القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِسْماعِيل صَبْري باشا الكل
المجموع : 7
شُكراً على ما بدا من صِدقِ وُدِّكُم
شُكراً على ما بدا من صِدقِ وُدِّكُم / فَإِنَّني من صَميم القَلب مَمنونُ
وَاللَهِ ما بِعتُكم حُبّا بِغَيرِكُم / وَلو فعلتُ إذاً إِنّي لِمَغبونُ
وَإِنَّما قد قَضى أَمرُ المَليك بذا / وَكلُّ عبدٍ بِأَمر المَلكِ مَرهونُ
وَبعدُ فَالقَلب إِن أَجسامُنا اِفتَرَقَت / مقيَّدٌ بحبال الوُدِّ مَقرونُ
فَأَسأَلُ اللَهَ إِبقاءَ الهناءِ لكم / إِنَّ الهناء بحمد اللَهِ مَضمونُ
يا غرَّةَ العامِ جوزي الأُفقَ صاعدةً
يا غرَّةَ العامِ جوزي الأُفقَ صاعدةً / إلى السماءِ بآمالِ المحبّينا
إِنّي سَأَلتُ لكِ الأَيّامَ صافيةً / يا مَيُّ قولي معي بِاللَهِ آمينا
أَقصِر فُؤادي فما الذِكرى بِنافِعةٍ
أَقصِر فُؤادي فما الذِكرى بِنافِعةٍ / ولا بِشافِعَةٍ في رَدٍّ ما كانا
سلا الفُؤادُ الذي شاطَرتهُ زمناً / حملَ الصَبابَةِ فاِخفِق وَحدكَ الآنا
ما كان ضَرَّك إِذ عُلِّقتَ شمسَ ضُحىً / لو ادَّكَرتَ ضَحايا العِشقِ أَحيانا
هلّا أخَذتَ لهذا اليَومِ أُهبَتَهُ / من قَبلِ أَن تُصبِحُ الأَشواقُ أَشجانا
لَهفي عَلَيكَ قَضَيتَ العُمرَ مُقتَحِماً / في الوَصلِ ناراً وفي الهِجرانِ نيرانا
يا مَورِداً كنتُ أَغنى ما أَكونُ بهِ
يا مَورِداً كنتُ أَغنى ما أَكونُ بهِ / عن كلِّ صافٍ إذا ما باتَ يُرويني
عندي لمائكَ والأَقداحُ طَوعُ يدي / ملآي من الماء شَوقٌ كادَ يُرديني
يا مَن أقامَ إذ تملَّكَه
يا مَن أقامَ إذ تملَّكَه / ما بين نارَين من شَوقٍ ومن شجَنِ
تَفديكَ أعيُنُ قَومٍ حولَكَ ازدحَمَت / عَطشى إلى نَهلَةٍ من وَجهِكَ الحسنِ
وَتَستَعيذُ إذا أَلفَتكَ مُبتَسماً / عن لؤلؤٍ بِالنُهى حِرزا من الفِتنِ
جرَّدتَ كلَّ مليحٍ من ملاحتِه / لم تَتَّقِ اللَهَ في ظبيٍ وَلا غُصنِ
فَاِستَبقِ لِلبَدرِ بينَ الشُهبِ رُتبَته / تملِكهُ في أوجهِ عبداً بلا ثمَنِ
يا وامِضَ البَرقِ كم نبَّهتَ من شجَنٍ
يا وامِضَ البَرقِ كم نبَّهتَ من شجَنٍ / في أَضلُعٍ ذَهَلت عن دائِها حينا
فالماءُ في مُقلٍ وَالنارُ في مهجٍ / قد حارَ بينَهُما أمرُ المُحِبّينا
لولا تذَكُّرُ أَيّامٍ لنا سَلَفت / ما باتَ يَبكى دماً في الحَيِّ باكينا
