المجموع : 3
هل طالعتك على الريَّان اظعان
هل طالعتك على الريَّان اظعان / ام قابلتك بريا البان غزلانُ
لا قلت حييت بعد الحي يا طلل / ولا ترويت بعد البان يابانُ
ان اسهبوا فصبابات وولولة / او احزنوا فعقابيلٌ واحزان
اتبعت عيسهم نفساً مشيَّعة / بها الى الركب تبريحٌ واشجان
مشيحةً بوراء الركب زافرة / حتى استقلَّ بهم نصٌّ ووخدان
كأنها حين يطفو الآل سابحة / اشباحها سفنٌ فيه ووديان
حنَّت لأذنبة الوادي وشوَّقها / بالواديين كلاً جعدٌ وغدران
القوا جرانا بجيرونٍ وهالهم / أن ليس اهل يجيرون وجيران
حلُّوا من الجزع محتلاً بحيث حصا / ه الحرّ تان وحيث القلب حرّان
قد قدَّروا انَّ نجراناً معرّسهم / واين من ذملان العيس نجران
ورّب هيماء قد ضلَّ الدليل بها / يستاف ترب ثراها وهو حيران
فما اهتدى قائف فيها على اثرٍ / ولا تعسَّفها ذئبٌ وسرحان
مجاهل لست قبل البين اعرفها / حتى تعرَّفت أن البين عرفان
دار طواها البلى من بعد ما انتشرت / عصباً وشايعه شيح وحوذان
ما كلما قيل نعمٌ فهي منعمةٌ / او كلما شاق وادٍ فهو نعمان
يعينني الدمع والاخوان تخذلني / والدمع عونٌ لمن خانته اعوان
اخوانك الناس ما دام الزمان اخاً / كثرٌ فان قلَّ مال قلَّ اخوان
لو رام ذا الدهر انساناً اخا ثقةٍ / لأعوز الدهر بين الناس انسان
ان يسهر الطرف او ينفر به وسنٌ / فبالحدوج كحيل الطرف وسنان
اغار حتى اذا مرَّ النسيم به / فكيف لو باسمه قد فاه غيران
ولا تظنّ شؤون المرء واحدةً / فكلُّ يوم له من امره شانُ
لئن لبست لباس الشيب رائعه / فقد نزعت شبابي وهو ريعان
قد كنت كالأجدل الغطريف مزدهياً / ايام تنعق في فوديّ غربان
وحبذا الشعرات البيض لو بقيت / قد حال لون وبعد الشيب الوان
قد كنت اكتمها في الراس مستترا / لو كان يستر شيئاً شاع كتمان
كانَّ مضمرِها قد راح يظهرها / فكيف يضمر شيء وهو اعلان
اهل القباب المنيفات التي سطعت / تحت الظلام بها اللضيف نيران
كأنما الضيف في أبياتهم وله ال / أمر المطاع ورب البيت سيَّان
لا بل يرون ثواء الضيف مغنمة / حتى كأنهم للضيف ضيفان
المانعون اذا ما ذلَّ جارهم / والمنعمون أذا ما عزَّ احسان
والراكبون ظهور العزم ما مشيت / بهم جيادهم والارض جثمان
والمالكون من الجبَّار كبرته / والتاركوه بصغرٍ وهو خزيان
جلُّوا فعزُّ واقبيلا في مواطنهم / اذا القبائل اجلت وهي ذلان
لا ينطقون بعوراء الكلام ولا / تصيخ منهم إلى العوراء آذان
بزّتهم آل حرب تاج ملكهم / وهم لمفرق هام الفخر تيجان
تعمموا بتريك البيض واتشحوا / بالبيض للحرب والادراع قمصان
يجرُّ برديه هفهاف القميص به / كما يجرّ فضول الريط نشوان
مستوجس لا يذوق الغمض ناظره / ذئب الغضاة ازلّ السمع يقظان
فأين عدنان والاحياء من مضر / يا لا نأت مضر الحمرا وعدنان
يا بهجة القلب ما للقلب عنك هوىً
يا بهجة القلب ما للقلب عنك هوىً / وسلوة النفس لو تسطيع سلوانا
