من غرضٍ / ترمي إليه بسهم منك مسنونِ
أنذرتُ مدحك لو لم ترتكب شططا / في أخرياتك من حين إلى حين
هجوتَ قومي وما فارقت أرضهمُ / حتى تجرَّأت أن تنحى على الدين
ألم يكن دين طه خير ما نهضت / به البلاد إلى علم وتمدين
فكل معتنق للدين معتقد / هاجت ثوائره من بعد تسكين
أنا المثالُ قضيتُ العمر مبتهجاً / بما أتيتَ بقلب فيك مفتون
رأيتُ أنك لستَ المرءَ تصلحنا / ولست فينا على مصرٍ بمأمون
غادرتها وهي للتقرير صارخةٌ / إلى الاله بقلب منك محزون
فلا رماك الحيا إلا بداجنة / تهمى عليك بزقّوم وغسلين
أحييت تبيان هوميروس في أممٍ
أحييت تبيان هوميروس في أممٍ / كان امرؤ القيس فيها رب تبيانِ
أخلاق قوم تراءت في قصائدهم / فأظهرت كيف كانوا منذ أزمان
هذي قوافيك في الالياذة ابتسمت / عن لؤلؤ مودع في خير ديوان
طالعت فيها إلى أن خلت ناظمها / من فرع عدنانَ أو من نسل قحطان
وقلت للنفس يا نفس ارقصي طرباً / من شعر هوميرَ لا من شعر حسان
إِيهٍ سليمان ايهٍ يا ابن بجدتها / لا زلت للفضل ما دام الجديدان
فما البلاغة الا روضة ينعت / وانت فيها بفضل اللَه بستاني
أصمى القلوب بسهم البث والحزن
أصمى القلوب بسهم البث والحزن / فما له ولهذا المركب الخشن
قام الوزير فأرغى في خطابته / وكاتف العزم بعد الضعف والوهن
قام الوزير يبث اليأس في نفر / عدوا خطابته نوعاً من المحن
قام الوزير ولم يحفل بموقفه / فكان أثقل من سقم على بدن
قد قام يتلو خطاباً بات يدرسه / من خشية السقط أو من خشية اللحن
فشف عن نية قد كان يكتمها / تحت الشراسيف بين الحقد والضغن
ماذا يريد أيرجو رد منصبه / ام بات يحسبه شيئاً من الظنن
هل الوزارة الا سلعة كسدت / يبيعها الحر محتاجاً بلا ثمن
قل للوزير يفق من طول غشيته / لعله سارح في غشية الوسن
لقد تناسى لأجداد الامير يداً / ولم يقم بأداء الفرض والسنن
كأنه لم يسد أيام منعتهم / ولم يعش منهم في عارض هتن
أيام كان فطيما بين أصبية / يحرون في مصر جرى الجرد والحصن
أيام كان ولا مجد ولا حسب / زاكي المغارس بل أيام لم يكن
يا ويح قوم تربوا في حضانتهم / حتى اذا هرموا عاشوا على دخن
ما للوزير ولا أدعو لدولته / ضاعت لديه حقوق الود للوطن
بالأمس قام خطيبا بين ناشئة / يعز فيهم ضياع الوقت والزمن
قد اظهر اللَه ما يخفيه باطنه / وأخرج الدهر ما ينويه للعلن
قل للوزير استرح في الدار مختفياً / حتى يوافيك ما تحتاج من كفن
اليك ربي فما في مصر من رجل / ثبت الولاء كثير الشكر والمنن
أرض بها وزراء ضاع منصبهم / فيها وعدوا الكرى نوعا من المهن
ما للعبيد بدت أنيابهم فينا
ما للعبيد بدت أنيابهم فينا / هل معشر السود إلا من موالينا
ما قام منهم على اطلالهم ملك / الا وكان حقير القدر زربونا
لو كنت في عصر دارون كان مذهبه / اقوى المذاهب تأييداً وتمكينا
يا ابن الزنوج طلوا بالزفت انفسهم / فاشبهوا حمأ كالزفت مسنونا
كم قد قطعنا بحد السيف نسلكم / وكم جدعنا لكم انفا وعرنينا
وكم مشيتم بآذان مصلمة / ايام كنتم على الأرزاء تمشونا
هل كان مؤتمراً بالجلب غيركم / أو كان غيركم بالقود مأذونا
وكم أتى بالبنات العشر جالبكم / يغرى بهن اذا ازين تزيينا
ينمن للوطئ كالاعجاز خاوية / وبينهن الذي يحكى العراجينا
ارى سوادا ارى وجها به سحم / قد شابه الزفت والقطران والطينا
لا تشتروا العبد يوما والعصا معه / بل اشتروا معه حبلا وسكينا
المجد يبغض عبدا بات محتقرا / عند العباد وعند اللَه ملعونا
هل كان الا أحط الناس مرتبة / وانتن الناس اردانا وعثنونا
يا أكفر القوم بالنعمى اذا غدقت / واكثر الخلق كل الخلق تلوينا
الترك سموك ميمونا وليتهم / دروا متى كان قرد السوء ميمونا
سل والديك فقد بيعا بلا ثمن / وكان لطمهما بالنعل عربونا
لو قدرا في شراء يوم بيعهما / لكان شاريهما بالشسع مغبونا
العبد ليس على شيء بمؤتمن / فكيف يضحى على الاعراض مأمونا
ضخم المشافر زنجيّ لو اتزنت / يوماً مشافره تعيي الموازينا
انا رفقنا بكم في جاهليتكم / حتى كسوناكم التمدين والدينا
ايام كنتم ضباع الليل من سغب / فان ازيل الطوى كنتم سراحينا
اذا افترضنا محالا طيب عنصركم / اقام لؤمكم عنا البراهينا
لولا عواطفنا كنتم لنا حمرا / سود المشافر او كنتم براذينا
وما عهدناكم الا اغيلمة / طوع الاشارة او قوما ملاعينا
فسل بخيتا اذا ما شئت او فرجا / عن رفس ارجلنا او لطم ايدينا
فلو مسختم قطاعا يوم خلقتكم / لما صلحتم ضحايا او قرابينا
ولو زحفتم عراة من ملاحفكم / فوق التراب لخلناكم شياطينا
ولو اخذنا لحقن الرقش من دمكم / لكان مصلكم يؤذي الثعابينا
مت رغم انفك يا ابن العبد لا قدرا / كل لا تدنس يوم القبض عزرينا
لم الق غيرك طينا لو نحاله / لكان طينا بماء اللؤم معجونا
اذا انتحرت انتحار العير نجزرها / جئنا اليك بفحش الهجو تأبينا
فلا محاسن يوم الموت نذكرها / لو كنت إسكندرا او كنت قارونا
ولا رواك الحيا الا بداجنة / تسقي ضريحك زقوما وغسلينا
هون على قلم ما زلت تعرفه / هل كنت الا به بالامس مطعونا
لو كان في الاعصر الاولي التي غبرت / هزَّ الامين ورب الجود هارونا
أنذرت من صاحب أضحى يؤَنبني
أنذرت من صاحب أضحى يؤَنبني / ان بحت باسم التي بالهجر تجزيني
وقال اياك تأتي باسمها عرضاً / في طي قولك من حين الى حين
حتى كأن لم يكن قلبي بمرتدع / ولا لساني على سر بمأمون
فدى له مهجتي ماذا يحاذره / من حب صب بدل الغيد مفتون
احبها وهي تدري بي ويمنعها / عن الوفاق اختلاف الجنس والدين