يا آل وُدِّيَ عودوا لا عدِمتُكُمُ / وَشاهِدوا وَيحَكُم فعلَ النَوى فينا
يا نسمَةً ضَمَّخت أذيالها سحراً / أَزهرُ أَندَلُسٍ هُبّي بوادينا
لا القَومَ قَومي وَلا الأَعوانُ أَعواني
لا القَومَ قَومي وَلا الأَعوانُ أَعواني / إذا وَنى يومَ تحصيلِ العُلا وَاني
وَلَستُ إن لم تُؤَيِّدني فَراعِنَةٌ / منكم بِفِرعَون عالي العَرشِ وَالشانِ
وَلستُ جبّارَ ذا الوادي إِذا سَلِمَت / جبالُه تلك من غاراتِ أَعواني
لا تَقرَبوا النيلَ إن لم تَعمَلوا عملاً / فَماؤهُ العذبُ لم يُخلَق لِكَسلانِ
رِدوا المَجرَّةَ كَدّاً دونَ مَورِدِهِ / أو فَاِطلُبوا غَيرَهُ رِيّاً لِظَمآنِ
وَاِبنوا كما بَنتِ الأَجيالُ قَبلَكمُ / لا تَترُكوا بعدَكم فخراً لإِنسانِ
أَمَرتُكُم فَأَطيعوا أَمرَ رَبِّكُمُ / لا يَثنِ مُستَمِعاً عن طاعةٍ ثاني
فَالمُلكُ أمرٌ وَطاعاتٌ تُسابِقهُ / جَنباً لِجَنبٍ إلى غاياتِ إحسانِ
لا تَترُكوا مُستَحيلاً في اِستِحالتِهِ / حتّى يُميطَ لكُم عن وجهِ إمكانِ
مقالةٌ هبَطَت من عرشِ قائِلِها / على مناكبِ أَبطالٍ وَشُجعانِ
مادَت لها الأَرضُ من ذُعرٍ ودانَ لها / ما في المقطَّمِ من صَخرٍ وَصَوّانِ
لو غيرُ فِرعَونَ أَلقاها على ملإٍ / في غيرِ مِصرَ لعُدَّت حُلمَ يَقظانِ
لكنَّ فِرعَونَ إن نادى بها جَبَلاً / لَبَّت حجارتُه في قَبضَةِ الباني
وآزَرَتهُ جماهيرٌ تَسيلُ بها / بِطاحُ وادٍ بماضي القَومِ ملآنِ
يَبنونَ ما تَقِفُ الأَجيالُ حائِرَةً / أمامَه بين إعجابٍ وَإذعانِ
من كُلِّ ما لَم يَلِد فكرٌ وَلا فُتِحَت / على نَظائِرِهِ في الكَونِ عَينانِ
وَيُشبِهونَ إذا طاروا إلى عملٍ / جِنّاً تَطيرُ بِأَمرٍ من سُلَيمانِ
بِرّاً بِذي الأَمرِ لا خَوفاً وَلا طَمعاً / لكنَّهُم خُلِقوا طُلّابَ إتقانِ
أهرامُهُم تلك حيّ الفَنِّ مُتَّخِذاً / من الصُخورِ بُروجاً فوقَ كيوانِ
قَد مرَّ دهرٌ عليها وهيَ ساخرةٌ / بما يُضَعضَعُ من صَرحٍ وَإيوانِ
لم يَأخُذِ اللَيلُ منها وَالنَهارُ سِوى / ما يَأخُذُ النَملُ من أَركانِ نَهلانِ
كَأنَّها وَالعوادي في جوانِبِها / صَرعى بناءُ شياطينٍ لِشَيطانِ
جاءَت إِلَيها وُفودُ الأَرضِ قاطِبةً / تَسعى اشتِياقاً إلى ما خلَّدَ الفاني
فَصَغَّرت كلَّ موجودٍ ضَخامَتُها / وَغضَّ بُنيانُها من كلِّ بُنيانِ
