القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إبراهيم الطَّبَطَبائيّ الكل
المجموع : 3
هل طالعتك على الريَّان اظعان
هل طالعتك على الريَّان اظعان / ام قابلتك بريا البان غزلانُ
لا قلت حييت بعد الحي يا طلل / ولا ترويت بعد البان يابانُ
ان اسهبوا فصبابات وولولة / او احزنوا فعقابيلٌ واحزان
اتبعت عيسهم نفساً مشيَّعة / بها الى الركب تبريحٌ واشجان
مشيحةً بوراء الركب زافرة / حتى استقلَّ بهم نصٌّ ووخدان
كأنها حين يطفو الآل سابحة / اشباحها سفنٌ فيه ووديان
حنَّت لأذنبة الوادي وشوَّقها / بالواديين كلاً جعدٌ وغدران
القوا جرانا بجيرونٍ وهالهم / أن ليس اهل يجيرون وجيران
حلُّوا من الجزع محتلاً بحيث حصا / ه الحرّ تان وحيث القلب حرّان
قد قدَّروا انَّ نجراناً معرّسهم / واين من ذملان العيس نجران
ورّب هيماء قد ضلَّ الدليل بها / يستاف ترب ثراها وهو حيران
فما اهتدى قائف فيها على اثرٍ / ولا تعسَّفها ذئبٌ وسرحان
مجاهل لست قبل البين اعرفها / حتى تعرَّفت أن البين عرفان
دار طواها البلى من بعد ما انتشرت / عصباً وشايعه شيح وحوذان
ما كلما قيل نعمٌ فهي منعمةٌ / او كلما شاق وادٍ فهو نعمان
يعينني الدمع والاخوان تخذلني / والدمع عونٌ لمن خانته اعوان
اخوانك الناس ما دام الزمان اخاً / كثرٌ فان قلَّ مال قلَّ اخوان
لو رام ذا الدهر انساناً اخا ثقةٍ / لأعوز الدهر بين الناس انسان
ان يسهر الطرف او ينفر به وسنٌ / فبالحدوج كحيل الطرف وسنان
اغار حتى اذا مرَّ النسيم به / فكيف لو باسمه قد فاه غيران
ولا تظنّ شؤون المرء واحدةً / فكلُّ يوم له من امره شانُ
لئن لبست لباس الشيب رائعه / فقد نزعت شبابي وهو ريعان
قد كنت كالأجدل الغطريف مزدهياً / ايام تنعق في فوديّ غربان
وحبذا الشعرات البيض لو بقيت / قد حال لون وبعد الشيب الوان
قد كنت اكتمها في الراس مستترا / لو كان يستر شيئاً شاع كتمان
كانَّ مضمرِها قد راح يظهرها / فكيف يضمر شيء وهو اعلان
اهل القباب المنيفات التي سطعت / تحت الظلام بها اللضيف نيران
كأنما الضيف في أبياتهم وله ال / أمر المطاع ورب البيت سيَّان
لا بل يرون ثواء الضيف مغنمة / حتى كأنهم للضيف ضيفان
المانعون اذا ما ذلَّ جارهم / والمنعمون أذا ما عزَّ احسان
والراكبون ظهور العزم ما مشيت / بهم جيادهم والارض جثمان
والمالكون من الجبَّار كبرته / والتاركوه بصغرٍ وهو خزيان
جلُّوا فعزُّ واقبيلا في مواطنهم / اذا القبائل اجلت وهي ذلان
لا ينطقون بعوراء الكلام ولا / تصيخ منهم إلى العوراء آذان
بزّتهم آل حرب تاج ملكهم / وهم لمفرق هام الفخر تيجان
تعمموا بتريك البيض واتشحوا / بالبيض للحرب والادراع قمصان
يجرُّ برديه هفهاف القميص به / كما يجرّ فضول الريط نشوان
مستوجس لا يذوق الغمض ناظره / ذئب الغضاة ازلّ السمع يقظان
فأين عدنان والاحياء من مضر / يا لا نأت مضر الحمرا وعدنان
يا بهجة القلب ما للقلب عنك هوىً