انسان عيني وما عيني بناظرة / سواك يا انسها في الناس انسانا
لم يزه الا بروض منك مربعنا / زهواً ولم يغن أنساً عنك مغنانا
لي بين صدغيك بستان زها زهرا / شيحاً ورنداً وقيصوماً وحوذانا
نرعى الخدود رياضاً منك مونقة / ونشرب الغنج من عينيك غدرانا
نقبِّل الكاس ثغراً منك مبتسماً / ونهصر الغصن قداً منك ريانا
وتنثني الريح تثني منك معتدلاً / باناً اذا ما تثنى اخجل البانا
يعزى الشقيق الى خديك منتسباً / لو كان نعمان حيّاً شاق نعمانا
عودتنا الوصل حتى اذا بخلت به / لم ترضَ بالهجر حتى ازددت هجرانا
فعد الى الوصل والمعروف تصنعه / لا تشمتنَّ عداك اللوم اعدانا
كتمت حبك حينا ثم بحت به / وصاحب الحب لا يسطيع كتمانا
ان تنأ فالعين لم تبرح تصوب دماً / او تدنو فالقلب لا ينفكُّ ولهانا
اعدُّ حبك لي ربحا وبعدك لي / اعدّ حب جميع الناس خسرانا
من باع ودّاً بود فيك يصنعه / فقد وهبتك صدق الود مجَّانا
اتيتنا بفنون الظرف منك اجل / لقد تفنن فيك الظرف افنانا
امير حسن قضى في الجود محتكماً / يرى عليَّ له في الحب سلطانا
فيا رعى اللَه من يرعى العهود يرى / فينا الرعاية نرعاه ويرعانا
ولم نزل نجمع الروحين في بدنٍ / حتى تفارق ارواحاً وابدانا
نشكو اليه عليه فيه منه قلىً / يا من اليه عليه منه شكوانا
اجرى على القلب ريعاً ثم روَّعه / يا مجلباً ليَ ترويعا وريعانا
يا كاحل الجفن بالتهويم حسبك قد / كحَّلت منيَ بالتسهيد اجفانا
هل تذكرنَّ ليالينا التي سلفت / ام هل نسيت وعهدي لست تنسانا
اخيَّ هل راجع ليل فينظمنا / بشطّ دجلة نظم العقد اخوانا
بتنا على البدر حيث النجم يرمقنا / بطرفه في ضمير الليل ندمانا
بمجلس مشرف الاطراف مرتفع / عالٍ تطول به الجلاس كيوانا
يا حي دجلة والجرفان قد طفحا / فيضاً يسيل على الرضراض عقيانا
كأنما البدر القى فوق جدولها / لونا سجنجل يكسو الماء الوانا
نسرّح اللحظ في مجرى سبائكها / فيصدر الطرف دون الورد حيرانا
نطيل نجوى لو انَّ النجم يفهمها / لخرَّ نجم الدجى شوقاً لنجوانا
لو كنت تطلبنا والملتقى كثب / لما طلبت حياة دون لقيانا
مطرَّحين على الانقاء من سهر / نثني النمارق انقاءً وكثبانا
يجثو بنا الغمض والاشواق تنهضنا / للهو حيناً وللاطراب احيانا
نهبُّ نبتدر اللذات ما عرضت / مثنى فمثنى ووحدانا فوحدانا
يضمُّنا الشوق ضمَّ البرد لابسه / حتى تلابس اقصانا بادنانا
يلفُّ بعضا على بعض نسيم صبا / كما يلف على الاغصان اغصانا
حتى اذا الكلب اخفى من عقيرته / والطير غرَّد والناعور غنانا
قمنا وقام رهيف القد اهيفه / كسلان يسحب فوق الارض اردانا
يمشي اختيالا كما يمشي النزيف وقد / مالت بهامته الاقداح نشوانا
لا يملك الخطو الا ان نزّجيَهُ / كما تزجي صحاة الشرب سكرانا
وعقرب الصدغ دبَّت فوق وجنته / والفرع ينساب فوق المتن ثعبانا
مضت بتلك الليالي الصالحات لنا / نوىً شطونٌ تمدُّ البحر اشطانا
