المجموع : 10
اِشرب هَنيئاً عليك التاج مرتفقا
اِشرب هَنيئاً عليك التاج مرتفقا / بصوت شادٍ ودضع شاذاً وغمدانا
إِن كانَ أَلبسَت العليا ابنَ ذي يَزنٍ / تاجاً فقد أَلبستك اليومَ تيجانا
بانوا فَليت غَرامي بعدَهم بانا
بانوا فَليت غَرامي بعدَهم بانا / واِستشعر القَلبُ بعد البَين سُلوانا
لا بل سَروا بفؤادي قبلَ سيرهم / وأَبدَلوا من جَميلِ الصَبرِ أَحزانا
هَل يَعلَم الصَحبُ أَنّي بعد فُرقتِهم / أَبيتُ أَرعى نجومَ اللَيل سَهرانا
أَقضي الزَمانَ ولا أَقضي به وَطَراً / وأَقطعُ الدَهرِ أَشواقاً وأَشجانا
ولا غَريبَ إِذا أَصبَحتُ ذا حَزَنٍ / إنَّ الغَريبَ حزينٌ حيثما كانا
أَرى فؤادي وإِن ضاقَت مسالكُه / بمدح نَجل رَسول اللَهِ جَذلانا
عمّار أَبنيةِ المجد الَّذي رَفَعت / آباؤُه الغرُّ من ناديه أَركانا
السيِّدُ الماجدُ النَدبُ الشَريفُ ومن / قد بذَّ بالفضل أَكفاءً وأَقرانا
سما به النسبُ الوضّاح فاِجتمعت / فيه المَحامدُ أَشكالاً وأَلوانا
يا واسعَ الخُلق إِفضالاً ومكرُمةً / وموسعَ الخَلق إِنعاماً وإِحسانا
فُقتَ الكرامَ بما أَولَيتَ من كَرَمٍ / لِلَّه درُّك مِفضالاً ومِعوانا
ما قلتَ في المجدِ قَولاً يوم مُفتخر / إِلّا أَقمتَ عليه منك بُرهانا
لا زلتَ في الدَهر مرضيَّ العُلى أَبَداً / وَنائلاً من إِلَه الخَلق رِضوانا
عَلَيكَ منّي سَلامُ اللّه ما صَدحت / ورقُ الحمام وهزَّ الريحُ أَغصانا
شَوقي إليكم يا أَهل ودّي
شَوقي إليكم يا أَهل ودّي / أَلَّف بينَ الأَسى وَبَيني
هَذا وَشَوقي لكم أَراه / شَوقاً لِنَفسي من غير مَينِ
وصدقُ ما أَدَّعيه فيكم / أَنَّ عليّاً أَبو الحُسَينِ
يا راحلينَ وهم في القَلب سكّانُ
يا راحلينَ وهم في القَلب سكّانُ / هَل غَيرُ قَلبي لكم مأوى وأَوطانُ
خذوا من الأَرض أَنّى شئتم نُزُلاً / فأَنتم في سويدا القَلب قُطّانُ
وأَنتَ يا حاديَ الظُعن الَّتي ظعنت / فيها العشيَّةَ أَقمارٌ وأَغصانُ
باللَه إِن لم يكن بدٌّ لمن ظعنوا / من منزل بالحِمى تأويه أَظعانُ
فعُج بشرقيِّ وادي الرَمل من إضم / حيثُ الغضا والأَضى والرندُ والبانُ
لعلَّهم أَن يَحلّوا منه منزلةً / كانوا يحلُّونها والدهرُ جَذلانُ
أَيّامَ أَختالُ في برد الصِبا مَرَحاً / والعمرُ غضٌّ وصفو العيش فَينانُ
لا أَوحشَ اللّهُ من ناءٍ تؤرِّقُني / ذكراه وهو خليُّ البال وَسنانُ
أَذوى وَريق شَبابي بعدَه ظمأٌ / وَغصنُه من مياهِ الحُسن ريّانُ
حَيّا به اللَهُ يَوماً روحَ عاشقه / فإنَّما هو للأَرواح رَيحانُ
قد جلَّ في حُسنه عن أَن يقاسَ به / ظبيٌ وَبَدرٌ وأَغصانٌ وكثبانُ
لِلَّه كَم فيه مِن حُسنٍ يُدِلُّ به / لو كانَ يشفعُ ذاك الحسنَ إِحسانُ
يا عاذلي في هَواه لا ترم شططاً / دَعني فعذلُك شانٌ والهوى شانُ
وَاللَه ما جادَل العذالَ عاشقُه / إلّا وقام له بالحسنِ بُرهانُ