يا بهجة القلب ما للقلب عنك هوىً / وسلوة النفس لو تسطيع سلوانا
انسان عيني وما عيني بناظرة / سواك يا انسها في الناس انسانا
لم يزه الا بروض منك مربعنا / زهواً ولم يغن أنساً عنك مغنانا
لي بين صدغيك بستان زها زهرا / شيحاً ورنداً وقيصوماً وحوذانا
نرعى الخدود رياضاً منك مونقة / ونشرب الغنج من عينيك غدرانا
نقبِّل الكاس ثغراً منك مبتسماً / ونهصر الغصن قداً منك ريانا
وتنثني الريح تثني منك معتدلاً / باناً اذا ما تثنى اخجل البانا
يعزى الشقيق الى خديك منتسباً / لو كان نعمان حيّاً شاق نعمانا
عودتنا الوصل حتى اذا بخلت به / لم ترضَ بالهجر حتى ازددت هجرانا
فعد الى الوصل والمعروف تصنعه / لا تشمتنَّ عداك اللوم اعدانا
كتمت حبك حينا ثم بحت به / وصاحب الحب لا يسطيع كتمانا
ان تنأ فالعين لم تبرح تصوب دماً / او تدنو فالقلب لا ينفكُّ ولهانا
اعدُّ حبك لي ربحا وبعدك لي / اعدّ حب جميع الناس خسرانا
من باع ودّاً بود فيك يصنعه / فقد وهبتك صدق الود مجَّانا
اتيتنا بفنون الظرف منك اجل / لقد تفنن فيك الظرف افنانا
امير حسن قضى في الجود محتكماً / يرى عليَّ له في الحب سلطانا
فيا رعى اللَه من يرعى العهود يرى / فينا الرعاية نرعاه ويرعانا
ولم نزل نجمع الروحين في بدنٍ / حتى تفارق ارواحاً وابدانا
نشكو اليه عليه فيه منه قلىً / يا من اليه عليه منه شكوانا
اجرى على القلب ريعاً ثم روَّعه / يا مجلباً ليَ ترويعا وريعانا
يا كاحل الجفن بالتهويم حسبك قد / كحَّلت منيَ بالتسهيد اجفانا
هل تذكرنَّ ليالينا التي سلفت / ام هل نسيت وعهدي لست تنسانا
اخيَّ هل راجع ليل فينظمنا / بشطّ دجلة نظم العقد اخوانا
بتنا على البدر حيث النجم يرمقنا / بطرفه في ضمير الليل ندمانا
بمجلس مشرف الاطراف مرتفع / عالٍ تطول به الجلاس كيوانا
يا حي دجلة والجرفان قد طفحا / فيضاً يسيل على الرضراض عقيانا
كأنما البدر القى فوق جدولها / لونا سجنجل يكسو الماء الوانا
نسرّح اللحظ في مجرى سبائكها / فيصدر الطرف دون الورد حيرانا
نطيل نجوى لو انَّ النجم يفهمها / لخرَّ نجم الدجى شوقاً لنجوانا
لو كنت تطلبنا والملتقى كثب / لما طلبت حياة دون لقيانا
مطرَّحين على الانقاء من سهر / نثني النمارق انقاءً وكثبانا
يجثو بنا الغمض والاشواق تنهضنا / للهو حيناً وللاطراب احيانا
نهبُّ نبتدر اللذات ما عرضت / مثنى فمثنى ووحدانا فوحدانا
يضمُّنا الشوق ضمَّ البرد لابسه / حتى تلابس اقصانا بادنانا
يلفُّ بعضا على بعض نسيم صبا / كما يلف على الاغصان اغصانا
حتى اذا الكلب اخفى من عقيرته / والطير غرَّد والناعور غنانا
قمنا وقام رهيف القد اهيفه / كسلان يسحب فوق الارض اردانا
يمشي اختيالا كما يمشي النزيف وقد / مالت بهامته الاقداح نشوانا
لا يملك الخطو الا ان نزّجيَهُ / كما تزجي صحاة الشرب سكرانا
وعقرب الصدغ دبَّت فوق وجنته / والفرع ينساب فوق المتن ثعبانا
مضت بتلك الليالي الصالحات لنا / نوىً شطونٌ تمدُّ البحر اشطانا