وعادَ مُنكِرُ فَضلِ القَومِ مُعتَرِفاً / يُثنى على القَومِ في سِرٍّ وَإعلانِ
تِلكَ الهَياكِلُ في الأَمصارِ شاهِدَةً / بِأَنَّهُم أهلُ سَبقٍ أهلُ إمعانِ
وَأنَّ فِرعَونَ في حولٍ وَمَقدِرَةٍ / وَقومَ فِرعَونَ في الإِقدامِ كُفؤانِ
إذا أقامَ عَلَيهم شاهِداً حجرٌ / في هَيكَلٍ قامَتِ الأُخرى بِبُرهانِ
كَأنَّما هيَ وَالأَقوامُ خاشِعَةٌ / أمامَها صُحُفٌ من عالمٍ ثاني
تَستَقبِلُ العينَ في أَثنائِها صُوَرٌ / فَصيحةُ الرَمزِ دارَت حولَ جُدران
لو أَنَّها أُعطِيَت صوتاً لكانَ له / صدىً يُرَوِّعُ صُمَّ الإِنسِ وَالجانِ
أَينَ الأُلى سَجَّلوا في الصَخرِ سيرَتَهُم / وَصَغَّروا كلَّ ذي مُلكٍ وَسُلطان
بادوا وَبادَت على آثارِهِم دُوَلٌ / وَادرِجوا طَيَّ أخبارٍ وَأكفانِ
وَخَلفوا بعدَهُم حرباً مُخَلَّدَةً / في الكونَ ما بينَ أحجارٍ وأزمانِ
يا نائِما والقَنا غابٌ تَحُفُّ به / أفِق فَرُبَّ أمانٍ غيرِ مَأمون
وَاِنظُر حَوالَيكَ مِن خوفٍ وَمن حذَرٍ / فَالغابُ مُذ خُلِقَت مَأوى السَراحينِ
لَم تَأمَن الشَمس وهي الشَمسُ ما خَبَأَت / لها المَقاديرُ في طيِّ الأَحايينِ
عبد الحميد سَيُحصى ما صَنَعتَ غداً / بين الأَنامِ وَيُلقى في المَوازينِ
إن يَرجَحِ الخيرُ نعمَ الخيرُ من عملٍ / دَخَلتَ في زُمرَةِ الغرِّ المَيامينِ
أو يَغلِبِ الشرُّ لا كانَت عصابَتُه / عُدِدتَ في صَرحهِ أقوى الأَساطينِ
إن لم تكُن لا ثناكَ الدهرُ عَن أَمدٍ / شَيخَ السَلاطينِ كُن شَيخَ الفَراعين
إِنّا عهِدناكَ لا تَرضى إِذا اِستَبَقَت / صيدُ المُلوكِ إلى الغاياتِ بِالدونِ
لا يُرهِقَنَّكَ حكمُ الناسِ فهوَ غداً / مُستَأنَفٌ عند سُلطانِ السَلاطين
يا قومَ عُثمانَ حَيّوا في معاهِدِكُم / عصرَ الرَشادِ وَريشوا البَأسَ باللينِ
إن تَنصُروهُ تَرَوا تحقيقَ ما طَمحَت / إليه أَنفُسُ هاتيكَ المَلايين
الحقُّ أَبلَجُ سُلّوا دونَ بَيضَتِه / قبل السُيوفِ سُيوفا مِن بَراهينِ
لا تَلبَسوا ثَوبَهُ بين الأَنام غداً / مُلَطَّخاً بِدَمِ القَومِ المَساكين
يا مُقفِرَ المُلكِ إِلّا من جلالتِهِ / وَمُلبِسَ القومِ ثوبِ العِزِّ وَالهونِ
وَجاعِلَ الأَمرِ وَالأَحكامِ بينَهمُ / سِرَّ الملائكِ أو سِرَّ الشَياطينِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025