وأَين من سمعيَ اللاحي وزُخرفُهُ / ولي من الحُبِّ سُلطانٌ وَشيطانُ
وَلَيلةً بات بَدري وهو مُعتنقي / فيها سُروراً وبدرُ الأُفق غَيرانُ
فظلَّ يَنقَعُ من قَلبي غَليلَ جوىً / إذ كانَ من قبل إِعراضٌ وهجرانُ
حتّى بدا الفَجرُ فاِرتاعت كواكبُها / كأَنَّها نَقَدٌ وَالفَجرُ سرحانُ
فَقامَ يَثني قواماً زانَه هَيَفٌ / كأَنَّه بِمُدام الوصل نَشوانُ
وَراحَ وَالدَمعُ من أَجفانِه دُرَرٌ / وَرحتُ والدَمعُ مِن جفنيّ عِقيانُ
لِلَّه أَزمانُ وَصلٍ قد مَضَت وقضت / أَن لا تَعودَ بها ما عشتُ أَزمانُ
مرَّت فَلَم يَبقَ لي إلّا تذكُّرُها / وذكرُ ما قد مَضى للوجد عنوانُ
فَيا زَمانَ اللِوى حيِّيتَ من زَمَنٍ / ولا أَغبَّ اللِوى وَالسَفحَ هتّانُ
أَمعلنَ النَوح في أَغصانِه شجناً
أَمعلنَ النَوح في أَغصانِه شجناً / خفِّض عليك فقد أَودى بك الشجنُ
هَذي غصونُك لا تنفكُّ مائسةً / وَذاكَ إِلفُكَ لم يَعصِف به الزَمَنُ
فَكَيفَ بي لا أَزالُ الدهرَ منفرداً / جافي المضاجِع لا إِلفٌ ولا سَكَنُ
ألوى بحادثِ عَهدي حادِثٌ جللٌ / وَشفَّني مِن زَماني الهمُّ والحَزَنُ
وَاللَّه لَو رمتُ في غَرامي
وَاللَّه لَو رمتُ في غَرامي / إِلزامَ من عنه قد نَهاني
أَقمتُ من حاجبَي حبيبي / عليه بُرهانا اِقتراني
يَقول تفّاحُنا الزاهي بنضرته
يَقول تفّاحُنا الزاهي بنضرته / وَقَد جنته يَدُ الجاني من الفَنَنِ
وَقلَّدته يدُ الحسناءِ عاتقَها / ما أبتُ من غُصنٍ إلّا إلى غصنِ
يا متعباً بنقوشِ الخَطِّ أَنملَه
يا متعباً بنقوشِ الخَطِّ أَنملَه / وَساهرَ اللّيلِ لَم يَرقُد وَلَم يَنَمِ
دَع عَنكَ ما راحَت الأَقلام تنقشُهُ / في صَفحةِ السيفِ ما يُغني عنِ القلمِ
فارقتُ مكّةَ والأقدارُ تُقحِمُني
فارقتُ مكّةَ والأقدارُ تُقحِمُني / وَلي فؤادٌ بها ثاوٍ مَدى الزَمنِ
فارقتُها لا رضىً منّي وقد شهدَت / بذاكَ أَملاكُ ذاك الحِجر والرُكُنِ
فارقتُها وبودّي إذ فَرَقتُ بها / لَو كانَ قد فارَقت روحي بها بَدَني
قامَت تُديرُ سُلافاً من مُراشِفها
قامَت تُديرُ سُلافاً من مُراشِفها / حَبابُها لؤلؤ الثَغرِ الجمانيِّ
في لَيلَةٍ من أَثيثِ الشعر حالكةٍ / منها دَجا حندسُ اللَيل الدَجوجيِّ
تُريك إِن أَسفرَت غرّاءَ مائسةً / بدرَ السماء على أَعطافِ خَطيِّ
من أَينَ للظَبي أَن يَحكي ترائِبَها / وَلَو تشبَّه ما حاكٍ بمحكيِّ
كَم لَوعَةٍ بتُّ أُخفيها وأُظهِرُها / فيها وسِرُّ التَصابي غيرُ مَخفيِّ
أَما وَصَعدَةِ قدٍّ مِن مَعاطِفها / وعَضبِ لَحظٍ نضَتهُ هِندوانيِّ
ما إِن عذلت على حُبّي الفؤادَ لها / إلّا وَجاءَ بعُذرٍ فيه عُذريِّ
وافَت فأَذكَت هُموماً غير خامدة / وأذكرتني عَهداً غيرَ مَنسيِّ
يا حبَّذا نظرةً هام الفؤادُ بها / أَزرَت وعينيكَ بالظَبي الكناسيِّ
لَقَد نعمتُ بِوَعدٍ منك مُنتَظَرٍ / وَنائِلٍ مِن نظامِ الدين مَقضيِّ