احبابنا إن تهن فيكم وسائلنا / فحسبنا كل شيء بعدكم هانا
ان فرَّق البين ما بيني وبينكم / فقد صحبتكم دهراً وازمانا
هلا نكون كما كنا وكان لنا / فانما العيش ما كنا وما كانا
تركت في النجف الا على لصحبتكم / صحباً واهلا واوطانا وجيرانا
عوضتمونيَ عن اهلي وعن وطني / بالاهل اهلاً وبالاوطان اوطانا
لا شمت برق ثنايا الغور بعدكم / ولا بوجرة قد غازلت غزلانا
ولا اغبَّ بلادا قطر سارية / بها اقمتم سكوب المزن هتانا
لم يبق في الدهر شيء بعد ذا حسن
لم يبق في الدهر شيء بعد ذا حسن / قد أزمع الحسن والإحسان والحسن
حلَّت غداة نوى الترحال ظعن فتى / حي الحلال فيا لا قوض الظعن
مضت بموءتمن عمن مضى خلف / باق وحين مضى لم يبقَ مؤتمن
يا مرعي العين ان تلتذَّ في وسنٍ / ازل قذى العين حتى يرعوي الوسن
ان الذي غاب عن انسانها لفتى / لولا الممات لأحيت جعفر السنن
لا درَّ درُّ زمان قد اساء بما / قد نال من حسن يا قبح الزمن
لِلّه درُّاخٍ نازعته بفمي / درَّ اللبان فصافي بيننا اللبن
وصاحبٍ ليَ قد الوى لطيته / اتبعته شجناً لو عاقه الشجن
اخفى عليه تباريحي واعلنها / وليس ينفعني سرٌّ ولا علن
حتى رميت بوجد غير مكتمن / والوجد يبرز احيانا ويكتمن
كم مورد ساغ بعد الحتف بابن تقى / ما كل مورد حتف ماؤه اسن
يا عثرة الدهر فيمن كم اقال بني ال / دهر العثار لخاب العاثر الافن
ليت العثار لوجه فيه غبرته / وجلَّ آخر طلق المجتلى حسن
لا قلت بعدك للدهر العثور لعا / ولا اقيل ومن قالوا لعاً لعنوا
وناعم بدنا في منزل خشن / افضي عليه بنعمى المنزل الخشن
من ينظر المرء في ايامه يره / كالغصن يذبل بعد النضرة الغصن
وكل محترز ريّاً الى ظمأ / يعود أظمأ شيء ما سقى المزن
والدهر اول ما تمضي له محن / كذاك آخر ما تبقى له محن
لا يعدم الدهر يوما عادماً حزنا / لم تفترق شيم الايام والحزن
والارض للمرء اما ظهرها وطن / له مقرٌّ واما بطنه وطن
والناس كالبدن للتنحار إن سلمت / لا تسلم الناس حتى تسلم البدن
انَّ الانام وان طالت سلامتها / لابد يقرنها في ميتة قرن
لا ينفع المرء مال يستعدُّ به / ولا شجاعةَ ان اودى ولا جبن
ومستقرٍّ على ايدي احبته / سدىً يداول بالايدي ويحتضن
اوهى الرقاب على الاعواد محتملا / حتى تخيل محمولا بها حضن
ساروا به بسرير كلما اجتهدوا / ان يسرعوا الخطو اجلالاً به وهنوا
لو كان مما يردُّ الحتف طعن قناً / لردَّت الحتف عنها بالقنا اليزن
او كان مما يردّ الموت ضرب ظبي / لردَّت الموت عنها بيضها اليمن
يمشي بنا اجل تلقاء غايته / وليس تنفعنا زغف ولا جنن
قد قاد محتصد الآراء في شطنٍ / قود الجنيب ولم يستحصد الشطن
اودى الذي ملأ الأيام سابقة / وكان مذ كان وهو السابق الارن
لا يتبع المال مناً حين ينفقه / والمنُّ بالجود نجل المرء والمنن
او يعقبنَّ نداه الجم وجمته / ما كل ذي كرم في وجمة قمن

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025