احبابنا إن تهن فيكم وسائلنا / فحسبنا كل شيء بعدكم هانا
ان فرَّق البين ما بيني وبينكم / فقد صحبتكم دهراً وازمانا
هلا نكون كما كنا وكان لنا / فانما العيش ما كنا وما كانا
تركت في النجف الا على لصحبتكم / صحباً واهلا واوطانا وجيرانا
عوضتمونيَ عن اهلي وعن وطني / بالاهل اهلاً وبالاوطان اوطانا
لا شمت برق ثنايا الغور بعدكم / ولا بوجرة قد غازلت غزلانا
ولا اغبَّ بلادا قطر سارية / بها اقمتم سكوب المزن هتانا
لم يبق في الدهر شيء بعد ذا حسن
لم يبق في الدهر شيء بعد ذا حسن / قد أزمع الحسن والإحسان والحسن
حلَّت غداة نوى الترحال ظعن فتى / حي الحلال فيا لا قوض الظعن
مضت بموءتمن عمن مضى خلف / باق وحين مضى لم يبقَ مؤتمن
يا مرعي العين ان تلتذَّ في وسنٍ / ازل قذى العين حتى يرعوي الوسن
ان الذي غاب عن انسانها لفتى / لولا الممات لأحيت جعفر السنن
لا درَّ درُّ زمان قد اساء بما / قد نال من حسن يا قبح الزمن
لِلّه درُّاخٍ نازعته بفمي / درَّ اللبان فصافي بيننا اللبن
وصاحبٍ ليَ قد الوى لطيته / اتبعته شجناً لو عاقه الشجن
اخفى عليه تباريحي واعلنها / وليس ينفعني سرٌّ ولا علن
حتى رميت بوجد غير مكتمن / والوجد يبرز احيانا ويكتمن
كم مورد ساغ بعد الحتف بابن تقى / ما كل مورد حتف ماؤه اسن
يا عثرة الدهر فيمن كم اقال بني ال / دهر العثار لخاب العاثر الافن
ليت العثار لوجه فيه غبرته / وجلَّ آخر طلق المجتلى حسن
لا قلت بعدك للدهر العثور لعا / ولا اقيل ومن قالوا لعاً لعنوا
وناعم بدنا في منزل خشن / افضي عليه بنعمى المنزل الخشن
من ينظر المرء في ايامه يره / كالغصن يذبل بعد النضرة الغصن
وكل محترز ريّاً الى ظمأ / يعود أظمأ شيء ما سقى المزن
والدهر اول ما تمضي له محن / كذاك آخر ما تبقى له محن
لا يعدم الدهر يوما عادماً حزنا / لم تفترق شيم الايام والحزن
والارض للمرء اما ظهرها وطن / له مقرٌّ واما بطنه وطن
والناس كالبدن للتنحار إن سلمت / لا تسلم الناس حتى تسلم البدن
انَّ الانام وان طالت سلامتها / لابد يقرنها في ميتة قرن
لا ينفع المرء مال يستعدُّ به / ولا شجاعةَ ان اودى ولا جبن
ومستقرٍّ على ايدي احبته / سدىً يداول بالايدي ويحتضن
اوهى الرقاب على الاعواد محتملا / حتى تخيل محمولا بها حضن
ساروا به بسرير كلما اجتهدوا / ان يسرعوا الخطو اجلالاً به وهنوا
لو كان مما يردُّ الحتف طعن قناً / لردَّت الحتف عنها بالقنا اليزن
او كان مما يردّ الموت ضرب ظبي / لردَّت الموت عنها بيضها اليمن
يمشي بنا اجل تلقاء غايته / وليس تنفعنا زغف ولا جنن
قد قاد محتصد الآراء في شطنٍ / قود الجنيب ولم يستحصد الشطن
اودى الذي ملأ الأيام سابقة / وكان مذ كان وهو السابق الارن
لا يتبع المال مناً حين ينفقه / والمنُّ بالجود نجل المرء والمنن
او يعقبنَّ نداه الجم وجمته / ما كل ذي كرم في وجمة قمن